فصل: تفسير الآية رقم (41):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (41):

{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}
{وَقَالَ} نوح {اركبوا فِيهَا بِسْمِ الله مجراها ومرساها} بفتح الميمين وضمهما مصدران أي جريها ورسوّها أي منتهى سيرها {إِنَّ رَبّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} حيث لم يهلكنا.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)}
{وَهِىَ تَجْرِى بِهِمْ فِي مَوْجٍ كالجبال} في الارتفاع والعظم {ونادى نُوحٌ ابنه} كنعان {وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ} عن السفينة {يابنى اركب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (43):

{قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}
{قَالَ سَئَاوِى إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى} يمنعني {مِنَ المآء قَالَ لاَ عَاصِمَ اليوم مِنْ أَمْرِ الله} عذابهِ {إِلاَّ} لكن {مَن رَّحِمَ} الله فهو المعصوم. قال تعالى {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الموج فَكَانَ مِنَ المغرقين}.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}
{وَقِيلَ ياأرض ابلعى مَآءَكِ} الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء فصار أنهاراً وبحاراً {وياسمآء أَقْلِعِى} أمسكي عن المطر فأمسكت {وَغِيضَ} نقص {المآء وَقُضِىَ الأمر} تَمَّ أمر هلاك قوم نوح {واستوت} وقفت السفينة {عَلَى الجودى} جبل بالجزيرة بقربـ (الموصل) {وَقِيلَ بُعْدًا} هلاكاً {لِّلْقَوْمِ الظالمين} الكافرين.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)}
{وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابنى} كنعان {مِّنْ أَهْلِى} وقد وعدتني بنجاتهم {وَإِنَّ وَعْدَكَ الحق} الذي لا خلف فيه {وَأَنتَ أَحْكَمُ الحاكمين} أعلمهم وأعدلهم.

.تفسير الآية رقم (46):

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
{قَالَ} تعالى {يانوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} الناجين أو من أهل دينك {إِنَّهُ} أي سؤالك إِياي بنجاته {عَمَلٌ غَيْرُ صالح} فإِنه كافر ولا نجاة للكافرين، وفي قراءة بكسر ميم {عَمِل} فعل، ونصب {غَيْر} فالضمير لابنه {فَلاَ تَسئَلْنِ} بالتشديد والتخفيف {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} من إنجاء ابنك {إِنِّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين} بسؤالك ما لم تعلم.

.تفسير الآية رقم (47):

{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
{قَالَ رَبِّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ} من {أَنْ أَسْئلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى} ما فرط مني {وَتَرْحَمْنِى أَكُن مِّنَ الخاسرين}.

.تفسير الآية رقم (48):

{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)}
{قِيلَ يانوح اهبط} انزل من السفينة {بسلام} بسلامة أو بتحية {مِّنَّا وبركات} خيرات {عَلَيْكَ وعلى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ} في السفينة أي من أولادهم وذرّيتهم وهم المؤمنون {وَأُمَمٌ} بالرفع ممن معك {سَنُمَتِّعُهُمْ} في الدنيا {ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة وهم الكفار.

.تفسير الآية رقم (49):

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}
{تِلْكَ} أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح {مِنْ أَنبَآءِ الغيب} أخبار ما غاب عنك {نُوحِيهَآ إِلَيْكَ} يا محمد {مَا كُنتَ تَعْلَمُهآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هذا} القرآن {فاصبر} على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح {إِنَّ العاقبة} المحمودة {لِّلْمُتَّقِينَ}.

.تفسير الآية رقم (50):

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)}
{و} أرسلنا {إلى عَادٍ أَخَاهُمْ} من القبيلة {هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعبدوا الله} وحِّدوهُ {مَا لَكُم مِّنْ} زائدة {إله غَيْرُهُ إِنْ} ما {أَنتُمْ} في عبادتكم الأوثان {إِلاَّ مُفْتَرُونَ} كاذبون على الله.

.تفسير الآية رقم (51):

{يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
{ياقوم لآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على التوحيد {أَجْرًا إِنْ} ما {أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الذي فَطَرَنِى} خلقني {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
{وياقوم استغفروا رَبَّكُمْ} من الشرك {ثُمَّ تُوبُواْ} ارجعوا {إِلَيْهِ} بالطاعة {يُرْسِلِ السمآء} المطر- وكانوا قد مُنعوه- {عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً} كثير الدُّرور {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلى} مع {قُوَّتِكُمْ}. بالمال والولد {وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} مشركين.

.تفسير الآية رقم (53):

{قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}
{قَالُواْ ياهود مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ} برهان على قولك {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِى ءالِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ} أي لقولك {وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}.

.تفسير الآية رقم (54):

{إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)}
{إن} ما {نَّقُولُ} في شأنك {إِلاَّ اعتراك} أصابك {بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوءٍ} فخبلك لسَبِّك إياها فأنت تهذي {قَالَ إِنِّى أُشْهِدُ الله} عليّ {واشهدوا أَنِّى بَرِئ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} ه به.

.تفسير الآية رقم (55):

{مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
{مِن دُونِهِ فَكِيدُونِى} احتالوا في هلاكي {جَمِيعاً} أنتم وأوثانكم {ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ} تمهلون.

.تفسير الآية رقم (56):

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
{إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى الله رَبِّى وَرَبِّكُمْ مَّا مِن} زائدة {دَآبَّةٍ} نسمة تدب على الأرض {إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى الله} أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإِذنه، وخص (الناصية) بالذكر لأن من أُخذ بناصيته يكون في غاية الذل {إِنَّ رَبِّى على صراط مُّسْتَقِيمٍ} أي طريق الحق والعدل.

.تفسير الآية رقم (57):

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
{فَإِن تَوَلَّوْاْ} فيه حذف إحدى التاءين، أي تعرضوا {فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّى قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا} بإِشراككم {إِنَّ رَبِّى على كُلِّ شَئ حَفِيظٌ} رقيب.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)}
{وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا} عذابنا {نَجَّيْنَا هُودًا والذين ءَامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ} هداية {مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَليِظٍ} شديد.

.تفسير الآية رقم (59):

{وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)}
{وَتِلْكَ عَادٌ} إِشارة إلى آثارهم، أي فسيحوا في الأرض وانظروا إليها، ثم وصف أحوالهم فقال {جَحَدُواْ بئايات رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ} جُمِعَ لأن من عصى رسولاً عصى جميع الرسل لاشتراكهم في أصل ما جاؤوا به وهو التوحيد {واتبعوا} أي السفلة {أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} معاند للحق من رؤسائهم.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}
{وَأُتْبِعُواْ فِي هذه الدنيا لَعْنَةً} من الناس {وَيَوْمَ القيامة} لعنة على رؤوس الخلائق {أَلآ إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ} جحدوا {رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا} من رحمة الله {لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
{وَ} ارسلنا {إلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ} من القبيلة {صالحا قَالَ ياقوم اعبدوا الله} وحِّدوه {مَالَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ} ابتدأ خلقكم {مِّنَ الأرض} بخلق أبيكم آدم منها {واستعمركم فِيهَا} جعلكم عماراً تسكنون بها {فاستغفروه} من الشرك {ثُمَّ تُوبُواْ} ارجعوا {إِلَيْهِ} بالطاعة {إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ} من خلقه بعلمه {مُّجِيبٌ} لمن سأله.

.تفسير الآية رقم (62):

{قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
{قَالُواْ ياصالح قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً} نرجو أن تكون سيداً {قَبْلَ هذا} الذي صدر منك {أتنهانا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا} من الأوثان {وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} من التوحيد {مُّرِيبٍ} مُوقع في الريب.

.تفسير الآية رقم (63):

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
{قَالَ ياقوم أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ} بيان {مِّن رَّبِّى وءاتانى مِنْهُ رَحْمَةً} نبوَّة {فَمَن يَنصُرُنِى} يمنعني {مِّنَ الله} أي عذابه {إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِى} بأمركم لي بذلك {غَيْرَ تَخْسِيرٍ} تضليل.

.تفسير الآية رقم (64):

{وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)}
{وياقوم هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ ءايَةً} حال عامله الإِشارة {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ الله وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} عَقر {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} إِن عقرتموها.

.تفسير الآية رقم (65):

{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)}
{فَعَقَرُوهَا} عقرها قُدار بأمرهم {فَقَالَ} صالح {تَمَتَّعُواْ} عيشوا {فِي دَارِكُمْ ثلاثة أَيَّامٍ} ثم تهلكون {ذلك وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} فيه.

.تفسير الآية رقم (66):

{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}
{فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا} بإِهلاكهم {نَجَّيْنَا صالحا والذين ءامَنُواْ مَعَهُ} وهم أربعة آلاف {بِرَحْمَةٍ مِّنَّا و} نجيناهم {مِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ} بكسر الميم إعراباً، وفتحها بناء لإِضافته إلى مبني وهو الأكثر {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القوى العزيز} الغالب.