فصل: تفسير الآية رقم (9):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (9):

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
اذكر {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} تَطْلبونَ منه الغوث بالنصر عليهم {فاستجاب لَكُمْ أَنِّي} أي بأني {مُمِدُّكُمْ} معينكم {بِأَلْفٍ مِّنَ الملائكة مُرْدِفِينَ} متتابعين يردف بعضهم بعضاً، وعدهم بها أولاً ثم صارت ثلاثة آلاف ثم خمسة كما في [آل عمران:125]. وقرئ شذوذاً {بآلُفٍ} (جمع ألْف) كأفلُس جمع (فَلَسْ).

.تفسير الآية رقم (10):

{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)}
{وَمَا جَعَلَهُ الله} أي الإِمداد {إِلاَّ بشرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (11):

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
اذكر {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النعاس أَمَنَةً} أمناً مما حصل لكم من الخوف {مِنْهُ} تعالى {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السمآء مآءً لّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} من الأحداث والجَنَابَات {وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشيطان} وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحقّ ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء {وَلِيَرْبِطَ} يحبس {على قُلُوبِكُمْ} باليقين والصبر {وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقدام} أن تسوخ في الرمل.

.تفسير الآية رقم (12):

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}
{إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الملائكة} الذين أمدّ بهم المسلمين {أنِّى} أي بأني {مَّعَكُمْ} بالعون والنصر {فَثَبّتُواْ الذين ءَامَنُواْ} بالإِعانة والتبشير {سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب} الخوف {فاضربوا فَوْقَ الأعناق} أي الرؤوس {واضربوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} أي أطراف اليدين والرجلين، فكان الرجل يقصد ضرب رقبة الكافر فتسقط قبل أن يصل إليه سيفه، ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة من حصى فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه منها شيء فُهزِمُوا.

.تفسير الآية رقم (13):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)}
{ذلك} العذاب الواقع بهم {بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ} خالفوا {الله وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ الله شَدِيدُ العقاب} له.

.تفسير الآية رقم (14):

{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}
{ذلكم} العذاب {فَذُوقُوهُ} أيها الكفار في الدنيا {وَأَنَّ للكافرين} في الآخرة {عَذَابَ النار}.

.تفسير الآية رقم (15):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الذين كَفَرُواْ زَحْفاً} أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون {فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأدبار} منهزمين.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}
{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ} أي يوم لقائهم {دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً} منعطفاً {لِّقِتَالٍ} بأن يريهم الفرَّة مكيدة وهو يريد الكَرَّة {أَوْ مُتَحَيِّزاً} منضماً {إلى فِئَةٍ} جماعة من المسلمين يستنجد بها {فَقَدْ بَآءَ} رجع {بِغَضَبٍ مِّنَ الله وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير} المرجع هي، وهذا مخصوص بما إذا لم يزد الكفار على الضعف.

.تفسير الآية رقم (17):

{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ} ببدر بقوّتكم {ولكن الله قَتَلَهُمْ} بنصره إياكم {وَمَا رَمَيْتَ} يا محمد أعين القوم {إِذْ رَمَيْتَ} بالحصى لأنّ كفاً من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر {ولكن الله رمى} بإيصال ذلك إليهم، فعل ذلك ليقهر الكافرين {وَلِيُبْلِىَ المؤمنين مِنْهُ بَلآءً} عطاء {حَسَنًا} هو الغنيمة {إِنَّ الله سَمِيعٌ} لأقوالهم {عَلِيمٌ} بأحوالهم.

.تفسير الآية رقم (18):

{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)}
{ذلكم} الإِبلاء حقّ {وَأَنَّ الله مُوهِنُ} مضعف {كَيْدِ الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (19):

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}
{إِن تَسْتَفْتِحُواْ} أيها الكفار أي تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم: اللهم أيُّنَا كان أقطعَ للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة: أي أهلكه {فَقَدْ جَآءَكُمُ الفتح} القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين {وَإِن تَنتَهُواْ} عن الكفر والحرب {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ} لقتال النبي صلى الله عليه وسلم {نَعُدْ} لنصره عليكم {وَلَن تُغْنِىَ} تدفع {عَنكُمْ فِئَتُكُمْ} جماعاتكم {شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ الله مَعَ المؤمنين} بكسر (إن) استئنافاً وفتحها على تقدير اللام.

.تفسير الآية رقم (20):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ} تعرضوا {عَنْهُ} بمخالفة أمره {وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} القرآن والمواعظ.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)}
{وَلاَ تَكُونُواْ كالذين قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} سماع تدبر واتعاظ وهم المنافقون أو المشركون.

.تفسير الآية رقم (22):

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)}
{إِنَّ شَرَّ الدوآب عِندَ الله الصم} عن سماع الحق {البكم} عن النطق به {الذين لاَ يَعْقِلُونَ} ه.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
{وَلَوْ عَلِمَ الله فِيهِمْ خَيْرًا} صلاحاً بسماع الحق {لأَسْمَعَهُمْ} سماعَ تفهُّم {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ} فرضاً وقد علم أن لا خير فيهم {لَتَوَلَّواْ} عنه {وَهُم مُّعْرِضُونَ} عن قبوله عناداً وجحوداً.

.تفسير الآية رقم (24):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
{مُّعْرِضُونَ ياأيها الذين ءَامَنُواْ استجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} بالطاعة {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} من أمر الدين لأنه سبب الحياة الأبدية {واعلموا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ} فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته {وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} فيجازيكم بأعمالكم.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}
{واتقوا فِتْنَةً} إن أصابتكم {لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} بل تعمهم وغيرهم، واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر {واعلموا أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب} لمن خالفه.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}
{واذكروا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض} أرض مكة {تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ الناس} يأخذكم الكفار بسرعة {فَآوَاكُمْ} إلى المدينة {وَأَيَّدَكُم} قوّاكم {بِنَصْرِهِ} يوم بدر بالملائكة {وَرَزَقَكُم مِّنَ الطيبات} الغنائم {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} نعمه.

.تفسير الآية رقم (27):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}
ونزل في أبي لبابة مروان بن عبد المنذر وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لينزلوا على حكمه، فاستشاروه فأشار إليهم أنه الذبح لأن عيالهُ وماله فيهم {ياأيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَخُونُواْ الله والرسول} لا {تَخُونُواْ أماناتكم} ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره. {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)}
{واعلموا أَنَّمَآ أموالكم وأولادكم فِتْنَةٌ} لكم صادّة عن أمور الآخرة {وَأَنَّ الله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} فلا تُفَوِّتوه بمراعاة الأموال والأولاد والخيانة لأجلهم.

.تفسير الآية رقم (29):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}
ونزل في توبته {عَظِيمٌ ياأيها الذين ءَامَنُواْ إَن تَتَّقُواْ الله} بالإِنابة وغيرها {يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} بينكم وبين ما تخافون فتنجونِ {وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} ذنوبكم {والله ذُو الفضل العظيم}.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}
{وَ} اذكر يا محمد {إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذين كَفَرُواْ} وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة {لِيُثْبِتُوكَ} يوثقوك ويحبسوك {أَوْ يَقْتُلُوكَ} كلهم قِتْلِةَ رجل واحد {أَوْ يُخْرِجُوكَ} من مكة {وَيَمْكُرُونَ} بك {وَيَمْكُرُ الله} بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبّروه وأمرك بالخروج {والله خَيْرُ الماكرين} أعلمهم به.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}
{وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا} القرآن {قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هاذآ} قاله النضر بن الحارث لأنه كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدّث بها أهل مكة {إن} ما {هذا} القرآن {إلآ أساطير} أكاذيب {الاولين}.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)}
{وَإِذْ قَالُواْ اللهم إِن كَانَ هذا} الذي يقرؤه محمد {هُوَ الحق} المنزل {مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} مؤلم على إنكاره: قاله النضر أوغيره على سبيل الاستهزاء أوالإيهام أنه على بصيرة وجَزْم ببطلانه.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}
قال تعالى {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ} بما سألوه {وَأَنتَ فِيهِمْ} لأن العذاب إذا نزل عمَّ ولم تعذَّب أُمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها {وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} حيث يقولون في طوافهم: غفرانك غفرانك، وقيل: هم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [25: 48].

.تفسير الآية رقم (34):

{وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)}
{وَمَا لَهُمْ أَ} ن {لا يُعَذّبْهُمُ الله} بالسيف بعد خروجك والمستضعفين، وعلى القول الأوّل هي ناسخة لما قبلها، وقد عذَّبهم الله ببدر وغيرها {وَهُمْ يَصُدُّونَ} يمنعون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين {عَنِ المسجد الحرام} أن يطوفوا به {وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءَهُ} كما زعموا {أن} ما {أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ المتقون ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أن لا ولاية لهم عليه.