فصل: تفسير الآية رقم (39):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (39):

{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)}
قال تعالى {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} أي القرآن ولم يتدبروه {وَلَمَّا} لم {يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} عاقبة ما فيه من الوعيد {كذلك} التكذيب {كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} رسلهم {فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة الظالمين} بتكذيب الرسل: أي آخر أمرهم من الهلاك، فكذلك نُهلك هؤلاء.

.تفسير الآية رقم (40):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)}
{وَمِنْهُمْ} أي أهل مكة {مَن يُؤْمِنُ بِهِ} لعلم الله ذلك منه {وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ} أبداً {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بالمفسدين} تهديد لهم.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41)}
{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل} لهم {لِّى عَمَلِى وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ} أي لكلٍّ جزاء عمله {أَنتُمْ بَرِيئونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِئ مّمَّا تَعْمَلُونَ} وهذا منسوخ بآية السيف [5: 9].

.تفسير الآية رقم (42):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)}
{وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} إذا قرأت القرآن {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم} شبَّههم بهم في عدم الانتفاع بما يتلى عليهم {وَلَوْ كَانُواْ} مع الصمم {لاَ يَعْقِلُونَ} يتدبرون؟.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}
{وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِى العمى وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ}؟ شبَّههم بهم في عدم الاهتداء بل أعظم {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور} [46: 22].

.تفسير الآية رقم (44):

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}
{إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئًا ولكن الناس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنَ} أي كأنهم {لَّمْ يَلْبَثُواْ} في الدنيا أو القبور {إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النهار} لهول ما رأوا، وجملة التشبيه حال من الضمير {يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} يعرف بعضهم بعضاً إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدّة الأهوال، والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف {قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الله} بالبعث {وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ}.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}
{وَإِمَّا} فيه إدغام نون (إن) الشرطية في (ما) المزيدة {نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ} به من العذاب في حياتك، وجواب الشرط محذوف: أي فذاك {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} قبل تعذيبهم {فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ الله شَهِيدٌ} مُطَّلع {على مَا يَفْعَلُونَ} من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشدّ العذاب.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (47)}
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ} من الأمم {رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ} إليهم فكذبوه {قُضِىَ بَيْنَهُمْ بالقسط} بالعدل فيعذبون وينجَّى الرسول ومَن صدَّقه {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} بتعذيبهم بغير جُرم فكذلك نفعل بهؤلاء.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
{وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد} للعذاب {إِن كُنتُمْ صادقين} فيه؟.

.تفسير الآية رقم (49):

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)}
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرّاً} أدفعه {وَلاَ نَفْعاً} أجلبه {إِلاَّ مَا شَآءَ الله} أن يقدرني عليه، فكيف أملك لكم حلول العذاب؟ {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ} مدّة معلومة لهلاكهم {إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَئَخِرُونَ} يتأخّرون عنه {سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} يتقدّمون عليه.

.تفسير الآية رقم (50):

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)}
{قُلْ أَرَءَيْتُمْ} أخبروني {إِنْ أتاكم عَذَابُهُ} أي الله {بياتا} ليلاً {أَوْ نَهَارًا مَّاذَا} أيّ شيء {يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ} أي العذاب {المجرمون} المشركون؟ فيه وضع الظاهر موضع المضمر، وجملة الاستفهام جواب الشرط: كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني؟ والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه.

.تفسير الآية رقم (51):

{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} حلّ بكم {ءَامَنْتُمْ بِهِ} أي الله أو العذاب عند نزوله، والهمزة لإِنكار التأخير، فلا يقبل منكم ويقال لكم {ءآلئان} تؤمنون {وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} استهزاء؟.

.تفسير الآية رقم (52):

{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}
{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الخلد} أي الذي تخلدون فيه {هَلْ} ما {تُجْزَوْنَ إِلاَّ} جزاء {بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ}.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} يستخبرونك {أَحَقٌّ هُوَ} أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث؟ {قُلْ إِى} نعم {وَرَبِّى إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآأَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} بفائتين العذاب.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}
{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ} كفرت {مَّا فِي الأرض} جميعاً من الأموال {لاَفْتَدَتْ بِهِ} من العذاب يوم القيامة {وَأَسَرُّواْ الندامة} على ترك الإِيمان {لَمَّا رَأَوُاْ العذاب} أي أخفاها رؤساؤهم عن الضعفاء الذين أضلوهم مخافة التعيير {وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ} بين الخلائق {بالقسط} بالعدل {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} شيئاً.

.تفسير الآية رقم (55):

{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}
{أَلآ إِنَّ للَّهِ مَا فِي السماوات والأرض أَلآَ إِنَّ وَعْدَ الله} بالبعث والجزاء {حَقٌّ} ثابت {ولكن أَكْثَرَهُمْ} أي الناس {لاَّ يَعْلَمُونَ} ذلك.

.تفسير الآية رقم (56):

{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}
{هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم.

.تفسير الآية رقم (57):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
{ياأيها الناس} أي أهل مكة {قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبِّكُمْ} كتاب فيه ما لكم وما عليكم، وهو القرآن {وَشِفَآءٌ} دواء {لِمَا فِي الصدور} من العقائد الفاسدة والشكوك {وَهُدَىً} من الضلال {وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} به.

.تفسير الآية رقم (58):

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
{قُلْ بِفَضْلِ الله} الإِسلام {وَبِرَحْمَتِهِ} القرآن {فبذلك} الفضل والرحمة {فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} من الدنيا بالياء والتاء.

.تفسير الآية رقم (59):

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}
{قُلْ أَرَءَيْتُمْ} أخبروني {مَّآ أَنزَلَ الله} خلق {لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً} كالبحيرة والسائبة والميتة {قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} في ذلك التحليل والتحريم؟ لا {أَمْ} بل {عَلَى الله تَفْتَرُونَ} تَكْذِبون بنسبة ذلك إليه.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}
{وَمَا ظَنُّ الذين يَفْتَرُونَ عَلَى الله الكذب} أي: أيُّ شيء ظنهم به {يَوْمَ القيامة}؟ أيحسبون أنه لا يعاقبهم؟ لا {إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس} بإمهالهم والإِنعام عليهم {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
{وَمَا تَكُونُ} يا محمد {فِي شَأْنٍ} أمر {وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ} أي من الشأن أو الله {مِن قُرْءَانٍ} أنزله عليك {وَلاَ تَعْمَلُونَ} خاطبه وأمته {مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} رقباء {إِذْ تُفِيضُونَ} تأخذون {فِيهِ} أي العمل {وَمَا يَعْزُبُ} يغيب {عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ} وزن {ذَرَّةٍ} أصغر نملة {فِي الأرض وَلاَ فِي السمآء وَلآ أَصْغَرَ مِن ذلك وَلآ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كتاب مُّبِينٍ} بيّن: هو اللوح المحفوظ.

.تفسير الآية رقم (62):

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
{أَلآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (63):

{الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}
هم {الذين ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} الله بامتثال أمره ونهيه.

.تفسير الآية رقم (64):

{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
{لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا} فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة: يراها الرجل أو تُرَى له {وَفِي الأخرة} الجنة والثواب {لاَ تَبْدِيلَ لكلامات الله} لا خلف لمواعيده {ذلك} المذكور {هُوَ الفوز العظيم}.

.تفسير الآية رقم (65):

{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
{وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ} لك: {لست مرسلاً} وغيره {إِن} استئناف {العزة} القوّة {للَّهِ جَمِيعاً هُوَ السميع} للقول {العليم} بالفعل فيجازيهم وينصرك.

.تفسير الآية رقم (66):

{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
{أَلآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السموات وَمَن فِي الأرض} عبيداً وملكاً وخلقاً {وَمَا يَتَّبِعُ الذين يَدْعُونَ} يعبدون {مِن دُونِ الله} أي غيره أصناماً {شُرَكَآءَ} له على الحقيقة تعالى عن ذلك {إِن} ما {يَتَّبِعُونَ} في ذلك {إِلاَّ الظن} أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم {وَإِنْ} ما {هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} يَكذبِون في ذلك.

.تفسير الآية رقم (67):

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
{هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ اليل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ والنهار مُبْصِراً} إسناد الإِبصار إليه مجاز لأنه يبصر فيه {إِنَّ فِي ذلك لأيات} دلالات على وحدانيته تعالى {لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} سماع تدبر واتعاظ.