فصل: تفسير الآية رقم (67):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (67):

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
{وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة فَأَصْبَحُواْ فِي ديارهم جاثمين} باركين على الركب مَيِّتين.

.تفسير الآية رقم (68):

{كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
{كَأن} مخففة واسمها محذوف أي كأنهم {لَّمْ يَغْنَوْاْ} يقيموا {فِيهآ} في دارهم {أَلآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ} بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة.

.تفسير الآية رقم (69):

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
{وَلَقَدْ جآءَتْ رُسُلُنآ إبراهيم بالبشرى} بإسحاق ويعقوب بعده {قَالُواْ سلاما} مصدر {قَالَ سلام} عليكم {فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} مشوي.

.تفسير الآية رقم (70):

{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
{فَلَمَّا رءَآ أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} بمعنى أنكرهم {وَأَوْجَسَ} أضمر في نفسه {مِنْهُمْ خِيفَةً} خوفاً {قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنّآ أُرْسِلْنَآ إلى قَوْمِ لُوطٍ} لنهلكهم.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
{وامرأته} أي امرأة إِبراهيم (سارة) {قَآئِمَةً} تخدمهم {فَضَحِكَتْ} استبشاراً بهلاكهم {فبشرناها بإسحاق وَمِن وَرآءِ} بعد {إسحاق يَعْقُوبَ} ولده تعيش إِلى أن تراه.

.تفسير الآية رقم (72):

{قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
{قَالَتْ ياويلتى} كلمة تقال عند أمر عظيم، والألف مبدلة من ياء الإِضافة {ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ} لي تسع وتسعون سنة {وهذا بَعْلِى شَيْخًا} له مائة وعشرون سنة، ونصبه على الحال، والعامل فيه ما في (ذا) من الإِشارة {إِنَّ هذا لَشَئ عَجِيبٌ} أن يُولد ولدٌ لهرمين.

.تفسير الآية رقم (73):

{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
{قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله} قدرته {رَحْمَتُ الله وبركاته عَلَيْكُمْ} يا {أَهْلَ البيت} بيت إبراهيم {إِنَّهُ حَمِيدٌ} محمود {مَّجِيدٌ} كريم.

.تفسير الآية رقم (74):

{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبراهيم الروع} الخوف {وَجَآءَتْهُ البشرى} بالولد أخذ {يجادلنا} يجادل رسلنا {فِي} شأن {قَوْمِ لُوطٍ}.

.تفسير الآية رقم (75):

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)}
{إِنَّ إبراهيم لَحَلِيمٌ} كثير الأناة {أواه مُّنِيبٌ} رَجَّاع، فقال لهم: أتهلكون قرية فيها ثلثمائة مؤمن؟ قالوا لا قال: أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن؟ قالوا لا قال: أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمناً؟ قالوا لا قال: أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمناً؟ قالوا لا، قال: أفرأيتم إِن كان فيها مؤمن واحد؟ قالوا: لا، قال: {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطَاً قَالُوْا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا} [32: 29] الخ.

.تفسير الآية رقم (76):

{يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)}
فلما أطال مجادلتهم قالوا {ياإبراهيم أَعْرِضْ عَنْ هذا} الجدال {إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ} بهلاكهم {وَإِنَّهُمْ ءَاتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
{وَلَمَّا جآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِئ بِهِمْ} حَزنَ بسببهم {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} صدراً لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومَهُ {وَقَالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ} شديد.

.تفسير الآية رقم (78):

{وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
{وَجَآءَهُ قَوْمُهُ} لما علموا بهم {يُهْرَعُونَ} يُسرعون {إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ} قبل مجيئهم {كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات} وهي إِتيان الرجال في الأدبار {قَالَ} لوط {ياقوم هؤلاءآء بَنَاتِى} تزوَّجوهن {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ} تفضحون {فِي ضَيْفِى} أضيافي {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ} يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟.

.تفسير الآية رقم (79):

{قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
{قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ} حاجة {وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} من إِتيان الرجال.

.تفسير الآية رقم (80):

{قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً} طاقة {أَوْ ءَاوِى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ} عشيرة تنصرني لبطشت بكم.

.تفسير الآية رقم (81):

{قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
فلما رأت الملائكة ذلك: {قَالُواْ يالوط إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ} بسوء {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ} طائفة {مِّنَ اليل وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم {إِلاَّ امرأتك} بالرفع بدل من (أحد) وفي قراءة بالنصب استثناء من الأهل: أي فلا تسر بها {إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ} فقيل: لم يخرج بها وقيل: خرجت والتفتت فقالت: واقوماه، فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن وقت هلاكهم فقالوا {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصبح} فقال: أُريد أَعْجَل من ذلك، قالوا {أَلَيْسَ الصبح بِقَرِيبٍ}.

.تفسير الآية رقم (82):

{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
{فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا} بإِهلاكهم {جَعَلْنَا عاليها} أي قُراهم {سَافِلَهَا} أي بأن رفعها جبريل إِلى السماء وأسقطها مقلوبة إِلى الأرض {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} طين طبخ بالنار {مَّنْضُودٍ} متتابع.

.تفسير الآية رقم (83):

{مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}
{مُّسَوَّمَةً} معلمة عليها اسم من يُرْمى بها {عِندَ رَبِّكَ} ظرف لها {وَمَا هِىَ} الحجارة أو بلادهم {مِنَ الظالمين} أي أهل مكة {بِبَعِيدٍ}.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
{وَ} أرسلنا {إلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ ياقوم اعبدوا الله} وحِّدوه {مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ المكيال والميزان إِنِّى أراكم بِخَيْرٍ} نعمة تغنيكم عن التطفيف {وَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ} إِن لم تؤمنوا {عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} بكم يهلككم، وصف اليوم به مجازٌ لوقوعه فيه.

.تفسير الآية رقم (85):

{وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
{وياقوم أَوْفُواْ المكيال والميزان} أتموهما {بالقسط} بالعدل {وَلاَ تَبْخَسُواْ الناس أَشْيَاءَهُمْ} لا تنقصوهم من حقهم شيئاً {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} بالقتل وغيره من (عثي) بكسر المثلثة: أفسد، ومفسدين: حال مؤكدة لمعنى عاملها (تعثوا).

.تفسير الآية رقم (86):

{بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
{بَقِيَّتُ الله} رزقه الباقي لكم بعد إِيفاء الكيل والوزن {خَيْرٌ لَّكُمْ} من البخس {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} رقيب أجازيكم بأعمالكم، إِنما بعثت نذيراً.

.تفسير الآية رقم (87):

{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
{قَالُواْ} له استهزاء {ياشعيب أصلواتك تَأْمُرُكَ} بتكليف {أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَآؤُنآ} من الأصنام {أَوْ} نترك {أَن نَّفْعَلَ فِي أموالنا مَا نشاؤا} المعنى: هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير {إِنَّكَ لأَنتَ الحليم الرشيد} قالوا ذلك استهزاء.

.تفسير الآية رقم (88):

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
{قَالَ ياقوم أَرَءيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً} حلالاً؟ أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف؟ {وَمآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ} وأذهب {إلى مَآ أنهاكم عَنْهُ} فأرتكبه {إن} ما {أُرِيدُ إِلاَّ الإصلاح} لكم بالعدل {مَا استطعت وَمَا تَوْفِيقِى} قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات {إِلاَّ بالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} أرجع.

.تفسير الآية رقم (89):

{وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
{وياقوم لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} يكسبنكم {شِقَاقِى} خلافي فاعلـ (يَجرم)، والضمير مفعول أول، والثاني {أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالح} من العذاب {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ} أي منازلهم أو زمن هلاكهم {مِّنكُم بِبَعِيدٍ} فاعتبروا.

.تفسير الآية رقم (90):

{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
{واستغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ} بالمؤمنين {وَدُودٌ} محبٌّ لهم.

.تفسير الآية رقم (91):

{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
{قَالُواْ} إِيذاناً بقلة المبالاة {ياشعيب مَا نَفْقَهُ} نفهم {كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لنراك فِينَا ضَعِيفًا} ذليلاً {وَلَوْلاَ رَهْطُكَ} عشيرتك {لرجمناك} بالحجارة {وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} كريم عن الرجم، وإِنما رهطك هم الأعزة.

.تفسير الآية رقم (92):

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
{قَالَ ياقوم أَرَهْطِى أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ الله} فتتركوا قتلي لأجلهم ولا تحفظوني لله {واتخذتموه} أي الله {وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً} منبوذاً خلف ظهوركم لا تراقبونه؟ {إِنَّ رَبِّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} علماً فيجازيكم.

.تفسير الآية رقم (93):

{وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
{وياقوم اعملوا على مَكَانَتِكُمْ} حالتكم {إِنِّى عامل} على حالتي {سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن} موصولة مفعول العلم {يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وارتقبوا} انتظروا عاقبة أمركم {إِنِّى مَعَكُمْ رَقِيبٌ} منتظر.

.تفسير الآية رقم (94):

{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
{وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا} بإِهلاكهم {نَجَّيْنَا شُعَيْبًا والذين ءَامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الذين ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} صاح بهم جبريل {فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جاثمين} باركين على الركب ميتين.