فصل: تفسير الآية رقم (104):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (104):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
{رَاعِنَا} لا تقولوا: خلافاً، أو أرعنا سمعك أي اسمع منا ونسمع منك. كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الإسلام، أو قالتها اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الاستهزاء والسب، أو قالها رفاعة بن زيد وحده فنهي المسلمون عنها. {انظُرْنَا} أفهمنا وبيّن لنا، أو أمهلنا، أو أقبل علينا وانظر إلينا، {وَاسْمَعُواْ} ما تؤمرون به.

.تفسير الآية رقم (106):

{مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}
{مَا نَنسَخْ} نسخها: قبضها، أو تبديلها، أو تبديل حكمها مع بقاء رسمها. {أَوْ نُنسِهَا} ننسكنها، كان يقرأ الآية ثم ينسى وترفع، أو يريد به الترك: أي ما نرفع من آية، أو نتركها فلا نرفعها قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، (قلت: وفيه إشكال ظاهر)، أو يريد به نمحها {نَنْسَأَها} نؤخرها أنسأت أخرت، ومنه بيع النسيئة. {بِخَيْرٍ مِّنْهَآ} أنفع، وأرفق، وأخف، فيكون الناسخ أكثر ثواباً آجلاً، كنسخ صوم أيام معدودات برمضان، أو أخف عاجلاً، كنسخ قيام الليل. {أَوْ مِثْلِهَا} مثل حكمها في الخفة والثقل والثواب، كنسخ التوجه إلى القدس بالتوجه إلى الكعبة، فإنه مثله في المشقة والثواب. {أَلَمْ تَعْلَمْ} بمعنى أما علمت، أو هو تقرير وليس باستفهام، أو خوطب به والمراد أمته، ولذلك أردفه بقوله: {وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ}.

.تفسير الآية رقم (109):

{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}
{وَدَّ كَثِيرٌ} دعا فنحاص وزيد بن قيس حذيفة وعماراً إلى دينها فأبيا عليهما فنزلت. {تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} صحة الإسلام، ونبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. {فَاعْفُواْ} اتركوا اليهود، {وَاصْفَحُواْ} عن قولهم. {بِأَمْرِهِ} بإجلاء بني النضير. وقتل بني قريظة وسبيهم..

.تفسير الآية رقم (114):

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)}
{مَسَاجِدَ اللَّهِ} المساجع المعروفة، أو جميع الأرض التي تقام فيها العبادة (جعلت لي الأرض مسجدا). أُنزلت في بختنصر وأصحابه المجوس خربوا بيت المقدس، أو في النصارى الذي أعانوا بختنصر على خرابه، أو في قريش لصدهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكعبة عام الحديبية، أو عامة في كل مشرك منع من مسجد. {خَرَابِهَآ} هدمها، أو منعها من ذكر الله تعالى فيها. {خَآئِفِينَ} من الرعب إن قُدِرَ عليهم عوقبوا. {خِزْىٌ} الجزية، أو فتح مدائنهم، عمورية، وقسطنطينية، ورومية.

.تفسير الآية رقم (115):

{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)}
{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ} لما حولت القبلة إلى الكعبة تكلمت اليهود فيها فنزلت، أو أذن لهم قبل فرض الاستقبال أن يتوجهوا حيث شاءوا من نواحي المشرق والمغرب، أو في صلاة التطوع في السفر، وللخائف أيضاً، أو في قوم من الصحابة خفيت عليهم القبلة فصلوا على جهات مختلفة ثم أخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت، أو في النجاشي فإنه كان يصلي إلى غير القبلة، أو قالوا لما نزل قوله تعالى: {ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قالوا: إلى أين؟ فنزلت، أو أين ما كنتم من شرق أو غرب فلكم قبلة هي الكعبة. {فَثَمَّ} إشارة إلى المكان البعيد. {وَجْهُ اللَّهِ} قبلته، أو فثم الله كقوله تعالى: {ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27].

.تفسير الآية رقم (116):

{وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)}
{وَلَداً} نزلت في النصارى، لقولهم في المسيح صلى الله عليه وسلم، أو في العرب، قالوا: الملائكة بنات الله. {قَانِتُونَ} مطيعون أو مقرون بالعبودية، أو قائمون يوم القيامة، والقنوت: القيام.

.تفسير الآية رقم (117):

{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)}
{بَدِيعُ} منشئهما على غير مثال سبق، وكل منشئ ما لم يسبق إليه فهو مبدع. {قَضَى} أحكم وفرغ.
وعليهما مسرودتان قضاهما ** داودُ صَنَعُ السَّوابغ تُبعُ

{كُن} هذا أمر للموجودات بالتحول من حال إلى أخرى كقوله تعالى: {كُونُواْ قِرَدَةً} [البقرة: 65] وليس إنشاء للمعدوم، أو هو لإنشاء المعدوم، لأنه لما علم بها جاز أو يقول لها: (كن) لتحققها في علمه، أو عبر عن نفوذ قدرته وإرادته في كل شيء بالقول ولا قول:
قد قالت الأنساع للبطن الحق

.تفسير الآية رقم (118):

{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)}
{الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} اليهود، أو النصارى، أو مشركو العرب {الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم} اليهود أو اليهود والنصارى. {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} شابهت قلوب النصارى قلوب اليهود، أو قلوب مشركي العرب لقلوب اليهود والنصارى.

.تفسير الآية رقم (119):

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}
{بَشِيراً} لمن أطاع بالجنة، {وَنَذِيراً} لمن عصى بالنار. {وَلا تُسْئَلُ} لا تؤاخذ بكفرهم {وَلا تُسْئَلُ} نزلت لما قال: (ليت شعري ما فعل أبواي).

.تفسير الآية رقم (121):

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)}
{الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، والكتاب: القرآن، أو علماء اليهود، والكتاب: التوراة، {يَتْلُونَهُ} يقرؤونه حق قراءته، أو يتبعونه حق اتباعه بإحلال حلاله، وتحريم حرامه، قاله الجمهور. {يُؤْمِنُونَ بِهِ} بمحمد صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (124):

{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)}
{ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ} بالسريانية آب رحيم. {بِكَلمَاتٍ} شرائع الإسلام، ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله سواه، فكتب الله تعالى له البراءة، فقال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الذي وفى} [النجم: 37] وهي ثلاثون سهماً، عشر في براءة {التائبون العابدون} [التوبة: 112] وعشر في (الأحزاب) {إِنَّ المسلمين والمسلمات} [الأحزاب: 35] وعشر في المؤمنين [1-9]، {سَأَلَ سَآئِلٌ} [المعارج: 1] إلى قوله: {عَلَى صَلاتِهمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: 34]، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أو هي عشر من سنن الإسلام: خمس في الرأس، قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس، وفي الجسد، تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر البول والغائط بالماء، أو هي عشر: ست في الإنسان، حلق العانة والختان، ونتف الإبط، وتقليم الإظفار، وقص الشارب، وغسل الجمعة، وأربع في المشاعر: الطواف والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة، أو مناسك الحج خاصة، أو الكواكب، والقمر، والشمس؛ والنار والهجرة والختان، ابتُلي بهن فصبر، أو ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم لم سمى الله تعالى إبراهيم خليله {الذي وفى}؟ [النجم: 37] لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] إلى قوله تعلى {تُظْهِرُونَ}، أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما {وَفَّيَ}؟» قالوا الله ورسوله أعلم، قال: «وفيَّ عمل يومه أربع ركعات في النهار»، أو قاله له ربه: «إني مبتليك، قال: أتجعلني للناس إماماً، قال: نعم: قال: ومن ذريتي قال: لا ينال عهدي الظالمين، قال: تجعل البيت مثابة للناس قال: نعم، قال: وأمنا قال: نعم، قال: وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك. قال: وترينا مناسكنا وتتوب عليها قال: نعم، قال: وتجعل هذا البيت آمناً، قال: نعم، قال: وترزق أهله من الثمرات، قال: نعم، فهذه الكلمات التي أبتُلى بها».
{إمَاماً} متبوعاً. {عَهْدِى} النبوة، أو الإمامة، أو دين الله، أو الأمان، أو الثواب، أو لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمة، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

.تفسير الآية رقم (125):

{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)}
{مَثَابَةً} مجمعاً يجتمعون عليه في النسكين، أو مرجعاً، ثابت العلة: رجَعَت. أي: يرجعون إليه مرة بعد أخرى، أو يرجعون إليه في كلا النسكين من حل إلى حرم. {وَأَمْناً} لأهله في الجاهلية، أو للجاني من إقامة الحد عليه فيه. {مَّقامِ إِبْرَاهِيمَ} عرفة ومزدلفة والجمار، أو الحرم كله، أو الحج كله. أو الحجر الذي في المسجد على الأصح. {مُصَلَّى} مُدَّعَى يُدْعَى فيه، أو الصلاة المعروفة وهو أظهر {وَعَهِدْنَآ} أمرنا، أو أوحينا. {طَهِّرَا بَيْتِيَ} من الأصنام، أو الكفار، أو الأنجاس، أُمرا ببنائه مطهراً، أو يُطهرا مكانه. {لِلطَّآئِفِينَ} الغرباء الذي يأتونه من غربة، أو الذين يطوفون به. {وَالْعَاكِفِينَ} أهل البلد الحرام، أو المصلون، أو المعتكفون، أو مجاورو البيت بغير طواف ولا اعتكاف ولا صلاة. {وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} المصلون.

.تفسير الآية رقم (126):

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)}
{مَنْ ءَامَنَ} إخبار من الله تعالى، أو من دعاء إبراهيم، ولم تزل مكة حرماً آمناً من الجبابرة والخوف والزلازل، فسأل إبراهيم أن يجعله آمناً من الجدب والقحط، وأن يرزق أهله من الثمرات، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم مكة يوم خلق الله السموات والأرض»، أو كانت حلالاً قبل دعوة إبراهيم، وإنما حرمت بدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كما حرم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة فقال: «وإن إبراهيم قد حرم مكة وإني قد حرمت المدينة».

.تفسير الآية رقم (127):

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)}
{الْقَوَاعِدَ} جمع قاعدة وهي كالأساس لما فوقها. {إِسَمَاعِيلَ} معناه أسمع يا إيل أي اسمع يا الله، لما دعا بالولد فأجيب سُمي الولد بما دعا به.

.تفسير الآية رقم (128):

{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)}
{أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} المسلم: الذي استسلم لأمر الله وخضع له. {وَأَرِنَا} عرفنا {مَنَاسِكَنَا} مناسك الحج، أو الذبائح والنسك: العبادة، والناسك: العابد، أو من قولهم لفلان منسك أي مكان يعتاد التردد إليه بخير أو شر، فسميت مناسك، لأنه يتردد إليها في الحج والعمرة.

.تفسير الآية رقم (129):

{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)}
{رَسُولاً مِّنْهُمْ} محمداً صلى الله عليه وسلم {ءَايَاتِكَ} الحجج، أو يبيّن لهم دينك. {الْكِتَابُ} القرآن. {وَالْحِكْمَةَ} السنة، أو معرفة الدين، والتفقه فيه، والعمل به. {وَيُزَكِّيهِمْ} يطهرهم من الشرك، أو يزكيهم بدينه إذا تابعوه، فيكونون عند الله تعالى أزكياء.

.تفسير الآية رقم (130):

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}
{سَفِهَ نَفْسَهُ} فعل بها ما صار به سفيهاً، أو سفه في نفسه فحذف الجار كقوله تعالى {وَلا تعزموا عُقْدَةَ النكاح} [البقرة: 235] أو هلك نفسه وأوبقها، قال المبرد وثعلب: سفه بالكسر يتعدى وبالضم لا يتعدى. {اصْطَفَيْنَاهُ} من الصفوة، اخترناه للرسالة.

.تفسير الآية رقم (132):

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)}
{وَوَصَّى بِهَآ} بالملة لتقدم ذكرها. {إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} أي لا تفارقوا الإسلام عند الموت.

.تفسير الآية رقم (135):

{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}
{كُونُواْ هُوداً} قالت اليهود: (كونوا هوداً) وقالت النصارى: كونوا نصارى. {بَلْ مِلَّةَ} بل نتبع ملة، أو نهتدي بملة. أو الملة من الإملال يُملونها من كتبهم. {حَنِيفاً} مخلصاً، أو متبعاً، أو حاجاً، أو مستقيماً، أخذ الحنيف، من الميل، رجل أحنف: مالت كل واحدة من قدميه إلى الأخرى، سمى به إبراهيم، لأنه مال إلى الإسلام أو أخذ من الاستقامة، وقيل للرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة، وتطيراً من الميل، كالسليم للديغ، والمفازة للمهلكة.