فصل: تفسير الآية رقم (32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (32):

{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)}
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ الله} شرعه وبراهينه {بأفواههم} بأقوالهم فيه {ويأبى الله إِلآ أَن يُتِمَّ} يُظْهر {نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون} ذلك.

.تفسير الآية رقم (33):

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}
{هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ} محمداً صلى الله عليه وسلم {بالهدى وَدِينِ الحق لِيُظْهِرَهُ} يعليه {عَلَى الدين كُلِّهِ} جميع الأديان المخالفة له {وَلَوْ كَرِهَ المشركون} ذلك.

.تفسير الآية رقم (34):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)}
{المشركون ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأحبار والرهبان لَيَأْكُلُونَ} يأخذون {أموال الناس بالباطل} كالرشا في الحكم {وَيَصُدُّونَ} الناس {عَن سَبِيلِ الله} دينه {والذين} مبتدأ {يَكْنِزُونَ الذهب والفضة وَلاَ يُنفِقُونَهَا} أي الكنوز {فِي سَبِيلِ الله} أي لا يؤدُّون منها حقه من الزكاة والخير {فَبَشِّرْهُم} أخبِرْهُم {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (35):

{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}
{يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فتكوى} تحرق {بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} وتوسع جلودهم حتى توضع عليها كلها. ويقال لهم {هذا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} أي جزاءه.

.تفسير الآية رقم (36):

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)}
{إِنَّ عِدَّةَ الشهور} المعتدّ بها للسنة {عِندَ الله اثنا عَشَرَ شَهْراً فِي كتاب الله} اللوح المحفوظ {يَوْمَ خَلَقَ السموات والارض مِنْهَآ} أي الشهور {أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} محرَّمة: ذو القعدة وذو الحجة والمحرّم ورجب {ذلك} أي تحريمها {الدين القيم} المستقيم {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ} أي الأشهر الحرم {أَنفُسَكُمْ} بالمعاصي، فإِنها فيها أعظم وزراً، وقيل: في الأشهر كلها {وَقَاتِلُواْ المشركين كَافَّةً} في كل الشهور {كَمَا يقاتلونكم كَآفَّةً واعلموا أَنَّ الله مَعَ المتقين} جميعاً بالعون والنصر.

.تفسير الآية رقم (37):

{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)}
{إِنَّمَا النسئ} أي التأخير لحرمة شهر إلى آخرَ كما كانت الجاهلية تفعله من تأخير حرمة (المحرم) إذا هلّ وهم في القتال إلى (صفر) {زِيَادَةٌ فِي الكفر} لكفرهم بحكم الله فيه {يُضِلُّ} بضم الياء وفتحها {بِهِ الذين كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ} أي النسيء {عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُواْ} يوافقوا بتحليل شهر وتحريم آخر بدله {عِدَّةَ} عدد {مَا حَرَّمَ الله} من الأشهر فلا يزيدون على تحريم أربعة أشهر ولا ينقصون ولا ينظرون إلى أعيانها {فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ الله زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أعمالهم} فظنّوه حسناً {والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (38):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38)}
ونزل لما دعا صلى الله عليه وسلم الناس إلى غزوة تبوك وكانوا في عسرة وشدّة حرّ فشقّ عليهم {ياأيها الذين ءَامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا فِي سَبِيلِ الله اثاقلتم} بإِدغام التاء في الأصل في المثلثة واجتلاب همزة الوصل أي تباطأتم وملتم عن الجهاد {إِلَى الأرض} والقعود فيها والاستفهام للتوبيخ {أَرَضِيتُم بالحياة الدنيا} ولذاتها {مِنَ الأخرة} أي بدل نعيمها؟ {فَمَا مَتَاعُ الحياة الدنيا فِي} جنب متاع {الأخرة إِلاَّ قَلِيلٌ} حقير.

.تفسير الآية رقم (39):

{إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
{إِلاَّ} بإِدغام (لا) في نون (إن) الشرطية في الموضعين (لا) {تَنفِرُواْ} تخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد {يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} مؤلماً {وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} أي يأت بهم بدلكم.
{وَلاَ تَضُرُّوهُ} أي اللهَ أو النبيَّ صلى الله عليه وسلم {شَيْئاً} بترك نصره فإن الله ناصر دينه {والله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ومنه نصر دينه ونبيه.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)}
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ} أي النبيَّ صلى الله عليه وسلم {فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذْ} حين {أَخْرَجَهُ الذين كَفَرُواْ} من مكة أي ألجَأُه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة {ثَانِيَ اثنين} حال أي أحد اثنين والآخر أبو بكر، المعنى نصره الله في مثل تلك الحالة فلا يخذله في غيرها {إِذْ} بدل من (إذ) قبله {هُمَا فِي الغار} نقب في جبل ثور {إِذْ} بدل ثان {يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين: لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا} بنصره {فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ} طمأنينته {عَلَيْهِ} قيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل على أبي بكر {وَأَيَّدَهُ} أي النبي صلى الله عليه وسلم {بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} ملائكة في الغار ومواطن قتاله {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذين كَفَرُواْ} أي دعوة الشرك {السفلى} المغلوبة {وَكَلِمَةُ الله} أي كلمة الشهادة {هِىَ العليا} الظاهرة الغالبة {والله عَزِيزٌ} في ملكه {حَكِيمٌ} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (41):

{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41)}
{انفروا خِفَافًا وَثِقَالاً} نشاطا وغير نشاط، وقيل أقوياء وضعفاء أو أغنياء وفقراء، وهي منسوخة بآية {لَّيْسَ عَلَى الضعفآء} [91: 9] {وجاهدوا بأموالكم وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه خير لكم فلا تثاقلوا.

.تفسير الآية رقم (42):

{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42)}
ونزل في المنافقين الذين تخلَّفوا {لَّوْ كَانَ} ما دعوتهم إليه {عَرْضاً} متاعاً من الدنيا {قَرِيبًا} سهل المأخذ {وَسَفَرًا قَاصِدًا} وسطاً {لاَّتَّبَعُوكَ} طلباً للغنيمة {ولكن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشقة} المسافة فتخلفوا {وَسَيَحْلِفُونَ بالله} إذا رجعتم إليهم {لَوِ استطعنا} الخروج {لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ} بالحلف الكاذب {والله يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لكاذبون} في قولهم ذلك.

.تفسير الآية رقم (43):

{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)}
وكان صلى الله عليه وسلم أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه، فنزل عتاباً له، وقدَّم العفو تطميناً لقلبه: {عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} في التخلف وهلا تركتهم {حتى يَتَبَيَّنَ لَكَ الذين صَدَقُواْ} في العذر {وَتَعْلَمَ الكاذبين} فيه؟

.تفسير الآية رقم (44):

{لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44)}
{لا يَسْتئْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الأَخِرِ} في التخلُّف عن {أَن يجاهدوا بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ والله عَلِيمٌ بالمتقين}.

.تفسير الآية رقم (45):

{إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)}
{إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ} في التخلَّف {الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر وارتابت} شَّكت {قُلُوبُهُمْ} في الدين {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} يتحيرون.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)}
{وَلَوْ أَرَادُواْ الخروج} معك {لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً} أُهبة من الآلة والزاد {ولكن كَرِهَ الله انبعاثهم} أي لم يرد خروجهم {فَثَبَّطَهُمْ} كسَّلهم {وَقِيلَ} لهم {اقعدوا مَعَ القاعدين} المرضى والنساء والصبيان، أي قدر الله تعالى ذلك.

.تفسير الآية رقم (47):

{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)}
{لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً} فساداً بتخذيل المؤمنين {وَلأَوْضَعُواْ خلالكم} أي أسرعوا بينكم بالمشي بالنميمة، {يَبْغُونَكُمُ} يطلبون لكم {الفتنة} بإلقاء العداوة {وَفِيكُمْ سماعون لَهُمْ} ما يقولون سماع قبول {والله عَلِيمٌ بالظالمين}.

.تفسير الآية رقم (48):

{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48)}
{لَقَدِ ابتغوا} لك {الفتنة مِن قَبْلُ} أوّل ما قدمت المدينة {وَقَلَّبُواْ لَكَ الأمور} أي أجالوا الفكر في كيدك وإِبطال دينك {حتى جَآء الحق} النصر {وَظَهَرَ} عَزَّ {أَمْرُ الله} دينه {وَهُمْ كارهون} له فدخلوا فيه ظاهراً.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49)}
{وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائذن لّي} في التخلف {وَلاَ تَفْتِنّى} وهو الجدّ بن قيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هل لك في جلاد بني الأصفر؟» فقال: إني مغرم بالنساء، وأخشى إن رَأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهنّ فأُفتتن. قال تعالى: {أَلا فِي الفتنة سَقَطُواْ} بالتخلُّف، وقرئ {سقط} {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين} لا محيص لهم عنها.

.تفسير الآية رقم (50):

{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)}
{إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ} كنصر وغنيمة {تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ} شدّة {يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَآ أَمْرَنَا} بالحزم حين تخلفنا {مِن قَبْلُ} قبل هذه المصيبة {وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} بما أصابك.

.تفسير الآية رقم (51):

{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)}
{قُلْ} لهم {لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا} إصابته {هُوَ مولانا} ناصرنا ومتولّي أمورنا {وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون}.

.تفسير الآية رقم (52):

{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)}
{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ} فيه حذف إحدى التاءين من الأصل: أي تنتظرون أن يقع {بِنَآ إِلآ إِحْدَى} العاقبتين {الحسنيين} تثنية (حُسْنى) تأنيث (أحْسَنَ): النصر أو الشهادة {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ} ننتظر {بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ الله بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ} بقارعة من السماء {أَوْ بِأَيْدِينَا} بأن يؤذن لنا في قتالكم {فَتَرَبَّصُواْ} بنا ذلك {إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ} عاقبتكم.

.تفسير الآية رقم (53):

{قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53)}
{قُلْ أَنفِقُواْ} في طاعة الله {طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ} ما أنفقتموه {إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فاسقين} والأمر هنا بمعنى الخبر.