فصل: تفسير الآية رقم (7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (7):

{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}
{ضَآلاً فَهَدَى} لا تعرف الحق فهداك إليه أو عن النبوة فهداك إليها أو عن الهجرة فهداك إليها أو في قوم ضلال فهداك لإرشادهم أو ناسياً فأذكرك كقوله: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا} [البقرة: 282] أو طالباً للقبلة فهداك إليها عبر عن الطلب بالضلال لأن الضال طالب أو وجدك متحيراً في بيان ما نزل عليك فهداك إليه عبر عن التحير بالضلال لأن الحيرة تلزم الضلال أو ضائعاً في قومك فهداك إليهم أو محباً للهداية فهداك إليها ومنه {إِنَّكَ لَفِى ضَلاَلِكَ القديم} [يوسف: 95] أي محبتك.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}
{عَآئِلاً} ذا عيال فكفاك أو فقيراً فمولك أو فقيراً من الحجج والبراهين فأغناك بها أو وجدك العائل الفقير فأغناه بك.

.تفسير الآية رقم (9):

{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}
{فَلا تَقْهَرْ} لا تحقر أو لا تظلم أو لا تستذل أو لا تمنعه حقه الذي في يدك أو كن لليتيم كالرب الرحيم.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}
{السَّآئِلَ} للبر إذا رددته فرده برفق ولين أو السائل عن الدين لا تغلظ عليه وأجبه برفق ولين.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
{بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النبوة فادع أو القرآن فبلغ أو ما أصاب من خير أو شر فحدث به الثقة من إخوانك (ح) أو حدث به نفسك ندب إلى ذلك ليكون ذكرها شكراً.

.سورة الشرح:

.تفسير الآية رقم (1):

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)}
{أَلَمْ} استفهام تقرير {نَشْرحْ لَكَ صَدْرَكَ} بإزالة همك حتى خلا لما أمرت به أو نُوسعه لما حملته فلا يضيق عنه، وتشريح اللحم تفتيحه لتفريقه، شرحه بالإسلام أو بأن ملأه حكمة وعلماً (ح) أو بالصبر والاحتمال.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}
و {وِزْرَكَ} غفرنا لك ذنبك أو حططنا عنك ثقلك أو حفظناك في الأربعين من الأدناس حتى نزل عليك جبريل عليه السلام وأنت مطهر منها.

.تفسير الآية رقم (3):

{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}
{أَنقَضَ ظَهْرَكَ} كما ينقض البعير من الحمل الثقيل فيصير نقضاً. أثقل ظهره بالذنوب حتى غفرها أو بالرسالة حتى بلغها أو بالنعم حتى شكرها.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}
{وَرَفَعْنَا} ذكرك بالنبوة أو في الآخرة كما رفعناه في الدنيا أو تذكر معي إذا ذكرت قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: إن الله تعالى يقول أتدري كيف رفعت ذكرك قال الله تعالى أعلم قال إذا ذُكِرتُ ذُكرتَ معي» قال قتادة ورفع ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)}
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} مع اجتهاد الدنيا جزاء إلا الجنة (ح) أو مع الشدة رخاء ومع الضيق سعة ومع الشقاوة سعادة ومع الحزونة سهولة وكرره تأكيداً ومبالغة أو العسر واحد واليسر اثنان لدخول الألف واللام على العسر وحذفهما من اليسر.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)}
{فَرَغْتَ} من الفرائض {فانصَبْ} في قيام الليل أو من الجهد فانصب لعبادة ربك أو من أمر دنياك فانصب في عمل آخرتك أو من صلاتك فانصب في دعائك.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
{فَارْغَب} إليه في دعائك أو معونتك أو في إخلاص نيتك.

.سورة التين:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} المأكولان أو التين دمشق والزيتون بيت المقدس أو التين الجبل الذي عليه دمشق والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس أو التين مسجد دمشق والزيتون مسجد بيت المقدس أو الجبل الذي عليه التين والجبل الذي عليه الزيتون وهما جبلان: بالشام أحدهما طور تيناً والآخر طور زيتاً أو جبلان بين حلوان وهمدان حكاه ابن الأنباري أو التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيلياء أو التين مسجد نوح عليه الصلاة والسلام الذين بني على الجودي والزيون مسجد بيت المقدس (ع) أو عبر بهما عن جميع النعم لأن التين طعام والزيتون إدام.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَطُورِ سِينِينَ (2)}
{وَطُورِ} جبل بالشام أو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه الصلاة والسلام. {سِينِينَ} الحسن بلغة الحبشة ونطقت بها العرب أو المبارك أو اسم للبحر الميت أو الشجر الذي حوله.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)}
{الْبَلَدِ} مكة {الأَمِينِ} الآمن أهله من القتل والسبي لأن العرب كانت تكف عنه في الجاهلية أن تسبي فيه أحداً أو تسفك دماً أو المأمون على ما أودعه الله تعالى معالم دينه.

.تفسير الآية رقم (4):

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)}
{الإِنسَانَ} عام أو كلدة بن أسيد (ع) أو أبو جهل أو الوليد بن المغيرة أو عتبة وشيبة أو الرسول صلى الله عليه وسلم. {أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} أعدل خلق (ع) أو أحسن صورة أو شباب وقوة أو منتصب القامة وسائر الحيوان منكب.

.تفسير الآية رقم (5):

{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)}
{أَسْفَلَ سَافِلينَ} الهرم بعد الشباب والضعف بعد القوة أو النار يعني الكافر في الدرك الأسفل.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)}
{مَمْنُونٍ} منقوص أو محسوب أو مكدر بالمن والأذى (ح) أو مقطوع أو أجر بغير عمل لأن من بلغ الهرم كتب له أجر ما عجز عنه من العمل الصالح أو لا يضره ما عمل في كبره.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)}
{فَمَا يُكَذِّبُكَ} أيها الإنسان بعد هذه الحجج أو ما يكذبك أيها الرسول بعدها بالدين والدين: حكم الله تعالى (ع) أو الجزاء.

.تفسير الآية رقم (8):

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}
{أَلَيْسَ اللَّهُ} تقرير لمن اعترف من الكفار بالصانع. {بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} صنعاً وتدبيراً أو قضاءً بالحق وعدلاً بين الخلق وفيه محذوف وتقديره (فلم ينكرون مع هذه الحال البعث والجزاء).
وكان علي رضي الله تعالى عنه إذا قرأها يقول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.

.سورة العلق:

.تفسير الآية رقم (1):

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
{بِاسْمِ رَبِّكَ} لما كانوا يعبدون آلهة لا تخلق ميز ربه عنهم بقوله: {الَّذِى خَلَقَ}.

.تفسير الآية رقم (2):

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}
{خَلَقَ الإِنسَانَ} جنس {عَلَقٍ} جمع علقة وهي قطعة دم رطب سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه فإذا جفت لم تكن علقة.

.تفسير الآية رقم (4):

{الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
{عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} عام في كل كاتب أو أراد آدم عليه الصلاة والسلام لأنه أول من كتب أو إدريس وهو أول من كتب، والقلم: لأنه يقلم كالظفر أي يقطع.

.تفسير الآية رقم (5):

{عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
{مَا لَمْ يَعْلَمْ} الخط بالقلم أو كل صنعة.

.تفسير الآية رقم (6):

{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)}
{كَلآ} رد وتكذيب أو بمعنى (أَلاَ) {لَيَطْغَى} ليعصي أو ليبطر أو ليتجاوز قدره أو ليرتفع من منزلة إلى منزلة.

.تفسير الآية رقم (7):

{أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)}
{اسْتَغْنَى} بماله أو عن ربه (ع) نزلت في أبي جهل.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)}
{الرُّجْعَى} المنتهى أو المرجع في القيامة.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9)}
{أَرَءَيْتَ الَّذِى يَنْهَى} نزلت في أبي جهل حلف لئن رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي ليطأن رقبته وليعفرن وجهه في التراب فجاءه وهو يصلي ليطأ رقبته فأراه الله تعالى بينه وبينه خندقاً من نار وهواء وأجنحة فنكص وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً وكان في صلاة الظهر».

.تفسير الآية رقم (11):

{أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
{أَرَءَيْتَ إِن كَانَ} الرسول صلى الله عليه وسلم مهتدياً في نفسه وأمر بطاعة ربه أو إن كان أبو جهل مهتدياً ألم يكن خيراً منه؟

.تفسير الآية رقم (13):

{أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)}
{كَذَّبَ} بالله تعالى {وَتَوَلَّى} عن طاعته أو بالقرآن وتولى عن الإيمان.

.تفسير الآية رقم (14):

{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)}
{أَلَمْ يَعْلَم} الرسول صلى الله عليه وسلم أو أبو جهل. {بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} عمله ويسمع قوله أو يراك في صلاتك حتى نهاك أبو جهل عنها.

.تفسير الآية رقم (15):

{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15)}
{لَنَسْفَعاً} لنأخذن بناصيته وهو عند العرب أبلغ شيء في الإذلال والهوان أو أراد تسويد وجهه وتشويه خلقه والسفعة السواد من سفعته النار والشمس إذا غيرت وجهه وشوهته والناصية: شعر مقدم الرأس وقد يعبرون بها عن جملة الإنسان كقولهم ناصية مباركة.