فصل: كتاب العلم والبيان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأخبار ***


بسم اللّه الرحمن الرحيم

كتاب العلم والبيان

العلم

في نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات حدثني الزيادي قال‏:‏ حدثنا عيسىِ بن يُونس عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الضنَابِحِي عن معاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ نهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الأغْلُوطات، قال الأوزاعي‏:‏ يعني صِعَاب المسائل‏.‏

بين كعب الأخبار وقوم من أهل الشام حدثني سُهَيل بن محمّد عن الأصمعي قال‏:‏ سمعت عِمْران بن حُدَير يُحدَث عن رجل من أهل الشام قد سماه، قال‏:‏ قال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام‏:‏ كيف رأيكم في أبي مُسلم الخَوْلاني‏؟‏ فقالوا‏:‏ ما أحْسَنَ رأيَنَا فيه وأخْذَنا عنه‏!‏ فقال‏:‏ إن أزهَدَ الناس في الحاكم أهْلُه، وإنْ مثل ذلك الجامة تكونُ في القوم فَيَرْغَبُ فيها الغُرَباء، ويَزْهَدُ فيها القُرَباء، فَبينَا ذلك غَارَ ماؤها وأصاب هؤلاء منفعتها، وبقي هؤلاء ينفكون، أي يتندمون‏.‏

لعيسى عليه السلام وفي الإنجيل أن عيسى صلى الله عليه لمّا أراهم العجائب، وضرب لهم الأمثال والحكمة، وأظْهَرَ لهم هذه الآياتِ، قالوا‏:‏ أليس هذا ابنَ النَّجّار‏!‏ أوَ لَيْست أمُّه مَرْيَمَ وأخُوه يعقوبَ ويوسفَ وشمعونَ ويَهُوذا وأخواته كلّهن عندنا‏!‏ فقال لهم عيسى‏:‏ إنّه لا يُسب النبي ولا يحَقَّر إلا في مدينته وبِيئَتِه‏.‏

لدغفل النسّابة وقد سُئل عن تحصيله علمه حدثنا الرياشي قال‏:‏ حدّثنا الأصمعي قال‏:‏ قيل لدَغْفَل النسّابة‏:‏ بم أدركتَ ما أدركتَ من العلم‏؟‏ فقال‏:‏ بلسْانٍ سَؤُول وقلبٍ عَقُول، وكنتُ إذا لَقِيتُ عالِمًا أخذتُ منه أعطيته‏.‏

بين رؤبة بن العجاج والنسابة البكري حدثني أبو حاتم قال‏:‏ حدثنا الأصمعي قال‏:‏ حدثنا العَلاَء بن أسلم عن رؤبة بن العجّاج قال‏:‏ أتيت النّسابة البكريّ فقال لي‏:‏ من أنت‏.‏ فقلت‏:‏ أنا ابن العجاح‏.‏ قال‏:‏ قصرت وعًرفْت، لعلك من قوم إن سكتُّ عنهم لم يسألوني، وإن تكلمتُ لم يَعُوا عنَي‏.‏ قلت‏:‏ أرجو ألا أكونَ كذلك‏.‏ قال‏:‏ ما أعداءُ المُرُوءَة‏.‏ قلت‏:‏ تُخبرنى‏.‏ قال‏:‏ بنو عم السوء إن رأوا حسنًا ستَرُوه، وإن رَأوا سيئًا أذاعوه‏.‏ ثم قال‏:‏ إن للعِلْم آفةً وهُجنة ونَكدًا، فآفتُه نسيانُه، ونكده الكذبُ فيه، وهُجنته نشره عند غير أهله‏.‏

في طلب العلم كان يقال‏:‏ لا يَزَال المرء عالمًا ما طَلَب العِلْمَ فإذا ظَن أنْ قد عَلِمَ فقد جَهِلَ‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم في أربعة أسباب لطلب العلم تُدخل النار حدثني شيخٌ لنا عن محمد بن عُبيد عن الصلْت بن مِهْرَان عن رجل عن الشعبي عن عبد اللّه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من تعلم العِلْمَ لأربعة دخل النار‏.‏ ليُباهِيَ به العلماءَ أو يمارِيَ به السفهاءَ أو يُمِيلَ به وجوهَ الناس أو يأخُذَ به من الأمراء‏"‏‏.‏

وحدثني عن أبي معاوية عن حجاج عن مكحول قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما من عبد يُخْلِص العبادة لله أربعين يومًا إلّا ظهرت ينابيعُ الحِكْمة من قلبه على لسانه‏"‏‏.‏

نصيحة لقمان لابنه

وقرأت في حِكَم لُقمان أنه قال لابنه‏:‏ يا بُنَي، اغْدُ عالمًا أو متعلَمًا أو مُستمِعًا أو مُحِبًا، ولا تكن الخامِسَ فتهلك‏.‏

وللنبي صلى الله عليه وسلم في حمل العلم حدّثني محمد بن داود عن سُوَيد بن سعيد عن إسماعيل عن ابن عياش عن مُعَاذ بن رِفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن قال‏:‏ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يحمل هذا العِلْمَ من كلّ خَلَف عدولُه يَنْفُون عنه تحريفَ الغالين وانتحالَ المُبْطِلين وتأويلَ الجاهلين‏"‏‏.‏

لعلي عليه السلام وروى أبو خالد بن الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق قال‏:‏ قال علي عليه السلام‏:‏ كَلِماتٌ لو رَحَّلْتم المَطِي فيهنّ لا تُصِيبوهنَّ قبل أن تُحركوا مثلَهن‏:‏ لا يَرْجُوَنّ عَبْدٌ إلا ربّه، ولا يَخافنّ إلا ذنبَه، ولا يَسْتَحيي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي إذا سُئِل عمّا لا يَعْلَم أن يقول‏:‏ اللّه أعلمُ‏.‏ واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأسُ ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان‏.‏

وكان يقول‏:‏ من حق العالِم عليك إذا أتيتَه أن تُسلَم على القوم عامةً وتَخُصَّه بالتحية، وأن تَجْلِسَ قدَّامَة ولا تُشِيرَ بيدك، ولا تَغْمِزَ بعينك، ولا تقولَ قال فلان خلافًا لقوله، ولا تَغتابَ عنده أحدًا، ولا تسَارَّ في مجلسه، ولا تأخُذَ بثوبه، ولا تُلَح عليه إذا كَسل، ولا تَغْرَضَ من صحبته لك، فإنما هو بمنزلة النخلة لا يزال يسقط عليك منها شيء‏.‏

وله عليه السلام في أن العلم خير من المال وفيما قال علي عليه السلام‏:‏ يا كُمَيْل، العلم خير من المال، لأن العلم يَحرُسُك وأنت حرُس المال، والمال تَنْقُصه النفقة، والعلم يزكو على الأنفاق‏.‏

وقال‏:‏ قيمةُ كلٌ امرء ما يُحسن‏.‏

ويقال إذا أرذل الله عبدًا حَظَر عليه العِلمَ‏.‏

لبعض الشعراء وقال الشاعر‏:‏

يُعد رفيعَ القوم مَن كان عالِمـًا *** وإن لم يكن في قومه بحسيبِ

وإنْ حل أرضًا عاش فيها بعلمه *** وما عالِم في بلـدةٍ بـغـريبِ

لبزرجمهر قال بُزُرْجِمهْر‏:‏ ما ورًثت الآباءُ الأبناءَ شيئًا أفضلَ من الأدب، لأنها تَكتسِب المال بالأدب بالجهل تُتْلفه فتقعُد عُدما منهما‏.‏

بين خالد بن صفوان ورجل وقال رجل لخالد بن صفوان‏:‏ ما لي إذا رأيتُكم تتذاكرون الأخبار، وتتدارسون الآثار، وتتناشدون الأشعار، وَقَعَ عَلَي النومُ‏؟‏ قال‏:‏ لأنك حِمار في مسلاخ إنسان‏.‏

بين الوليد بن يزيد ورجل من ثقيف خرج الوليدُ بن يزيد حاجًّا ومعه عبدُ الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر فكانا ببعض الطريق يَلْعَبان بالشًطْرَنْج فاستأذن عليه رجل من ثَقِيف فأذِنَ له وسَتَرَ الشطْرَنْج بمنْدِيل، فلفا دخل سلم فسأله حاجَتَه؛ فقال له الوليد‏:‏ أقرأتَ القرآن‏؟‏ قال‏:‏ لا، يا أمير المؤمنين‏!‏ شغلتني عنه أمورٌ وهَنَات‏.‏ قال‏:‏ أفتعرف الفِقْه‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ أفَرَوْيت من الشَعر شيئًا‏.‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ أفعلِمتَ من أيام العرب شيئًا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فكَشَفَ المِنديل عن الشَطْرَنْج وقال‏:‏ شاهك‏.‏ فقال له عبد الله بن معاوية‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ قال‏:‏ اسْكُت فما معنا أحد‏.‏

من كتاب الهند وفي كتاب للهند‏:‏ العالِمُ إذا اغترب فمعه من عِلْمه كَافٍ، كالأسد معه قوَتُه التي يَعِيش بها حيثُ تَوجه‏.‏

وكان يقال‏:‏ العلم أشرفُ الأحساب، والمودةُ أشدُّ الأسباب، قال الشاعر‏:‏

الحِلْمُ والعِلْـمُ خـلًـتـا كَـرم *** للمرءِ زَيْنٌ إذا هما اجتمـعـا

صِنْوان لا يَستَتِمّ حسنـهُـمـا *** إلا بجمـع لـذا وذاك مـعـا

كم من وضيع سما به العِلْمُ وال *** حِلْمُ فنال العَلاءَ وارتـفـعـا

ومن رفيع البِنا أضَاعَـهُـمـا *** أخمله ما أضاع فاتّـضـعـا

للأحنف ولابن المقفع في العلماء قال الأحنف‏:‏ كادَ العلماءُ أن يكونوا أرْبابا، وكل عزٍّ لم يُؤَكَد بعِلْم فإلى ذُلّ ما يصير‏.‏

ولابن المقفّع وقال ابن المُقَفَّع‏:‏ إذا أكرمك الناس لمالٍ أو سُلْطانٍ فلا تعْجِبَنًك ذلك، فإن زوال الكرامة بزوالهما، ولكنْ ليُعْجِبك إن أكرموك لِدِين أو أدب‏.‏

وفي بعض الحديث المرفوع‏:‏ ‏"‏مَثَلُ العلماء في الأرض مَثَل النجوم في السماء‏"‏‏.‏

في فضل العلم

وكان يقال‏:‏ استُدِل على فضل العلم أنه ليس أحدٌ يُحِبّ أن له بحظه منه خَطَرًا‏.‏

ليونس بن حبيب، وأبي الأسود قال يونس بن حبيب‏:‏ عِلْمُك من رُوحك، ومَالُك من بَدَنك‏.‏

قال أبو الأسود‏:‏ الملوك حُكَامٌ على الناس، والعلماء حُكَامٌ على الملوك‏.‏

لبزرجمهر في فضل العالم على الغني قيل لبُزُرْجِمهْر‏:‏ العلماءُ أفضلُ أم الأغنياء‏؟‏ فقال‏:‏ العلماء‏.‏ فقيل له‏:‏ فما بالُ العلماء بأبواب الأغنياء أكْثَرُ من الأغنياء بأبواب العلماء‏؟‏ فقال‏:‏ لمعرفة العلماء بفضل الغِنَى وجَهل الأغنياء بفضل العلم‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث‏:‏ ‏"‏ليس المَلَقُ من أخلاق المؤمن إلا في طلب العِلْم‏"‏‏.‏

لابن عباس رضي الله عنهما قال ابن عبّاس‏:‏ ذَلَلْتُ طالبًا، فعزَزْتُ مطلوبًا؛ وكان يقول‏:‏ وجدتُّ عامّة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحيّ من الأنصار، إنْ كنتُ لأقِيل بباب أحدهم ولو شئتُ أذن لي، ولكن أبتغي بذلك طِيب نفسه‏.‏

في درجات العلم وكان يقال‏:‏ أوَّلُ العلم الصمت والثاني الاستماعُ، والثالث الحِفْظُ، والرابع العقل، والخامس نشرُه‏.‏

للحسن قال الحسن‏:‏ مَن أحسنَ عِبادَةَ اللّه في شبيبته لقاه الله الحكمة في سِنِّه، وذلك قولُه‏:‏ ‏"‏وَلما بَلَغَ أشُدَّهُ واسْتَوَى أتَيْنَاهُ حُكْمًا وعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏"‏‏.‏

في الحكمة، وصفات العالم قال بعض الحكماء من الصحابة‏:‏ تقول الحكمةُ‏:‏ مَن التمسني فلم يَجِدْنِي فَليفْعَلْ بأحسنِ ما يعْلم، وليترك أقبح ما يَعلم، فإذا فَعَلَ ذلك فأنَا معه وإن لم يَعرِفْني‏.‏

وكان يقال‏:‏ لا يكون الرجلُ عالمًا حتى يكونَ فيه ثلاثٌ‏:‏ لا يَحْقِرُ مَن دونه في العلم، ولا يَحسُد من فوقه، ولا يأخذ على علمه ثَمنًا‏.‏

لابن عيينة فيما يُستحب للعالم وقال ابن عُيينة‏:‏ يُستَحَبّ للعالم إذا علَم ألا يُعَنَف، وإذا عُلَم ألا يأنَف‏.‏

لغيلان وفي كلام لغَيْلان‏:‏ لا تكن كعلماء زمن الهَرْج إن علَموا أنِفوا وإن عًلّمُوا عَنفُوا‏.‏

من حكم لقمان وفي حكمة لُقْمان‏:‏ إن العالمَ الحكيم يَدعو الناسَ إلى علمه بالصَمْت والوَقَار، وإن العالِم الأخْرَق يَطْرُد الناس عن علمه بالهَدَر والإكثار‏.‏

لإبراهيم بن منصور قال إبراهيم بن منصور‏:‏ سَلْ مَسْألَةَ الحَمْقَى واحفَظْ حِفظَ الأكياس‏.‏

شعر لابن الأعرابي في طلب العلم وتدبّره وأنشد ابن الأعرابيّ‏:‏

ما أقربَ الأشياءَ حينَ يَسُوقُها *** قدر وأبعدَها إذا لـم تُـقْـدرِ

فسل الفَقِيهَ تكُنْ فقيهًا مثـلَـهُ *** مَن يَسْعَ في عمل بِفقْهٍ يَمْهَرِ

وتدبر الأمرَ الني تُعْنـى بـه *** لا خيرَ في عمل بغير تدبُّـرِ

فلقد يَجِدُ المرءُ وهو مقَصٌـر *** ويَخِيبُ جِدّ المرءَ غيرَ مقصَر

ذهب الرجالُ المُقْتَدَى بفَعَالهم *** والمنكِرُون لكل أمرٍ مُنْكَـرِ

وبقيت في خَلَفٍ يُزَيِّن بعضُهم *** بعضًا ليَدْفَعَ مُعْوِر عن معورِ

مثله لبعض الشعراء وقال الشاعر‏:‏

شِفَاءُ العمى طولُ الـسـؤال وإنّـمـا *** تمامُ العمى طولُ السكوتِ على الجَهْل

وقال بعضهم‏:‏ خير ُخِصال المرء السؤالُ‏.‏

ويقال‏:‏ إذا جلست إلى عالم فسل تفَقُهًا ولا تَسَلْ تَعَنُتًا‏.‏

للحسن في طلب العلم قال الحسن‏:‏ مَن استتَر عَن الطلَب بالحَيَاء لَبِسَ للجهل سِرْبَالَه، فقَطِّعُوا سَرَابِيلَ الحياء فإنّه مَن رَق وجهُه رق عِلْمُه، وقال‏:‏ إنَي وجدتُ العِلْم بين الحياء والستْر‏.‏

للخليل في منزلة الجهل وقال الخليل‏:‏ منزلة الجهل بين الحياء والأنَفة‏.‏

لعلي بن أي طالب كرّم الله وجهه وقال علي بن أبي طالب عليه السلامِ‏:‏ قُرِنت الهيْبَةُ بالخَيْبة، والحياءُ بالحِرْمان، والحِكْمة ضالةُ المؤمن فليَطْلُبْها ولو في يَدَيْ أهل الشرك‏.‏

نصيحة عروة بن الزبير لبنيه وقال عُرْوةُ بن الزُّبَيْر لبنيه‏:‏ تعلموا العلم فإنْ تكونوا صِغَارَ قوم فعسى أنْ تكُونوا كِبَارَ قوم آخَرِين، فيا سوءتا ماذا أقبح من جهل بشيخ‏!‏ في تعلُّم العلم وتعليمه وكان يقال‏:‏ عَلم عِلْمَك مَنْ يَجْهَل، وتَعَلَم ممن يَعْلَم، فإنك إذا فعلتَ ذلك عَلِمتَ ما جَهِلتَ وحَفِظْتَ ما عَلِمت‏.‏

لبزرجمهر وقد سُئل عن إدراكه العلم قيل لبُزُرْجِمهْر‏:‏ بِم أدركتَ ما أدركتَ من العلم‏؟‏ فقال‏:‏ بِبُكُور كبُكُور الغُرَاب، وحِرْصٍ كحرص الخِنْزير، وصَبْرٍ كصبر الحِمَار‏.‏

للحسن في طلب العلم في الصّغر وقال الحسن‏:‏ طلبُ العلم في الصِّغر كالنًقش في الحَجَر، وطلبُ العلم في الكِبَر كالنقش على الماء‏.‏

ويقال‏:‏ التفقه على غير علم كحِمار الطاحونة يدور ولا يَبْرَح‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث المرفوع‏"‏ارحموا عزيزًا ذَلّ ارحموا غنيًا افتقر ارحموا عالمًا ضاع بين جُهال‏"‏‏.‏

ويقال‏:‏ أحق الناس بالرحمة عالم يجوز عليه حُكْمُ جاهل‏.‏

للمسيح عليه السلام في الحكمة قال المسيح عليه السلام‏:‏ يا بَني إسرائيلَ لا تُلْقُوا اللؤلُؤَ إلى الخنازير، فإنّها لا تَصْنع به شيئًا، ولا تُعْطُوا الحِكْمةَ مَن لا يُريدها، فإن الحكمةَ أفضلُ من اللؤلؤ، ومن لا يرِيدها شَرُ من الخنازير‏.‏

لديمقراط، وغيره قال ديمقراط‏:‏ عالِم معانِدٌ خير من منْصف جاهل‏.‏

وقال آخر‏:‏ الجاهل لا يكون مُنصِفًا؛ وقد يكون العالمُ معاندًا‏.‏

قال سُفْيان‏:‏ تَعوذُوا باللهّ من فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر‏.‏

قيل للحسن‏:‏ الحِرْفَةُ في أهل العلم؛ ولغيرهم الثرْوة، فقال‏:‏ إنّك طلبت قليلًا في قليل فأعجزك، طلبت المال وهو قليل في الناس، في أهل العلم وهم قليل في الناس‏.‏

شعر للخزيمي، ولآخر وقال الخُزَيْمي‏:‏

لا تَنْظُرَنّ إلى عَقْل ولا أدبٍ *** إن الجدودَ قريناتُ الحماقات

وقال آخر‏:‏

وما ازددتُ من أدبي حَرْفا أسَر بِهِ *** إلا تَزَيدْتُ حَرْفًا تحـتـه شُـومُ

إن المُقدم في حِنْقٍ بصَنْـعـتـه *** أنى تَوجه منها فهـو مـحـروم

شعر الطائي لمحمد بن عبد الملك وقال الطائيّ لمحمد بن عبد الملك‏:‏

أبا جَعْفرٍ إنّ الجَهَالة أمها *** وَلُود وأمُّ العلم جَذَّاءُ حائِلُ

لسفيان الثوري قال الثوْرِي‏:‏ مَن طلب الرياسة بالعلم سريعًا فاته عِلم كثيرٌ؛ وقال‏:‏ يَهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل‏.‏

لبعض أهل العلم قال بعض أهل العلم‏:‏ يُغفَر للجاهل سبعون ذنبًا قبل أن يُغفَر للعالم ذنب واحد‏.‏

لبلال بن أي بردة شعر للخليل بن أحمد قال بلال بن أبي بُرْدة‏:‏ لا يَمنعنكم سوءُ ما تعلمون منا أن تَقْبلوا أحسنَ ما تسمعون‏.‏

شعر للخليل بن أحمد وقال الخليل بن أحمد‏:‏

اعْمَل بعلمي ولا تَنْظُر إلى عملـي *** يَنفَعْك قولي ولا يَضْرُرْك تقصيري

كتب رجل إلى أخ له‏:‏ إنّك قد أوتيتَ علمًا فلا تُطْفِئَنّ نورَ علمك بظُلْمة الذنوب فتَبقى في الظلمة يومَ يسعى أهلُ العلم بنور علمهم‏.‏

لبعض الحكماء في اقتران العلم والعمل وقال بعض الحكماء‏:‏ لولا العلمُ لم يُطْلب العمل، ولولا العملُ لم يُطلب العلم، ولأن ادعً الحقَّ جهلًا به أحب إلي من أن أدَعَه زُهْدًا فيه‏.‏

مثله لمالك بن دينار، ولغيره وقال مالك بنُ دِينار‏:‏ إن العالِمَ إذا لم يَعْمَل بعلمه زَلّت موعظتُه عن القول كما يَزلّ القَطْرُ عن الصَفَا‏.‏

ونحوه قولُ زياد‏:‏ إذا خرج الكلامُ من القلب وَقَعَ في القلب، وإذا خرج من اللسان لم يجاوِز الآذان‏.‏

ويقال‏:‏ العلماءُ إذا عَلِمُوا كمِلوا، فإذا عَمِلوا شُغِلوا، فإذا شُغِلوا فُقدوا، فإذا فُقدوا طُلِبُوا فإذا طُلِبُوا هَرَبُوا‏.‏

قال الحسن‏:‏ ما أحسنَ الرجلَ ناطقًا عالِمًا ومُستَمعًا واعِيًا وواعيًا عامِلًا‏.‏

وقال ابن مسعود‏:‏ إني لأحسَب الرجل يَنْسَى العلمَ بالخطيئة يَعْمَلُها‏.‏

وقال ابن عباس‏:‏ إذا تَرَك العالمُ قولَ لا أدري أصِيبت مقاتِلُه‏.‏

شعر ليزيد بن الوليد بن عبد الملك وقال يزيد بن الوليد بن عبد الملك‏:‏

إذا ما تحدثتُ في مَجْـلِـسٍ *** تَنَاهى حديثي إلى ما علِمتُ

ولم أعْدُ علمي إلى غـيره *** وكان إذا ما تناهى قَصَرْتُ

وقال آخر‏:‏

إذا ما انتهَى عِلْمي تناهيتُ عـنـده *** أطال فأملَى أم تناهى فاقْـصَـرا

ويخبِرُني عن غائب المرء ِفِعْـلُـه *** كفى الفعلُ عما غَيَب المرءُ مُخْبِرا

لعمر بن الخطاب في تغاير الناس على العلم

قال عمرُ بن الخطّاب‏:‏ لا أدركتُ لا أنا ولا أنت زمانًا يتَغايَرُ الناس فيه على العِلْم؛ يتغايرون على الأزواج‏.‏

لسلمان الفارسي قال سَلْمان‏:‏ علم لا يُقال به ككنز لا يُنْفَق منه‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم في أصناف العلم وفي الحديث المرفوع‏:‏ ‏"‏العلم علمان علمٌ في القلب فذلك العلم النافع وعلمٌ محس اللسان فذلك حُجّةُ الله على ابن آدم‏"‏‏.‏

لعمر بن عبد العزيز قال عُمر بن عبد العزيز‏:‏ ما قُرِن شيء إلى شيء أحسن من حِلْم إلى علم ومن عَفْو إلى قُدْرة‏.‏

لأبي الدرداء قال أبو الدّرْدَاء‏:‏ مَن يَزْددْ علمًا يَزددْ وَجَعا‏.‏

لأفلاطون، وغيره في قول‏:‏ لا أعلم قال أفلاطون‏:‏ لولا أن في قول لا أعلم سبَبًا لأنَي أعلمُ لقلتُ إنِّي لا أعْلَمُ‏.‏

وقال آخر‏:‏ ليس معي من فضيلة العلم إلا علمي بأنَي لستُ أعلم‏.‏

للخليل بن أحمد في أصناف الرجال قال الخليل بنُ أحمد‏:‏ الرجال أربعة‏:‏ رجلٌ يدرِي ويدْرِي أنه يَدْرِي فذاك ناس فذكَر، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فعلِّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه‏.‏

كتاب كسرى إلى بزرجمهر وهو في الحبس ورد بزرجمهر عليه كتب كِسْرى إلى بُزُرْجِمهْر وهو في الحبس‏:‏ كانت ثمرةُ علمك أن صِرْتَ بها أهلًا للحبس والقتل‏.‏ فكتب إليه بُزُرجمِهْر‏:‏ أما ما كان معي الجد فقد كنتُ أنتفِعُ بثمرة العلم فالآن إذ لا جد فقد صِرتُ أنتفع بثمرة الصبر مع أني إن كنتُ فَقْدت كثيرَ الخير فقد استرحت من كثير الشر‏.‏ لبزرجمهر ولبعض الحكماء قال بُزُرْجِمهْر‏:‏ من صلح له العُمْرُ صلح له التعلمُ‏.‏

وقيل لبعض الحكماء‏:‏ أيحسُن بالرجل أن يتعلَم‏؟‏ فقال‏:‏ إن كانت الجَهَالةُ تَقْبُح به فإنّ العلم يَحْسُنُ به‏.‏

ويقال‏:‏ التودد زَيْن العلم‏.‏

لعمر بن الخطاب قال عمر بن الخطاب‏:‏ ما من غاشية أدوَم أرَقًا، وأبطأ شِبَعًا من عالم‏.‏

ولمالك بن دينار في طلب العلم قال مالك بن دينار‏:‏ مَن طلب العلم لنفسه فالقليل منه يكفي، ومن طلبه للناس فحوائجُ ناس كثيرةٌ‏.‏

قال إِتقْرَاطُ‏:‏ العلم كثير، والعُمر قصير، والصنعةُ طويلة، والزمان جديد، والتجرِبة خطأ‏.‏ للمسيح عليه السلام قال المسيح عليه السلام‏:‏ إلى متى تَصِفُون الطريقَ للمُدْلجين، وأنتم مُقيمون مع المتحيرين، إنما ينبغي من العلم القليلُ، ومن العمل الكثير‏.‏

سلمان في علمه قال سَلْمان‏:‏ لو حدثتُ الناسَ بكل ما أعلَمُ لقالوا رَحِمَ الله قاتِلَ سَلْمان‏.‏

في القول بغير علم كان يقال‏:‏ لا تقل فيما لا تعلم قلهَم فيما تَعلَم‏.‏

وكان يقال‏:‏ العلم قائد، والعمل، سائق، والنًفْس حَرُون، فإذا كان قائدٌ بلا سائق بَلُدَتْ إذا كان سائقٌ بلا قائد عَدَلتْ يمينًا وشِمَالًا، فإذا اجتمعا أنابت طَوْعًا وكَرْهًا‏.‏

لأيوب في تعرّف منزلة العلم قال أيُوب‏:‏ لا يَعرِف الرجلُ خطأ مُعلَمه حتى يعرِفَ الاختلاف‏.‏

ويقال‏:‏ غَرِيزة العقل أنْثى وما يُستفاد من العلم ذَكَرٌ ولن يصلُحَا إلا معًا‏.‏

للمسيح عليه السلام قال المسيح عليه السلام‏:‏ إن أبْغَض العلماء إلى الله رجل يُحِث الذكرَ بالمَغِيب، ويُوَسع له في المجالس، ويُدْعى إلى الطعام، وتُفْرَغ له المَزَاوِد، بحق أقولُ لكم‏:‏ إن أولئك قد أخذوا أجُورَهم في الدنيا، وإن الله يُضاعِف لهم العذابَ يومَ القيامة‏.‏

لابن عباس رضي الله عنهما على قبر زيد بن ثابت لما دُلًيَ زيد بن ثابت في قبره قال ابن عباس‏:‏ من سَرًه أن يَرَى كيف ذهب العِلْمُ فهكذا ذَهَابُ العلم‏.‏

لبعض الشعراء في تلاقي العلماء وقال بعضُ الشعراء في تَلاَقِي العلماء‏:‏

إذا تَلاقَى القيُولُ وازْدحـمـتْ *** فكيف حالُ البَعُوض في الوَسَطِ

وقال ابن الرقاع‏:‏

ولقد أصبتُ من الـمـعـيشةِ لَـذةً *** ولَقِيتُ من شَظَفِ الخُطوبِ شِدَادَها

وعلمتُ حتّى لستُ أسألُ عالِـمـًا *** عن حَرْفِ واحدةٍ لكـي أزدادَهـا

في أربع لا يأنف منهن الشريف ويقال‏:‏ أربعٌ لا يَأْنف منهن الشريفُ‏:‏ قيامُه عن مجلسه لأبيه، وخِدمتُه لضيفه، وقيامُه على فَرَسه وإن كان له مائةُ عبدٍ، وخدمته العالِم ليأخذَ من علمه‏.‏

لعطاء بن مصعب في غَلَبتْه

قيل لعطاء بن مُصْعَب‏:‏ كيف غَلَبْتَ على البرامكةِ وعندهم مَن هو آدب منك‏.‏ قال‏:‏ ليس للقُرَباء ظَرَافَةُ الغُرَباء، كنتُ بعيدَ الدار، غريبَ الاسم، عظيمَ الكِبْر، صغير الجِرْم، كثير الالتواء، شحيحًا بالإملاء؛ فقَربني إليهم تَباعدني منهم، ورغَبهم فيَّ رغبتي عنهم‏.‏

بين الخزيمي وسعيد بن وهب، ثم بينه وبين أنس بن أي شيخ قاد أبو يعقوب الخُزَيْميٌ‏:‏ تلقَاني سعيد بن وَهْب مع طلوع الشمس فقلت‏:‏ أين تُريد‏؟‏ قال‏:‏ أدُورُ لعليِّ أسمَع حديثًا حَسَنًا، ثم تلقَّاني أنَس بن أبي شيخ فقلت‏:‏ أين تُريد‏؟‏ قال‏:‏ عندي حديث حَسَن فأنا أطلُب له إنسانًا حَسَنَ الفهم حَسَنَ الاستماع، قلت‏:‏ حدّثْني به قال‏:‏ أنت حَسَنُ الفهم سَيءَ الاستماع، وما أرى لهذا الحديث إلا إسماعيلَ بن غَزْوان‏.‏

شعر للطائي وقال الطائيّ في نحو هذا‏:‏

وكُنْتُ أعَزَ مـن قـنُـوعٍ *** تَعَوّضه صَفُوحٌ من مَلُول

فصِرْتُ أذلَّ من معنى دَقيقٍ *** به فَقْر إلى فَهْـمٍ جَـلِـيل

في الفرق بين العالم والأديب كان يقال‏:‏ إذا أردتَ أن تكون عالمًا فاقصِد لفنّ من العلم، وإذا أردت أن تكون أديبًا فخذ من كل شيء أحسَنَه‏.‏

شعر لإبراهيم بن مهدي قال إبراهيم بن المهديّ‏:‏

قد يُرْزَق المرءُ لم تتعب رواحِلُـهُ *** ويُحْرَمُ الرِّزقَ مَن لم يُؤْتَ من تَعَبِ

مع أنني واجِدٌ في النـاس واحـدةً *** الرزقُ أرْوَغُ شيءٍ عن قوي الأدَب

وخَلَةٍ ليس فيها مَن يُخـالـفـنـي *** الرزق والنَوْك مَقرونانِ في سَبَـب

يا ثابِتَ العقل كم عاينتَ ذا حُـمُـقٍ *** الرزقُ أغرى به من لازم الجَرًبِ

بين أنوشروان والموبذ قال أنوشِرْوان للمُوبَذ‏:‏ ما رأسُ الأشياء‏؟‏ قال‏:‏ الطبيعة النقيّة تكتفي من الأدب برائحته، ومن العلم بالإشارة إليه، وكما يذهب البذْر في السٌباخ ضائعًا، كذلك الحكمة تموت بموت الطبيعة، وكما تَغلِب السَباخُ طيبَ البَذْر إلى العَفَن، كذلك الحكمة تَفْسُد عند غير أهلها؛ قال كسرى‏:‏ قد صدقتَ وبحق قلدناك ما قلًدناك‏.‏

قال بعضُ السلف‏:‏ يكون في آخر الزمان علماء يُزَهِّدون في الدنيا ولا يَزْهَدُون ويُرَغبون في الآخرة ولا يَرْغبون، يَنْهَوْن عن غشيان الولاة ولا ينتْهون، يُقَربون الأغنياء ويُباعدون الفقراء، وَيَنْقبِضون عند الحُقرَاء، وينبسطون عند الكُبرَاء‏:‏ أولئك الجبارون أعداء الرحمن‏.‏

لابن عمر في العلم نافع عن ابن عُمَر قال‏:‏ العلم ثلاثة‏:‏ كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري‏.‏

الكُتُب والحفظ

للخليل بن أحمد حدّثني إسحاق بن إبراهيم قال‏:‏ حدّثني قريش بن أنَس قال‏:‏ سمعت الخليل بن أحمد يقول‏:‏ اسْلَمْ من الوَحْدة‏.‏ فقيل له‏:‏ قد جاء في الوَحدةِ ما جاء‏.‏ فقال‏:‏ ما أفسدَها للجاهل، قال بعض الشعراء في قوم يَجمْعون الكُتُب ولا يَعْلَمون‏:‏

زَوامِلُ للأسفارِ لا عِلْمَ عندهـم *** بجيدِها إلا كعِـلْـم الأبـاعِـرِ

لعمرُك ما يَدْرِي المِطي إذا غدا *** بأحمالها أو راحَ ما في الغَرَائزِ

ليحيى بن خالد وللشعبي قال يحيى بن خالد‏:‏ الناسً يكتُبون أحسنَ ما يَسمعون، ويحفظون أحسنَ ما يكتُبون ويتحدثون بأحسن ما يَحفظون‏.‏

قال الشَعْبيّ‏:‏ لو أن رجلًا حفِظ ما نَسِيتُ كان عالمًا‏.‏

لرجلً يصف رجلًا كان يغلط في علمه ووَصَف رجلٌ رجلًا فقال‏:‏ كان يَغْلَطً في علمه من وجُوهٍ أربعةٍ‏:‏ يَسمع غيرَ ما يُقال؛ ويَحفَظ غير ما يَسمع، ويكتُب غيرَ ما يحفَظ، ويُحدِّث بغير ما يَكْتُب‏.‏

لأبي نواس عن الأصمعي وأبي عبيدة قيل لأبي نُوَاس‏:‏ قد بَعَثُوا إلى أبي عُبَيدة والأصمعي ليُجْمَعَ بينهما‏.‏ فقال‏:‏ أما أبو عُبَيدة فإن أمْكَنوه من شُقَره قرأ عليهم أسَاطيرَ الأولين، وأما الأصمعي فبُلْبلٌ في قَفَص يُطر بهم بنَغَماتَه‏.‏

القرآن

لابن شقيق في أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكرهون بيع المصاحف والأخذ على التعليم حدثني الزٌيادي قال‏:‏ حدثنا عبدُ الوارث بن سعيد عن الجُرَيْرِي عن عبد الله بن شقيق قال‏:‏ كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يَكْرَهون بَيْعَ المصاحِف ويَرَوْنه عظيمًا، وكانوا يَكْرهون أن يَأخُذَ المعلمُ على تعليم الغِلْمان شيئًا‏.‏

لعلي بن أي طالب في المؤمن والفاجر حدثني محمد بن عبد العزيز عن خالد الكاهلي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال‏:‏ مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مَثَل الأتْرجة ريحُها طَيب وطعمُها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التَمْرة طعمُها طيب ولا رِيحَ لهاة ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيْحَانة ريحها طيب وطعمها مُرٌّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن مثل الحَنْظَلة طعمها مُر ولا رِيحَ لها‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو وحدثني محمد بن عُبَيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن إسماعيل بن أمية ولَيْث بن أبي سُلَيم عن نافع عن ابن عُمَر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إلا تُسَافروا بالقرآن إلى أرض العدو فإني أخاف أن يَنَاله العدو‏"‏‏.‏

في الاستفتاح بالبسملة حدّثني أبو سفيان الغنوي قال‏:‏ حدّثنا عُمَيْر بن عِمْران العَلاّف قال‏:‏ حدثنا خُرَيمة ابن أسد المُرِّي قال‏:‏ كان سعيدُ بن المُسيب يَستفتح القراءة ب‏"‏ببسم الله الرحمن الرحيم‏"‏ويقول‏:‏ إنها أوّلُ شيءٍ كُتِب في المصحف، وأوّل الكُتُب، وأوّل ما كَتَبَ به سُليمانُ بن داود إلى المرأة‏.‏

بين عمران بن حُدَير وأعرابي وحدّثني أبو حاتم قال‏:‏ حدّثنا الأصمعيّ قال‏:‏ حدثنا رجل عن عِمْران بن حُدَيْر قال‏:‏ قرأت علِى أعرابيّ آخر سُورة‏"‏براءة‏"‏فقال‏:‏ كان هذا من آخر ما نَزَل‏.‏ قالوا‏:‏ كيف‏.‏ قال‏:‏ أرى أشياء تُقْضى وعُهودًا تُنْبَذُ‏.‏ قال‏:‏ وقرأتُ عليه سُورة الأحزاب فقال‏:‏ كأنّها ليست بتامّة‏.‏

لعبد الله بن مسعود في الحواميم حدّثني محمدُ بن عُبيد قال‏:‏ حدثنا سفيانُ بن عُييَنة عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهد قال‏:‏ قال ابن مسعود‏:‏ ‏"‏حم‏"‏دِيباج القرآن‏.‏ قال‏:‏ وزاد فيه مِسْعَر، قال عبد الله‏:‏ إذا وقعتُ في ال‏"‏حم‏"‏وقعتُ في رَوْضات دَمِثات أتأنَق فيهن‏.‏

للحسن في حَمَلة القرآن حدّثني شيخٌ لنا عن المُحارِبي قال‏:‏ حدّثنا بكر بن خُنَيس عن ضِرَار بن عَمْرو عن الحسن قال‏:‏ قراء القرآن ثلاثةٌ‏:‏ رجل اتّخذه بِضَاعةً ينقله من مصر إلى مصر، يطلُب به ما عند الناس؛ وقومٌ حفِظوا حروفَه، وضيًعوا حُدوده، واستدرُوا به الوُلاة، واستطالوا به على أهل بلادهم - وقد كَثَر الله هذا الضربَ في حَمَلة القرآن لا كثرهم الله - ورجلٌ قرأ القرآن فَبَدَأ بما يَعْلَم من دَواء القرآن فوَضَعه على دَاءِ قلبِه‏.‏ فسَهِر ليلَه وهَمَلَت عيناه، تَسَرْبَلوا الخُشُوعَ، وارتدَوْا بالحُزْن، ورَكدُوا في محاريبهم، وجَثَوْا في بَرَانِسهم، فبهم يَسْقِي الله الغَيْثَ، ويُنْزِك النًصَر، ويَرْفَعُ البَلاءَ، واللِه لَهَذا الضَّرْبُ في حَمَلَة القرآن أقل من الكِبْريت الأحمر‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن رَوَى الحارثُ الأعْورُ عن عليّ عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏كتاب الله فيه خَبَرُ ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحُكْمُ ما بينكم هو الفصلُ ليس بالهَوْل هو الذي لا تُزِيغُ به الأهواء ولا تَشْبَع منه العلماء ولا يَخْلُق عن كثرة الرد ولا تَنْقَضِي عجائبُه هو الذي مَن تركه من جبارٍ قَصَمه الله ومن ابتغى الهُدى في غيره أضلَه اللّه هو حَبْلُ اللّه المتين والذَكر الحكيم والصراط المستقيم خذها إليك يا أعور‏.‏

لابن مسعود فيما ينبغي لحامل القران المُحارِبيّ قال‏:‏ حدثنا مالكُ بن مِغْول عمن أخبره عن المُسَيَّب بن رافع عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ ينبغي لحامل القرآن أن يُعْرَف بليلِه إذ الناسُ نائمون، وبِحُزْنه إذ الناس يَفْرَحون، وببكائه إذ الناس يَضْحَكُون؛ وينبغي لحامل القرآن أن يكون عليمًا حكيمًا لينًا مُستَكِينا‏.‏

للنبي صلى الله عليه وسلم وكيع عن أبي مَعْشر المَدِيني عن طلحة بن عبيد الله بن كَريز قال‏:‏ قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من تعظيم جَلاَل الله إكرَامَ في الشًيْبة في الإسلام وإكرامَ الإمام العادل وإكرامَ حامل القرآن‏"‏‏.‏

لبعض المفسرين قال بعضُ المفسرين في قول اللهّ عَز وجل‏:‏ ‏{‏سَأصرِفُ عَن آيَاتيَ الَذِينَ يَتَكًبَرُونَ في الأرْض بِغَيْرِ الْحَق‏}‏ أحْرِمهُم فَهْم القرآن‏.‏

لأعرابي وقد سمع ابن عباس يقرأ سورة من القرآن الكريم

سَمِع أعرابيّ ابن عباسٍ وهو يقرأ ‏{‏وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النًارِ فَأنْقَذَكُمْ مِنْهَا‏}‏‏.‏ فقَال‏:‏ واللِه ما أنقذهم منها وهو يُريد أن يُدخِلَهم فيها، فقال ابن عباس‏:‏ خُذْها من غير فقيه‏.‏