فصل: تفسير الآية رقم (28):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (28):

{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
{فَلَماَّ رءَا} زوجُها {قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ} أي قولك {مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ} الخ {مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ} أيها النساء {عظِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (29):

{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
ثم قال يا {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} الأمر ولا تذكره لئلا يشيع {واستغفرى} يا زليخا {لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطئين} الآثمين، واشتهر الخبر وشاع.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي المدينة} مدينة مصر عبدها {عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} تمييز أي دخل حبه شغاف قلبها أي غلافه {إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضلال} أي في خطأ {مُّبِينٍ} بيّن بحبها إياه.

.تفسير الآية رقم (31):

{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ} غِيبتهنّ لها {أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ} أعدت {لَهُنَّ مُتَّكَئاً} طعاما يقطع بالسكين للاتكاء عنده وهو الأترج {وَءَاتَتْ} أعطت {كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ} ليوسف {اخرج عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} أعظمنه {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} بالسكاكين ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} تنزيهاً له {مَا هذا} أي يوسف {بَشَرًا إِنْ} ما {هاذآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} لما حواه من الحسن الذي لا يكون عادة في النسمة البشرية. وفي الحديث «أنه أُعْطِيَ شطر الحسن».

.تفسير الآية رقم (32):

{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}
{قَالَتِ} امرأة العزيز لما رأت ما حل بهنّ {فذلكن} فهذا هو {الذي لُمْتُنَّنِى فِيهِ} في حبه بيان لعذرها {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فاستعصم} امتنع {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ ءامُرُهُ} به {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصاغرين} الذليلين فقلن له: أطع مولاتك.

.تفسير الآية رقم (33):

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
{قَالَ رَبِّ السجن أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ} أمل {إِلَيْهِنَّ وَأَكُن} أَصِرْ {مِّنَ الجاهلين} المذنبين والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى:

.تفسير الآية رقم (34):

{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}
{فاستجاب لَهُ رَبُّهُ} دعاءَه {فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السميع} للقول {العليم} بالفعل.

.تفسير الآية رقم (35):

{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
{ثُمَّ بَدَا} ظهر {لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الأيات} الدالات على براءة يوسف أن يسجنوه دلّ على هذا {لَيَسْجُنُنَّهُ حتى} إلى {حِينٍ} ينقطع فيه كلام الناس، فسجن.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
{وَدَخَلَ مَعَهُ السجن فَتَيَانِ} غلامان للملك أحدهما ساقيه والآخر صاحب طعامه، فرأياه يَعبُر الرؤيا فقالا لنختبرنه {قَالَ أَحَدُهُمَآ} وهو الساقي {إِنِّى أَرَانِى أَعْصِرُ خَمْرًا} أي عنبا {وَقَالَ الأخر} وهو صاحب الطعام {إِنّى أَرَانِى أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِى خُبْزًا تَأْكُلُ الطير مِنْهُ نَبّئْنَا} خبِّرنا {بِتَأْوِيلِهِ} بتعبيره {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المحسنين}.

.تفسير الآية رقم (37):

{قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}
{قَالَ} لهما مخبرا أنه عالم بتعبير الرؤيا {لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} في منامكما {إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ} في اليقظة {قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا} تأويله. {ذلكما مِمَّا عَلَّمَنِى رَبِّى} فيه حث على إيمانهما، ثم قوّاه بقوله: {إِنِّى تَرَكْتُ مِلَّةَ} دين {قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بالله وَهُمْ بالأخرة هُمْ} تأكيد {كافرون}.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}
{واتبعت مِلَّةَ ءَابَاءِي إبراهيم وإسحاق وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ} ينبغي {لَنَا أَن نُّشْرِكَ بالله مِن} زائدة {شَئ} لعصمتنا {ذلك} التوحيد {مِن فَضْلِ الله عَلَيْنَا وَعَلَى الناس ولكن أَكْثَرَ الناس} وهم الكفار {لاَ يَشْكُرُونَ} الله فيشركون.

.تفسير الآية رقم (39):

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}
ثم صرح بدعائهما إلى الإيمان فقال {يَا صَاحِبَيِ} ساكني {السجن ءأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الواحد القهار} خير؟ استفهام تقرير.

.تفسير الآية رقم (40):

{مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ} أي غيره {إِلاَّ أَسْمَآء سَمَّيْتُمُوهَآ} سميتم بها أصناماً {أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنْزَلَ الله بِهَا} بعبادتها {مِّن سلطان} حجة وبرهان {إن} ما {الحكم} القضاء {إلاَّ لِلَّهِ} وحده {أَمْرَ ألاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذلك} التوحيد {الدين القيم} المستقيم {ولكن أَكْثَرَ الناس} وهم الكفار {لاَّ يَعْلَمُونَ} ما يصيرون إليه من العذاب فهم يشركون.

.تفسير الآية رقم (41):

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
{ياصاحبى السجن أَمّآ أَحَدُكُمَا} أي الساقي فيخرج بعد ثلاث {فَيَسْقِى رَبَّهُ} سيِّده {خَمْرًا} على عادته {وَأَمَّا الأخر} فيخرج بعد ثلاث {فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطير مِن رَّأْسِهِ} هذا تأويل رؤياكما، فقالا ما رأينا شيئاً، فقال {قُضِىَ} تمَّ {الأمر الذي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} سألتما عنه صدقتما أم كذبتما.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}
{وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ} أيقن {أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا} وهو الساقي {اذكرنى عِندَ رَبِّكَ} سيِّدك فقل له إنّ في السجن غلاماً محبوساً ظلماً، فخرج {فَأَنْسَاهُ} أي الساقِيَ {الشيطان ذِكْرَ} يوسف عند {رَبِّهِ فَلَبِثَ} مكث يوسف {فِي السجن بِضْعَ سِنِينَ} قيل سبعاً، وقيل اثنتي عشرة.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}
{وَقَالَ الملك} ملك مصر (الريَّان بن الوليد) {إِنِّى أرى} أي رأيت {سَبْعَ بقرات سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ} يبتلعهنّ {سَبْعٌ} من البقر {عِجَافٌ} جمع (عجفاء) {وَسَبْعَ سنبلات خُضْرٍ وَأُخَرَ} أي سبع سنبلات {يابسات} قد التوت على الخضر وعلت عليها {يابسات يأَيُّهَا الملأ أَفْتُونِى فِي رؤياى} بيِّنوا لي تعبيرها {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} فاعبُروها.

.تفسير الآية رقم (44):

{قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}
{قَالُواْ} هذه {أضغاث} أخلاط {أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحلام بعالمين}.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}
{وَقَالَ الذي نَجَا مِنْهُمَا} أي من الفَتَيَيْن وهو الساقي {وادكر} فيه إبدال التاء في الأصل دالاً وإدغامها في الدال أي تذكر {بَعْدَ أُمَّةٍ} حينٍ يوسفَ، قال {أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} فأرسلوه، فأتى يوسف فقال.

.تفسير الآية رقم (46):

{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}
يا {يُوسُفُ أَيُّهَا الصديق} الكثير الصدق {أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بقرات سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سنبلات خُضْرٍ وَأُخَرَ يابسات لَّعَلِّى أَرْجِعُ إِلَى الناس} أي الملك وأصحابه {لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} تعبيرها.

.تفسير الآية رقم (47):

{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)}
{قَالَ تَزْرَعُونَ} أي ازرعوا {سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} متتابعة وهي تأويلـ (السبع السمان) {فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ} أي اتركوه {فِي سُنبُلِهِ} لئلا يفسده {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ} فادرسوه.

.تفسير الآية رقم (48):

{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)}
{ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذلك} أي السبع المخصبات {سَبْعٌ شِدَادٌ} مجدبات صعاب وهي تأويل (السبع العجاف) {يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} من الحب المزروع في السنين المخصبات: أي تأكلونه فيهنّ {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ} تدّخرون.

.تفسير الآية رقم (49):

{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}
{ثُمَّ يَأْتِى مِن بَعْدِ ذلك} أي السبع المجدبات {عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ الناس} بالمطر {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} الأعناب وغيرها لخصبه.

.تفسير الآية رقم (50):

{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}
{وَقَالَ الملك} لما جاءه الرسول وأخبره بتأويلها {ائتونى بِهِ} أي بالذي عبرها {فَلَمَّا جَآءَهُ} أي يوسفَ {الرسول} وطلبه للخروج {قَالَ} قاصداً إظهار براءته {ارجع إلى رَبّكَ فَاسئَلْهُ} أن يسأل {مَا بَالُ} حال {النسوة الاتى قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّى} سيدي {بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} فرجع فأخبر الملك فجمعهن.

.تفسير الآية رقم (51):

{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ} شأنكنّ {إِذْ رَاوَدتُنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ} هل وجدتن منه ميلاً إليكن؟ {قُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امرأت العزيز الئان حَصْحَصَ} وضح {الحق أَنَاْ راودته عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصادقين} في قوله: {هِىَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى} فأُخْبر يوسف بذلك فقال.

.تفسير الآية رقم (52):

{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}
{ذلك} أي طلب البراءة {لِيَعْلَمَ} العزيز {أَنِّى لَمْ أَخُنْهُ} في أهله {بالغيب} حال {وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِى كَيْدَ الخائنين} ثم تواضع لله تعالى فقال:.