فصل: تفسير الآية رقم (14):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (14):

{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}
{فَإ} ن {لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ} أي من دعوتموهم للمعاونة {فاعلموا} خطاب للمشركين {أَنَّمَآ أُنزِلَ} متلبساً {بِعِلْمِ الله} وليس افتراء عليه {وَأَنْ} مخففة أي أنه {لاَّ إله إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ} بعد هذه الحجة القاطعة؟ أي أسلموا.

.تفسير الآية رقم (15):

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)}
{مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا} بأن أصَرَّ على الشرك، وقيل: هي في المرائين {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أعمالهم} أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم {فِيهَا} بأن نوسِّع عليهم رزقهم {وَهُمْ فِيهَا} أي الدنيا {لاَ يُبْخَسُونَ} ينقصون شيئاً.

.تفسير الآية رقم (16):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)}
{أولئك الذين لَيْسَ لَهُمْ فِي الأخرة إِلاَّ النار وَحَبِطَ} بطل {مَا صَنَعُواْ فِيهَا} أي الآخرة فلا ثواب له {وباطل مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (17):

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}
{أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ} بيان {مِّن رَّبِّهِ} وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن {وَيَتْلُوهُ} يتبعه {شَاهِدٌ} له بصدقه {مِنْهُ} أي من الله وهو جبريل {وَمِن قَبْلِهِ} أي القرآن {كتاب موسى} التوراة شاهد له أيضاً {إَمَامًا وَرَحْمَةً}؟ حال، كمن ليس كذلك؟ لا {أولئك} أي من كان على بينة {يُؤْمِنُونَ بِهِ} أي بالقرآن فلهم الجنة {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب} جميع الكفار {فالنار مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ} شك {مِنْهُ} من القرآن {إِنَّهُ الحق مِن رَّبّكَ ولكن أَكْثَرَ الناس} أي أهل مكة {لاَ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}
{وَمِنْ} أي لا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} بنسبة الشريك والولد إليه {أولئك يُعْرَضُونَ على رَبِّهِمْ} يوم القيامة في جملة الخلق {وَيَقُولُ الأشهاد} جمع (شاهد) وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب {هؤلاءآء الذين كَذَبُواْ على رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ الله عَلَى الظالمين} المشركين.

.تفسير الآية رقم (19):

{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)}
{الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله} دين الإِسلام {وَيَبْغُونَهَا} يطلبون السبيل {عِوَجَاً} معوّجة {وَهُمْ بالأخرة هُمْ} تأكيد {كافرون}.

.تفسير الآية رقم (20):

{أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)}
{أولئك لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ} الله {فِي الأرض وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ الله} أي غيره {مِنْ أَوْلِيآءَ} أنصار يمنعونهم من عذابه {يضاعف لَهُمُ العذاب} بإضلالهم غيرهم {مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع} للحق {ومَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} ه أي لفرط كراهتهم له، كأنهم لم يستطيعوا ذلك.

.تفسير الآية رقم (21):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)}
{أولئك الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم {وَضَلَّ} غاب {عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} على الله من دعوى الشريك.

.تفسير الآية رقم (22):

{لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}
{لاَ جَرَمَ} حقاً {أَنَّهُمْ فِي الأخرة هُمُ الأخسرون}.

.تفسير الآية رقم (23):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَأَخْبَتُواْ} سكنوا واطمأنوا أو أنابوا {إلى رَبّهِمْ أولئك أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (24):

{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)}
{مَثَلُ} صفة {الفريقين} الكفار والمؤمنين {كالأعمى والأصم} هذا مثل الكافر {والبصير والسميع} هذا مثل المؤمن {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً}؟ لا {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} فيه إدغام التاء في الأصل في الذال: تتعظون.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)}
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ إِنَّى} أي بأني، وفي قراءة بالكسر على حذف القول {لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} بيِّن الإِنذار.

.تفسير الآية رقم (26):

{أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)}
{أَن} أي بأن {لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ} إن عبدتم غيره {عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} مؤلم في الدنيا والآخرة.

.تفسير الآية رقم (27):

{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}
{فَقَالَ الملأ الذين كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ} وهم الأشراف {مَا نراك إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا} ولا فضل لك علينا {وَمَا نراك اتبعك إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا} أسافلنا كالحاكة والأساكفة {بَادِىَ الرأى} بالهمز وتركه: أي ابتداء من غير تفكّر فيك ونصبه على الظرف: أي وقت حدوث أوّل رأيهم {وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} تستحقون به الاتباع منا {بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذبين} في دعوى الرسالة أدرجوا قومه معه في الخطاب.

.تفسير الآية رقم (28):

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)}
{قَالَ ياقوم أَرَءَيْتُمْ} أخبروني {إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ} بيان {مِّن رَّبِّى وءاتانى رَحْمَةً} نبوّة {مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ} خفيت {عَلَيْكُمْ} وفي قراءة بتشديد الميم والبناء للمفعول {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} أنجبركم على قبولها {وَأَنتُمْ لَهَا كارهون} لا نقدر على ذلك.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}
{وياقوم لآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على تبليغ الرسالة {مَالاً} تعطونيه {إِن} ما {أَجْرِىَ} ثوابي {إِلاَّ عَلَى الله وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الذين ءَامَنُواْ} كما أمرتموني {إِنَّهُمْ ملاقو رَبّهِمْ} بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم {ولكنى أراكم قَوْمًا تَجْهَلُونَ} عاقبة أمركم.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)}
{وياقوم مَن يَنصُرُنِى} يمنعني {مِنَ الله} أي عذابه {إِن طَرَدتُّهُمْ} أي لا ناصر لي {أَفلاَ} فهلا {تَذَكَّرُونَ} بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال: تتعظون.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}
{وَلآ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ الله وَلآ} أني {أَعْلَمُ الغيب وَلآ أَقُولُ إِنِّى مَلَكٌ} بل أنا بشر مثلكم {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى} تحتقر {أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ الله خَيْرًا الله أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ} قلوبهم {إِنِّى إِذاً} إن قلت ذلك {لَّمِنَ الظالمين}.

.تفسير الآية رقم (32):

{قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
{قَالُواْ يانوح قَدْ جادلتنا} خاصمتنا {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا} به من العذاب {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} فيه.

.تفسير الآية رقم (33):

{قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}
{قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ الله إِن شَآءَ} تعجيله لكم فإن أمره إليه لا إليَّ {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} بفائتين الله.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
{وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} أي إغواءكم وجواب الشرط دل عليه {ولاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى} {هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

.تفسير الآية رقم (35):

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
قال تعالى {أَمْ} بل أ {يَقُولُونَ} أي كفار مكة {افتراه} اختلق محمد القرآن {قُلْ إِنِ افتريته فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} إثمي، أي عقوبته {وَأَنَاْ بَرِئ مِّمَّا تُجْرِمُونَ} من إجرامكم في نسبة الافتراء.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
{وَأُوحِىَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءامَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ} تحزن {بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} من الشرك، فدعا عليهم بقوله: {رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض} [26: 71] فأجاب الله تعالى دعاءه وقال:

.تفسير الآية رقم (37):

{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
{واصنع الفلك} السفينة {بِأَعْيُنِنَا} بمرأى منا وحفظنا {وَوَحْيِنَا} أمرنا {وَلاَ تخاطبنى فِي الذين ظَلَمُواْ} كفروا بترك إهلاكهم {إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ}.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
{وَيَصْنَعُ الفلك} حكاية حال ماضية {وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ} جماعة {مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ} استهزأوا به {قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} إذا نجونا وغرقتم.

.تفسير الآية رقم (39):

{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)}
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن} موصولة مفعول العِلْم {يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ} ينزل {عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} دائم.

.تفسير الآية رقم (40):

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
{حتى} غاية للصنع {إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا} بإِهلاكهم {وَفَارَ التنور} للخباز بالماء،- وكان ذلك علامة لنوح- {قُلْنَا احمل فِيهَا} في السفينة {مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ} أي ذكر وأنثى: أي من كل أنواعهما {اثنين} ذكراً وأنثى وهو مفعول، وفي القصة أن الله حشر لنوح السباع والطير وغيرهما، فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملهما في السفينة {وَأَهْلَكَ} أي زوجته وأولاده {إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القول} أي منهم بالإِهلاك وهو زوجته وولده (كنعان) بخلاف (سام) و(حام) و(يافث) فحملهم وزوجاتهم الثلاثة {وَمَنْ ءَامَنَ وَمَآ ءامَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} قيل كانوا ستة رجال ونساءهم، وقيل جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء.