فصل: تفسير الآية رقم (35):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (35):

{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)}
{شُوَاظٌ} لهب النار (ع)، أو قطعة من النار فيها خضرة، أو الدخان، أو طائفة من العذاب. {وَنُحَاسٌ} صفر مذاب على رؤوسهم، أو دخان النار (ع)، أو نَحْسٌ لأعمالهم، أو القتل.

.تفسير الآية رقم (37):

{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)}
{وَرْدَةً} وردة النبات الحمراء مثل لون السماء أحمر إلا أنها ترى زرقاء لكثرة الحوائل وبعد المسافة كعروق البدن حمرة لحمرة الدم وترى زرقاء للحوائل، فإذا زالت الحواجز، وقربت يوم القيامة من الأبصار يرى لونها الأصلي الأحمر، أو أراد بالوردة الفرس الورد يحمر في الشتاء ويصفر في الربيع ويغبر في شدة البرد شبهاً لاختلاف ألوانها يوم القيامة به لاختلاف ألوانه، {كَالدِّهَانِ} خالصة، أو صافية أو ذوات ألوان، أو أصفر كلون الدهن، أو الدهان الأديم الأحمر (ع).

.تفسير الآية رقم (39):

{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39)}
{لا يُسْئَلُ} استفهاماً هل عملت بل توبيخاً لم عملت (ع)، أو لا تُسأل الملائكة عنهم لأنهم رفعوا أعمالهم في الدنيا، أو لا يسأل بعضهم بعضاً عن حاله لشغل كل واحد بنفسه (ع)، أو لأنهم معروفون بسواد الوجوه وبياضها فلا يسأل عنهم أو كانت مسألة ثم ختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم.

.تفسير الآية رقم (44):

{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44)}
{بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ} مرة بين الحميم ومرة بين الجحيم، {ءَانٍ} انتهى حره، أو حاضر، أو آن شربه وبلغ غايته.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} بعد أداء الفرائض (ع)، أو الذي يذنب فيذكر مقام ربه فيدعه، أو نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه خاصة حين ذكرت الجنة والنار يوماً، أو شرب لبناً على ظمأ فأعجبه فسأل عنه فأخبر أنه من غير حل فاستقاءه والرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال: «رحمك الله لقد أنزلت فيك آية» وتلا هذه الآية، {مَقَامَ رَبِّهِ}: وقوفه بين يديه للعرض والحساب، أو قيام الله تعالى على نفس بما كسبت، {جَنَّتَانِ} أحدهما للإنس والأخرى للجان، أو جنة عدن وجنة النعيم، أو بستانان من بساتين الجنة، أو إحداهما منزله والأخرى منزل أزواجه وخدمه كعادة رؤساء الدنيا.

.تفسير الآية رقم (48):

{ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)}
{أَفْنَانٍ} ألوان (ع)، أو أنواع من الفاكهة أو أفناء واسعة أو أغصان واحدها فَنَنٌ.

.تفسير الآية رقم (54):

{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)}
{بَطَآئِنُهَا} ظواهرها والعرب يجعلون البطن ظهراً فيقولون هذا بطن السماء وظهر السماء، أو نبه بذكر البطانة على شرف الظهارة قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله تعالى، وجناهما: ثمرهما، {دَانٍ} لا يبعد على قائم ولا قاعد أو لا يرد أيديهم عنه بعد ولا شوك.

.تفسير الآية رقم (56):

{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)}
{فِيهِنَّ} في الفرش المذكورة، {قَاصِرَاتُ} قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم ولا يبغين بهم بدلاً، {يَطْمِثْهُنَّ} يمسهن أو يذللهن، والطمث: التذليل، أو يدمهن بالنكاح والحيض طمث من ذلك.

.تفسير الآية رقم (60):

{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)}
{الإِحْسَانُ} هل جزاء الطاعة إلا الثواب أو إحسان الدنيا إلا الإحسان في الآخرة، أو هل جزاء من شهد أن لا إله إلا الله إلا الجنة، أو جزاء التوبة إلا المغفرة.

.تفسير الآية رقم (62):

{وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)}
{دُونِهِمَا} أقرب منهما، أو دون صفتهما {جَنَّتَانِ} الأربع لمن خاف مقام ربه (ع)، أو الأوليان مِنْ ذَهَبٍ للمقربين والأخريان من وَرِق لأصحاب اليمين، أو الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين (ح)، أو الأوليان جنة عدن وجنة النعيم والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى.

.تفسير الآية رقم (64):

{مُدْهَامَّتَانِ (64)}
{مُدْهَآمَّتَانِ} خضروان (ع)، أو مسودتان من الدهمة وهي السواد، أو مرتويتان ناعمتان.

.تفسير الآية رقم (66):

{فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)}
{نَضَّاخَتَانِ} ممتلئتان لا تنقطعان، أو جاريتان، أو فوارتان، والجري أكثر من النضخ تنضخان بالماء (ع)، أو بالمسك والعنبر، أو بالخير والبركة، أو بأنواع الفاكهة فهي في الجنان الأربع.

.تفسير الآية رقم (70):

{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)}
{خَيْرَاتٌ} الخير والنعيم: المستحسن، أو خيرات الفواكه والثمار، {حِسَانٌ} في الألوان والمناظر وخيِّرات مختارات، أو ذوات الخير وهن الحور المنشآت في الجنة، أو الفاضلات من أهل الدنيا سمين به لأنهن خيرات الأخلاق حسان الوجوه، أو عذارى أبكار، أو مختارات، أو صالحات.

.تفسير الآية رقم (72):

{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}
{مَّقْصُورَاتٌ} محبوسات في الحجال لَسْنَ بالطوافات في الطرق (ع)، أو مخدرات مصونات لا متطلعات ولا صياحات، أو مسكنات في القصور وقصرن بطرفهن على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلاً، {الْخِيَامِ} البيوت، أو خيام تضرب خارج الجنة فرجة كهيئة البداوة قاله ابن جبير، أو خيام في الجنة تضاف إلى القصور قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «هي خيم الدر المجوف» قال الكلبي فهن محبوسات لأزواجهن في خيام الدر المجوف.

.تفسير الآية رقم (76):

{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)}
{رَفْرَفٍ} المجلس المطبق ببسطه، أو فضل الفرش والبسط، أو الوسائد، أو الفرش المرتفعة مأخوذ من الرف، أو المجالس يتكئون على فضولها، أو رياض الجنة، {وَعَبْقَرِىٍّ} طنافس مخملية (ح)، أو الديباج، أو ثياب في الجنة لا يعرفها أحد، أو كثياب في الدنيا تنسب إلى عبقر وهي أرض كثيرة الجن، أو كثيرة الرمل، والعبقري: السيد ينسب إلى أرفع الثياب لاختصاصه بها.

.تفسير الآية رقم (78):

{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} ثبت ودام، أو ذكر اسمه يُمْن وبركة ترغيباً في الإكثار منه، {ذِى الْجَلالِ} الجليل، أو المستحق للإجلال والإعظام، {وَالإِكْرَامِ} الكريم، أو المكرم لمن أطاعه.

.سورة الواقعة:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1)}
{الْوَاقِعَةُ} الصيحة أو الساعة وقعت بحق فلم تكذب، أو القيامة (ع)، سميت به لكثرة ما وقع فيها من الشدائد.

.تفسير الآية رقم (2):

{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)}
{كَاذِبَةٌ} ليس لها رد (ع)، أو لا رجعة فيها ولا مثنوية، أو إذ ليس لها مكذب من مؤمن وكافر، أو ليس الخبر عن وقوعها كذباً.

.تفسير الآية رقم (3):

{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3)}
{خَافِضَةٌ} أعداء الله تعالى في النار {رَّافِعَةٌ} أولياءه في الجة، أو خفضت رجالاً كانوا مرتفعين في الدنيا ورفعت رجالاً كانوا مخفوضين، أو خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4)}
{رُجَّتِ} رجفت وزلزت (ع)، أو ترج بما فيها كما يرج الغربال بما فيه.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)}
{وَبُسَّتِ} سالت، أو هدت، أو سيرت، أو قطعت (ح)، أو بُست كما يُبس السويق أي يلت.

.تفسير الآية رقم (6):

{فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)}
{هَبَآءً} رهج الغبار يسطع ثم يذهب، أو شعاع الشمس يدخل من الكوة، أو ما يطير من النار إذا اضطرمت فإذا وقع لم يكن شيئاً (ع)، أو ما يبس من ورق الشجر تذروه الرياح، {مُّنبَثاً} متفرقاً، أو منتشراً، أو منثوراً.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7)}
{أَزْوَاجاً} أصنافاً وفرقاً {ثَلاثةً} اثنان في الجنة وواحدة في النار قاله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هم المذكورون في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب} [فاطر: 32]، أو المذكورون في هذه الآية.

.تفسير الآية رقم (8- 9):

{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9)}
{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} الذي أخذوا من شق آدم الأيمن يومئذ {وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ} الذين أخذوا من شقة الأيسر يومئذ، أو من أوتي كتابه بيمينه ومن أوتيه بشماله، أو أهل الحسنات وأهل السيئات، أو الميامين على أنفسهم والمشائيم عليها (ح)، أو أهل الجنة وأهل النار، {مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} تكثير لثوابهم، {مَآ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ} تكثير لعقابهم.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)}
{وَالسَّابِقُونَ} إلى الإيمان من كل أمة (ح) أو الأنبياء، أو الذين صلوا إلى القبلتين، أو أول الناس رواحاً إلى المسجد وأسرعهم إلى الجهاد، أو أربعة سابق أمة موسى مؤمن آل فرعون وسابق أمة عيسى حبيب النجار صاحب أنطاكية وأبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما سابقا هذه الأمة، {السَّابِقُونَ} بالإيمان هم السابقون إلى الجنان.

.تفسير الآية رقم (13):

{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13)}
{ثُلَّةٌ} جماعة، أو شطر، أو بقية، {الأَوَّلِينَ} أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو قوم نوح (ح).

.تفسير الآية رقم (14):

{وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)}
{الأَخِرِينَ} أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (ح) أو الذين تقدم إسلامهم قبل أن يتكاملوا.

.تفسير الآية رقم (15):

{عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15)}
{مَّوْضُونَةٍ} موصولة بالذهب (ع)، أو مشبكة بالدر منسوجة بالذهب التوضين: التشبيك والنسج، أو مسند بعضها إلى بعض، أو مضفورة وضين الناقة بطانها العريض المضفور من السيور.

.تفسير الآية رقم (17):

{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17)}
{مُّخَلَّدُونَ} باقون على صغرهم لا يتغيرون (ح)، أو محلون بالأسورة والأقراط، أو باقون معهم لا يتغيرون عليهم ولا ينصرفون عنه بخلاف الدنيا.

.تفسير الآية رقم (18):

{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)}
{بِأَكْوَابٍ} الأكواب: ما لا عروة له، والأباريق: ما لها عرى، أو الأكواب: مدورة الأفواه، والأباريق: لها أعناق، أو الأكواب أصغر من الأباريق، {مَّعِينٍ} خمر جارٍ، والمعين: الجاري من عينه بغير عصر كالماء المعين وهو ألذ الخمر.