فصل: تفسير الآية رقم (37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (37):

{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}
{عِزِينَ} متفرقين أو مجتنبين أو الرفقاء الحلفاء، أو الجماعة القليلة أو الحلق والفرق. خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم حلق فقال: (ما لي أراكم عزين).

.تفسير الآية رقم (43):

{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}
{نَصْبٍ} الغاية التي ينصب إليها بصرك و{نُصُبٍ} واحد الأنصاب وهي الأصنام أو النَّصْب والنُّصُب واحد. إلى عَلَم يستبقون أو غايات يستبقون أو إلى أصنامهم يسرعون. وقيل إنها أحجار طوال كانوا يعبدونها أو إلى صخرة بيت المقدس يسرعون {يُوفِضُونَ} يسرعون.

.سورة نوح:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)}
{عَذَابٌ أَلِيمٌ} بنار الآخرة (ع) أو عذاب الدنيا بالطوفان فأنذرهم فلم ير مجيباً وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه فيقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

.تفسير الآية رقم (4):

{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)}
{مِّن ذُنُوبِكُمْ} من صلة أو بمعنى يخرجكم من ذنوبكم أو يغفر لكم منها ما استغفرتموه {وَيُؤَخِّرْكُمْ} إلى أجل موتكم فلا تهلكوا بالعذاب {أَجَلَ اللَّهِ} للبعث أو العذاب أو الموت {لَوْ كُنتُمْ} بمعنى إن كنتم أو لو كنتم تعلمون لعلمتم أن أجله إذا جاء لا يؤخر (ح).

.تفسير الآية رقم (5):

{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)}
{دَعَوْتُ} دعوتهم ليلاً ونهاراً إلى عبادتك أو دعوتهم أن يعبدوك ليلاً ونهاراً.

.تفسير الآية رقم (6):

{فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)}
{فِرَاراً} بلغنا أن أحدهم كان يذهب بابنه إليه فيقول: احذر هذا لا يغرنك فإن أبي ذهب إليه وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
{كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ} إلى الإيمان {لِتَغْفِرَ لَهُمْ} ما تقدم من الشرك سدوا آذانهم لئلا يسمعوا ليوئسوه من إجابة ما لم يسمعوه وكان حليماً صبوراً {وَأَصَرُّواْ} أقاموا على الكفر أو الإصرار تعمد الذنب (ح) أو سكتوا على ذنوبهم فلم يستغفروا {وَاسْتَكْبَرُواْ} بترك التوبة (ع) أو بكفرهم بالله تعالى وتكذيبهم نوحاً عليه الصلاة والسلام.

.تفسير الآية رقم (8):

{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8)}
{جِهَاراً} مجاهرة يرى بعضهم بعضاً.

.تفسير الآية رقم (9):

{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)}
{أَعْلَنتُ} الدعاء صحت به {وَأَسْرَرْتُ} الدعاء عن بعضهم من بعض دعاهم في وقت سراً وفي وقت جَهَر أو دعا بعضهم سراً وبعضهم جهراً مبالغة منه وتلطفاً.

.تفسير الآية رقم (10):

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)}
{اسْتَغْفِرُواْ} ترغيباً منه في التوبة.

.تفسير الآية رقم (11):

{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)}
{مِّدْرَاراً} غيثاً متتابعاً قيل أجدبوا أربعين سنة فأذهب الجدب أموالهم وانقطع الولد عن نسائهم فلما علم حرصهم على الدنيا قال: هلموا إلى طاعة الله تعالى فإن فيها درك الدنيا والآخرة ترغيباً لهم في الإيمان.

.تفسير الآية رقم (13):

{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)}
{لا تَرْجُونَ} لا تعرفون له عظمه ولا تخشون عقابه ولا ترجون ثوابه (ع) أو لا تعرفون حقه ولا تشكرون نعمه أو لا تؤدون طاعته أو الوقار: الثبات منه {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] أي لا تثبتون وحدانيته.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)}
{أطْوَاراً} طوراً نطفه وطوراً علقة وطوراً مضغة وطوراً عظماً ثم كسا العظام اللحم ثم أنشأه خلقاً آخر أنبت له الشعر وكمل له الصورة أو الأطوار اختلافهم طولاً وقصراً، وقوة وضعفاً وهماً وتصرفاً وغنى وفقراً.

.تفسير الآية رقم (15):

{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15)}
{سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً} على سبع أرضين بين كل سماء وأرض خلق وأمر (ح) أو سبع سماوات طباقاً بعضهن فوق بعض كالقباب.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)}
{الْقَمَرَ فِيهِنَّ} معهن نوراً لأهل الأرض أو لأهل السماء والأرض. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه وجهه يضيء لأهل الأرض وظهره يضيء لأهل السماء {سِرَاجاً} مصباحاً يضيء لأهل الأرض أو لأهل الأرض والسماء.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)}
{أَنبَتَكُم} آدم خلقه من أديم الأرض كلها أو أنبتهم في الأرض بالكبر بعد الصغر وبالطول بعد القصر.

.تفسير الآية رقم (20):

{لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)}
{سُبُلاً فِجَاجاً} طرقاً مختلفة (ع) أو واسعة أو أعلاماً.

.تفسير الآية رقم (21):

{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)}
{عَصَوْنِى} لبث يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً وهم على كفرهم وعصيانهم ورجا الأبناء بعد الآباء فيأتي بهم الولد بعد الولد حتى بلغوا سبع قرون ثم دعا عليهم بعد الإياس منهم وعاش بعد الطوفان ستين عاماً حتى كثر الناس وفشوا. قال الحسن: وكانوا يزرعون في الشهر مرتين {ووَلده} واحد الأولاد وبالضم جماعة الأولاد (أو بالضم العشيرة وبالفتح الأولاد).

.تفسير الآية رقم (22):

{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)}
{كُبَّاراً} أبلغ من كبير جعلوا لله تعالى صاحبة وولداً أو قول الكبراء للأتباع {لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمْ}.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
{وَدّاً وَلا سُوَاعاً} كانت هذه الأصنام للعرب ولم يعبدها غيرهم. فخرج من قصة نوح إلى قول العرب ثم رجع إلى قصتهم أو كانت آلهة لقوم نوح وهم أول من عبد الأصنام ثم عبدها العرب بعدهم قاله الأكثر. قال ابن الزبير اشتكى آدم وعنده بنوه ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر. وكان ود أكبرهم وأبرهم به أو كانت أسماء رجال قبل نوح حزن عليهم آباؤهم بعد موتهم فصوروا صورهم ليتسلوا بالنظر إليها ثم عبدها أبناؤهم بعدهم أو كانوا قوماً صالحين بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام فخلفهم من أخذ في العبادة مأخذهم فصوروا صورهم ليذكروا بها اجتهادهم فعبدها قوم نوح بعدهم ثم انتقلت إلى العرب فعبدها ولد إسماعيل فكان ود لكلب بدومة الجندل (ع) وهو أول صنم معبود سمي بذلك لودهم له وسواع لهذيل بساحل البحر ويغوث لغطيف من مراد أو حي في نجران قال أبو عثمان النهدي: رأيت يغوث وكان من رصاص وكانوا يحملونه على جمل أحرد ويسيرون معه لا يهيجونه حتى يكون هو الذي يبرك فإذا برك قالوا: قد رضي لكم المنزل فيضربون عليه بناء وينزلون حوله ويعوق لهمدان ونسر لذي الكلاع من حمير.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)}
{وَقَدْ أَضَلُّواْ} أضل أكابرهم أصاغرهم أو ضل بالأصنام كثير منهم {ضَلالاً} عذاباً ويحتمل فتنة بالمال والولد.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)}
{دَيَّاراً} أحداً أو من يسكن الديار دعا بذلك لما قيل له {لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ} الآية [هود: 36] أو مر به رجل يحمل ولداً له صغيراً فقال: يا بني احذر هذا فإنه يضلك فقال: يا أبت أنزلني فأنزله فرماه فشجه فغضب نوح عليه الصلاة السلام ودعا عليهم.

.تفسير الآية رقم (28):

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}
{وَلِوَالِدَىَّ} أراد أباه لمكا وأمه هنجل وكانا مؤمنين (ح) أو أباه وجَدَّه. {دَخَلَ بَيْتِىَ} دخل مسجدي أو في ديني أو صديقي الداخل إلى منزلي (ع) {وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} من قومه أو جميع الخلق إلى قيام الساعة {تَبَاراً} هلاكاً أو خساراً.

.سورة الجن:

.تفسير الآية رقم (1):

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)}
{اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} القرآن صرفهم الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن أو منعوا من استراق السمع ورموا بالشهب ولم تكن السماء تحرس إلا أن يكون في الأرض نبي أو دين له ظاهر فأتوا إبليس فأخبروه فقال ائتوني من كل أرض بقبضة من تراب أشمها فأتوه فشمها فقال صاحبكم بمكة أو رجعوا إلى قومهم فقالوا ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث في الأرض فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ففعلوا حتى أتوا تهامة فوجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ (ع). فمن قال صرفوا إليه ذكر أنه رآهم ودعاهم وقرأ عليهم ومن قال ضربوا مشارق الأرض ومغاربها قال لم يرهم ولم يقرأ عليهم بل أتوه بنخلة عامداً إلى سوق عكاظ وهو يصلي بنفرٍ من أصحابه الصبح فلما سمعوا القرآن قالوا هذا الذي حالَ بيننا وبين خبر السماء (ع) وكانت قراءته {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وكانوا تسعة أحدهم زوبعة أو سبعة ثلاثة من حرَّان وأربعة من نصيبين أو تسعة من أهل نصيبين قرية باليمن غير التي بالعراق فَصَلَّوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم الصبح ثم ولَّوْا إلى قومهم منذرين. قيل الجن تعرف الإنس كلها فلذلك توسوس إلى كلامه قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الجن من ولد الجان منهم المؤمن والكافر وليسوا شياطين والشياطين من ولد إبليس ولا يموتون إلا مع إبليس ويدخل مؤمنو الجن الجنة وقال الحسن رضي الله تعالى عنه هم ولد الجان والإنس ولد آدم عليه الصلاة السلام فمن الجن الإنس المؤمن والكافر يثابون ويعاقبون فمؤمن الطائفتين ولي الله تعالى وكافرهما شيطان ويدخلون الجنة بإيمانهم (ح) أو لا يدخلها الجان وإن صرفوا عن النار قاله مجاهد {عَجَباً} في فصاحته أو في بلاغة مواعظه أو في عظم بركته.

.تفسير الآية رقم (2):

{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
{الرُّشْدِ} مراشد الأمور أو معرفة الله تعالى.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)}
{جَدُّ رَبِّنَا} أمره أو فعله (ع) أو ذكره أو غناه أو بلاغه أو ملكه وسلطانه أو جلاله وعظمته أو نعمه على خلقه أو {تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} أي ربنا أو الجد أب الأب لأن هذا من قول الجن.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)}
{سَفِيهُنَا} إبليس أو جاهلنا وعاصينا. {شَطَطاً} جوراً أو كاذباً أصله البعد فعبّر به عن الجور والكذب لعبدهما من العدل والصدق.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)}
{يَعُوذُونَ} كانوا في الجاهلية إذا نزل أحدهم بواد قال أعوذ بكبير هذا الوادي من سفهاء قومه فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم {رَهَقاً} طغياناً أو إثماً (ع) أو خوفاً أو كفراً أو أذى أو غياً أو عظمة أو سفهاً.