فصل: تفسير الآية رقم (6)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الطبري المسمى بـ «جامع البيان في تأويل آي القرآن» ***


تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ طُهْرِ الصَّلَاةِ، فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏.‏

ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏"‏، أَمُرَادٌ بِهِ كُلَّ حَالٍ قَامَ إِلَيْهَا، أَوْ بَعْضَهَا‏؟‏ وَأَيُّ أَحْوَالِ الْقِيَامِ إِلَيْهَا‏؟‏

فَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ بِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِيهِ، مِنْ أَنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ بَعْضُ أَحْوَالِ الْقِيَامِ إِلَيْهَا دُونَ كُلِّ الْأَحْوَالِ، وَأَنَّ الْحَالَ الَّتِي عُنِيَ بِهَا، حَالُ الْقِيَامِ إِلَيْهَا عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ‏:‏ سُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏:‏ ‏"‏إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏"‏، فَكُلُّ سَاعَةٍ يَتَوَضَّأُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيَّ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قَالَ‏:‏ كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ‏:‏ كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍّ يَقُولُ‏:‏ صَلِّ بِطَهُورِكَ مَا لَمْ تُحْدِثْ‏.‏

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ‏:‏ مَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحَدَثُ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ أَوْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ‏:‏ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ أَبِي مُوسَى عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، فَتَوَضَّئُوا فَصَلُّوا الظُّهْرَ، فَلَمَّا نُودِيَ بِالْعَصْرِ، قَامَ رِجَالٌ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ دِجْلَةَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَا وُضُوءَ إِلَّا عَلَى مَنْ أَحْدَثَ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ زِيَادٍ أَوْ‏:‏ زِيَادِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ‏:‏ أَنَّهُ شَهِدَ أَبَا مُوسَى صَلَّى بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسُوا حِلَقًا عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، فَنُودِيَ بِالْعَصْرِ، فَقَامَ رِجَالٌ يَتَوَضَّئُونَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى‏:‏ لَا وُضُوءَ إِلَّا عَلَى مَنْ أَحْدَثَ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ أَوْ‏:‏ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوسَى بِشَاطِئِ دِجْلَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ أَوْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ قَالَ‏:‏ تَوَضَّأْتُ عِنْدَ أَبِي الْعَالِيَةِ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَقُلْتُ‏:‏ أُصَلِّي بِوُضُوئِي هَذَا، فَإِنِّي لَا أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي إِلَى الْعَتَمَةِ‏؟‏ قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ‏:‏ لَا حَرَجَ‏.‏ وَعَلَّمَنَا‏:‏ إِذَا تَوَضَّأَ الْإِنْسَانُ فَهُوَ فِي وُضُوئِهِ حَتَّى يُحْدِثَ حَدَثًا‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ‏:‏ الْوُضُوءُ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ اعْتِدَاءٌ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِِ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَثَّامٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ يَحْيَى، فَأُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَإِبْرَاهِيمُ مِثْلَ ذَلِكَ‏.‏

حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ‏:‏ لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ‏:‏ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالْوُضُوءِ الْوَاحِدِ مَا لَمْ يُحْدِثْ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ قَالَ‏:‏ كَانَ الْأَسْوَدُ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏"‏ يَقُولُ‏:‏ قُمْتُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ لَهُ قَعْبٌ قَدْرَ رِيِّ رَجُلٍ، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يُصَلِّي بِوُضُوئِهِ ذَلِكَ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُبَشِّرِ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا بَالَ أَوْ أَحْدَثَ، تَوَضَّأَ وَمَسَحَ بِفَضْلِ طَهُورِهِ الْخُفَّيْنِ‏.‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَشَيْءٌ تَصْنَعُهُ بِرَأْيِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ، فَأَنَا أَصْنَعُهُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ مَعْنَى ذَلِكَ‏:‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ مَنْ نَوْمِكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَوْلَهُ‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏"‏ قَالَ‏:‏ يَعْنِي‏:‏ إِذَا قُمْتُمْ مِنَ النَّوْمِ‏.‏

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ‏:‏ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، بِمِثْلِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلَهُ‏:‏ ‏"‏إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏"‏ قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ مِنَ النَّوْمِ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ بَلْ ذَلِكَ مَعْنِيٌّ بِهِ كُلَّ حَالِ قِيَامِ الْمَرْءِ إِلَى صَلَاتِهِ، أَنْ يُجَدِّدَ لَهَا طُهْرًا‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَوَضَّأُ لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ، ثُمَّ آتِي السُّوقَ فَتَحْضُرُ صَلَاةُ الظُّهْرِ، فَأُصَلِّي‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏"‏‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيَّ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ‏:‏ كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَيَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏ الْآيَةُ‏.‏

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ‏:‏ أَنَّ الْخُلَفَاءَ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ لِكُلِّ صَلَاةٍ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ تَوَضَّأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وُضُوءًا فِيهِ تَجَوُّزٌ، خَفِيفًا، فَقَالَ‏:‏ هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيًّا صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ قَعَدَ لِلنَّاسِ فِي الرَّحْبَةِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالَ‏:‏ هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ‏:‏ أَنَّ عَلِيًّا اكْتَالَ مِنْ حُبٍّ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا فِيهِ تَجَوُّزٌ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ بَلْ كَانَ هَذَا أَمْرًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ أَنْ يَتَوَضَّئُوا لِكُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالتَّخْفِيفِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْمَازِنِيُّ، مَازِنُ بَنِي النَّجَّارِ فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ وُضُوءِ عَبْدِ اللَّهِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، عَمَّنْ هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَدَّثَتْنِيهِأَسْمَاءُ ابْنَةُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، الْغَسِيلِ حَدَّثَهَا‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأُمِرَ بِالسِّوَاكِ، وَرُفِعَ عَنْهُ الْوُضُوءُ إِلَّا مِنْ حَدَث»‏.‏ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَيْهِ، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ وُضُوءِ عَبْدِ اللَّهِ لِكُلِّ صَلَاةٍ‏.‏ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ‏.‏ فَلَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ، صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ‏!‏ قَالَ‏:‏ ‏"‏عَمْدًا فَعَلْتُه»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ‏.‏ فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، صَلَّى الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ‏؟‏ فَقَالَ، ‏"‏عَمْدًا فَعَلْتُهُ يَا عُمَرُ‏.‏»

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعَشَاءَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَنَى بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا‏"‏ جَمِيعَ أَحْوَالِ قِيَامِ الْقَائِمِ إِلَى الصَّلَاةِ، غَيْرَ أَنَّهُ أَمْرُ فَرْضٍ بِغَسْلِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِغَسْلِهِ الْقَائِمَ إِلَى صِلَاتِهِ، بَعْدَ حَدَثٍ كَانَ مِنْهُ نَاقِضٍ طَهَارَتَهُ، وَقَبْلَ إِحْدَاثِ الْوُضُوءِ مِنْهُ، وَأَمْرُ نَدْبٍ لِمَنْ كَانَ عَلَى طُهْرٍ قَدْ تَقَدَّمَ مِنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ بَعْدَهُ حَدَثٌ يَنْقُضُ طَهَارَتَهُ‏.‏ وَلِذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ صلَّى يَوْمَئِذٍ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، لِيُعَلِّمَ أُمَّتَهُ أَنَّ مَا كَانَ يَفْعَلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تَجْدِيدِ الطُّهْرِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، إِنَّمَا كَانَ مِنْهُ أَخْذًا بِالْفَضْلِ، وَإِيثَارًا مِنْهُ لِأَحَبِّ الْأَمْرَيْنِ إِلَى اللَّهِ، وَمُسَارَعَةً مِنْهُ إِلَى مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ رَبُّهُ لَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ فَرْضًا وَاجِبًا‏.‏

فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ دَلَالَةً عَلَى خِلَافِ مَا قُلْنَا مِنْ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ نَدْبًا لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابِهِ، وَخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى الْوُجُوبِ فَقَدْ ظَنَّ غَيْرَ الصَّوَابِ‏.‏

وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ‏:‏ ‏"‏أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا وَكَذَا‏"‏، مُحْتَمِلٌ مِنْ وُجُوهٍ لِأَمْرِ الْإِيجَابِ، وَالْإِرْشَادِ وَالنَّدْبِ وَالْإِبَاحَةِ وَالْإِطْلَاقِ‏.‏ وَإِذْ كَانَ مُحْتَمِلًا مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْأَوْجُهِ، كَانَ أَوْلَى وُجُوهِهِ بِهِ مَا عَلَى صِحَّتِهِ الْحُجَّةُ مُجْمِعَةٌ، دُونَ مَا لَمْ يَكُنْ عَلَى صِحَّتِهِ بُرْهَانٌ يُوجِبُ حَقِيقَةَ مُدَّعِيهِ‏.‏‏.‏

وَقَدْ أَجْمَعَتِ الْحُجَّةُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُوجِبْ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَلَى عِبَادِهِ فَرْضَ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ، فَفِي إِجْمَاعِهَا عَلَى ذَلِكَ، الدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا‏:‏ مِنْ أَنَّ فِعْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكَ، كَانَ عَلَى مَا وَصَفْنَا، مِنْ إِيثَارِهِ فِعْلَ مَا نَدَبَهُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَى فِعْلِهِ وَنَدَبَ إِلَيْهِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏ الْآيَةُ، وَأَنَّ تَرْكَهُ فِي ذَلِكَ الْحَالِ الَّذِي تَرَكَهُ، كَانَ تَرْخِيصًا لِأُمَّتِهِ، وَإِعْلَامًا مِنْهُ لَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ غَيْرَ وَاجِبٍ وَلَا لَازِمٍ لَهُ وَلَا لَهُمْ، إِلَّا مِنْ حَدَثٍ يُوجِبُ نَقْضَ الطُّهْرِ‏.‏

وَقَدْ رُوِيَ بِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ أَخْبَارٌ‏:‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسٍ‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَعْبٍ صَغِيرٍ فَتَوَضَّأَ‏.‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِأَنَسٍ‏:‏ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قُلْتُ‏:‏ فَأَنْتُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِد»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيِّ، عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ، قَالَ‏:‏ صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ الظُّهْرَ، فَأَتَى مَجْلِسًا فِي دَارِهِ فَجَلَسَ وَجَلَسْتُ مَعَهُ‏.‏ فَلَمَّا نُودِيَ بِالْعَصْرِ دَعَا بِوُضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ‏.‏ فَلَمَّا نُودِيَ بِالْمَغْرِبِ دَعَا بِوُضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ‏:‏ أَسُنَّةٌ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَا وَإِنْ كَانَ وُضُوئِي لِصَلَاةِ الصُّبْحِ كَافٍ لِلصَّلَوَاتِ كُلِّهَا مَا لَمْ أُحْدِثْ،

وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ‏"‏،

، فَأَنَا رَغِبْتُ فِي ذَلِكَ‏.‏

حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ هُرَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَات»‏.‏

وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ‏:‏ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْلَامًا مِنَ اللَّهِ لَهُ بِهَا أَنْ لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ، إِلَّا إِذَا قَامَ إِلَى صِلَاتِهِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَحْدَثَ امْتَنَعَ مِنَ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا حَتَّى يَتَوَضَّأَ، فَأَذِنَ اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ أَنْ يَفْعَلَ كُلَّ مَا بَدَا لَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ بَعْدَ الْحَدَثِ عَدَا الصَّلَاةِ تَوَضَّأَ أَوْ لَمْ يَتَوَضَّأْ، وَأَمَرَهُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَبْلَ الدُّخُولِ فِيهَا‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَاقَ الْبَوْلَ نُكَلِّمُهُ فَلَا يُكَلِّمُنَا، وَنُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلَا يَرُدُّ عَلَيْنَا، حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ فَيَتَوَضَّأُ كَوُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ‏.‏ فَقُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُكَلِّمُكُ فَلَا تُكَلِّمُنَا، وَنُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَا تَرُدُّ عَلَيْنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الرُّخْصَةِ‏:‏ ‏"‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏"‏»، الْآيَةُ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيحَدِّ ‏"‏الْوَجْهِ‏"‏ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِغَسْلِهِ، الْقَائِمَ إِلَى الصَّلَاةِ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏"‏‏.‏

فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ هُوَ مَا ظَهَرَ مِنْ بَشَرَةِ الْإِنْسَانِ مِنْ قُصَاصِ شَعْرِ رَأْسِهِ، مُنْحَدِرًا إِلَى مُنْقَطَعِ ذَقْنِهِ طُولًا وَمَا بَيْنَ الْأُذُنَيْنِ عَرْضًا‏.‏ قَالُوا‏:‏ فَأَمَّا الْأُذُنُ وَمَا بَطَنَ مِنْ دَاخِلِ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْعَيْنِ، فَلَيْسَ مِنَ الْوَجْهِ وَغَيْرُ وَاجِبٍ غَسْلُ ذَلِكَ وَلَا غَسْلُ شَيْءٍ مِنْهُ فِي الْوُضُوءِ‏.‏ قَالُوا‏:‏ وَأَمَّا مَا غَطَّاهُ الشَّعْرُ مِنْهُ كَالذَّقْنِ الَّذِي غَطَّاهُ شَعْرُ اللِّحْيَةِ، وَالصُّدْغَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدْ غَطَّاهُمَا عِذَارُ اللِّحْيَةِ، فَإِنَّ إِمْرَارَ الْمَاءِ عَلَى مَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّعْرِ، مُجْزِئٌ مِنْ غَسْلِ مَا بَطَنَ مِنْهُ مِنْ بَشَرَةِ الْوَجْهِ،

لِأَنَّ ‏"‏الوَجْهَ‏"‏ عِنْدَهُمْ‏:‏ هُوَ مَا عَنَّ لِعَيْنِ النَّاظِرِ مِنْ ذَلِكَ فَقَابَلَهَا دُونَ غَيْرِهِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ يُجْزِئُ اللِّحْيَةَ مَا سَالَ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ يَكْفِيهِ مَا سَالَ مِنَ الْمَاءِ مِنْ وَجْهِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، بِنَحْوِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، بِنَحْوِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ فِي تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ، قَالَ‏:‏ يُجْزِيكَ مَا مَرَّ عَلَى لِحْيَتِكَ‏.‏

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يُخَلِّلْ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ سَعِيدٍ الزَّبِيدِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ يُجْزِيكَ مَا سَالَ عَلَيْهَا مِنْ أَنْ تُخَلِّلَهَا‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ‏:‏ كَانَ الْحَسَنُ إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ لِحْيَتَهُ مَعَ وَجْهِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ لَا يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ لَا يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ لَيْسَ غَسْلُ اللِّحْيَةِ مِنَ السُّنَّةِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ لَمْ يُبَلِّغِ الْمَاءَ فِي أُصُولِ لِحْيَتِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ‏:‏ أُخَلِّلُ لِحْيَتِي عِنْدَ الْوُضُوءِ بِالْمَاءِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لَا إِنَّمَا يَكْفِيكَ مَا مَرَّتْ عَلَيْهِ يَدُكَ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْتَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ فِي الْوُضُوءِ، فَقَالَ‏:‏ قَالَ الْمُغِيرَةُ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ يَكْفِيهِ مَا سَالَ مِنَ الْمَاءِ مِنْ وَجْهِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ‏.‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ رِشْدِينَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ تَوَضَّئَا فَأَمَرَّا الْمَاءَ عَلَى لِحَاهُمَا، وَلَمْ أَرَ وَاحِدًا مِنْهُمَا خَلَّلَ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَرْكِ الْعَارِضَيْنَ فِي الْوُضُوءِ، فَقَالَ‏:‏ لَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ، رَأَيْتُ مَكْحُولًا يَتَوَضَّأُ فَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ لَيْسَ عَرْكُ الْعَارِضَيْنِ فِي الْوُضُوءِ بِوَاجِبٍ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ يَكْفِيهِ مَا مَرَّ مِنَ الْمَاءِ عَلَى لِحْيَتِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ‏:‏ كَيْفَ أَصْنَعُ بِلِحْيَتِي إِذَا تَوَضَّأْتُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَسْتُ مِنَ الَّذِينَ يَغْسِلُونَ لِحَاهُمْ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو عَمْرٍو‏:‏ لَيْسَ عَرْكُ الْعَارِضَيْنِ وَتَشْبِيكُ اللِّحْيَة بِوَاجِبٍ فِي الْوُضُوءِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فِي غَسْلِ مَا بَطَنَ مِنَ الْفَمِ وَالْأَنْفِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ لَوْلَا التَّلَمُّظُ فِي الصَّلَاةِ مَا مَضْمَضْتُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ يَقُولُ‏:‏ سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ رَجُلٍ صَلَّى وَلَمْ يَتَمَضْمَضْ، قَالَ‏:‏ مَا لَمْ يُسَمَّ فِي الْكِتَابِ يُجْزِئُهُ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ لَيْسَالْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُحُكْمُهُمَا مِنْ وَاجِبِ الْوُضُوءِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ‏:‏ كَانَ الضَّحَّاكُ يَنْهَانَا عَنِ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ فِي الْوُضُوءِ فِي رَمَضَانَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ هِشَامًا، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ إِذَانَسِيَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ، قَالَ‏:‏ إِنْ ذَكَرَ وَقَدْ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَمْضِ فِي صِلَاتِهِ‏.‏ وَإِنْ كَانَ لَمْ يَدْخُلْ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الْحَكَمَ وقَتَادَةَ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَنَّهُ لَمْ يَتَمَضْمَضْ وَلَمْ يَسْتَنْشِقْ، فَقَالَ‏:‏ يَمْضِي فِي صِلَاتِهِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ‏:‏ مِنْ أَنَّ الْأُذُنَيْنِ لَيْسَتَا مِنَ الْوَجْهِ‏.‏

حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ غَيْلَانَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُطَرِّفٍ ‏[‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏]‏ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ، فَإِذَا مَسَحْتَ الرَّأْسَ فَامْسَحْهُمَا‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي غَيْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى قُرَيْشٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ سَأَلَهُ سَائِلٌ قَالَ‏:‏ إِنَّهُتَوَضَّأَ وَنَسِيَ أَنْ يَمْسَحَ أُذُنَيْهِ، قَالَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏ وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ بَأْسًا‏.‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ح، وَحَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَمِيعًا، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، «عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْس»‏.‏

حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَا الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدٍ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَوْ‏:‏ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،- شَكَّ ابْنُ بَزِيعٍ-‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْس»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏ قَالَ حَمَّادٌ‏:‏ لَا أَدْرِي هَذَا عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَوْ‏:‏ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، «عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْس»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْس»‏.‏

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْس»‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ يُونُسَ‏:‏ أَنَّ الْحَسَنَ قَالَ‏:‏ الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ ‏"‏الْوَجْهُ‏"‏ كُلُّ مَا دُونُ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ إِلَى مُنْقَطَعِ الذَّقْنِ طُولًا وَمِنَ الْأُذُنِ إِلَى الْأُذُنِ عَرْضًا، مَا ظَهَرَ مِنْ ذَلِكَ لِعَيْنِ النَّاظِرِ، وَمَا بَطَنَ مِنْهُ مِنْ مَنَابِتِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ النَّابِتِ عَلَى الذَّقْنِ وَعَلَى الْعَارِضَيْنِ، وَمَا كَانَ مِنْهُ دَاخِلَ الْفَمِ وَالْأَنْفِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ عَلَى الْوَجْهِ‏.‏ كُلُّ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ مِنَ ‏"‏الوَجْهِ‏"‏ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِغَسْلِهِبِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏"‏‏.‏ وَقَالُوا‏:‏ إِنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ الْمُتَوَضِّئُ فَلَمْ يَغْسِلْهُ لَمْ تُجْزِهِ صَلَاتُهُ بِوُضُوئِهِ ذَلِكَ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَأَبُو عَاصِمٍ قَالَا أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَبُلُّ أُصُولَ شَعْرِ لِحْيَتِهِ، وَيُغَلْغِلُ بِيَدِهِ فِي أُصُولِ شَعْرِهَا حَتَّى يَكْثُرَ الْقَطَرَانُ مِنْهَا‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُغَلْغِلُ يَدَيْهِ فِي لِحْيَتِهِ حَتَّى يَكْثُرَ مِنْهَا الْقَطَرَانُ‏.‏

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ حَتَّى يَبْلُغَ أُصُولَ الشَّعْرِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ جَابِرٍ اللَّقِيطِيُّ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ أُصُولَ الشَّعْرِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ‏:‏ أَنَّ أَبَاهُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ غَلْغَلَ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ شَعْرِ الْوَجْهِ يُغَلْغِلُهَا بَيْنَ الشَّعْرِ فِي أُصُولِهِ، يُدَلِّكُ بِأَصَابِعِهِ الْبَشَرَةَ فَأَشَارَ لِي عَبْدُ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ، كَمَا وَصَفَ عَنْهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ عَرَكَ عَارِضَيْهِ بَعْضَ الْعَرْكِ، وَشَبَّكَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ أَحْيَانًا وَيَتْرُكُ أَحْيَانًا‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَأَخْبَرَنِي عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، نَحْوَ ذَلِكَ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى تَوَضَّأَ فَغَسَلَ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ‏:‏ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُبْلِغَ الْمَاءَ أُصُولَ الشَّعْرِ فَلْيَفْعَلْ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ‏:‏ حَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ يَبُلَّ أُصُولَ الشَّعْرِِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ‏:‏ كَانَ مُجَاهِدٌ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ‏:‏ مَا بَالُ اللِّحْيَةِ تُغْسَلُ قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ فَإِذَا نَبَتَتْ لَمْ تُغْسَلْ‏؟‏ ‏!‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْتَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ فِي الْوُضُوءِ، فَذَكَرَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ‏:‏ أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ عَمْرٍو عَنْ مَعْرُوفٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَة َ، عَنْ زَيْدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ‏:‏ «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ لِمَ تَفْعَلُ هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏"‏أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي‏"‏‏.‏»

حَدَّثَنَا تَمِيمٌ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَلَامِ بْنِ سَلْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ أَوْ‏:‏ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ «عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ وَضَّأْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ مِنْ تَحْتِ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ‏:‏ بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ‏"‏‏.‏»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سَلَامِ بْنِ سَلْمٍ الْمَدِينِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ ثَرْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، «عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي‏"‏‏!‏ وَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي لِحْيَتِهِ، فَخَلَّلَهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْأُمِّ سَلَمَةَ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَه»‏.‏

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ «رَأَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، وَخَلَّلَ لِحْيَتَه»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، «عَنْ أَبِي أُمَامَةَ‏:‏ ‏"‏أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ‏"‏‏.‏»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ‏:‏ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ بِلَالٍ الْمُزَنِيَّ رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ تَوَضَّأَ وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ أَتَفْعَلُ هَذَا‏؟‏ ‏!‏ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ وقَتَادَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ عَرَكَ عَارِضَيْهِ، وَشَبَّكَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِه»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي وَاصِلٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْدَةَ- هَكَذَا قَالَ الْأَحْمَسِيُّ- عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ‏:‏ «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَضْمَضَ وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتِهَا بِالْمَاء»‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فِيغَسْلِ مَا بَطَنَ مِنَ الْأَنْفِ وَالْفَمِفِي الْوُضُوءِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ‏:‏ الِاسْتِنْشَاقُ شَطْرُ الْوُضُوءِ‏.‏

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ حَمَّادًا عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَنَّهُ لَمْ يَتَمَضْمَضْ وَلَمْ يَسْتَنْشِقْ، قَالَ حَمَّادٌ‏:‏ يَنْصَرِفُ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ‏:‏ قَدَمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ حَمَّادًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ يَعْنِي‏:‏ عَمَّنْ تَرَكَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ وَصَلَّى فَقَالَ‏:‏ أَرَى عَلَيْهِ إِعَادَةَ الصَّلَاةِ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ‏:‏ إِذَا تَرَكَ الْمَضْمَضَةَ أَوْ الِاسْتِنْشَاقَ أَوْ أُذُنَهُ أَوْ طَائِفَةً مِنْ رِجْلِهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي صَلَاتِهِ، فَإِنَّهُ يَنْفَتِلُ وَيَتَوَضَّأُ، وَيُعِيدُ صَلَاتَهُ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ مِنْ أَنَّ مَا أَقْبَلَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ فَمِنَ الْوَجْهِ، وَمَا أَدْبَرَ فَمِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ مَا أَقْبَلَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ فَمِنَ الْوَجْهِ، وَمَا أَدْبَرَ فَمِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي الْأُذُنَيْنِ‏:‏ بَاطِنُهُمَا مِنَ الْوَجْهِ، وَظَاهِرُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ‏:‏ مُقَدَّمُ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الْوَجْهِ، وَمُؤَخَّرُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ‏:‏ بَاطِنُ الْأُذُنَيْنِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ‏:‏ بَاطِنُ الْأُذُنَيْنِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، بِمِثْلِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ بَاطِنُ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الْوَجْهِ، وَظَاهِرُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ ح، وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَا جَمِيعًا‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏:‏ أَلَا أَتَوَضَّأُ لَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ نَعَمْ‏.‏ فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا غَسَلَ وَجْهَهُ، أَلْقَمَ إِبْهَامَيْهِ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ لَمَّا مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَسْحَ أُذُنَيْهِ مِنْ ظُهُورِهِمَ

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا قَوْلُ مَنْ قَالَ‏:‏ ‏"‏الْوَجْهُ‏"‏ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ بِغَسْلِهِ الْقَائِمَ إِلَى صِلَاتِهِ‏:‏ كُلُّ مَا انْحَدَرَ عَنْ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ إِلَى مُنْقَطَعِ الذَّقْنِ طُولًا وَمَا بَيْنَ الْأُذُنَيْنِ عَرْضًا مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ لَعِينِ النَّاظِرِ، دُونَ مَا بَطَنَ مِنَ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْعَيْنِ، وَدُونَ مَا غَطَّاهُ شَعْرُ اللِّحْيَةِ وَالْعَارِضَيْنِ وَالشَّارِبَيْنِ فَسَتَرَهُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاظِرِينَ، وَدُونَ الْأُذُنَيْنِ‏.‏

وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ وَإِنْ كَانَ مَا تَحْتَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبَيْنِ قَدْ كَانَ‏"‏وَجْهًا‏"‏ يَجِبُ غَسْلُهُ قَبْلَ نَبَاتِ الشَّعْرِ السَّاتِرِ عَنْ أَعْيُنِ النَّاظِرِينَ عَلَى الْقَائِمِ إِلَى صَلَاتِهِ لِإِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْوَجْهِ، ثُمَّ هُمْ-مَعَ إِجْمَاعِهِمْ عَلَى ذَلِكَ- مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ غَسْلَ مَا عَلَاهُمَا مِنْ أَجْفَانِهِمَا دُونَ إِيصَالِ الْمَاءِ إِلَى مَا تَحْتَ الْأَجْفَانِ مِنْهُمَا مُجْزِئٌ‏.‏

فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ إِجْمَاعًا بِتَوْقِيفِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَنَظِيرُ ذَلِكَ كُلُّ مَا عَلَاهُ شَيْءٌ مِنْ مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْ جَسَدِ ابْنِ آدَمَ مِنْ نَفْسِ خَلْقِهِ سَاتِرَهُ لَا يَصِلُ الْمَاءُ إِلَيْهِ إِلَّا بِكُلْفَةٍ وَمَؤُنَةٍ وَعِلَاجٍ، قِيَاسًا لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ حُكْمِ الْعَيْنَيْنِ فِي ذَلِكَ‏.‏

فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَلَا شَكَّ أَنَّ مِثْلَ الْعَيْنَيْنِ فِي مَؤُنَةِ إِيصَالِ الْمَاءِ إِلَيْهِمَا عِنْدَ الْوُضُوءِ مَا بَطَنَ مِنَ الْأَنْفِ وَالْفَمِ وَشَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالصُّدْغَيْنِ وَالشَّارِبَيْنِ، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ لَا يَصِلُ الْمَاءُ إِلَيْهِ إِلَّا بِعِلَاجٍ لِإِيصَالِ الْمَاءِ إِلَيْهِ نَحْوَ كُلْفَةِ عِلَاجِ الْحَدَقَتَيْنِ لِإِيصَالِ الْمَاءِ إِلَيْهِمَا أَوْ أَشَدَّ‏.‏

وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، كَانَ بَيِّنًا أَنَّ غَسْلَ مَنْ غَسَلَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَا تَحْتَ مَنَابِتِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالْعَارِضَيْنِ وَالشَّارِبَيْنِ، وَمَا بَطَنَ مِنَ الْأَنْفِ وَالْفَمِ، إِنَّمَا كَانَ إِيثَارًا مِنْهُ لِأَشَقِّ الْأَمْرَيْنِ عَلَيْهِ‏:‏ مِنْ غَسْلِ ذَلِكَ وَتَرْكِ غَسْلِهِ، كَمَا آثَرَ ابْنُ عُمَرَ غَسْلَ مَا تَحْتَ أَجْفَانِ الْعَيْنَيْنِ بِالْمَاءِ بِصَبِّهِ الْمَاءَ فِي ذَلِكَ لَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ عِنْدَهُ فَرْضًا وَاجِبًا‏.‏ فَأَمَّا مَنْ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ كَانَ عَلَى وَجْهِ الْإِيجَابِ وَالْفَرْضِ، فَإِنَّهُ خَالَفَ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِهِ مِنْهَاجَهُمْ وَأَغْفَلَ سَبِيلَ الْقِيَاسِ، لِأَنَّ الْقِيَاسَ هُوَ مَا وَصَفْنَا مِنْ تَمْثِيلِ الْمُخْتَلِفِ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ، بِالْأَصْلِ الْمُجَمَعِ عَلَيْهِ مِنْ حُكْمِ الْعَيْنَيْنِ وَأَنْ لَا خَبَرَ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْجَبَ عَلَى تَارِكِ إِيصَالِ الْمَاءِ فِي وُضُوئِهِ إِلَى أُصُولِ شَعْرِ لِحْيَتِهِ وَعَارِضَيْهِ، وَتَارِكِ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ إِعَادَةَ صَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى بِطُهْرِهِ ذَلِكَ‏.‏ فَفِي ذَلِكَ أَوْضَحُ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا مِنْ أَنَّ فِعْلَهُمْ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ كَانَ إِيثَارًا مِنْهُمْ لِأَفْضَلِ الْفِعْلَيْنِ مِنَ التَّرْكِ وَالْغَسْلِ‏.‏

فَإِنَّ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ فِي الْأَخْبَارِ الَّتِي رُوِيَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏

«‏"‏إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ‏"‏‏.‏»

دَلِيلًا عَلَى وُجُوبِ الِاسْتِنْثَارِ، فَإِنَّ فِي إِجْمَاعِ الْحُجَّةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ فَرْضٍ وَاجِبٍ، يَجِبُ عَلَى مَنْ تَرَكَهُ إِعَادَةُ الصَّلَاةِ الَّتِي صَلَّاهَا قَبْلَ غَسْلِهِ، مَا يُغْنِي عَنْ إِكْثَارِ الْقَوْلِ فِيهِ‏.‏ وَأَمَّا الْأُذُنَانِ فَإِنَّ فِي إِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّ تَرْكَ غَسْلِهِمَا، أَوْ غَسْلَ مَا أَقْبَلَ مِنْهُمَا مَعَ الْوَجْهِ، غَيْرُ مُفْسِدٍ صَلَاةَ مَنْ صَلَّى بِطُهْرِهِ الَّذِي تَرَكَ فِيهِ غَسْلَهُمَا مَعَ إِجْمَاعِهِمْ جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ لَوْ تَرَكَ غَسْلَ شَيْءٍ مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ غَسْلُهُ مِنْ وَجْهِهِ فِي وُضُوئِهِ أَنَّ صَلَاتَهُ لَا تُجْزِئُهُ بِطَهُورِهِ ذَلِكَ مَا يُنْبِئُ عَنْ أَنَّ الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ مَا قَالَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَا قَوْلَهُمْ‏:‏ إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنَ الْوَجْهِ دُونَ مَا قَالَهُ الشَّعْبِيُّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ‏"‏المَرَافِقِ‏"‏، هَلْ هِيَ مِنَ الْيَدِ الْوَاجِبِ غَسْلُهَا، أَمْ لَا‏؟‏ بَعْدَ إِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّ غَسْلَ الْيَدِ إِلَيْهَا وَاجِبٌ‏.‏

فَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَسُئِلَ عَنْقَوْلِ اللَّهِ‏:‏ ‏"‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏"‏ أَتَرَى أَنْ يُخَلِّفَ الْمِرْفَقَيْنِ فِي الْوُضُوءِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي أُمِرَ بِهِ أَنْ يَبْلُغَ ‏"‏الْمِرْفَقَيْنِ‏"‏، قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏"‏ ‏{‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ‏}‏ ‏"‏ فَذَهَبَ هَذَا يَغْسِلُ خَلْفَهُ‏!‏‏!‏ فَقِيلَ لَهُ‏:‏ فَإِنَّمَا يُغْسَلُ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ لَا يُجَاوِزُهُمَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لَا أَدْرِي‏"‏مَا لَا يُجَاوِزُهُمَا‏"‏ أَمَّا الَّذِي أَمَرَ بِهِ أَنْ يَبْلُغَ بِهِ فَهَذَا إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ‏.‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَشْهَبَ عَنْهُ‏.‏

وَقَالَ الشَّافِعِيُّ‏:‏ لَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي أَنَّ الْمَرَافِقَ فِيمَا يُغْسَلُ‏"‏، كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ مَعْنَاهَا‏:‏ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى أَنْ تُغْسَلَ الْمَرَافِقُ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَنْهُ الرَّبِيعُ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ إِنَّمَا أَوْجَبَ اللَّهُ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏"‏ غَسْلَ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، فَالْمِرْفَقَانِ غَايَةٌ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ غَسْلَهُ مِنْ آخِرِ الْيَدِ، وَالْغَايَةُ غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي الْحَدِّ، كَمَا غَيْرُ دَاخِلٍ اللَّيْلُ فِيمَا أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ مِنَ الصَّوْمِ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ‏)‏ ‏[‏سُورَةُ الْبَقَرَةِ‏:‏ 187‏]‏ لِأَنَّ اللَّيْلَ غَايَةٌ لِصَوْمِ الصَّائِمِ، إِذَا بَلَغَهُ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ‏.‏ قَالُوا‏:‏ فَكَذَلِكَ الْمَرَافِقُ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏ ‏{‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ‏}‏ ‏"‏ غَايَةٌ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ غَسْلَهُ مِنَ الْيَدِ‏.‏ وَهَذَا قَوْلُ زُفَرَ بْنِ الْهُذَيْلِ‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا‏:‏ أَنَّ غَسْلَ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مِنَ الْفَرْضِ الَّذِي إِنْ تَرَكَهُ أَوْ شَيْئًا مِنْهُ تَارِكٌ، لَمْ تُجْزِهِ الصَّلَاةُ مَعَ تَرْكِهِ غَسْلَهُ‏.‏ فَأَمَّا الْمِرْفَقَانِ وَمَا وَرَاءَهُمَا، فَإِنَّ غَسْلَ ذَلِكَ مِنَ النَّدْبِ الَّذِي نَدَبَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ بِقَوْلِهِ‏:‏

«‏"‏أُمَّتِي الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ‏"‏‏.‏»

فَلَا تَفْسُدُ صَلَاةُ تَارِكِ غَسْلِهِمَا وَغَسْلِ مَا وَرَاءَهُمَا، لِمَا قَدْ بَيَّنَّا قَبْلُ فِيمَا مَضَى‏:‏ مِنْ أَنَّ كُلَّ غَايَةٍ حُدَّتْ بِـ‏"‏إِلَى‏"‏ فَقَدْ تَحْتَمِلُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ دُخُولَ الْغَايَةِ فِي الْحَدِّ وَخُرُوجَهَا مِنْهُ‏.‏ وَإِذَا احْتَمَلَ الْكَلَامُ ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ لِأَحَدٍ الْقَضَاءُ بِأَنَّهَا دَاخِلَةٌ فِيهِ، إِلَّا لِمَنْ لَا يَجُوِّزُ خِلَافَهُ فِيمَا بَيَّنَ وَحَكَمَ، وَلَا حُكْمَ بِأَنَّ الْمَرَافِقَ دَاخِلَةٌ فِيمَا يَجِبُ غَسْلُهُ عِنْدَنَا مِمَّنْ يَجِبُ التَّسْلِيمُ بِحُكْمِهِ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِيصِفَةِ ‏"‏الْمَسْحِ‏"‏ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ‏"‏‏.‏

فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ وَامْسَحُوا بِمَا بَدَا لَكُمْ أَنْ تَمْسَحُوا بِهِ مِنْ رُءُوسِكُمْ بِالْمَاءِ، إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ قَالَ‏:‏ ذُكِرَ عِنْدَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَسْحُ الرَّأْسِ فَقَالَ‏:‏ يَا نَافِعُ كَيْفَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مَسْحَةً وَاحِدَةً وَوَصَفَ أَنَّهُ مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ إِلَى وَجْهِهِ فَقَالَ الْقَاسِمُ‏:‏ ابْنُ عُمَرَ أَفْقَهُنَا وَأَعْلَمُنَا‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ‏:‏ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ رَدَّ كَفَّهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمَاءِ وَوَضْعَهُمَا فِيهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدَيْهِ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَضَعُ بَطْنَ كَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى الْمَاءِ،

لَا يَنْفُضُهُمَا ثُمَّ يَمْسَحُ بِهَا مَا بَيْنَ قَرْنَيْهِ إِلَى الْجَبِينِ وَاحِدَةً، ثُمَّ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا فِي كُلِّ ذَلِكَ مَسْحَةٌ وَاحِدَةٌ، مُقْبِلَةٌ مِنَ الْجَبِينِ إِلَى الْقَرْنِ‏.‏

حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ مَسْحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ‏:‏ يَجْزِيكَ أَنْ تَمْسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِكَ إِذَا كُنْتَ مُعْتَمِرًا‏.‏ وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْمَرْأَةُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ مَسَحَ بِيَافُوخِهِ مَسْحَةً وَقَالَ سُفْيَانُ‏:‏ إِنْ مَسَحَ شَعْرَةً أَجْزَأَهُ- يَعْنِي‏:‏ وَاحِدَةً-‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ أَيُّ جَوَانِبِ رَأْسِكَ أَمْسَسْتَ الْمَاءَ أَجْزَأَكَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ أَيُّ جَوَانِبِ رَأْسِكَ أَمْسَسْتَ الْمَاءَ أَجْزَأَكَ‏.‏

حَدَّثَنَا الرِّفَاعِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ هَكَذَا فَوَضْعَ أَيُّوبُ كَفَّهُ وَسَطَ رَأْسِهِ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ‏:‏ إِنْ مَسَحَ رَأْسَهُ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ أَجْزَأَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِأَبِي عَمْرٍو‏:‏ مَا يُجْزِئُ مِنْ مَسْحِ الرَّأْسِ‏؟‏ فِي الْوُضُوءِ قَالَ‏:‏ أَنْ تَمْسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِكَ إِلَى الْقَفَا أَحَبُّ إِلَيَّ‏.‏

حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ، نَحْوَهُ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ مَعْنَى ذَلِكَ‏:‏ فَامْسَحُوا بِجَمِيعِ رُءُوسِكُمْ‏.‏ قَالُوا‏:‏ إِنْ لَمْ يَمْسَحْ بِجَمِيعِ رَأْسِهِ بِالْمَاءِ، لَمْ تُجْزِهِ الصَّلَاةُ بِوُضُوئِهِ ذَلِكَ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَشْهَبُ قَالَ‏:‏ قَالَ مَالِكٌ‏:‏ مَنْ مَسَحَ بَعْضَ رَأْسِهِ وَلَمْ يَعُمَّ أَعَادَ الصَّلَاةَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ غَسَلَ بَعْضَ وَجْهِهِ أَوْ بَعْضَ ذِرَاعِهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ مَسْحِ الرَّأْسِ، قَالَ‏:‏ يَبْدَأُ مِنْ مُقَدَّمِ وَجْهِهِ، فَيُدِيرُ يَدَيْهِ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَرُدُّهُمَا إِلَى حَيْثُ بَدَأَ مِنْهُ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ‏:‏ لَا يُجْزِئُ مَسْحُ الرَّأْسِ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ أَصَابِعَ‏.‏ وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمَرَ بِالْمَسْحِ بِرَأْسِهِ الْقَائِمَ إِلَى صَلَاتِهِ مَعَ سَائِرِ مَا أَمَرَهُ بِغَسْلِهِ مَعَهُ أَوْ مَسْحِهِ، وَلَمْ يَحُدَّ ذَلِكَ بِحَدٍّ لَا يَجُوزُ التَّقْصِيرُ عَنْهُ وَلَا يُجَاوِزُهُ‏.‏ وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَمَا مَسَحَ بِهِ الْمُتَوَضِّئُ مِنْ رَأْسِهِ فَاسْتَحَقَّ بِمَسْحِهِ ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ‏:‏ ‏"‏مَسَحَ بِرَأْسِهِ‏"‏، فَقَدْ أَدَّى مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ مَسْحِ ذَلِكَ لِدُخُولِهِ فِيمَا لَزِمَهُ اسْمُ‏"‏مَاسِحٍ بِرَأْسِهِ‏"‏ إِذَا قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ‏.‏

فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ‏:‏ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَالَ فِي التَّيَمُّمِ‏:‏ ‏(‏فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ‏)‏ ‏[‏سُورَةُ النِّسَاءِ‏:‏ 43‏]‏ أَفَيُجْزِئُ الْمَسْحُ بِبَعْضِ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ فِي التَّيَمُّمِ‏؟‏

قِيلَ لَهُ‏:‏ كُلُّ مَا مَسَحَ مِنْ ذَلِكَ بِالتُّرَابِ، فِيمَا تَنَازَعَتْ فِيهِ الْعُلَمَاءُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ ‏"‏يُجْزِيهِ ذَلِكَ مِنَ التَّيَمُّمِ‏"‏ وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ ‏"‏لَا يُجْزِيهِ‏"‏ فَهُوَ مُجْزِئُهُ، لِدُخُولِهِ فِي اسْمِ ‏"‏المَاسِحِينَ بِهِ‏"‏‏.‏

وَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ مُجْمِعًا عَلَى أَنَّهُ غَيْرَ مُجْزِئِهِ، فَمُسَلَّمٌ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الْحُجَّةُ نَقْلًا عَنْ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏ وَلَا حُجَّةَ لِأَحَدٍ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ، إِذْ كَانَ مِنْ قَوْلِنَا‏:‏ إِنَّ مَا جَاءَ فِي آيِ الْكِتَابِ عَامًّا فِي مَعْنًى، فَالْوَاجِبُ الْحُكْمُ أَنَّهُ عَلَى عُمُومِهِ،

حَتَّى يَخُصَّهُ مَا يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ، فَإِذَا خُصَّ مِنْهُ شَيْءٌ، كَانَ مَا خُصَّ مِنْهُ خَارِجًا مِنْ ظَاهِرِهِ، وَحُكْمُ سَائِرِهِ عَلَى الْعُمُومِ‏.‏

وَقَدْ بَيَّنَا الْعِلَّةَ الْمُوجِبَةَ صِحَّةَ الْقَوْلِ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ‏.‏

وَ ‏"‏الرَّأْسُ‏"‏ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ بِالْمَسْحِ بِهِ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ‏"‏ هُوَ مَنَابِتُ شَعْرِ الرَّأْسِ، دُونَ مَا جَاوَزَ ذَلِكَ إِلَى الْقَفَا مِمَّا اسْتَدْبَرَ، وَدُونَ مَا انْحَدَرَ عَنْ ذَلِكَ مِمَّا اسْتَقْبَلَ مِنْ قِبَلِ وَجْهٍ إِلَى الْجَبْهَةِ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ اخْتَلَفَتِ الْقَرَأَةُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ‏.‏

فَقَرَأَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ قَرَأَةِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏)‏، نَصْبًا، فَتَأْوِيلُهُ‏:‏ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ‏.‏ وَإِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ، كَانَ مِنَ الْمُؤَخَّرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ، وَتَكُونُ ‏"‏الْأَرْجُلُ‏"‏ مَنْصُوبَةً عَطْفًا عَلَى ‏"‏الأَيْدِي‏"‏‏.‏ وَتَأَوَّلَ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ، أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ إِنَّمَا أَمَرَ عِبَادَهُ بِغَسْلِ الْأَرْجُلِ دُونَ الْمَسْحِ بِهَا‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ‏:‏ عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏"‏ الْغَسْلَ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا صَلَّى وَعَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مَوْضِعَ ظُفُرٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ أَعِدْ وُضُوءَكَ وَصَلَاتَكَ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ خَلِّلُوا الْأَصَابِعَ بِالْمَاءِ، لَا تَخَلَّلُهَا النَّارُ‏.‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُرَجِّي يَعْنِي‏:‏ ابْنَ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيَّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو رُوحٍ عِمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حُنَيْنٍ‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَتَوَضَّأُ وَهُوَ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ بِهَذَا أُمِرْت»‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاقِدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ‏:‏ رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ فَقَالَ‏:‏ خَلِّلُوا‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَخْلَعُ خُفَّيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ يُخَلِّلُ أَصَابِعَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلْأَسْوَدِ‏:‏ رَأَيْتَ عُمَرَ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ غَسْلًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ‏:‏ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ‏:‏ بَلَغَنَا عَنْ ثَلَاثَةٍ كُلُّهُمْ رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ غَسْلًا أَدْنَاهُمُ ابْنُ عَمِّكَ الْمُغَيَّرَةُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ‏:‏ اغْسِلُوا الْأَقْدَامَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى رَجُلًا قَدْ تَرَكَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مِثْلَ الظُفُرِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ وُضُوءَهُ وَصَلَاتَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ قَالَ‏:‏ صَحِبْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى مَكَّةَ، فَرَأَيْتُهُ إِذَا تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ يُدْخِلُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ يَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لِمَ تَصْنَعُ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَصْنَعُهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ وَكِيعٍ قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏"‏ قَالَ‏:‏ عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْغَسْلِ‏.‏

حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حَفْصٍ الْغَاضِرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ قَرَأَ عَلَيَّ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، فَقَرَآ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏)‏ فَسَمِعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ وَكَانَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلَكُمْ‏"‏، هَذَا مِنَ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَخَّرِ مِنَ الْكَلَامِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّهُ قَرَأَهَا‏:‏ ‏(‏فَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏ بِالنَّصْبِ، وَقَالَ‏:‏ عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْغَسْلِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَرَأَهَا‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏ وَقَالَ‏:‏ عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْغَسْلِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏ بِالنَّصْبِ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلَهُ‏:‏ ‏"‏فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏"‏، فَيَقُولُ‏:‏ اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ، وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ‏.‏ فَهَذَا مِنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ شَيْبَانَ، قَالَ‏:‏ أُثْبِتَ لِي عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَرَأَ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏ رَجَعَ الْأَمْرُ إِلَى الْغَسْلِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ‏:‏ كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ يَقْرَأُونَهَا‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏ فَيَغْسِلُونَ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ‏:‏ اغْسِلِ الْقَدَمَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏.‏

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ ظَاهِرَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ‏:‏ لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ، ظَنَنْتُ أَنَّ بَطْنَ الْقَدَمِ أَحَقُّ مِنْ ظَاهِرِهَا‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ‏:‏ لَمْ أَرَ أَحَدًا يَمْسَحُ عَلَى الْقَدَمَيْنِ‏.‏

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَرَأَ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏)‏ فَنَصَبَهَا، وَقَالَ‏:‏ رَجَعَ إِلَى الْغَسْلِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقْرَأُ‏:‏ ‏(‏وَأَرْجُلَكُمْ‏)‏ بِالنَّصْبِ‏.‏

حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَشْهَبُ قَالَ‏:‏ سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏"‏ أَهِيَ‏:‏ ‏"‏أَرْجُلَكُمْ‏"‏ أَوْ ‏"‏أَرْجُلِكُمْ‏"‏‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا هُوَ الْغَسْلُ وَلَيْسَ بِالْمَسْحِ، لَا تُمْسَحُ الْأَرْجُلُ، إِنَّمَا تُغْسَلُ‏.‏ قِيلَ لَهُ‏:‏ أَفَرَأَيْتَ مَنْ مَسَحَ أَيُجْزِيهِ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَا‏.‏

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الضَّحَّاكِ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ‏"‏ قَالَ‏:‏ اغْسِلُوهَا غَسْلًا‏.‏

وَقَرَأَ ذَلِكَ آخَرُونَ مِنْ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ‏:‏ ‏(‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ‏)‏ بِخَفْضِ ‏"‏الْأَرْجُلِ‏"‏‏.‏ وَتَأَوَّلَ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ‏:‏ أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا أَمَرَ عِبَادَهُ بِمَسْحِ الْأَرْجُلِ فِي الْوُضُوءِ دُونَ غَسْلِهَا، وَجَعَلُوا ‏"‏الْأَرْجُلَ‏"‏ عَطْفًا عَلَى ‏"‏الرَّأْسِ‏"‏، فَخَفَضُوهَا لِذَلِكَ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ الْوُضُوءُ غَسْلَتَانِ ومَسْحَتَانِ‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ ح، وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ‏:‏ قَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ لِأَنَسٍ وَنَحْنُ عِنْدُهُ‏:‏ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ الْحَجَّاجَ خَطَبَنَا بِالْأَهْوَازِ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَذَكَرَ الطَّهُورَ فَقَالَ‏:‏ ‏"‏اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ ابْنِ آدَمَ أَقْرَبَ إِلَى خَبَثِهِ مِنْ قَدَمَيْهِ، فَاغْسِلُوا بُطُونَهُمَا وَظُهُورَهُمَا وعَرَاقِيبَهُمَا‏"‏‏.‏ فَقَالَ أَنَسٌ‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ الْحَجَّاجُ، قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ‏"‏ قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا مَسَحَ قَدَمَيْهِ بَلَّهُمَا‏.‏

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِالْمَسْحِ، وَالسُّنَةُ الْغَسْلُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ خَطَبَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ‏:‏ ‏"‏اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ، ظُهُورَهُمَا وَبُطُونَهُمَا وَعَرَاقِيبَهُمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى إِلَى خَبَثِكُمْ‏"‏‏.‏ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ الْحَجَّاجُ، قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏"‏‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ‏:‏ لَيْسَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَسْلٌ، إِنَّمَا نَزَلَ فِيهِمَا الْمَسْحُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ امْسَحْ عَلَى رَأْسِكَ وَقَدَمَيْكَ‏.‏

حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ‏:‏ نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْمَسْحِ‏.‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ الشَّعْبِيُّ‏:‏ أَلَا تَرَى أَنَّ ‏"‏التَّيَمُّمَ‏"‏ أَنْ يَمْسَحَ مَا كَانَ غَسْلًا وَيُلْغِيَ مَا كَانَ مَسْحًا‏؟‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ‏:‏ أُمِرَ بِالتَّيَمُّمِ فِيمَا أُمِرَ بِهِ بِالْغَسْلِ‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا هُوَ الْمَسْحُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْغَسْلُ، جُعِلَ عَلَيْهِ الْمَسْحُ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَسْحُ أُهْمِلَ‏؟‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أُمِرَ أَنْ يُمْسَحَ فِي التَّيَمُّمِ، مَا أُمِرَ أَنْ يُغْسَلَ فِي الْوُضُوءِ، وَأُبْطِلَ مَا أُمِرَ أَنْ يُمْسَحَ فِي الْوُضُوءِ‏:‏ الرَّأْسُ وَالرَّجُلَانِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ‏:‏ أُمِرَ أَنْ يُمْسَحَ بِالصَّعِيدِ فِي التَّيَمُّمِ، مَا أُمِرَ أَنْ يُغْسَلَ بِالْمَاءِ‏.‏ وَأُهْمِلَ مَا أُمِرَ أَنْ يُمْسَحَ بِالْمَاءِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَامِرٍ‏:‏ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ بِغَسْلِ الرِّجْلَيْنِ‏!‏ فَقَالَ‏:‏ نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْمَسْحِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْوَاسِطِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ صَحِبَ عِكْرِمَةَ إِلَى وَاسِطٍ قَالَ‏:‏ فَمَا رَأَيْتُهُ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، إِنَّمَا يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا، حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا‏.‏

حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏}‏ ‏"‏ افْتَرَضَ اللَّهُ غَسْلَتَيْنِ وَمَسْحَتَيْنِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ وَكِيعٍ قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ‏:‏ أَنَّهُ قَرَأَ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلِكُمْ‏"‏ مَخْفُوضَةَ ‏"‏اللَّامِ‏"‏‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ وَكِيعٍ قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، مِثْلَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلِكُمْ‏"‏‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ‏:‏ كَانَ الشَّعْبِيُّ يَقْرَأُ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلِكُمْ‏"‏ بِالْخَفْضِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَرَأَ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلِكُمْ‏"‏ بِالْخَفْضِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ‏:‏ أَنَّهُ قَرَأَ ‏"‏وَأَرْجُلِكُمْ‏"‏ بِالْكَسْرِ‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ أَمَرَ بِعُمُومِ مَسْحِ الرِّجْلَيْنِ بِالْمَاءِ فِي الْوُضُوءِ، كَمَا أَمَرَ بِعُمُومِ مَسْحِ الْوَجْهِ بِالتُّرَابِ فِي التَّيَمُّمِ‏.‏ وَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمَا الْمُتَوَضِّئُ، كَانَ مُسْتَحِقًّا اسْمَ ‏"‏مَاسِحٍ غَاسِلٍ‏"‏، لِأَنَّ ‏"‏غَسْلَهُمَا‏"‏ إِمْرَارُ الْمَاءِ عَلَيْهِمَا أَوْ إِصَابَتُهُمَا بِالْمَاءِ‏.‏ وَ‏"‏مَسْحَهُمَا‏"‏، إِمْرَارُ الْيَدِِ أَوْ مَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ عَلَيْهِمَا‏.‏ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمَا فَاعِلٌ فَهُوَ ‏"‏غَاسِلٌ مَاسِحٌ‏"‏‏.‏

وَلِذَلِكَ مِنَ احْتِمَالِ ‏"‏المَسْحِ‏"‏ الْمَعْنَيَيْنِ اللَّذَيْنِ وَصَفْتُ مِنَ الْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ اللَّذَيْنِ أَحَدُهُمَا مَسْحٌ بِبَعْضٍ وَالْآخَرُ مَسْحٌ بِالْجَمِيعِ اخْتَلَفَتْ قِرَاءَةُ الْقَرَأَةِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَأَرْجُلَكُمْ‏"‏ فَنَصَبَهَا بَعْضُهُمْ تَوْجِيهًا مِنْهُ ذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْفَرْضَ فِيهِمَا الْغَسْلُ وَإِنْكَارًا مِنْهُ الْمَسْحَ عَلَيْهِمَا، مَعَ تَظَاهُرِ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُمُومِ مَسْحِهِمَا بِالْمَاءِ‏.‏ وَخَفَضَهَا بَعْضُهُمْ، تَوْجِيهًا مِنْهُ ذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْفَرْضَ فِيهِمَا الْمَسْحُ‏.‏

وَلَمَّا قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ إِنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ عُمُومَ مَسْحِ الرِّجْلَيْنِ بِالْمَاءِ كَرَّهَ مَنْ كَرَّهَ لِلْمُتَوَضِّئِ الِاجْتِزَاءَ بِإِدْخَالِ رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ دُونَ مَسْحِهِمَا بِيَدِهِ، أَوْ بِمَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ، تَوْجِيهًا مِنْهُ قَوْلَهُ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏"‏ إِلَى مَسْحِ جَمِيعِهِمَا عَامًّا بِالْيَدِ، أَوْ بِمَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ، دُونَ بَعْضِهِمَا مَعَ غَسْلِهِمَا بِالْمَاءِ، كَمَا‏:‏-

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْالرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ وَيُدْخِلُ رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أُعِدُّ ذَلِكَ طَائِلًا‏.‏

وَأَجَازَ ذَلِكَ مَنْ أَجَازَ، تَوْجِيهًا مِنْهُ إِلَى أَنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ الْغَسْلَ‏.‏ كَمَا‏:‏-

حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ هِشَامًا يَذْكُرُ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي الرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ فِي السَّفِينَةِ، قَالَ‏:‏ لَا بَأْسَ أَنْ يَغْمِسَ رِجْلَيْهِ غَمْسًا‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي الرَّجُلِ إِذَا تَوَضَّأَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، قَالَ‏:‏ يُخَضْخِضُ قَدَمَيْهِ فِي الْمَاءِ‏.‏

فَإِذَا كَانَ ‏"‏المَسْحُ‏"‏ الْمَعْنَيَانِ اللَّذَانِ وَصَفْنَا‏:‏ مِنْ عُمُومِ الرِّجْلَيْنِ بِالْمَاءِ، وَخُصُوصِ بَعْضِهِمَا بِهِ وَكَانَ صَحِيحًا بِالْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ الَّتِي سَنَذْكُرُهَا بَعْدُ، أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ مِنْ مَسْحِهِمَا الْعُمُومُ، وَكَانَ لِعُمُومِهِمَا بِذَلِكَ مَعْنَى ‏"‏الغَسْلِ‏"‏ وَ ‏"‏المَسْحِ‏"‏ فَبَيِّنٌ صَوَابُ قَرَأَةِ الْقِرَاءَتَيْنِ جَمِيعًا

أَعْنِي النَّصْبَ فِي ‏"‏الأَرْجُلِ‏"‏ وَالْخَفْضَ‏.‏ لِأَنَّ فِي عُمُومِ الرِّجْلَيْنِ بِمَسْحِهِمَا بِالْمَاءِ غَسْلَهُمَا، وَفِي إِمْرَارِ الْيَدِ وَمَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ عَلَيْهِمَا مَسْحُهُمَا‏.‏

فَوَجْهُ صَوَابِ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ نَصْبًا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَعْنَى عُمُومِهَا بِإِمْرَارِ الْمَاءِ عَلَيْهِمَا‏.‏

وَوَجْهُ صَوَابِ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَهُ خَفْضًا، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إِمْرَارِ الْيَدِ عَلَيْهِمَا، أَوْ مَا قَامَ مَقَامَ الْيَدِ، مَسْحًا بِهِمَا‏.‏

غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ، وَكَانَتِ الْقِرَاءَتَانِ كِلْتَاهُمَا حَسَنًا صَوَابًا، فَأَعْجَبُ الْقِرَاءَتَيْنِ إِلَيَّ أَنْ أَقْرَأَهَا، قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ خَفْضًا، لِمَا وَصَفْتُ مِنْ جَمْعِ ‏"‏الْمَسْحِ‏"‏ الْمَعْنَيَيْنِ اللَّذَيْنِ وَصَفْتُ، وَلِأَنَّهُ بَعْدَ قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ‏"‏ فَالْعَطْفُ بِهِ عَلَى ‏"‏الرُّءُوسِ‏"‏ مَعَ قُرْبِهِ مِنْهُ، أَوْلَى مِنَ الْعَطْفِ بِهِ عَلَى ‏"‏الأَيْدِي‏"‏، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ‏"‏‏.‏

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ‏:‏ وَمَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّالْمُرَادَ بِالْمَسْحِ فِي الرِّجْلَيْنِالْعُمُومُ، دُونَ أَنْ يَكُونَ خُصُوصًا، نَظِيرَ قَوْلِكَ فِي الْمَسْحِ بِالرَّأْسِ‏؟‏

قِيلَ‏:‏ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ، تَظَاهُرُ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «‏:‏ ‏"‏وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ‏"‏‏.‏ » وَلَوْ كَانَ مَسْحُ بَعْضِ الْقَدَمِ مُجْزِئًا عَنْ عُمُومِهَا بِذَلِكَ لَمَا كَانَ لَهَا الْوَيْلُ بِتَرْكِ مَا تُرِكَ مَسْحُهُ مِنْهَا بِالْمَاءِ بَعْدَ أَنْ يُمْسَحَ بَعْضُهَا‏.‏ لِأَنَّ مَنْ أَدَّى فَرْضَ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيمَا لَزِمَهُ غَسْلُهُ مِنْهَا لَمْ يَسْتَحِقَّ الْوَيْلَ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهُ الثَّوَابُ الْجَزِيلُ‏.‏ وَفِي وُجُوبِ الْوَيْلِ لِعَقِبِ تَارِكِ غَسْلِ عَقِبِهِ فِي وُضُوئِهِ، أَوْضَحُ الدَّلِيلِ عَلَى وُجُوبِ فَرْضِ الْعُمُومِ بِمَسْحِ جَمِيعِ الْقَدَمِ بِالْمَاءِ، وَصِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ، وَفَسَادِ مَا خَالَفَهُ‏.‏

ذِكْرُ بَعْضِ الْأَخْبَارِ الْمَرْوِيَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا ذَكَرْنَا‏:‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، فَيَقُولُ‏:‏

أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّار»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِأُنَاسٍ يَتَوَضَّئُونَ يُسِيئُونَ الطَّهُورَ، فَيَقُولُ‏:‏ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّار»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَة»‏.‏

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «‏:‏ ‏"‏وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ «وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ‏:‏ » وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ » ‏"‏‏.‏

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ الدَّوْسِيِّ قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى عَائِشَة، فَدَعَا بِوُضُوءٍ، فَقَالَتْ عَائِشَة‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو سَالِمٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ هَكَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ يُونُسَ قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ أَنَا وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي جِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍّ قَالَ‏:‏ فَمَرَرْتُ أَنَا وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حُجْرَةِ عَائِشَة أخْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَدَعَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِوُضُوءٍ، «فَسَمِعْتُ عَائِشَة تنَادِيهِ‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ‏"‏»‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْسٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَائِشَة تقُولُ لِأَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ‏"‏»‏.‏

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَة رأَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَتَوَضَّأُ فَقَالَتْ‏:‏ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَتْ عَائِشَة عبْدَ الرَّحْمَنِ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَتْ‏:‏ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ‏.‏»‏.‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَهْبُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ‏:‏ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَة زوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَتَوَضَّأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قَامَ فَأَدْبَرَ، فَنَادَتْهُ عَائِشَة فَقَالَتْ‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ‏!‏ فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ أَوْ‏:‏ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «‏:‏ ‏"‏وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ‏"‏ »‏.‏

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا النَّضْرُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي كَرِبٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْعَقِبِ- أَوْ‏:‏ الْعَرَاقِيبِ- مِنَ النَّارِ‏"‏»‏.‏

حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ الحُجَيْرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّار»‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ سَمِعَ أُذُنِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّار»‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ سَمِعَ أُذُنِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «‏:‏ ‏"‏وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ‏!‏ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ »‏.‏

حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ «أَبْصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَتَوَضَّأُ، وَبَقِيَ مِنْ عَقِبِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ‏.‏»‏.‏

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ لَمْ يُصِبْ أَعْقَابَهُمُ الْمَاءُ، فَقَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّار»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْغَنَوِيُّ يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ، فَرَأَى أَعْقَابَهُمْ تَلُوحُ، فَقَالَ‏:‏ ‏"‏وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ‏!‏ أَسْبِغُوا الْوُضُوء»‏.‏

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ «أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّأُونَ لَمْ يُتِمُّوا الْوُضُوءَ، فَقَالَ‏:‏ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ-أَوِ‏:‏ الْأَعْقَابِ- مِنَ النَّارِ‏!‏»

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ، فَلَمْ يُتِمُّوا الْوُضُوءَ، فَقَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار»‏.‏‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ، فَقَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ‏!‏ أَسْبِغُوا الْوُضُوء»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، فَسَبَقَنَا نَاسٌ فَتَوَضَّئُوا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى أَقْدَامَهُمْ بِيضًا مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَقَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ‏!‏ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ‏"‏»

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ‏!‏ قَالَ‏:‏ فَمَا بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ شَرِيفٌ وَلَا وَضِيعٌ إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ يُقَلِّبُ عُرْقُوبَيْهِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَوْ‏:‏ أَخِي أَبِي أُمَامَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ أَقْوَامًا يَتَوَضَّئُونَ، وَفِي عَقِبِ أَحَدِهِمْ أَوْ كَعْبِ أَحَدِهِمْ مِثْلُ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ أَوْ‏:‏ مَوْضِعِ الظُّفُرِ لَمْ يَمَسَّهُ الْمَاءُ، فَقَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ‏!‏ فَقَالَ‏:‏ فَجُعِلَ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى فِي عَقِبِهِ شَيْئًا لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ أَعَادَ وُضُوءَه»‏.‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ‏:‏ فَمَا أَنْتَ قَائِلٌ فِيمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ‏:‏-

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ‏:‏ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى»‏.‏

وَمَا حَدَّثَكَ بِهِ‏:‏

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ‏:‏ «أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْه»‏.‏

وَمَا حَدَّثَكَ بِهِ‏:‏-

الْحَارِثُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ قَالَ «‏:‏ ‏"‏رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى قَدَمَيْهِ‏"‏ »

وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ الْمَسْحَ بِبَعْضِ الرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوءِ مُجْزِئٌ‏؟‏ قِيلَ لَهُ‏:‏ أَمَّا حَدِيثُ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ فَإِنَّهُ لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي الْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْهُ ذِكْرُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ بَعْدَ حَدَثٍ يُوجِبُ عَلَيْهِ الْوُضُوءَ لِصَلَاتِهِ، فَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ‏.‏ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَسْحَهُ عَلَى قَدَمَيْهِ الَّذِي ذَكَرَهُ أَوْسٌ كَانَ فِي وُضُوءٍ تَوْضَأَهُ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ كَانَ مِنْهُ وَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ أَجْلِهِ تَجْدِيدُ وُضُوئِهِ، لِأَنَّ الرِّوَايَةَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ لِغَيْرِ حَدَثٍ، كَذَلِكَ يَفْعَلُ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا‏:‏-

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ، «عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَرِبَ فِي الرَّحْبَةِ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَقَالَ‏:‏ هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَع»‏.‏

فَقَدْ أَنْبَأَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ صِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي مَعْنَى حَدِيثِ أَوْسٍ‏.‏

فَإِنْ قَالَ‏:‏ فَإِنَّ حَدِيثَ أَوْسٍ، وَإِنْ كَانَ مُحْتَمِلًا مِنَ الْمَعْنَى مَا قُلْتَ، فَإِنَّهُ مُحْتَمِلٌ أَيْضًا مَا قَالَهُ مَنْ قَالَ أَنَّهُ مَعْنِيٌّ بِهِ الْمَسْحَ عَلَى النَّعْلَيْنِ أَوِ الْقَدَمَيْنِ فِي وُضُوءٍ تَوْضَأهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدَثٍ‏؟‏

قِيلَ‏:‏ أَحْسَنُ حَالَاتِ الْخَبَرِ مَا حُمِّلَ مَا قُلْتَ، إِنْ سَلِمَ لَهُ مَا ادَّعَى مِنَ احْتِمَالِهِ مَا ذَكَرَ مِنَ الْمَسْحِ عَلَى الْقَدَمِ أَوِ النَّعْلِ بَعْدَ الْحَدَثِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ غَيْرُ مُحْتَمِلِهِ عِنْدَنَا، إِذْ كَانَ غَيْرَ جَائِزٍ أَنْ تَكُونَ فَرَائِضُ اللَّهِ وَسُنَنُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَنَافِيَةً مُتَعَارِضَةً، وَقَدْ صَحَّ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَمْرُ بِعُمُومِ غَسْلِ الْقَدَمَيْنِ فِي الْوُضُوءِ بِالْمَاءِ، بِالنَّقْلِ الْمُسْتَفِيضِ الْقَاطِعِ عُذْرَ مَنِ انْتَهَى إِلَيْهِ وَبَلَغَهُ‏.‏ وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ عَنْهُ صَحِيحًا، فَغَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا عَنْهُ إِبَاحَةُ تَرْكِ غَسْلِ بَعْضِ مَا قَدْ أَوْجَبَ فَرْضًا غَسْلَهُ فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ وَوَقْتٍ وَاحِدٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ إِيجَابَ فَرْضٍ وَإِبْطَالَهُ فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ‏.‏ وَذَلِكَ عَنْ أَحْكَامِ اللَّهِ وَأَحْكَامِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْتَفٍ‏.‏

غَيْرَ أَنَّا إِذَا سَلَّمْنَا لِمَنِ ادَّعَى فِي حَدِيثِ أَوْسٍ مَا ادَّعَى مِنَ احْتِمَالِهِ مَسْحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَدَمِهِ فِي حَالِ وُضُوءٍ مِنْ حَدَثٍ، ثِقَةً مِنَّا بِالْفَلَجِ عَلَيْهِ، بِأَنَّهُ لَا حُجَّةَ لَهُ فِي ذَلِكَ قُلْنَا‏:‏ فَإِذَا كَانَ مُحْتَمِلًا مَا ادَّعَيْتَ، أَفَمُحْتَمِلٌ هُوَ مَا قُلْنَاهُ إِنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَالِ وُضُوئِهِ لَا مِنْ حَدَثٍ‏؟‏

فَإِنْ قَالَ‏:‏ ‏"‏لَا‏"‏ ثَبَتَتْ مُكَابَرَتُهُ لِأَنَّهُ لَا بَيَانَ فِي خَبَرِ أَوْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ فِي وُضُوءٍ مِنْ حَدَثٍ‏.‏

وَإِنْ قَالَ‏:‏ ‏"‏بَلْ هُوَ مُحْتَمِلٌ مَا قُلْتَ وَمُحْتَمِلٌ مَا قُلْنَا‏"‏‏.‏

قِيلَ لَهُ‏:‏ فَمَا الْبُرْهَانُ عَلَى أَنَّ تَأْوِيلَكَ الَّذِي ادَّعَيْتَ فِيهِ أَوْلَى بِهِ مِنْ تَأْوِيلِنَا‏؟‏ فَلَنْ يَدَّعِيَ بُرْهَانًا عَلَى صِحَّةِ دَعْوَاهُ فِي ذَلِكَ، إِلَّا عُورِضَ بِمِثْلِهِ فِي خِلَافِ دَعْوَاهُ‏.‏

وَأَمَّا حَدِيثُ حُذَيْفَةَ فَإِنَّ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظَ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ حَدَّثُوا بِهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ «‏:‏ ‏"‏أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ‏"‏‏.‏ »

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ‏.‏

ح، حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ‏.‏

ح، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَأَبُو السَّائِبِ قَالَا‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ‏.‏

ح، حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ‏.‏

ح، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ‏.‏

ح، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ‏.‏‏.‏

وَكُلُّ هَؤُلَاءِ يُحَدِّثُ ذَلِكَ عَنِ الْأَعْمَشِ، بِالْإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ حُذَيْفَةَ «‏:‏ ‏"‏أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ‏"‏ »، وَهُمْ أَصْحَابُ الْأَعْمَشِ‏.‏ وَلَمْ يَنْقُلْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ غَيْرُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ‏.‏ وَلَوْ لَمْ يُخَالِفْهُ فِي ذَلِكَ مُخَالِفٌ، لَوَجَبَ التَّثَبُّتُ فِيهِ لِشُذُوذِهِ، فَكَيْفَ وَالثِّقَاتُ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ يُخَالِفُونَهُ فِي رِوَايَتِهِ مَا رَوَى مِنْ ذَلِكَ‏!‏‏!‏ وَلَوْ صَحَّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَائِزًا أَنْ يَكُونَ مَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَهُمَا مَلْبُوسَتَانِ فَوْقَ الْجَوْرَبَيْنِ، وَإِذَا جَازَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ صَرْفُ الْخَبَرِ إِلَى أَحَدِ الْمَعَانِي الْمُحْتَمِلِهَا الْخَبَرُ إِلَّا بِحُجَّةٍ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهَا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏إِلَى الْكَعْبَيْنِ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ‏"‏الكَعْبِ‏"‏‏.‏

فَقَالَ بَعْضُهُمْ بِمَا‏:‏-

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ أَيْنَ ‏"‏الكَعْبَيْنِ‏"‏‏؟‏ فَقَالَ الْقَوْمُ‏:‏ هَاهُنَا‏.‏ فَقَالَ‏:‏ هَذَا رَأْسُ السَّاقِ‏!‏ وَلَكِنَّ ‏"‏الكَعْبَيْنِ‏"‏ هُمَا عِنْدَ الْمَفْصِلِ

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَشْهَبُ قَالَ‏:‏ قَالَ مَالِكٌ‏:‏ ‏"‏الْكَعْبُ‏"‏ الَّذِي يَجِبُ الْوُضُوءُ إِلَيْهِ، هُوَ الْكَعْبُ الْمُلْتَصِقُ بِالسَّاقِ الْمُحَاذِي الْعَقِبَ، وَلَيْسَ بِالظَّاهِرِ فِي ظَاهِرِ الْقَدَمِ‏.‏

وَقَالَ آخَرُونَ بِمَا‏:‏-

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ‏:‏ قَالَ الشَّافِعِيُّ‏:‏ لَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي أَنَّ ‏"‏الْكَعْبَيْنِ‏"‏ اللَّذَيْنِ ذَكَرَهُمَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فِي الْوُضُوءِ، هُمَا النَّاتِئَانِ وَهُمَا مَجْمَعُ مَفْصِلِ السَّاقِ وَالْقَدَمِ

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ ‏"‏الْكَعْبَيْنِ‏"‏ هُمَا الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ فِي مَفْصِلِ السَّاقِ وَالْقَدَمِ، تُسَمِّيهِمَا الْعَرَبُ ‏"‏الْمَنْجِمَيْنِ‏"‏‏.‏ وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ يَقُولُ‏:‏ هُمَا عَظْمَا السَّاقِ فِي طَرَفِهَا

وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي وُجُوبِ غَسْلِهِمَا فِي الْوُضُوءِ وَفِي الْحَدِّ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَبْلُغَ بِالْغَسْلِ إِلَيْهِ مِنَ الرِّجْلَيْنِ نَحْوَ اخْتِلَافِهِمْ فِي وُجُوبِ غَسْلِ الْمِرْفَقَيْنِ، وَفِي الْحَدِّ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَبْلُغَ بِالْغَسْلِ إِلَيْهِ مِنَ الْيَدَيْنِ‏.‏ وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ وَدَلَّلْنَا عَلَى الصَّحِيحِ مِنَ الْقَوْلِ فِيهِ بِعِلَلِهِ فِيمَا مَضَى قَبْلُ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏"‏وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا‏"‏ وَإِنْ كُنْتُمْ أَصَابَتْكُمْ جَنَابَةٌ قَبْلَ أَنْ تَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ فَقُمْتُمْ إِلَيْهَا ‏"‏فَاطَّهَّرُوا‏"‏، يَقُولُ‏:‏ فَتَطَهَّرُوا بِالِاغْتِسَالِ مِنْهَا قَبْلَ دُخُولِكُمْ فِي صَلَاتِكُمُ الَّتِي قُمْتُمْ إِلَيْهَا‏.‏

وَوَحَّدَ ‏"‏الْجُنُبَ‏"‏ وَهُوَ خَبَرٌ عَنِ الْجَمِيعِ، لِأَنَّهُ اسْمٌ خَرَجَ مَخْرَجَ الْفِعْلِ كَمَا قِيلَ‏:‏ ‏"‏رَجُلٌ عَدْلٌ وَقَوْمٌ عَدْلٌ‏"‏، وَ‏"‏رَجُلٌ زُورٌ وَقَوْمٌ زُورٌ‏"‏، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ لَفْظُ الْوَاحِدِ وَالْجَمِيعِ وَالِاثْنَيْنِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فِيهِ وَاحِدٌ‏.‏

يُقَالُ مِنْهُ‏:‏ ‏"‏أَجْنَبَ الرَّجُلُ‏"‏ وَ‏"‏جَنُبَ‏"‏ وَ‏"‏اجْتَنَبَ‏"‏ وَالْفِعْلُ ‏"‏الْجَنَابَةُ‏"‏، وَ ‏"‏الإِجْنَابُ‏"‏‏.‏ وَقَدْ سُمِعَ فِي جَمْعِهِ ‏"‏أَجْنَابٌ‏"‏، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْمُسْتَفِيضِ الْفَاشِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، بَلِ الْفَصِيحُ مِنْ كَلَامِهِمْ مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ إِنْ كُنْتُمْ جَرْحَى أَوْ مُجَدَّرَيْنِ وَأَنْتُمْ جُنُبٌ

وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ‏.‏

وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ ‏"‏أَوْ عَلَى سَفَرٍ‏"‏ فَإِنَّهُ يَقُولُ‏:‏ وَإِنْ كُنْتُمْ مُسَافِرِينَ وَأَنْتُمْ جُنُبٌ ‏"‏أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ‏"‏ يَقُولُ‏:‏ أَوْ جَاءَ أَحَدُكُمْ وَقَدْ قَضَى حَاجَتَهُ فِيهِ وَهُوَ مُسَافِرٌ‏.‏ وَإِنَّمَا عَنَى بِذِكْرِ مَجِيئِهِ مِنْهُ قَضَاءَ حَاجَتِهِ فِيهِ‏.‏

أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ‏"‏ يَقُولُ‏:‏ أَوْ جَامَعْتُمُ النِّسَاءَ وَأَنْتُمْ مُسَافِرُونَ‏.‏ وَقَدْ ذَكَرْنَا اخْتِلَافَ الْمُخْتَلِفِينَ فِيمَا مَضَى قَبْلُ فِي ‏"‏اللَّمْسِ‏"‏ وَبَيَّنَا أَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ‏.‏

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ‏:‏ وَمَاوَجْهُ تَكْرِيرِ قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ‏"‏ إِنْ كَانَ مَعْنَى ‏"‏اللَّمْسِ‏"‏ الْجِمَاعَ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَرُوا‏"‏‏؟‏

قِيلَ‏:‏ وَجْهُ تَكْرِيرِ ذَلِكَ أَنَّ الْمَعْنَى الَّذِي أَلْزَمَهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مِنْ فَرْضِهِ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَرُوا‏"‏ غَيْرُ الْمَعْنَى الَّذِي أَلْزَمَهُ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ‏"‏ وَذَلِكَ أَنَّهُ بَيَّنَ حُكْمَهُ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَرُوا‏"‏ إِذَا كَانَ لَهُ السَّبِيلُ إِلَى الْمَاءِ الَّذِي يُطَهِّرُهُ، فَفَرَضَ عَلَيْهِ الِاغْتِسَالَ بِهِ ثُمَّ بَيَّنَ حُكْمَهُ إِذَا أَعْوَزَهُ الْمَاءُ فَلَمْ يَجِدْ إِلَيْهِ السَّبِيلَ وَهُوَ مُسَافِرٌ غَيْرَ مَرِيضٍ مُقِيمٍ، فَأَعْلَمَهُ أَنَّ التَّيَمُّمَ بِالصَّعِيدِ لَهُ حِينَئِذٍ الطَّهُورُ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا‏"‏ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَنْتُمْ مَرْضَى مُقِيمُونَ، أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَصِحَّاءَ، أَوْ قَدْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ قَضَاءِ حَاجَتِهِ، أَوْ جَامَعَ أَهْلَهُ فِي سَفَرِهِ ‏"‏مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا‏"‏ يَقُولُ‏:‏ فَتَعَمَّدُوا وَاقْصِدُوا وَجْهَ الْأَرْضِ‏"‏طَيِّبًا‏"‏، يَعْنِي‏:‏ طَاهِرًا نَظِيفًا غَيْرَ قَذِرٍ وَلَا نَجِسٍ، جَائِزًا لَكُمْ حَلَالًا ‏"‏فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ‏"‏ يَقُولُ‏:‏ فَاضْرِبُوا بِأَيْدِيكُمُ الصَّعِيدَ الَّذِي تَيَمَّمْتُمُوهُ وَتَعَمَّدْتُمُوهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِمَّا عَلِقَ بِأَيْدِيكُمْ ‏"‏مِنْهُ‏"‏، يَعْنِي‏:‏ مِنَ الصَّعِيدِ الَّذِي ضَرَبْتُمُوهُ بِأَيْدِيكُمْ مِنْ تُرَابِهِ وَغُبَارِهِ‏.‏

وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى كَيْفِيَّةَ ‏"‏الْمَسْحِ بِالْوُجُوهِ وَالْأَيْدِي مِنْهُ‏"‏ وَاخْتِلَافَ الْمُخْتَلِفِينَ فِي ذَلِكَ وَالْقَوْلَ فِي مَعْنَى ‏"‏الصَّعِيدِ‏"‏ وَ ‏"‏التَّيَمُّمِ‏"‏، وَدَلَّلْنَا عَلَى الصَّحِيحِ مِنَ الْقَوْلِ فِي كُلِّ ذَلِكَ بِمَا أَغْنَى عَنْ تَكْرِيرِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ‏"‏ مَا يُرِيدُ اللَّهُ بِمَا فَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى صَلَاتِكُمْ، وَالْغُسْلِ مِنْ جَنَابَتِكُمْ وَالتَّيَمُّمِ صَعِيدًا طَيِّبًا عِنْدَ عَدَمِكُمُ الْمَاءَ ‏"‏لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ‏"‏ لِيُلْزِمَكُمْ فِي دِينِكُمْ مِنْ ضِيقٍ، وَلَا لِيُعْنِتَكُمْ فِيهِ‏.‏

وَبِمَا قُلْنَا فِيمَعْنَى الْحَرَجِفِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ‏"‏ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ‏.‏

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏:‏

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَعَنْ أَبِي مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏مِنْ حَرَجٍ‏"‏ قَالَا‏:‏ مِنْ ضِيقٍ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ ‏"‏مِنْ حَرَجٍ‏"‏ مِنْ ضِيقٍ‏.‏

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏‏.‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ‏"‏ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ أَنْ يُطَهِّرَكُمْ بِمَا فَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْوُضُوءِ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَالْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَالتَّيَمُّمِ عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ، فَتُنَظِّفُوا وَتُطَهِّرُوا بِذَلِكَ أَجْسَامَكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ‏.‏ كَمَا‏:‏-

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْوُضُوءَ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ، ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلَاةُ نَافِلَةً‏.‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، غَيْرَ مَرَّةٍ، وَلَا مَرَّتَيْنِ، وَلَا ثَلَاثَ، وَلَا أَرْبَعَ، وَلَا خَمْس»‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ صُدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَيَحْيَى بْنُ دَاوُدُ الْوَاسِطِيُّ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ مَرْدَانَبَهْ الْقُرَشِيُّ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ‏"‏»

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ أَوْ‏:‏ ذِرَاعَيْهِ إِلَّا خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْهُمَا، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رَأْسِهِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْه»‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ‏:‏ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «إِذَا غَسَلَ الْمُؤْمِنُ كَفَّيْهِ انْتَثَرَتِ الْخَطَايَا مِنْ كَفَّيْهِ، وَإِذَا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَمَنْخِرَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ رَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْهِ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى ذَلِكَ مِنْ وُضُوئِهِ كَانَ ذَلِكَ حَظَّهُ مِنْهُ، فَإِذْ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلًا فِيهِمَا بِوَجْهِهِ وَقَلْبِهِ عَلَى رَبِّهِ، كَانَ مِنْ خَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ‏"‏»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَاءِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا‏.‏ وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْ بِهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ‏"‏»‏.‏

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكُلَاعِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، «عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوُضُوءٍ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ كَوُضُوئِي هَذَا‏.‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَكَانَتْ خُطَاهُ إِلَى الْمَسَاجِدِ نَافِلَة»‏.‏

وَقَوْلُهُ‏:‏ ‏"‏وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ‏"‏ فَإِنَّهُ يَقُولُ‏:‏ وَيُرِيدُ رَبُّكُمْ مَعَ تَطْهِيرِكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ بِطَاعَتِكُمْ إِيَّاهُ فِيمَا فَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ بِالْمَاءِ إِنْ وَجَدْتُمُوهُ، وَتَيَمُّمِكُمْ إِذَا لَمْ تَجِدُوهُ أَنْ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ بِإِبَاحَتِهِ لَكُمُ التَّيَمُّمَ، وَتَصْيِيرِهِ لَكُمُ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورًا، رُخْصَةً مِنْهُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ مَعَ سَائِرِ نِعَمِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ‏"‏لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏"‏ يَقُولُ‏:‏ لِكَيْ تَشْكُرُوا اللَّهَ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْكُمْ بِطَاعَتِكُمْ إِيَّاهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ‏.‏