فصل: أبو جعفر أحمد بن حسان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (نسخة منقحة)



.أبو عبد اللَّه بن يزيد:

هو ابن أخت أبي الحجاج يوسف بن موراطير كان طبيبًا فاضلًا وأديبًا شاعرًا وشعره موصوف بالجودة.

.أبو مروان عبد الملك بن قبلال:

مولده ومنشؤه بغرناطة، وكان جيد النظر في الطب، حسن العلاج، وخدم بصناعة الطب المنصور، ثم خدم بعده لولده الناصر، ومات في دولة الناصر في مراكش.

.أبو إسحق إبراهيم الداني:

كانت له عناية بالغة في صناعة الطب، وأصله من بجاية، ونقل إلى الحضرة، وكان أمين البيمارستان وطبيبه بالحضرة، وكذلك ولداه، والأكبر منهما، وهو أبو عبد اللَّه محمد قتل في غزوة العقاب في الأندلس مع الناصر، وتوفي الداني في مراكش في دولاالمستنصر بن الناصر.

.أبو يحيى بن قاسم الإشبيلي:

كان فاضلًا في صناعة الطب، خبيرًا بقوى الأدوية المفردة والمركبة، كثير العناية بها، وكان صاحب خزانة الأشربة التي يأخذها الخليفة المنصور من عنده، وكذلك كان والده في خدمة أبي يعقوب والد المنصور، وتوفي أبو يحيى في مراكش في دولة المستنصر، وكان له ولد فجعل موضعه في الخزانة عوضًا عن أبيه.

.أبو الحكم بن غلندو:

مولده ومنشؤه بإشبيلية، وكان أديبًا شاعرًا حسن الشعر، متميزًا في صناعة الطب محمود الطريقة، وكان مفننًا وخدم بصناعة الطب المنصور، وكان مكينًا عنده وجيهًا في دولته، وكان المنصور في عام ثمانين وخمسمائة حمله معه لما ولي الخلافة، وكان ابن غلندو صاحب كتب كثيرة، ويكتب خطين أندلسيين وتوفي بمراكش ودفن بها.

.أبو جعفر أحمد بن حسان:

هو الحاج أبو جعفر أحمد بن حسان الغرناطي، مولده ومنشؤه بغرناطة، واشتغل بصناعة الطب، وأجاد في علمها وعملها، وخدم المنصور بالطب، وحج أبو جعفر بن حسان مع أبي الحسين بن جبير الغرناطي، الأديب الكاتب، صاحب كتاب الرحلة وذكره معه في الرحلة، وتوفي أبو جعفر بن حسان بمدينة فاس، ولأبي جعفر بن حسان من الكتب كتاب تدبير الصحة ألفه للمنصور، أبو العلاء بن أبي جعفر أحمد بن حسان من مدينة غرناطة، وأحد الأعيان بها والمتميزين من أهلها، قوي الذكاء، حسن الفطرة، مشتغل بالأدب، وعنده براعة وفضل، وهو طبيب وكاتب، وخدم بصناعة الطب المستنصر، وكان حظيًّا عنده، وهو من جملة الفضلاء في صناعة الطب بإشبيلية وقد قطن بها.

.أبو محمد الشذوني:

مولده ومنشؤه بإشبيلية وكان ذكيًّا فطناً، وله معرفة جيدة بعلم الهيئة والحكمة، وكان قد اشتغل بصناعة الطب على أبي مروان عبد الملك بن زهر، ولازمه مدة وباشر أعمالها، وكان مشهورًا بالعلم جيد العلاج، وخدم الناصر بالطب وتوفي بإشبيلية في دولة المستنصر.

.المصدوم:

هو أبو الحسين بن أسدون، شهر بالمصدوم، وهو تلميذ أبي مروان عبد الملك بن زهر، وكان المصدوم دينًا كثير الخير معتنيًا بصناعة الطب، مشهورًا بها، أديبًا شاعراً، ومولده ومنشؤه بإشبيلية، وكان مقيمًا في البلد ويحضر عند المنصور، ويطلبه في أوقات المداواة، وتوفي المصدوم في إشبيلية سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

.عبد العزيز بن مسلمة الباجي:

أصله من باجة الغرب، كان من أعيان أهل الأندلس وأجلائها، ويعرف بابن الحفيد، وكان فاضلًا في صناعة الطب، متميزًا في الأدب، وله شعر جيد، وكان تلميذ المصدوم، وخدم بالطب المستنصر، وتوفي في دولته في مراكش.

.أبو جعفر بن الغزال:

مولده بقنجيرة من أعمال المرية، وأتى إلى الحفيد أبي بكر بن زهر، ولازمه حق الملازمة، وقرأ عليه صناعة الطب وعلى غيره حتى أتقن الصناعة، وخدم المنصور بالطب وكان خبيرًا بتركيب الأدوية ومعرفة مفرداتها، وكان المنصور يعتمد عليه في الأدوية المركبة والمعاجين ويتناولها منه، وكان المنصور قد أبطل الخمر، وشدد بأن لا يأتي بشيء منه إلى الحضرة، أو يكون عند أحد، فلما كان بعد ذلك بمدة، قال المنصور لأبي جعفر بن الغزال أريد أن تجمع حوائج الترياق الكبير وتركبه فامتثل أمره، وجمع حوائجه وأعوزه الخمر الذي يعجن به أدوية الترياق، وأنهى ذلك إلى المنصور فقال له تطلبه من كل ناحية وانظر لعل يكون عند أحد منه ولو شيء يسير لنكمل الترياق، فتطلبه أبو جعفر من كل أحد، ولم يجد شيئًا منه، فقال المنصور واللَّه ما كان قصدي بتركيب الترياق في هذا الوقت إلا لأعتبر هل بقي من الخمر شيء عند أحد أم لا، وتوفي أبو جعفر ابن الغزال في أيام الناصر.

.أبو بكر بن القاضي أبي الحسن الزهري:

هو أبو بكر بن الفقيه القاضي أبو الحسن الزهري القرشي قاضي إشبيلية مولده ومنشؤه بإشبيلية، وكان جوادًا كريمًا حسن الخلق شريف النفس، قد اشتغل بالأدب وتميز في العلم، وكان أحد الفضلاء في صناعة الطب والمتعينين في أعمالها، وخدم بالطب للسيد أبي علي بن عبد المؤمن صاحب إشبيلية، وكان يطبب الناس من دون أجرة ويكتب النسخ لهم، وكان في مبدأ أمره محبًا للشطرنج كثير اللعب به، وجاد لعبه في الشطرنج جدًا حتى صار يوصف به، وحدثني القاضي أبو مروان الباجي قال سألت القاضي أبا بكر بن أبي الحسن الزهري عن سبب تعلمه صناعة الطب فقال لي إنني كنت كثير اللعب بالشطرنج، ولم يكد يوجد من يلعب مثلي به في إشبيلية إلا القليل، فكانوا يقولون أبو بكر الزهري الشطرنجي، فكان إذا بلغني ذلك أغتاظ منه ويصعب علي، فقلت في نفسي لا بد أن اشتغل عن هذا بشيء غيره من العلم لأنعت به، ويزول عني وصف الشطرنج، وعلمت أن الفقه وسائر الأدب، ولو اشتغلت به عمري كله، لم يخصني منه وصف أنعت به، فعدلت إلى أبي مروان عبد الملك بن زهر واشتغلت عليه بصناعة الطب، وكنت أجلس عنده، وأكتب لمن جاء مستوصفًا من المرضى الرقاع، واشتهرت بعد ذلك بالطب، وزال عني ما كنت أكره الوصف به، وعاش أبو بكر بن أبي الحسن الزهري خمسًا وثمانين سنة، وتوفي في دولة المستنصر، ودفن بإشبيلية.

.أبو عبد اللَّه الندرومي:

هو أبو عبد اللَّه محمد بن سحنون، ويعرف بالندرومي منسوبًا إلى ندرومة من نظر مدينة تلمسان، وهو كومي أيضًا ينسب إلى قبيله، جليل القدر، فاضل النفس، محب للفضائل، حاد الذهن، مفرط الذكاء، ومولده بقرطبة في نحو سنة ثمانين وخمسمائة، ونشأ بقرطبة، ثم انتقل إلى إشبيلية، وكان قد لحق القاضي أبا الوليد بن رشد واشتغل عليه بصناعة الطب، واشتغل أيضًا على أبي الحجاج يوسف بن موراطير، والندرومي من جملة المتميزين في علم الأدب والعربية وسمع كثيرًا من الحديث، وخدم الناصر في آخر دولته بصناعة الطب، وخدم بعده لولده المستنصر، وأقام بإشبيلية، وخدم بعد ذلك النجاء سالم بن هود، ولأخيه أبي عبد اللَّه بن هود صاحب الأندلس، ولأبي عبد اللَّه الندرومي من الكتب اختصار كتاب المستصفى للغزالي.

.أبو جعفر أحمد بن سابق:

أصله من قرطبة، وكان فاضلًا ذكيًّا جيد النظر، حسن العلاج، موصوفًا بالعلم، وكان من طلبة القاضي أبي الوليد بن رشد، ومن جملة المشتغلين عليه بصناعة الطب، وخدم بالطب الناصر، وتوفي في دولة المستنصر.

.ابن الحلاء المرسي:

من مرسية وكان موصوفًا بجودة المعرفة بصناعة الطب، وخدم المنصور لما أتى إليه خدمة وافد، وتوفي ببلده.

.أبو إسحاق بن طملوس:

من جزيرة شقر من أعمال بلنسية، وهو من جملة الفضلاء في صناعة الطب، وأحد المتعينين من أهلها، وخدم الناصر بالطب وتوفي ببلده.

.أبو جعفر الذهبي:

هو أبو جعفر أحمد بن جريج، كان فاضلًا عالمًا بصناعة الطب، جيد المعرفة لها، حسن التأني في أعمالها، وخدم المنصور بالطب وكذلك أيضًا خدم بعده الناصر ولده، كان يحضر مجلس المذاكرة في الأدب، وتوفي أبو جعفر الذهبي بتلمسان عند غزوة الناصر إلى إفريقية سنة ستمائة.

.أبو العباس بن الرومية:

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي المعروف بابن الرومية، من أهل إشبيلية ومن أعيان علمائها وأكابر فضلائها، قد أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية وقواها ومنافعها، واختلاف أوصافها، وتباين مواطنها، وله الذكر الشائع والسمعة الحسنة، كثير الخير، موصوف بالديانة، محقق للأمور الطبية، قد شرف نفسه بالفضائل، وسمع من علم الحديث شيئًا كثيرًا عن ابن حزم وغيره ووصل سنة ثلاث عشر وستمائة إلى ديار مصر، وأقام بمصر والشام والعراق نحو سنتين، وانتفع الناس به، وأسمع الحديث، وعاين نباتًا كثيرًا في هذه البلاد مما لم ينبت بالمغرب، وشاهد أشخاصها في منابتها ونظرها في مواضعها، ولما وصل من المغرب إلى الإسكندرية سمع به السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب رحمه اللَّه، وبلغه فضله وجودة معرفته بالنبات، وكان الملك العادل في ذلك الوقت بالقاهرة فاستدعاه من الإسكندرية، وتلقاه وأكرمه ورسم بأن يقرر له جامكية وجراية، ويكون مقيمًا عنده فلم يفعل، وقال إنما أتيت من بلدي لأحج إن شاء اللَّه وأرجع إلى أهلي وبقي مقيماًعنده مدة، وجمع الترياق الكبير وركبه، ثم توجه إلى الحجاز، ولما حج عاد إلى المغرب وأقام بإشبيلية، ولأبي العباس بن الرومية من الكتب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس، مقالة في تركيب الأدوية.

.أبو العباس الكنيناري:

هو أبو العباس أحمد بن أبي عبداللَّه محمد، من أهل إشبيلية، عارف بصناعة الطب، من فضلاء أهلها والمتميزين من أربابها، قرأ الطب في أول أمره على عبد العزيز بن مسلمة الباجي، ثم قرأ بعد ذلك على أبي الحجاج يوسف بن موراطير في مراكش وأقام بإشبيلية، وخدم لأبي النجاء بن هود صاحب إشبيلية، وكان يطب أيضًا لأخيه أبي عبد اللَّه بن هود.

.ابن الأصم:

هو من الأطباء المشهورين بإشبيلية، وله خبرة في صناعة الطب، وقوة نظر في الاستدلال على الأمراض ومداواتها، وله حكايات مشهورة، ونوادر كثيرة في معرفته بالقوارير وأخباره عندما يراها بجملة حال المريض، وما يشكوه وما كان قد تناوله من الأغذية، وحدثني أبو عبد اللَّه المغربي قال كنت يومًا عند ابن الأصم وإذا بجماعة قد أقبلوا إليه، ومعهم رجل على دابة، وهو منكب عليها فلما وصلوا وجدنا ذلك الرجل وفي فمه حية قد دخل بعضها مع رأسها في حلقه، وبقيتها ظاهرة، وهي مربوطة بخيط قنب إلى ذراع الرجل فقال ما شأن هذا؟ فقالوا له إن عادته ينام وفمه مفتوح، وكان قد أكل لبناً، فنام، فلما جاءت هذه الحية لعقت فمه، وداخل فمه وهو نائم، ولما أحست بمن أتى خافت وانساب بعضها في حلقه، وأدركناها فربطناها بهذا الخيط لئلا تدخل في حلقه، فلما نظر إلى ذلك الرجل وجده وهو في الموت من الخوف فقال له ما عليك، كدتم تهلكون الرجل، ثم قطع الخيط فانسابت الحية في حلقه واستقرت في معدته، فقال له الآن تبرأ، وأمره أن لا يتحرك وأخذ أدوية وعقاقير فأغلاها في ماء غليًا جيداً، وجعل ذلك الماء في إبريق، وسقاه الرجل وهو حار فشربه، وصار يجس معدته حتى قال ماتت الحية، ثم سقاه ماء آخر مغليًّا فيه حوائج، وقال هذه تهرئ الحية مع هضم المعدة، وصبر مقدار ساعتين وسقاه ماء قد أغلي فيه أدوية مقيئة فجاشت نفس الرجل وذرعه القيء فعصب عينيه وبقي يتقيأ في طشت فوجدنا فيه الحية وهي قطع، وهو يأمره بكثرة القيء، حتى تنظفت معدته، وخرجت بقايا الحية فقال له طب نفسًا فقد تعافيت، وذهب الرجل مطمئنا صحيحًا بعد أن كان في حالة الموت.