فصل: تفسير الآية رقم (29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (29):

{وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}
{تَجْهَلُونَ} أنهم أفضل منكم لإيمانهم وكفركم، أو لاسترذالكم وطلب طردهم.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}
{خَزَآئِنُ اللَّهِ} الأموال فأدفعها إليكم على إيمانكم، أو الرحمة فأسوقها إليكم (ع). {تَزْدَرِى} تحتقر، أزريت عليه عِبْته، وزريت عليه حقَّرته.

.تفسير الآية رقم (35):

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
{افْتَرَاهُ} أي النبي صلى الله عليه وسلم اختلق ما أخبر به عن نوح وقومه. {إِجْرَامِى} عقاب إجرامي وهي الذنوب المكتسبة أو الجنايات المقصودة.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
{لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ} لما أخبره بذلك قال: {لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض} الآية [نوح: 26] {تَبْتَئِسْ} تحزن، أو تأسف، والابتئاس حزن في استكانة، لا تحزن لهلاكهم، أو كفرهم المفضي إلى هلاكهم.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}
{بِأَعْيُنِنَا} بحيث نراك فعبّر عن الرؤية بالأعين لأنها بها تكون، أو بحفظنا إياك حفظ من يراك، أو أعين أوليائنا من الملائكة. {وَوَحْيِنَا} أمْرُنا بصنعتها، أو بتعليمنا لك صنعتها.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)}
{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ} مكث مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها، ومائة سنة يعملها، وكان طولها ألفاً ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع وكانت مطبقة، أو طولها أربعمائة ذراع، وعلوها ثلاثون ذراعاً وعرضها خمسون ذراعاً وكانت ثلاث أبيات، أو طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها مائة وخمسون ذراعاً، وعلوها ثلآثين ذراعاً في أعلاها الطير وفي أوسطها الناس وفي أسفلها السباع، ودفعت من عين ودة يوم الجمعة لعشر مضين من رجب، ورست بباقردى على الجودي يوم عاشوراء، وكان بابها في عرضها. {سَخِرُواْ مِنْهُ} لما رأوه يصنعها في البر، قالوا: صِرت بعد النبوة نجاراً، أو لم يكونوا رأوا قبلها سفينة فقالوا ما تصنع قال: بيتاً يمشي على الماء فسخروا منه. {إِن تَسخَرُواْ} من قولنا فسنسخر من غفلتكم، أو إن تسخروا منا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غداً عند الغرق، سمى جزاء السخرية باسمها، أو عبّر بها عن الاستجهال.

.تفسير الآية رقم (40):

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)}
{التَّنُّورُ} وجه الأرض، تسمي العرب وجه الأرض تنوراً، أو التنور عين وردة التي بالجزيرة، أو مسجد الكوفة قبل أبواب كندة، أو التنور ما زاد على الأرض فأشرف منها، أو تنور الخبز، قال الحسن رضي الله تعالى عنه كان من حجارة وكان لحواء وصار لنوح عليه الصلاة والسلام، أو التنور تنوير الصبح قالوا: نور الصبح تنويراً. {زَوْجَيْنِ} من الآدميين والبهائم ذكراً وأنثى. {مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} من الله بالهلاك ابنه كنعان وامرأته كانا كافرين {قَلِيلٌ} ثمانون رجلاً منهم جرهم، أو سبعة نوح وأولاده سام وحام ويافث وثلاث كنات له، أو السبعة وزوجته فصاروا ثمانية، فأصاب حام امرأته في السفينة فدعا نوح عليه الصلاة والسلام أن يغير الله تعالى نطفته فجاءوا سودان، ولما نزل يوم عاشوراء من السفينة قال: من كان صائماً فليتم صومه ومن لم يكن صائماً فليصم.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)}
{بْسمِ اللَّهِ مَجْراهَا} سَيْرُها {وَمُرْسَاهَا} ثبوتها ووقوفها، كان إذا أراد السير قال: بسم الله مجراها فتسير، وإذا أراد الوقوف قال: بسم الله مرساها فتقف.

.تفسير الآية رقم (43):

{قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}
{سَئَاوِى إِلَى جَبَلٍ} قال ذلك لبقائه على كفره تكذيباً لأبيه، قيل الجبل طور زيتاً. {عَاصِمَ} معصوم من الغرق. {إِلاَّ مَن رَّحِمَ} الله تعالى فأنجاه من الغرق، أو إلا من رحمه نوح عليه الصلاة والسلام فحمله في السفينة.

.تفسير الآية رقم (44):

{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}
{ابْلَعَى مَآءَكِ} بلعت ماءها وماء السماء، أو ماءها وحده وصار ماء السماء بحاراً وأنهاراً، لأنه قال: {ابْلَعِى مَآءَكِ}، {أَقْلِعِى} عن المطر، أقلع عن الشيء تركه. {وَغِيضَ الْمَآءُ} نقص فذهبت زيادته عن الأرض. {وَقُضِىَ الأَمْرُ} بإهلاكهم بالغرق. {الْجُودِىِّ} جبل بالموصل، أو الجزيرة، أو اسم لكل جبل.

.تفسير الآية رقم (46):

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}
{لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} ولد على فراشه لغير رشدة، أو كان ابن امرأته، أو كان ابنه وما بغت امرأة نبي قط (ع) فقوله: {لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} أي أهل دينك وولايتك عند الجمهور، أو من أهلك الذين وعدتك بإنجائهم. {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} سؤالك أياي أن أنجيه، أو إن ابنك عمل غير صالح لغير رشدة، قاله الحسن رضي الله تعالى عنه، أو إن ابنك عَمِل عملاً غيرَ صالح (ع). {أَعِظُكَ} أحذرك أو أرفعك.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
{مِدْراراً} المطر في إبانه، أو المتتابع (ع) {قُوَّةً} شدة إلى شدتكم أو خصباً إلى خصبكم، أو عزاً إلى عزكم بكثرة عددكم وأموالكم أو ولد الولد.

.تفسير الآية رقم (56):

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
{صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الحق، أو تدبير محكم.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
{مِّنَ الأَرْضِ} في الأرض، أو خلقهم من آدم عليه الصلاة والسلام وآدم من ترابها. {وَاسْتَعْمَرَكُمْ} أبقاكم فيها مدة أعماركم من العمر، أو أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه من مسكن وغرس أشجار أو أطال أعماركم؛ كانت أعمارهم من ألف إلى ثلاثمائة سنة.

.تفسير الآية رقم (62):

{قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
{مَرْجُوّاً} يرجى خيرك، أو حقيراً من الإرجاء والتأخير.

.تفسير الآية رقم (63):

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
{بَيِّنَةٍ} دين. {رَحْمَةً} نبوة وحكمة. {فَمَا تَزِيدُونَنِى} في احتجاجكم باتباع آبائكم إلا خساراً تخسرونه أنتم، أو ما تزيدونني على الرد والتكذيب إن أطعتكم إلا خساراً لاستبدال الثواب العقاب.

.تفسير الآية رقم (67):

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)}
{الصَّيْحَةُ} صيحة جبريل عليه السلام، أو أحدثها الله تعالى في حيوان، أو في غير حيوان. {دِيَارِهِمْ} منازلهم وبلادهم كديار بكر وربيعة، أو في الدنيا لأنها دار الخلائق. {جَاثِمِينَ} ميتين، أو هلكى بالجثوم، وهو السقوط على الوجه، أو القعود على الرُّكَب.

.تفسير الآية رقم (68):

{كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)}
{يَغْنَوْاْ} يعيشوا، أو ينعموا. {كَفَرُواْ} وعيد ربهم، أو بأمر ربهم. {بُعْداً} قضى بالاستئصال فهلكوا جميعاً إلا بأ رغال كان بالحرم فمنعه الحرم من العذاب.

.تفسير الآية رقم (69):

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
{رُسُلُنَآ} رسلنا جبريل وميكائيل وإسرافيل واثنا عشر ملكاً مع جبريل (ع) و{إِبْرَاهِيمَ} أعجمي عند الأكثرين، أو عربي من البرهمة وهي إدامة النظر. {بِالْبُشْرَى} بإسحاق عليه الصلاة والسلام أو النبوة، أو بإخراج محمد صلى الله عليه وسلم من صلبه وأنه خاتم الأنبياء، أو بهلاك قوم لوط. {سَلاماً} حيوه فرد عليهم، أو قالوا: سلمت أنت وأهلك من هلاك قوم لوط، قوله: سلام: أي الحمد لله الذي سلمني، والسِّلْم والسَّلام واحد أو السِّلْم من المسالمة والسَّلام من السلامة. {فَمَا لَبِثَ} مدحه بالإسراع بالضيافة لأنه ظنهم. ضيوفاً لمجيئهم على صور الناس. {حَنِيذٍ} حار، أو مشوي نضيجاً بمعنى محنوذ كطبيخ ومطبوخ، وهو الذي حُفر له في الأرض ثم غُم فيها، أو الذي تجعل الحجارة المحماة بالنار في جوفه ليسرع نضاجه.

.تفسير الآية رقم (70):

{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
{نَكِرَهُمْ} نَكِر وأنكر واحد، أو نَكِر إذا لم يعرفهم وأنكرهم وجدهم على منكر. ونكرهم لأنهم لم يتحرموا بطعامه وشأن العرب إذا لم يتحرم بطعامهم أن يظنوا السواء، أو نكرهم لأنه لم يكن لهم أيدي. {وَأَوْجَسَ} أضمر. {إِنَّآ أُرْسِلْنَآ} أعلموه بذلك ليأمن منهم، أو لأنه كان يأتي قوم لوط فيقول وَيْحكم أنهاكم عن الله تعالى أن تتعرضوا لعقوبته فلا يطيعونه.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
{قَآئِمَةٌ} تصلي، أو في خدمتهم، أو من وراء الستر تسمع كلامهم. {فَضَحِكَتْ} حاضت يقولون: ضحكت المرأة إذا حاضت. والضحك في كلامهم: الحيض وافق ذلك عادتها، أو لذعرها وخوفها تغيرت عادتها، أو ضحكت: تعجبت سمي به لأنه سبب له، عجبت من أنها وزوجها يخدمانهم إكراماً وهم لا يأكلون، أو من مجيء العذاب إلى قوم لوط وهم غافلون، أو من مجيء الولد مع كبرها وكبر زوجها، أو من إحياء العجل الحنيذ، لأن جبريل عليه السلام مسحه بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه وكانت أمه في الدار أو هو الضحك المعروف قاله الجمهور، ضحكت سروراً بالولد، أو بالسلامة، أو لِما رأت بزوجها من الروع، أو ظناً أن الرسل يعملون عمل قوم لوط. {وَرَآءِ} بعد، أو الوراء ولد الولد (ع)، وخصوها بالبشرى لما اختصت بالضحك، أو كافؤوها بذلك استعظاماً لخدمتها، أو لأن المرأة أفرح بالولد من الرجل.

.تفسير الآية رقم (72):

{قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
{يَاوَيْلَتَى} لم تدع بالويل ولكنها كلمة تخف على ألسنة النساء عند تعجبهن، استغربت مجيء ولد من عجوز لها تسع وتسعون سنة، وشيخ له مائة سنة، أو لها تسعون، وله مائة وعشرون. {بَعْلِى شَيْخاً} قيل عرَّضت بذلك عن ترك غشيانه لها، والبعل السيد والبعل المعبود، وسمي الزوج بعلاً لتطاوله على المرأة كتطاول السيد على المسود. {عَجِيبٌ} منكر. {وعجبوا أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ} [ص: 4].

.تفسير الآية رقم (73):

{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
{أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أنكروا ما قالته استغراباً لا تكذيباً وإنكاراً.

.تفسير الآية رقم (74):

{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)}
{الرَّوْعُ} الفزع والرُّوع: النفس (ألقى في رُوعي) {يُجَادِلُنَا} بقوله: إن فيها لوطاً، أو سأل هل يعذبونهم استئصالاً، أو على سبيل التخويف ليؤمنوا، أو قال: أتعذبونهم إن كان فيهم خمسون من المؤمنين قالوا: لا، قال: أربعون قالوا: لا، فما زال حتى نزلهم على عشرة فقالوا: لا، فذلك جداله، ولم يؤمن به إلا ابنتاه.