فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (16):

{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
{قُل لَّوْ شَآءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلآ أدراكم} أعلمكم {بِهِ} و(لا) نافية عطف على ما قبله. وفي قراءة بلام جواب (لو) أي: لأعلَمكم به على لسان غيري {فَقَدْ لَبِثْتُ} مكثت {فِيكُمْ عُمُراً} سنين أربعين {مِّن قَبْلِهِ} لا أحدثكم بشيء {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أنه ليس من قبلي؟.

.تفسير الآية رقم (17):

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
{فَمَنْ} أي لا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} بنسبة الشريك إليه {أَوْ كَذَّبَ بئاياته} القرآن {إِنَّهُ} أي الشأن {لاَ يُفْلِحُ} يَسْعد {المجرمون} المشركون.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} أي غيره {مَا لاَ يَضُرُّهُمْ} إن لم يعبدوه {وَلاَ يَنفَعُهُمْ} إن عبدوه وهو الأصنام {وَيَقُولُونَ} عنها {هؤلاء شفعاؤنا عِندَ الله قُلْ} لهم {أَتُنَبِّئُونَ الله} تخبرونه {بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض} استفهام إنكار، أي: لو كان له شريك لَعَلِمَهُ، إذ لا يخفى عليه شيء {سبحانه} تنزيهاً له {وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ه معه.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
{وَمَا كَانَ الناس إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً} على دين واحد وهو الإِسلام من لدن آدم إلى نوح. وقيل من عهد إبراهيم إلى عمرو بن لحيِّ {فاختلفوا} بأن ثبت بعض وكفر بعض {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ} بتأخير الجزاء إلى يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} أي الناس في الدنيا {فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من الدين بتعذيب الكافرين.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}
{وَيَقُولُونَ} أي أهل مكة {لَوْلاَ} هلا {أُنزِلَ عَلَيْهِ} على محمد صلى الله عليه وسلم {ءَايَةٌ مّن رَّبِّهِ} كما كان للأنبياء من الناقة والعصا واليد {فَقُلْ} لهم {إِنَّمَا الغيب} ما غاب عن العباد: أي أمره {لِلَّهِ} ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو، وإنما عليَّ التبليغ {فانتظروا} العذاب إن لم تؤمنوا {إِنِّى مَعَكُم مِّنَ المنتظرين}.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
{وَإِذَا أَذَقْنَا الناس} أي كفار مكة {رَحْمَةً} مطراً وخصباً {مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ} بؤس وجدب {مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِي ءَايَاتِنَا} بالاستهزاء والتكذيب {قُلْ} لهم {الله أَسْرَعُ مَكْرًا} مجازاة {إِنَّ رُسُلَنَا} الحفظة {يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} بالتاء والياء.

.تفسير الآية رقم (22):

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
{هُوَ الذي يُسَيِّرُكُمْ} وفي قراءة {ينشركم} {فِي البر والبحر حتى إِذَا كُنتُمْ فِي الفلك} السفن {وَجَرَيْنَ بِهِم} فيه التفات عن الخطاب {بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} لَيّنة {وَفَرِحُواْ بِهَا جآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} شديدة الهبوب تكسر كل شيء {وَجَآءَهُمُ الموج مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} أي أُهلكوا {دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} الدعاء {لَئِنْ} لام القسم {أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذه} الأهوال {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين} الموحّدين.

.تفسير الآية رقم (23):

{فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
{فَلَمّآ أنجاهم إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحق} بالشِّرك {ياأيها الناس إِنَّمَا بَغْيُكُمْ} ظلمكم {على أَنفُسِكُمْ} لأن إثمه عليها، هو {متاع الحياة الدنيا} تمتعون فيها قليلاً {ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ} بعد الموت {فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} فنجازيكم عليه. وفي قراءة بنصب {متاع} أي: تتمتعون.

.تفسير الآية رقم (24):

{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}
{إِنَّمَا مَثَلُ} صفة {الحياة الدنيا كَمَاءٍ} مطرٍ {أنزلناه مِنَ السمآء فاختلط بِهِ} بسببه {نَبَاتُ الأرض} واشتبك بعضه ببعض {مِمَّا يَأْكُلُ الناس} من البُرِّ والشعير وغيرهما {والأنعام} من الكلأ {حتى إِذآ أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا} بهجتها من النبات {وازينت} بالزهر، وأصله: (تزينت)، أُبدلت التاء زاياً وأدغمت في الزاي {وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قادرون عَلَيْهَا} متمكنون من تحصيل ثمارها {أتاها أَمْرُنَا} قضاؤنا أو عذابنا {لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فجعلناها} أي زرعها {حَصِيداً} كالمحصود بالمناجل {كَأَنَ} مخففة أي كأنها {لَّمْ تَغْنَ} تكن {بالأمس كذلك نُفَصِّلُ} نبيِّن {الأيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}
{والله يَدْعُو إلى دَارِ السلام} أي السلامة وهي الجنة بالدعاء إلى الإِيمان {وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ} هدايته {إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ} دين الإِسلام.

.تفسير الآية رقم (26):

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ} بالإِيمان {الحسنى} الجنة {وَزِيَادَةٌ} هي النظر إليه تعالى كما في حديث مسلم {وَلاَ يَرْهَقُ} يغشى {وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ} سواد {وَلاَ ذِلَّةٌ} كآبة {أولئك أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}
{والذين} عطف على (الذين أحسنوا)، أي وللذين {كَسَبُواْ السيئات} عملوا الشرك {جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ الله مِنْ} زائدة {عَاصِمَ} مانع {كَأَنَّمَآ أُغْشِيَتْ} أُلبست {وُجُوهُهُمْ قِطَعًا} بفتح الطاء جمع (قطعة)، وإسكانها أي جزءاً {مِّنَ اليل مُظْلِمَاً أولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}
{وَ} اذكر {يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} أي الخلق {جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ} نُصِبَ بـ (الزموا) مقدّراً {أَنتُمْ} تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدّر ليعطف عليه {وَشُرَكَآؤُكُمْ} أي الأصنام {فَزَيَّلْنَا} ميَّزنا {بَيْنَهُمْ} وبين المؤمنين كما في آية {وامتازوا اليوم أَيُّهَا المجرمون} [59: 36] {وَقَالَ} لهم {شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} (ما) نافية، وقدّم المفعول للفاصلة.

.تفسير الآية رقم (29):

{فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)}
{فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن} مخففة أي إنا {كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لغافلين}.

.تفسير الآية رقم (30):

{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
{هُنَالِكَ} أي ذلك اليوم {تَبْلُواْ} من البلوى. وفي قراءة {تتلو} بتاءين من التلاوة {كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ} قدّمت من العمل {وَرُدُّواْ إِلَى الله مولاهم الحق} الثابت الدائم {وَضَلَّ} غاب {عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} عليه من الشركاء.

.تفسير الآية رقم (31):

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)}
{قُلْ} لهم {مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السمآء} بالمطر {والأرض} بالنبات {أَمَّن يَمْلِكُ السمع} بمعنى الأسماع أي خلقها {والأبصار وَمَن يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحى وَمَن يُدَبِّرُ الأمر} بين الخلائق؟ {فَسَيَقُولُونَ} هو {الله فَقُلْ} لهم {أَفَلاَ تَتَّقُونَ} ه فتؤمنون؟.

.تفسير الآية رقم (32):

{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)}
{فَذَلِكُمُ} الفّعال لهذه الأشياء {الله رَبُّكُمُ الحق} الثابت {فَمَاذَا بَعْدَ الحق إِلاَّ الضلال} استفهام تقرير أي ليس بعده غيره، فمن أخطأ الحق- وهو عبادة الله- وقع في الضلال {فإنى} كيف {تُصْرَفُونَ} عن الإِيمان مع قيام البرهان؟.

.تفسير الآية رقم (33):

{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)}
{كذلك} كما صُرِفَ هؤلاء عن الإِيمان {حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الذين فَسَقُواْ} كفروا. وهي {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ} الآية، أو هي {أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (34):

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ الله يَبْدؤُاْ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ فأنى تُؤْفَكُونَ} تصرفون عن عبادته مع قيام الدليل؟.

.تفسير الآية رقم (35):

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِى إِلَى الحق} بنصب الحجج وخلق الاهتداء؟ {قُلِ الله يَهْدِى لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الحق} وهو الله {أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى} يهتدى {إِلاَّ أَن يهدى} أحق أن يتبع؟ استفهام تقرير وتوبيخ، أي الأوّل أحق {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه؟.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)}
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ} في عبادة الأصنام {إِلاَّ ظَنّاً} حيث قلدوا فيه آباءهم {إَنَّ الظن لاَ يُغْنِى مِنَ الحق شَيْئًا} فيما المطلوب منه العلم {إِنَّ الله عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} فيجازيهم عليه.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}
{وَمَا كَانَ هذا القرءان أَن يفترى} أي افتراء {مِن دُونِ الله} أي غيره {ولكن} أُنْزِلَ {تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} من الكتب {وَتَفْصِيلَ الكتاب} تبيين ما كتبه الله من الأحكام وغيرها {لاَ رَيْبَ} شك {فِيهِ مِن رَّبِّ العالمين} متعلق بتصديق أو بـ (أنزل) المحذوف، وقرئ برفع {تصديق}، و{تفصيل} بتقدير «هو».

.تفسير الآية رقم (38):

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)}
{أَمْ} بل أ {يَقُولُونَ افتراه} اختلقه محمد {قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ} في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي {وادعوا} للإِعانة عليه {مَنِ استطعتم مِّن دُونِ الله} أي غيره {إِن كُنتُمْ صادقين} في أنه افتراء. فلم يقدروا على ذلك.