فصل: تفسير الآية رقم (147):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (147):

{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)}
{الحق} كائن {مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} الشاكِّين فيه أي من هذا النوع فهو أبلغ من (لا تَمْتَر).

.تفسير الآية رقم (148):

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}
{وَلِكُلٍّ} من الأمم {وِجْهَةٌ} قبلة {هُوَ مُوَلّيهَا} وجهه في صلاته وفي قراءة {مُوَلاَّها} {فَاسْتَبِقُواْ الخَيْرَاتِ} بادروا إلى الطاعات وقبولها {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعًا} يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم بأعمالكم {إِنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (149):

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)}
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ} لسفر {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبّكَ وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالتاء والياء تقدم مثله وكرره لبيان تساوي حكم السفر وغيره.

.تفسير الآية رقم (150):

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)}
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} كرّره للتأكيد {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ} اليهود أو المشركين {عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} أي مجادلة في التولي إلى غيره أي لتنتفي مجادلتهم لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشركين يدَّعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته {إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} بالعناد فإنهم يقولون ما تحوّل إليها إلا ميلاً إلى دين آبائه والاستثناء متصل والمعنى: لا يكون لأحد عليكم كلام إلا كلام هؤلاء {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ} تخافوا جدالهم في التولي إليها {واخشونى} بامتثال أمري {وَلأُتِمَّ} عطف على (لئلا يكون) {نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ} بالهداية إلى معالم دينكم {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} إلى الحق.

.تفسير الآية رقم (151):

{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)}
{كَمَا أَرْسَلْنَا} متعلق (بأتم)، أي إتماما كإتمامها بإرسالنا {فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ} محمداً صلى الله عليه وسلم {يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءاياتنا} القرآن {وَيُزَكِيكُمْ} يطهركم من الشرك {وَيُعَلّمُكُمُ الكتاب} القرآن {والحكمة} ما فيه من الأحكام {وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ}.

.تفسير الآية رقم (152):

{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)}
{فاذكرونى} بالصلاة والتسبيح ونحوه {أَذْكُرْكُمْ} قيل معناه (أجازيكم) وفي الحديث عن الله «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه» {واشكروا لِي} نعمتي بالطاعة {وَلاَ تَكْفُرُونِ} بالمعصية.

.تفسير الآية رقم (153):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ استعينوا} على الآخرة {بالصبر} على الطاعة والبلاء {والصلاة} خصها بالذكر لتكرُّرها وعظمها {إِنَّ الله مَعَ الصابرين} بالعون.

.تفسير الآية رقم (154):

{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبيلِ الله} هم {أَمْوَاتٌ بَلْ} هم {أَحْيَاءٌ} أرواحهم في حواصل طيور خُضْرٍ تسرح في الجنة حيث شاءت لحديث بذلك {وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} تعلمون ما هم فيه.

.تفسير الآية رقم (155):

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)}
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ الخوف} للعدوّ {والجوع} القحط {وَنَقْصٍ مّنَ الأموال} بالهلاك {والأنفس} بالقتل والموت والأمراض {والثمرات} بالحوائج أي لنختبرنكم فننظر أتصبرون أم لا؟ {وَبَشّرِ الصابرين} على البلاء بالجنة.

.تفسير الآية رقم (156):

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)}
هم {الذين إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ} بلاء {قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ} ملكاً وعبيداً يفعل بنا ما يشاء {وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون} في الآخرة فيجازينا وفي الحديث «من استرجع عند المصيبة آجره الله فيها وأخلف الله عليه خيراً» وفيه: أن مصباح النبي صلى الله عليه وسلم طَفِئ فاسترجع فقالت عائشة إنما هذا مصباح فقال «كل ما ساء المؤمن فهو مصيبة» رواه أبو داود في مراسيله.

.تفسير الآية رقم (157):

{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}
{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صلوات} مغفرة {مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ} نعمة {وَأُولَئِكَ هُمُ المهتدون} إلى الصواب.

.تفسير الآية رقم (158):

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}
{إِنَّ الصفا والمروة} جبلان بمكة {مِن شَعَائِرِ الله} أعلام دينه جمع (شعيرة) {فَمَنْ حَجَّ البيت أَوِ اعتمر} أي تلبس بالحج أو العمرة وأصلهما القصد والزيارة {فَلاَ جُنَاحَ} إثم عَلَيْهِ {أَن يَطَّوَّفَ} فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء {بِهِمَا} بأن يسعى بينهما سبعاً، نزلت لما كره المسلمون ذلك لأنّ أهل الجاهلية كانوا يَطّوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما، وعن ابن عباس أنّ السعي غير فرض لما أفاده رفع الإثم من التخيير وقال الشافعي وغيره: ركن وبيَّن صلى الله عليه وسلم فريضته بقوله «إن الله كتب عليكم السعي» رواه البيهقي وغيره وقال: «ابدأوا بما بدَأ الله به» يعني الصفا رواه مسلم {وَمَن تَطَوَّعَ} في قراءة {من تطوع} بالتحتية وتشديد الطاء مجزوماً وفيه إدغام التاء فيها {خَيْرًا} أي بخير أي عمل ما لم يجب عليه من طواف وغيره {فَإِنَّ الله شَاكِرٌ} لعمله بالإثابة عليه {عَلِيمٌ} به.

.تفسير الآية رقم (159):

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
ونزل في اليهود {إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ} الناس {مَآ أَنزَلْنَا مِنَ البينات والهدى} كآية الرجم ونعت محمد صلى الله عليه وسلم {مِن بَعْدِ مَا بيناه لِلنَّاسِ فِي الكتاب} التوراة {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله} يبعدهم من رحمته {وَيَلْعَنُهُمُ اللاعنون} الملائكة والمؤمنون أو كل شيء بالدعاء عليهم باللعنة.

.تفسير الآية رقم (160):

{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}
{إِلاَّ الذين تَابُواْ} رجعوا عن ذلك {وَأَصْلَحُواْ} عملهم {وَبَيَّنُواْ} ما كتموا {فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} أقبل توبتهم {وَأَنَا التواب الرحيم} بالمؤمنين.

.تفسير الآية رقم (161):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}
{إِن الذين كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ} حال {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله والملئكة والناس أَجْمَعِينَ} أي هم مستحقون ذلك في الدنيا والآخرة، (والناس) قيل: عام وقيل: المؤمنون.

.تفسير الآية رقم (162):

{خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}
{خالدين فِيهَا} أي اللعنة أو النار المدلول بها عليها {لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب} طرفة عين {وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} يمهلون لتوبة أو معذرة.

.تفسير الآية رقم (163):

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}
ونزل لما قالوا صف لنا ربك: {وإلهكم} المستحق للعبادة منكم {إله واحد} لا نظير له في ذاته ولا في صفاته {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} هو {الرحمن الرحيم}.

.تفسير الآية رقم (164):

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}
{إِنَّ فِي خَلْقِ السموات والأرض} وما فيهما من العجائب {واختلاف اليل والنهار} بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان {والفلك} السفن {التي تَجْرِى فِي البحر} ولا ترسب موقرة {بِمَا يَنفَعُ الناس} من التجارات والحمل {وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السماء مِن مَّاءٍ} مطر {فَأَحْيَا بِهِ الأرض} بالنبات {بَعْدَ مَوْتِهَا} يَبَسِهَا {وَبَثَّ} فرّق ونشر به {فِيهَا مِن كُلّ دَابَّةٍ} لأنهم ينمون بالخصب الكائن عنه {وَتَصْرِيفِ الرياح} تقليبها جنوباً وشمالاً حارة وباردة {والسحاب} الغيم {المسخر} المذلل بأمر الله تعالى يسير إلى حيث شاء الله {بَيْنَ السماء والأرض} بلا علاقة {لأيات} دلالاَت على وحدانيته تعالى {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (165):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}
{وَمِنَ الناس مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله} أي غيره {أَندَاداً} أصناماً {يُحِبُّونَهُمْ} بالتعظيم والخضوع {كَحُبِّ الله} أي كحبهم له {والذين ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} من حبهم للأنداد لأنهم لا يعدلون عنه بحال ما، والكفار يعدلون في الشدّة إلى الله {وَلَوْ يَرَى} بالياء والتاء تبصر يا محمد {الذين ظَلَمُواْ} باتخاذ الأنداد {إِذْ يَرَوْنَ} بالبناء للفاعل والمفعول يبصرون {العذاب} لرأيت أمراً عظيماً (وإذ) بمعنى (إذا) {أن} أي لأن {القوة} القدرة والغلبة {للَّهِ جَمِيعاً} حال {وَأَنَّ الله شَدِيدُ العذاب} وفي قراءة يرى بالتحتانية والفاعل قيل: ضمير السامع وقيلـ (الذين ظلموا) فهي بمعنى يعلم وأن وما بعدها سدت مسدّ المفعولين وجوابـ (لو) محذوف والمعنى لو علموا في الدنيا شدّة عذاب الله وأن القدرة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أنداداً.

.تفسير الآية رقم (166):

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)}
{إِذْ} بدل من (إذ) قبله {تَبَرَّأَ الذين اتبعوا} أي الرؤساء {مِنَ الذين اتبعوا} أي أنكروا إضلالهم {وَ} قد {رَأَوُاْ العذاب وَتَقَطَّعَتْ} عطف على (تبرأ) {بِهِمْ} عنهم {الاسباب} الوصل التي كانت بينهم في الدنيا من الأرحام والمودة.

.تفسير الآية رقم (167):

{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}
{وَقَالَ الذين اتبعوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} رجعة إلى الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} أي المتبوعين {كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا} اليوم و(لو) للتمني و(نتبرأ) جوابه {كذلك} أي كما أراهم شدّة عذابه وتَبَرّؤَ بعضهم من بعض {يُرِيهِمُ الله أعمالهم} السيئة {حسرات} حال ندامات {عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بخارجين مِنَ النار} بعد دخولها.

.تفسير الآية رقم (168):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)}
ونزل فيمن حرّم السوائب ونحوها: {ياأيها الناس كُلُواْ مِمَّا فِي الأرض حلالا} حال {طَيّباً} صفة مؤكدة أي مستلذَّاً {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خطوات} طرق {الشيطان} أي تزيينه {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} بيِّن العداوة.