فصل: تفسير الآيات (272- 273):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تيسير التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (272- 273):

{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)}
الهدى: الرشا، ضد الضلال. الخير: المال. ابتغاء وجه الله: في طلب رضاه. أحصروا في سبيل الله: حبسوا أنفسهم فوقفوها في سبيل الله. لا يستطيعون ضربا في الأرض: يعجزون عن التكسب في التجارة أو العمل. التعفف: منع النفس مما تريد من الشهوات. السيما: العلامة. إلحافاً: إلحاحاً.
ليس عليك يا محمد هدى المشركين إلى الإسلام حتى تمنعَهم صدقة التطوع، ولا تعطيهم منها الا إذا دخلوا فيه. ما انت الا بشير ونذير. ان عليك الارشاد والحث على الفضائل، والله يهدي من يشاء من خلقه إلى الإسلام فيوفّقهم. ان أمْرَ الناس مفوَّض إلى ربهم لا اليك، فلا تمنعهم الصدقة.
اخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان النبي يأمرنا ان لا نتصدق الا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية.
ويا أيها المسلمون: إن جميع ما تنفقونه من خير وتبذلونه من معونة لغيركم، مهما كان دينه، لكنم أنتم فائدته في الدنيا والآخرة. هذا إذا كنتم لا تقصدون بالانفاق الا ارضاء الله لا لأجل جاهٍ أو مكانة، وفي تلك الحال يعود اليكم ثوابه كاملاً دون نقصان.
ويكون هذا الانفاق للفقراء الذين حبسوا أنفسهم للجهاد، فشغَلهم ذلك عن الكسب من أي عمل، أو لمن أصيب منهم بجراح اقعدته عن السعي في الأرض، المتعففين عن السؤال حتى ان الجاهل بحالهم لَيحسبهم أغنياء من شدة تعففهم. ولأمثال هؤلاء علامة لا يعرفهم بها الا المؤمن الذي يتحرى في انفقاه عمن يستحقون ذلك. والله عليم بما تبذُلونه من معروف، وسيجزيكم الله عليه الجزاء الأوفى.
قيل نزلت هذه الآية في أهل الصُّفة، وكانوا اربعمائة رجل وقفوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله.
وسؤال اناس من غير حاجة محرَّم، وقد وردت عدة أحاديث في النهي عنه. ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة ان رسول الله قال: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكينُ الذي لا يجد غنىً يغنيه ولا يُفطن له فيُتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس» وروى أبو داود والترمذي عن عبدالله ابن عمر عن النبي انه قال: «لا تحلُّ الصدقة لغني ولذي مِرّة سويّ» والمِرة: القوة.

.القراءات:

قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {يحسَبهم} بفتح السين والباقون {يحسِبهم} بكسرها.

.تفسير الآية رقم (274):

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}
بعد أن رغّّب سبحانه وتعالى في الإنفاق وبيَّن فوائده بيّن في هذه الآية فضيلة الانفاق في جميع الاوقات والاحوال، وختمها بنص عام يشمل كل طرق الانفاق وجميع أوقاته، وبحكمٍ عام يشمل كل منفق لوجه الله: إن الذين يتصدقون باموالهم على الفقرء في جميع الأزمنة وسائر الأحوال، وتجود أنفسهم بالبذل في السر والعلانية لهم ثوابهم عند ربهم في خزائن فضله، ولا خوف عليهم حين يخاف الذين يحبسون المال بخلاً عن المحتاجين، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من صالح العمل الذي يرجون به ثواب الله.
وبعد، فان الإسلام لا يقيم حياة أهله على الصدقة، بل على تيسير العمل والرزق لكل قادر أولاً، وعلى حسن توزيع الثروة بين أهله على أساس التوفيق بين الجهد والجزاء ثانياً.
لكن هنالك حالات تختلف لأسباب استثنائية، وهي التي يعالجها بالصدقة. وقد رغّب الإسلام في الصدقة وحض عليها كثيرا. مرة في صورة فريضةٍ، وهي الزكاة، ومرة في صورة تطوع غير محدود هو الصدقة.

.تفسير الآيات (275- 276):

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)}
يأكلون: يأخذون. الربا: الزيادة يتخطبّه: يصرعه ويضربه. المس: الجنون. يمحق: ينقص. يربي. يزيد. ما سلف: ما تقدم.
يعتمد الإسلام في بناء المجتمع مبادئ قيمة، أهمها في الجانب المادي من من الحياة مطالبةُ كل فرد من أفراد المجتمع بالعمل الذي يكفل له حاجته. لقد أشعرَ الاغنياء ان حق الانتفاع بهذا المال مشتركٌ بينهم وبين اخوانهم الفقراء. كما أوجب مدَّ يد المعونة إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين، إما بالبذل والعطاء أوبتهيئة العمل. كذلك أوجب على ذوي المال ان يدفعوا إلى اولياء الأمر ما يمكنّهم من اقامة المصالح التي تحقق الخير للمجتمع.
على هذه الأسس التي تقتضيها الأُخوة والتعاون، وتبادل الشعور بين الافراد، امتلأ القرِآن بآيات الحث على الانفاق للفقراء والمساكين وفي سبيل الله وفي هذا الوضع الذي انتهجه الإسلام في بناء المجتمع، كان من غير المعقول ان يبيح للغني من أهله ان يستقل بمتعة ماله دون ان يمد يده على المحتاج من اخوانه والمواطنين في دولته.
واذا كان من غير المعقول في الإسلام ان يباح للغني ان يقبض يده عن معونة أخيه الفقير، فمن غير المعقول أشد ان يباح له استغلال أخيه وأخذ ماله بالربا وشد الخناق. لذلك عمد الإسلام إلى الاصلاح بتحريم الربا تحريماً قاطعا.
وقد جاء الاسلا م في وقتٍ فرغت قلوب الناس فيه من معاني الرحمة والتعاون، كانوا يأكل قويهم ضعيفهم، ويستغل غنيهم فقيرهم فأفرغ جهده في القضاء على منابع الشر، وازالمة الحواجز التي قطّعت ما بين الناس من صلات التراحم والتعاون، وأخذ يبني المجتمع بناءً واحداً متماسك الأطراف. وكان أول ما اتخذه من ذلك ايجاباً الحثُّ على التعاون والتراحم. ثم كان تحذيره الشديد فيما يخص الناحية السلبية، فحرَّم الربا والرشوة، بعد أن حرم الشحَّو والضن يحق الفقير والمسكين.
وربا الجاهلية الذي كان عليه الناس نوعان الأول: ربا النسيئة، وهو أن يقرض الرجل أخاه من المال لزمن محدود على أن يدفعه له مع زيادة معيننة. وقد نص القرآن على تحريمه، وجعل التعامل به من الكبائر. والنوع الثاني: ربا الفضل، وهو ان يبيع الرجل نوعا من السلعة بمثلها مع زيادة احد العوضَين على الآخر، كأن يبيع قنطارا من القمح بقنطار وربع أو نصف.
وهذا أيضا من الربا المنصوص على تحريمه في الحديث الشريف لقوله صلى الله عليه وسلم «ولا تبيعوا الذهب بالذهب، والورق بالورق، والبُرَّ بالبر، والتمر بالتمر، والشعير بالشعير، والملح بالملح الا سواء بسواء، عينا بعين، يداً بيد» وقد اتفق الفقهاء على تحريمه، وأباحوا الزيادة إذا اختلف الجنس. وقد حرموا التأجيل في هذا الأصناف، واختلفوا في قياس غيرها عليها اختلافا كبيرا.
وتحريم الربا الذي جاء في القرآن الكريم، تنظيم اقتصادي عظيم:، وهو يتفق مع قياس ما قرره الفلاسفة في الماضي وما انتهت اليه النظم الاقتصادية الحديثة. فأرسطو يقرر ان الكسب بالفائدة نظام غير طبيعي، فالنقد لا يلد النقد.
والاقتصاديون يقررون أن يطرق الكسب أربَع: ثلاثٌ منها منتجة والرابعة غير منتجة. فالثلاث المنتجة: العمل ويتبعه الصناعة؛ والزراعة؛ والمخاطرة في التجارة.. لأنها في نقل الأشياء من مكان انتاجها إلى مكان استهلاكها تتعرض لمخاطر، وتزيد قيمتها بهذا الانتقال. وذلك في ذاته انتقال. وذلك في ذاته انتاج. أما الرابعة فهي الفائدة أو الربا، وهذه المخاطرة فيها، لأن القرض لا يتعرض للخسارة، بل له الكسب دائما؛ ولأنه لا انتاج الا لِعملِ المقترض، فالفائدة نتيجةٌ لذلك، هذا كما ان اباحة الكسب بالفائدة تؤدي إلى تحكم رؤوس الأموال في العمل. وهذا غير سليم.
وتذكر الآية ان الذين يتعاملون بالربا لا يقومون يوم القيامة من قبورهم كبقية الناس وانما كالمجنون الذي اصابه مسّ من الشيطان فهو يتخبط بفعل الصرع. ولماذا؟ لأنهم ستحلّوا أكل الربا وقالوا لا فرق بين البيع والربا، فكما يجوز بيع السلعة التي ثمنها عشرة دراهم نقدا بعشرين درهما بأجل، يجوز أن يعطي الإنسان أحد المحتاجين عشرة دراهم على أن يردها بعد أجلٍ، والسبب في كل من الزيادتين واحد هو الأجل. تلك حجتهم. وهم واهمون فيما قالوا، وقياسهم فاسد. فالله أحلّ الأرباح في الشراء البيع وحرّم الربا. ذلك ان البيع ملاحَظ فيه دائما انتفاع المشتري بالسلعة انتفاعاً حقيقاً، اما الربا فهو اعطاء الدراهم ثم أخذُها بدون مخاطرة ولا تعب، كما ان الكسب فيها مضمون دائما بخلاف التجارة والعمل.
{فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فانتهى فَلَهُ مَا سَلَفَ}.
أي: فمن بلغه تحريم الله الربا فتركه فورا، فله ما كان قد أخذه من الربا فيما تقدم لا يكلَّف بردِّهِ إلى من دفعوه، وانما عليه ألا يأخذ ربا بعد ذلك.. ان أمره موكول إلى الله يحكم فيه بعدله وعفوه. ما من عاد إلى أكل الربا بعد تحريمه فأولئك الذين لم يتعظوا بموعظة من ربهم، فهم أصحاب النار هم فيها خالدون.
ان الله تعالى يُذهب الربا ويهلك المال الذي يدخل فيه، لكنّه يضاعف ثواب الصدقات ويبارك في المال الذي خرجت منه الصدقة.
والله لا يحب لك من تمادى في إنكار ما أنعم الله به عليه من المال، كأن لا ينفق منه في سبيله، ولا يواسي المحتاجين من عباده.
والأثيم: هو المنهمك في ارتكاب الذنوب والمحرمات، فهو قد جعل ماله آلة لجذب ما في أيدي الناس إلى يده فاستغلّ إعسارهم وأخذ أقواتهم وامتص دماءهم.

.تفسير الآية رقم (277):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)}
من أسلوب القرآن الحكيم ان يأتي بآيات فيها صور متقابلة في كثير من المواضع، فهنا بعد أن بين شناعة الربا وسيئاته، وبعد الآيات التي حثت عل الصدقات والعطاء بدون مقابل عاد وأورد هذه الآية المباركة. وفيها يعرض صفحة الإيمان والعمل الصالح، وصفات المؤمنين الصالحين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ليبشرهم ان ثوابهم مدّخر عند ربهم يوم الجزاء، لا خوف عليهم يوم القيامة، ولا هم يحزنون على شيء فاتهم في الدنيا.

.تفسير الآيات (278- 280):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)}
ذروا: اتركوا. ذو عسرة: معسر لا يستطيع دفع ما عليه. ميسرة: يسر.
هنا عاد التشديد في الربا والحث على تركه وعدم التعامل به، ومحاربة من يتعطاه وكأننه يحارب الله ورسوله.
يا أيها المؤمنون، خافوا الله واستشعروا هيبته في قلوبكم واتركوا ما بقي لكم من الربا عند الناس ان كنتم مؤمنين حقا. فإن لم تفعلوا فكونوا على يقين من أنكم في حرب مع الل ورسوله، إذا خرجتم عن شريعته ونبذتم ما جاء به رسوله. وحربُ الله هي غضبه. وحرب رسوله هي مقاومته له في زمنه. هذا واعتبارهم خارجين من الإسلام يُحِلّ قتالهم فيما بعد.
وان تبتم توبة صحيحة فلكم رؤوس أموالكم، دون زيادة مهما كانت، لأن الزيادة التي تأخذونها ظلم لغيركم، كما ان ترك جزء من رؤوس الأموال ظلم لكم. وهذا معنى قوله تعالى: {لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}. وان وُجد رجل مدين لكم، لكنه لا يجد ما يسد به دينه فأمهِلوه إلى حين اليسار، كيما يسدّد ذلك الدين. اما تصدُّكُم على المعسر المدين بمسامحته من جميع الدَّين أو بعضه فهو خير لكم، وأكثر ثوابا عند الله.
هذه هي النظرة الكاملة، والسماح للمَدين المعسر، وفيها فوائد كثيرة. فهي تجعل الناس مترابطين متعاطفين، وتضامنَهم أقوى وأمتن. هذا ما يرشدكم اليه ربكم فاعملوا وفق ما تعلمون، وسامحوا إخوانكم. بذلك تبنون مجتمعاً مثالياً لا مثيل له.
وقد ختم سبحانه وتعالى آية الربا بآية بالغة الموعظة، إذا وعاها المؤمنون وعملوا بها هوّنت عليهم السماح بالمال والنفس وكل ما يملك المرء في هذه الدنيا.

.قراءات:

قرأ عاصم {تصدقوا} بتخفيف الصاد، الباقون {تصدقوا} بالتشديد.
وقرأ حمزة وعاصم في رواية ابن عباس {فآذنوا بحرب} بالمد.
وقرأ نافع وحمزة {ميسرة} بضم السين.

.تفسير الآية رقم (281):

{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)}
واحذروات أيها الناس يوماً ترجعون فيه إلى الله، فتلقون ربكم، وليس لكم الا ما قدمتم من أعمال الخير. ذاك يومُ ثواب ومحاسبة، فيه توفَّى كل نفس أجرها على ما قدّمت من سيء أو صالح. وفيه لا يُظلم الناس ولا يُنقصون من ثوابهم شيئاً.
فاذا تذكرتم أيها المؤمنون ذلك اليوم، وفكرتم فيما أعد الله لعباده من الجزاء على قدر أعمالهم خفف ذلك من غلوائهم ومال بكم إلى نشدان الحق والخير.
قال كثير من العلماء ان هذه آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن وعاش بعدها تسع ليال كما روى الطبري عن ابن عباس.

.قراءات:

قرأ أبو عمرو ويعقوب: {تَرجعون} بفتح التاء.