فصل: كتاب العلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثالثة»***


كتاب العلم

حد العلم الواجب تعلمه

الفتوى رقم ‏(‏4138‏)‏

س‏:‏ المطلوب بيان العلم الذي هو شرط في تبليغ الناس دعوة الإسلام، وما نوع هذا العلم، وما المدخل إليه، ومن أي الكتب يدرس على وجه التحديد‏؟‏ أرجو تسمية تلك الكتب، وهل يشترط لذلك شيخ معلم أم لا، وكيف نبدأ دعوة الناس إلى الحق‏؟‏ أرجو بيان الطريق بوضوح‏.‏ علما بأنني طالب بكلية الطب، وذلك يستلزم جهد ووقت كبيرين في مذاكرة الطب‏.‏ أرجو بيان الإجابة مفصلة غير مجملة؛ بحيث لا تخفى على عامي جاهل‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ يجب على المسلم أن يبلغ ما لديه من العلم، قل ذلك أو كثر، لمن لم يعلمه، من دون تحديد بوقت أو قدر من العلم سوى الحاجة إلى بيان ما عنده، وتبليغه، وقد يتعين عليه إذا لم يوجد من يقوم بالبلاغ والبيان غيره؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعملا بما رواه أحمد والبخاري والترمذي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ أخرجه أحمد 2/ 159، 202، 214، والبخاري 4/ 145، والترمذي 5/ 40 برقم ‏(‏2669‏)‏، والدارمي 1/ 136، وعبد الرزاق 6/ 109، 10/ 312 برقم ‏(‏10157، 19210‏)‏، وابن حبان 14/ 149 برقم ‏(‏6256‏)‏، والطبراني في الصغير 1/ 166، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 128، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 387 برقم ‏(‏662‏)‏، والأصبهاني في الحلية 6/ 78، والبيهقي في الآداب ‏(‏ص 454‏)‏ برقم ‏(‏1217‏)‏، والبغوي 1/ 243 برقم ‏(‏113‏)‏‏.‏ بلغوا عني ولو آية‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث، وما رواه أحمد والترمذي وابن حبان، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ سنن الدارمي المقدمة ‏(‏230‏)‏‏.‏ نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع، وقد روي هذا من طرق أخرى، بألفاظ متعددة‏.‏ وحذرا مما توعد الله به كاتم العلم بقوله سبحانه‏:‏ سورة البقرة الآية 159 ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ‏}‏ سورة البقرة الآية 160 ‏{‏إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏}‏ ويحرم عليه أن يقول ما لا يعلم، أو يخوض فيما ليس له به علم؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 33 ‏{‏قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ‏}‏ وقوله‏:‏ سورة الإسراء الآية 36 ‏{‏وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ‏}‏ وغير ذلك من النصوص التي في معنى ما تقدم؛ حثا على البلاغ، وتحذيرا من القول في الإسلام بغير علم‏.‏

ثانيا‏:‏ العلوم الإسلامية أنواع‏:‏ علم التوحيد بأقسامه‏:‏ توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة، وتوحيد الأسماء والصفات‏.‏ وعلم الفقه بأقسامه‏:‏ قسم العبادات‏:‏ كالصلاة والصوم والزكاة والحج، وقسم المعاملات‏:‏ كالبيع والشراء والإجارة‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وقسم الأحوال الشخصية‏:‏ كالنكاح والوقف والمواريث‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ والجنايات، والحدود، وعلم الآداب والأخلاق، وقد ألف في كل نوع منها كتب يعرفها طلبة العلم سيأتي بيان بعضها‏.‏

ثالثا‏:‏ المدخل إلى تعلم هذه العلوم دراسة كتاب الله تعالى، وتدبر معانيه، ودراسة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتفقه فيها، لمعرفة صحيحها من ضعيفها، وفهم معانيها، واستنباط الأحكام، ودراسة كتب الفقه التي ألفها العلماء الأخيار الذين درسوا الكتاب والسنة، واستنبطوا منها الأحكام، وهذه الكتب منها المختصر والمطول والسهل والصعب، وكل يقرأ منها ما يناسب استعداده الفكري، ومقدار تحصيله للعلوم وما يحتاج إليه في حياته، فالبادئ يقرأ في المختصر السهل منها، مثل‏:‏ تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي، وتفسير ابن كثير، وسبل السلام للصنعاني، شرح بلوغ المرام لأحاديث الأحكام لابن حجر العسقلاني، ومثل‏:‏ عمدة الفقه لابن قدامة، وكتاب الكافي له وكلاهما في الفقه، وكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح، وكتاب العقيدة الواسطية لابن تيمية، وكتاب التوحيد وكتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب‏.‏ وأما العالم أو المتعلم فيختار لنفسه ما ينفعه منها، ويستشير في ذلك من يثق به من أهل العلم، ومن ذلك تفسير ابن جرير الطبري، وفتح الباري لابن حجر على صحيح البخاري، وشرح النووي لصحيح مسلم، وكتاب الأم للشافعي، والمغني لابن قدامة، وبداية المجتهد لابن رشد، ونحو ذلك من الكتب‏.‏ ولا بد من معلم لكل من يريد أن يتعلم، في أي فن من الفنون العلمية والنظرية والعملية، وهذه ظاهرة كونية في الخلق، مسلمهم وكافرهم، لكنهم يتعاونون في حاجتهم إلى ذلك؛ لتفاوتهم في استعدادهم وما لديهم من تحصيل ووسائل تساعد على فهم الأحكام، وما سهل على الطالب حصله بنفسه من مراجعه الصحيحة، وما أشكل عليه تعاون مع إخوانه على فهمه أو سأل عنه من هو أعلم منه ممن يثق به من العلماء‏.‏

رابعا‏:‏ يبدأ الداعية في إرشاده الناس إلى الحق؛ بتعليمهم التوحيد، ثم أصول العبادات، وما يحتاج إليه من المعاملات‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، والنقاش الهادئ؛ بقصد الوصول إلى الحق؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة النحل الآية 125 ‏{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الفتوى رقم ‏(‏6249‏)‏

س‏:‏ في الحقيقة عندي مسألة محيرة منذ زمن طويل، وأود لو تأخذ بيدي لجادة الحق والصواب بها، وهي مفصلة كالآتي‏:‏ يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديثه الشريفة‏:‏

أ- أخرجه أحمد 5/ 196، وأبو داود 4/ 58 برقم ‏(‏3641‏)‏، والترمذي 5/ 49 برقم ‏(‏2682‏)‏، وابن ماجه 1/ 81 برقم ‏(‏223‏)‏، والدارمي 1/ 98، وابن حبان 1/ 289- 290 برقم ‏(‏88‏)‏ والطحاوي في مشكل الآثار 1/ 429 ‏(‏الطبعة الهندية‏)‏، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏ص 63- 69‏)‏، والبغوي في شرح السنة 1/ 276 برقم ‏(‏129‏)‏‏.‏ إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر‏.‏

ب- أخرجه الترمذي 5/ 50 برقم ‏(‏2685‏)‏، والطبراني 8/ 278 برقم ‏(‏7912‏)‏، من حديث أبي أمامة الباهلي‏.‏ وبنحوه مختصرا‏:‏ رواه ‏(‏كشف الأستار‏)‏ 1/ 83 برقم ‏(‏133‏)‏ من حديث عائشة رضي الله عنها، والطبراني في الأوسط 7/ 124 برقم ‏(‏6215‏)‏، من حديث جابر رضي الله عنه‏.‏ ورواه الدارمي مرسلا في المقدمة 1/ 88‏.‏ إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير‏.‏

ج- أخرجه أحمد 2/ 372، ومسلم 3/ 1255 برقم ‏(‏1631‏)‏، وأبو داود 3/ 300 برقم ‏(‏2880‏)‏، والترمذي 3/ 660 برقم ‏(‏1376‏)‏، والنسائي 6/ 251 برقم ‏(‏2651‏)‏، والبيهقي 6/ 278، والبغوي 1/ 300 برقم ‏(‏139‏)‏‏.‏ إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث‏:‏ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له‏.‏

د- سنن أبو داود المناسك ‏(‏2041‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/527‏)‏‏.‏ إن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى النملة في جحرها ‏'‏‏'‏انظر حديث‏:‏ ‏'‏‏'‏إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير‏'‏‏'‏ السابق‏'‏‏'‏‏.‏

هـ- روي مرفوعا وموقوفا، فأما المرفوع‏:‏ فورد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عند الطبراني في الكبير 10/ 247 برقم ‏(‏10461‏)‏، والأوسط 8/ 283 برقم ‏(‏7571 طحان‏)‏، وأبو نعيم في الحلية 1/ 376‏.‏ كما ورد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏ص 55‏)‏‏.‏ كما ورد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، عند القضاعي في مسند الشهاب 1/ 189 برقم ‏(‏279‏)‏، والطبراني في الكبير ‏(‏كما في مجمع الزوائد 1/ 122‏)‏‏.‏ كما ورد من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، عند ابن ماجه 1/ 83 برقم ‏(‏228‏)‏، والطبراني في الكبير 8/ 262 برقم ‏(‏7875‏)‏، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏ص 55، 56‏)‏‏.‏ العالم والمتعلم شريكان في الخير، وسائر الناس لا خير فيه، رواه الطبراني عن أبي الدرداء موقوفا‏.‏

و- أخرجه أحمد 1/ 437، 3/ 225، 4/ 80، 82، 5/ 183، وأبو داود 4/ 68- 69 برقم ‏(‏3660‏)‏، والترمذي 5/ 34 برقم ‏(‏2656- 2658‏)‏، وابن ماجه 1/ 84- 86، 2/ 1015، 1016 برقم ‏(‏230- 232، 236، 3056‏)‏، والدارمي 1/ 74- 76، والحاكم 1/ 86- 88، وابن حبان 1/ 268، 270- 272، 2/ 455 برقم ‏(‏66- 69، 680‏)‏، والطبراني في الكبير 2/ 41، 131، 132 5/ 158، 171، 172 برقم ‏(‏1224، 1541- 1544، 4890، 4924، 4925‏)‏، 17/ 49 برقم ‏(‏106‏)‏، وفي الأوسط 2/ 180، 363، 4/ 74، 6/ 84، 141، 7/ 505، 8/ 13، 133، 337، 10/ 202 برقم ‏(‏1326، 1632، 3096، 5175، 5288، 7000، 7016، 7267، 7686، 9440 ت‏:‏ الطحان‏)‏، وفي الصغير 1/ 109، وأبي يعلى 9/ 62، 198، 13/ 408 برقم ‏(‏5126، 5296، 7413‏)‏، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 45 برقم ‏(‏94‏)‏ وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏ص 70- 75‏)‏، والبغوي في شرح السنة 1/ 236 برقم ‏(‏112‏)‏‏.‏ نضر الله امرء سمع مقالتي فوعاها، وأداها كما سمعها‏.‏

ويقول الله في محكم كتابه‏:‏

أ- سورة الحديد الآية 19 ‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ‏}‏ الآية من سورة الحديد الآية 19‏.‏

ب- سورة النساء الآية 69 ‏{‏وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا‏}‏ من سورة النساء‏.‏

فالسؤال هو‏:‏

يفهم من أحاديث الرسول عليه السلام، ومن آيات الله المحكمات‏:‏ بأن العلم والعالم المقصود هو علم الدين الإسلامي، وعالم الشريعة الإسلامية، فهم الربانيون، وهم الصديقون، وهم الراسخون في العلم، وهم الشهداء على الناس، ولكن يقول الله في كتابه الكريم أيضا‏:‏

أ- سورة المجادلة الآية 11 ‏{‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏}‏‏.‏

ب- سورة العنكبوت الآية 20 ‏{‏قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ‏}‏‏.‏

ج- سورة فصلت الآية 53 ‏{‏سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ‏}‏‏.‏

د- سورة الأعراف الآية 185 ‏{‏أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ‏}‏‏.‏

هـ- سورة الطارق الآية 5 ‏{‏فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ‏}‏ سورة الطارق الآية 6 ‏{‏خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ‏}‏ سورة الطارق الآية 7 ‏{‏يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ‏}‏‏.‏

ويقول الرسول عليه السلام‏:‏ أخرجه أحمد 4/ 278، وأبو داود 4/ 192- 193، برقم ‏(‏3855‏)‏، والترمذي 4/ 383 برقم ‏(‏2038‏)‏، وابن ماجه 2/ 1137 برقم ‏(‏3436‏)‏ وابن أبي شيبة 7/ 360 برقم ‏(‏3468 وما بعده‏)‏، وابن حبان 2/ 236، 13/ 426، 429 برقم ‏(‏486، 6061، 6064‏)‏، والطبراني في الكبير 1/ 179- 185 برقم ‏(‏463- 467، 469، 471، 474، 477- 480، 482- 484‏)‏، وفي الصغير 1/ 203 برقم ‏(‏559‏)‏، والحاكم 4/ 399، 400، والبخاري في الأدب المفرد ‏(‏ص 109‏)‏ برقم ‏(‏291 سلفية‏)‏، والطيالسي ‏(‏ص 171‏)‏ برقم ‏(‏1232‏)‏، والبيهقي 9/ 343، والبغوي 12/ 138- 139 برقم ‏(‏3226‏)‏‏.‏ يا عباد الله تداوو؛ فإن لكل داء دواء، إلا داء واحدا وهو الهرم‏.‏

وهنا من خلال القسم الثاني من الآيات والأحاديث، نرى بأن الله يدعونا لعلوم أخرى غير علم الشريعة، فالله يدعونا في كثير من الآيات لدراسة جسم الإنسان ‏(‏أي‏:‏ الطب البشري‏)‏؛ حتى نتبين آيات الله وإعجازه في خلقه؛ حتى نبين ذلك للناس، ونثبت لهم عظمة الله ووجوده، وصحة الشرع الإسلامي لمن يبطل الحق، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام يأمرنا بذلك، أي بدراسة الطب وتطبيب الناس بها، وفي أحاديث كثيرة يقول الرسول العديد من الوسائل الطبية للعلاج من تلك التي لا يمكننا استخدامها الآن إلا بواسطة طبيب متخصص عنده علم شرعي‏.‏ فالسؤال ‏(‏الجزء الأول‏)‏‏:‏

هل إن العلم الذي يثيب الله عليه الإنسان، ويرفعه الدرجات العلى به، ويجعله في المرتبة الرابعة في الجنة، بعد الأنبياء والرسل، هو العلم الشرعي، أي الديني فقط، وبالتالي دارس الطب الذي يعمل في سبيل الله لا حظ له ولا نصيب‏؟‏ أم أن العلم المقصود في الآيات وفي الأحاديث هو كل علم درسه الإنسان وفقا للشروط الآتية‏:‏

أ- فائدة الإسلام والمسلمين‏.‏

ب- نية الإثابة من الله عز وجل‏.‏

ج- الوصول لحقائق إيمانية جديدة، وبيانها للناس؛ حتى تزيد قوة إيمانهم‏.‏

د- زيادة الإيمان من رؤية آيات إعجاز الله في خلقه وفي الكون‏؟‏

مع الأخذ بعين الاعتبار بأن أي دارس لأي علم يكون عنده الحد الأدنى من العلم الشرعي المفروض عليه، وبالتالي ‏(‏الجزء الثاني من السؤال‏)‏‏:‏

إذا كان الإنسان درس وما زال يدرس الحد الأدنى المفروض عليه من العلم الشرعي، وأراد بعدها أن يدرس الطب البشري في سبيل الله؛ لعلاج المسلمين، والوصول إلى حقائق إيمانية جديدة، تربطه مع العلم الشرعي، فهل يدخله الله في الإثابة كطالب العلم الشرعي، أي‏:‏ هل يثيبه الله حسب جهده ومقدار علمه مهما كان، طالما هو في سبيل الله، أم أن العلم الشرعي يحتل المكانة الأولى في الإثابة، وتليه العلوم الأخرى كالطب وغيره‏؟‏

الجزء الثالث‏:‏

إذا كان دارس الشريعة له الفضل الأكبر من دارس الطب، مع العلم أن كلا منهما يريد وجه الله في علمه وعمله، فما ذنب دارس الطب أن يضيع عليه هذا الفضل، وهو يدرس لعلاج الناس، وللبحث في إعجاز الله في خلقه؛ تبعا لأوامر الله وتوجيهاته في كتابه‏؟‏ وهل معنى أن دارس الشريعة؛ لأنه يفيد عددا أكبر من الناس عن الطبيب المتخصص الذي يفيد عددا أقل- بحكم أن المرضى هم جزء من الناس- أنه أكثر إثابة من الطبيب، أم أن الله سيحاسب الاثنين كل على قدر جهده وعلمه وعمله، المتعلق بظروفه الخاصة‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ أنزل الله كتابه، وأرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم؛ ليهدي الناس إلى الصراط المستقيم، في عقائدهم وعبادتهم ربهم سبحانه، وليبين لهم أحكام ما يدور بينهم من معاملات تنظم بها أمور دينهم ودنياهم، بيانا شافيا، وقد أتم الله نعمته بذلك على عباده، وأكمل لهم دينهم الذي ارتضاه لهم، قال الله تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 3 ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا‏}‏‏.‏

ثانيا‏:‏ أمر الله تعالى أن يتدبروا آياته الكونية، وأن يتبصروا في عجائب مخلوقاته؛ ليقفوا على أسرارها، وليتعرفوا من خلال ذلك على بارئها؛ فيؤمنوا به وتخبت له قلوبهم، ويقدروه حق قدره سورة إبراهيم الآية 52 ‏{‏وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ‏}‏ فيعبدوه وحده لا شريك له مخلصين له الدين، رجاء ثوابه وخوف عقابه، وليستيقنوا أنه لم يخلقهم عبثا، ولن يتركهم سدى، فإن مقتضى حكمته أن يعيدهم ليوم الجزاء؛ ليوفي كل نفس ما كسبت، سورة الزلزلة الآية 7 ‏{‏فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ‏}‏ سورة الزلزلة الآية 8 ‏{‏وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏}‏ سورة العنكبوت الآية 19 ‏{‏أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ سورة العنكبوت الآية 20 ‏{‏قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ سورة العنكبوت الآية 21 ‏{‏يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ‏}‏ فهذه الآيات سيقت للاستدلال بما ذكر فيها من توحيد الربوبية على إثبات ما سبقها من الخبر عن توحيد الإلهية، الذي دعا إليه كل من نوح وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام قومه، وللاستدلال بما ذكر فيها من كمال قدرة الله على بدء الخلق، على أن يعيدهم للحساب والجزاء، فأمرهم أن ينظروا في الخلق نظر تدبر واعتبار، وأن يسيروا في الأرض ليعرفوا الدلائل الكونية على توحيد الله في ألوهيته، وكمال أسمائه وصفاته، وقدرته على البعث يوم القيامة، ولينظروا كيف كانت عاقبة من آمن ومن كفر، من نصر ونجاة للمؤمنين، ودمار وهلاك للكافرين؛ فيسلكوا سبيل الحق الذي دعا إليه المرسلون، ويهتدوا بهداهم، ويجتنبوا طريق من كذب رسله، فأنزل بهم بأسه، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون، فبالتبصر في هذه الآيات، والاعتبار بها، والإيمان بما دلت عليه من عقائد وأحكام، وما يتبع ذلك من عواقب؛ يرفع الله بها الذين آمنوا والذين أوتوا هذا العلم عنده درجات، نصرا وعزة في الدنيا، وفوزا وسعادة يوم القيامة‏.‏

ومن هذا يتبين أن القصد من هذه الآيات‏:‏ إثبات أصول دينية، هي توحيد الإلهية وبعث العباد يوم القيامة للجزاء، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعواه الرسالة، وفي دعوته الناس إلى التوحيد والبعث للجزاء، وقد دل على ذلك ما سبقها وما لحقها من الآيات، ولم يقصد بها وضع قواعد للصناعة والزراعة، يتعرف الناس منها شؤون دنياهم، أو نظريات هندسية، أو شرح لسننه الكونية، ليتعرف الناس منها علوم الهندسة والفيزياء، وطبقات الأرض، ويصلوا بذلك إلى ما ينهض بهم في دنياهم من مخترعات، إنما وصل إلى ذلك من وصل بتوفيق الله، ثم بما وهب الله له من فكر ثاقب، ودراسة محكمة لما سخر الله لهم من ملكوت السموات والأرض وما بينهما، وما أودع الله في ذلك من سنن كونية، فالأصل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التشريع الديني تقعيدا وتفصيلا، لا التقعيد والتفصيل للعلوم الكونية، وما جاء فيهما من ذلك فهو قليل وغير مقصود بالمقصد الأول، بل بالتبع، كالأخبار التي وردت في مسائل من الطب ونحوه، وهي جزئيات محدودة، لا قواعد كلية يرجع إليها في تشخيص الأمراض، أو يعتمد عليها في جميع أنواع العلاج، أو يتعرف منها خواص جميع الخامات، وما يكون منها علاجا للأنواع المختلفة من الأمراض‏.‏

وكذا القول في آية سورة الأعراف الآية 185 ‏{‏أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‏}‏‏.‏

فإنها حث للمكذبين على النظر في ملكوت السموات والأرض، وفي عجائب جميع ما خلق الله؛ ليستدلوا بذلك على ما سبق التصريح به، من توحيد العبادة، وإفراده تعالى بالدعاء، وتسميته تعالى بما سمى ووصف به نفسه، من كمال الأسماء والصفات، ولا يلحدوا فيها كما ألحد غيرهم؛ بإنكارها وجحدها، أو تحريفها عن مواضعها، أو تسميته تعالى ووصفه بغير ما سمى ووصف به نفسه، أو تسمية غيره ووصفه بما سمى ووصف به سبحانه نفسه، لئلا يصيبهم بأس الله وعقابه بما كانوا يفترون، من الإلحاد في أسمائه وصفاته، وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وليحذروا أن يغتروا بإملائه، فإنه سبحانه يملي إعذارا واستدراجا، ولكنه لا يهمل، قال الله تعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 180 ‏{‏وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ سورة الأعراف الآية 181 ‏{‏وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ‏}‏ سورة الأعراف الآية 182 ‏{‏وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏ سورة الأعراف الآية 183 ‏{‏وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ‏}‏ ثم نوه بشأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ورجاحة عقله وصدقه في رسالته ونذارته، فقال سبحانه‏:‏ سورة الأعراف الآية 184 ‏{‏أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ‏}‏ ثم أمرهم بالنظر في ملكوت السموات والأرض‏.‏ فالآية مع ما قبلها سيقت لإثبات التوحيد بأنواعه، وإثبات رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصدقه فيما جاء به من الله، وإثبات الجزاء عاجلا أو آجلا يوم القيامة، كالآيات الأولى التي من سورة العنكبوت، ولم تنزل لوضع تقعيد أو نظريات للعلوم الكونية، يرجع إليها من يريد أن يتعلم تفاصيل هذه العلوم، إلى آخر ما تقدم إيضاحه في الآيات السابقة‏.‏

ولا يبعد مغزى آية‏:‏ سورة فصلت الآية 53 ‏{‏سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ‏}‏ عن مغزى ما تقدم من آيات سورة الأعراف وسورة العنكبوت، من إثبات التوحيد وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في الرسالة، وإثبات البعث يوم القيامة، بل سورة ‏(‏فصلت‏)‏ نزلت كلها لإثبات ذلك وبيانه‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ سورة الطارق الآية 5 ‏{‏فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ‏}‏ سورة الطارق الآية 6 ‏{‏خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ‏}‏ سورة الطارق الآية 7 ‏{‏يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ‏}‏ فإنه سيق للاستدلال ببدء خلق الإنسان، على قدرة الله على إعادته، فإن من قدر على البدء فهو على الإعادة أقدر، على ما هو الحال في النظر، وإن كان الكل بالنسبة لقدرة الله سواء، قال الله تعالى‏:‏ سورة الروم الآية 27 ‏{‏وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ بل سورة الطارق كلها في إثبات البعث وتهديد المكذبين‏.‏

وأما حديث التداوي فالقصد منه الأمر بالتداوي، والتنبيه على الأخذ بالأسباب، وعدم الإعراض عنها، وبيان أن ذلك لا ينافي التوحيد؛ إذا كان المتداوي لا يعتمد على الأسباب ويجعلها الأصل في الشفاء، بل يوقن بأن الشفاء من الله، وأنه هو الذي جعل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء كما ثبت ذلك في الحديث، ولم يفصل النبي صلى الله عليه وسلم أنواع الأدوية والأدواء، ولم يبين لكل داء ما يخصه من الأدوية، إلا في جزئيات قليلة، ولم يضع للطب قاعدة يتعرف منها من يريد تعلم الطب، وخواص الأدوية، وأعراض الأمراض، ولكن حثهم على النظر وتعلم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وسخر الله لهم الكون، وأعطاهم العقل؛ ليتبصروا في ذلك، ووفق منهم من شاء لما شاء من إدراك أسرار الكون وعجائبه، وما فيه من الخواص والمنافع والمضار‏.‏

فعلى المسلمين أن يتبصروا في كتاب الله تعالى، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ليعلموا كمال الشريعة، ومقاصدها، وتفاصيلها، كل ذلك بقدر ما آتاه الله من عقل واستعداد، وما هيأ الله له من صحة وفراغ، كما أن عليهم أن يدرسوا أيضا سنن الله الكونية في السموات والأرض، ليعلموا ما أودع الله فيها من أسرار، وليستنبطوا منها ما شاء الله مما هم في حاجة إليه‏:‏ من علوم الطب والزراعة والصناعة والفيزياء وطبقات الأرض، وغيرها من العلوم الكونية؛ ليستفيدوا منها في دنياهم، ويستعينوا بها في شؤون دينهم، ويستغنوا بها عمن سواهم من الكافرين؛ وبذلك يجمعون بين القوة والعزة في الدنيا، والنجاة والسعادة في الآخرة، ويصلحون للخلافة في الأرض، وعمارتها دينا ودنيا‏.‏

وعلى ولاة أمور المسلمين من علماء وحكام، أن ينهضوا بالأمة الإسلامية، وأن يرعوها حق الرعاية، ويأخذوا بأيديها إلى ما فيه الخير والصلاح، علما وعملا، ويوزعوا جهودها على جميع جوانب الحياة، دراسة وإنتاجا، لشتى العلوم والأعمال، دينية ودنيوية، ليوجدوا الأكفاء الذين يقومون بمصالحها، ويتضلعون بأعبائها، ويتحملون مسئولياتها، وتستغني بهم عمن سواها من الدول علما وعملا‏.‏

ومن هذا يتبين أن كل علم ديني مع وسائله التي تعين على إدراكه، داخل فيما يرفع الله- من علمه وعمل به، مخلصا له- عنده درجات، وأنه مقصود بالقصد الأول‏.‏ وكل علم دنيوي تحتاجه الأمة، وتتوقف عليه حياتها، كالطب والزراعة والصناعة ونحوها، داخل أيضا إذا حسنت النية، وأراد به متعلمه والعامل به نفع الأمة الإسلامية ودعمها، ورفع شأنها، وإغنائها عن دول الكفر والضلال، لكن بالقصد الثاني التابع، ودرجات كل متفاوته تبعا لمنزلة ذلك من الدين، وقوته في النفع ودفع الحاجة، والله سبحانه هو الذي يقدر الأمور قدرها، وينزلها منازلها، وهو الذي يعلم السر وما هو أخفى، وإليه الجزاء ورفع الدرجات في الدنيا والآخرة، وهو الحكيم العليم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

إذن الوالدين في طلب العلم

الفتوى رقم ‏(‏3816‏)‏

س‏:‏5- هل طلب العلم المفروض مشترط فيه إذن الأبوين أم لا‏؟‏

6- هل بقي أحد من العلماء الذين يصلون بإسنادهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى كتب أئمة الإسلام‏؟‏ دلونا على أسمائهم وعناوينهم حتى نستطيع في طلب الحديث والعلم إليهم‏.‏

7- هل يجوز أخذ الحديث والإجازة عن شيخ مبتدع، يفتي بغير الحق‏؟‏

وأخيرا نرجو من سيادتكم إذا كنتم من الذين يصلون بسندهم إلى الإمام مالك، أن تكتبوا لنا إجازة مبينا فيها إسنادك؛ حتى نرويه عنك‏.‏ ولك منا جزيل الشكر والدعاء‏.‏

ج‏:‏ طلب العلم الذي يتوقف عليه صحة إيمانك وأداء الفرائض، لا يتوقف على إذن الوالدين، وما كان من العلوم فرض كفاية فاستأذن فيه الوالدين‏.‏

يوجد عند بعض العلماء أسانيد تصلهم بدواوين السنة، لكن ليست لها قيمة؛ لطول السند، وجهالة الكثير من الرواة، عدالة وضبطا‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الفتوى رقم ‏(‏4011‏)‏

س‏:‏ أنا طبيب جراح، أعمل خارج مصر منذ حوالي سبع سنوات، في نيجيريا والمملكة العربية السعودية، ومنذ أن خرجت والحمد لله ابتدأت في تحويل الفائض من راتبي إلى أحد البنوك المصرية، وأحصل على فوائد وأرباح من جراء ذلك- فأنا لا أعرف شيئا في هذه الدنيا سوى مهنتي، ففي هذه الأيام لا يؤتمن تاجر أو زارع على مال لأشاركه في تجارته أو زراعته- جزء من هذا المال المتواضع بالعملة المصرية، وفي هذا البنك يستدين منه بعض الناس بالعملة المصرية، والباقي في مشروعات عمرانية وتجارية وزراعية واستثمارية، وجزء آخر بالدولار الأمريكي، ونادرا ما يستدين شخص بالعملة الأجنبية؛ حيث إن فوائدها كبيرة، ولكني أعلم أن لدى البنك من المشروعات الكثيرة، تدر عليه أرباحا طائلة‏.‏ ولأني مسلم أخاف الله ولكن أريد أن أعيش أولادي من مال حلال، أريد أن تبصرني الطريق، هل أسأل البنك عن نسبة السلفيات بالنسبة للمشروعات وأستغني عن هذه النسبة أم ماذا‏؟‏ لأني أنوي العودة إلى البلاد، وإذا اعتمدت وصرفت من هذا المال فقط فسوف ينفذ في سنتين أو ثلاثة بالكثير، إلى جانب عملي‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ أخطأت في أنك لم تعرف في هذه الدنيا إلا مهنتك- الطب- فإنه يجب عليك أن تعرف ما أنت محتاج إليه في أمور دينك، وأنت إليه أحوج، وهو لك أنفع وأبقى إذا عملت به؛ لأنك مخلوق لعبادته تعالى وطاعته وطاعة رسوله‏.‏

ثانيا‏:‏ لا يزال في الدنيا جماعة من التجار والزراع والصناع ونحوهم أمناء، وإن كانوا قلة، إلا أنك لم تتعرف عليهم، ولو بحثت فيمن حولك لوجدت إن شاء الله، فلا تظن بالجميع سوءا‏.‏

ثالثا‏:‏ يحرم إيداع الأموال في البنوك الربوية، ولو كان بعض معاملاتها ربوية وبعضها غير ربوية، إلا إذا خفت على ما لديك من النقود الضياع، ولم تجد طريقا لحفظها إلا البنوك الربوية، فلك أن تضعها فيها بلا فوائد‏.‏ وعليك السعي في الكسب من الطرق المشروعة، وإدارة مالك فيها، مع الحزم والتوكل على الله، والتزام تقواه؛ وبذلك ييسر الله أمرك، قال تعالى‏:‏ سورة الطلاق الآية 2 ‏{‏وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا‏}‏ سورة الطلاق الآية 3 ‏{‏وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏4258‏)‏

س4‏:‏ نحن هنا في أمريكا ندرس العلوم التكنولوجية، ولا نهمل العلوم الدينية، والسؤال‏:‏ هل الأجدر أن نترك العلوم التكنولوجية ونتجه إلى العلوم الدينية أم ماذا‏؟‏

ج4‏:‏ أولا‏:‏ يتعلم المسلم من أمور دينه ما يجعله على بصيرة من أمره‏.‏

ثانيا‏:‏ دراسة العلوم التكنولوجية من فروض الكفاية، فإذا درسها أبناء المسلمين للاستفادة منها فهم على أجر، على حسب نياتهم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

طريقة تعلم العلم

السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم ‏(‏4264‏)‏

س3‏:‏ ما هي الطريقة المثلى لتعلم العلوم الشرعية‏؟‏ هل هي القراءة فقط، أم كتابة كل ما يقرؤه الإنسان، أم حفظ كل ما يقرءه، أم هو حسب أحوال الشخص واتساع ذهنه‏؟‏

ج3‏:‏ نوصيك بتقوى الله، وأن تتعلم من العلم الشرعي ما تقيم به أمور دينك ودنياك، وأن تسأل أهل العلم عما أشكل عليك، وأن تسجل من العلوم ما تحتاج إلى تسجيله، وتحرص على حفظ القرآن الكريم، وحفظ ما تيسر من السنة، كعمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

س4‏:‏ هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته من أصوله‏؟‏

ج4‏:‏ الذي ينبغي أن يتعلم الشخص من العلوم ما يحتاج إليه، كما سبق في جواب السؤال الثالث، ولا يلزمه أن يبدأ بشيء من كتب الفقه وأصول الفقه لمذهب معين، بل يختار من ذلك ما هو الأسهل والأصلح بمشاورة أهل العلم، ليستعين بذلك على فهم الكتاب والسنة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏4889‏)‏

س2‏:‏ ما أهمية المعرفة وما السبل المؤدية إلى كسبها‏؟‏

ج2‏:‏ تأتي المعرفة والعلم في الدرجة الأولى، حيث تجب المعرفة والعلم قبل القول والعمل في الإسلام، ولذا قال تعالى‏:‏ سورة محمد الآية 19 ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‏}‏ فذكر العلم قبل النطق والتلفظ بالشهادة‏.‏ وسبل المعرفة كثيرة‏:‏ أولا التزام تقوى الله تعالى؛ بأن يفعل المأمورات، ويترك المنهيات، ثم تأتي مرتبة التعلم والدراسة والتلقي للعلوم من أهل الدين والمعرفة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏5738‏)‏

س5‏:‏ هل قلة الكتب الفقهية هي التي أدت بنا إلى هذا الوضع، وكذا التفسير‏؟‏ إذا كان كذلك فأفيدونا ببعض من هذه المواريد وأجركم على الله‏.‏

ج5‏:‏ التقليل من طلب العلم من مصادره‏:‏ الكتاب والسنة، وما فهم منهما، وما يعين على فهمهما؛ هو السبب في التأخر، وهو الذي أدى بالناس إلى هذا الوضع‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6915‏)‏

س3‏:‏ قرأت كتاب الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد، وكتاب آخر اسمه‏:‏ سعة رحمة رب العالمين، والكتابان يدور حديثهما حول مسألة العذر بالجهل، ولكن طرأ في ذهني سؤال لم أجد إجابته بالتفصيل، في أي من الكتابين، وهو‏:‏ هل يعذر بالجهل من عنده المقدرة على التعلم ولم يتعلم، وما هي حدود عدم القدرة على التعلم‏؟‏

ج3‏:‏ لا يعذر بالجهل من عنده القدرة على تعلم ما هو واجب عليه من ضروريات الدين ولم يتعلم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏6575‏)‏

س2‏:‏ إذا كان الإنسان يريد أن يتعلم، ولا يملك من يساعده إذا لم يتعلم، هل عليه ذنب‏؟‏

ج2‏:‏ الواجب على كل مسلم أن يتفقه في دينه؛ حتى يعرف ما أوجب الله عليه وما حرم، فيما لا يسعه جهله، ولو بالسفر من بلد إلى بلد؛ إذا لم يجد في بلده من يعلمه؛ لقول الله سبحانه‏:‏ سورة محمد الآية 19 ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ‏}‏ وقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متفق على صحته‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9018‏)‏

س1‏:‏ ما حكم الإخوان؛ هل هم أصحاب بدعة أو مفرطون‏؟‏ وما المنهج الواجب اتباعه أو الأخذ به بعد الكتاب والسنة‏؟‏

ج1‏:‏ المنهج الواجب اتباعه والأخذ به هو الكتاب والسنة، والاستعانة على فهمهما بالله ثم بكلام أئمة السلف في بيانهما، ومن كان من الإخوان وغيرهم ملتزما بمنهجهما، علما وعملا، فهو من أهل السنة والجماعة، ومن قصر في شيء من ذلك أو زاد فهو مفرط، أو غال بقدر ما حصل منه من المخالفة والابتداع‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏7920‏)‏

س2‏:‏ أنا فتاة في بداية طريقي لتعلم ديني، فكيف السبيل إلى ذلك، وبأي شيء أبدأ به، وبأي كتب أبدأ بها، وما هي الكتب التي يعتمد عليها في تعلم الدين‏؟‏ خاصة وأنا في كلية دار العلوم حيث أدرس اللغة العربية، وسوف يساعدني ذلك إن شاء الله‏.‏ أفتونا جزاكم الله خيرا‏.‏

ج2‏:‏ عليك بكتاب الله عز وجل، ففيه الهدى والنور، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما بينهما من كتب التفسير وشرح الأحاديث، وتعلم ذلك على أهل العلم، كل في اختصاصه، واحرصي على العمل بما علمت، فإن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، ونوصيك بوجه خاص بالصحيحين، وبلوغ المرام، ومنتقى الأخبار، وزاد المعاد لابن القيم، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، وثلاثة الأصول، والقواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمهم الله وجميع علماء المسلمين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏8632‏)‏

س4‏:‏ هل الحديث الذي رواه ابن ماجه في كتابه وهو كالتالي‏:‏ طلب العلم فريضة على كل مسلم‏؟‏

ج4‏:‏ نص الحديث‏:‏ أخرجه ابن ماجه 1/ 81 برقم ‏(‏224‏)‏، والطبراني في الكبير 10/ 240 برقم ‏(‏10439‏)‏، وفي الأوسط 1/ 33، 3/ 21، 31، 229، 5/ 62، 6/ 423، 9/ 174، 258، 278، 385 برقم ‏(‏2483، 4108، 5904، 8376، 8562، 8606، 8828، ت‏:‏ الطحان‏)‏ وفي الصغير 1/ 16، 29، والأصبهاني في الحلية 8/ 323، وفي تاريخ أصبهان 2/ 57، 156، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏ص26- 29‏)‏، والسهمي في تاريخ جرجان ‏(‏ص 316‏)‏‏.‏ طلب العلم فريضة على كل مسلم‏.‏ ضعفه الأكثر، وحسنه بعضهم، ومعناه صحيح في الجملة؛ لأن المسلم يجب عليه أن يتعلم من دينه ما لا يسعه جهله‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الفتوى رقم ‏(‏9129‏)‏

س‏:‏ هل أخذ العلم عن شخص غير مسلم حرام أم حلال، وهل تعلم العلوم الدنيوية بحجة التقدم يجوز للمسلمين مع العلم أننا ندرس نظرية دارون، ونظرية الخلق الخاص، والتوالد الذاتي في مادة البيولوجيا ‏(‏الأحياء‏)‏‏؟‏

ج‏:‏ تعليم العلوم الإسلامية من غير المسلم لا يجوز؛ لأن الشأن فيه أنه غير مأمون في ذلك، فليس أهلا لتلقيها منه‏.‏ أما تعلم العلوم الدنيوية فما كان منها نافعا غير ضار، كالحساب والهندسة ونحوهما، فللمسلم أن يتعلم منه بقدر حاجته وحاجة أمته، إلى جانب تعلم شؤون دينه، وأما ما كان فتنة أو مضرة أو مضيعة للوقت فلا يجوز تعلمه، ومن ذلك نظرية دارون، والتوالد الذاتي ونحوهما؛ لما في ذلك من الخطر على المسلم في دينه ودنياه‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏8849‏)‏

س1‏:‏ أنا طالب في كلية طب الأزهر، ومذاكرة دروس الكلية تأخذ الوقت الأكبر والجهد الأكثر مني، والفرصة قليلة لتعلم ديني، فكيف أجعل مذاكرة الكلية والحضور فيها عبادة لله، لكي يمن الله علي بالخير والبركات من عنده، ويفتح لنا أبواب العلم من عنده، والتوفيق فيها؛ لكي أكون طالبا أنفع المسلمين بعد ذلك، وتقوى شوكة الإسلام‏؟‏ أفيدونا بإجابة وافية جزاكم الله خيرا‏.‏

ج1‏:‏ يجب على المسلم أن يتعلم من أمور دينه ما يمكنه من تأدية أمور دينه، ولا يجوز أن يشغله شيء عنها، كما أن تعلم الطب فرض كفاية، وتعلم دين الإسلام فرض عين فيما يحتاج إليه المسلم، وفرض العين مقدم على فرض الكفاية؛ فواجب عليك أن تتعلم من أمور دينك ما لا بد لك منه، ولن يمنعك هذا من تعلم الطب، ويمكن أن تجعل مذاكرتك لعلوم الطب وتعلمه عبادة بإخلاصك لله في ذلك، في قصدك به لنفع نفسك والمسلمين، والقيام بما تحتاج إليه الأمة في صحتها ووقايتها من الأمراض بإذن الله سبحانه وتعالى، وبذلك تكون دراستك إياه عبادة مع النية الصالحة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ‏(‏18849‏)‏

س1‏:‏ هل حفظ القرآن الكريم فرض‏؟‏

ج1‏:‏ حفظ القرآن الكريم فرض كفاية، ولا يجب على كل فرد من الأمة، وحفظه من أفضل القربات، وفيه فضل عظيم إذا عمل المسلم بما فيه وأقام حدوده وأحكامه‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

س2‏:‏ هل دراسة العلم الشرعي فرض‏؟‏

ج2‏:‏ العلم الشرعي على قسمين‏:‏ منه ما هو فرض على كل مسلم ومسلمة، وهو معرفة ما يصحح به الإنسان عقيدته وعبادته، وما لا يسعه جهله، كمعرفة التوحيد وضده الشرك، ومعرفة أصول الإيمان وأركان الإسلام، ومعرفة أحكام الصلاة وكيفية الوضوء والطهارة من الجنابة ونحو ذلك، وعلى هذا المعنى فسر الحديث المشهور صحيح مسلم القدر ‏(‏2654‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/168‏)‏‏.‏ طلب العلم فريضة على كل مسلم‏.‏

والقسم الآخر‏:‏ فرض كفاية، وهو معرفة سائر أبواب العلم والدين، وتفصيلات المسائل وأدلتها، فإذا قام به البعض سقط الإثم عن باقي الأمة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏16656‏)‏

س2‏:‏ هل تجوز قراءة القرآن جماعة بنية التعلم‏؟‏

ج2‏:‏ لا نعلم ما يمنع شرعا من قراءة القرآن الكريم من الطلاب قراءة جماعية لتعليم كيفية الأداء وأحكام الترتيل والتلاوة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏17972‏)‏

س5‏:‏ من يستحق الإفتاء والإرشاد في الأمور الدينية‏؟‏ هنا بعض الناس الذين يعرفون اللغة الإنجليزية وشيئا من اللغة الأردية، ولا يعرفون اللغة العربية الحبيبة، التي هي لغة القرآن والسنة، فهل هؤلاء يمتلكون ويتولون السلطة الكاملة في الإفتاء والإرشاد في المسائل الدينية‏؟‏

ج5‏:‏ الذي يتولى الإفتاء والإرشاد هو من لديه علم بالكتاب والسنة وكلام أهل العلم، ولا مانع أن يتكلم باللغة التي يعرفها المخاطب، ولو كانت بغير العربية‏.‏ والله أعلم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏6448‏)‏

س3‏:‏ إذا احتكمنا لمفتي- مثل مفتي الديار السعودية- في مسألة فقهية، ولم نطمئن لهذه الفتوى، فكل إنسان يخطئ ويصيب، فهل تعتبر هذه الفتوى حجة علي، وإذا لم أعمل بها فهل أصبح في حكم العاصي‏؟‏

ج3‏:‏ إذا أراد شخص أن يسأل فإنه يسأل أوثق من يمكنه الحصول عليه من أهل العلم، فإذا أفتاه فإنه يعمل بالفتوى، إلا إذا كان طالب علم، وعلم أن هذه الفتوى تخالف نصا من كتاب أو سنة أو إجماع؛ فإنه لا يعمل بها، وعليه أن يلتمس الحق بدليله‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏19576‏)‏

س1‏:‏ هل يجب على العالم الذي وصل إلى درجة الاجتهاد العمل بفتواه، وهل على من يفتي بفتوى هذا العالم العمل بفتواه‏؟‏

ج1‏:‏ يجب على العالم أن يعمل بما ترجح لديه بالدليل الصحيح، ويجب على العامي أن يسأل من يثق بعلمه وعمله ويعمل بفتواه؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة النحل الآية 43 ‏{‏فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ صالح بن فوزان الفوزان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏9249‏)‏

س5‏:‏ عندما نقرأ في كتب الفقه نجد كثيرا من المسائل فيها أكثر من قول، فما هو موقف طالب العلم من ذلك، وما موقفه إذا ذكرت المسألة بلا دليل‏؟‏

ج5‏:‏ إذا كان طالب العلم أهلا للترجيح، وعنده مقدرة على اختيار ما يراه بدليله؛ جاز له ذلك، وإذا لم يكن أهلا لذلك سأل من يثق بعلمه‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏14271‏)‏

س2‏:‏ نحن نسكن في قرية صغيرة، وأهلها الكثير منهم ليس متعلما، ويسألوني عن دينهم وعن أحكام كثيرة، وأنا لا أستطيع فتواهم، فأجيب بكلام‏:‏ ‏(‏لا أعلم‏)‏ ولكن أحس بالمسئولية في نفسي‏.‏ فهل أرسل فتواتهم إليك وأنت ترد عن طريق عنواني، أم ماذا أفعل‏؟‏

ج2‏:‏ ما علمته من أحكام الإسلام مثل‏:‏ عدد ركعات الصلاة وغيرها، فعليك بإبلاغهم به، وما اشتبه عليك فلا تجبهم بالظن، بل عليك أن تقول‏:‏ ‏(‏لا أدري‏)‏، أو ‏(‏الله أعلم‏)‏، أو ترشدهم إلى من تعرف من أهل العلم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الفتوى رقم ‏(‏17851‏)‏

س‏:‏ ما حكم من سئل عن فتوى ولم يعرفها، فقال‏:‏ ‏(‏الله ورسوله أعلم‏)‏، هل عليه شيء، أم عليه أن يقول الله أعلم‏؟‏ وماذا عليه لو قال الله ورسوله أعلم، واستدل بحديث معاذ بن جبل، صحيح مسلم القدر ‏(‏2654‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/168‏)‏‏.‏ عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله‏؟‏‏"‏ فقال معاذ‏:‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏؟‏ وأرجو أن توضحوا لي المسألة‏.‏

ج‏:‏ إذا سئل العالم عن مسألة فخفي عليه علمها؛ توقف عن الجواب عليها، وأشار إلى مبلغ علمه بقوله‏:‏ الله أعلم، أو لا أدري، ولا يقول‏:‏ الله ورسوله أعلم، بالجمع بينهما في صفة العلم؛ لأن ذلك إنما كان يقوله الصحابة رضي الله عنهم في حياته بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏ ومن ذلك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه المذكور في السؤال‏.‏

أما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فإنه لا يعلم ما يحدث للناس، وإنما الذي يعلم ذلك الله وحده، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح مسلم الإيمان ‏(‏23‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/394‏)‏‏.‏ إنه ليذاد عن حوضي أقوام، فأقول‏:‏ رب أصحابي، فيقال لي‏:‏ إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول‏:‏ سحقا سحقا لمن بدل بعدي‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏17468‏)‏

س3‏:‏ هل يجوز للمسلم أن ينتقل من مذهب لآخر‏؟‏ مثل أن يتبع المذهب المالكي مرة، والمذهب الحنبلي مرة أخرى، ثم يعود إلى المالكي‏.‏

ج3‏:‏ يجب على المسلم أن يعمل بما دل عليه الدليل، من الكتاب والسنة، سواء وافق المذهب الذي ينتسب إليه أو لم يوافقه؛ لقول الله عز وجل‏:‏ سورة النساء الآية 59 ‏{‏فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا‏}‏ الآية من سورة النساء ولا يجوز له أن ينتقل من مذهب إلى مذهب لمجرد هواه؛ للآية المذكورة، ولقوله سبحانه‏:‏ سورة الشورى الآية 10 ‏{‏وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ‏}‏ الآية من سورة الشورى‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الأول والثاني والثالث من الفتوى رقم ‏(‏17811‏)‏

س1‏:‏ يعلم الجميع أن العلم الشرعي مقرون بالعمل، فما

رأي الشرع في الشخص الذي يتوقف عن طلب العلم بدعوى تقصيره في العمل، هل هو محق أم يتوجب عليه التعلم حتى ولو كان حاله كما ذكر؛ لعل عمله ينميه علمه‏؟‏

ج1‏:‏ ترك طلب العلم خشية التقصير في العمل خداع من الشيطان ليضل بني آدم، والواجب على المسلم طلب العلم النافع والعمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح مسلم القدر ‏(‏2654‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/168‏)‏‏.‏ طلب العلم فريضة على كل مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح البخاري البيوع ‏(‏1995‏)‏، صحيح مسلم البر والصلة والآداب ‏(‏2628‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏4/405‏)‏‏.‏ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة‏.‏ وما عرف التخذيل عن طلب العلم بهذه الحجة الداحضة إلا من قبل الصوفية الضلال، فالواجب عدم الالتفات لهذا التخذيل، والإقبال على طلب العلم النافع‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

س2‏:‏ هل حقيقة إن العلم لا يؤخذ إلا من أفواه العلماء، مشافهة في مجالس الدرس، أم أنه يؤخذ أيضا من مظانه الأخرى‏:‏ ‏(‏الكتب والأشرطة السمعية‏)‏، دون التلقي المباشر من المشايخ والعلماء- يعني بطريقة عصامية‏؟‏

ج2‏:‏ يجب أخذ العلم عن طريق العلماء العاملين، لا عن مجرد الكتب والأشرطة؛ لأن العلماء يوضحون الغامض، ويشرحون المشكل، ويوجهون إلى الفهم الصحيح، والكتب والأشرطة العلمية مجرد وسائل يستعان بها على طلب العلم، إذا كانت كتبا وأشرطة موثوقة، صادرة عن علماء، لكن لا يقتصر عليها‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

س3‏:‏ ما موقع تتبع عورات العلماء من الشرع، بدعوى التحذير من زلاتهم، ولفت نظر الناس إليها‏؟‏ مع العلم أن هذا العمل يقوم به طلبة العلم، ويحذرون العوام من الناس، وممن يحذرونهم من علماء أجلاء أحيانا، كالسيوطي ‏(‏بدعوى إنه أشعري‏)‏ وغيره كثير‏.‏

ج3‏:‏ العلماء ليسوا معصومين من الخطأ كما في الحديث‏:‏ صحيح البخاري أحاديث الأنبياء ‏(‏3258‏)‏، صحيح مسلم الفضائل ‏(‏2365‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4675‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/437‏)‏‏.‏ إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، ولا ينقص ذلك من قدرهم ما دام قصدهم التوصل إلى الحق، ولا تجوز الوقيعة في أعراضهم من أجل ذلك، وبيان الحق والتنبيه على الخطأ واجب، مع احترام العلماء ومعرفة قدرهم‏.‏ إلا ما كان مبتدعا أو مخالفا في العقيدة، فإنه يحذر منه إن كان حيا، ومن كتبه التي قيها أخطاء؛ لئلا يتأثر بذلك الجهال، لا سيما إذا كان داعية ضلال؛ لأن هذا من بيان الحق والنصيحة للخلق، وليس الهدف منه النيل من الأشخاص، والعلماء الكبار- مثل السيوطي وغيره- ينبه على أخطائهم، ويستفاد من علمهم، ولهم فضائل تغطي على ما عندهم من أخطاء، لكن الخطأ لا يقبل منهم ولا من غيرهم‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

الفتوى رقم ‏(‏17452‏)‏

س‏:‏ إنني طالب علم، وأحبه وأجاهد في سبيل أن أتعلم، فأدرس عند أحد العلماء ‏(‏أي‏:‏ سيد‏)‏، دراسة في الفقه والنحو والتجويد، وأجد بعض الإخوة يقولون‏:‏ إن هؤلاء يسبون بعض الصحابة، وفعلا وجدت بعضهم كذلك، ولكن ما زلت أدرس عندهم، فأرجو منكم أن توجهونني نحو الأصح؛ أكمل دراستي أو أبحث عن علماء غيرهم‏؟‏

كذلك أرسل إلى إيران، ويرسلون لي بكتب دينية وسياسية وغيرها، ولكنها إمامية، أي‏:‏ مغالية في أهل البيت بزيادة، فهل تنصحونني أن أكمل مراسلتي لهم‏؟‏

وإنني أقرأ القرآن الكريم في رمضان بزيادة، ولكن وجدت عندي أخطاء في قراءتي له، فمضيت إلى أحد العلماء ‏(‏السادة‏)‏، وطلبت منه أن يدرسني، ولكنني أكتشف عنده أخطاء، فلم أدر ما هو الحل‏؟‏ مع أن منطقتي لا يوجد فيها حافظ، وخلال رمضان أقيم في قريتي، فهل يجوز أن أشتري لي أشرطة للقرآن‏؟‏ أو أبحث عن عالم يدرسني القرآن‏؟‏ والسلام عليكم‏.‏

ج‏:‏ عليك بالدراسة على العلماء المعروفين بعلمهم، وسلامة

اعتقادهم، والبعد عن المبتدعة والمخالفين لأهل السنة، ومنهم الشيعة والإمامية، لا تدرس عليهم، ولا تجالسهم، ولا تراسلهم، ولا تنظر في كتبهم؛ لئلا يضلوك عن سبيل الله، وكذلك ادرس القرآن على مقرئ يجيد القراءة، ويكون سليما في عقيدته ودينه، ولا مانع من الاستماع للأشرطة المسجلة من القرآن لتستفيد منها‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏18955‏)‏

س2‏:‏ أنا طالب في كلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء، منتسب ‏(‏أي‏:‏ لا أحضر‏)‏، أعمل لتوفير مصاريف الجامعة، وكذلك لمساعدة أسرتي بما أستطيع أن أقدمه لهم، وهم يعيشون في القرية، وأنا أكبر إخوتي، ووالدي رجل عاجز عن العمل، وإخوتي كلهم أطفال، ومشكلتي أنني أريد أن أطلب العلم الشرعي عند أحد المشايخ الموثوق بهم، مثل الشيخ مقبل حفظه الله، ولكن مع الأسف لا أستطيع ترك أسرتي، وهم بأمس الحاجة إلى مساعدتي، وأقصى ما أستطيع عمله هو قراءة بعض الكتب التي استطعت شراءها منذ فترة عندما كانت أسعارها رخيصة نسبيا، فما هي نصيحتكم لي‏؟‏ وفقكم الله‏.‏

ج2‏:‏ نوصيك بالاستمرار في طلب العلم الشرعي لدى علماء أهل السنة، ولو كان بالانتساب والقراءة وعدم الانقطاع عنه بقدر الاستطاعة، مع العمل والكسب لتوفير مصاريف الحياة لك ولوالدك ولإخوانك، وأنت مأجور على ذلك إن شاء الله‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

خروج الفتاة لطلب العلم بغير إذن الوالد

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏18859‏)‏‏:‏

س2‏:‏ ما حكم ذهابي إلى المسجد أو مجلس ذكر في بيت مسلم للدعوة أو التلقي بغير إذن الوالد، إذ أنه لو علم بذلك لمنعني، ولكن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب، وأحتاج إلى تجديد إيماني؛ لأني في وسط مليء بالمنكرات، فهل يجوز لي الذهاب خفية أم لا‏؟‏

ج2‏:‏ المرأة قبل زواجها تحت ولاية أبيها، فلا يجوز لها الخروج من البيت إلا بإذنه، سواء كان للمسجد أو لغيره؛ لأن طاعة الأب واجبة في غير معصية الله، ونوصيك بالاستماع لإذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية؛ لأن فيها علما كثيرا، وتوجيهات سديدة، وفيها برنامج نور على الدرب، الذي يجيب فيه جماعة من العلماء عن أسئلة المستمعين، وفقك الله لكل خير، ومنحك الفقه في الدين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

عضو‏:‏ صالح الفوزان

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏18447‏)‏‏:‏

س4‏:‏ إن أحد إخواني في حيرة، ويتعلق الأمر بدراسته، حيث هو مجتهد جدا في الرياضيات والفيزياء، ولكنه يريد أن يدرس العلم الشرعي بالجامعة العام المقبل إن شاء الله، وقال لي بأنه إذا واصل في اختصاصه- يعني الرياضيات والفيزياء- فإنه سينشغل عن التبحر في علوم الشرع، وهو في أخذ ورد‏:‏ في أي الطريقين يكون النجاح حليفه؛ لأنه يريد خدمة دينه والدعوة إليه‏.‏ فبماذا تنصحونه- جزاكم الله خيرا- في هذا الموضوع الذي احترت فيه أنا أيضا، مع العلم بأنه يريد أن يستخير الله في ذلك، ولكنه يقول‏:‏ بأن العلم الدنيوي فرض كفائي، والدعوة إلى الله خير منه، من كل الوجوه، فبصرونا حفظكم الله تعالى في هذا الأمر‏.‏

ج4‏:‏ بإمكان أخيك أن يواصل دراسته في التخصص المذكور، ويدرس العلوم الشرعية على أحد العلماء، أو يلتحق بعدما يفرغ من دراسته بأحد المعاهد والكليات الشرعية؛ ليتعلم أمور دينه، ويتفقه في الشريعة، وإن خاف أن تشغله العلوم الرياضية إذا استمر فيها عن العلوم الشرعية فلينصرف عنها، وليشتغل بدراسة العلوم الشرعية؛ لكونها أهم وأعظم نفعا، ولأنه مخلوق ليعبد ربه على بصيرة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالله ثم بالعناية بدراسة العلوم الشرعية‏.‏ يسر الله أمره وبارك في علومه وأوقاته‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

النية في الدراسة

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏5518‏)‏

س1‏:‏ هل يجوز الدراسة الدينية من أجل الشهادة‏؟‏

ج1‏:‏ لا بأس أن يدرس لأخذ الشهادة، وعليه أن يجاهد نفسه في إصلاح النية حتى تكون الدراسة لله وحده، وأن يكون أخذ الشهادة ليستعين بها على طاعة الله ورسوله، وخدمة المسلمين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل يلزم الوالد تعليم ابنه الأصم الأبكم

الفتوى رقم ‏(‏2890‏)‏

س‏:‏ إنسان عنده ابن يبلغ من العمر عشر سنوات، وهو أصم أبكم، لا يتكلم ولا يسمع ولا يحكي، وهو ضعيف الجسم، به نوع من شلل من صغره، لكنه يمشي بكلفة، وهو عاقل يفهم الإشارات، وتقدم به والده للاختبار في معهد الصم بالرياض، ونجح في القبول، هل يلزم والده تعليمه في المعهد المذكور‏؟‏ مع أن والده في منطقة بعيدة عن الرياض، وهو موظف حكومي، وقد لا يوافق مرجعه على نقل والده إلى منطقة الدراسة، والابن فيما يظهر لا يسلك بدون أهله‏.‏

نأمل الإجابة على ذلك، وكيف يعمل والده إذا كان لازما عليه؛ أيترك العمل بدون إذن مرجعه إذا كان ذلك لازما‏؟‏

ج‏:‏ الأصل أن الذي يلزم تعلمه وتعليمه لمن وجب تعليمه، هو ما كان من ضرورات الدين؛ كالتوحيد والشرك والصلاة والصوم، ونحو ذلك مما يجب العلم به ويجب للصلاة من شرائط وما يلزم فيها من أركان وواجبات، فما كان من هذا الأمر وجب في حقك تعليمه إياه بأي وسيلة من وسائل الإيضاح، في البيت أو في مدرسة تقوم بذلك، وما عدا ذلك فالأمر فيه سعة إن تيسر بدون كلفة ومشقة عمل، وإن لم يتيسر فلا حرج عليك، ولا يلزمك إدخاله المعهد المذكور‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

تعلم القرآن الكريم

السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ‏(‏5241‏)‏

س2‏:‏ ما حكم الشريعة الإسلامية فيمن لا يحسن قراءة القرآن الكريم بأحكامه‏؟‏ وزيادة التوضيح لم أجد أين أتعلم هذه الأحكام‏.‏

ج2‏:‏ اجتهد في البحث عمن يعلمك أحكام تجويد القرآن ما دمت ترغب في ذلك، فإن لم تجد كفاك أن تقرأ القرآن على من يحكم تلاوته ويحسن قراءته؛ ليدربك على حسن التلاوة، فإن لم تجد فاستمع لقراءة القرآن في إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، وحاكهم في التلاوة حتى يستقيم لسانك وتحسن قراءتك، وليس بواجب أن تعرف الأحكام النظرية، كالفرق بين الإدغام بغنة وبغير غنة، والإظهار والإخفاء، وأنواع المد ونحو ذلك، بل يكفيك التجويد العملي، وهو استقامة اللسان في التلاوة‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

س3‏:‏ أريد من فضيلتك أن تعطيني خطة لوعي القرآن ‏(‏حفظ القرآن‏)‏ حتى أستمر بإذن الله في وعيه؛ لأني منذ خمس سنوات لم أع منه إلا خمسة أحزاب، وأعني بهذا أني أعي حزب أو حزب ونصف ثم أنقطع، ثم أستمر أربعة أشهر، ثم أنقطع، وهكذا حتى مرت علي خمس سنوات، فلم أع إلا ستة أحزاب، والآن تقريبا كلها قد نسيتها، وهذا راجع لنقص الإيمان وضيق الوقت الذي ولدته الحضارة؛ لأني حوالي 12 ساعة خارج البيت في المعمل‏.‏

ج3‏:‏ استمر على التلاوة بقدر الإمكان؛ عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أخرجه أحمد 1/ 381- 382، 417، 423، 438- 439، 463، 4/ 397، 411، والبخاري 6/ 109، ومسلم 1/ 544، 545، برقم ‏(‏790، 791‏)‏، والترمذي 5/ 193، برقم ‏(‏2942‏)‏، والنسائي 2/ 155، برقم ‏(‏943‏)‏، والدارمي 2/ 309، 439، وعبد الرزاق 3/ 359 برقم ‏(‏5967، 5968‏)‏، وابن أبي شيبة 2/ 500، 10/ 477، وابن حبان 3/ 38- 39، 41 برقم ‏(‏762، 763‏)‏، والطبراني 10/ 168، 207، 233، 234، 244 برقم ‏(‏10231، 10347، 10415، 10418، 10449‏)‏، والحاكم 1/ 553، والبيهقي 2/ 395‏.‏ تعاهدوا القرآن؛ فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها رواه البخاري وقوله‏:‏ أخرجه مالك في الموطأ 1/ 202، وأحمد 2/ 17، 23، 30، 64، 112، والبخاري 6/ 109، ومسلم 1/ 543، برقم ‏(‏789‏)‏، والنسائي 2/ 154 برقم ‏(‏942‏)‏، وابن ماجه 2/ 1243 برقم ‏(‏3783‏)‏، وعبد الرزاق 3/ 360، 382 برقم ‏(‏5971، 6032‏)‏، وابن أبي شيبة 2/ 500، 10/ 476، وابن حبان 3/ 42، 43 برقم ‏(‏764، 765‏)‏، والبيهقي 2/ 395‏.‏ إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت رواه البخاري ومسلم واتق الله واسأله المعونة، فإن تحقق لك المطلوب فالحمد لله، وإلا كفاك ما تيسر لك من التلاوة في المصحف، وما قدر لك حفظه ورسخ في فكرك، ونوصيك أن تستمع إلى برنامج نور على الدرب من إذاعة القرآن الكريم، ففيه كثير من الفوائد‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏19283‏)‏

س4‏:‏ نصحني أحد الأساتذة بعدم التوغل في حفظ كتاب الله بدون شيخ؛ لئلا يحدث ما لا تحمد عقباه‏.‏ هل هذا صحيح‏؟‏

ج4‏:‏ يحسن تعلم قراءة القرآن على مقرئ يجيد القراءة إذا أمكن ذلك، فإن لم يمكن فإنك تحاول أن تقرأ القرآن حسب استطاعتك؛ لقول الله تعالى‏:‏ سورة البقرة الآية 286 ‏{‏لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا‏}‏ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح مسلم الإيمان ‏(‏196‏)‏‏.‏ والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ صالح بن فوزان الفوزان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

أخذ الهدية على تعليم القرآن

الفتوى رقم ‏(‏7806‏)‏

س‏:‏ حديث في شأن معلم القرآن ومتعلمه معناه‏:‏ إن أحد الصحابة رضوان الله عليهم لبس حلة جديدة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أين لك هذا‏؟‏ قال‏:‏ إن فلانا الذي علمت ولده القرآن أعطانيها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتريد أن تلقى الله وفي عنقك سياج من النار‏؟‏ ردها إليه، فردها إليه‏.‏ فما صحة هذا الحديث والعمل به‏؟‏ وهل يجوز لمعلم القرآن قبول هدية‏؟‏ وإذا كان المهادي ممن يتعلم القرآن، وهل تصح نيته أن تكون الهدية محبة في الله وحده‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ يجوز لمعلم القرآن أن يقبل الهدية ممن يتعلم منه القرآن ومن غيره، سواء كانت نية المهدي بذلك وجه الله ومحبة للعلم في الله أم بقصد إكرامه لتعليمه إياه‏.‏

ثانيا‏:‏ الحديث الذي أشرت إليه لا نعلم له أصلا، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يعارضه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أخرجه البخاري 7/ 23، والدارقطني 3/ 65، وابن حبان 11/ 547 برقم ‏(‏5146‏)‏، والبيهقي 1/ 430، 6/ 124، 7/ 243، والبغوي 8/ 267 برقم ‏(‏2187‏)‏‏.‏ إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله وما جاء في حديث الواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، من أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجها رجلا من الصحابة رضي الله عنهم بما معه من القرآن فقال‏:‏ أخرجه مالك 2/ 526، وأحمد 5/ 330، 334، 336، والبخاري 3/ 63، 6/ 108، 109، 122، 130، 132، 134، 135، 136، 138، 7/ 52، ومسلم 2/ 1041 برقم ‏(‏1425‏)‏، وأبو داود 2/ 586- 587 برقم ‏(‏2111‏)‏، والترمذي 3/ 421- 422 برقم ‏(‏1114‏)‏، والنسائي 6/ 91- 92 برقم ‏(‏3280‏)‏، وابن ماجه 1/ 608برقم ‏(‏1889‏)‏، والدارمي 2/ 142، والدارقطني 3/ 247- 248، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/ 16- 17، وابن الجارود ‏(‏غوث المكدود‏.‏‏.‏‏)‏ 3/ 46 برقم ‏(‏716‏)‏، والبيهقي 7/ 242، 243، والبغوي 9/ 117- 118 برقم ‏(‏2302‏)‏‏.‏ زوجتكها بما معك من القرآن وفي رواية‏:‏ ‏'‏‏'‏انظر صحيح مسلم 2/ 1041 برقم ‏(‏1425 ‏'‏‏'‏77‏'‏‏'‏‏)‏، وعند أبي داود 2/ 588 برقم ‏(‏2112‏)‏، والبيهقي 7/ 242‏:‏ ‏'‏‏'‏ قم فعلمها عشرين آية وهي امرأتك ‏'‏‏'‏‏.‏‏'‏‏'‏ فعلمها من القرآن‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حفظ الكتاب والسنة

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏9093‏)‏

س3‏:‏ أحفظ شيئا من القرآن، وأمنيتي أن أتم حفظه، ثم أنتقل إلى حفظ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي في الصحيحين بتوفيق الله عز وجل، فهل هذه الطريقة أحسن، أم أقوم بهما الاثنين في نفس الوقت، مع حفظ كل مرة شيئا من القرآن وشيئا من الحديث‏؟‏

ج3‏:‏ كلا الطريقين صحيح فاختر منهما ما يسهل عليك وتدعو إليه حاجتك وحاجة من حولك، نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏19311‏)‏

س1‏:‏ سماحة الشيخ‏:‏ إني لا أستطيع أن أجيد تلاوة القرآن وحفظه، فما هي الطريقة لحسن التلاوة والحفظ كذلك‏؟‏ علما بأنه لا يوجد من يعلمنا ويدرسنا ونحن قد كبرنا‏.‏

ج1‏:‏ الطريقة المثلى لتجويد القرآن‏:‏ أن يعرض الشخص قراءته على شيخ متقن، فإن لم يوجد في بلده فالسفر لأجل تحصيل هذا العلم، مطلوب ومرغب فيه شرعا، فإن لم يتيسر ذلك فينبغي للمسلم أن يستفيد من إخوانه، ومن الأشرطة المسجلة بأصوات القراء المجودين، وإذا علم الله صدق نية العبد فتح له أبواب الخير‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

دور العالم في درء اختلاف المسلمين

السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ‏(‏5293‏)‏

س1، 2‏:‏ ما هو دور العالم المسلم وهيئات العلماء في الدور الإسلامية فيما حل بالمسلمين من فرقة وخلاف‏؟‏ ولماذا لا يحاول بعض العلماء من شتى أقطار العالم الإسلامي في إعادة وحدة الصف كهيئة مستقلة عن كل الخلافات الإسلامية أو السياسات المغرضة‏؟‏

لماذا لا يهتم الإعلام الإسلامي وخاصة الإذاعات الممثلة في اتحاد الإذاعات الإسلامية بتوفير مناخ يساعد على إعادة الصف الإسلامي الموحد، وبث العديد من البرامج عن الاتحاد في كل الإذاعات المشتركة به من أجل هذا الغرض‏؟‏

ج1، 2‏:‏ العلماء ورثة الأنبياء، فعلى علماء المسلمين أن يقوموا بتفقد أحوال المسلمين؛ لمعرفة ما هم في حاجته من العلم، ليثقفوهم على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليعرفوا ما بهم من فرقة وخلاف؛ ليصلحوا ذات بينهم، ويجتهدوا في توحيد صفوفهم، ويجمعوا كلمتهم على الحق، ويوجهوهم وجهة صالحة، تعود عليهم بالأمن، والعزة والنصر، وتحرير بلادهم وتخليصها من أيدي أعدائهم، وتطهير ديارهم ممن يكيد لهم وللإسلام، وبذلك يكونون أهلا أن يؤيدهم الله بجند من عنده، ويجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، وليتعرفوا ما بهم من ضعف وإخلاد إلى الأرض، مع الأخذ بأسباب السعادة في دينهم ودنياهم، ليبعثوهم من رقدتهم، ويوقظوهم من سباتهم؛ وبذلك يجعلهم الله سبحانه خلفاء في الأرض، كما حقق ذلك لأسلافهم، فهيمنوا على الحياة، وملكوا زمامها، وأصلحوا شأنها، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحكمون عباد الله بشرع الله، دون مدافع أو ممانع من خصومهم، بل كلمتهم مسموعة، وأمرهم نافذ، ورأيهم سديد إلى أمثال ذلك مما يجب على العلماء نحو أممهم، فإن هم فعلوا ذلك على ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دون عصبية مذهبية أو حزبية أو حمية جاهلية أو اتباع للهوى برئت ذمتهم، ورجي لهم ولأممهم الخير والسعادة في دينهم ودنياهم‏.‏

وكذلك الحال في رجال الإعلام الإسلامي، وإن أبى هؤلاء وأولئك إلا الإخلاد إلى الأرض، والتثاقل عن أداء الواجب اتباعا للهوى وركونا إلى الدعة والراحة؛ حقت عليهم وعلى أممهم كلمة العذاب، وازدادوا ذلا وهوانا، جزاء بما كانوا يكسبون، وصدق فيهم قوله تعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 169 ‏{‏فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ‏}‏ نسأل الله أن يوفق علماء المسلمين للقيام بواجبهم وينفع بهم المسلمين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏16466‏)‏

س2‏:‏ تفتح عندنا مساجد على حالة يجتمع الناس لها من البلدان إلى القرى، يعظون أهلها بالإسلام وفوائد صلاة الجماعة‏.‏ هل يجوز هذا الارتحال مع الدليل‏؟‏

ج2‏:‏ تشرع الرحلة لطلب العلم وحضور الدروس والمواعظ في المساجد وغيرها؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة التوبة الآية 122 ‏{‏وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ‏}‏ وقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح البخاري البيوع ‏(‏1995‏)‏، صحيح مسلم البر والصلة والآداب ‏(‏2628‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏4/405‏)‏‏.‏ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة خرجه مسلم في صحيحه إلا إذا كان في هذه الاجتماعات بدع أو شركيات فإنه لا يجوز حضورها ولا السفر إليها إلا بقصد الإنكار والدعوة إلى الله عز وجل‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏19008‏)‏

س3‏:‏ نصلي الفجر في مسجد قريب منا، ثم نقوم نحن الشباب بالانتقال إلى مسجد آخر فيه حلقة تحفيظ القرآن، وهذا المسجد ليس ببعيد، بل المسافة بين المسجدين تستغرق خمس دقائق على الأقدام‏.‏ فهل هذا الانتقال يضيع علينا أجر حجة أو عمرة تامة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث يقول‏:‏ صحيح البخاري أحاديث الأنبياء ‏(‏3158‏)‏، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات ‏(‏1677‏)‏، سنن الترمذي العلم ‏(‏2673‏)‏، سنن النسائي تحريم الدم ‏(‏3985‏)‏، سنن ابن ماجه الديات ‏(‏2616‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏1/433‏)‏‏.‏ من صلى الفجر ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس فله‏.‏‏.‏ فهل المقصود شروقها وطلوعها، أم المقصود ارتفاعها قيد رمح‏؟‏ بمعنى هل نصلي الركعتين عند الشروق أم يلزم الانتظار حتى ترتفع قيد رمح‏؟‏

ج3‏:‏ لا بأس بالانتقال من مسجد إلى مسجد آخر بعد الصلاة لأجل حضور درس من دروس العلم، وهو أفضل من الجلوس في المسجد الأول حتى ترتفع الشمس؛ لأنه لأجل طلب العلم والاستفادة، أما صلاة الركعتين فتكون بعد ارتفاع الشمس قدر رمح‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ صالح الفوزان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

قيام قليل العلم ومن يخاف على حياته بالتدريس

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏18644‏)‏

س4‏:‏ ما هو واجب بعض الأئمة الذي ليس له من العلم إلا القليل؛ هل يجوز له الإقدام للتدريس وبيان منهج أهل السنة من مناهج المبتدعة الضالة‏؟‏ وهل يجب عليه الانتقال لبيان حقيقة التوحيد والرد على المشركين ممن يتبركون بالأضرحة وغيرها، وإن كان في ذلك خطر على حياته وعلى نفسه، أم أن ذلك يتوقف على العلماء‏؟‏

ج4‏:‏ لا يجوز أن يباشر الدعوة والتدريس إلا من عنده علم بذلك؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة يوسف الآية 108 ‏{‏قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ‏}‏ وإن كان على حياته خطر فإنه لا يجب عليه القيام بذلك؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة التغابن الآية 16 ‏{‏فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ سورة البقرة الآية 195 ‏{‏وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد العزيز آل الشيخ

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ بكر أبو زيد

عضو‏:‏ صالح الفوزان