فصل: تفسير الآية رقم (68):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (68):

{قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}
{قَالُواْ} أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله {اتخذ الله وَلَدًا} قال تعالى لهم {سبحانه} تنزيهاً له عن الولد {هُوَ الغنى} عن كل أحد وإنما يَطلب الولد من يحتاج إليه {لَّهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} ملكاً وخلقاً وعبيداً {إِنْ} ما {عِندَكُمْ مِّن سلطان} حجة {بهذا} الذي تقولونه {أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} استفهام توبيخ.

.تفسير الآية رقم (69):

{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
{قُلْ إِنَّ الذين يَفْتَرُونَ عَلَى الله الكذب} بنسبة الولد إليه {لاَ يُفْلِحُونَ} لا يسعدون.

.تفسير الآية رقم (70):

{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}
لهم {متاع} قليل {فِي الدنيا} يتمتعون به مدّة حياتهم {ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} بالموت {ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العذاب الشديد} بعد الموت {بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ}.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}
{واتل} يا محمد {عَلَيْهِمْ} أي كفار مكة {نَبَأَ} خبر {نُوحٍ} ويبدل منه {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ياقوم إِنْ كَانَ كَبُرَ} شق {عَلَيْكُمْ مَّقَامِى} لبثي فيكم {وَتَذْكِيرِى} وعظي إياكم {بئايات الله فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ} اعزموا على أمر تفعلونه بي {وَشُرَكَآءَكُمْ} الواو بمعنى (مع) {ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} مستوراً بل أظهروه وجاهروني به {ثُمَّ اقضوا إِلَىَّ} امضوا في ما أردتموه {وَلاَ تُنظِرُونِ} تمهلون، فإني لست مبالياً بكم.

.تفسير الآية رقم (72):

{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} عن تذكيري {فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} ثواب عليه فتولوا {إِنْ} ما {أَجْرِىَ} ثوابي {إِلاَّ عَلَى الله وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المسلمين}.

.تفسير الآية رقم (73):

{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}
{فَكَذَّبُوهُ فنجيناه وَمَن مَّعَهُ فِي الفلك} السفينة {وجعلناهم} أي من معه {خلائف} في الأَرض {وَأَغْرَقْنَا الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا} بالطوفان {فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المنذرين} من إهلاكهم، فكذلك نفعل بمن كذبك.

.تفسير الآية رقم (74):

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ} أي نوح {رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ} كإبراهيم وهود وصالح {فَجَآءُوهُمْ بالبينات} المعجزات {فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ} أي قبل بعث الرسل إليهم {كذلك نَطْبَعُ} نختم {على قُلوبِ المعتدين} فلا تقبل الإِيمان، كما طبعنا على قلوب أولئك.

.تفسير الآية رقم (75):

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ موسى وهارون إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} قومه {بئاياتنا} التسع {فاستكبروا} عن الإِيمان بها {وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ}.

.تفسير الآية رقم (76):

{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
{فَلَمَّا جَآءَهُمُ الحق مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} بيِّن ظاهر.

.تفسير الآية رقم (77):

{قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
{قَالَ موسى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ} إنه لسحر {أَسِحْرٌ هذا}؟ وقد أفلح من أتى به وأبطل سحر السحرة {وَلاَ يُفْلِحُ الساحرون} والاستفهام في الموضعين للإِنكار.

.تفسير الآية رقم (78):

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
{قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا} لتردّنا {عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الكبريآء} الملك {فِي الأرض} أرض مصر {وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} مصدّقين.

.تفسير الآية رقم (79):

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائتونى بِكُلِّ ساحر عَلِيمٍ} فائق في علم السحر.

.تفسير الآية رقم (80):

{فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}
{فَلَمَّا جَاء السحرة قَالَ لَهُمْ موسى} بعدما قالوا له {إِمَّا أَن تُلْقِىَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الملقين} [115: 7] {أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ}.

.تفسير الآية رقم (81):

{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
{فَلَمَّآ أَلْقُوْاْ} حبالهم وعصيَّهم {قَالَ موسى مَا} استفهامية مبتدأ، خبره {جِئْتُمْ بِهِ ءآلسحر} بدل، وفي قراءة {السحر} بهمزة واحدة: (إخبار) فـ (ما) اسم موصول مبتدأ {إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ} أي سيمحقه {إِنَّ الله لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المفسدين}.

.تفسير الآية رقم (82):

{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}
{وَيُحِقُّ} يثبت ويظهر {الله الحق بكلماته} بمواعيده {وَلَوْ كَرِهَ المجرمون}.

.تفسير الآية رقم (83):

{فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
{فَمآ ءَامَنَ لموسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ} طائفة {مِنْ} أولاد {قَوْمِهِ} أي فرعون {على خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ} يصرفهم عن دينه بتعذيبه {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ} متكبِّر {فِي الأرض} أرض مصر {وَإِنَّهُ لَمِنَ المسرفين} المتجاوزين الحدّ بادّعاء الربوبية.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}
{وَقَالَ موسى ياقوم إِن كُنتُمْ ءَامَنْتُمْ بالله فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنْتُم مُّسْلِمِينَ}.

.تفسير الآية رقم (85):

{فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)}
{فَقَالُواْ على الله تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظالمين} أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتتنوا بنا.

.تفسير الآية رقم (86):

{وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}
{وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ القوم الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (87):

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
{وَأَوْحَيْنَآ إلى موسى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا} اتخذا {لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا واجعلوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} مصلًّى تصلّون فيه لتأمنوا من الخوف وكان فرعون منعهم من الصلاة {وَأَقِيمُوا الصلاة} أتموها {وَبَشِّرِ المؤمنين} بالنصر والجنة.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
{وَقَالَ موسى رَبَّنآ إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وأموالا فِي الحياة الدنيا رَبَّنَا} آتيتهم ذلك {لِيُضِلُّواْ} في عاقبته {عَن سَبِيلِكَ} دينك {رَبَّنَا اطمس على أموالهم} امسخها {واشدد على قُلُوبِهِمْ} اطبع عليها واستوثق {فَلاَ يُؤْمِنُواْ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} المؤلم. دعا عليهم وأمَّن هارون على دعائه.

.تفسير الآية رقم (89):

{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
{قَالَ} تعالى {قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا} فمسخت أموالهم حجارة ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق {فاستقيما} على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب {وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ} في استعجال قضائي. روي أنه مكث بعدها أربعين سنة.

.تفسير الآية رقم (90):

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
{وجاوزنا بِبَنِى إسراءيل البحر فَأَتْبَعَهُمْ} لحقهم {فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا} مفعول له {حتى إِذآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُ} أي بأنه، وفي قراءة بالكسر استئنافاً {لآ إله إِلاَّ الذي ءَامَنَتْ بِهِ بَنواْ إسراءيل وَأَنَاْ مِنَ المسلمين} كرّره ليقبل منه فلم يقبل، ودسَّ جبريل في فيه من حمأة البحر مخافة أن تناله الرحمة وقال له:

.تفسير الآية رقم (91):

{آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
{الآن} تؤمن {وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المفسدين} بضلالك وإضلالك عن الإِيمان.

.تفسير الآية رقم (92):

{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
{فاليوم نُنَجِّيكَ} نخرجك من البحر {بِبَدَنِكَ} جسدك الذي لا روح فيه {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ} بعدَك {ءَايَةً} عبرة فيعرفوا عبوديتك ولا يقدموا على مثل فعلك. وعن ابن عباس: أن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موته فأُخرج لهم لِيَرَوْه {وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ الناس} أي أهل مكة {عَنْ ءاياتنا لغافلون} لا يعتبرون بها.

.تفسير الآية رقم (93):

{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)}
{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا} أنزلنا {بَنِى إسراءيل مُبَوَّأَ صِدْقٍ} منزل كرامة وهو الشام ومصر {ورزقناهم مِّنَ الطيبات فَمَا اختلفوا} بأن آمن بعض وكفر بعض {حتى جآءَهُمُ العلم إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من أمر الدين بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين.

.تفسير الآية رقم (94):

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}
{فَإِن كُنتَ} يا محمد {فِي شَكٍّ مّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ} من القصص فرضاً {فَسْئَلِ الذين يَقْرَءُونَ الكتاب} التوراة {مِن قَبْلِكَ} فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال صلى الله عليه وسلم «لا أشك ولا أسأل» {لَقَدْ جَآءَكَ الحق مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} الشاكِّين فيه.

.تفسير الآية رقم (95):

{وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)}
{وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الذين كَذَّبُواْ بئآيات الله فَتَكُونَ مِنَ الخاسرين}.