فصل: الفصل الثالث: (شواهده وأسلوبه)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك ***


الفصل الثالث‏:‏ ‏[‏شواهده وأسلوبه‏]‏

‏.‏‏.‏‏.‏

شواهده‏:‏

إن قارئ هذا الكتاب يقف على شواهد مستفيضة من القرآن الكريم وأمثال العرب وأقوالهم والحديث الشريف وشواهد شعرية‏.‏

أ- الشواهد القرآنية‏:‏

أما القرآن الكريم فقد كثر الاستشهاد به في الكتاب وهو في ذلك موافق للنحاة القدامى والمتأخرين‏.‏

وسأقتصر على ذكر القراءات الصحيحة والشاذة التي استشهد بها‏.‏

- ففي باب المعرب والمبني استشهد بالقراءات الآتية‏:‏

1- قرأ نافع‏:‏ ‏"‏إن هذان لساحران‏"‏‏.‏

2- قراءة بعضهم‏:‏ ‏"‏من أوسط ما تطعمون أهليكم‏"‏ على النصب في الياء‏.‏

3- قراءة قنبل‏:‏ ‏"‏إنه من يتق ويصبر -جزم الياء‏.‏

4- قراءة بعضهم‏:‏ ‏"‏إلا أن يعفون أو يعفو الذي‏"‏ -نصب الواو‏.‏

- في باب الضمير‏:‏

- قرأ نافع‏:‏ ‏"‏قد بلغت من لَدُني عذرا‏"‏‏.‏

- في باب الموصول‏:‏

1- قرأ ابن كثير‏:‏ ‏"‏ربنا أرنا اللذينِّ أضلانا‏"‏ -بتشديد النون‏.‏

2- قراءة ابن كثير وأبي عمرو‏:‏ ‏"‏فذانِّك برهانان -بتشديد النون‏.‏

3- قال أبو عمرو‏:‏ سمعت أعرابيا يقرأ‏:‏ ‏"‏صراط لَذين‏"‏ -بتخفيف اللام‏.‏

4- وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ويسألونك ماذا ينفقون قل العفوَ‏"‏‏.‏

وقرأ أبو عمرو برفع العفو، والباقون بنصبه، فتكون ‏"‏ذا‏"‏ في قراءته موصولة وفي قراءتهم ملغاة‏.‏

5- وقرئ شاذا‏:‏ ‏"‏أيَّهم أشد‏"‏ -بالنصب على لغة بعض العرب‏.‏

6- قرأ يحيى بن يعمر‏:‏ ‏"‏تماما على الذي أحسنُ‏"‏ -برفع أحسن‏.‏

7- قرأ مالك بن دينار وابن السماك‏:‏ ‏"‏مثلا ما بعوضة‏"‏ -برفع بعوضة‏.‏

- في باب المشبهات بليس‏:‏

1- قرأ سعيد بن جبير‏:‏ ‏"‏إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالَكم‏"‏ -نصب عباد‏.‏

2- قراءة من قرأ‏:‏ ‏"‏ولات حينُ مناص‏"‏ برفع الحين‏.‏

- في باب الفاعل‏:‏

1- قرأ مالك بن دينار وأبو رجاء الجحدري‏:‏ ‏"‏فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم‏"‏ -بالتاء‏.‏

- في باب النائب عن الفاعل‏:‏

1- قرأ علقمة‏:‏ ‏"‏هذه بضاعتنا رِدَّت إلينا‏"‏ -بكسر الراء‏.‏

2- قرأ أبو جعفر ‏"‏ليُجزى قوم بما كانوا يكسبون‏"‏ -بالبناء للمجهول‏.‏

- في باب الاستثناء‏:‏

1- قرأ ابن مسعود ‏"‏حاش الله‏"‏ -بالإضافة‏.‏

2- قرأ أبو السمال ‏"‏حاشًا لله‏"‏ -بالتنوين‏.‏

- في باب الحال‏:‏

1- قرأ الحسن‏:‏ ‏"‏والسموات مطويات بيمينه‏"‏ -بنصب مطويات‏.‏

2- قرأ ابن ذكوان‏:‏ ‏"‏فاستقيما ولا تتبعانِ‏"‏ -بتخفيف النون‏.‏

- في باب الإضافة‏:‏

1- قراءة بعضهم‏:‏ ‏"‏لأعدوا له عدة‏"‏‏.‏

2- قراءة من قرأ‏:‏ ‏"‏من قبلٌ ومن بعدٌ‏"‏ -بالتنوين‏.‏

3- قرأ ابن الجماز ‏"‏والله يريد الآخرة‏"‏ -بالخفض‏.‏

4- قرأ ابن محيصن‏:‏ ‏"‏فلا خوف عليهم‏"‏ -برفع خوف من غير تنوين‏.‏

5- قرأ ابن عامر‏:‏ ‏"‏قتل أولادَهم شركائهم‏"‏ -بنصب أولاد وجر شركاء‏.‏

6- قراءة بعض السلف‏:‏ ‏"‏فلا تحسبن الله مخلف وعدَهُ رسلِه‏"‏- بنصب الوعد وخفض الرسل‏.‏

- في باب المضاف إلى ياء المتكلم‏:‏

- قرأ الحسن‏:‏ ‏"‏يا بشرى‏"‏‏.‏

ب- الأحاديث النبوية التي استشهد بها‏:‏

- في باب الكلام‏:‏

1- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏فإما أدركَنْ واحدٌ منكم الدجال‏"‏‏.‏

- في باب المعرب والمبني‏:‏

1- قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا‏"‏‏.‏

2- قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك‏"‏‏.‏

3- قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف‏"‏‏.‏

- في باب الضمير‏:‏

1- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏إن الله ملَّككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم‏"‏‏.‏

2- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏قط قط بعزتك‏"‏‏.‏

يروى بسكون الطاء وبكسرها مع ياء ودونها، ويروى ‏"‏قطني قطني‏"‏ بنون الوقاية، وقط قط بالتنوين وبالنون أشهر‏.‏

3- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏غير الدجال أخوفني عليكم‏"‏‏.‏

- في باب الابتداء‏:‏

1- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة‏"‏‏.‏

2- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏لولا قومك حديثو عهد بجاهلية لأقمت البيت‏"‏‏.‏

- في باب الفاعل‏:‏

- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار‏"‏‏.‏

- في باب الاستثناء‏:‏

- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏أسامة أحب الناس إليّ ما حاشا فاطمة‏"‏‏.‏

- في باب الحروف الجر‏:‏

- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏لا يسرني بها حمر النعم‏"‏‏.‏

- في باب الإضافة‏:‏

1- عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ثماني‏"‏ -بفتح دون تنوين‏.‏

2- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏هل أنتم تاركو لي صاحبي‏"‏‏.‏

3- قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏أو مخرجي هم‏"‏‏.‏

جـ- أمثال العرب وأقوالهم‏:‏

- في باب المعرب والمبني‏:‏

1- ومن قصر الأخ قولهم‏:‏ ‏"‏مكره أخاك لا بطل‏"‏‏.‏

2- في إعراب كلا وكلتا إعراب المقصور قول بعضهم‏:‏ ‏"‏كلاهما وتمرا‏"‏‏.‏

- في باب الضمير‏:‏

1- في حذف الألف من ‏"‏أنا‏"‏ والإتيان بهاء السكت في قول حاتم‏:‏ ‏"‏هذا فزدى أنه‏"‏‏.‏

2- إذا كان المقدم من الضميرين غير الأخص وكان مخالفا في الرتبة لم

يجر اتصال ما بعده إلا فيما ندر كقول عثمان رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏أراهمني الباطل شيطانا‏"‏‏.‏

3- الضميران قد يتصلان غائبين‏.‏ مثال ذلك ما رواه الكسائي في قول بعض العرب‏:‏ ‏"‏أهم أحسن الناس وجوها وأنضرهموها‏"‏‏.‏

4- في إلحاق نون الوقاية بالفعل قبل ياء المتكلم كقول بعض العرب‏:‏ ‏"‏عليه رجلا ليسني‏"‏‏.‏

- في باب المشبهات بليس‏:‏

- من إعمال ‏"‏إن‏"‏ عمل ‏"‏ليس‏"‏ قولهم‏:‏ ‏"‏إن ذلك نافعك ولا ضارك وإن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية‏"‏‏.‏

- في باب إن وأخواتها‏:‏

- إن المخففة وليها فعل غير ناسخ‏.‏ قولهم‏:‏ ‏"‏إن يزينك لنفسك وإن يشينك لهيه‏"‏‏.‏

- في باب ظن وأخواتها‏:‏

- جواز حذف مفعولي الفعل اقتصارا إن وجدت فائدة كقولهم‏:‏ ‏"‏من يسمع يخل‏"‏‏.‏

- في باب أعلم وأرى‏:‏

- قول بعض من يوثق بعربيته‏:‏ ‏"‏البركة أعلمنا الله مع أكابركم‏"‏‏.‏

- في باب الإضافة‏:‏

1- ألا يكون المضاف بعضا ولا وصفا ولكنه شبيه بالبعض في صلاحيته للسقوط كقولهم‏:‏ ‏"‏اجتمعت أهل اليمامة‏"‏‏.‏

2- أن شرط جر المضاف إليه بعد حذف المضاف أن يكون المحذوف معطوفا على مثله لفظا ومعنى بعاطف متصل أو منفصل ‏"‏بلا‏"‏ كقولهم‏:‏ ‏"‏ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة‏"‏‏.‏

3- في الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف قول من يوثق بعربيته‏:‏ ‏"‏ترك يوما نفسك وهواها سعي لها في رداها‏"‏‏.‏

د- الشواهد الشعرية‏:‏

وأما الشعر فقد دعم المرادي المعروف بابن أم قاسم القواعد بالشواهد الشعرية وأكثره للجاهليين والمخضرمين والإسلاميين سواء منها ما عرف قائلها وما لم يعرف‏.‏

وقل التمثيل بشعر المحدثين الذين لا يعتد النحاة بهم في قواعدهم‏.‏

ومن الأمثلة‏:‏

1- الشعراء الجاهليون وهم قبل الإسلام كامرئ القيس والأعشى ويسمون بالطبقة الأولى‏.‏

ففي باب التنازع‏,‏ قال امرؤ القيس‏:‏

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة‏.‏‏.‏‏.‏ كفاني ولم أطلب قليل من المال

وفي باب الفاعل‏,‏ قال الأعشى‏:‏

فإما تريني ولي لمة‏.‏‏.‏‏.‏ فإن الحوادث أودى بها

2- الشعراء المخضرمون وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام كلبيد وحسان ويسمون بالطبقة الثانية‏.‏

ففي باب الحال‏,‏ قال لبيد بن ربيعة‏:‏

فأرسلها العراك ولم يذدها‏.‏‏.‏‏.‏ ولم يشفق على نغص الدخال

وفي باب الموصول‏,‏ قال حسان بن ثابت‏:‏

وكفى بنا شرفا على من غيرنا‏.‏‏.‏‏.‏ حب النبي محمد إيانا

3- الشعراء المتقدمون ويقال لهم الإسلاميون وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق ويسمون بالطبقة الثالثة‏.‏

ففي باب المعرب والمبني‏,‏ قال جرير‏:‏

عرفنا جعفرا وبني أبيه‏.‏‏.‏‏.‏ وأنكرنا زعانف آخرين

وفي باب الموصول‏,‏ قال الفرزدق‏:‏

أبني كليب إن عمّيّ اللذا‏.‏‏.‏‏.‏ قتلا الملوك وفككا الأغلالا

4- الشعراء المولدون ويقال لهم المحدثون كأبي نواس وأبي العلاء ويسمون بالطبقة الرابعة‏.‏

ففي باب الابتداء‏,‏ قال أبو نواس‏:‏

غير مأسوف على زمن‏.‏‏.‏‏.‏ ينقضي بالهم والحزن

وفي باب الخبر‏,‏ قال أبو العلاء المعري‏:‏

يذيب الرعب منه كل عضب‏.‏‏.‏‏.‏ فلولا الغمد يمسكه لسالا

اعتماده على القرآن الكريم‏:‏

لاحظت أن المرادي قد اعتمد في الترجيح على كتاب الله العزيز‏.‏

ومن الشواهد على ذلك‏:‏

مسألة‏:‏ في باب الضمير‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وصل أو افصل هاء سلنيه وما‏.‏‏.‏‏.‏ أشبهه‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

قال المرادي‏:‏

‏"‏والاتصال أرجح ولذا بدأ به ولم يأت في القرآن إلا متصلا كقوله‏:‏ ‏"‏إذ يريكهم الله‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الضمير‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ومع لعل اعكس‏.‏‏.‏‏.‏

قال المرادي‏:‏

‏"‏يعني‏:‏ أن الحذف معها كثير، ولم يأت في القرآن إلا كذلك‏"‏‏.‏ ا‏.‏ هـ‏.‏

كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ‏}‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا‏}‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المشبهات بليس‏:‏

قال المرادي في ‏"‏ما‏"‏ النافية‏:‏

‏"‏وألحقه أهل الحجاز بليس؛ لأنهما لنفي الحال غالبا فأعملوه عملها وبه ورد القرآن‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا هَذَا بَشَرًا‏}‏ ‏{‏مَا هُنَّ أُمَّهَاتُهُمْ‏}‏ ‏"‏‏.‏

شرح اللغويات‏:‏

شرح المرادي كثيرا من الألفاظ شرحا لغويا ليبين أصله ويفهم منه المراد، وقد اعتمد في شرحه غالبا على كتاب الصحاح للجوهري‏.‏

مسألة‏:‏ في المقدمة‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

مصليا على النبي المصطفى‏.‏‏.‏‏.‏ وآله المستكملين الشرفا

قال في ‏"‏المصطفى‏"‏‏:‏

‏"‏والمصطفى‏"‏ المختار، والاصطفاء افتعال من الصفو وهو الخالص من الكدر والشوائب أبدلت من تائه طاء لمجاورة الصاد، وكان ثلاثيه لازما‏.‏ تقول‏:‏ صفا الشيء، يصفو صفاء‏,‏ وجاء منع متعديا‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في المقدمة أيضا بعد قول الناظم‏:‏

لي وله في درجات الآخره

قال المرادي‏:‏

‏"‏قال في الصحاح‏:‏ هي الطبقات من المراتب، وقال أبو عبيدة‏:‏ الدرج إلى أعلى والدرك إلى أسفل‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الكلام‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏ يلي لم كيشم

قال‏:‏ ‏"‏وهو مضارع شممت الطيب ونحوه أشمه بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع والعامة يفتحون عين الماضي ويضمون عين المضارع‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المعرب والمبني‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وفعل أمر ومضي بنيا

قال في تنبيهات له ‏"‏الثاني‏:‏ قد أشاروا إلى علة إعراب الفعل المضارع بتسميته مضارعا‏.‏ والمضارعة‏:‏ المشابهة، قال بعضهم‏:‏ المضارعة من لفظ الضرع، كأنه رضع مع الاسم ضرعا واحدا، وزعم ابن عصفور، أن المضارعة مقلوبة من المراضعة، ولا ضرورة تدعو إلى ادعاء القلب؛ لأن البناء كامل التصاريف‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المعرب والمبني‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

أب أخ حم كذاك وهن

قال المرادي‏:‏

‏"‏والهن كناية عن اسم جنس‏,‏ قال في الصحاح‏:‏ كلمة كناية ومعناها شيء فتقول‏:‏ هذا هنك‏.‏ أي‏:‏ شيئك‏.‏

وقال ابن الدهان‏:‏ هو كناية عما يقلل، وكثرة الكناية به عن الفرج‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب العلم‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ومنه منقول كفضل وأسد‏.‏‏.‏‏.‏ وذو ارتجال كسعاد وأدد

بعد الشرح وفي الكلام على ‏"‏لأنكحن ببه‏"‏‏.‏

قال المرادي‏:‏

‏"‏قال في الصحاح‏:‏ يقال للأحمق الثقيل ‏"‏ببه‏"‏ وهو أيضا لقب لعبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب والي البصرة قال الفرزدق‏:‏

وبايعت أقواما وفيت بعهدهم‏.‏‏.‏‏.‏ وببه قد بايعته غير نادم

واسم جارية، وقال لأنكحن ببه، جارية خدبه، مكرمة محبة، تجب أهل الكعبة‏"‏‏.‏ ا‏.‏ هـ‏.‏

مسألة‏:‏ في كاد‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

واستعملوا مضارعا لأوشكا‏.‏‏.‏‏.‏ وكاد لا غير وزادوا موشكا

قال المرادي‏:‏ ‏"‏وذكر الجوهري‏:‏ مضارع طفق، قال المصنف‏:‏ لم أره لغيره، والظاهر أنه قال رأيا وقد حكى مضارع جعل‏"‏‏.‏

الفصل الرابع‏:‏

موقفه من ألفية ابن مالك وألفية ابن معط‏:‏

يتعرض المرادي لألفية ابن معط فيقارن بين ألفاظها وألفية ابن مالك‏,‏ ومن الأمثلة‏:‏

مسألة‏:‏ في مقدمة الألفية يقول -مقارنا‏:‏ قال محمد هو ابن مالك‏.‏

وقال ابن معط‏:‏ ويقول‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الكلام‏,‏ بعد قول ابن مالك‏:‏ واحده كلمة‏.‏

قال المرادي‏:‏ ‏"‏والكلم اسم جنس يتميز واحده بالتاء وفيه لغتان‏:‏ التذكير والتأنيث‏.‏

فقال‏:‏ واحده على الأولى، وقال ابن معط في ألفيته‏:‏ واحدها على الثانية‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب كان وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وفي جميعها توسط الخبر‏.‏‏.‏‏.‏ أجز‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

قال المرادي‏:‏ ‏"‏ومنع ابن معط توسط خبر ‏"‏ما دام‏"‏ ونسب إلى الوهم إذ لم يقل به غيره‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب أعلم وأرى‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وإن تعديا لواحد بلا‏.‏‏.‏‏.‏ همزة فلاثنين به توصلا

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏وذكر الحريري وابن معط تعدى ‏"‏علم‏"‏ إلى ثلاثة بالتضعيف فعدوا من أفعال هذا الباب علم‏.‏

والصحيح أن التعدي بالتضعيف سماع في اللازم والمتعدي وهو ظاهر مذهب سيبويه‏"‏‏.‏

التعليل في شرحه‏:‏

وقد علل المرادي كثيرا مؤيدا لرأي من الآراء أو ردا على بعض النحاة فوضع الأمور في نصابها وأيد ذلك بالإقناع‏.‏

ومن الأمثلة الكثيرة‏:‏

مسألة‏:‏ في باب الكلام‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏ بالجر والتنوين‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏

بعد الشرح في الكلام على المسند قال‏:‏

‏"‏ويحتمل أن يريد به المفعول به، وهو ظاهر عبارته وهو صحيح؛ لأن المسند من خواص الأسماء وذلك أن المسند في الاصطلاح المشهور هو المحكوم به والمسند إليه هو المحكوم عليه‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الضمير‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ وكن مخيرا‏.‏‏.‏‏.‏ في الباقيات‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏وأما نحو ‏"‏أنا‏"‏ فقد حكى بعض النحويين فيه المذاهب الثلاثة إلا أن الصحيح هنا حذف الثانية؛ لأن الثالثة هنا هي الضمير، ولثبوت حذفها في ‏"‏إن‏"‏ إذا حذفت‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب كان وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وكل سبقه دام حظر

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏وظاهر كلامه أنه مجمع على منعها أيضا وفيه نظر؛ لأن لمنع معلل بعلتين‏:‏ إحداهما عدم تصرفها وهذا بعد تسليمه لا ينهض مانعا باتفاق، بدليل اختلافهم في ‏"‏ليس‏"‏ مع الإجماع على عدم تصرفها‏.‏

والأخرى أن ‏"‏ما‏"‏ موصول حرفي ولا يفصل بينه وبين صلته، وهذا أيضا مختلف فيه‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب كان وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ومنع سبق خبر ليس اصطفى

بعد الشرح قال‏:‏ ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏ وذلك لضعفها بعدم التصرف وشبهها ‏"‏بما‏"‏ النافية‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب إن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

أو حكيت بالقول

فإنه يجوز بعده الفتح والكسر‏.‏

‏"‏كقوله‏:‏ أتقول إنك بالحياة ممتع‏.‏

فمن فتح جعل القول عاملا، وإن غير محكية، ومن كسر حكى به، لأن الحكاية بالقول مع استيفاء شروط إجرائه مجرى الظن جائزة‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب إن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وقد يليها مع قد كإن ذا‏.‏‏.‏‏.‏ لقد سما على العدا مستحوذا

قال‏:‏ ‏"‏وإنما جاز دخولها مع ‏"‏قد‏"‏؛ لأن قد تقرب الماضي من الحال‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب إن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وإن تخفف أن فاسمها استكن‏.‏‏.‏‏.‏ والخبر اجعل جملة من بعد أن

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏وتجوز المصنف في قوله ‏"‏استكن‏"‏؛ لأن الضمير المنصوب لا يستكن والحرف لا يستكن فيه الضمير‏,‏ وإنما محذوف لا مستكن‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الإضافة‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

والثاني اجرر‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

قال ‏"‏في الجار أقوال‏:‏ أحدها أنه المضاف، والثاني‏:‏ أنه الحرف المنوي‏,‏ والثالث‏:‏ أنه معنى الإضافة‏.‏

والأول مذهب سيبويه وهو الصحيح، لاتصال الضمائر به ولا تتصل إلا بعاملها‏"‏‏.‏

مزايا الشرح‏:‏

يأتي المرادي بحاصل البيت أو بمعناه أو بتلخيص للمسألة؛ ليكون الكلام سهل الفهم وفي متناول القارئ‏.‏

ومن الأمثلة‏:‏

مسألة‏:‏ في باب المعرب والمبني‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وأي فعل آخر منه ألف‏.‏‏.‏‏.‏ أو واو أو ياء فمعتلا عرف

بعد الشرح قال‏:‏ ‏"‏وحاصل البيت أن كل فعل آخره ألف نحو ‏"‏يخشى‏"‏ أو واو نحو ‏"‏يدعو‏"‏ أو ياء نحو ‏"‏يرمي‏"‏ فهو معتل قد عرف بهذا ولا يقال منقوص ولا مقصور إلا في الأسماء‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الضمير‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وقدم الأخص في اتصال

بعد الشرح قال‏:‏ ‏"‏والحاصل أن المبيح لجواز الاتصال والانفصال هو كون الضمير ثاني ضميرين أولهما أخص وغير مرفوع أو كونه خبر كان وأخواتها‏,‏ ثم إن كان المقدم من الضميرين غير الأخص، فإما أن يكون مخالفا الرتبة أو مساويا لها‏,‏ فإن كان مخالفا لم يجز اتصال ما بعده إلا فيما ندر كقول عثمان رضي الله عنه‏:‏ أراهمني الباطل شيطانا‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الضمير‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وقبل يا النفس مع الفعل التزم‏.‏‏.‏‏.‏ نون وقاية وليسي قد نظم

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏ومعنى البيت‏:‏ أن نون الوقاية تلزم قبل ياء التكلم مع جميع الأفعال نحو أكرمني يكرمني أكرمني‏,‏ إلا فعلا واحدا وهو ‏"‏ليس‏"‏ ندر حذف نون الوقاية معه في النظم لضرورة الشعر‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب إن وأخواتها‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

من دون ليت ولعل وكأن

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏وتلخيص هذه المسألة‏:‏ أن نصب المعطوف بعد الخبر وقبل الخبر جائز في الجميع، وأما رفعه فيجوز بعد الخبر لا قبله في ‏"‏إن‏"‏ و‏"‏لكن‏"‏ باتفاق و‏"‏أن‏"‏ بعد العلم أو ما في معناه على المختار‏"‏‏.‏

ومن مزاياه رغبته في توضيح المسائل النحوية‏:‏

فيحسم الخلاف بتحقيق أو تفضيل ليعطي القارئ صورة موجزة تساعد على فهم المراد‏.‏

ومن الأمثلة‏:‏

مسألة‏:‏ في باب المعرب والمبني‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

ما لم يضف أويك بعد أل ردف

قال المرادي‏:‏

‏"‏فإن قلت‏:‏ إذا أضيف ما لا ينصرف أو دخلته أل وانجر بالكسرة فهل يسمى منصرفا‏؟‏

قلت‏:‏ فيه خلاف مشهور‏.‏

والتحقيق‏:‏ أنه إن زالت إحدى علتيه بالإضفة أو أل فمنصرف نحو ‏"‏مررت بأحمدكم‏"‏ وإلا فغير منصرف نحو ‏"‏مررت بأحسنكم‏"‏‏.‏

والمفهوم من قوة كلامه في النظم أنه باق على منع صرفه‏"‏‏.‏

أقول‏:‏

والفرق بينهما أن ‏"‏أحمد‏"‏ ذهبت منه العلمية بالإضافة، أما في ‏"‏أحسنكم‏"‏ فلا تزال فيه الوصفية ووزن الفعل، فالأول منصرف‏,‏ والثاني غير منصرف‏.‏

مسألة‏:‏ في باب المعرب والمبني‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

واحذف جازما‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ ثلاثهن‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

بعد الشرح قال‏:‏ ‏"‏والتحقيق أن الحذف عند الجازم، لأنه فرع‏.‏ إذا كان حرف العلة بدلا من همزة نحو‏:‏ ‏"‏يقرأ‏"‏ فإن قدر دخول الجازم قبل الإبدال وجب إقراره، وإن قدر دخوله بعد الإبدال فقد ذكر ابن عصفور فيه وجهين‏:‏ الإثبات والحذف ومنع بعضهم الحذف‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الابتداء‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

حاوية معنى الذي سيقت له

بعد الشرح قال‏:‏

‏"‏قلت‏:‏ التحقيق‏.‏ إن الجملتين إذا عطفت إحداهما على الأخرى بالفاء التي للسببية تنزلتا منزلة الشرط والجزاء، واكتفى بضمير واحد في إحداهما كما يكتفي بضمير واحد في جملتي الشرط والجزاء‏"‏‏.‏

مسألة‏:‏ في باب الاشتغال‏,‏ بعد قول الناظم‏:‏

وإن تلا السابق ما بالابتدا‏.‏‏.‏‏.‏ يختص فالرفع التزمه أبدا

وبيت بعده‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

بعد شرح قال‏:‏ ‏"‏والتفصيل؛ فإن كان مقرونا بقد جاز النصب بعدها وإن لم يكن مقرونا بها وجب الرفع؛ لأن الأخفش قد حكى عن العرب إيلاءها الفعل المقرون بقد، قيل‏:‏ وهو الصحيح‏"‏‏.‏