فصل: (انفرادات المرادي)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك ***


‏[‏انفرادات المرادي‏]‏

مسائل‏:‏ الظاهر من تعبير المرادي وتعبير النحاة أنه انفرد بها‏:‏

مسألة‏:‏ في باب الكلام‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

بعد الشرح قال المرادي في شرحه للألفية‏:‏

‏"‏وأقول‏:‏ إن صدور الكلام من ناطقين غير متصور؛ لأن الكلام مشتمل على الإسناد والإسناد لا يتصور صدوره إلا من واحد، وكل واحد من المصطلحين متكلم بكلام كما أجاب ثانيا‏"‏ ونسبه إليه السيوطي في همعه 1/ 10‏.‏

مسألة‏:‏ في باب العلم‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ووضعوا لبعض الأجناس علم‏.‏‏.‏‏.‏ كعلم الأشخاص لفظا وهو عم

بعد الشرح‏,‏ قال المرادي في شرحه للألفية‏:‏

‏"‏وأقول‏:‏ تفرقة الواضع بين ‏"‏أسامة‏"‏ و‏"‏أسد‏"‏ في الأحكام اللفظية توزن بفرق من جهة المعنى‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الموصول ‏"‏الأولي‏"‏ إشارية وموصولة‏.‏

قال الشيخ عبادة في حاشيته على الشذور ‏"‏وقال المرادي في شرح التسهيل‏:‏ فرق بينهما، وذلك أن ‏"‏أولي‏"‏ الإشارية لا يجوز دخول ‏"‏أل‏"‏ عليها‏.‏ والموصولة يجوز دخولها عليها، والإشارية تكتب بعد همزتها واو بخلاف الموصولة‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المبتدأ‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

كنطقي الله حسبي وكفى

‏"‏وأقول‏:‏ الذي يظهر -والله أعلم- في هذا ونحوه أنه ليس من الإخبار

بالجملة، وإنما هو من الإخبار بالمفرد؛ لأن الجملة في نحو ذلك إنما قصد لفظها كما قصد حين أخبر عنها في نحو‏:‏ ‏"‏لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب إن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

بعد إذا فجاءة أو قسم‏.‏‏.‏‏.‏ لا لام بعده بوجهين نمي

وبعد الكلام على قول الشاعر‏:‏

وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا

قال الشيخ الصبان‏:‏ ‏"‏لكن قال المرادي في شرح المتن أن من الأفعال المتعدية إلى ثلاثة‏"‏ ‏"‏أرى‏"‏ -بالبناء للمفعول- مضارع ‏"‏أريت‏"‏ بمعنى أظننت كذلك، وكذا في شرحه للتسهيل، وزاد فيه عن سيبويه وغيره أن ‏"‏أريت‏"‏ بمعنى أظننت لم ينطق له بمعنى للفاعل كما لم ينطق بأظننت التي أريت بمعناها‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب ظن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ظن حسبت وزعمت مع عد‏.‏‏.‏‏.‏ حجا درى وجعل اللذ كاعتقد

قال الشيخ السجاعي في حاشيته على ابن عقيل‏:‏ ‏"‏قال المرادي‏:‏ أو ساق أو كتم‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب ظن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وجوز الإلغاء لا في الابتدا

قال الشيخ الصبان‏:‏ ‏"‏ذكر المرادي أن لجواز الإلغاء هنا قيدين أهملهما المصنف‏.‏

أحدهما‏:‏ ألا تدخل لام الابتداء على الاسم، فإن دخلت نحو ‏"‏لزيد قائم ظننت‏"‏ وجب الإلغاء‏.‏

الثاني‏:‏ ألا ينفي الفعل، فإن نفي امتنع، فيمتنع نحو ‏"‏زيد قائم لم أظن‏"‏، لبناء الكلام على النفي‏.‏

ولم يتعرض المصنف ولا غيره من أتباعه لهذا الذي ذكره المرادي‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المفعول له‏:‏

قال الشيخ يس في حاشيته على مجيب الندا للفاكهي‏:‏ ‏"‏قال المرادي في شرح التسهيل‏:‏ يجوز في ‏"‏كي‏"‏ إذا كانت ناصبة بنفسها أن تقع مفعولا له؛ لأنها إذ ذان ينسبك منها المصدر فتكون مثل أن وإن‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المفعول فيه‏,‏ بعد قوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ‏}‏‏.‏

جعلوا ‏"‏حيث‏"‏ مفعولا -أي‏:‏ يعلم حيث‏.‏

وقال الشيخ عبادة في حاشيته على شذور الذهب ‏"‏قال المرادي‏:‏ لم يجئ ‏"‏حيث‏"‏ فاعلا ولا مفعولا ولا مبتدأ‏"‏‏.‏

مسألة ‏"‏0‏"‏‏:‏

في باب الإضافة‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وألزموا إضافة لدن فجر

قال المكودي‏:‏ ‏"‏وجعل المرادي قوله‏:‏ ‏"‏فجر‏"‏ شاملا للجر في اللفظ والمحل، لتندرج الجملة، وجعل من إضافتها إلى الجملة قوله‏:‏

لدن شب حتى شاب سود الذوائب

وأجاز المرادي أيضا أن يضاف إلى الجملة الاسمية كقوله‏:‏ لدن أنت يافع‏"‏‏.‏

مسألة ‏"‏1‏"‏‏:‏

في باب المصدر في شروط المصدر‏:‏

قال الشيخ خالد في التصريح‏:‏ ‏"‏زاد المرادي شرطا خامسا، وهو أن يكون ما اشتملت عليه الجملة غير صالح للعمل‏"‏‏.‏

أقول‏:‏ وقد ذكره المرادي في شرحه للألفية‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

إن كان فعل مع أن أو ما يحل‏.‏‏.‏‏.‏ محله‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

مسألة ‏"‏2‏"‏‏:‏

في باب الترخيم‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ترخيما احذف آخر المنادى‏.‏‏.‏‏.‏ كيا سعا فيمن دعا سعادا

بعد الكلام في إعراب ‏"‏ترخيما‏"‏‏.‏

قال الشيخ الأشموني‏:‏ ‏"‏وأجاز المرادي وجها رابعا، وهو أن يكون مفعولا مطلقا وناصبه احذف؛ لأنه يلاقيه في المعنى‏"‏‏.‏

مسألة ‏"‏3‏"‏‏:‏

في باب موانع الصرف‏,‏ الوصفية وزيادة الألف والنون‏:‏

قال الشيخ عبادة في حاشيته على الشذور‏.‏ بعد الشرح‏:‏

‏"‏وزاد المرادي لفظين‏:‏

وزد فيهن خمصانا‏.‏‏.‏‏.‏ على لغة وأليانا

وأيضا ذكره الأشموني والصبان‏.‏

أقول‏:‏ وبالرجوع إلى كتب النحو المتقدمة على المرادي، وجدت أن ‏"‏أليان‏"‏ سبقه بها ابن الناظم‏.‏ قال في شرحه لألفية والده ص259‏:‏

‏"‏فقد رأينا بعض ما هو صفة على فعلان مصروفا كندمان وسيفان وأليان‏"‏‏.‏ ا‏.‏ هـ‏.‏

مسألة ‏"‏4‏"‏‏:‏

في حرف الباء ‏"‏بجل‏"‏ في المصنف من الكلام على مغني ابن هشام قال الشمني‏:‏ ‏"‏قال ابن أم قاسم في الجنى الداني‏.‏ أما ‏"‏بجل‏"‏ الاسمية فلها قسمان‏:‏

أحدهما‏:‏ أن يكون فعلا بمعنى يكفي فتلحقها نون الوقاية مع ياء التكلم‏.‏ فيقال ‏"‏بجلني‏"‏‏.‏

والثاني‏:‏ أن تكون اسما بمعنى ‏"‏حسب‏"‏ فتكون الباء المتصلة بها مجرورة الموضع ولا تلحقها نون الوقاية‏"‏‏.‏

وبالرجوع إلى هذه الآراء في كتب المرادي لاحظت أنه لم يسنبها لقائل‏.‏

ملاحظة‏:‏

يلاحظ على ابن أم قاسم المرادي أنه‏:‏

1- كان يقتصر على بعض الأحكام في المسألة دون استقصاء‏.‏ مثل ذلك في باب الكلام‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

بالجر والتنوين‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ

قال‏:‏ ‏"‏للاسم خمس علامات‏:‏ الأولى الجر‏,‏ وهو يشمل الجر بالحرف نحو ‏"‏بزيد‏"‏ وبالمضاف نحو ‏"‏غلام زيد‏"‏‏,‏ ولا جر بغيرهما خلافا لمن زاد التبعية‏"‏‏.‏ فاقتصر على ذلك وترك الجر بالمجاورة، وقد أثبته الجمهور كما في همع الهوامع للسيوطي 55/ 2 ‏"‏أثبت الجمهور من البصريين والكوفيين الجر بالمجاورة‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ وإن كان ضعيفا كما قال السيوطي في الهمع ‏"‏خاتمة‏"‏ في سبب للجر ضعيف أثبت الجمهور‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

فعلى صاحب أن يذكر الجر من جميع الجوانب‏.‏

2- كان يعترض على المسألة فيقول‏:‏ وفيه نظر، وفي بعض المسائل لا يذكر وجهة نظره‏.‏

مثال ذلك‏:‏ في باب ظن‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

بغير ظرف أو كظرف أو عمل‏.‏‏.‏‏.‏ وإن ببعض ذي فصلت يحتمل

بعد الشرح قال المرادي‏:‏

‏"‏وزاد في التسهيل أن يكون حاضرا، وفي شرحه بأن يكون مقصودا به الحال‏.‏ فعلى هذا لا ينصب مقصودا به المستقبل، ولم يشترطه غيره، وفيه نظر‏"‏‏.‏

ومثال آخر في باب الحال‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

الحال وصف فضلة منتصب‏.‏‏.‏‏.‏ مفهم في حال كفردا أذهب

في جر الحال بمن الزائدة‏.‏

قال المرادي‏:‏ ‏"‏وذكر في حروف الجر من شرح التسهيل أن ‏"‏من‏"‏ الزائدة ربما دخلت على الحال، ومثله بقراءة من قرأ‏:‏ ‏"‏ما كان ينبغي لنا أن نُتَّخذ من دونك من أولياء‏"‏- مبنيا للمفعول- وفيه نظر‏"‏‏.‏

مذهبه النحوي‏:‏

يبدو لي من الدراسة أن المرادي لم يفته كتاب من كتب النحو الهامة ابتداء من كتاب سيبويه إلى مؤلفات معاصريه‏,‏ دون أن يقرأه، ولم يترك أيضا كتب مالك كالتسهيل وشرحه في الكافية وشرحها وغير ذلك‏.‏

ولا أغالي إذا قلت‏:‏ إنه درس كل هذه الكتب دراسة وافية واعية‏.‏

وكان كثير الدأب على القراءة والاطلاع، حتى إنه ليخيل إليّ وهو يتصدى للتأليف يضع أمامه كتب ابن مالك وسيبويه والكسائي والفراء والأخفش والمبرد وابن السراج وثعلب والجرمي والفارسي والسيرافي والزمخشري وابن كيسان وابن برهان وابن جني وابن مضاء وابن خروف وابن الحاجب وابن عصفور وأبي حيان وغيرهم من كبار النحاة‏.‏

فإننا نجد آراء هؤلاء جميعا وغير هؤلاء معروضة في كتب النحو عامة وشرح المرادي خاصة يوافقها أو يخالفها يؤيدها أو يردها يقويها أو يضعفها يصححها أو يخطئها، ويوازن بينها ويرجح ويختار في تبصرة وثقة واعتداد إلى جانب أنه كان على إحاطة بالقراءات والعروض والتفسير والأصول‏.‏

وأول ما يطالعنا من مميزات مذهب المرادي أنه مال إلى التجديد والابتكار في منهج تأليفه، ويمكن أن نلمس هذا في شرحه‏.‏

فقد اعتمد على أن يعرض آراء ابن مالك في شرحه مؤيدا أو معارضا، ولما كان هذا العمل قد حاز إعجاب بعض الشراح، رأينا الشيخ الأشموني في شرحه

للألفية نهج نهجه واتبع سبيله فنراه أيضا يسأل ويجيب، وأفرد مسائل في تنبيهات اقتداء بالمرادي‏.‏

وقد مال ابن أم قاسم إلى السهولة واليسر في كل ما ذهب إليه حتى إنه ليصرح عقب المسائل الخلافية المطولة بتحقيق يشتمل على إجمال لما وقع فيه الخلاف، وأنه يختار المذهب؛ لأنه أسهل أو لبعده عن التكلف والتعقيد‏.‏ ويعول كثيرا على آراء ابن مالك في التسهيل والكافية وشرحيهما، وقد يذكر المسائل المتعارضة من آرائه في هذه الكتب‏,‏ قاصدا بذلك التوضيح والتبيين‏.‏

ويمتاز المرادي بالجمع بين مذاهب النحاة بصريين وكوفيين وبغداديين ومغاربة فهو يعرض الآراء في دقة وأمانة ويرجح ويتخير‏.‏

فشرحه هذا مزيج من نحو النحاة وآرائه الخاصة، وإن كانت المسحة الغالية هي المسحة البصرية‏.‏

ولا يقف المرادي في كتابه عند المسائل النحوية بل يعدو ذلك إلى التصريف واللغة كلما سنحت سانحة‏.‏

ولما كان ابن أم قاسم قد اشتغل بالقراءات والتفسير والأصول، فقد استمد شواهده من القرآن الكريم، ولحبه في كتاب الله حمله هذا الاتجاه في بعض الأحيان على قبول الشواهد من القراءات غير المشهورة أو الشاذة؛ لأنه كان يثق فيما نقله القراء‏.‏

ويلاحظ أن المرادي يمثل بأبيات لا يحتج بقول قائلها كأبي نواس وأبي العلاء مقتديا بغيره‏.‏

وابن أم قاسم كان يحترم السماع والقياس، ويمتاز أسلوبه بالدقة في التعبير وصوغ الأحكام التي تكفل عرض المذاهب بوضوح وسهولة‏.‏

وشرح الألفية موضوع البحث مثال حي لهذا الأسلوب‏.‏

انتهت الدراسة‏,‏ ويليها الجزء الأول من التحقيق‏.‏

القسم الثاني‏:‏ تحقيق شرح ألفية ابن مالك للمرادي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المحقق‏:‏

الحمد لله المنعوت بجميل الصفات، وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الكائنات، والمبعوث بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وعلى آله وصحبه الذين نصبوا أنفسهم للدفاع عن بيضة الدين، حتى رفع الله بهم مناره، وأعلى كلمته، وحبك دينه المرضي وطريقه المستقيم‏.‏

وبعد‏:‏

فهذا الكتاب تحقيق لأهم أصل من أصول الأشموني التي اعتمد عليها وأخذ منها، ويكاد يكون صورة لها‏,‏ فالأشموني وشرح المرادي على ألفية ابن مالك يكادان يكونان شيئا واحدا‏.‏

لذلك اخترت هذا الكتاب للتحقيق والشرح، وقدمته إلى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، جزءا من رسالتي للدكتوراه التي أجزت عليها مع مرتبة الشرف الأولى‏.‏

واسم الكتاب كاملا هو‏:‏ ‏"‏توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك‏"‏ ومؤلفه ابن أم قاسم المرادي‏.‏

وقد اعتمدت على ثلاث نسخ‏:‏

وصف المخطوط‏:‏

أ- النسخة الأولى‏:‏

1- خطها‏:‏ نسخة في مجلد بقلم معتاد بخط إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل ومسطرتها 21 سطرا‏,‏ 22سم‏.‏

مودعة بمكتبة الأزهر تحت رقم ‏"‏238‏"‏ عروسي 42565‏.‏

2- في أول صفحة خاتم مكتوب فيه ‏"‏ملك الفقير إلى رب العالمين محمد أمين المنصوري‏"‏‏.‏

3- وفي نفس الصفحة مثلث مكتوب بداخله ‏"‏هذا كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك للشيخ العالم العلامة بدر الدين بن عليّ ابن الشيخ صالح الزاهد قاسم بن عبد الله بن المرادي المالكي رحمه الله‏"‏‏.‏

4- ووضع أيضا خاتم أزرق اللون لم تظهر عليه كتابة‏.‏

5- نهايتها‏:‏ وفي نهاية النسخة كتب‏:‏ ‏"‏تم الشرح المبارك المسلك في تحقيقه الطريق المبارك يوم الأربعاء لثلاث وعشرين من شهر محرم سنة 1283 على يد العبد الفقير المعترف بالذنب والتقصير إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل القناوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين‏"‏‏.‏

6- قيمتها‏:‏ هذه النسخة وإن لم تكن مضبوطة بالشكل فخطها واضح، وجلي ومجدولة بالمداد الأحمر، والسقط بها قليل‏.‏

ب- النسخة الثانية‏:‏

1- خطها‏:‏ نسخة في مجلد مخطوط بخط الشيخ صالح سلامه رمضان السكندري مودعة بدار الكتب المصرية تحت رقم 323‏.‏

2- في أول صفحة كتب بين خاتمين لم تظهر عليهما الكتابة ‏"‏مشترى من تركة الشيخ صالح سلامة رمضان في 3 أغسطس سنة 1780م‏"‏‏.‏

3- وفي الصفحة الثانية أبيات من الشعر هي‏:‏

وقفت على يقيني في اعتقادي‏.‏‏.‏‏.‏ فما شرح الخلاصة كالمرادي

كتاب جل في تحصيل نحو‏.‏‏.‏‏.‏ وتنقيح على وفق المرادي

مؤلفه له علم غزير‏.‏‏.‏‏.‏ وذهن ثاقب في الاجتهاد1

لقد سبق الورى في علم نحو‏.‏‏.‏‏.‏ على ألفية سبق الجوادي

وفاق فما يطاق له سباق‏.‏‏.‏‏.‏ على الخيل المضمرة الهوادي

وقد بذل النصيحة في كتاب‏.‏‏.‏‏.‏ له شرف وها أنا فيه بادي

شهير فضله في الناس طرا‏.‏‏.‏‏.‏ وما يخفيه إلا ذو عنادي

فمهما شئت فن النحو خذه‏.‏‏.‏‏.‏ ففوزك في مرادك بالمرادي

مراديّ تكفل بالمراد‏.‏‏.‏‏.‏ وفيه كفاية لذوي الرشادي

فخذ بالجد بالتذكار فيه‏.‏‏.‏‏.‏ فهذا النصح عن محض الودادِ

4- نهايتها‏:‏ وكان قد نسخ القسم الأخير قبل القسم الأول، فكتب في آخرها ‏"‏كتبه لنفسه ثم لمن شاء من بعده عبيد الله الفقير صالح سلامة السكندري مولدا ومنشأ المالكي مذهبا الأشعري عقيدة الخلوتي طريقة غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وأحبابه، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، آمين يا مجيب الدعوات‏.‏

وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة المبارك الموافق لمضي سبعة عشر يوما خلت من شوال سنة 1277هـ سبعة وسبعين ومائتين وألف من هجرة من له العز والشرف‏.‏

وكان ذلك بمقام وليّ الله سيدي أحمد المكني نفعنا الله وإياكم ببركاته آمين اللهم كما مننت علينا بإكمال الجزء الثاني فامنن علينا بإكمال الجزء الأول بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه‏"‏‏.‏

وفي آخر القسم الأول كتب ‏"‏حرر في 25ل سنة 1278‏.‏

5- قيمتها‏:‏ نالت حظ الضبط بالشكل، وهي أقل جودة من غيرها في الخط، ومجدولة بالمداد الأحمر، وبها سقط‏.‏

ج- النسخة الثالثة‏:‏

1- نسخة في مجلد مخطوط مودع بدار الكتب المصرية بالمكتبة التيمورية رقم 150 وعدد أوراقها 230 ورقة‏.‏

2- في أول صفحة فهرس أجمل فيه جميع أبواب النحو‏.‏

3- وعليه خاتم أحمر كتب فيه ‏"‏وقف أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور بمصر‏"‏‏.‏

4- نهايتها‏:‏ كتب في آخر النسخة‏:‏ ‏"‏تم الكتاب بعناية الملك الوهاب والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين‏.‏

بتاريخ نهار الأربعاء حادي عشر شوال سنة 1034 أربع وثلاثين وألف‏"‏‏.‏

5- مكتوب على هامش النسخة في آخر صفحة منها‏:‏

‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ الحمد لله مفيض أنوار الفهوم وفاتح مغاليق العلوم، والصلاة والسلام على من أوتي نوابغ الكلم، وبوالغ الحكم، المرسل رحمة لكافة الأمم، والمنزل عليه‏:‏ ‏{‏اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ‏}‏ ‏[‏العلق‏:‏ 3-5‏]‏ وعلى آله وأصحابه مصابيح العلم‏.‏

وبعد‏:‏ فإن الشاب الفاضل والماهر الكامل درة تاج الأذكياء، وواسطة قلادة أرباب الجد والتشمير من الاتقياء‏,‏ السيد سليمان الحافظ بن الشيخ أحمد بن الشيخ سليمان الشهير بالحموي، الإمام بالجامع الشريف الأموي، قد قرأ هذا الشرح بطرفيه قراءة مذاكرة وتدبر، والتمس مني الإجازة به، والتفسير والفقه والقراءات وسائر ما تجوز لي وعني روايته بشروطه المعتبرة عند أهل الأثر راجيا منه ألا ينسانا من دعائه النافع‏.‏

ولا سيما إذا جافت النفحات السحرية الجنوب عن المضاجع، وله مني على قصوري مثل ذلك، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل‏.‏

أحمد بن عليّ العثماني

حرر ليلة الخميس لتسع بقين من ذي القعدة سنة 1143‏.‏

6- وقبل الغلاف الأخير خاتم أيضا مثل الأول مكتوب فيه‏:‏ ‏"‏وقف أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور بمصر‏"‏‏.‏

7- قيمتها‏:‏ نسخة وضح خطها وضبطت بالشكل ومنظمة، ومجدولة بالمداد الأحمر‏,‏ غير أن بها خرما، وبهامشها كثير من التصحيحات‏.‏

وإنما وقع اختياري على أن أجعل النسخة الأولى هي الأصل، مع أن الثانية ضبطت بالشكل وكذا الثالثة لأن خطها أوضح وسقطها أقل منهما‏.‏

عنوان الكتاب‏:‏

في النسخة الأولى‏:‏ ‏"‏توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك‏"‏‏,‏ وفي الثانية والثالثة‏:‏ ‏"‏شرح ألفية ابن مالك‏"‏‏.‏

موضوعات الكتاب‏:‏

هي موضوعات ألفية ابن مالك، أولها‏:‏

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

طريقة شرحه للألفية‏:‏

يعرض البيت ثم يشرحه شرحا إجماليا، وكثيرا ما يذكر كل جزء من أجزائه على حدة، ويشرح هذا الجزء منفردا بوضوح مستشهدا بآيات الله والأحاديث النبوية، وأقوال العرب وأشعارهم، وفي الغالب يكتفي من البيت بجزء الشاهد، وألاحظ في هذا الشرح أنه يسأل ويجيب لتتم الفائدة، وقد حلى شرحه بذكر تنبيهات‏.‏

مرتبة شرحه للألفية بين مؤلفاته‏:‏

يلاحظ أن هذا الشرح في المرتبة الثانية من بين شروحه، فهو يقول في شرحه للألفية في المقدمة عند قول ابن مالك‏:‏

وأستعين الله في ألفيه

‏"‏قول صاحب المقرب‏:‏ النحو علم مستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي ائتلف منها، وقد بسطنا الكلام في غير هذا الكتاب‏"‏‏.‏

ورجعت إلى مؤلفاته الموجودة‏,‏ فلم أعثر على هذا البسط، ولعله في كتاب كشرح المفصل له، وهو غير موجود‏.‏

وفي باب المعرف بالألف واللام‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

أل حرف تعريف أو اللام فقط

بعد الشرح قال المرادي‏:‏ ‏"‏وأجاب المستنصر لسيبويه عن أكثر هذه الأوجه، وقد ذكرت ذلك في غير هذا الكتاب‏"‏‏.‏

ورجعت إلى مؤلفاته الموجودة فلم أجد إجابة‏,‏ فأخذت من ذلك أن هذا الشرح مرتبة من بين شروحه‏.‏

منهج التحقيق‏:‏

عنيت في تحقيق هذه المخطوطة بالجوانب الآتية‏:‏

1- بعد مراجعة النسخ الثلاث جعلت نسخة هي الأصل، واعتمدت عليها‏.‏

2- قابلت النسخ الأخرى عليها، وأثبت بعض المخالفات التي وجدت في النسخ‏.‏

3- رقمت الآيات القرآنية مع ذكر سورها‏.‏

4- تخريج الأحاديث النبوية، وشرح ما صعب منها‏.‏

5- نسبت الأبيات الشعرية إلى قائلها، وشرحتها مما يبين الغرض، مع النص على ما موضع الاستشهاد بها، وذكر شراح الألفية الذين استشهدوا بها‏.‏

6- شرحت الأمثال العربية ونسبتها إلى مصدرها‏.‏

7- توضيح لبعض ما أشكل من النص‏.‏

8- قمت بإضافة عدد قليل من العناوين للتوضيح وحتى لا يطول الكلام بالقارئ ووضعته بين قوسين معقوفين تتميما للفائدة‏.‏

9- تعرضت لذكر بعض آراء سيبويه في كتابه ‏"‏الكتاب‏"‏‏.‏

10- التعريف بالأعلام‏.‏

11- طريقة الترقيم في الهامش هي‏:‏

قد أشير إلى نسخة ‏"‏أ‏"‏ مثلا -يعني‏:‏ أن هذه الجملة أو الكلمة موجودة في نسخة ‏"‏أ‏"‏ فقط وسقط في الباقي، وقد أشير إلى ‏"‏أ‏"‏‏,‏ ‏"‏ب‏"‏ فقط فكذلك‏,‏ أما إذا كانت الجملة أن الكلمة في كل نسخة فأشير إلى كل نسخة برقمها‏,‏ مع بيان التغيرات‏.‏

وأعتقد أن المكتبة العربية في أمس الحاجة إلى هذا التحقيق الذي يعتبر من أهم المراجع في إحياء التراث العربي‏.‏

والله أسأل أن يسدد خطانا على طريق الحق والصواب، وأن يكتب لنا التوفيق والسعادة، وأن يكون عملي مثمرا نافعا إنه سميع مجيب‏.‏

والحمد لله رب العالمين‏.‏

دكتور/ عبد الرحمن عليّ سليمان

الجزء الأول

مقدمة الألفية

‏.‏‏.‏‏.‏

الجزء الأول‏:‏

قال الشيخ الإمام العالم العلامة بدر الدين أبو عليّ حسن ابن الشيخ الصالح الزاهد قاسم بن عبد الله عليّ المرادي المالكي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته‏:‏

الحمد لله والشكر له، وصلاته وسلامه على محمد خير نبي أرسله، وبعد‏:‏

فهذا توضيح ‏"‏مختصر‏"‏ لمقاصد ألفية ابن مالك -رحمه الله تعالى- يجلو معانيها على طلابها ويظهر محاسنها ‏"‏على حفاظها‏"‏ سألنيه بعض حفاظها المعتنين باستنباط فوائدها من ألفاظها، فأجبته إلى ذلك رغبة في الثواب، وتقريبا على الطلاب، وبالله أستعين، وهو الموفق والمعين‏.‏

مقدمة الألفية‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم

قال محمد هو ابن مالك‏.‏‏.‏‏.‏ أحمد ربي الله خير مالك

قال فعل ‏"‏ماض‏"‏ واوي العين مفتوحها متعد إلى واحد، وإذا وقعت بعده جملة محكية به فهي في موضع مفعوله والمحكي به في ‏"‏الرجز‏"‏ أحمد ربي‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏

وقوله ‏"‏هو ابن مالك‏"‏ جملة معترضة بين القول ومحكيه‏.‏

فإن قلت‏:‏ هلا قال‏:‏ يقول محمد كما ‏"‏قال‏"‏ ابن ‏"‏معط‏"‏ في ألفيته؛ لأن المحكي لم يمض ‏"‏بعد‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ ‏"‏فالجواب عنده‏"‏ ثلاثة أوجه‏:‏

الأول‏:‏ يجوز أن يكون قد تأخر نظم ‏"‏قال‏"‏ عن المحكي فيكون على ظاهره‏.‏

والثاني‏:‏ أن يكون أوقع الماضي موقع المستقبل ‏"‏تحقيقا له وتنزيلا‏"‏ منزلة الواقع‏.‏

والثالث‏:‏ أن يكون وضع كلمة ‏"‏قال‏"‏ أول ‏"‏نطقه‏"‏ ليحكي بها عند ‏"‏قضاء‏"‏ الحاجة والفراغ من المحكي، ونظيره ‏"‏ما أجازه‏"‏ السيرافي في قول سيبويه رحمه الله‏:‏ ‏"‏هذا باب علم ما الكلم من العربية‏"‏ أن يكون وضع كلمة الإشارة غير مشير بها إلى شيء ليشير بها عند الحاجة والفراغ من المشار إليه‏.‏

وحذفت ألف ‏"‏مالك الأول‏"‏ خطأ؛ لأنه علم مشتهر كثير الاستعمال، ويجوز إثبات ألفه أيضا‏.‏ قال بعضهم‏:‏ وإثباتها جيد، وأما مالك آخر البيت فلا تحذف ألفه؛ لأنه صفة‏.‏

مصليا على النبي المصطفى‏.‏‏.‏‏.‏ وآله المستكملين الشرفا

مصليا حال من فاعل أحمد، والمصطفى المختار، الاصطفاء افتعال من الصفو وهو الخالص من الكدر والشوائب، أبدل من تائه طاء لمجاورة الصاد‏,‏ وكان ثلاثيه لازما تقول صفا الشيء يصفو ‏"‏صفاء‏"‏ وجاء الافتعال ‏"‏منه‏"‏ متعديا‏.‏ وفي معنى الآل وأصله خلاف مشهور ليس هذا موضع ذكره‏.‏

واختلف في جواز إضافته إلى الضمير فمنعه الكسائي والنحاس وأجازه غيرهما وزعم أبو بكر الزبيدي أن إضافته ‏"‏إلى‏"‏ ‏"‏الضمير‏"‏ من لحن العامة والصحيح أنه من كلام العرب‏.‏

وأستعين الله في ألفيه‏.‏‏.‏‏.‏ مقاصد النحو بها محويه

للنحو في اللغة أربعة معان‏:‏ الأول أن يكون مصدرا‏.‏ تقول‏:‏ نحوت كذا نحوا أي قصدته قصدا‏.‏ والثاني أن يكون ظرفا‏.‏ أنشد أبو الحسن‏:‏

يحدو بها كل فتى هبات‏.‏‏.‏‏.‏ وهن نحو البيت عامدات

قال أبو الفتح‏:‏ وأصله المصدر‏.‏

والثالث‏:‏ أن يكون بمعنى مثل، يقال‏:‏ هذا نحو هذا أي مثله‏.‏

والرابع‏:‏ أن يكون بمعنى القسم‏,‏ يقال‏:‏ هذا على أربعة أنحاء أي أقسام‏.‏

وإطلاق لفظ النحو على هذا العلم من إطلاق لفظ المصدر على المفعول به، فالنحو إذن بمعنى المنحو أي المقصود ‏"‏كالنسج بمعنى المنسوج‏"‏‏,‏ وخص ‏"‏به هذا‏"‏ العلم وإن كان كل علم منحوا كاختصاص علم الأحكام الشرعية بالفقه وله نظائر في كلامهم‏.‏

سبب تسمية النحو‏:‏

وسبب تسمية هذا العلم نحوا، ما روي أن عليًّا رضي الله عنه لما أشار إلى أبي الأسود الدؤلي أن يضعه وعلمه الاسم والفعل والحرف وشيئا من الإعراب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏انحُ‏"‏ هذا النحو يا أبا الأسود‏.‏ وقد حد النحو بحدود كثيرة، ومن أقربها قول بعضهم‏:‏ النحو‏:‏ علم يعرف به أحكام الكلم العربية إفرادا وتركيبا، ومن أشهرها قول صاحب المقرب‏:‏ النحو علم مستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه ‏"‏التي‏"‏ ائتلف منها، وقد ‏"‏بسطنا‏"‏ الكلام على ذلك ‏"‏في غير الكتاب‏"‏‏.‏

تقرب الأقصى بلفظ موجز‏.‏‏.‏‏.‏ وتبسط البذل بوعد منجز

قال الشارح‏:‏ يقول هذه الألفية مع أنها حاوية للمقصود الأعظم من النحو فيها من المزية على نظائرها، أنها تقرب إلى الأفهام المعاني البعيدة بسبب وجازة اللفظ وتنقيح العبارة ‏"‏وبسط البذل‏"‏ أي‏:‏ توسع العطاء بما تمنحه لقرائها من الفوائد، واعدة بحصول مآربهم وناجزة ‏"‏بوفائها‏"‏‏.‏ ا‏.‏ هـ‏.‏

وتقتضي رضا بغير سخط‏.‏‏.‏‏.‏ فائقة ألفية ابن معطي

هو الإمام أبو زكريا يحيى بن معطي بن عبد النور الزواوي الحنفي الملقب زين الدين، سكن دمشق طويلا واشتغل عليه خلق كثير، ثم سافر إلى مصر وتصدر بالجامع العتيق بها لإقراء الأدب إلى أن توفي بالقاهرة في سلخ القعدة سنة 628 ثمان وعشرين وستمائة‏,‏ ودفن من الغد على شفير الخندق بقرب تربة الإمام الشافعي رضي الله عنه، ومولده سنة 564 أربع وستين وخمسمائة‏.‏

وهو بسبق حائز تفضيلا‏.‏‏.‏‏.‏ مستوجب ثنائي الجميلا

والله يقضي بهبات وافره‏.‏‏.‏‏.‏ لي وله في درجات الآخره

يشير بذلك إلى فضل المتقدم على المتأخر وما يستحقه السلف من ثناء الخلف ودعائهم‏,‏ والدرجات، قال في الصحاح‏:‏ هي الطبقات من المراتب‏,‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ الدرج إلى أعلى والدرك إلى أسفل‏.‏