فصل: جماع أَبْوَابِ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صحيح ابن خزيمة المسمى بـ «المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم» ***


جماع أَبْوَابِ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ

‏(‏21‏)‏ بَابُ إِيجَابِ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ مِثْلَ اللَّفْظَةِ الَّتِي ذَكَرْتُ قَبْلُ، أَنَّ الْأَمْرَ إِذَا كَانَ لِعِلَّةٍ

فَمَتَى كَانَتِ الْعِلَّةُ قَائِمَةً كَانَ الْأَمْرُ وَاجِبًا إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا قَالَ‏:‏ ‏"‏ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ‏"‏، لِعِلَّةٍ‏:‏ أَيْ أَنَّ الِاحْتِلَامَ بُلُوغٌ، فَمَتَى كَانَ الْبُلُوغُ- وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ احْتِلَامٍ- فَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى الْبَالِغِ، وَلَوْ كَانَ الْحُكْمُ بِالنَّظِيرِ وَالشَّبِيهِ غَيْرَ جَائِزٍ عَلَى مَا زَعَمَ بَعْضُ مَنْ خَالَفَنَا فِي هَذَا لَكَانَ مَنْ بَلَغَ مِنَ السِّنِّ مَا بَلَغَ، وَشَاخَ، وَلَمْ يَحْتَلِمْ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَنِ احْتَلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهَذَا لَا يَقُولُهُ مَنْ يَعْقِلُ أَحْكَامَ اللَّهِ وَدِينَهُ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَا‏:‏ ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ‏:‏ رِوَايَةً- وَقَالَ سَعِيدٌ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ‏,‏ وَمُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ قَالَا‏:‏ ثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ وَهُوَ الْفَرْوِيِّ ‏,‏ ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ‏,‏ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ‏,‏ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ‏(‏ح‏)‏‏.‏

وَثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ ? مَرَّةً قَالَ‏:‏ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلْقَمَةَ ‏,‏ نَا يُونُسُ ‏,‏ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ‏,‏ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ‏.‏

‏(‏22‏)‏ بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ‏:‏ وَاجِبٌ أَيْ وَاجِبٌ عَلَى الْبُطْلَانِ لَا وُجُوبُ فَرْضٍ لَا يُجْزِئُ غَيْرُهُ، عَلَى أَنَّ فِي الْخَبَرِ أَيْضًا اخْتِصَارَ كَلَامٍ سَأُبَيِّنُهُ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا أَبِي ‏,‏ وَشُعَيْبٌ قَالَا‏:‏ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ ‏,‏ عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ وَهُوَ سَعِيدٌ ‏,‏ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ أَخْبَرَهُ‏,‏ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ إِنَّ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ‏,‏ وَالسِّوَاكَ ‏,‏ وَأَنْ يَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ ‏,‏ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْبَصْرِيِّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ‏,‏ وَيَمَسُّ طِيبًا إِنْ كَانَ عِنْدَهُ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا أَبُو يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ‏"‏ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ‏,‏ وَأَنْ يَسْتَنَّ‏,‏ وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ قَالَ عَمْرٌو‏:‏ أَمَّا الْغُسْلُ فَأَشْهَدُ أَنَّهُ وَاجِبٌ‏,‏ وَأَمَّا الِاسْتِنَانُ فَاللَّهُ أَعْلَمُ‏:‏ أَوَاجِبٌ هُوَ أَمْ لَا‏,‏ وَلَكِنْ هَكَذَا حَدَّثَ

وَقَدْ رَوَى زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَطَّارُ فَارِسِيُّ الْأَصْلِ سَكَنَ الْفُسْطَاطَ، نَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ‏,‏ نَا زُهَيْرٌ‏.‏

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ لَسْتُ أُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ مِنْ جَابِرٍ ذِكْرَ إِيجَابِ الْغُسْلِ عَلَى الْمُحْتَلِمِ دُونَ التَّطَيُّبِ‏,‏ وَدُونَ الِاسْتِنَانِ‏.‏

وَرَوَى عَنْ أَخِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ‏,‏ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ ‏,‏ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ‏,‏ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيجَابَ الْغُسْلِ‏,‏ وَإِمْسَاسَ الطِّيبِ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ؛ لِأَنَّ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ، قَدْ رَوَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ‏,‏ عَنْ جَابِرٍ ‏,‏ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ غُسْلُ يَوْمٍ‏,‏ وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَاهُ بُنْدَارٌ ‏,‏ ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، وَثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ، ثَنَا بِشْرٌ- يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ-، ثَنَا دَاوُدُ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا بُنْدَارٌ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ دَاوُدَ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ فَفِي هَذَا الْخَبَرِ قَدْ قَرَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّوَاكَ وَإِمْسَاسَ الطِّيبِ إِلَى الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏,‏ فَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُنَّ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ‏,‏ وَالسِّوَاكُ تَطْهِيرٌ لِلْفَمِ‏,‏ وَالطِّيبُ مُطَيِّبٌ لِلْبَدَنِ‏,‏ وَإِذْهَابًا لِلرِّيحِ الْمَكْرُوهَةِ عَنِ الْبَدَنِ‏,‏ وَلَمْ نَسْمَعْ مُسْلِمًا زَعَمَ أَنَّ السِّوَاكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَا إِمْسَاسَ الطِّيبِ فَرْضٌ‏,‏ وَالْغَسْلُ أَيْضًا مِثْلُهُمَا‏,‏ وَيُسْتَدَلُّ فِي الْأَبْوَابِ الْأُخَرِ بِدَلَائِلَ غَيْرِ مُشْكِلَةٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنَّ غُسْلَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَيْسَ بِفَرْضٍ‏,‏ لَا يُجْزِئُ غَيْرُهُ‏.‏

‏(‏23‏)‏ بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، وَالدَّلِيلِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَمَرَ بِغُسْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَنْ أَتَاهَا دُونَ مَنْ لَمْ يَأْتِ الْجُمُعَةَ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ الْيَمَامِيُّ، ثَنَا بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ بَكْرٍ، نَا الْأَوْزَاعِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ‏,‏ فَعَرَّضَ بِهِ‏,‏ فَقَالَ‏:‏ مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ النِّدَاءِ‏؟‏ قَالَ عُثْمَانُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا زِدْتُ حِينَ سَمِعْتُ النِّدَاءَ أَنْ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ أَقْبَلْتُ‏,‏ قَالَ‏:‏ الْوُضُوءُ أَيْضًا‏؟‏ أَوَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ ‏"‏‏؟‏‏.‏ فِي خَبَرِ الْوَلِيدِ‏:‏ يَخْطُبُ النَّاسَ‏.‏ وَلَمْ يَقُلْ‏:‏ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏.‏

‏(‏24‏)‏ بَابُ أَمْرِ الْخَاطِبِ بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُطْبَةَ لَيْسَتْ بِصَلَاةٍ كَمَا تَوَهَّمَ بَعْضُ النَّاسِ، إِذِ الْخُطْبَةُ لَوْ كَانَتْ صَلَاةً مَا جَازَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِيهَا مَا لَا يَجُوزُ مِنَ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ سَالِمًا يُخْبِرُ‏,‏ عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏,‏ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏,‏ عَنِ الزُّهْرِيِّ ‏,‏ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏,‏ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ، نَا الْفُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، نَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ‏:‏ ‏"‏ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَغْتَسِلْ‏.‏

‏(‏25‏)‏ بَابُ أَمْرِ النِّسَاءِ بِالْغُسْلِ لِشُهُودِ الْجُمُعَةِ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ أَيْضًا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي ذَكَرْتُ أَنَّهُ مُفَسِّرٌ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي فِي خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ، وَبَيَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْغُسْلِ مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ دُونَ مَنْ حُبِسَ عَنْهَا‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَلْيَغْتَسِلْ ‏,‏ وَمَنْ لَمْ يَأْتِهَا فَلَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ هَذَا حَدِيثُ ابْنِ رَافِعٍ‏.‏

‏(‏26‏)‏ بَابُ ذِكْرِ عِلَّةِ ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ بِالْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ‏.‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ‏:‏ ‏"‏ كَانَ النَّاسُ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ‏,‏ فَكَانُوا يَرُوحُونَ إِلَى الْجُمُعَةِ كَهَيْئَتِهِمْ‏,‏ فَقِيلَ لَهُمْ‏:‏ لَوِ اغْتَسَلْتُمْ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، ثَنَا عَمِّي قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ ‏,‏ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ‏,‏ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْعَوَالِي‏,‏ فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ‏,‏ وَيُصِيبَهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ ‏,‏ فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الرِّيحُ‏,‏ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي‏,‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ ‏,‏ عَنْ عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ ‏,‏ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَتَيَاهُ فَسَأَلَاهُ عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏:‏ أَوَاجِبٌ هُوَ‏؟‏ فَقَالَ لَهُمَا ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ مَنِ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَحْسَنُ وَأَطْهَرُ‏,‏ وَسَأُخْبِرُكُمْ لِمَاذَا بَدَأَ الْغُسْلُ‏:‏ كَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجِينَ‏,‏ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ‏,‏ وَيَسْقُونَ النَّخْلَ عَلَى ظُهُورِهِمْ‏,‏ وَكَانَ الْمَسْجِدُ ضَيِّقًا‏,‏ مُقَارِبَ السَّقْفِ‏,‏ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ‏,‏ وَمِنْبَرُهُ قَصِيرٌ‏,‏ إِنَّمَا هُوَ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ‏,‏ فَخَطَبَ النَّاسَ‏,‏ فَعَرِقَ النَّاسُ بِالصُّوفِ‏,‏ فَثَارَتْ أَرْوَاحُهُمْ رِيحَ الْعَرَقِ وَالصُّوفِ حَتَّى كَانَ يُؤْذِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا‏,‏ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْوَاحُهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ‏,‏ فَقَالَ‏:‏ ‏"‏ أَيُّهَا النَّاسُ‏,‏ إِذَا كَانَ هَذَا الْيَوْمُ فَاغْتَسِلُوا‏,‏ وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ أَطْيَبَ مَا يَجِدُ مِنْ طِيبِهِ أَوْ دُهْنِهِ‏.‏

‏(‏27‏)‏ بَابُ ذِكْرِ دَلِيلٍ أَنَّ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَضِيلَةٌ لَا فَرِيضَةٌ‏.‏

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَسَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَا‏:‏ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ‏,‏ قَالَ يَعْقُوبُ‏:‏ ثَنَا الْأَعْمَشُ، وَقَالَ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ? عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَدَنَا وَأَنْصَتَ ‏,‏ وَاسْتَمَعَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ‏,‏ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَا فَقَدْ لَغَا

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ- يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ-، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ‏,‏ وَمَنِ اغْتَسَلَ فَذَاكَ أَفْضَلُ‏.‏

‏(‏28‏)‏ بَابُ ذِكْرِ فَضِيلَةِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا ابْتَكَرَ الْمُغْتَسِلُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَدَنَا، وَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ‏.‏

1758- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ، وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ‏,‏ وَابْنُ الضُّرَيْسِ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَقَالَ عَبْدَةُ‏:‏ أَنْبَأَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ ‏,‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏:‏ ‏"‏ مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ‏,‏ وَغَدَا وَابْتَكَرَ‏,‏ فَدَنَا وَأَنْصَتَ‏,‏ وَلَمْ يَلْغُ‏,‏ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَأَجْرِ سَنَةٍ‏:‏ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا لَمْ يَقُلْ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ‏:‏ وَذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏.‏ وَقَالَ‏:‏ ‏"‏ مَنْ غَسَلَ ‏"‏ بِالتَّخْفِيفِ‏.‏ وَقَالَ ابْنُ الضُّرَيْسِ‏:‏ ‏"‏ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مَنْ قَالَ فِي الْخَبَرِ‏:‏ ‏"‏ مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ ‏"‏ ‏,‏ فَمَعْنَاهُ‏:‏ جَامَعَ فَأَوْجَبَ الْغُسْلَ عَلَى زَوْجَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ وَاغْتَسَلَ‏,‏ وَمَنْ قَالَ‏:‏ ‏"‏ غَسَلَ وَاغْتَسَلَ ‏"‏ ‏,‏ أَرَادَ‏:‏ غَسَلَ رَأْسَهُ‏,‏ وَاغْتَسَلَ‏,‏ فَغَسَلَ سَائِرَ الْجَسَدِ‏.‏ كَخَبَرِ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ زَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏,‏ وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا‏,‏ وَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ ‏"‏ ? قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ أَمَّا الطِّيبُ فَلَا أَدْرِي‏,‏ وَأَمَّا الْغُسْلُ‏,‏ فَنَعَمْ‏.‏

‏(‏29‏)‏ بَابُ ذِكْرِ بَعْضِ فَضَائِلِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَنَّ الْمُغْتَسَلَ لَا يَزَالُ طَاهِرًا إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ الْحِنَّاءِ أَبُو الْحُسَيْنِ ‏,‏ ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ‏:‏ دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو قَتَادَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أَغْتَسِلُ‏,‏ قَالَ‏:‏ غُسْلُكَ هَذَا مِنْ جَنَابَةٍ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَأَعِدْ غُسْلًا آخَرَ‏,‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَمْ يَزَلْ طَاهِرًا إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ‏,‏ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ هَارُونَ‏.‏

جماع أَبْوَابِ الطِّيبِ وَالتَّسَوُّكِ وَاللُّبْسِ لِلْجُمُعَةِ

‏(‏30‏)‏ بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّطَيُّبِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ مِنَ الْحُقُوقِ عَلَى الْمُسْلِمِ التَّطَيُّبُ إِذَا كَانَ وَاجِدًا لَهُ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، ثَنَا رَوْحٌ، ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ‏,‏ عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ‏"‏ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ‏,‏ وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَهُ‏.‏

‏(‏31‏)‏ بَابُ فَضِيلَةِ التَّطَيُّبِ، وَالتَّسَوُّكِ، وَلُبْسِ أَحْسَنَ مَا يَجِدُ الْمَرْءُ مِنَ الثِّيَابِ بَعْدَ الِاغْتِسَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَتَرْكِ تَخَطِّي رِقَابِ النَّاسِ، وَالتَّطَوُّعِ بِالصَّلَاةِ بِمَا قَضَى اللَّهُ لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَطَوَّعَ بِهَا قَبْلَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِنْصَاتِ عِنْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ حَتَّى تُقْضَى الصَّلَاةُ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ‏,‏ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ قَالَا‏:‏ سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاسْتَنَّ وَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ‏,‏ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ‏,‏ ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ‏,‏ وَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ‏,‏ ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْكَعَ‏,‏ ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةً‏,‏ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا‏.‏

‏(‏32‏)‏ بَابُ فَضِيلَةِ الِادِّهَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالتَّجْمِيعِ بَيْنَ الِادِّهَانِ وَبَيْنَ التَّطَيُّبِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا شُعَيْبٌ، نَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْغُسْلَ ‏,‏ ثُمَّ لَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ‏,‏ ثُمَّ مَسَّ مِنْ دُهْنِ بَيْتِهِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ‏,‏ أَوْ مِنْ طِيبِهِ‏,‏ ثُمَّ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ قَبْلَهَا قَالَ سَعِيدٌ‏:‏ فَذَكَرْتُهَا لِعُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ‏:‏ صَدَقَ‏,‏ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا بُنْدَارٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ قَالَ لَنَا بُنْدَارٌ‏:‏ أَحْفَظُهُ مِنْ فِيهِ‏,‏ وَعَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا عِنْدِي وَهْمٌ‏,‏ وَالصَّحِيحُ‏:‏ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ‏.‏

‏(‏33‏)‏ بَابُ اسْتِحْبَابِ اتِّخَاذِ الْمَرْءِ فِي الْجُمُعَةِ ثِيَابًا سِوَى ثَوْبَيِ الْمِهْنَةِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏,‏ فَرَأَى عَلَيْهِمْ ثِيَابَ النِّمَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ‏؟‏‏.‏

‏(‏34‏)‏ بَابُ اسْتِحْبَابِ لُبْسِ الْجُبَّةِ فِي الْجُمُعَةِ إِنْ كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، ثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ ‏"‏ كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ يَلْبَسُهَا فِي الْعِيدَيْنِ، وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ‏.‏

جماع أَبْوَابِ التَّهْجِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَالْمَشْيِ إِلَيْهَا

‏(‏35‏)‏ بَابُ فَضْلِ التَّبْكِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ مُغْتَسِلًا، وَالدُّنُوِّ مِنَ الْإِمَامِ، وَالِاسْتِمَاعِ، وَالْإِنْصَاتِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا أَبُو مُوسَى، نَا أَبُو أَحْمَدَ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ‏:‏ ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ‏,‏ ثُمَّ غَدَا وَابْتَكَرَ‏,‏ وَجَلَسَ مِنَ الْإِمَامِ قَرِيبًا‏,‏ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ أَجْرُ سَنَةٍ‏,‏ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا

هَذَا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى‏.‏ وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ‏:‏ ‏"‏ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا‏.‏

‏(‏36‏)‏ بَابُ تَمْثِيلِ الْمُهَجِّرِينَ إِلَى الْجُمُعَةِ فِي الْفَضْلِ بِالْمُهْدِينَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَقَ بِالتَّهْجِيرِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ إِبْطَائِهِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ أَبُو هَاشِمٍ، نَا مُبَشِّرٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ الْمُسْتَعْجِلُ إِلَى الصَّلَاةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً ‏,‏ وَالَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً‏,‏ وَالَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي شَاةً‏,‏ وَالَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي طَيْرًا‏.‏

‏(‏37‏)‏ بَابُ ذِكْرِ جُلُوسِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِكِتَابَةِ الْمُهَجِّرِينَ إِلَيْهَا عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَوَقْتِ طَيِّهِمْ لِلصُّحُفِ لِاسْتِمَاعِ الْخُطْبَةِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثَنَا سُفْيَانُ، نَا الزُّهْرِيُّ، وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمُ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ‏,‏ فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ‏:‏ ‏"‏ فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوَا الصُّحُفَ وَقَالَا جَمِيعًا‏:‏ ‏"‏ وَاسْتَمَعُوا الْخُطْبَةَ‏,‏ فَالْمُهَجِّرُ إِلَى الصَّلَاةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً‏,‏ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي بَقَرَةً‏,‏ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي كَبْشًا ‏"‏ حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ‏.‏ وَقَالَ الْمَخْزُومِيُّ‏:‏ ‏"‏ كَمُهْدِي الْبَقَرَةِ ‏"‏ ‏,‏ وَقَالَ‏:‏ ‏"‏ كَمُهْدِي الْكَبْشِ‏.‏

‏(‏38‏)‏ بَابُ ذِكْرِ عَدَدِ مَنْ يَقْعُدْ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِكِتَابَةِ الْمُهَجِّرِينَ إِلَيْهَا، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الِاثْنَيْنِ قَدْ يَقَعُ عَلَيْهِمَا اسْمُ جَمَاعَةٍ، إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْقَعَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ اسْمَ الْمَلَائِكَةِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ- يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ-، ثَنَا الْعَلَاءُ ‏(‏ح‏)‏، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْعَلَاءَ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، نَا يَزِيدُ- يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ-، نَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ‏,‏ كَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً‏,‏ وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً‏,‏ وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً‏,‏ وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَيْرًا‏,‏ وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً‏,‏ فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ وَقَالَ بُنْدَارٌ‏:‏ ‏"‏ فَإِذَا قَعَدَ طُوِيَتِ الصُّحُفُ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ‏:‏ ‏"‏ قَدَّمَ طَائِرًا قَالَ ابْنُ بَزِيعٍ‏:‏ ‏"‏ فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ‏.‏

‏(‏39‏)‏ بَابُ ذِكْرِ دُعَاءِ الْمَلَائِكَةِ لِلْمُتَخَلِّفِينَ عَنِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ طَيِّهِمُ الصُّحُفَ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا مَطَرٌ ‏(‏ح‏)‏، وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏,‏ نَا الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنِي هَمَّامٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ‏"‏ تُبْعَثُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَكْتُبُونَ مَجِيءَ النَّاسِ‏,‏ فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ ‏,‏ وَرُفِعَتِ الْأَقْلَامُ‏,‏ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‏:‏ مَا حَبَسَ فُلَانًا‏؟‏ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ضَالًّا فَاهْدِهِ‏,‏ وَإِنْ كَانَ مَرِيضًا فَاشْفِهِ‏,‏ وَإِنْ كَانَ عَائِلًا فَأَغْنِهِ هَذَا حَدِيثُ الْمُقْرِئِ‏.‏ وَقَالَ الْقُطَعِيُّ‏:‏ قَالَ‏:‏ ‏"‏ تَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ أَيْضًا‏:‏ ‏"‏ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ضَالًّا فَاهْدِهِ‏,‏ وَإِنْ كَانَ‏.‏‏.‏ ‏"‏ إِلَى آخِرِهِ‏.‏

‏(‏40‏)‏ بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَتَرَكِ الرُّكُوبِ وَاسْتِحْبَابِ مُقَارِبَةِ الْخُطَا لِتَكْثُرَ الْخُطَا فَيَكْثُرَ الْأَجْرُ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فِي خَبَرِ أَوْسِ بْنِ أَوْسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا قَدْ أَمْلَيْتُهُ قَبْلُ‏.‏

‏(‏41‏)‏ بَابُ الْأَمْرِ بِالسَّكِينَةِ فِي الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ إِلَيْهَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ الْوَاحِدَ يَقَعُ عَلَى فِعْلَيْنِ يُؤْمَرُ بِأَحَدِهِمَا، وَيُزْجَرُ عَنِ الْآخَرِ بِالِاسْمِ الْوَاحِدِ، فَمَنْ لَا يَفْهَمُ الْعِلْمَ، وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ، قَدْ يَخْطِرُ بِبَالِهِ أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ، قَدْ أَمَرَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- فِي نَصِّ كِتَابِهِ بِالسَّعْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، وَالنَّبِيُّ الْمُصْطَفَى قَدْ نَهَى عَنِ السَّعْيِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، وَالْوَقَارَ ‏"‏، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ فَإِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ، فَلَا تَسْعَوْا إِلَيْهَا، وَامْشُوا، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ ‏"‏، فَاللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- أَمَرَ بِالسَّعْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنِ السَّعْيِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَالسَّعْيُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ هُوَ الْمُضِيُّ إِلَيْهَا، غَيْرُ السَّعْيِ الَّذِي زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِتْيَانِ الصَّلَاةِ؛ لِأَنَّ السَّعْيَ الَّذِي زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْخَبَبُ، وَشِدَّةُ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْوَقَارِ، وَالسَّكِينَةِ، فَمَا أَمَرَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- بِهِ غَيْرُ مَا زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ الِاسْمُ الْوَاحِدُ قَدْ يَقَعُ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ خَبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ، فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، وَالْوَقَارَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ- يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ‏,‏ وَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ‏,‏ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا‏,‏ وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا‏.‏

جماع أَبْوَابِ الْأَذَانِ وَالْخُطْبَةِ فِي الْجُمُعَةِ وَمَا يَجِبُ عَلَى الْمَأْمُومِينَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنَ الِاسْتِمَاعِ لِلْخُطْبَةِ وَالْإِنْصَاتِ لَهَا، وَمَا أُبِيحَ لَهُمْ مِنَ الْأَفْعَالِ، وَمَا نُهُوا عَنْهُ

‏(‏42‏)‏ بَابُ ذِكْرِ الْأَذَانِ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ- جَلَّ وَعَلَا- بِالسَّعْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ إِذَا نُودِيَ بِهِ، وَالْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يُنَادَى بِهِ، وَذِكْرِ مَنْ أَحْدَثَ النِّدَاءَ الْأَوَّلَ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا أَبُو مُوسَى، نَا أَبُو عَامِرٍ، نَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ كَانَ النِّدَاءُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ‏,‏ وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ‏,‏ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ ‏,‏ فَكَثُرَ النَّاسُ‏,‏ فَأَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى الزَّوْرَاءِ‏,‏ فَثَبَتَ حَتَّى السَّاعَةِ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فِي قَوْلِهِ وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ‏:‏ يُرِيدُ النِّدَاءَ الثَّانِيَ الْإِقَامَةَ‏,‏ وَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ يُقَالُ لَهُمَا‏:‏ أَذَانَانِ‏,‏ أَلَمْ تَسْمَعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ ‏"‏‏؟‏ وَإِنَّمَا أَرَادَ‏:‏ بَيْنَ كُلِّ أَذَانٍ وَإِقَامَةٍ‏.‏ وَالْعَرَبُ قَدْ تُسَمِّي الشَّيْئَيْنِ بِاسْمِ الْوَاحِدِ إِذَا قَرَنَتْ بَيْنَهُمَا‏,‏ قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-‏:‏ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، وَقَالَ‏:‏ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ وَإِنَّمَا هُمَا أَبٌ وَأُمٌّ‏,‏ فَسَمَّاهُمَا اللَّهُ أَبَوَيْنِ‏,‏ وَمِنْ هَذَا الْجِنْسِ خَبَرُ عَائِشَةَ‏:‏ كَانَ طَعَامُنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْوَدَيْنِ‏:‏ التَّمْرَ وَالْمَاءَ‏.‏ وَإِنَّمَا السَّوَادُ لِلتَّمْرِ خَاصَّةً دُونَ الْمَاءِ‏,‏ فَسَمَّتْهُمَا عَائِشَةُ‏:‏ الْأَسْوَدَيْنِ‏,‏ لَمَّا قَرَنَتْ بَيْنَهُمَا‏,‏ وَمِنْ هَذَا الْجِنْسِ قِيلَ‏:‏ سُنَّةُ الْعُمَرَيْنِ‏,‏ وَإِنَّمَا أُرِيدَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ‏,‏ لَا كَمَا تَوَهَّمَ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ أُرِيدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏,‏ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ‏,‏ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ‏:‏ وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ‏:‏ النِّدَاءَ الثَّانِيَ الْمُسَمَّى إِقَامَةً

أَنَّ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏,‏ وَأَبِي بَكْرٍ‏,‏ وَعُمَرَ أَذَانَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ‏,‏ حَتَّى كَانَ زَمَنُ عُثْمَانَ ‏,‏ فَكَثُرَ النَّاسُ‏,‏ فَأَمَرَ بِالْأَذَانِ الْأَوَّلِ بِالزَّوْرَاءِ‏.‏

‏(‏43‏)‏ بَابُ فَضْلِ إِنْصَاتِ الْمَأْمُومِ عِنْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ قَبْلَ الِابْتِدَاءِ فِي الْخُطْبَةِ، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَلَامَ الْإِمَامِ يَقْطَعُ الْكَلَامَ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فِي خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ وَأَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ ‏"‏، وَكَذَلِكَ فِي خَبَرِ سُلَيْمَانَ أَيْضًا، وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَدْ خَرَّجْتُ خَبَرَ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْكِتَابِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ شَوْكَرِ بْنِ رَافِعٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ‏,‏ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ‏,‏ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ‏,‏ فَيَرْكَعُ إِنْ بَدَا لَهُ‏,‏ وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا‏,‏ ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ هَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْإِنْصَاتَ عِنْدَ الْعَرَبِ قَدْ يَكُونُ الْإِنْصَاتُ عَنْ مُكَالَمَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا دُونَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ‏,‏ وَدُونَ ذِكْرِ اللَّهِ وَالدُّعَاءِ‏,‏ كَخَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ فَنَزَلَتْ‏:‏ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا، فَإِنَّمَا زُجِرُوا فِي الْآيَةِ عَنْ مُكَالَمَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا‏,‏ وَأُمِرُوا بِالْإِنْصَاتِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ‏:‏ الْإِنْصَاتِ عَنْ كَلَامِ النَّاسِ لَا عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ وَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ‏,‏ إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ‏:‏ ‏"‏ ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَتَّى يُصَلِّيَ ‏"‏ أَنْ يُنْصِتَ شَاهِدُ الْجُمُعَةِ فَلَا يُكَبِّرَ مُفْتَتِحًا لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ‏,‏ وَلَا يُكَبِّرَ لِلرُّكُوعِ‏,‏ وَلَا يُسَبِّحَ فِي الرُّكُوعِ‏,‏ وَلَا يَقُولَ‏:‏ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ‏,‏ وَلَا يُكَبِّرَ عِنْدَ الْإِهْوَاءِ إِلَى السُّجُودِ‏,‏ وَلَا يُسَبِّحَ فِي السُّجُودِ‏,‏ وَلَا يَتَشَهَّدَ فِي الْقُعُودِ‏,‏ وَهَذَا لَا يَتَوَهَّمُهُ مَنْ يَعْرِفُ أَحْكَامَ اللَّهِ وَدِينَهُ‏,‏ فَالْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ مَعْنَى الْإِنْصَاتِ فِي هَذَا الْخَبَرِ‏:‏ عَنْ مُكَالَمَةِ النَّاسِ‏,‏ وَعَنْ كَلَامِ النَّاسِ‏,‏ لَا عَمَّا أُمِرَ الْمُصَلِّي مِنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ وَالتَّسْبِيحِ وَالذِّكْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ فِي الصَّلَاةِ‏,‏ فَهَكَذَا مَعْنَى خَبَرِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ ثَبَتَ-‏:‏ ‏"‏ وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا ‏"‏‏:‏ أَيْ‏:‏ أَنْصِتُوا عَنْ كَلَامِ النَّاسِ‏.‏ وَقَدْ بَيَّنْتُ مَعْنَى الْإِنْصَاتِ وَعَلَى كَمْ مَعْنًى يَنْصَرِفُ هَذَا اللَّفْظُ فِي الْمَسْأَلَةِ الَّتِي أَمْلَيْتُهَا فِي الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ‏.‏

‏(‏44‏)‏ بَابُ ذِكْرِ أَنَّ مَوْضِعَ قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخُطْبَةِ، كَانَ قَبْلَ اتِّخَاذِهِ الْمِنْبَرَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُطْبَةَ عَلَى الْأَرْضِ جَائِزَةٌ مِنْ غَيْرِ صُعُودِ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاتِّخَاذِ الْمِنْبَرِ إِذْ هُوَ أَحْرَى أَنْ يَسْمَعَ النَّاسُ خُطْبَةَ الْإِمَامِ إِذَا كَثُرُوا إِذَا خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، عَنِ الْمُبَارَكِ وَهُوَ ابْنُ فَضَالَةَ ‏,‏ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ خَشَبٍ أَوْ جِذْعٍ أَوْ نَخْلَةٍ- شَكَّ الْمُبَارَكُ- فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ‏:‏ ‏"‏ ابْنُوا لِي مِنْبَرًا ‏"‏ ‏,‏ فَبَنَوْا لَهُ الْمِنْبَرَ‏,‏ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ‏,‏ حَنَّتِ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْوَالِهِ‏,‏ فَمَا زَالَتْ حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ‏,‏ فَأَتَاهَا‏,‏ فَاحْتَضَنَهَا‏,‏ فَسَكَنَتْ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ الْوَالِهُ‏:‏ يُرِيدُ بِهَا الْمَرْأَةَ إِذَا مَاتَ لَهَا وَلَدٌ‏.‏

‏(‏45‏)‏ بَابُ ذِكْرِ الْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا حَنَّ الْجِذْعُ عِنْدَ قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَصِفَةِ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَدِ دَرَجَهِ، وَالِاسْتِنَادِ إِلَى شَيْءٍ إِذَا خَطَبَ عَلَى الْأَرْضِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، نَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ فَيَخْطُبُ‏,‏ فَجَاءَ رُومِيٌّ فَقَالَ‏:‏ أَلَا نَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ‏؟‏ فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ‏,‏ وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ‏,‏ فَلَمَّا قَعَدَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ خَارَ الْجِذْعُ خُوَارَ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِخُوَارِهِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏,‏ فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ‏,‏ فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ يَخُورُ‏,‏ فَلَمَّا الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَتَ‏,‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ ‏"‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ‏,‏ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمْهُ مَا زَالَ هَكَذَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏"‏ ‏,‏ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُفِنَ- يَعْنِي الْجِذْعَ-‏.‏ وَفِي خَبَرِ جَابِرٍ‏:‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ إِنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنَ الذِّكْرِ‏.‏

‏(‏46‏)‏ بَابُ اسْتِحْبَابِ الِاعْتِمَادِ فِي الْخُطْبَةِ عَلَى الْقِسِيِّ، أَوِ الْعَصَا، اسْتِنَانًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمَّامٍ الْمِصْرِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، نَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ وَهُوَ الْعَدْوَانِيُّ ‏,‏ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا حِينَ أَتَاهُمْ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ ‏[‏وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ‏]‏ ‏,‏ فَوَعَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا مُشْرِكٌ‏,‏ ثُمَّ قَرَأْتُهَا فِي الْإِسْلَامِ‏,‏ فَدَعَتْنِي ثَقِيفُ ? فَقَالُوا‏:‏ مَا سَمِعْتَ مِنَ هَذَا الرَّجُلِ‏,‏ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِمْ‏,‏ فَقَالَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ‏:‏ نَحْنُ أَعْلَمُ بِصَاحِبِنَا‏,‏ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَمَا يَقُولُ حَقٌّ لَتَابَعْنَاهُ‏.‏

‏(‏47‏)‏ بَابُ ذِكْرِ الْعُودِ الَّذِي مِنْهُ اتُّخِذَ مِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ‏:‏ اخْتَلَفُوا فِي مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ‏؟‏ فَأَرْسَلُوا إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ‏,‏ فَقَالَ‏:‏ ‏"‏ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي‏,‏ هُوَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ الْأَثْلُ هُوَ الطَّرْفَاءُ‏.‏

‏(‏48‏)‏ بَابُ أَمْرِ الْإِمَامِ النَّاسَ بِالْجُلُوسِ عِنْدَ الِاسْتِوَاءِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِنْ كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَنْ دُونَهُ حَفِظَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ ابْنِ جُرَيْجٍ أَرْسَلُوا هَذَا الْخَبَرَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نَا الْوَلِيدُ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا اسْتَوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ لِلنَّاسِ‏:‏ ‏"‏ اجْلِسُوا ‏"‏ ‏,‏ فَسَمِعَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ ‏,‏ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ تَعَالَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ‏.‏

‏(‏49‏)‏ بَابُ ذِكْرِ عَدَدِ الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْجِلْسَةِ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ جَهِلَ السُّنَّةَ، فَزَعَمَ أَنَّ السُّنَّةَ بِدْعَةٌ، وَقَالَ‏:‏ الْجُلُوسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ بِدْعَةٌ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خُطْبَتَيْنِ‏,‏ يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ سَمِعْتُ بُنْدَارًا يَقُولُ‏:‏ كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُجِلُّ هَذَا الشَّيْخَ يَعْنِي الْبَكْرَاوِيَّ‏.‏

‏(‏50‏)‏ بَابُ اسْتِحْبَابِ تَقْصِيرِ الْخُطْبَةِ وَتَرْكِ تَطْوِيلِهَا‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَرْحَبِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو وَائِلٍ‏:‏ خَطَبَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ‏,‏ فَأَبْلَغَ وَأَوْجَزَ‏,‏ فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا لَهُ‏:‏ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ‏,‏ لَقَدْ أَبَلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ‏,‏ فَلَوْ كُنْتُ نَفَّسْتَ قَالَ‏:‏ إِنَّنِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ‏,‏ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ‏,‏ فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ‏,‏ فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا بِهِ رَجَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ‏,‏ ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عُصَيْمٍ الْجُعْفِيُّ ‏,‏ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ‏,‏ وَلَمْ يَقُلْ‏:‏ ‏"‏ فَلَوْ كُنْتَ نَفَّسْتَ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فِي خَبَرِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ‏:‏ ‏"‏ كَانَتْ خُطْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصْدًا

وَفِي خَبَرِ الْحَكَمِ بْنِ حَزَنٍ ? عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ فَحَمِدَ اللَّهَ‏,‏ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ طَيِّبَاتٍ خَفِيفَاتٍ مُبَارَكَاتٍ‏.‏

‏(‏51‏)‏ بَابُ صِفَةِ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَدْئِهِ فِيهَا بِحَمْدِ اللَّهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبِسْطَامِيُّ، نَا أَنَسٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ‏(‏ح‏)‏، وَحَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ‏,‏ يَحْمَدُ اللَّهَ‏,‏ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ‏,‏ ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ‏,‏ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ‏,‏ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ‏,‏ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ‏,‏ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا‏,‏ وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ‏,‏ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ‏,‏ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ‏"‏ ‏,‏ ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ‏"‏ ‏,‏ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ‏,‏ وَعَلَا صَوْتُهُ‏,‏ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ‏:‏ ‏"‏ صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ وَمَسَّتْكُمْ ‏"‏ ‏,‏ ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ‏"‏ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ‏,‏ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلَيَّ‏,‏ وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ‏"‏ هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ‏.‏

وَلَفْظُ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ مُخَالِفٌ لِهَذَا اللَّفْظِ‏.‏

‏(‏52‏)‏ بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ، عَنِ ابْنَةِ الْحَارِثَةِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ‏:‏ ‏"‏ مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏,‏ يُقْرَأُ بِهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ‏,‏ وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ ابْنَةُ الْحَارِثَةِ هَذِهِ هِيَ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ حَارِثَةَ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِشَامِ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ‏:‏ ‏"‏ قَرَأْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏,‏ كَانَ يَقْرَؤُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ ‏,‏ نَسَبَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ‏.‏

‏(‏53‏)‏ بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ إِذَا قَحَطَ النَّاسُ، وَخِيفَ مِنَ الْقَحْطِ هَلَاكُ الْأَمْوَالِ، وَانْقِطَاعُ السُّبُلِ إِنْ لَمْ يُغِثِ اللَّهُ بِمَنِّهِ وَطَوْلِهِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّاعِدِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ- يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ-، نَا شَرِيكٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ‏.‏ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ بَابِ الْقَضَاءِ‏,‏ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ‏,‏ فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا‏,‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ‏,‏ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ‏,‏ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُغِيثَنَا قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ‏,‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ ‏"‏ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا‏,‏ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا‏,‏ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ‏"‏ ‏,‏ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزْعَةٍ‏,‏ وَلَا مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ‏,‏ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ‏,‏ فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ- يَعْنِي السَّمَاءَ- انْتَشَرَتْ‏,‏ ثُمَّ أَمْطَرَتْ‏,‏ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْعًا‏,‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكِ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ‏,‏ فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏,‏ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ‏,‏ فَادْعُ اللَّهُ أَنْ يُمْسِكَهَا عَنَّا قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ‏,‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ ‏"‏ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا‏,‏ وَلَا عَلَيْنَا‏,‏ اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ‏,‏ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ‏"‏ ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ‏.‏ قَالَ شَرِيكٌ‏:‏ فَسَأَلْتُ أَنَسًا‏:‏ أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لَا أَدْرِي‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ السَّلْعُ‏:‏ جَبَلٌ‏.‏

‏(‏54‏)‏ بَابُ الدُّعَاءِ بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنِ الْبُيُوتِ وَالْمَنَازِلِ إِذَا خِيفَ الضَّرَرُ مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْطَارِ وَهَدْمِ الْمَنَازِلِ، وَمَسْأَلَةِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- تَحْوِيلِ الْأَمْطَارِ إِلَى الْجِبَالِ وَالْأَوْدِيَةِ حَيْثُ لَا يُخَافُ الضَّرَرُ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ- يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ-، ثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ‏,‏ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ قَالَا‏:‏ ثَنَا خَالِدٌ وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ ‏,‏ ثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ‏:‏ سُئِلَ أَنَسٌ‏:‏ هَلْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قِيلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏,‏ قَحَطَ الْمَطَرُ‏,‏ وَأَجْدَبَتِ الْأَرْضُ‏,‏ وَهَلَكَ الْمَالُ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ‏,‏ فَاسْتَسْقَى وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً‏,‏ قَالَ‏:‏ فَمَا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ حَتَّى إِنَّ الشَّابَّ الْقَرِيبَ الْمَنْزِلِ لَيُهِمُّهُ الرُّجُوعُ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ شِدَّةِ الْمَطَرِ‏,‏ فَدَامَتْ جُمُعَةً‏,‏ فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏,‏ تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ‏,‏ وَاحْتُبِسَتِ الرُّكْبَانُ‏,‏ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بِيَدِهِ‏:‏ ‏"‏ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا‏,‏ وَلَا عَلَيْنَا ‏"‏ ‏,‏ فَكُشِطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ‏.‏ ‏"‏ هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، غَيْرَ أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ‏:‏ قَحَطَ الْمَطَرُ‏.‏

‏(‏55‏)‏ بَابُ الرُّخْصَةِ فِي تَبَسُّمِ الْإِمَامِ فِي الْخُطْبَةِ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فِي خَبَرِ حُمَيْدٍ ? عَنْ أَنَسٍ‏:‏ ‏"‏ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

‏(‏56‏)‏ بَابُ صِفَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، نَا يَزِيدُ، يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ ‏"‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ أَوْ عِنْدَ شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فِي خَبَرِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏,‏ عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، قَدْ أَمْلَيْتُهُ قَبْلُ فِي خَبَرِ قَتَادَةَ ‏,‏ عَنْ أَنَسٍ‏:‏ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ، يُرِيدُ إِلَّا عِنْدَ مَسْأَلَةِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ يَسْقِيَهُمْ‏,‏ وَعِنْدَ مَسْأَلَتِهِ بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنْهُمْ‏,‏ وَقَدْ أَوْقَعَ اسْمَ الِاسْتِسْقَاءِ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا‏,‏ أَحَدُهُمَا‏:‏ مَسْأَلَتُهُ أَنْ يَسْقِيَهُمْ‏.‏ وَالْمَعْنَى الثَّانِي‏:‏ أَنْ يَحْبِسَ الْمَطَرُ عَنْهُمْ‏,‏ وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْتُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَدْ أَخْبَرَ فِي خَبَرِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ‏,‏ أَنَّهُ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الْخُطْبَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُغِيثَهُمْ‏,‏ وَكَذَلِكَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ قَالَ‏:‏ ‏"‏ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا ‏"‏ ‏,‏ فَهَذِهِ اللَّفْظَةُ أَيْضًا اسْتِسْقَاءٌ إِلَّا أَنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَ الْمَطَرُ عَنِ الْمَنَازِلِ وَالْبُيُوتِ‏,‏ وَتَكُونَ السُّقْيَا عَلَى الْجِبَالِ وَالْآكَامِ وَالْأَوْدِيَةِ‏.‏

‏(‏57‏)‏ بَابُ الْإِشَارَةِ بِالسَّبَّابَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ، وَكَرَاهَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي غَيْرِ الِاسْتِسْقَاءِ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ ‏(‏ح‏)‏، وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيَّ قَالَ‏:‏ خَطَبَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو‏,‏ فَقَالَ عُمَارَةُ‏:‏ قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ‏,‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ‏,‏ وَمَا يَقُولُ إِلَّا هَكَذَا- يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ - هَذَا حَدِيثُ جَرِيرٍ ‏,‏ وَفِي حَدِيثِ هُشَيْمٍ‏:‏ شَهِدْتُ عُمَارَةَ بْنَ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيَّ فِي يَوْمِ عِيدٍ‏,‏ وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ يَخْطُبُنَا‏,‏ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ‏,‏ وَزَادَ‏:‏ وَأَشَارَ هُشَيْمٌ بِالسَّبَّابَةِ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ رَوَاهُ شُعْبَةُ ‏,‏ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ حُصَيْنٍ، فَقَالَا‏:‏ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، نَا أَبُو دَاوُدَ، نَا شُعْبَةُ قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ جَمِيعًا عَنْ حُصَيْنٍ‏.‏

‏(‏58‏)‏ بَابُ تَحْرِيكِ السَّبَّابَةِ عِنْدَ الْإِشَارَةِ بِهَا فِي الْخُطْبَةِ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ قَدْ أَمْلَيْتُ خَبَرَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي كِتَابِ الْعِيدَيْنِ‏.‏

‏(‏59‏)‏ بَابُ النُّزُولِ عَنِ الْمِنْبَرِ لِلسُّجُودِ عِنْدَ قِرَاءَةِ السَّجْدَةِ فِي الْخُطْبَةِ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ‏.‏

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، وَشُعَيْبٌ قَالَا‏:‏ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، ثَنَا خَالِدٌ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ ‏,‏ عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا‏,‏ فَقَرَأَ ص فَلَمَّا مَرَّ بِالسَّجْدَةَ نَزَّلَ فَسَجَدَ وَسَجَدْنَا، وَقَرَأَ بِهَا مَرَّةً أُخْرَى فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةِ تَيَسَّرْنَا لِلسُّجُودِ‏,‏ فَلَمَّا رَآنَا قَالَ‏:‏ ‏"‏ إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ‏,‏ وَلَكِنْ أَرَاكُمْ قَدِ اسْتَعْدَدْتُمْ لِلسُّجُودِ ‏"‏ ‏,‏ فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدْنَا‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ ‏"‏ أَدْخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ ‏,‏ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ‏,‏ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ‏,‏ وَبَيْنَ عِيَاضٍ وَإِسْحَاقَ مِمَّنْ لَا يَحْتَجُّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيثِهِ‏,‏ وَأَحْسَبُ أَنَّهُ غَلِطَ فِي إِدْخَالِهِ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏

‏(‏60‏)‏ بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْعِلْمِ إِذَا سُئِلَ الْإِمَامُ وَقْتَ خُطْبَتِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ضِدَّ مَذْهَبِ مَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ الْخُطْبَةَ صَلَاةٌ، وَلَا يَجُوزُ الْكَلَامُ فِيهَا بِمَا لَا يَجُوزُ فِي الصَّلَاةِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمٍ السُّلَمِيُّ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، نَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، نَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شَرِيكٌ‏.‏‏.‏ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ‏,‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏,‏ مَتَى السَّاعَةُ‏؟‏ فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ أَنِ اسْكُتْ ‏,‏ فَسَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ‏,‏ كُلُّ ذَلِكَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ‏,‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ‏:‏ ‏"‏ وَيْحَكَ مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا‏؟‏ ‏"‏ قَالَ‏:‏ حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ‏,‏ قَالَ‏:‏ ‏"‏ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ‏"‏ قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً‏,‏ ثُمَّ مَرَّ غُلَامٌ شَنَئِيٌّ‏,‏ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ أَقُولُ‏:‏ أَنَا هُوَ، مِنْ أَقْرَانِي قَدِ احْتَلَمَ‏,‏ أَوْ نَاهَزَ‏,‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ‏؟‏ ‏"‏ قَالَ‏:‏ هَا هُوَ ذَا‏,‏ قَالَ‏:‏ ‏"‏ إِنْ أَكْمَلَ هَذَا الْغُلَامُ عُمُرَهُ فَلَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَرَى أَشْرَاطَهَا‏.‏

‏(‏61‏)‏ بَابُ الرُّخْصَةِ فِي تَعْلِيمِ الْإِمَامِ النَّاسَ مَا يَجْهَلُونَ فِي الْخُطْبَةِ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ يُسْأَلُ الْإِمَامُ

نَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ‏,‏ فَقَالَ‏:‏ ‏"‏ يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ‏,‏ أَلَا وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةَ مَلَكٍ ‏"‏ ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا أَبْلَانِي‏.‏

‏(‏62‏)‏ بَابُ الرُّخْصَةِ فِي سَلَامِ الْإِمَامِ فِي الْخُطْبَةِ عَلَى الْقَادِمِ مِنَ السَّفَرِ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ ابْنُ شِبْلٍ ‏,‏ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ لَمَّا دَنَوْتُ مِنْ مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي‏,‏ وَحَلَلْتُ عَيْبَتِي‏,‏ فَلَبِسْتُ حُلَّتِي‏,‏ فَدَخَلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ‏,‏ فَسَلَّمَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏,‏ فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ ‏,‏ فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ‏,‏ هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏,‏ ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ‏,‏ بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ‏,‏ قَالَ‏:‏ ‏"‏ إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ‏,‏ وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ لَمَسْحَةَ مَلَكٍ قَالَ‏:‏ فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا أَبْلَانِي‏.‏

‏(‏63‏)‏ بَابُ أَمْرِ الْإِمَامِ النَّاسَ فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّدَقَةِ، إِذَا رَأَى حَاجَةً، وَفَقْرًا

أَنَا أَبُو طَاهِرٍ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَخْطُبُ‏,‏ فَقَامَ يُصَلِّي‏,‏ فَجَاءَ الْأَحْرَاسُ لِيُجْلِسُوهُ‏,‏ فَأَبَى حَتَّى صَلَّى‏,‏ فَلَمَّا انْصَرَفَ مَرْوَانُ أَتَيْنَاهُ‏,‏ فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ يَرْحَمُكَ اللَّهُ‏,‏ إِنْ كَادُوا لَيَفْعَلُونَ بِكَ قَالَ‏:‏ مَا كُنْتُ لِأَتْرُكَهُمَا بَعْدَ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏ ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي هَيْئَةٍ بَذَّةٍ‏,‏ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَصَدَّقُوا ‏,‏ فَمَا لَقَوْا ثِيَابًا‏,‏ فَأَمَرَ لَهُ بِثَوْبَيْنِ‏,‏ وَأَمَرَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ‏,‏ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ‏,‏ ثُمَّ جَاءَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى‏,‏ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَصَدَّقُوا‏,‏ فَأَلْقَى رَجُلٌ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ‏,‏ فَصَاحَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏,‏ أَوْ زَجَرَهُ‏,‏ وَقَالَ‏:‏ ‏"‏ خُذْ ثَوْبَكَ ‏"‏ ‏,‏ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏"‏ إِنَّ هَذَا دَخَلَ فِي هَيْئَةٍ بَذَّةٍ‏,‏ فَأَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ يَتَصَدَّقُوا‏,‏ فَمَا لَقَوْا ثِيَابًا‏,‏ فَأَمَرْتُ لَهُ بِثَوْبَيْنِ‏,‏ ثُمَّ دَخَلَ الْيَوْمَ فَأَمَرْتُ أَنْ يَتَصَدَّقُوا‏,‏ فَأَلْقَى هَذَا أَحَدَ ثَوْبَيْهِ ‏"‏ ‏,‏ ثُمَّ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ‏.‏