فصل: تفسير الآية رقم (45):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المشهور بـ «تفسير الألوسي»



.تفسير الآية رقم (45):

{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)}
{وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان} الناطق بالتسبيح والتنزيه ودعوتهم إلى العمل بما فيه {جَعَلْنَا} بقدرتنا ومشيئتنا المبنية على الحكم الخفية.
{بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالاخرة} وهم المشركون المتقدم ذكرهم، وأوثر الموصول على الضمير ذمًا لهم بما في حيز الصلة ويتم به مع ما سبق الإشارة إلى كفرهم بالمبدأ والمعاد.
وفي إرشاد العقل السليم إنما خص بالذكر كفرهم بالآخرة من بين سائر ما كفروا به من التوحيد ونحوه دلالة على أنها معظم ما أمروا بالإيمان به في القرآن وتمهيدًا لما سينقل عنهم من إنكار البعث واستعجاله ونحو ذلك اه، وفي كون الآخرة معظم ما أمروا بالإيمان به في القرآن تردد ورا يدعى أن ذلك هو التوحيد فالأولى الاقتصار على أنه للتمهيد {حِجَابًا} يحجبهم من أن يدركوك على ما أنت عليه من النبوة وجلالة القدر ولذلك اجترؤا على التفوه بالعظيمة وهي قولهم: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلًا مَّسْحُورًا} [الإسراء: 47] وأصل الحجاب كالحجب المنع من الوصول فهو مصدر وقد أريد به الوصف أي حاجبًا {مَّسْتُورًا} أي ذا ستر فهو للنسب كرجل مرطوب ومكان مهول وجارية مغنوجة ومنه {وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: 61] وكذا سيل مفعم بفتح العين والأكثر مجيء فاعل لذلك كلابن وتامر، وجوز أن يكون الإسناد مجازيًا كما اشتهر في المثال الأخير، وعن الأخفش أن مفعول يرد عنى فاعل كميمون ومشؤم عنى يامن وشائم كما أن فاعل يرد عنى مفعول كماء دافق فمستور عنى ساتر أو مستورًا عن الحس فهو على ظاهره ويكون بيانًا لأنه حجاب معنوي لا حسي أو مستورًا في نفسه بحجاب آخر فيكون إيذانًا بتعدد الحجب أو مستورًا كونه حجابًا حيث لا يدرون أنهم لا يدرون، وقيل: إنه على الحذف والإيصال أي مستورًا به الرسول صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (46):

{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)}
{وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} أغطية جمع كنان، والمراد عونة المقام التكثير أي أكنة كثيرة.
{أَن يَفْقَهُوهُ} مفعول له بتقدير مضاف أي كراهة أن يقفوا على كنهه ويعرفوا أنه من عند الله تعالى أو مفعول به لفعل مقدر مفهوم من الجملة أو من {أَكِنَّةً} لا أن {جَعَلْنَا} أو شيئًا مما ذكر قد ضمنه كما يتوهم أي منعناهم فقهه والوقوف على كنهه {وَفِى ءاذَانِهِمْ وَقْرًا} صممًا وثقلًا عظيمًا مانعًا من سماعه اللائق به فإنهم كانوا يسمعونه من غير تدبر، وهذه كما قال بعض المحققين تمثيلات معربة عن كمال جهلهم بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم وفرط نبو قلوبهم عن فهم القرآن الكريم ومج أسماعهم له جيء بها بيانًا لعدم فقههم فصيح المقال إثر بيان عدم فقههم دلالة الحال وفيه إيذان بأن ما تضمنه القرآن من التسبيح في غاية الظهور بحيث لا يتصور عدم فهمه إلا لمانع قوي يعتري المشاعر فيبطلها وتنبيه على أن حالهم هذه أقبح من حالهم السابقة، وحمل الآية على ما ذكر من لم يجعل التسبيح فيما سبق لفظيًا وعلى جعله لفظيًا لا يحسن حملها على ذلك كما لا يخفى، هذا وقال بعضهم: المراد بالحجاب ما يحجبهم عن فهم ما يقرؤه عليه الصلاة والسلام فقد أخرج ابن جرير. وابن أبي حاتم عن قتادة أنه قال: الحجاب المستور أكنة على قلوبهم أن يفقهوه وأن ينتفعوا به وإلى ذلك ذهب الزجاج، وتعقب بأنه لا يلائم {بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين} [الإسراء: 45] إلخ إلا بتقدير مضافين أي جعلنا بين فهم قراءتك، وأيضًا يلزم عليه التكرار من غير فائدة جديدة، وأجيب بأن الظاهر أنه لا يقدر فيه وإنما يلزم لو كان حقيقة وهذا تمثيل لهم في عدم إسماع الحق بمن كان وراء جدار وحجاب كما أن الأكنة كذلك، وأما حديث التكرار من غير فائدة فمدفوع بأن قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا} إلخ تصريح بما اقتضاه نفي فصيح المقال بعد نفي فهم دلالة الحال من كونهم مطبوعين على الضلال ولا يخفى على المنصف أولوية ما تقدم.
وعن الجبائي أن المراد بالحجاب ما يحجبهم عن إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وذلكم أنهم كانوا يقصدونه إذا قرأ ليؤذوه فآمنه الله تعالى وذكر له عليه الصلاة والسلام أنه جل شأنه جعل بينه وبينهم حجابًا عند القراءة فلا يمكنهم الوصول إليه، وهو عندي مما لا بأس به وأن ذكره في معرض التفصي عن استدلال أصحابنا بالآية على أن الله تعالى يمنع عن الإيمان من شاء كما يهدي إليه من شاء نعم هو دون الأول عند من يتأمل.
وقيل: المراد حجاب منعهم رؤية شخص النبي صلى الله عليه وسلم وذاته الكريمة.
فقد أخرج أبو يعلى. وابن أبي حاتم. والحاكم. وصححه. وابن مردويه. والبيهقي معًا في الدلائل عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما قالت: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ} [المسد: 1] أقبلت العوراء أم جميل ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول:
مذمما أبينا

ودينه قلينا

وأمره عصينا

ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس. وأبو بكر إلى جنبه فقال أبو بكر: لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك فقال: «إنها لن تراني» وقرأ قرآنًا اعتصم به كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالاخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء: 45] فجاءت حتى قامت على أبي بكر فلم تر النبي عليه الصلاة والسلام فقالت: يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني فقال أبو بكر: لا ورب هذا البيت ما هجاك فانصرفت وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها.
وجاء في رواية أنها حين ولت ذاهبة قال أبو بكر: يا رسول الله إنها لم ترك فقال النبي صلى الله عليه وسلم «حال بيني وبينها جبريل عليه السلام» وذكر الإمام أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد تلاوة القرآن تلا قبلها ثلاث آيات قوله تعالى: في سورة الكهف {إنَّا جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى ءاذَانِهِمْ وَقْرًا} [الكهف: 57].
وقوله سبحانه في النحل: {أُولَئِكَ الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ} [النحل: 108] وقوله جل وعلا في سورة حم الجاثية {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ} [الجاثية: 23] الآية فكان الله تعالى يحجبه ببركات هذه الآيات عن عيون المشركين وهو المراد من قوله سبحانه: {وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان جَعَلْنَا} [الإسراء: 45] إلخ واحتج أصحابنا بذلك على أنه يجوز أن تكون الحاسة سليمة ويكون المرئي حاضرًا مع أنه لا يرى بسبب أن الله تعالى يخلق في العين مانعًا يمنع من الرؤية قالوا: إن النبي عليه الصلاة والسلام كان حاضرًا وحواس الكفار سليمة وكانوا لا يرونه وقد أخبر سبحانه أن ذلك لأجل أنه جعل بينه عليه الصلاة والسلام وبينهم حجابًا مستورًا ولا معنى للحجاب المستور إلا المعنى الذي يخلقه في عيونهم ويكون مانعًا لهم من الرؤية انتهى، وقال بعض المحققين: إن حمل الحجاب على ما روي من حديث أسماء مما لا يقبله الذوق السليم ولا يساعده النظم الكريم، وكأنه أراد أن حمله في الآية على الحجاب المانع من الرؤية كذلك فهو وارد على ما نقل عن الإمام أيضًا ويعلم منه حال احتجاج الأصحاب مع ما يرد على قولهم فيه ولا معنى للحجاب إلخ من أنه مخالف لما في الرواية السابقة التي ذكر فيها حيلولة جبريل عليه السلام والخبر الذي أخرجه الدارقطني وغيره عن ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: كان بيني وبينها ملك يسترني بجناحيه حتى ذهبت فإن كلا الخبرين ظاهر في أن المانع لم يكن في عيونهم بل هو إما جبريل عليه السلام أو ملك آخر حال بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم فلم يروه لكن يبقى الكلام في أن منع اللطيف الرؤية خلاف العادة أيضًا وهو بحث آخر فليتدبر، ثم إن ما روي عن أسماء ليس نصًا في أن الحجاب في الآية هو الحجاب المانع عن الرؤية كما لا يخفى على من أمعن النظر وهذا القول إنما يحتاج إليه أن اعتبر تصحيح الحاكم أو نص على صحته من اعتبر تصحيحه من المحدثين أما إذا لم يكن ذلك فأمره سهل، وجعل الزمخشري ما تقدم حكاية لما قالوا: {قُلُوبَنَا في أكنَّةٍ مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقرٌ ومِنْ بيننا وبينك حجاب} [فصلت: 5] في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب على معنى جعلنا على زعمهم ولم يرتضه شيخ الإسلام لأن قصدهم بذلك إنما هو الإخبار بما اعتقدوه في حق القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم جهلًا وكفرًا من اتصافهما بأوصاف مانعة من التصديق والإيمان ككون القرآن سحرًا وشعرًا وأساطير وقس عليه حال النبي عليه الصلاة والسلام لا الإخبار بأن هناك أمرًا وراء ما أدركوه قد حال بينهم وبين إدراكه حائل من قبلهم، ولا ريب في أن ذلك المعنى مما لا يكاد يلائم المقام انتهى، وقد يقال: حيث كان الكلام مسوقًا لتعداد قباحهم والإنكار عليهم فالملاءمة مما لا ريب فيها، نعم اختيار الزمخشري هذا الوجه مما لا يخلو عن دسيسة اعتزالية ولا أظنها تخفى عليك {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرءان وَحْدَهُ} أي غير مقرون بذكره ذكر شيء من آلهتهم التي يزعمونها كما كانوا يقولون بالله تعالى واللات مثلًا ويصدق هذا بذكره سبحانه مع نفي الآلهة، و{وَحْدَهُ} عند الزمخشري مصدر الثلاثي يقال وحده يحده وحدًا وحدة كوعده يعده وعدًا وعدة وهو ساد مسد الحال عنى واحدًا، وقيل: هو مصدر أوحد على حذف الزوائد وأصله إيحاد، ومذهب سيبويه أنه ليس صدر بل هو اسم موضوع موضع المصدر وهو إيحاد الموضوع موضع الحال وهو موحد.
وومذهب يونس أنه منصوب على الظرفية، وتحقيق الأقوال فيه في الرفدة كما قدمنا، وذكر أنه على الحالية إذا وقع بعد فاعل ومفعول كما هنا جاز كونه حالًا من كل منهما أي وإذا ذكرت ربك موحدًا له أو موحدًا بالذكر {وَلَّوْاْ على أدبارهم} هربوا أو نفروا {نُفُورًا} فهو مفعول مطلق منصوب بولوا لتقارب معناهما.
وجوز أن يكون مفعولًا لأجله أي ولوا لأجل النفور والانزعاج وأن يكون حالًا على أنه جمع نافر أي ولوا نافرين من ذلك والضمير للمشركين الذين لا يؤمنون بالآخرة، وأخرج ابن جرير وغيره عن ابن عباس ما ظاهره أنه للشياطين ولا يكاد يصح عن الحبر إلا بتأويل.

.تفسير الآية رقم (47):

{نَحْنُ أَعْلَمُ بما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)}
{نَّحْنُ أَعْلَمُ بما يَسْتَمِعُونَ بِهِ} أي ملتبسين به من اللغو والاستخفاف والهزء بك وبالقرآن. يروى أنه عليه الصلاة والسلام كان يقوم عن يمينه رجلان من عبد الدار وعن يساره رجلان منهم فيصفقون ويصفرون ويخلطون عليه بالاشعار، ويجوز أن تكون الباء للسببية أو عنى اللام أي نحن أعلم بما يستمعون بسببه أو لأجله من الخزء وهي متعلقة بيستمعون، وجعلها على ظاهرها على معنى أيستمعون بقلوبهم أم بظاهر إسماعهم غير ظاهر، والباء الأولى متعلقة باعلم، وأفعل التفضيل في العلم والجهل يتعدى بالباء وفي سوى ذلك يتعدى باللام فيقال هو أكسى للفقراء مثلًا، والمراد من كونه تعالى أعلم بذلك الوعيد لهم.
{إِذْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ} ظرف لأعلم لا مفعول به، وفائدته كما قال شيخ الإسلام تأكيد الوعيد بالاخبار بأنه كما يقع الاستماع المزبور منهم يتعلق به العلم لا أن العلم المستفاد هناك من أحد، وليس المراد تقييد علمه تعالى بذلك الوقت وكذا قوله تعالى: {وَإِذْ هُمْ نجوى} لكن من حيث تعلقه بما به التناجي المدلول عليه بسياق النظم.
والمعنى نحن أعلم بما يستمعون به مما لا خير فيه مما سمعت وا يتناجون به فيما بينهم، وجوز أن يكون الأول ظرفًا ليستمعون والثاني ظرفًا فليتناجون، والمعنى نحن أعلم بما به الاستماع وقت استماعهم من غير تأخير وا به التناجي وقت تناجيهم والأول أظهر، و{نجوى} مصدر مرفوع على الخبرية وفي ذلك ما في زيد عدل، ويجوز أن يعتبر جمع نجى كقتل وقتيل أي إذ هم متناجون {إِذْ يَقُولُ الظالمون} بدل من إذ الثانية وبيان لما يتناجون به فهو غير ما يستمعون به لا معمول لا ذكر محذوفًا كما قيل. و{الظالمون} من المظهر الذي أقيم مقام المضمر للدلالة على أن تناجيهم باب من الظلم أي يقول كل منهم للآخرين عند تناجيهم {إِن تَتَّبِعُونَ} أي ما تتبعون إن وجد منكم الاتباع فرضًا، وجوز أن يكون المعنى ما تتبعون باللغو والهزء {إِلاَّ رَجُلًا مَّسْحُورًا} أي سحر فجن فهو كقولهم: إن هو إلا رجل مجنون، وقيل: جعل له سحر يتوصل بلطفه ودقته إلى ما يأتي به ويدعيه فهو في معنى قولهم ساحر، وجعل بعضهم {مَّسْحُورًا} عنى ساحرًا كمستور عنى ساتر، وعن أبي عبيدة أن مسحورًا عنى جعل له سحر أو ذا سحر أي رئة، ومن هذا قول امرء القيس:
أرانا موضعين لأمر غيب ** ونسحر بالطعام وبالشراب

وأراد نغذي، وقول لبيد أو أمية بن أبي الصلت:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا ** عصافير من هذا الأنام المسحر

وكنوا بذلك عن كونه بشرًا يتنفس ويأكل ويشرب لا يمتاز عنهم بشيء يقتضي اتباعه على زعمهم الفاسد، ولا يخفى ما فيه من البعد حتى قال ابن قتيبة: لا أدري ما الذي حمل أبا عبيدة على هذا التفسير المستكره مع أن السلف فسروه بالوجوه الواضحة. وقال ابن عطية: إنه لا يناسب قوله تعالى: