فصل: تفسير الآية رقم (5):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (5):

{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
{فِى جِيدِهَا} يوم القيامة. جيدها: عنقها {حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعاً سميت مسداً لأنها ممسودة أي مفتولة أو حبل من ليف المقل أو قلادة من ودع على وجه التعيير لها أو حبل ذو ألوان من أحمر وأصفر تتزين به في جيدها (ح) فعيرت بذلك أو قلاده جوهر فاخر قالت لأنفقنها في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم أو عبر بذلك عن خذلانها كالمربوطة عن الإيمان بحبل من مسد ولما نزلت أقبلت تولول وبيدها فِهْر وهي تقول:
مذمماً أبينا ** ودينه قلينا

وأمره عصينا

والرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه في المسجد فقال يا رسول الله إني أخاف أن تراك فقال إنها لن تراني وقرأ قرآناً اعتصم به فلم تره فقالت لأبي بكر رضي الله تعالى عنه إني أخبرت أن صاحبك هجاني فقال لا ورب هذا البيت ما هجاك فولت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد حجبني عنها ملائكة فما رأتني وكفاني الله تعالى شرها» فعثرت في مرطها فقالت: تعس مذمم.

.سورة الإخلاص:

.تفسير الآية رقم (1):

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}
{أَحَدٌ} الأحد المنفرد بصفاته فلا شبْه له ولا مثل تقديره الأحد فحذفت الألف واللام أو ليس بنكرة وإنما هو بيان وترجمة قال المبرد: الأحد والواحد سواء أو الأحد الذي لا يدخل في العدد والواحد يدخل في العدد لأنك تقول للواحد ثانياً أو الأحد يستوعب جنسه والواحد لا يستوعبه لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر فالأحد أبلغ من الواحد وسميت سورة الإخلاص لأن قراءتها خلاص من عذاب الله أو لأن فيها إخلاص الله تعالى من شريك وولد أو لانها خالصة لله تعالى ليس فيها أمر ولا نهي.

.تفسير الآية رقم (2):

{اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}
{الصَّمَدُ} المصمت الذي لا جوف له أو الذي لا يأكل ولا يشرب أو الباقي الذي لا يفنى أو الدائم الذي لم يزل ولا يزال أو الذي لم يلد ولم يولد أو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم.
ألا بَكَر الناعي بخير بني أسد ** بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

أو السيِّد الذي انتهى سؤدده أو الكامل الذي لا عيب فيه أو المقصود إليه في الرغائب والمستعان به في المصائب أو المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد أو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

.تفسير الآية رقم (3):

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)}
{لَمْ يَلِدْ} فيكون والداً {وَلَمْ يُولَدْ} فيكون ولداً (ع) أو لم يلد فيكون في العز مشاركاً ولم يولد فيكون موروثاً هالكاً لأنهما صفتا نقص أو لأنه لا مثل له فلو ولد لكان له مثل.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
{كُفُواً} لا مثل له ولا عديل أو لا يكافئه من خلقه أحد أو نفى عنه الصاحبة.

.سورة الفلق:

.تفسير الآية رقم (1):

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)}
{الْفَلَقِ} اسم لجهنم أو لسجن فيها (ع) أو الخلق كلهم أو فلق الصبح أو الجبال والصخور تنفلق بالمياه أو كل ما انفلق عن كل ما خلق من صبح وحيوان وصخور وجبال وحب ونوى وكل شيء من نبات وغيره وأصل الفلق الشق الواسع قيل للصبح فلق لانفلاق الظلام عنه كما قيل له فجر لانفجار الضوء منه والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.

.تفسير الآية رقم (2):

{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)}
{شّرِّ مَا خَلَقَ} جهنم أو إبليس وذريته أو عام من كل شرور الدنيا والآخرة أو التعوذ من شر موجب للعقاب أو عام في كل شر.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)}
{غَاسِقٍ} الشمس إذا غربت أو القمر إذا ولج في الظلام. نظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى القمر وقال لعائشة رضي الله تعالى عنها (تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب وهذا الغاسق إذا وقب) أو الثريا إذا سقطت لأن الأسقام والطواعين تكثر عند سقوطها وترتفع عند طلوعها أو الليل لخروج السباع والهوام فيه وينبعث أهل الشر على العبث والفساد (ع) {إِذَا وَقَبَ} أظلم (ع) أو دخل أو ذهب أصل الغسق الجريان غسقت القرحة جرى صديدها والغساق صديد أهل النار لجريانه وغسقت العين جرى دمعها بالضرر.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)}
{النَّفَّاثَاتِ} السواحر ينفثن في عقد الخيوط للسحر وربما فعل في الرقي مثل ذلك طلباً للشفاء والنفث النفخ في العقد بغير ريق والتفل النفخ فيها بريق وأثره تخييل للأذى والمرض أو يمرض ويؤذي لعارض ينفصل فيتصل بالمسحور فيؤثر فيه كتأثير العين وكما ينفصل من فم المتثائب ما يحدث في المقابل له مثله أو قد يكون ذلك بمعونة من خدم الجن يمتحن الله تعالى به بعض عباده والأكثرون على أن الرسول صلى الله عليه وسلم سحر واستخرج وتراً فيه إحدى عشرة عقدة فأمر بحلها فكانت كلما حُلَّت عقدة وجد راحة حتى حلت العقد كلها فكأنما أنشط من عقال فنزلت المعوذتان إحدى عشرة آية بعدد العقد وأمر أن يتعوذ بهما ومنع آخرون من تأثير السحر في الرسول صلى الله عليه وسلم وإن جاز في غيره لما في استمراره من خبل العقل ولإنكار الله تعالى على من قال: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} [الإسراء: 47].

.تفسير الآية رقم (5):

{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ} من شر نفسه وعينه أن يصيب بها أو لأن حسده يحلمه على الأذى والحسد: تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم تصر للحاسد والمنافسة تمني مثلها فالمؤمن يغبط والمنافق يحسد.

.سورة الناس:

.تفسير الآية رقم (1):

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}
{بِرَبِّ النَّاسِ} لما أمر بالاستعاذة من شرهم أخبر أنه هو الذي يعيذ منهم.

.تفسير الآية رقم (4):

{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)}
{الْوَسْوَاسِ} وسوسة الإنسان التي تحدث بها نفسه وقد تجاوز الله عنها والشيطان جاثم على قلب ابن آدم إذا سَهَا وغَفَل وسوس وإذا ذكر الله تعالى خنس {الْخَنَّاسِ} الشيطان لكثرة اختفائه كقوله: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخنس} [التكوير: 15] أي النجوم لاختفائها أو لأنه يرجع بالوسوسة عن الهدى أو يخرج بالوسوسة عن اليقين.

.تفسير الآية رقم (5):

{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)}
{يُوَسْوِسُ} يدعوا إلى طاعته بما يصل إلى القلب من قول متخيل أو يقع في النفس من أمر متوهم وأصله الصوت الخفي.
تَسْمَعُ للحَلْي وَسْوَاساً

.تفسير الآية رقم (6):

{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
 6- {مِنَ الْجِنَّةِ} من وسواس الشيطان كما ذكرت {وَالنَّاسِ} وسوسة الإنسان لنفسه أو إغواء من يغويه من الناس.
والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.