فصل: تفسير الآية رقم (188):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (188):

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}
{قُل لآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا} أجلبه {وَلاَ ضَرّاً} أدفعه {إِلاَّ مَا شَآءَ الله وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب} ما غاب عني {لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخير وَمَا مَسَّنِىَ السوء} من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضارّ {إن} ما {أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ} بالنار للكافرين {وَبَشِيرٌ} بالجنة {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (189):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
{هُوَ} أي الله {الذي خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة} أي آدم {وَجَعَلَ} خَلق {مِنْهَا زَوْجَهَا} حوّاء {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} ويألفها {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا} جامعها {حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا} هو النطفة {فَمَرَّتْ بِهِ} ذهبت وجاءت لخفته {فَلَمَّآ أَثْقَلَت} كبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون الولد بهيمة {دَّعَوَا الله رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا} ولداً {صالحا} سَوِيّاً {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين} لك عليه.

.تفسير الآية رقم (190):

{فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
{فَلَمَّآ ءاتاهما} ولداً {صالحا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ} وفي قراءة بكسر الشين والتنوين: أي شريكاً {فِيمَآ ءاتاهما} بتسميته عبد الحارث ولا ينبغي أن يكون عبداً إلا الله، وليس بإِشراك في العبودية لعصمة آدم. وروى سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإِنه يعيش، فسمته فعاش، فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره». رواه الحاكم وقال: صحيح، والترمذي وقال: حسن غريب {فتعالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي أهل مكة به من الأصنام، والجملة مسببة عطف على {خلقكم} وما بينهما اعتراض.

.تفسير الآية رقم (191):

{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
{أَيُشْرِكُونَ} به في العبادة {مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ}.

.تفسير الآية رقم (192):

{وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)}
{وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ} أي لعابديهم {نَصْرًا وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} بمنعها ممن أراد بهم سُوءاً من كسر أو غيره، والاستفهام للتوبيخ.

.تفسير الآية رقم (193):

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
{وَإِن تَدْعُوهُمْ} أي الأصنام {إِلَى الهدى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} بالتخفيف والتشديد {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ} إليه {أَمْ أَنتُمْ صامتون} عن دعائهم لا يتبعون لعدم سماعهم.

.تفسير الآية رقم (194):

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
{إِنَّ الذين تَدْعُونَ} تعبدون {مِن دُونِ الله عِبَادٌ} مملوكة {أَمْثَالُكُمْ فادعوهم فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ} دعاءكم {إِن كُنتُمْ صادقين} في أنها آلهة، ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال:

.تفسير الآية رقم (195):

{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهآ أَمْ} بل أ {لَهُمْ أَيْدٍ} جمع (يد) {يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ} بل أ {لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهآ أَمْ} بل أ {لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ}؟ استفهام إنكاري: أي ليس لهم شيءٌ من ذلك مما هو لكم، فكيف تعبدونهم وأنتم أتمُّ حالاً منهم؟ {قُلْ} لهم يا محمد {ادعوا شُرَكَآءَكُمْ} إلى هلاكي {ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ} تمهلونِ فإني لا أبالي بكم.

.تفسير الآية رقم (196):

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}
{إِنَّ وَلِيِّىَ الله} متولي أموري {الذي نَزَّلَ الكتاب} القرآن {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصالحين} بحفظه.

.تفسير الآية رقم (197):

{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}
{والذين تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} فكيف أُبالي بهم؟.

.تفسير الآية رقم (198):

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
{وَإِن تَدْعُوهُمْ} أي الأصنام {إِلَى الهدى لاَ يَسْمَعُواْ وتراهم} أي الأصنام يا محمد {يَنظُرُونَ إِلَيْكَ} أي يقابلونك كالناظر {وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (199):

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}
{خُذِ العفو} اليسر من أخلاق الناس ولا تبحث عنها {وَأْمُرْ بالعرف} المعروف {وَأَعْرِض عَنِ الجاهلين} فلا تقابلهم بسفههم.

.تفسير الآية رقم (200):

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}
{وإِمَّا} فيه إدغام نون (إن) الشرطية في (ما) المزيدة {يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ} أي إن يصرفك عما أمرت به صارف {فاستعذ بالله} جواب الشرط، وجواب الأمر محذوف: أي يدفعه عنك {إِنَّهُ سَمِيعٌ} للقول {عَلِيمٌ} بالفعل.

.تفسير الآية رقم (201):

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
{إِنَّ الذين اتقوا إِذَا مَسَّهُمْ} أصابهم {طَآئِفٌ} وفي قراءة {طيف} أي شيء ألمّ بهم {مِّنَ الشيطان تَذَكَّرُواْ} عقاب الله وثوابه {فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} الحق من غيره فيرجعون.

.تفسير الآية رقم (202):

{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
{وإخوانهم} أي إخوان الشياطين من الكفار {يَمُدُّونَهُمْ} أي الشياطين {فِي الغى ثُمَّ} هم {لاَ يُقْصِرُونَ} يكفون عنه بالتبصر كما تبصَّر المتقون.

.تفسير الآية رقم (203):

{وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
{وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم} أي أهل مكة {بآية} مما اقترحوا {قَالُواْ لَوْلاَ} هلا {اجتبيتها} أنشأتها من قِبَل نفسك {قُلْ} لهم {إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يوحى إِلَىَّ مِن رَّبِّى} وليس لي أن آتي من عند نفسي بشيء {هذا} القرآن {بَصَآئِرَ} حجج {مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (204):

{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
{وَإِذَا قُرِئ القرءان فاستمعوا لَهُ وَأَنصِتُواْ} عن الكلام {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبَّر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه، وقيل في قراءة القرآن مطلقاً.

.تفسير الآية رقم (205):

{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
{واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ} أي سرّاً {تَضَرُّعًا} تذللاً {وَخِيفَةً} خوفاً منه {وَ} فوق السرّ {وَدُونَ الجهر مِنَ القول} أي قصداً بينهما {بالغدو والأصال} أوائل النهار وأواخره {وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الغافلين} عن ذكر الله.

.تفسير الآية رقم (206):

{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}
{إِنَّ الذين عِندَ رَبِّكَ} أي الملائكة {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} يتكبَّرون {عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ} يُنَزِّهونه عَما لا يليق به {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} أي يخصونه الخضوع والعبادة فكونوا مثلهم.

.سورة الأنفال:

.تفسير الآية رقم (1):

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)}
{يَسْأَلُونَكَ} يا محمد {عَنِ الأنفال} الغنائم لمن هي؟ {قُلْ} لهم {الأنفال لِلَّهِ والرسول} يجعلانها حيث شاءَا فقسمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء. رواه الحاكم في المستدرك {فاتقوا الله وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} أي حقيقة ما بينكم بالمودّة وترك النزاع {وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} حقاً.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}
{إِنَّمَا المؤمنون} الكاملون الإِيمان {الذين إِذَا ذُكِرَ الله} أي وعيده {وَجِلَتْ} خافت {قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءاياته زَادَتْهُمْ إيمانا} تصديقاً {وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} به يثقون لا بغيره.

.تفسير الآية رقم (3):

{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}
{الذين يُقِيمُونَ الصلاة} يأتون بها بحقوقها {وَمِمَّا رزقناهم} أعطيناهم {يُنفِقُونَ} في طاعة الله.

.تفسير الآية رقم (4):

{أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
{أولئك} الموصوفون بما ذكر {هُمُ المؤمنون حَقّاً} صدقاً بلا شك {لَّهُمْ درجات} منازل في الجنة {عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} في الجنة.

.تفسير الآية رقم (5):

{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)}
{كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بالحق} متعلق ب (أخرج) {وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ المؤمنين لكارهون} الخروج، والجملة حال من كاف (أخرجك) و(كما) خبر مبتدأ محذوف: أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجِكَ في حال كراهتهم، وقد كان خيراً لهم، فكذلك هذه أيضاً، وذلك أنّ أبا سفيان قدم بِعِيرٍ من الشام، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها، فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلو مكة ليذبُّوا عنها وهم النفير، وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت، فقيل لأبي جهل ارجع فأبى وسار إلى بدر، فشاورالنبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال: «إنّ الله وعدني إحدى الطائفتين»، فوافقوه على قتال النفير، وكره بعضهم ذلك وقالوا: لم نستعد له، كما قال تعالى:

.تفسير الآية رقم (6):

{يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}
{يجادلونك فِي الحق} القتال {بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ} ظهر لهم {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الموت وَهُمْ يَنظُرُونَ} إليه عياناً في كراهتهم له.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}
{وَ} اذكر {إِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطآئفتين} العير أو النفير {أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ} تريدون {أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشوكة} أي البأس والسلاح وهي العير {تَكُونُ لَكُمْ} لقلة عَدَدِها وعُددها بخلاف النفير {وَيُرِيدُ الله أَن يُحِقَّ الحَقَّ} يظهره {بكلماته} السابقة بظهور الإِسلام {وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكافرين} آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير.

.تفسير الآية رقم (8):

{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}
{لِيُحِقَّ الحق وَيُبْطِلَ} يمحق {الباطل} الكفر {وَلَوْ كَرِهَ المجرمون} المشركون ذلك.