فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (16):

{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)}
قال بعض الفتية لبعض: {وَإِذِ اعتزلتموهم وَمَا يَعْبُدُونَ إَلاَّ الله فَأْوُواْ إِلَى الكهف يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيّئ لَكُمْ مّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقًا} بكسر الميم وفتح الفاء وبالعكس ما ترتفقون به من غداء وعشاء.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
{وَتَرَى الشمس إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ} بالتشديد والتخفيف تميل {عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ اليمين} ناحيته {وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشمال} تتركهم وتتجاوز عنهم فلا تصيبهم ألبتة {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مّنْهُ} متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها {ذلك} المذكور {مِنْ ءايات الله} دلائل قدرته {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِدًا}.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
{وَتَحْسَبُهُمْ} لو رأيتهم {أَيْقَاظًا} أي منتبهين لأن أعينهم منفتحة جمع (يقظ) بكسر القاف {وَهُمْ رُقُودٌ} نيام جمع راقد {وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليمين وَذَاتَ الشمال} لئلا تأكل الأرض لحومهم {وَكَلْبُهُمْ باسط ذِرَاعَيْهِ} يديه {بالوصيد} بفناء الكهف وكانوا إذا انقلبوا انقلب هو مثلهم في النوم واليقظة {لَوِ اطلعت عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ} بالتشديد والتخفيف {مِنْهُمْ رُعْبًا} بسكون العين وضمها منعهم الله بالرعب من دخول أحد عليهم.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
{وكذلك} كما فعلنا بهم ما ذكرنا {بعثناهم} أيقظناهم {لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} عن حالهم ومدّة لبثهم {قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} لأنهم دخلوا الكهف عند طلوع الشمس وبُعثوا عند غروبها فظنوا أنه غروب يوم الدخول ثم {قَالُواْ} متوقفين في ذلك {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فابعثوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ} بسكون الراء وكسرها بفضتكم {هذه إلى المدينة} يقال إنها المسماة الآن (طَرَسُوس) بفتح الراء {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أزكى طَعَامًا} أي: أيّ أطعمة المدينة أَحَلَّ {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}.

.تفسير الآية رقم (20):

{إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} يقتلوكم بالرجم {أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُواْ إِذًا} أي إن عدتم في ملتهم {أَبَدًا}.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}
{وكذلك} كما بعثناهم {أَعْثَرْنَا} أطلعنا {عَلَيْهِمْ} قومهم والمؤمنين {لِيَعْلَمُواْ} أي قومهم {أَنَّ وَعْدَ الله} بالبعث {حَقّ} بطريق أن القادر على إنامتهم المدّة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى {وَأَنَّ الساعة لاَ رَيْبَ} [لا] شكّ {فِيهَا إِذْ} مفعول لـ (أعثرنا) {يتنازعون} أي المؤمنون والكفار {بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} أمر الفتية في البناء حولهم {فَقَالُواْ} أي الكفار {ابنوا عَلَيْهِمْ} أي حولهم {بنيانا} يسترهم {رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الذين غَلَبُواْ على أَمْرِهِمْ} أمر الفتية وهم المؤمنون {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ} حولهم {مَّسْجِدًا} يصلى فيه، وفعل ذلك على باب الكهف.

.تفسير الآية رقم (22):

{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}
{سَيَقُولُونَ} أي المتنازعون في عدد الفتية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي يقول بعضهم لبعض: هم {ثلاثة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ} أي بعضهم {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} والقولان لنصارى (نجران) {رَجْماً بالغيب} أي ظناً في الغيبة عنهم، وهو راجع إلى القولين معا، ونصبه على المفعول له أي لظنهم ذلك {وَيَقُولُونَ} أي المؤمنون {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} الجملة من المبتدأ وخبره، صفة سبعة بزيادة الواو، وقيل: تأكيد ودلاله على لصوق الصفة بالموصوف، وَوَصْفُ الأولين بالرجم دون الثالث دليل على أنه مرضيّ وصحيح {قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ} قال ابن عباس: (أنا من القليل)، وذكرهم سبعة {فَلاَ تُمَارِ} تجادل {فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظاهرا} مما أنزل عليك {وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ} تطلب الفتيا {مِنْهُمْ} من أهل الكتاب اليهود {أَحَدًا}.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)}
وسأله أهل مكة عن خبر أهل الكهف فقال: (أخبركم به غداً) ولم يقل إن شاء الله، فنزل: {وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَئ} أي لأجل شيء {إِنّى فَاعِلٌ ذلك غَداً} أي فيما يستقبل من الزمان.

.تفسير الآية رقم (24):

{إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}
{إِلاَّ أَن يَشَاء الله} أي إلا ملتبساً بمشيئة الله تعالى بأن تقول إن شاء الله {واذكر رَّبَّكَ} أي مشيئته معلِّقاً بها {إِذَا نَسِيتَ} التعليق بها ويكون ذكرها بعد النسيان كذكرها مع القول قال الحسن وغيره: ما دام في المجلس {وَقُلْ عسى أَن يَهْدِيَنِ رَبّى لأَقْرَبَ مِنْ هذا} من خبر أهل الكهف في الدلالة على نبوّتي {رَشَدًا} هداية، وقد فعل الله ذلك.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
{وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ} بالتنوين {سِنِينَ} عطف بيان لـ (ثلاثمائة)، وهذه السنون الثلاثمائة عند أهل الكتاب شمسية، وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين، وقد ذكرت في قوله: {وازدادوا تِسْعًا} أي تسع سنين، فالثلاثمائة الشمسية: ثلاثمائة وتسع قمرية.

.تفسير الآية رقم (26):

{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِع مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
{قُلِ الله أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ} ممن اختلفوا فيه وهو ما تقدّم ذكره {لَهُ غَيْبُ السماوات والأرض} أي علمه {أَبْصِرْ بِهِ} أي: الله هي صيغة تعجب {وأَسْمِعْ} به كذلك بمعنى ما أبصرهُ وما أسمعهُ وهما على جهة المجاز، والمراد أنه تعالى لا يغيب عن بصره وسمعه شيء {مَا لَهُم} لأهل السموات والأرض {مِّن دُونِهِ مِن وَلِىٍّ} ناصر {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} لأنه غنيّ عن الشريك.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
{واتل مآ أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِن كتاب رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لكلماته وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا} ملجأ.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
{واصبر نَفْسَكَ} احبسها {مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغداة والعشى يُرِيدُونَ} بعبادتهم {وَجْهَهُ} تعالى لا شيئاً من أعراض الدنيا وهم الفقراء {وَلاَ تَعْدُ} تنصرف {عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} عبر بهما عن صاحبهما {تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} أي القرآن هو عيينة بن حصن وأصحابه {واتبع هَوَاهُ} في الشرك {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} إسرافاً.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}
{وَقُلِ} له ولأصحابه هذا القرآن {الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآء فَلْيَكْفُرْ} تهديد لهم {إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ} أي الكافرين {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} ما أحاط بها {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كالمهل} كعكر الزيت {يَشْوِى الوجوه} من حرِّه إذا قُرِّبَ إليها {بِئْسَ الشراب} هو {وَسَآءَتْ} أي النار {مُرْتَفَقًا} تمييز منقةل عن الفاعل أي قبح مرتفعها وهو مقابل لقوله الآتي في الجنة {وحسنت مرتفقاً} وإلا فأيّ ارتفاق في النار.

.تفسير الآية رقم (30):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} الجملة خبر (إن الذين) وفيها إقامة الظاهر مقام المضمر، والمعنىأجرهم، أي نثيبهم بما تضمنه.

.تفسير الآية رقم (31):

{أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}
{أولا ئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} إقامة {تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ} قيل (من) زائدة، وقيل للتبعيض، وهي جمع (أَسْوِرة) كـ (أحمرة): جمع (سوار) {مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ} ما رقّ من الديباج {وَإِسْتَبْرَقٍ} ما غلظ منه وفي آية الرحمن {بطائنها من إستبرق} [54: 55] {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الارائك} جمع (أريكة) وهي السرير في الحجلة، وهي بيت يزيّن بالثياب والستور للعروس {نِعْمَ الثواب} الجزاء الجنة {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً}.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)}
{واضرب} اجعل {لَهُمْ} للكفار مع المؤمنين {مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ} بدل وهو وما بعده تفسير للمثل {جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا} الكافر {جَنَّتَيْنِ} بستانين {مِنْ أعناب وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} يقتات به.

.تفسير الآية رقم (33):

{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)}
{كِلْتَا الجنتين} كلتا مفرد يدل على التثنية مبتدأ {ءَاتَتْ} خبره {أُكُلُهَا} ثمرها {وَلَمْ تَظْلِم} تنقص {مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا} أي شققنا {خلالهما نَهَراً} يجري بينهما.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)}
{وَكَانَ لَهُ} مع الجنتين {ثَمَرٌ} بفتح الثاء والميم وبضمهما وبضم الأوّل وسكون الثاني، وهو جمع (ثمرة)، كـ (شَجَرَة) و(شَجَر)، و(خَشَبة) وخُشُب، و(بَدَنة) و(بُدْن) {فَقَالَ لصاحبه} المؤمن {وَهُوَ يحاوره} يفاخره {أَنَاْ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} عشيرة.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)}
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} بصاحبه يطوف به فيها ويُريه أثمارها ولم يقل (جنتيه) إرادة للروضة، وقيل اكتفاء بالواحد {وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} بالكفر {قَالَ مآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ} تنعدم {هذه أَبَداً}.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}
{وَمآ أَظُنُّ الساعة قآئِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إلى رَبِّى} في الآخرة على زعمك {لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً} مرجعاً.

.تفسير الآية رقم (37):

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)}
{قَالَ لَهُ صاحبه وَهُوَ يحاوره} يجاوبه {أَكَفَرْتَ بالذى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ} لأن آدم خلق منه {ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} منيّ {ثُمَّ سَوَّاكَ} عدّلك وصيّرك {رَجُلاً}.