فصل: محمد صلى الله عليه وسلم يتنبأ بموت كسرى

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سيرة ابن هشام المسمى بـ «السيرة النبوية» **


 ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن

 مدة ملك الحبشة باليمن و ملوكهم

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فأقام وهرز والفرس باليمن ، فمن بقية ذلك الجيش من الفرس الأبناء الذين باليمن اليوم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وكان ملك الحبشة باليمن ، فيما بين أن دخلها أرياط إلى أن قتلت الفرس مسروق بن أبرهة وأُخرجت الحبشة ، اثنتين وسبعين سنة ، توارث ذلك منهم أربعة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أرياط ، ثم أبرهة ، ثم يكسوم بن أبرهة ، ثم مسروق بن أبرهة ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 أمراء الفرس باليمن

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ثم مات وهرز ، فأمر كسرى ابنه المرزبان بن وهرز على اليمن ، ثم مات المرزبان ، فأمَّر كسرى ابنه التينجان بن المرزبان على اليمن ، ثم مات التينجان ، فأمر كسرى ابن التينجان على اليمن ، ثم عزله وأمَّر باذان ؛ فلم يزل باذان عليها حتى بعث الله محمدا النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 محمد صلى الله عليه وسلم يتنبأ بموت كسرى

فبلغني عن الزهري أنه قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏

كتب كسرى إلى باذان ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة ، يزعم أنه نبي ، فسر إليه فاستنبه ، فإن تاب وإلا فابعث إلي برأسه ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فلما أتى باذانَ الكتابُ توقف لينظر ، وقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن كان نبيا فسيكون ما قال ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فقتل الله كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قُتل على يدي ابنه شيرويه ، وقال خالد بن حق الشيباني ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وكسرى إذ تقسمه بنوه * بأسياف كما اقتسم اللحام

تمخضت المنون له بيوم * أني و لكل حاملة تمام

 إسلام باذان

قال الزهري ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلامه وإسلام من معه من الفرس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فقالت الرسل من الفرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إلى من نحن يا رسول الله ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنتم منا وإلينا أهل البيت ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فبلغني عن الزهري أنه قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سلمان منا أهل البيت ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 بعثة النبي ، و نبوءة سطيح و شق

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فهوالذي عنى سطيح بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ نبى زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والذي عني شق بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ بل ينقطع برسول مرسل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 كتاب الحجر الذي وجد في اليمن

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان في حَجَر باليمن - فيما يزعمون - كتاب بالزبور كتب في الزمان الأول ‏ ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لحمير الأخيار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ للحبشة الأشرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لفارس الأحرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لقريش التجار ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

وذمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اليمن أو صنعاء ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ذمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بالفتح ، فيما أخبرني يونس ‏‏‏‏.‏‏‏‏

شعر الأعشى يذكر نبوءة شق وسطيح

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال الأعشى أعشى بني قيس بن ثعلبة في وقوع ما قال سطيح وصاحبه ‏‏‏‏:‏‏‏‏

ما نظرت ذات أشفار كنظرتها * حقا كما صدق الذئبي إذْ سجعا

وكانت العرب تقول لسطيح ‏‏‏‏:‏‏‏‏ الذئبي ، لأنه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 قصة ملك الحضر

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وحدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي عن جناد ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أو عن بعض علماء أهل الكوفة بالنسب ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنه يقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن النعمان بن المنذر من ولد ساطرون ملك الحضر ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والحضر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حصن عظيم كالمدينة ، كان على شاطئ الفرات ، وهو الذي ذكر عدي بن زيد في قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وأخو الحضر إذ بناه وإذ * د جلة تجبى إليه والخابور

شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور

لم يهبه ريب المنون فبان * ال ملك عنه فبابه مهجور

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

والذي ذكره أبو دواد الإيادي في قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وأرى الموت قد تدلى من الحضر * على رب أهله الساطرون

وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إنها لخلف الأحمر ، ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لحماد الراوية ‏‏‏‏.‏‏‏‏

سابور يستولي على الحضر ، وزواجه بنت ساطرون ، و ما وقع بينهما

وكان كسرى سابور ذو الأكتاف غزا ساطرون ملك الحضر ، فحصره سنتين ، فأشرفت بنت ساطرون يوما ، فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج ، وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ، وكان جميلا ، فدست إليه ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أتتزوجني إن فتحت لك باب الحضر ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ نعم ؛ فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر ، وكان لا يبيت إلا سكران ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فأخذت مفاتيح باب الحضر من تحت رأسه ، فبعثت بها مع مولى لها ، ففتح الباب ، فدخل سابور ، فقتل ساطرون ، واستياح الحضر وخربه ، وسار بها معه فتزوجها ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبينا هي ‏‏نائمة على فراشها ليلا إذْ جعلت تتململ لا تنام ، فدعا لها بشمع ، ففتش فراشها ، فوجد عليه ورقة آس ؛ فقال لها سابور ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أهذا الذي أسهرك ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ نعم ، قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فما كان أبوك يصنع بك ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ كان يفرش لي الديباج ، ويلبسني الحرير ، ويطعمني المخ ، ويسقين الخمر ؛ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أفكان جزاء أبيك ما صنعت به ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ أنت إلي بذلك أسرع ؛ ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس ، ثم ركض الفرس حتى قتلها ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قول أعشى قيس في قصة الحضر

ففيه يقول أعشى بني قيس بن ثعلبة ‏‏‏‏:‏‏‏‏

ألم تر للحضر إذ أهله * بنعمى وهل خالد من نعم

أقام به شاهبور الجنو د * حولين تضرب فيه القدم

فلما دعا ربه دعوة * أناب إليه فلم ينتقم

وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قول عدي بن زيد

وقال عدي بن زيد في ذلك ‏‏‏‏:‏‏‏‏

والحضر صابت عليه داهية * من فوقه أيد مناكبها

ربية لم توق والدها * لحينها إذ أضاع راقبها ‏

إذ غبقته صهباء صافية * والخمر وهل يهيم شاربها

فأسلمت أهلها بليلتها * تظن أن الرئيس خاطبها

فكان حظ العروس إذ جشر الصبح * دماء تجري سبائبها

وخرب الحضر واستبيح وقد * أُحرق في خدرها مشاجبها

وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 ذكر ولد نزار بن معد

أولاده في رأي ابن إسحاق و ابن هشام

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فولد نزار بن معد ثلاثة نفر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ مضر بن نزار ، وربيعة ابن نزار ، وأنمار بن نزار ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وإياد بن نزار ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال الحارس بن دوس الإيادي ، ويروى لأبي داود الإيادي ، واسمه جارية بن الحجاج ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وفتوّ حسن أوجههم * من إياد بن نزار بن معد

وهذا البيت في أبيات له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

فأم مضر وإياد ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سودة بنت عك بن عدنان ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وأم ربيعة وأنمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ شُقيقة بنت عك بن عدنان ، ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ جمعة بنت عك بن عدنان ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 أولاد أنمار

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فأنمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أبو خثعم وبجيلة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال جرير بن عبدالله البجلي وكان سيد بجيلة ، وهو الذي يقول له القائل ‏‏‏‏:‏‏‏‏

لولا جرير هلكت بجيله * نعم الفتى وبئست القبيلهْ

وهو ينافر الفرافصة الكلبي إلى الأقرع بن حابس التميمي بن عقال بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ‏‏‏‏:‏‏‏‏

يا أقرع بن حابس يا أقرع * إنك إن تصرع أخاك تصرع

و قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏

ابْنيَ نزار انصرا أخاكما * إن أبي وجدته أباكما

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فهوالذي عنى سطيح بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ نبى زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والذي عني شق بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ بل ينقطع برسول مرسل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

لن يُغلب اليوم أخ والأكما *

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان في حَجَر باليمن - فيما يزعمون - كتاب بالزبور كتب في الزمان الأول ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لحمير الأخيار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ للحبشة الأشرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لفارس الأحرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لقريش التجار ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

وقد تيامنت فلحقت باليمن ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قالت اليمن ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وبجيلة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنمار بن إراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إراش بن عمرو بن لحيان بن الغوث ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ودار بجيلة وخثعم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يمانية ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 ولدا مضر

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فولد مضر بن نزار رجلين ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إلياس بن مضر ، وعيلان بن مضر‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وأمهما جرهمية ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 أولاد إلياس

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فولد إلياس بن مضر ثلاثة نفر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ مدركة بن إلياس ، وطابخة بن إلياس ، وقمعة بن إلياس ، وأمهم خندف ، امرأة من اليمن ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 شئ عن خندف و أولادها

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان اسم مدركة عامرا ، واسم طابخة عمرا ؛ وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها ، فاقتنصا صيدا فقعدا عليه يطبخانه ، وعدت عادية على إبلهما ، فقال عامر لعمرو ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقال عمرو ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بل أطبخ ، فلحق عامر بالإبل فجاء بها ، فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما ، فقال لعامر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنت مدركة ؛ وقال لعمرو ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وأنت طابخة ‏‏و خرجت أمهم لما بلغها الخبر ، و هي مسرعة ، فقال لها ‏‏‏‏:‏‏‏‏ تخندفين ، فسميت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خندف ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

شاده مرمرا وجلله كلسا فللطير في ذراه وكور *

وأما قمعة فيزعم نساب مضر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أن خزاعة من ولد عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس ‏‏‏‏.‏‏‏‏

حديث عمرو بن لحي وذكر أصنام العرب

 عمرو بن لحي يجر قصبه في النار

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏

حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار ، فسألته عمن بيني وبينه من الناس ، فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هلكوا ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة - قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ واسم أبي هريرة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عبدالله بن عامر ، ويقال اسمه عبدالرحمن بن صخر - يقول ‏‏‏‏:‏‏‏‏

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يا أكثم ، رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ، ولا بك منه ، فقال أكثم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لا ، إنك مؤمن وهو كافر ، إنه كان أول من غير دين إسماعيل ، فنصب الأوثان ، وبحر البحيرة ، وسيب السائبة ، ووصل الوصيلة ، وحمى الحامي ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 أصل عبادة الأصنام في أرض العرب

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حدثني بعض أهل العلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏

أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره ، فلما قدم مآب من أرض البلقاء ، وبها يومئذ العماليق - وهم ولد عملاق ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح - رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالوا له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هذه أصنام نعبدها ، فنستمطرها فُتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ؛ فقال لهم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أفلا تعطونني منها صنما ، فأسير به إلى أرض العرب ، فيعبدوه ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فأعطوه صنما يقال له هُبَل ، فقدم به مكة ، فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

 سبب عبادة الأصنام

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل ، أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم ، حين ضاقت عليهم ، والتمسوا الفسح في البلاد ، إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم ، فحيثما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة ، حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة ، وأعجبهم ؛ حتى خلف الخلوف ، ونسوا ما كانوا عليه ، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ، فعبدوا الأوثان ، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات ؛ وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها ، من تعظيم البيت ، والطواف به ، والحج والعمرة ، والوقوف على عرفة والمزدلفة ، وهدي البدن ، والإهلال بالحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

فكانت كنانة وقريش إذا أهلوا قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك ، تملكه وما ملك ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏فيوحدونه بالتلبية ، ثم يدخلون معه أصنامهم ، ويجعلون ملكها بيده ‏‏‏‏.‏‏‏‏

يقول الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏أي ما يوحدونني لمعرفة حقي إلا جعلوا معي شريكا من خلقي ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 أصنام قوم نوح

وقد كانت لقوم نوح أصنام قد عكفوا عليها ، قص الله تبارك وتعالى خبرها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ وقالوا لا تذرن آلهتكم ، ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ، وقد أضلوا كثيرا ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

 القبائل العربية وأصنامها ، و شئ عنها

فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسموا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، اتخذوا سواعا ، فكان لهم بُرهاط ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وكلب بن وبرة من قضاعة ، اتخذوا ودا بدومة الجندل ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال كعب بن مالك الأنصاري ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وننسى اللات والعزى * ونسلبها القلائد والشنوفا

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله ‏‏‏‏.‏‏‏‏

رأي ابن هشام في نسب كلب بن وبرة

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 عباد يغوث

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وأنعم من طيىء ، وأهل جرش من مذحج اتخذوا يغوث بجرش ‏‏‏‏.‏‏‏‏

رأي ابن هشام في أنعم ، و في نسب طيئ

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنعم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وطيىء ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ابن أدد بن مالك ، ومالك ‏‏‏‏:‏‏‏‏ مذحج بن أدد ، ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ طيىء بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 عباد يعوق

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وخَيوان بطن من همدان ، اتخذوا يعوق بأرض همدان من أرض اليمن ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال مالك بن نمط الهمداني ‏‏‏‏:‏‏‏‏

يريش الله في الدنيا ويبرى * ولا يبري يعوق ولا يريش

وهذا البيت في أبيات له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 همدان و نسبه

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اسم همدان ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أوسلة بن زيد بن أوسلة بن الخيار ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 عباد نسر

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وذو الكلاع من حمير ، اتخذوا نسرا بأرض حمير ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 عباد عميانس

وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان ، يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسما بينه وبين الله بزعمهم ، فما دخل في حق عميانس من حق الله تعالى الذي سموه له تركوه له ، وما دخل في حق الله تعالى من حق عميانس ردوه عليه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

وهم بطن من خولان ، يقال لهم الأديم ، وفيهم أنزل الله تبارك وتعالى فيما يذكرون ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ، فقالوا هذا لله بزعمهم ، وهذا لشركائنا ، فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ، وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ، ساء ما يحكمون ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 نسب خولان

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ؛ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خولان بن عمرو بن مرة بن أدد بن زيد بن مهسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 عباد سعد

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان لبني ملكان بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر صنم ، يقال له سعد ، صخرة ‏‏بفلاة من أرضهم طويلة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فأقبل رجل من بني ملكان بإبل له مؤبلة ليقفها عليه ، التماس بركته ، فيما يزعم ؛ فلما رأته الإبل ، وكانت مرعية لا تركب ، وكان يُهراق عليه الدماء ، نفرت منه ، فذهبت في كل وجه ، وغضب ربها الملكاني ، فأخذ حجرا فرماه به ، ثم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لا بارك الله فيك ، نفرت علي إبلي ، ثم خرج في طلبها حتى جمعها ، فلما اجتمعت له قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏

أتينا إلى سعد ليجمع شملنا * فشتتنا سعد فلا نحن من سعد

وهل سعد إلا صخرة بتنوفة * من الأرض لا تدعو لغي ولا رشد

 دوس وصنمهم

وكان في دوس صنم لعمرو بن حمُمة الدوسي ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سأذكر حديثه في موضعه إن شاء الله ‏‏‏‏.‏‏‏‏

نسب دوس

و دوس ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ابن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ دوس ابن عبدالله بن زهران بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 عباد هبل

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكانت قريش قد اتخذت صنما على بئر في جوف الكعبة يقال له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هبل ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سأذكر حديثه إن شاء الله في موضعه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 إساف ونائلة

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ واتخذوا إسافا ونائلة ، على موضع زمزم ينحرون عندهما ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وكان إساف ونائلة رجلا وامرأة من جرهم - هو إساف بن بغي ، ونائلة بنت ديك - فوقع إساف على نائلة في الكعبة ، فمسخهما الله حجرين ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 حديث عائشة عن إساف ونائلة

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة بنت عبدالرحمن بن سعد بن زرارة أنها قالت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سمعت عائشة رضي الله عنها تقول ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم ، أحدثا في الكعبة ، فمسخمها الله تعالى حجرين ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والله أعلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال أبو طالب ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم * بمفضى السيول من إساف ونائل

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

 فعل العرب مع أصنامهم

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه ، فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب ، فكان ذلك أخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره ، وإذا قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله ‏‏‏‏.‏‏‏‏

فلما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد ، قالت قريش ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أجعل الآلهة إلها واحدا ، إن هذا لشيء عجاب ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 الطواغيت

وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت ، وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة ، لها سدنة وحجاب ، وتهُدى لها كما تهدى للكعبة ، وتطوف بها كطوافها بها ، وتنحر عندها ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وهي تعرف فضل الكعبة عليها ، لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 العزى وسدنتها وحجابها

فكانت لقريش وبني كنانة العزى بنخلة ، وكان سدنتها وحجابها بنو شيبان ، من سليم ، حلفاء بني هاشم ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حلفاء بني أبي طالب خاصة ؛ وسليم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سليم بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فقال شاعر من العرب ‏‏‏‏:‏‏‏‏

لقد أُنكحت أسماء رأس بقيرة * من الأدم أهداها امرؤ من بني غنمِ

رأى قدعا في عينها إذ يسوقها * إلى غبغب العزى فوسَّع في القسم

وكذلك كانوا يصنعون إذا نحروا هديا قسموه فيمن حضرهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والغبغب ‏‏‏‏:‏‏‏‏ المنحر ومهراق الدماء ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذان البيتان لأبي خراش الهذلي ، واسمه ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خويلد بن مرة في أبيات له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

من هم السدنة

والسدنة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ الذين يقومون بأمر الكعبة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال رؤبة بن العجاج ‏‏‏‏:‏‏‏‏

فلا ورب الآمنات القطن * يعمرن أمنا بالحرام المأمن

بمحبس الهدي وبيت المسدن *

وهذا البيتان في أرجوزة له ، وسأذكرها حديثها إن شاء الله تعالى في موضعه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 اللات وسدنتها

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكانت اللات لثقيف بالطائف ، وكان سدنتها وحجاجها بنو معتب من ثقيف ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وسأذكر حديثها إن شاء الله تعالى في موضعه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 مناة وسدنتها

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكانت مناة للأوس والخزرج ، ومن دان بدينهم من أهل يثرب ، على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال الكميت بن زيد أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركة ‏‏‏‏:‏‏‏‏

وقد آلت قبائل لا تولي * مناة ظهورها متحرفينا

وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 هدم مناة

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أبا سفيان بن حرب فهدمها ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ علي بن أبي طالب ‏‏‏‏.‏‏

ذو الخلصة وسدنته وهدمه

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة ، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ذو الخلصة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال رجل من العرب ‏‏‏‏:‏‏‏‏

لو كنت يا ذا الخلص الموتورا * مثلي وكان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العداة زورا *

قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان أبوه قتل ، فأراد الطلب بثأره ، فأتى ذا الخلصة ، فاستقسم عنده بالأزلام ، فخرج السهم بنهيه عن ذلك ، فقال هذه الأبيات ‏‏‏‏.‏‏‏‏ومن الناس من ينحلها امرأ القيس بن حجر الكندي ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبدالله البجلي فهدمه ‏‏‏‏.‏‏‏‏

 فلس و سدنته و هدمه

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكانت فلس لطيىء ومن يليها بجبلَيْ طيىء ، يعني سلمى وأجأ ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليها علي بن أبي طالب فهدمها ، فوجد فيها سيفين ، يقال لأحدهما ‏‏‏‏:‏‏‏‏ الرسوب ، وللآخر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ المخذم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبهما له ، فهما سيفا علي رضي الله عنه ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

 رئام

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ رئام ‏‏‏‏.‏‏‏‏

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قد ذكرت حديثه فيما مضى ‏‏‏‏.‏‏‏‏

رضاء وسدنته وهدمه

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكانت رضاء بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، ولها يقول المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد حين هدمها في الإسلام ‏‏‏‏:‏‏‏‏

ولقد شددت على رضاء شدة * فتركتها قفرا بقاع أسحما

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏

فتركتها قفرا بقاع أسحما

عن رجل من بني سعد ‏‏‏‏.‏‏‏‏

عُمُر المستوغر

ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن المتسوغر عُمِّر ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة ، وكان أطول مضر كلها عمرا ، وهو الذي يقول ‏‏‏‏:‏‏‏‏

ولقد سئمت من الحياة وطولها * وعمرت من عدد السنين مئينا

مائة حدتها بعدها مئتان لي * وازددت من عدد الشهور سنينا

هل ما بقي إلا كما قد فاتنا * يوم يمر و ليلة تحدونا

وبعض الناس يروي هذه الأبيات لزهير بن جناب الكلبي ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ‏‏

 ذو الكعبات وسدنته

قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب ابني وائل وإياد بسنداد ، وله يقول أعشى بني قيس بن ثعلبة ‏‏‏‏:‏‏‏‏

بين الخورنق والسدير وبارق * والبيت ذي الكعبات من سنداد

قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذا البيت للأسود بن يعفر النهشلي ‏‏‏‏.‏‏‏‏ نهشل بن دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وأنشدنيه أبو محرز خلف الأحمر ‏‏‏‏:‏‏‏‏

أهل الخورنق والسدير وبارق * والبيت ذي الشرفات من سنداد