فصل: تفسير الآية رقم (3- 4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (3- 4):

{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)}
{وَمَا يَنطِقُ} عن هواه {إِنْ هُوَ إِلا وَحْىٌ} يوحيه الله تعالى إلى جبرائيل عليه السلام ويوحيه جبريل إليه أو وما ينطق عن شهوة وهوى {إِنْ هُوَ إِلا وَحْىٌ يُوحَى} بأمر ونهي من الله تعالى وطاعة له.

.تفسير الآية رقم (5- 6):

{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)}
{شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ} جبريل عليه السلام اتفاقاً، مِرَّة: منظر حسن، أو غنى، أو قوة، أو صحة في الجسم، وسلامة من الآفات أو عمل {فَاسْتَوَى} جبريل عليه السلام في مكانه، أو على صورته التي خلق عليها، ولم يره عليها إلا مرتين، مرة ساداً للأفق ومرة حيث صعد معه وذلك قوله: {وَهُوَ بالأفق الأعلى} [النجم: 7]، أو فاستوى القرآن في صدر محمد صلى الله عليه وسلم، أو صدر جبريل، أو فاعتدل محمد صلى الله عليه وسلم في قوته، أو برسالته، أو فارتفع محمد صلى الله عليه سلم بالمعراج، أو ارتفع جبريل عليه السلام إلى مكانه.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7)}
{وَهُوَ بِالأُفُقِ} الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى جبريل، أو جبريل لما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأفق مطلع الشمس، أو مطلع النهار أي الفجر، أو كانت من جوانب السماء.

.تفسير الآية رقم (8):

{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)}
{دَنَا} جبريل عليه السلام، أو الرب عز وجل (ع) {فَتَدَلَّى} قرب {وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الحكام} [البقرة: 188] تقربوها إليهم، أو تعلق بين العلو والسفل لأنه رأه منتصباً مرتفعاً ثم رآه متدلياً قيل فيه تقديم معناه تدلى فدنا.

.تفسير الآية رقم (9):

{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}
{فَكَانَ} جبريل من ربه، أو محمد صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل (ع)، أو جبريل عليه السلام من محمد صلى الله عليه وسلم {قَابَ قَوْسَيْنِ} قيد قوسين، أو بحيث الوتر من القوس، أو من مقبضها إلى طرفها، أو قدر ذراعين عبّر عن القدر بالقاب وعن الذراع بالقوس.

.تفسير الآية رقم (10):

{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)}
{عَبْدِهِ} جبريل عليه السلام أوحى الله تعالى إليه ما يوحيه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو محمد صلى الله عليه وسلم أوحى الله تعالى إليه على لسان جبريل عليه السلام.

.تفسير الآية رقم (11):

{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}
{الْفُؤَادُ} نفسه، أو عبّر به عن صاحبه لأنه قطب جسده وقوام حياته {مَا كَذَبَ} مخففاً ما أوهمه فؤاده خلاف الأمر كرائي السراب فيصير بتوهمه المحال كالكاذب به {ما كذَّب} ما أنكر قلبه ما رأته عينه {مَا رَأَى} رأى ربه بعينه (ع)، أو في المنام، أو بقلبه سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «رأيته بقلبي مرتين» أو رأى جلاله وعظمته سئل هل رأيت ربك فقال: «رأيت نهراً ووراء النهر حجاباً ورأيت وراء الحجاب نوراً فلم أَرَ غير ذلك»، أو رأى جبريل عليه السلام على صورته مرتين.

.تفسير الآية رقم (12):

{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)}
{أَفَتُمَارُونَهُ} أفتجحدونه، أو تجادلونه، أو تشككونه.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)}
{نَزْلَةً} رأى ما رأه ثانية بعد أولى قال كعب سمع موسى عليه الصلاة والسلام كلام الله تعالى كرتين ورآه محمد صلى الله عليه وسلم مرتين.

.تفسير الآية رقم (14):

{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)}
{الْمُنتَهَى} لانتهاء علم الأنبياء عليهم والصلاة والسلام إليها وعزوبه عما وراءها (ع)، أو لانتهاء الأعمال إليها وقبضها منها، أو لانتهاء الملائكة والبشر إليه ووقوفهم عندها، أو لانتهاء كل من كان على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهاجه إليها، أو لأنه ينتهي إليها ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها.

.تفسير الآية رقم (15):

{عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)}
{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} قصد بذلك تعريف موضع الجنة أنها عند السدرة قاله الجمهور المأوى: المبيت، أو منزل الشهداء. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وهي عن يمين العرش.

.تفسير الآية رقم (16):

{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)}
{يَغْشَى السِّدْرَةَ} فراش من ذهب، أو الملائكة (ع)، أو نور الله.

.تفسير الآية رقم (17):

{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)}
{زَاغَ} انحرف، أو ذهب، أو نقص {طَغَى} ارتفع عن الحق، أو تجاوزه (ع)، أو زاد عليه بالتخيل. رآه على ما هو به بغير نقص عجز عن إدراكه ولا زيادة توهمها في تخليه.

.تفسير الآية رقم (18):

{لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}
{الْكُبْرَى} ما غشي السدرة من الفراش، أو جبريل ساداً الأفق بأجنحته، أو ما رآه في النوم ونظره بفؤاده.

.تفسير الآية رقم (19):

{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19)}
{الَّلاتَ} صنم بالطائف كان صاحبه يلت عليه السويق لأصحابه، أو صخرة يُلَت عليها السويق بين مكة والطائف {وَالْعُزَّى} صنم كانوا يعبدونه عند الجمهور، أو سَمُرة يعلق عليها ألوان العهن يعبدها سليم وغطفان وجشم فبعث إليها الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها، أو كانت نخلة يعلق عليها الستور والعهن، أو اللات والعزى رجل وامرأة زنيا في الكعبة فمسخا حجرين، أو اللات بيت بنخلة تعبده قريش والعزى بيت بالطائف يعبده أهل مكة والطائف، واللاتَّ بالتشديد رجل كان يلت السويق على صخرة فلا يشرب منه أحد إلا سمن فعبدوه ثم مات فعكفوا على قبره، أو كان رجلاً يقوم على آلهتهم ويلت لهم السويق بالطائف فاتخدوا قبره وثناً معبوداً.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)}
{وَمَنَاةَ} صنم بقُدَيْد بين مكة والمدينة، أو بيت بالمشلل يعبده بنو كعب، أو أصنام حجارة في الكعبة يعبدونها، أو وثن كانوا يريقون عليه الدماء تقرباً إليه وبذلك سميت مناة لكثرة ما يراق عليها من الدماء {الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} لأنها كانت مرتبة عندهم في التعظيم بعد اللات والعزى ولما جعلوا الملائكة بنات الله قال: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى}.

.تفسير الآية رقم (22):

{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
{ضِيزَى} عوجاء، أو جائرة، أو منقوصة عند الأكثر، أو مخالفة.

.تفسير الآية رقم (24):

{أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24)}
{مَا تَمَنَّى} البنوة تكون له دون غيره، أو البنين دون البنات.

.تفسير الآية رقم (25):

{فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25)}
{فَلِلَّهِ الأَخِرَةُ} هو أقدر من خلقه فلو جاز عليه الولد لكان أحق بالبنين دون البنات منهم، أو لا يعطي النبوة إلا لمن شاء لأنه ملك الدنيا والآخرة.

.تفسير الآية رقم (32):

{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}
{كَبَآئِرَ الإِثْمِ} الشرك، أو ما زجر عنه بالحد، أو ما لا يكفر إلا بالتوبة، أو ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أن تدعو لله نداً أو تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك وأن تزاني حليلة جارك، أو كبائر الإثم ما لم يستغفر منه {وَالْفَوَاحِشَ} الربا، أو جميع المعاصي {اللَّمَمَ} ما ألموا به في الجاهلية من إثم وفاحشة عفي عنه في الإسلام، أو أن يلم بها ويفعلها ثم يتوب، أو يعزم على المواقعة ثم يقلع عنها قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
إن تغفر اللهم تغفر جمَّا ** وأي عبد لك لا ألمَّا

أو ما دون الوطء من القبلة والغمزة والنظرة والمضاجعة، أو صغائر الذنوب، أو ما لا حد عليه في الدنيا ولا عذاب في الآخرة (ع)، أو النظرة الأولى فإن عاد فليس بلمم جعله ما لم يتكرر من الذنوب، أو النكاح قيل: نزلت في نبهان التمار أتته امرأة تشتري تمراً فقال إن داخل الدكان ما هو خير من هذا فلما دخلت راودها عن نفسها فأبت وندم نبهان وأتى الرسول صلى الله عليه سلم فقال: ما من شيء يصنعه الرجل إلا وقد فعلته إلا الجماع فقال: لعل زوجها غازٍ فنزلت {أَنشَأكُمْ مِّنَ الأَرْضِ} آدم عليه الصلاة والسلام {فَلا تُزَكُّواْ} لا تمادحوا، أو لا تعملوا بالمعاصي وتقولون نعمل بالطاعة، أو إذا عملت خيراً فلا تقل عملت كذا أو كذا.

.تفسير الآية رقم (33):

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)}
{الَّذِى تَوَلَّى} العاص بن وائل، أو الوليد بن المغيرة كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه فيسمع ما يقولان ثم يتولى عنهما، أو النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين ارتد وضمن له أن يتحمل عنه إثم ارتداده.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)}
{وَأَعْطَى قَلِيلاً} من نفسه بالاستماع ثم أكدى بالانقطاع، أو أطاع قليلاً ثم عصى (ع)، أو قليلاً من ماله ثم منع، أو بلسانه وأكدى بقلبه {وَأَكْدَى} قطع، أو منع.

.تفسير الآية رقم (35):

{أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)}
{أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ} أعلم الغيب فرأى أن الذي سمعه باطل، أو نزل عليه القرآن فرأى ما صنعه حقاً.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)}
{وَفَّى} ما أمر به من الطاعة، أو أبلغ ما حمله من الرسالة (ع)، أو عمل يومه بأربع ركعات في أوله، أو بقوله كلما أصبح وأمسى {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} الآية [الروم: 17] وكلاهما مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ما أمر بأمر إلا أداه ولا نذر نذراً إلا وفاه، أو ما امتحن به من ذبح ولده وإلقائه في النار وتكذيبه، أو وَفَّى {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} [النجم: 38] لأن الرجل كان يؤخذ بجريرة أبيه وابنه فيما بين نوح وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)}
{أَضْحَكَ وَأَبْكَى} قضى أسباب الضحك والبكاء، أو سّرَّ وأحزن، أو خلق قوتي الضحك والبكاء للإنسان فلا يضحك من الحيوان إلا القرد ولا يبكي إلا الإبل واجتمعا في الإنسان.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}
{أَمَاتَ} بالجدب {وَأَحْيَا} بالخصب، أو أمات بالمعصية وأحيا بالطاعة، أو أمات الآباء وأحيا الأبناء، أو خلق الموت والحياة، أو خلق أسبابهما.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)}
{أَغْنَى} بالكفاية {وَأَقْنَى} بالزيادة، أو أغنى بالمعيشة وأقنى بالمال أو أغنى بالمال وأقنى بان جعل لهم القنية وهي أصول الأموال، أو أغنى بأن موّل وأقنى بأن حرم، أو أغنى نفسه وأفقر خلقه إليه، أو أغنى من شاء وأفقر من شاء، أو أغنى بالقناعة وأقنى بالرضا، أو أغنى عن أن يخدم وأقنى عن أن يستخدم.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)}
{رَبُّ الشِّعْرَى} وهي كوكب يضيء وراء الجوزاء يسمى مرزم الجوزاء خصه بالذكر لأنهم عبدوه فأخبر أنه مربوب فلا يصلح للربوبية وكان يعبده حِمْير وخُزَاعة وقيل: أول من عبده أبو كبشة.