فصل: تفسير الآية رقم (2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المشهور بـ «تفسير الألوسي»



.تفسير الآية رقم (2):

{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} الظاهر أن الضمير المنصوب في {تَرَوْنَهَا} للزلزلة لأنها المحدث عنها، وقيل هو للساعة وهو كما ترى، و{يَوْمٍ} منتصب بتذهل قدم عليه للاهتمام، وقيل بعظيم، وقيل باضمار اذكر؛ وقيل هو بدل من {الساعة} [الحج: 1] وفتح لبنائه كما قيل في قوله تعالى: {هذا يَوْمُ يَنفَعُ} [المائدة: 119] على قراءة يوم بالفتح، وقيل بدل من {زَلْزَلَةَ} [الحج: 1] أو منصوب به إن اغتفر الفصل بين المصدر ومعموله الظرفي بالخبر، وجملة {تَذْهَلُ} على هذه الأوجه في موضع الحال من ضمير المفعول والعائد محذوف أي تذهل فيها، والذهول شغل يورث حزنًا ونسياناف، والمرضعة هي التي في حال الإرضاع ملقمة ثديها وهي بخلاف المرضع بلا هاء فإنها التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، وخص بعض نحاة الكوفة أم الصبي رضعة بالهاء والمستأجرة رضع ويرده قول الشاعر:
كمرضعة أولاد أخرى وضيعت ** بني بطنها هذا الضلال عن القصد

والتعبير به هنا ليدل على شدة الأمر وتفاقم الهول، والظاهر أن ما موصولة والعائد محذوف أي عن الذي أرضعته، والتعبير بما لتأكيد الذهول وكون الطفل الرضيع بحيث لا يخطر ببالها أنه ماذا لأنها تعرف شيئيته لكن لا تدري من هو بخصوصه، وقيل مصدرية أي تذهل عن إرضاعها، والأول دل على شدة الهول وكمال الإنزعاج، والكلام على طريق التمثيل وأنه لو كان هناك مرضعة ورضيع لذهلت المرضعة عن رضيعها في حال إرضاعها إياه لشدة الهول وكذا ما بعد، وهذا ظاهر إذا كانت الزلزلة عند النفخة الثانية أو في يوم القيامة حين أمر آدم عليه السلام ببعث بعث النار وبعث الجنة ان لم نقل بأن كل أحد يحشر على حاله التي فارق فيها الدنيا فتحشر المرضعة مرضعة والحامل حاملة كما ورد في بعض الآثار، وأما إذا قلنا بذلك أو بكون الزلزلة في الدنيا فيجوز أن يكون الكلام على حقيقته، ولا يضر في كونه تمثيلًا أن الأمر إذ ذاك أشد وأعظم وأهول مما وصف واطم لشيوع ما ذكر في التهويل كما لا يخفي على المنصف النبيل.
وقرئ {تَذْهَلُ} من الاذهال مبنيًا للمفعول، وقرأ ابن أبي عبلة. واليماني {تَذْهَلُ} منه مبنيًا للفاعل و«كل» بالنصب أي يوم تذهل الزلزلة، وقيل: الساعة كل مرضعة {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} أي تلقى ذات جنين جنينها لغير تمام، وإنما لم يقل وتضع كل حاملة ما حملت على وزان ما تقدم لما أن ذلك ليس نصا في المراد وهو وضع الجنين بخلاف ما في النظم الجليل فإنه نص فيه لأن الحمل بالفتح ما يحمل في البطن من الولد، وإطلاقه على نحو الثمرة في الشجرة للتشبيه بحمل المرأة، وللتنصيص على ذلك من أول الأمر لم يقل وتضع كل حاملة حملها كذا قيل.
وتعقب بأن في دعوى تخصيص الحمل بما يحمل في البطن من الولد وان اطلاقه على نحو الثمرة في الشجرة للتشبيه بحثًا ففي البحر الحمل بالفتح ما كان في بطن أو على رأس شجرة.
وفي القاموس الحمل ما يحمل في البطن من الولد جمعه حمال وأحمال وحملت المرأة تحمل علقت ولا يقال حملت به أو قليل وهو حامل وحاملة، والحمل ثمر الشجر ويكسر أو الفتح لما بطن من ثمره والكسر لما ظهر أو الفتح لما كان في بطن أو على رأس شجرة والكسر لما على ظهر أو رأس أو ثمر الشجر بالكسر ما لم يكبر فإذا كبر فبالفتح جمعه احمال وحمول وحمال اه، وقيل: المتبادر وضع الجنين بأي عبارة كان التعبير إلا أن ذات حمل أبلغ في التهويل. من حامل أو حاملة لاشعاره بالصحبة المشعرة بالملازمة فيشعر الكلام بأن الحامل تضع إذ ذاك الجنين المستقر في بطنها المتمكن فيه هذا مع ما في الجمع بين ما يشعر بالمصاحبة وما يشعر بالمفارقة وهو الوضع من اللطف فتأمل فلمسلك الذهن اتساع.
{وَتَرَى الناس} بفتح التاء والراء على خطاب كل واحد من المخاطبين برئية الزلزلة والاختلاف بالجمعية والإفراد لما أن المرئي في الأول هي الزلزلة التي يشاهدها الجميع وفي الثاني حال من عدا المخاطب منهم فلابد من إفراد المخاطب على وجه يعم كل واحد منهم لكن من غير اعتبار اتصافه بتلك الحالة فإن المراد بيان تأثير الزلزلة في المرئي لا في الرائي باختلاف مشاعره لأن مداره حيثية رؤيته للزلزلة لا لغيرها كأنه قيل وتصير الناس سكارى إلخ، وإنما أوثر عليه ما في التنزيل للإيذان بكمال ظهور تلك الحال فيهم وبلوغها من الجلاء إلى حد لا يكاد يخفى على أحد قاله غير واحد.
وجوز بعضهم كون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والأول أبلغ في التهويل، والرؤية بصرية و{الناس} مفعولها، وقوله تعالى: {سكارى} حال منه أي يراهم كل واحد مشابهين للسكارى، وقوله تعالى: {وَمَا هُم بسكارى} أي حقيقة حال أيضًا لكنها مؤكدة والحال المؤكد تقترن بالواو لاسيما إذا كانت جملة اسمية. فلا يقال: إنه إذا كان معنى قوله تعالى: {تَرَى الناس سكارى} على التشبيه يكون {وَمَا هُم بسكارى} بالمعنى المذكور مستغنى عنه، ولا وجه لجعله حالًا مؤكدة لمكان الواو، وجوز أن يكون {تَرَى} عنى تظن فسكارى مفعول ثان، وحينئذٍ يجوز أن يكون الكلام على التشبيه والجملة الاسمية في موضع الحال المؤكدة؛ ويجوز أن يكون على الحقيقة فلا تأكيد هنا، وأمر إفراد الخطاب وما فيه من المبالغة بحاله، وأيًا ما كان فالمراد في قوله تعالى: {وَمَا هُم بسكارى} استمرار النفي، وأكد بزيادة الباء للتنبيه على أن ما هم فيه ليس من المعهود في شيء وإنما هو أمر لم يعهدوا قبله مثله، وأشير إلى سببه بقوله تعالى: {ولكن عَذَابَ الله شَدِيدٌ} أي إن شدة عذابه تعالى تجعلهم كما ترى، وهو استدراك على ما في الانتصاف راجع إلى قوله تعالى: {وَمَا هُم بسكارى} وزعم أبو حيان أنه استدراك عن مقدر كأنه قيل هذه أي الذهول والوضع ورؤية الناس سكارى أحوال هينة ولكن عذاب الله شديد وليس بهين وهو خلاف الظاهر جدًا.
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما {تَرَى} بضم التاء وكسر الراء أي ترى الزلزلة الخلق جميع الناس سكارى. وقرأ الزعفراني {تَرَى} بضم التاء وفتح الراء {الناس} بالرفع على إسناد الفعل المجهول إليه، والتأنيث على تأويل الجماعة. وقرأ أبو هريرة. وأبو زرعة. وابن جرير. وأبو نهيك كذلك إلا أنهم نصبوا {الناس} وترى على هذا متعد إلى ثلاثة مفاعيل كما في البحر؛ الأول: الضمير المستتر وهو نائب الفاعل، والثاني: {الناس} والثالث: {سكارى} وقرأ أبو هريرة. وابن نهيك {سكارى} بفتح السين في الموضعين وهو جمع تكسير. واحده سكران، وقال أبو حاتم: هي لغة تميم، وأخرج الطبراني. وغيره عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {سكارى} كعطشى في الموضعين، وكذلك روى أبو سعيد الخدري وهي قراءة عبد الله. وأصحابه. وحذيفة وبها قرأ الأخوان. وابن سعدان. ومسعود بن صالح، وتجمع الصفة على فعلى إذا كانت من الآفات والأمراض كقتلى وموتى وحمقى، ولكون السكر جاريًا مجرى ذلك لما فيه من تعطيل القوى والمشاعر جمع هذا الجمع فهو جمع سكران، وقال أبو علي الفارسي: يصح أن يكون جمع سكر كزمنى وزمن، وقد حكى سيبويه رجل سكر عنى سكران. وقرأ الحسن والأعرج. وأبو زرعة. وابن جبير والأعمش {سكارى} بضم السين فيهما، قال الزمخشري: وهو غريب، وقال أبو الفتح: هو اسم مفرد كالبشرى وبهذا أقتاني أبو علي وقد سألته عنه انتهى.
وإلى كونه اسمًا مفردًا ذهب أبو الفضل الرازي فقال: فعلى بضم الفاء من صفة الواحدة من الإناث لكنها لما جعلت من صفات الناس وهم جماعة أجريت الجماعة نزلة المؤنث الموحد، وعن أبي زرعة {سكارى} بفتح السين {بسكارى} بضمها، وعن ابن جبير {سكارى} بفتح السين من غير ألف {بسكارى} بالضم والألف كما في قراءة الجمهور، والخلاف في فعالى أهو جمع أو اسم جمع مشهور.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)}
{وَمِنَ الناس مَن يجادل فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ} نزلت كما أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله تعالى عنه في النضر بن الحرث وكان جدلًا يقول الملائكة عليهم السلام بنات الله سبحانه والقرآن أساطير الأولين ولا يقدر الله تعالى شأنه على إحياء من بلى وصار ترابًا، وقيل في أبي جهل، وقيل في أبي بن خلف وهي عامة في كل من تعاطى الجدل فيما يجوز وما لا يجوز على الله سبحانه من الصفات والأفعال ولا يرجع إلى علم ولا برهان ولا نصفة، وخصوص السبب لا يخرجها عن العموم، وكان ذكرها أثر بيان عظم شأن الساعة المنبئة عن البعث لبيان حال بعض المنكرين لها؛ ومحل الجار الرفع على الابتداء إما بحمله على المعنى أو بتقدير ما يتعلق به، و{بِغَيْرِ عِلْمٍ} في موضع الحال من ضمير {يجادل} لإيضاح ما تشعر به المجادلة من الجهل أي وبعض الناس أو بعض كائن من الناس من ينازع في شأن الله عز وجل ويقول ما لا خير فيه من الأباطيل ملابسًا الجهل {وَيَتَّبِعْ} فيما يتعاطاه من المجادلة أو في كل ما يأتي وما يذر من الأمور الباطلة التي من جملتها ذلك {كُلَّ شيطان مَّرِيدٍ} متجرد للفساد معرى من الخير من قولهم: شجرة مرداء لا ورق لها، ومنه قيل: رملة مرداء إذا لم تنبت شيئًا، ومنه الأمرد لتجرده عن الشعر، وقال الزجاج: أصل المريد والمارد المرتفع الأملس وفيه معنى التجرد والتعري، والمراد به إما إبليس وجنوده وإما رؤساء الكفرة الذين يدعون من دونهم إلى الكفر. وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما {وَيَتَّبِعْ} خفيفًا.

.تفسير الآية رقم (4):

{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)}
{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إلى عَذَابِ السعير} ضمير {عَلَيْهِ} للشيطان وكذا الضمير المنصوب في {تَوَلاَّهُ} والضمير في {فَإِنَّهُ} والضميران المستتران في {يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ} وضمير {أَنَّهُ} للشأن وباقي الضمائر لمن. واختلف في إعراب الآية فقيل إن {أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ} إلخ نائب فاعل {كتاب} والجملة في موضع الصفة الثانية لشيطان و{مِنْ} جزائية وجزاؤها محذوف و{فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} إلخ عطف على {أَنَّهُ} مع ما في حيزها وما يتصل بها أي كتب على الشيطان أن الشأن من تولاه أي اتخذه وليًا وتبعه يهلكه فإنه يضله عن طريق الجنة وثوابها ويهديه إلى طريق السعير وعذابها، والفاء لتفصيل الإهلاك كما في قوله تعالى: {فَتُوبُواْ إلى بَارِئِكُمْ فاقتلوا أَنفُسَكُمْ} [البقرة: 54] وعلى ذلك حمل الطيبي كلام الكشاف وهو وجه حسن إلا أن في كونه مراد الزمخشري خفاء، وقيل {مِنْ} موصولة مبتدأ وجملة {تَوَلاَّهُ} صلته والضمير المستتر عائده و{أَنَّهُ يُضِلُّهُ} في تأويل مصدر خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره محذوف والجملة خبر الموصول، ودخول الفاء في خبره على التشبيه بالشرط أي كتب عليه أن الشأن من تولاه فشأنه أو فحق أنه يضله إلخ. ويجوز أن تكون من شرطية والفاء جوابية وما بعدها مع المقدر جواب الشرط. وقيل ضمير {أَنَّهُ} للشيطان وهو اسم ان و{مِنْ} موصولة أو موصوفة والأول أظهر خبرها والضمير المستتر في {تَوَلاَّهُ} لبعض الناس والضمير البارز لمن والجملة صلة أو صفة، وقوله تعالى: {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} عطف على {أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ} والمعنى ويتبع كل شيطان كتب عليه أنه هو الذي اتخذه بعد الناس وليًا وأنه يضل من اتخذه وليًا فالأول كأنه توطئة للثاني أي يتبع شيطانًا مختصًا به مكتوبًا عليه أنه وليه وأنه مضله فهو لا يألو جهدًا في إضلاله، وهذا المعنى أبلغ من المعنى السابق على احتمال كون من جزائية لدلالته على أن لكل واحد من المجادلين واحدًا من مردة الشياطين، وارتضى هذا في الكشف وحمل عليه مراد صاحب الكشاف.
وعن بعض الفضلاء أن الضمير في {أَنَّهُ} للمجادل أي كتب على الشيطان أن المجادل من تولاه وقوله تعالى: {فَإِنَّهُ} إلخ عطف على {أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ} واعترض بأن اتصاف الشيطان بتولي المجادل إياه مقتضى المقام لا العكس وأنه لو جعلت من في {مَن تَوَلاَّهُ} موصولة كما هو الظاهر لزم أن لا يتولاه غير المجادل وهذا الحصر يفوت المبالغة.
وفي البحر الظاهر أن الضمير في {عَلَيْهِ} عائد على من لأنه المحدث عنه، وفي أنه وتولاه وفي فإنه عائد عليه أيضًا والفاعل بتولي ضمير من وكذا الهاء في يضله، ويجوز أن يكون الهاء في أنه على هذا الوجه ضمير الشأن والمعنى أن هذا المجادل لكثرة جداله بالباطل واتباعه الشيطان صار إمامًا في الضلال لمن يتولاه فشأنه أن يضل من يتولاه انتهى، وعليه تكون جملة كتب إلخ مستأنفة لا صفة لشيطان، والأظهر جعل ضمير {عَلَيْهِ} عائدًا على الشيطان وهو المروى عن قتادة، وأيًا ما كان فكتب عنى مضى وقدر ويجوز أن يكون على ظاهره، وفي الكشاف أن الكتبة عليه مثل أي كأنما كتب عليه ذلك لظهوره في حاله، ولا يخفى ما في {يَهْدِيهِ} من الاستعارة المثيلية التهكمية.
وقرئ {كتاب} مبنيًا للفاعل أي كتب الله. وقرئ {فَإِنَّهُ} بكسر الهمزة فالجملة خبر من أو جواب لها، وقرأ الأعمش. والجعفي عن أبي عمرو {أَنَّهُ فَإِنَّهُ} بكسر الهمزة فيهما ووجهه الكسر في الثانية ظاهر، وأما وجهه في الأولى فهو كما استظهر أبو حيان إسناد {كتاب} إلى الجملة إسنادًا لفظيًا أي كتب عليه هذا الكلام كما تقول كتبت إن الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان أو تقدير قول وجعل الجملة معمولة له أو تضمين الفعل معنى ذلك أي كتب عليه مقولًا في شأنه أنه من تولاه.