فصل: تفسير الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (19):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)}
{أَلَمْ تَرَ} تنظر يا مخاطب استفهام تقرير {أَنَّ الله خَلَقَ السموات والأرض بالحق}؟ متعلق بـ (خلق) {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} أيها الناس {وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} بدلكم.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}
{وَمَا ذلك عَلَى الله بِعَزِيزٍ} شديد.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)}
{وَبَرَزُواْ} أي الخلائق والتعبير فيه وفيما بعده بالماضي لتحقيق وقوعه {لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضعفاء} الأتباع {لِلَّذِينَ استكبروا} المتبوعين {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} جمع (تابع) {فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ} دافعون {عَنَّا مِنْ عَذَابِ الله مِن شَئ} (من) الأولى للتبيين، والثانية للتبعيض {قَالُواْ} أي المتبوعون {لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ} لدعوناكم إلى الهدى {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن} زائدة {مَّحِيصٍ} ملجأ.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)}
{وَقَالَ الشيطان} إبليس {لَمَّا قُضِىَ الأمر} وأُدخِل أهل الجنة الجنة وأهلُ النارِ النارَ واجتمعوا عليه {إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق} بالبعث والجزاء فصَدَقَكَم {وَوَعَدتُّكُمْ} أنه غير كائن {فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن} زائدة {سلطان} قوّة وقدرة أقهركم على متابعتي {إِلاَّ} لكن {أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ} على إجابتي {مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ} بمغيثكم {وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ} بفتح الياء وكسرها {إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ} بإشراككم إياي مع الله {مِن قَبْلُ} في الدنيا قال تعالى {إِنَّ الظالمين} الكافرين {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)}
{وَأُدْخِلَ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين} حال مقدّرة {فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا} من الله ومن الملائكة وفيما بينهم {سلام}.

.تفسير الآية رقم (24):

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)}
{أَلَمْ تَرَ} تنظر {كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً} ويبدل منه {كَلِمَةً طَيّبَةً} أي (لا إله إلا الله) {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ} هي النخلة {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} في الأرض {وَفَرْعُهَا} غصنها {فِي السماء}؟

.تفسير الآية رقم (25):

{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}
{تُؤْتِى} تعطي {أُكُلُهَا} ثمرها {كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا} بإرادته كذلك كلمة الإِيمان ثابتة في قلب المؤمن وعمله يصعد إلى السماء ويناله بركته وثوابه كل وقت {وَيَضْرِبُ} يبيّن {الله الأمثال لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتّعظون فيؤمنون.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)}
{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} هي كلمة الكفر {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} هي (الحنظل) {اجتثت} استؤصلت {مِن فَوْقِ الأرض مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} مستقرّ وثبات كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة.

.تفسير الآية رقم (27):

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}
{يُثَبّتُ الله الذين ءَامَنُواْ بالقول الثابت} هي كلمة التوحيد {فِي الحياة الدنيا وَفِى الأخرة} أي القبر لما يسألهم الملكان عن ربهم ودينهم ونبيهم فيجيبون بالصواب كما في حديث الشيخين {وَيُضِلُّ الله الظالمين} الكفار فلا يهتدون للجواب بالصواب بل يقولون لاندري كما في الحديث {وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَاءُ}.

.تفسير الآية رقم (28):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}
{أَلَمْ تَرَ} تنظر {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين بَدَّلُواْ نِعْمَتَ الله} أي شُكْرَهَا {كُفْراً} هم كفار قريش {وَأَحَلُّواْ} أنزلوا {قَوْمَهُمْ} بإضلالهم إياهم {دَارَ البوار} الهلاك؟

.تفسير الآية رقم (29):

{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}
{جَهَنَّم} عطف بيان {يَصْلَوْنَهَا} يدخلونها {وَبِئْسَ القرار} المقرّ هي.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}
{وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا} شركاء {لِيُضِلُّواْ} بفتح الياء وضمها {عَن سَبِيلِهِ} دين الإسلام {قُلْ} لهم {تَمَتَّعُواْ} بدنياكم قليلاً {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ} مرجعكم {إِلَى النار}.

.تفسير الآية رقم (31):

{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)}
{قُل لّعِبَادِىَ الذين ءامَنُواْ يُقِيمُواْ الصلاة وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ} فداء {فِيهِ وَلاَ خلال} مخالّة أي صداقة تنفع. هو: يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (32):

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)}
{الله الذي خَلَقَ السموات والارض وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الفلك} السفن {لِتَجْرِىَ فِي البحر} بالركوب والحمل {بِأَمْرِهِ} بإذنه {وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنهار}.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}
{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشمس والقمر دَائِبَينِ} جاريين في فلكهما لا يَفْتُران {وَسَخَّرَ لَكُمُ اليل} لتسكنوا فيه {والنهار} لتبتغوا فيه من فضله.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
{وَءَاتَاكُمْ مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} على حسب مصالحكم {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله} بمعنى إنعامه {لاَ تُحْصُوهَا} لا تطيقوا عدّها {إِنَّ الإنسان} الكافر {لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} كثير الظلم لنفسه بالمعصية والكفر لنعمة ربه.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}
{وَ} اذكر {إِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجعل هذا البلد} مكة {ءَامِناً} ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرماً لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يتخلى خلاه {واجنبنى} بَعِّدْني {وَبَنِىَّ} عن {أَن نَّعْبُدَ الأصنام}.

.تفسير الآية رقم (36):

{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}
{رَبّ إِنَّهُنَّ} أي الأصنام {أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس} بعبادتهم لها {فَمَن تَبِعَنِى} على التوحيد {فَإِنَّهُ مِنّى} من أهل ديني {وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} هذا قبل علمه أنه تعالى لا يغفر الشرك.

.تفسير الآية رقم (37):

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)}
{رَّبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى} أي بعضها وهو (إسماعيل) مع أُمّه (هاجر) {بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ} هو مكة {عِندَ بَيْتِكَ المحرم} الذي كان قبل الطوفان {رَّبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصلاة فاجعل أَفْئِدَةً} قلوباً {مّنَ الناس تَهْوِى} تميل وتحنّ {إِلَيْهِمُ} قال ابن عباس لو قال (أفئدة الناس) لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم {وارزقهم مّنَ الثمرات لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} وقد فعل بنقل الطائف إليه.

.تفسير الآية رقم (38):

{رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)}
{رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى} نسرّ {وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يخفى عَلَى الله مِن} زائدة {شَئ فِي الأرض وَلاَ فِي السماء} يحتمل أن يكون من كلامه تعالى أو كلام إبراهيم.

.تفسير الآية رقم (39):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)}
{الحمد للَّهِ الذي وَهَبَ لِى} أعطاني {على} مع {الكبر إسماعيل} وُلِدَ وَلَهُ تسع وتسعون سنة {وإسحاق} وُلِدَ وَلَهُ مائة واثنتا عشرة سنة {إِنَّ رَبّى لَسَمِيعُ الدعاء}.

.تفسير الآية رقم (40):

{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}
{رَبِّ اجعلنى مُقِيمَ الصلاة} اجعل {مِن ذُرّيَّتِى} مَنْ يقيمها وأتى بـ (من) لإِعلام الله تعالى له أن منهم كفارا {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} المذكور.

.تفسير الآية رقم (41):

{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}
{رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ} هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله عز وجل وقيل أسلمت أمه وقرئ {والدي} مفرداً و(وَوَلَدَيَّ) {وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ} يثبت {الحساب}.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)}
قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غافلا عَمَّا يَعْمَلُ الظالمون} الكافرون من أهل مكة {إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ} بلا عذاب {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصار} لهول ما ترى يقال شخص بصر فلان أي فتحه فلم يغمضه.

.تفسير الآية رقم (43):

{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)}
{مُهْطِعِينَ} مسرعين حال {مُقْنِعِى} رافعي {رُءُوسِهِمْ} إلى السماء {لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} بصرهم {وَأَفْئِدَتُهُمْ} قلوبهم {هَوَاءٌ} خالية من العقل لفزعهم.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)}
{وَأَنذِرِ} خوِّف يا محمد {الناس} الكفار {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العذاب} هو يوم القيامة {فَيَقُولُ الذين ظَلَمُواْ} كفروا {رَبَّنَا أَخّرْنَا} بأن تردّنا إلى الدنيا {إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ} بالتوحيد {وَنَتَّبِعِ الرسل} فيقال لهم توبيخاً {أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُمْ} حلفتم {مِن قَبْلُ} في الدنيا {مَا لَكُم مّنْ} زائدة {زَوَالٍ} عنها إلى الآخرة؟

.تفسير الآية رقم (45):

{وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)}
{وَسَكَنتُمْ} فيها {فِي مساكن الذين ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} بالكفر من الأمم السابقة {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} من العقوبة فلم تنزجروا {وَضَرَبْنَا} بيّنّا {لَكُمُ الأمثال} في القرآن فلم تعتبروا.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}
{وَقَدْ مَكَرُواْ} بالنبيّ صلى الله عليه وسلم {مَكْرِهِمْ} حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه {وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ} أي علمه أو جزاؤه {وَإِن} ما {كَانَ مَكْرُهُمْ} وإن عظم {لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال} المعنى لا يُعْبَأُ به ولا يضرّ إلا أنفسهم والمراد بالجبال هنا قيل حقيقتها وقيل شرائع الإِسلام المشبهة بها في القرار والثبات وفي قراءة بفتح لام (لتزول) ورفع الفعل فـ (إن) مخففة والمراد تعظيم مكرهم وقيل: المراد بالمكر كفرهم. ويناسبه على الثانية {تَكَاَدُ السموات يَتَفَطَرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا} [90: 19] وعلى الأول ما قرئ وما كان.