فصل: التصوف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثانية» ***


التصوف

حقيقة التصوف

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏6258‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما هي حقيقة التصوف‏؟‏ وهل في التصوف جوانب حسنة وجوانب سيئة‏؟‏ هل التصوف مفصول عن الفقه‏؟‏

أرجو من فضيلتكم التحدث إلي عن الحضرة النبوية التي توجد في المفهوم الصوفي، وهل هي حقيقة‏؟‏

عندي في السودان بعض رجال المتصوفة يستدلون على بناء القباب على الميت بالقبة المشيدة على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ما حكم الدين في ذلك‏؟‏

ما هي حقيقة هذه الأسماء‏:‏ الغوثي والقطبي ورجال الكون في المفهوم الصوفي‏؟‏

ج1‏:‏ أولا‏:‏ اقرأ في ذلك كتاب ‏[‏مدارج السالكين‏]‏ لابن قيم

الجوزية وكتاب ‏[‏هذه هي الصوفية‏]‏ لعبد الرحمن الوكيل فيما يتعلق بمسائل التصوف‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ ليس في إقامة القبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم حجة لمن يتعلل بذلك في بناء قباب على قبور الأولياء والصالحين؛ لأن إقامة القبة على قبره لم تكن بوصية منه ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، إنما كان ذلك من أهل البدع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/270‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، وثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج‏:‏ صحيح مسلم الجنائز ‏(‏969‏)‏، سنن الترمذي الجنائز ‏(‏1049‏)‏، سنن النسائي الجنائز ‏(‏2031‏)‏، سنن أبو داود الجنائز ‏(‏3218‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏1/139‏)‏‏.‏ ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏!‏ ألا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته رواه مسلم؛ فإذا لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم بناء قبة على قبره، ولم يثبت ذلك عن أئمة الخير، بل ثبت عنه ما يبطل ذلك- لم يكن لمسلم أن يتعلق بما أحدثه المبتدعة من بناء قبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏6899‏)‏‏:‏

س6‏:‏ مشكلة التصوف ما معناه وما موقفه في الإسلام، أعني‏:‏ الطريقة التيجانية والقادرية والشيعة، تلك الطرق قد تركزت

في نيجيريا؛ فمثلا الطريقة التيجانية هناك صلاة تسمى‏:‏ صلاة البكرية مبدؤها‏:‏ اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق… إلى قوله‏:‏ حق قدره ومقداره العظيم، فهذه الصلاة قد أوتيت ميزة أفضل وأكبر من الصلاة الإبراهيمية، ولقد رأينا ذلك في كتابهم المسمى‏:‏ ‏[‏جواهر المعاني‏]‏ الجزء ‏(‏1‏)‏ ص136، وهل هذا صحيح‏؟‏

ج6‏:‏ قيل‏:‏ إن الصوفية نسبوا إلى الصفة لشبههم بجماعة من الصحابة رضي الله عنهم فقراء كانوا يأوون إلى صفة في المسجد النبوي، وهذا ليس بصحيح، فإن النسبة إلى الصفة صفي بتشديد الفاء وياء النسب دون واو، وقيل‏:‏ نسبوا إلى صفوة؛ لصفاء قلوبهم وأعمالهم، وهذا خطأ أيضا‏:‏ لأن النسبة إلى ‏(‏صفوة‏)‏ صفوي، ولأنهم تغلب فيهم البدعة وفساد العقيدة، وقيل‏:‏ نسبوا إلى الصوف؛ لأنه كان شعارا لهم في اللباس، وهذا أقرب إلى اللغة وإلى واقعهم أفرد باب خاص عن التيجانية وبدعهم ص ‏(‏315‏)‏ فيرجع له‏.‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الطرق والأوراد والأذكار

فتوى رقم ‏(‏7140‏)‏‏:‏

س‏:‏ حكم الطرق الصوفية والأوراد التي نظموها ورتبوها قبل صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، وحكم من زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وسلم عليه بقوله‏:‏ السلام عليك يا عين العيون وروح الأرواح‏؟‏

ج‏:‏ الطرق والأوراد التي ذكرتها طرق وأوراد محدثة مبتدعة، ومن جملتها طريقة التيجانية والكتانية، ولا يشرع من أورادهم إلا ما وافق الكتاب والسنة الصحيحة انظر الطريقة التيجانية ص ‏(‏315‏)‏‏.‏‏.‏

وأما ما ذكر في السؤال أن بعض الناس دخل على الكتاني فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بجواره يقظة وقال‏:‏ السلام عليك يا عين العيون‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ فهذا باطل لا أصل له، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بعد موته يقظة، ولا يخرج من قبره إلا يوم القيامة، كما قال الله سبحانه‏:‏ سورة المؤمنون الآية 15 ‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ‏}‏ سورة المؤمنون الآية 16 ‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ‏}‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

الإمام أحمد ‏(‏1/ 281، 282، 295، 296‏)‏ و‏(‏2/ 264، 540‏)‏ و‏(‏3/ 2، 10، 11، 33، 144، 145‏)‏، والإمام مسلم برقم ‏(‏2278‏)‏، وأبو داود في ‏[‏السنن‏]‏ برقم ‏(‏4673‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏3693‏)‏‏.‏ أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏6433‏)‏‏:‏

س5‏:‏ ما حكم الإسلام في الطرق الصوفية اليوم‏؟‏

ج5‏:‏ يغلب على الطرق الصوفية البدع، وننصحك باتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العبادات وغيرها، واقرأ كتاب ‏[‏هذه هي الصوفية‏]‏ لعبد الرحمن الوكيل رحمه الله‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9406‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما رأي الدين في التصوف الموجود الآن‏؟‏

ج1‏:‏ أولا‏:‏ لا يقال‏:‏ ما رأي الدين، ولكن‏:‏ ما حكم الإسلام في كذا‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ الغالب على ما يسمى بالتصوف الآن العمل بالبدع الشركية مع بدع أخرى كقول بعضهم‏:‏ مدد يا سيد، وندائهم الأقطاب، وذكرهم الجماعي فيما لم يسم الله به نفسه مثل‏:‏ هو هو وآه آه آه، ومن قرأ كتبهم عرف كثيرا من بدعهم الشركية وغيرها من المنكرات‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

ابتداع الصوفية

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9848‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل الطرق الصوفية مثل الشاذلية والرفاعية على حق أم أهل فرقة وضلال‏؟‏ وهل يجوز الانتماء إلى فرقة منهم أم لا‏؟‏

ج1‏:‏ الطرق الصوفية جميعها يغلب عليها البدع ومخالفة

الشرع فيجب الابتعاد عن تلك الطرق انظر ‏(‏الفرق‏)‏ ص ‏(‏305‏)‏‏.‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

السؤالان الرابع والخامس من الفتوى رقم ‏(‏2612‏)‏‏:‏

س4‏:‏ ما معنى قول المنتسبين للتصوف‏:‏ إن فلانا صاحب الوقت، وإنه من أهل التصريف‏؟‏ وما حكم من يعتقد ذلك‏؟‏ وهل تجوز الصلاة خلفه إن عرف عنه ذلك‏؟‏

ج4‏:‏ معنى أن فلانا صاحب الوقت…… إلخ‏:‏ أن هناك من إليه شؤون الخلق من البشر، ولديه قدرة على التصرف في أمورهم يفرج شدتهم ويفكهم ويخلصهم مما أحاط بهم من البلاء ويسوق إليهم ما شاء من الخيرات في نظرهم، ومن اعتقد ذلك فهو مشرك مع الله غيره في الربوبية وتدبير شؤون الخلق، ولا تصح الصلاة وراءه، ولا يجوز توليته أمر المسلمين، ولا أن يجعل إماما لهم في الصلاة؛ لكفره الصريح وشركه البين، وهو أشر من شرك الجاهلية الأولى، قال الله تعالى‏:‏ سورة يونس الآية 31 ‏{‏قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ‏}‏ سورة يونس الآية 32 ‏{‏فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ‏}‏‏.‏

إلى غير ذلك من الآيات‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

س5‏:‏ هل في إمكان إنسان أن يصل إلى درجة تمكنه من التلقي عن الله مباشرة وهو غير نبي ولا رسول‏؟‏

ج5‏:‏ ليس هناك من البشر من يتلقى عن الله مباشرة شيئا من الوحي إخبارا أو تشريعا سوى الأنبياء أو الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإلا الرؤيا الصادقة يراها الرجل الصالح أو ترى له مناما لا يقظة فإنها جزء من ستة وأربعين جزءا من الوحي، وإلا الفراسة الصادقة فإنها نوع من الإلهام كما كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكن الرؤيا المنامية والفراسة من غير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لا تعتبر أصلا في التشريع ولا يجب التصديق بها، فإن المنامات والفراسات يكثر فيها التخليط والتباس الصادق منها بالكاذب، فلا يعتمد عليها إلا إذا كانت من الرسل أو الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولذا لم يعول عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى ما كان منها من عمر رضي الله عنه، إنما عول على ما نزل عليه من الوحي‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

ما يفعله الصوفية من رقص وغناء

السؤالان الرابع والخامس من الفتوى رقم ‏(‏3544‏)‏‏:‏

س4‏:‏ هل ما يفعله الصوفية من رقص وغناء وتمايل ذات اليمين والشمال ذكر كما يسمونه حلال أم حرام‏؟‏

ج4‏:‏ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وقد أكمل الله الدين لعباده قولا وعملا واعتقادا، قال تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 3 ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا‏}‏ والرسول صلى الله عليه وسلم بين هذا الدين بقوله وفعله وتقريره، وصحابته رضي الله عنهم نقلوا عنه صلى الله عليه وسلم ما صدر منه من الأقوال والأفعال والإقرار، فالدين كامل من جهة قواعده ومن جهة بيانه ونقله، والذكر نوع من العبادات والعبادات مبنية على التوقيف، ومن خصص شيئا من العبادات وحدد له وقتا معينا أو كيفية خاصة لأدائه فهو مطالب بالدليل، وما ذكر في السؤال لا نعلم له أصلا شرعيا يعتمد عليه، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/270‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فما ذكر في السؤال من النوع المردود‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

س5‏:‏ هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم القرآن قبل نزول الوحي كما يزعم الصوفية‏؟‏

ج5‏:‏ القرآن‏:‏ هو كلام الله بحروفه ومعانيه وأول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن سورة ‏(‏اقرأ‏)‏ واستمر القرآن ينزل منجما في ثلاث وعشرين سنة، وقد بين الله جل وعلا أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يدري عن هذا الكتاب قبل نزوله عليه، ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ سورة الشورى الآية 52 ‏{‏وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ‏}‏ الآية‏.‏ وبهذا يعلم أن ما يزعمه الصوفية من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم القرآن قبل نزول الوحي ليس بصحيح، وأنه من القول على الله بلا علم، وهكذا قول من قال منهم ومن غيرهم‏:‏ أنه صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب قول باطل وكفر وضلال؛ لان الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى؛ لقول الله تعالى‏:‏ سورة النمل الآية 65 ‏{‏قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ‏}‏‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

س6‏:‏ هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يرى في اليقظة، كما يزعم الصوفية في أنهم يرونه يقظة‏؟‏

ج6‏:‏ الرسول صلى الله عليه وسلم توفي، وهو حي في قبره حياة برزخية لا يعلم كيفيتها إلا الله جل وعلا، وأما دعوى أنه يرى يقظة فهذا ليس بصحيح؛ لعدم الدليل الدال عليه، ولأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، فدل ذلك على أنه لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ويدل على ذلك في حقه وحق غيره قوله تعالى‏:‏ سورة الزمر الآية 30 ‏{‏إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ‏}‏ وقوله عز وجل‏:‏ سورة المؤمنون الآية 15 ‏{‏ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ‏}‏ فدل على أنه ليس هناك خروج من القبور قبل يوم القيامة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏3560‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن مشايخ الطرق الصوفية منتشرون في الدول ويعطون المريدين عهودا، وعلى من أخذ العهد ألا يخون أبدا، ويخصصون ليالي للذكر جماعة بأسماء خاصة؛ كالله، أو حي، أو قيوم، أو آه، على هيئة حلقات أو صفوف قياما أو قاعدين يتمايلون يمنة أو يسرة ومعهم جماعة يترنمون بأناشيد ومدائح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين غالبا مع طبل ودفوف ومزامير وقد يدفع بعض الحاضرين نقودا تسمى‏:‏ نقطة، وأحيانا لا يكون فيه دفوف ولا مزامير ولا نقطة‏.‏

ثم إن المنشدين يقولون‏:‏ مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب، مدد يا سيد يا بدوي، مدد يا جدي يا رسول الله، مدد يا أولياء الله‏.‏

وبعض الناس ينذر شاة أو مالا أو نحو ذلك للسيد البدوي أو الحسين أو السيدة زينب أو غير ذلك وقد يذبح كبشا عند ضريح الشيخ المنذور له ويدفع المال المنذور في الصندوق الذي عند ضريح الشيخ، فهل هذه الأمور جائزة أو ممنوعة‏؟‏ أفيدونا جزاكم الله خيرا‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ كان المسلمون رجالا ونساء يعاهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه على الإسلام عقيدة وقولا وعملا، وقد أمرهم الله تعالى بطاعته في كل ما أتاهم به من القرآن والأحاديث الثابتة عنه، وقرن طاعتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته سبحانه، بل جعل طاعتهم إياه من طاعته جل شأنه في كثير من آيات القرآن، قال تعالى‏:‏ سورة النساء الآية 69 ‏{‏وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا‏}‏ وقال‏:‏ سورة النساء الآية 80 ‏{‏مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا‏}‏ وقال‏:‏ سورة المائدة الآية 92 ‏{‏وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ‏}‏ وجعل سبحانه إتباعهم إياه فيما جاءهم به من الكتاب والسنة علامة على محبتهم لله وسببا لمحبته إياهم ولمغفرته ذنوبهم، فقال جل شأنه‏:‏ سورة آل عمران الآية 31 ‏{‏قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم‏}‏ سورة آل عمران الآية 32 ‏{‏قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ‏}‏ ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بايع أحدا من أصحابه لا الخلفاء الراشدين ولا غيرهم، أو عاهده على نحو ما يفعله مشايخ الطرق الصوفية من أخذ العهد على مريديهم بأن يذكروا الله بأسماء مفردة معينة من أسماء الله كالله وحي وقيوم، ويتخذوا ذلك وردا لهم يلتزمونه ويرددونه كل يوم وليلة لا يتجاوزون تلك الأسماء إلى غيرها من أسماء الله إلا بإذن الشيخ وإلا كان عاصيا للشيخ مسيئا للأدب معه وخيف عليه من خدم الأسماء أن يصيبوه بسوء لمجاوزته الحدود، أضف إلى ذلك أن كل شيخ من مشايخ الطرق الصوفية يحرص جهده على أن يبذر بذور الفتنة والفرقة بين مريديه ومريدي المشايخ الآخرين حتى فرقوا دينهم وصاروا شيعا وأحزابا كل يدعو إلى بدعته ويحذر مريديه أن يوالوا مشايخ الطرق الصوفية الأخرى أو أن يأخذوا عليهم عهدا أو ينتقلوا إلى طريقة شيخ آخر… إلى غير ذلك من الإلزامات التي لم ينزل الله بها من سلطان، ولم يشرعها رسوله صلى الله عليه وسلم، فصدق فيهم قوله تعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 159 ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ‏}‏‏.‏

فإنه لم يعرف عنه أنه ذكر الله بالاسم المفرد مثل‏:‏ حي أو قيوم أو حق أو الله، ولا أمر بالذكر به أو باتخاذه وردا يردد كل يوم وليلة، ولم يعرف عنه أيضا أنه حذر من موالاة المؤمنين بعضهم بعضا، بل أمر بموالاتهم وحب بعضهم بعضا، كما مدحهم الله تعالى بذلك فقال‏:‏ سورة التوبة الآية 71 ‏{‏وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم‏}‏ وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ رقم ‏(‏17‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏72‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏2517‏)‏، وابن منده في ‏[‏كتاب الإيمان‏]‏ برقم ‏(‏295‏)‏‏.‏ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه رواه البخاري ومسلم‏.‏ وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح البخاري الأدب ‏(‏5717‏)‏، صحيح مسلم البر والصلة والآداب ‏(‏2563‏)‏، سنن الترمذي البر والصلة ‏(‏1988‏)‏، سنن النسائي النكاح ‏(‏3239‏)‏، سنن أبو داود النكاح ‏(‏2080‏)‏، سنن ابن ماجه النكاح ‏(‏1867‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/465‏)‏، موطأ مالك الجامع ‏(‏1684‏)‏، سنن الدارمي النكاح ‏(‏2175‏)‏‏.‏ إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا رواه البخاري ومسلم‏.‏

ثانيا‏:‏ بين النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الاجتماع لتلاوة كتاب الله ودراسته وتدبره وتفهم معانيه، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ مسلم برقم ‏(‏2699‏)‏‏.‏ ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم، وبين بعمله مراده بذلك؛ فكان أحيانا يقرأ ويسمعه من حضر من أصحابه رضي الله عنه ليعلمهم كيفية التلاوة والترتيل، وكان أحيانا يأمر بعض أصحابه أن يقرأ حبا منه لسماعه من غيره، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏:‏ صحيح البخاري تفسير القرآن ‏(‏4306‏)‏، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها ‏(‏800‏)‏، سنن الترمذي تفسير القرآن ‏(‏3024‏)‏، سنن أبو داود العلم ‏(‏3668‏)‏، سنن ابن ماجه الزهد ‏(‏4194‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏1/433‏)‏‏.‏ اقرأ علي، قال‏:‏ أأقرأ عليك وعليك أنزل‏؟‏ قال‏:‏ فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه عبد الله سورة النساء حتى بلغ‏:‏ سورة النساء الآية 41 ‏{‏فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا‏}‏ فقال‏:‏ أمسك، فإذا عيناه تذرفان رواه البخاري‏.‏ وكان يتخولهم بالموعظة خشية السآمة عليهم، ويجلس لهم في المسجد أو غيره لإرشادهم وتعليمهم أمور دينهم، ويلقي عليهم الأسئلة أحيانا؛ تنبيها لهم ولفتا لنظرهم حتى إذا أحضر فكرهم وتشوقوا للجواب ألقاه إليهم فوقع منهم خير موقع ووعوه وفقهوه على أحسن حال، كما ثبت ذلك فيما روى البخاري وغيره عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏66، 474‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏2176‏)‏‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال‏:‏ فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فوجد في الحلقة فرجة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ألا أخبركم عن النفر الثلاثة‏؟‏ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه وثبت فيما رواه البخاري وغيره أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أحمد ‏(‏2/ 12، 31، 61، 115، 123، 157‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏61، 62، 72، 131، 2209، 4698، 5444، 5448، 6122، 6144‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏2165‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏2871‏)‏‏.‏ إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن حدثوني ما هي‏؟‏ فوقع الناس في شجر البوادي، وقال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا‏:‏ حدثنا ما هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ هي النخلة إلى غير ذلك بما هو تفسير عملي لاجتماع النبي صلى الله عليه وسلم بهم على الذكر بأنه تعليم وإرشاد وموعظة واختبار وتلاوة لكتاب الله تلاوة تفهم واعتبار ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه خصص أياما وليالي من الأسبوع يجتمع فيها هو وأصحابه على ذكر الله تعالى جماعة باسم مفرد من أسمائه الحسنى قياما أو قعودا في حلقات أو صفوفا يترنحون فيها ترنح السكارى ويتمايلون فيها تمايل الراقصين طربا لتوقيع الأناشيد ونغمات المغنين ودفات الطبول والدفوف وأصوات المزامير، وبهذا يعلم أن ما يفعله الصوفية اليوم بدعة محدثة وضلالة ممقوتة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/270‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه‏.‏

ثالثا‏:‏ قول جماعة المنشدين‏:‏ مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب، مدد يا بدوي يا شيخ العرب، مدد يا رسول الله، مدد يا أولياء الله‏.‏‏.‏ إلى أمثال ذلك أشد نكرا وأفحش وزرا فإنه شرك أكبر يخرج قائله من ملة الإسلام والعياذ بالله؛ لأنه نداء للأموات ليعطوهم خيرا، وليغيثوهم ويدفعوا أو يكشفوا عنهم ضرا، وذلك أن المراد بالمدد هنا العطاء والغوث والنصرة، فكان معنى قول القائل‏:‏ ‏(‏مددك يا سيد يا بدوي، مدد يا سيدة زينب‏.‏‏.‏ إلخ‏)‏ امددنا بعطائك وخيرك واكشف عنا الشدة وادفع عنا البلاء، وهذا شرك أكبر، قال الله تعالى بعد أن بين لعباده تدبيره للكون وتسخيره إياه‏:‏ سورة فاطر الآية 13 ‏{‏ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ‏}‏ سورة فاطر الآية 14 ‏{‏إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ‏}‏‏.‏

فسمى دعاءهم‏:‏ شركا، وقال سبحانه‏:‏ سورة الأحقاف الآية 5 ‏{‏وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ‏}‏ سورة الأحقاف الآية 6 ‏{‏وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ‏}‏ فاخبر سبحانه بأن المدعوين سواه من الأنبياء والصالحين غافلون عن دعاء من دعاهم ولا يستجيبون دعاءهم أبدا، وأنهم سيكونون أعداء لهم ويكفرون بعبادتهم إياهم، وقال‏:‏ سورة الأعراف الآية 191 ‏{‏أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ‏}‏ سورة الأعراف الآية 192 ‏{‏وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ‏}‏ سورة الأعراف الآية 193 ‏{‏وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ‏}‏ سورة الأعراف الآية 194 ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏ الآيات، وقال‏:‏ سورة المؤمنون الآية 117 ‏{‏وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ‏}‏ فأخبر سبحانه بأن من دعا غير الله من الأموات ونحوهم لا فلاح له لكفره بسبب دعائه غير الله‏.‏

رابعا‏:‏ نذر الطاعة من ذبح الأنعام وبذل المال في وجوه البر عبادة لثناء الله تعالى على من أوفى بذلك ووعده عليه الأجر والثواب، قال تعالى‏:‏ سورة الإنسان الآية 7 ‏{‏يُوفُونَ بِالنَّذْرِ‏}‏ وقال‏:‏ سورة البقرة الآية 270 ‏{‏وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ‏}‏ وعلى هذا فمن نذر طاعة لله فقد وجب عليه الوفاء، ومن نذر أن يذبح لغير الله فقد أشرك، ويحرم عليه الوفاء، وتجب عليه التوبة من الشرك وفروعه، قال تعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 162 ‏{‏قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ سورة الأنعام الآية 163 ‏{‏لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة الكوثر الآية 1 ‏{‏إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‏}‏ سورة الكوثر الآية 2 ‏{‏فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ‏}‏‏.‏

فعلى المسلم أن يتبع كتاب الله تعالى ويسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعبد الله سبحانه بما شرع، ويخلص في الدعاء وسائر أنواع العبادة من النذر له والتوكل عليه واللجوء إليه في الشدة والرخاء‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل يوجد في الإسلام طرق متعددة مثل الشاذلية‏؟‏

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏4297‏)‏‏:‏

س1‏:‏ هل يوجد في الإسلام طرق متعددة مثل‏:‏ الطريقة الشاذلية، والطريقة الخلوتية، وغيرهما من الطرق، وإذا وجدت هذه الطرق فما هو الدليل على ذلك، وما معنى قول الحق تبارك وتعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 153 ‏{‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏ وما معنى قوله أيضا‏:‏ سورة النحل الآية 9 ‏{‏وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ ما هي السبل المتفرقة، وما هو سبيل الله، ثم ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه عنه ابن مسعود‏:‏ البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏6417‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏2456‏)‏، وابن ماجه برقم ‏(‏4285‏)‏‏.‏ أنه خط خطا ثم قال‏:‏ هذا سبيل الرشد، ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال‏:‏ هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه‏؟‏

ج1‏:‏ لا يوجد في الإسلام شيء من الطرق المذكورة ولا من

أشباهها، والموجود في الإسلام هو ما دلت عليه الآيتان والحديث الذي ذكرت وما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سنن ابن ماجه الفتن ‏(‏3992‏)‏‏.‏ افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل‏:‏ من هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي‏.‏

وقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ صحيح مسلم الإمارة ‏(‏1920‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2229‏)‏، سنن أبو داود الفتن والملاحم ‏(‏4252‏)‏، سنن ابن ماجه الفتن ‏(‏3952‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏5/279‏)‏، سنن الدارمي المقدمة ‏(‏209‏)‏‏.‏ لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، والحق هو اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة الصريحة، وهذا هو سبيل الله، وهو الصراط المستقيم، وهو قصد السبيل، وهو الخط الواضح المستقيم المذكور في حديث ابن مسعود، وهو الذي درج عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وأتباعهم من سلف الأمة ومن سار على نهجهم، وما سوى ذلك من الطرق والفرق هي السبل المذكورة في قوله سبحانه وتعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 153 ‏{‏وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم اتباع الطرق الصوفية المنتشرة بكثرة في عصرنا

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏5156‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ماذا تقولون فضيلتكم في الطرق الصوفية والموجودة في عصرنا بكثرة مثلا؛ كالنقشبندية، والقادرية، وعندنا في المغرب الأقصى الجيلانية، والتيجانية، والحرقاوية، والوازانية، والدلائية، والناصرية، والعلوية، والكتانية، إلى غير هذا من الأسماء المتعددة، ولكن لما اطلعت على وردهم وجدته تقريبا متشابه؛ لأنهم كلهم عندهم في ورد الصباح مائة من الاستغفار ومائة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة ومائة من كلمة التوحيد لا إله إلا الله وفي المساء مثل ذلك مع إقامة الصلاة في وقتها؛ لأنه شرط واجب لمن أراد أن يأخذ عنهم الورد، لكن بعض العلماء من الإخوان المسلمين قالوا‏:‏ من عنده طريق صوفي فهو ضال ومبتدع ومشرك؛ لأنه لم يكن في عهد الرسول ولا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أي طريق صوفي ولا ولا، ولهذا أطلب من سماحتكم جوابا شافيا في الموضوع؛ لان كلمة ‏(‏مشرك‏)‏ صعبة؛ لأنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار‏.‏

ج1‏:‏ يغلب في مشايخ الطرق الصوفية التزهد والتنسك والعبادة، ولكن تكثر البدع والخرافات في نسكهم وعبادتهم كذكر الله باسم المفرد ‏(‏الله- حي- قيوم…‏)‏ أو ذكره بضمير الغائب مثل ‏(‏هو- هو- هو …‏.‏‏)‏ أو ذكره بما لم يسم به نفسه مثل ‏(‏آه- آه- آه‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ مع الترنح والركوع والرفع منه والرقص وغير ذلك من الحركات المتكلفة، ومع أصوات مختلفة مصطنعة ونشيد وتصفيق أو ضرب بما يسمى‏:‏ الباز أحيانا لضبط نغمات النشيد مع حركات وسكنات أصوات الذكر، وكل ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا ولا عملا ولا عرف عن خلفائه الراشدين ولا سائر صحابته رضي الله عنهم، بل هو من محدثات الأمور‏.‏

وقد ثبت عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال‏:‏ سنن الترمذي العلم ‏(‏2676‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4607‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏42‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏4/126‏)‏، سنن الدارمي المقدمة ‏(‏95‏)‏‏.‏ وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا‏:‏ يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال‏:‏ أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضو ا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏

وكذلك القول فيما يسمى وردا مما ذكر في السؤال من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك وإن كان جملا مفيدة وكان في أصله قربى وعبادة مشروعة إلا انه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه بالصباح ولا المساء ولا جعل له في هذين الوقتين عددا محدودا لا يزاد عليه ولا ينقص منه ولا جعل التقرب به عن طريق عهد يأخذه الشيخ على مريده، فكان التزام ما ذكر في التقرب بهذه الأذكار بدعة محدثة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/270‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/256‏)‏‏.‏ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد لكن من ذكر الله تعالى بصيغ وردت الأحاديث الثابتة فيها بعدد محدد أو في وقت معين فذلك محمود، مثل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح البخاري بدء الخلق ‏(‏3119‏)‏، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ‏(‏2691‏)‏، سنن الترمذي الدعوات ‏(‏3468‏)‏، سنن ابن ماجه الأدب ‏(‏3798‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/375‏)‏، موطأ مالك النداء للصلاة ‏(‏486‏)‏‏.‏ من قال‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه رواه البخاري ومسلم ومثل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال‏:‏ صحيح البخاري الدعوات ‏(‏6042‏)‏، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ‏(‏2691‏)‏، سنن الترمذي الدعوات ‏(‏3466‏)‏، سنن ابن ماجه الأدب ‏(‏3812‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/375‏)‏، موطأ مالك النداء للصلاة ‏(‏487‏)‏‏.‏ من قال‏:‏ سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر رواه البخاري ومسلم إلى أمثال هذا مما وردت النصوص فيه بتحديد زمن أو عدد، فتحري الزمان والعدد في مثل هذا مشروع ما لم يؤد على كيفية محدثة وإلا كان بدعة مذمومة؛ لما تقدم في صدر الجواب‏.‏

وقد تنتهي بهم البدع إلى الاستعانة بالأموات والغائبين في تفريج الكربات وفي النهوض عند القيام ونحو ذلك فيقعون في الشرك الأكبر، نسأل الله العافية والسلامة من ذلك‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

إذا مات الولي هل يصعد به إلى السماء‏؟‏

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7781‏)‏‏:‏

س1‏:‏ أصحيح ما يقوله الناس‏:‏ أن الولي إذا مات ودفن في قبره يأتون الملائكة ويخرجونه من قبره ويصعد به إلى السماء‏؟‏

ج1‏:‏ ليس ذلك بصحيح، وإنما يصعد بالروح وتفتح لها أبواب السماء إن كانت مؤمنة أو تغلق عنها إن كانت كافرة ثم تطرح إلى الأرض‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قول‏:‏ ذكر الله أفضل من الصلاة المكتوبة

الأسئلة الأول والثاني والرابع والخامس من الفتوى رقم ‏(‏948‏)‏‏:‏

س1‏:‏ يقول بعض الصوفية‏:‏ ذكر الله أفضل من الصلاة المكتوبة، بدليل قوله تعالى‏:‏ سورة العنكبوت الآية 45 ‏{‏وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ‏}‏ فهل ذكر الله أفضل من الصلاة كما يقولون‏؟‏

ج‏:‏ أمر الله بالإكثار من ذكره؛ قال تعالى‏:‏ سورة الأحزاب الآية 41 ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا‏}‏ سورة الأحزاب الآية 42 ‏{‏وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا‏}‏ وبين سبحانه أن القلوب تطمئن بذكره، فقال‏:‏ سورة الرعد الآية 28 ‏{‏أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏}‏ وعد النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وضرب لنا مثلا لمن يذكر ربه والذي لا يذكره بالحي والميت، ففي الذكر حياة القلوب واطمئنانها وصفاء النفوس وطهارتها وفضله عند الله عظيم البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏6407‏)‏‏.‏

ولا شك أن الصلاة مشتملة على أفضل الأذكار من تلاوة القرآن والتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والشهادتين، وفضل كلام الله على كلام عباده كفضله على البشر، وأفضل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله كلمة لا إله إلا الله‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ الإمام مالك في ‏[‏الموطأ‏]‏ ‏(‏1/ 214‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏3579‏)‏‏.‏ وهي موجودة في الصلاة كما أن الصلاة مشتملة على الركوع والسجود، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فتفضيل الذكر في غير الصلاة على الصلاة تفضيل للشيء على نفسه إن لم يكن تفضيلا على ما هو أعلى منه وهذا غير صحيح‏.‏

ومعنى قوله تعالى‏:‏ سورة العنكبوت الآية 45 ‏{‏وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ‏}‏ أي‏:‏ الصلوات المفروضة في أوقاتها كما شرع الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله، فإنها إن أداها المسلم على الوجه المشروع حالت بينه وبين ما يستفحش من الذنوب وعصمه الله بها من ارتكاب المنكرات، ولذكر الله إياكم إذا أنتم ذكرتموه أعظم قدرا وأفضل مثوبة وأجرا، كما قال تعالى‏:‏ سورة البقرة الآية 152 ‏{‏فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ‏}‏ وقد اختاره ابن جرير في تفسيره، ووافقه على ذلك جماعة من المفسرين اعتمادا منهم على ما نقل عن كثير من الصحابة والتابعين‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

بطلان إجازة الشيخ لمريده وبدعية ذلك

س2‏:‏ يقول بعض الصوفية‏:‏ إن إجازة الشيخ لمريده بقوله له‏:‏ أجزتك أيها المريد أن تذكر بلا إله إلا الله 140 مرة مثلا مسلسلة معنعنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم إلى جبريل ثم إلى الله تعالى، فهل هذا القول صحيح أو باطل، وهل هذه الإجازة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم أم هي بدعة‏؟‏

ج2‏:‏ لا يتوقف ذكر العباد لربهم على إذن من المشايخ لهم في أن يذكروه سبحانه بتلاوة كتابه وبالأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم تسبيحا وتحميدا وتهليلا وتكبيرا بعد أن أمرنا الله بذلك وحثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن زعم من المشايخ المتصوفة أو مريديهم أن لكل اسم من أسماء الله خادما أو أن على ذكر الله بما شرع الله حجرا حتى يأذن الشيخ للمريد بالذكر- فقد ابتدع في الدين وافترى على الله ورسوله، فإنه لم يثبت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على شيء من ذلك، فما يزعمه بعض المتصوفة إنما هو من البدع المحدثة؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/240‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد، والله المستعان‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

حكم الانتساب لبعض طرق الصوفية مثل الشاذلية

س4‏:‏ الطريقة المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر وأبي الحسن الشاذلي هل يكون على الإنسان حرج إذا دخل فيها وانتسب إليها وهل هي سنة أو بدعة‏؟‏

ج4‏:‏ روى أبو داود وغيره من أصحاب السنن من طريق العرباض بن سارية أنه قال‏:‏ سنن أبو داود السنة ‏(‏4607‏)‏، سنن الدارمي المقدمة ‏(‏95‏)‏‏.‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل‏:‏ يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا‏؟‏ فقال‏:‏ أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضو ا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة‏.‏

فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع في أمته اختلاف كثير وتتشعب بهم الطرق والمناهج وتكثر فيهم البدع والمحدثات، وأمر المسلمين أن يعتصموا بكتاب الله وأن يتمسكوا بسنته ويعضو ا عليها بالنواجذ، وحذرهم من التفرق والاختلاف واتباع البدع والمحدثات؛ لأنها مضلة ومتاهات تتفرق بمن سلكها عن سبيل الله فوصاهم بما وصى به عباده في قوله سبحانه‏:‏ سورة آل عمران الآية 103 ‏{‏وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا‏}‏ وقوله‏:‏ سورة الأنعام الآية 153 ‏{‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏ فنوصيكم بوصية الله ووصية رسوله، وننصحكم بلزوم منهج أهل السنة والجماعة، ونحذركم ما أحدث أهل الطرق من تصوف مدخول وأوراد مبتدعة وأذكار غير مشروعة وأدعية فيها شرك بالله أو ما هو ذريعة إليه كالاستغاثة بغير الله وذكره بالأسماء المفردة وذكره بكلمة آه وليست من أسمائه سبحانه، وتوسلهم بالمشايخ في الدعاء، واعتقاد انهم جواسيس القلوب يعلمون ما تكنه، وذكرهم الله ذكرا جماعيا بصوت واحد في حلقات مع ترنحات وأناشيد إلى غير ذلك مما لا يعرف في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

بدعية إقامة الولائم الموالد للاحتفال بالنبي أو الصالحين

س5‏:‏ نحن في تنزانيا نضع الولائم ‏(‏الطعام‏)‏ ونجتمع في موضع معلوم من البلد ونقول‏:‏ هذه الزيارة صدرت من صاحب الطريقة القادرية ‏(‏عبد القادر‏)‏، فهل هذا الأمر من البدع أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل فيه حرج، أي‏:‏ إثم؛ لأننا لا نعمر المساجد حتى نعمل هذه الزيارة وقراءة مولد النبي صلى الله عليه وسلم أي احتفال عظيم بسبب ذلك، هل هذه الأمور فيها حرج أو لا‏؟‏

ج5‏:‏ لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه ولا السلف الصالح عمل ولائم ولا صنع أطعمة لمن مات من الصالحين، ولا احتفل أحد من الصحابة ولا السلف الصالح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولا بعد مماته ولا صنعوا له طعاما بعد مماته، فإقامة مولد للنبي عليه الصلاة والسلام أو لأحد من الصالحين أو الوجهاء والاحتفال بذلك وقراءة ما ألف في مولده وقيام الحاضرين عند ذكر ولادته زعما من الحاضرين أنه قد حضر ذلك الوقت وصنع الطعام للاحتفال بالمولد لنبي أو خليفة أو الشيخ عبد القادر أو غيره من البدع المنكرة، واحترام النبي صلى الله عليه وسلم وحبه في اتباعه والسير على شريعته، قال الله تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 31 ‏{‏قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم‏}‏ واحترام الصالحين وحبهم يكون بمتابعتهم فيما وافق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته‏.‏

فالواجب على المسلمين أن يلزموا سنة نبيهم وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعده ويقتفوا آثارهم وأن يحذروا الغلو في الصالحين وإطرائهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحمد ‏(‏1/ 23، 34، 47، 55‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ رقم ‏(‏3445،6830‏)‏، والدارمي برقم ‏(‏2787‏)‏‏.‏ لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد، فقولوا‏:‏ عبد الله ورسوله أخرجه البخاري في صحيحه وقال‏:‏ سنن النسائي مناسك الحج ‏(‏3059‏)‏، سنن ابن ماجه المناسك ‏(‏3029‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏1/215‏)‏‏.‏ إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

دعاء الله بضمير المتكلم والغائب

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏3867‏)‏‏:‏

س4‏:‏ هل يجوز أن تدعو الله بـ ‏(‏ياهو‏)‏ يعني‏:‏ الله ضميرا مستترا تقديره‏:‏ هو الله‏؟‏

ج4‏:‏ ضمائر المتكلم والخطاب والغيبة كناية عن المتكلم أو المخاطب أو الغائب مطلقا فليست أسماء لله لغة ولا شرعا، لأنه لم يسم بها نفسه، فدعاؤه بها تسمية ونداء وذكر له بغير أسمائه فلا يجوز، ولأنه إلحاد في أسمائه بتسميته بما لم يسم به نفسه، ونداء له ودعاء بما لم يشرعه، وقد نهى سبحانه عن ذلك فقال‏:‏ سورة الأعراف الآية 180 ‏{‏وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏6571‏)‏‏:‏

س‏:‏ إني من شمال أفريقيا أعمل هنا في المملكة وأطلب من سماحتكم أن ترشدني، إني متصوف ولي شيخ قد أمرني بالتسبيح بعد كل صلاة صبح وبعد المغرب لكن يوجد لدى جماعته حلقات ذكر هذه الأذكار تبتدئ بعد صلاة العشاء وهي على النحو التالي‏:‏ يبدؤون بذكر الاسم الأعظم وهو ‏(‏الله‏)‏ بالمد والتعظيم وبعض الأذكار ثم بعد ذلك ترنم في السطحة قياما قائلين ‏(‏الله‏)‏ حتى يذوب اللفظ بالله ونبقى نقول ‏(‏آه- آه‏)‏ هذا الشيء لقائم في طريقي لكن أصبحت مفتونا مثل بعض أصحابي ويكنوننا بحزب الكته‏.‏ رجائي أن ترشدوني عن هذا الذكر هل هو صحيح أسير فيه بدون شك أم أتخلى عنه‏؟‏ إن هذه الكته كما يقولون لنا ليست موجودة لا في الكتاب ولا في السنة‏.‏

ج‏:‏ لا يجوز لك أن تأخذ عن الشيخ الذي ذكرت حاله ولا أن تذكر الله بهذا؛ لأنه من البدع المحدثة في الدين، وعليك أن تذكر الله بالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلوات الخمس وفي غيرها من الأوقات حسب ما في كتب الحديث الشريف لقول الله تعالى‏:‏ سورة الأحزاب الآية 21 ‏{‏لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ‏}‏ ومن ذلك ما ذكر في ‏[‏عمدة الحديث‏]‏ للشيخ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، و‏[‏منتقى الأخبار‏]‏ للمجد ابن تيمية و‏[‏بلوغ المرام‏]‏ للحافظ ابن حجر رحم الله الجميع‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

فتوى رقم ‏(‏7170‏)‏‏:‏

س‏:‏ أنا من الحدود المصرية السودانية، وفي هذا المكان توجد طرق صوفية كثيرة من الذين ضلوا الطريق وأضلوا الناس، وهناك بعض الناس يؤخرون أضحيتهم إلى ما بعد العيد بثلاثة أيام ليأكلها هؤلاء الصوفية الذين يأتون ليقيموا شعائرهم الكاذبة ويظنون بهذا أنهم يفعلون شيئا من الدين، فهل أضحيتهم صحيحة أم هي شاة لحم كما في الحديث‏؟‏

ج‏:‏ ما ذكرت من أن جماعة الطرق الصوفية مبتدعة وأنهم ضالون مضلون هو الحق، وما أعد للضحية من الأنعام وأخر ذبحه إلى ما بعد العيد بثلاثة أيام فلا يعتبر ضحية؛ لأن أقصى مدة الذبح للضحية أربعة أيام منها يوم العيد، بل هي لحم قدمه لضيوفه؛ تكريما لهم، وتعاونا معهم على نشر البدع وترويجها وذلك من التعاون على الإثم والعدوان‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏6898‏)‏‏:‏

س4‏:‏ هل طريقة الذكر الموجودة بين أهل الطرق الصوفية الآن صحيحة أم خاطئة، وهل وردت في السنة وإن كانت واردة فما الأحاديث الدالة على ذلك؛ لأنها تثير مشاكل كثيرة بين الناس‏؟‏

ج‏:‏ أذكار أهل الطرق الصوفية جماعة بصوت واحد بالترنح والتمايل من البدع المحدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/270‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم وقال عليه السلام‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/256‏)‏‏.‏ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد رواه الإمام مسلم في صحيحه ويكفي المسلم التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم بعض الطرق الصوفية مثل جماعة إزالة البدع والطريقة القادرية

فتوى رقم ‏(‏7583‏)‏‏:‏

س‏:‏ يفيد المرسل أنه توجد في بلاده ثلاث فرق دينية هي‏:‏ 1- جماعة إزالة البدع وإقامة السنة‏.‏ 2- جماعة الطرق الصوفية‏.‏ 3- جماعة الطريقة القادرية‏.‏ ويرجو إلقاء الضوء على هذه الفرق الثلاث وبيان مواضعها طبقا للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ من كان يدعو إلى كتاب الله تعالى وإلى ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ويعمل بذلك في نفسه، وينكر ما خالف ذلك ويجتهد في إزالة ما أحدث من البدع، ويتعاون مع أهل السنة ويواليهم ويعادي أهل البدع وينكر عليهم ما ابتدعوه في الإسلام على بينة وبصيرة- فهو من أهل السنة والجماعة‏.‏

ثانيا‏:‏ الطرق الصوفية طوائف شتى منها‏:‏ التجانية، القادرية، والخلوتية‏.‏‏.‏ إلخ ولا تخلو طائفة منها من البدع، وإن تفاوتت في ذلك، فمنها المقل ومنها المكثر‏.‏

ثالثا‏:‏ الشيعة فرق كثيرة تزيد على العشرين فرقة، فاقرأ عنها في كتاب ‏[‏الملل والنحل‏]‏ للشهرستاني، وكتاب ‏[‏الفصل في الملل والنحل‏]‏ لابن حزم، وكتاب ‏[‏الفرق بين الفرق‏]‏ للبغدادي، و‏[‏مختصر كتاب الأئمة الإثني عشرية‏]‏، وكتاب ‏[‏منهاج السنة‏]‏ لابن تيمية ففيها الكفاية في وصف تلك الفرق وبيان منزلتها من الإسلام‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم ما يسمى بحزب الأمان وصلاة النقطة واللاهوتية

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏9811‏)‏‏:‏

س1‏:‏ ما رأيكم في هذه الأشياء في الوريقة المرفقة‏:‏ 1- حزب الأمان‏.‏ 2- رقم 2‏.‏ 3- صلاة النقطة‏.‏ 4- الصلاة المسماة باللاهوتية‏.‏

ج1‏:‏ ما ذكر في الورقة المرفقة بسؤالك مما يسمى‏:‏ ‏(‏حزب الأمان‏)‏ و ‏(‏صلاة النقطة‏)‏، والصلاة المسماة بـ‏:‏ اللاهوتية…إلخ من بدع المتصوفة، والتعبد به غير مشروع‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الصلاة بمسجد به طريقة صوفية

السؤال التاسع من الفتوى رقم ‏(‏6250‏)‏‏:‏

س9‏:‏ في الحي الذي أسكن فيه يوجد مسجد وتوجد زاوية تابعة لطريقة صوفية، هل تجوز الصلاة في هذه الزاوية‏؟‏

ج9‏:‏ لا تصل مع هؤلاء الصوفية في زاويتهم، واحذر صحبتهم والاختلاط بهم لئلا يصيبك ما أصابهم، وتحر الصلاة في مسجد جماعة يتحرون السنة ويحرصون عليها‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

رؤية أرباب الأحوال النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة

السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم ‏(‏9450‏)‏‏:‏

س12‏:‏ كيف رؤية أرباب الأحوال النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة‏؟‏

ج12‏:‏ النبي صلى الله عليه وسلم لا يراه أحد في الدنيا بعد وفاته وإنما يرى في النوم، فمن رآه على صورته في النوم فقد رآه؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورته، كما صح بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما يدعيه بعض الصوفية من أنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فهو باطل لا أصل له‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

حكم الجلوس مع طرق الصوفية التي تذكر الله بكيفيات التمايل والترنج

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9529‏)‏‏:‏

س2‏:‏ أنا بحمد الله أميل إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالسلف الصالح، غير أني قد جلست في بعض الجلسات والحضرات الصوفية من باب العلم بالشيء وهالني أن رأيتهم يقومون بحركات ورقصات لا تتفق في أسوأ الأوضاع مع وقار الإنسان وحيائه وهيبته‏.‏‏.‏‏.‏ ثم هم يقومون بتأويل أشياء ثابتة، ويركزون جل أعمالهم على تعذيب النفس بوسائل شتى والعبادة عندهم تعتمد في أكثرها على الذكر، كما أنهم يكثرون من ذكر الأولياء والصالحين والاعتقاد فيهم أكثر مما يفعلون مع الله ورسوله، كما أن لهم بعض الآراء، وأكثر هذه الآراء ينهش في السلف الصالح المتمسك بسنة رسوله حق التمسك، على أن لهم بعض الآراء التي تتفق وصحيح السنة وكما فهمها السلف الصالح، وقد جلست مع هؤلاء القوم

أكثر من مرة لمحاولة معرفة خبايا هذا العالم وأكثر هؤلاء القوم من فئات اجتماعية ممتازة، فمنهم أساتذة الجامعة والأطباء والمهندسون والموظفون ومنهم أناس عاديون وبهم شباب كثيرون أيضا‏.‏

فهل أأثم بالجلوس معهم رغم ما أسلفت‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ كما أرجو من فضيلتكم أن توضحوا الصورة حول هذه المذاهب الصوفية واعتقاداتها خاصة أنها أصبحت تتخذ صورا منظمة ذات هيئات ومنظمات معترف بها من قبل الدولة‏.‏

ج2‏:‏ المعروف عن جميع طوائف الصوفية وفرقهم أنهم يذكرون الله أذكارا بدعية، فيرقصون ويترنحون ويتمايلون يمنة ويسرة وأعلى وأسفل، ويسمون الله في ذكرهم بغير ما سمى به نفسه وبغير ما سماه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ مثل‏:‏ هو هو هو، ومثل‏:‏ آه آه، ويذكرونه بالاسم مثل‏:‏ الله الله الله، وبما يسمونه‏:‏ الذكر القلبي، كما يفعله النقشبندية، ويذكرونه بما ذكر جماعة بصوت واحد ويستغيثون في أذكارهم بالأموات والغائبين فيقولون‏:‏ مدد يا أبا العباس، مدد يا دسوقي، وذلك شرك يخرج من ملة الإسلام، ويعتقدون في مشايخهم أن لديهم علما لدنيا يطلعون به على الغيبيات، وأن لهم أسرارا يتصرفون بها وراء الأسباب العادية، وننصحك بقراءة كتاب ‏[‏هذه هي الصوفية‏]‏ للشيخ عبد الرحمن

الوكيل لتعرف الكثير من بدعهم، وجالس من تعرف عنه أنه يتمسك بالكتاب والسنة وينكر البدعة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الفرق

موقف المسلم من الفرق

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9772‏)‏‏:‏

س2‏:‏ لقد ظهرت الآن فرق كثيرة مثل‏:‏ فرق الصوفية المتعددة‏:‏ الشاذلية، والإبراهيمية، والقاديانية‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ فما موقف الإسلام من هذه الفرق‏؟‏ وما موقفنا نحن كمسلمين نحوها ونحو ما ينشره أتباعها من أفكار فاسدة تسيء إلى الدين الإسلامي‏؟‏

ج2‏:‏ نقرهم على ما وافقوا فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وننكر عليهم ما خالفوا فيه الكتاب والسنة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الطريقة البرهامية

فتوى رقم ‏(‏4911‏)‏‏:‏

س‏:‏ نحن نثق في سماحتكم ونرتاح إلى فتواك، ونريد من سماحتكم أن تقرأ هذا الكتاب وتفتينا فيه، حيث إنه يوزع على كثير من الناس ويتعبدون الله بما جاء فيه من أوراد وذكر، ونحن نريد‏:‏ هل يجوز التعبد بما جاء فيه أم لا‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز التعبد بما في هذا الكتاب- أوراد الطريقة البرهامية- لما في ذلك من قراءة القرآن للأموات بل لأموات مخصوصين يتوقع أنها قرئت لهم رجاء بركتهم، كما في فواتح أهل السلسلة، وفيه من البدع جعل قراءة الفواتح لهؤلاء مفتاحا للأوراد ولما في الأساس الذي يقرأ بعد الصبح وبعد العصر من بدعة تحديد الوقت لهذا الذكر وتحديد عدد مائة مرة للبسملة وعدد مائة مرة للذكر بكلمة- يا دائم- فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جعل حدا لذلك من الوقت أو العدد، بل لم يثبت عنه أنه تقرب إلى الله بتكرار البسملة مجردة ولا أنه ذكر الله بكلمة- يا دائم- مجردة‏.‏

ولما جاء فيه من التوسل بالعرش والكرسي والنور النبوي في الدعاء وذلك تحت عنوان‏:‏ التحصين الشريف والغوثية، ولما جاء في الحزب الكبير من ذكر وأدعية بدعية ومن التوسل بالحروف المقطعة في أوائل السور وبأسماء مجهولة المعنى غير عربية مثل كد كد، كردد كردد- كرده كرده- ده ده- بها بها بها- بهيا بهيا بهيا- بهيات بهيات بهيات، ولما جاء في صلاة ابن مشيش من الكلمات المنكرة مثل قوله في النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ولا شيء إلا وهو به منوط إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط، وقوله في الدعاء‏:‏ ‏(‏وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها…‏)‏ إلى آخره، ولما فيه من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته والشافعي والبدوي والرفاعي والاستغاثة بغير الله وذلك بمنظومة تحت عنوان ‏(‏التوسل‏)‏…‏.‏إلى غير ذلك من البدع الشركية ووسائل الشرك والخرافات، وعلى هذا فلا يجوز التعبد بهذه الأوراد، وعلى كل مسلم أن يتعبد بما ثبت التعبد به عن النبي صلى الله عليه وسلم من تلاوة القرآن والأذكار والدعوات الثابتة عنه في سننه‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الطريقة القاديانية

حكم فرقة الأحمدية وما تدعو إليه

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏1615‏)‏‏:‏

س3‏:‏ ما حكم الدين الجديد وأتباعه؛ يعني دينا يقال له‏:‏ الأحمدية، يحذروا دواعيه الناس بالاحتفاظ سواء بشيء من آيات قرآنية أو من أسماء الله ويحرمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأين منشأ هذا الدين ومتى، وما الحكم فيمن يرغبون عنه‏؟‏

ج3‏:‏ لقد صدر الحكم من حكومة الباكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام، وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك، ومن مؤتمر المنظمات الإسلامية المنعقد في الرابطة في عام 1394هـ، وقد نشر رسالة توضح مبدأ هده الطائفة وكيف نشأت ومتى إلى غير ذلك مما يوضح حقيقتها‏.‏

والخلاصة‏:‏ أنها طائفة تدعي أن مرزا غلام أحمد الهندي نبي يوحى إليه وأنه لا يصح إسلام أحد حتى يؤمن به، وهو من مواليد القرن الثالث عشر، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه الكريم أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، وأجمع علماء المسلمين على ذلك، فمن ادعى أنه يوجد بعده نبي يوحى إليه من

الله عز وجل فهو كافر لكونه مكذبا بكتاب الله عز وجل، ومكذبا للأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على أنه خاتم النبيين، ومخالفا لإجماع الأمة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم الإسلام في جماعة القاديانية ونبيهم المزعوم

فتوى رقم ‏(‏4317‏)‏‏:‏

س‏:‏ أرجو التكرم ببيان حكم الإسلام في جماعة القاديانية ونبيهم المزعوم غلام أحمد القادياني، كما أرجو التفضل بإرسال أي من الكتب التي تبحث في هذه الجماعة حيث إنني من المهتمين بدراستها‏.‏

ج‏:‏ ختمت النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده؛ لثبوت ذلك بالكتاب والسنة، فمن ادعى النبوة بعد ذلك فهو كذاب، ومن أولئك غلام أحمد القادياني، فدعواه النبوة لنفسه كذب، وما زعمه القاديانيون من نبوته فهو زعم كاذب‏.‏

وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة باعتبار القاديانيين فرقة كافرة من أجل ذلك‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الفرق بين المسلمين والأحمديين

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏8536‏)‏‏:‏

س3‏:‏ ما الفرق بين المسلمين والأحمديين‏؟‏

ج3‏:‏ الفرق بينهما‏:‏ أن المسلمين هم الذين يعبدون الله وحده ويتبعون رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، أما الأحمديون الذين هم أتباع مرزا غلام أحمد، فهم كفار ليسوا مسلمين؛ لأنهم يزعمون أن مرزا غلام أحمد نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ومن اعتقد هذه العقيدة فهو كافر عند جميع علماء المسلمين؛ لقول الله سبحانه‏:‏ سورة الأحزاب الآية 40 ‏{‏مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ‏}‏ ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ الإمام أحمد ‏(‏2/ 398، 412‏)‏ و‏(‏3/ 79، 248‏)‏ و‏(‏4/ 81، 84، 127، 128‏)‏ و‏(‏5/ 278‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏3535‏)‏، ومسلم ‏(‏2286، 2287‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏4252‏)‏‏.‏ أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

التيجانية

ورد الطريقة التيجانية

فتوى رقم ‏(‏117‏)‏‏:‏

س‏:‏ مضمون السؤال أن المدعو عيسى جبريل يرغب في معرفة الكثير مما أنزل الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويرجو التكرم بإفادته هل الورد الذي يقوم به التيجانيون والتيجانية صحيح في الإسلام‏؟‏ فقد سمع كثيرا من المدارس الإسلامية تعارضه والتيجانيون يستعملونه بعد صلاة المغرب فهم ينشرون قطعة قماش بيضاء في المسجد ويجلسون حولها ويتلون لا إله إلا الله وكلمتين أخريين معها مائة مرة، ويرجو مساعدته في إيضاح الحق‏.‏

ج‏:‏ حثت الشريعة الإسلامية على ذكر الله تعالى ورغبت في ذلك كثيرا وبينت أنه يحيي النفوس وتطمئن به القلوب وتنشرح به الصدور، قال الله تعالى‏:‏ سورة الأحزاب الآية 41 ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا‏}‏ سورة الأحزاب الآية 42 ‏{‏وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا‏}‏ وقال‏:‏ سورة الرعد الآية 28 ‏{‏الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏}‏‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ البخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏6407‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏779‏)‏‏.‏ مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت رواه البخاري وكما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الأمر بالذكر والترغيب فيه مجملا جاء فيهما مفصلا فبين القرآن أن ذكر الله يكون بالقلب؛ إجلالا لله، وإعظاما له، وهيبة ووقارا، أو خوفا منه ورغبة إليه خفية وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والأصال، وبين أن الصلاة أعظم ذكرا لله، قال تعالى‏:‏ سورة البقرة الآية 238 ‏{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ‏}‏ سورة البقرة الآية 239 ‏{‏فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة النساء الآية 103 ‏{‏فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ‏}‏ وفي الصلاة القراءة والتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء، وقال تعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 205 ‏{‏وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ‏}‏‏.‏

وبينت السنة قولية وعملية أنواع الأذكار وأوقاتها وكيفيتها فبينت أذكار الصباح والمساء والشدة والبلاء وعند النوم واليقظة وعند الأسفار والعودة منها…… إلخ، وعينت كلماتها وكيفياتها، ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله‏:‏ صحيح البخاري الأذان ‏(‏629‏)‏، صحيح مسلم الزكاة ‏(‏1031‏)‏، سنن الترمذي الزهد ‏(‏2391‏)‏، سنن النسائي آداب القضاة ‏(‏5380‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/439‏)‏، موطأ مالك الجامع ‏(‏1777‏)‏‏.‏ رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، فمن ذكر الله تعالى كما جاء في بيان الكتاب والسنة من أنواع الذكر وأوقاتها وكيفياتها فقد اتبع هدي الله تعالى وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام وكسب الأجر والمثوبة، ومن غير صيغ الأذكار وحرفها أو بدل في كيفياتها والتزم فيها كيفيات لم يلتزمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق ما قيده أو قيد ما أطلقه، والتزم طريقة في أداء الأذكار لم تعهد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في زمن أصحابه ولا القرون الثلاثة المشهود لها بالخير فقد أساء وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله وحرم الأجر والثواب وكان من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ومن ذلك ما التزمه بعض أصحاب الطرق كالتيجانية من نشر قطعة قماش بيضاء يلتف حولها الذاكرون بلا إله إلا الله ونحوها من الأذكار بعد المغرب فالذكر مشروع وكلمة لا إله إلا الله أفضل ما قاله النبيون والذكر بها من أفضل الأذكار، ولكن التزام نشر الرقعة البيضاء والاجتماع حولها وتخصيص ما بعد المغرب لذلك الذكر وإيقاعه جماعيا بدعة ابتدعوها لم يأذن بها الله ولا رسوله، وخير العمل ما كان اتباعا وشره ما كان ابتداعا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ سنن أبو داود السنة ‏(‏4607‏)‏، سنن الدارمي المقدمة ‏(‏95‏)‏‏.‏ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وقوله‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/270‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ومن ذلك الاجتماع قبل الفجر أو بعده أو بعد العشاء للتعبد بأوراد وضعوها من عند أنفسهم أو الأذكار بهيئات مزرية وترنحات هي إلى الألعاب والتمثيل أقرب وبه أشبه، ومن ذلك ذكرهم بكلمة ‏(‏هو‏)‏ وكلمة ‏(‏آه‏)‏ وليستا من أسماء الله، بل الأولى ضمير الغائب والثانية كلمة توجع فالذكر بهما من البدع المنكرة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏2139‏)‏‏:‏

س3‏:‏ هل يجوز قراءة ورد التيجانية والتعبد به أو لا‏؟‏

ج3‏:‏ الطريقة التيجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، بل فيها بدع شركية تخرج من يعتقدها أو يعمل بها من ملة الإسلام والعياذ بالله، وأورادها فيها بدع فلا يجوز التعبد بها؛ لأن الأذكار من العبادات والعبادات توقيفية يرجع فيها إلى كتاب الله وإلى ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلاوة القرآن الكريم وما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر والدعاء في دواوين

السنة، والكتب التي استخلصت، منها مثل ‏[‏رياض الصالحين‏]‏ للنووي، و‏[‏الكلم الطيب‏]‏ لابن تيمية و‏[‏الوابل الصيب‏]‏ لابن القيم، و‏[‏الأذكار‏]‏ للنووي وغيرها من كتب الحديث المعتمدة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏2392‏)‏‏:‏

س5‏:‏ ما حكم أوراد الأولياء والصالحين كمذهب القاديانية والتيجانية وغيرهما‏؟‏ أيجوز التمسك بها أم لا وما حكم كتاب ‏[‏دلائل الخيرات‏]‏‏؟‏

ج5‏:‏ أولا‏:‏ ورد في الكتاب والسنة نصوص مشتملة على الأدعية والأذكار المشروعة، وجمع بعض العلماء جملة من ذلك‏:‏ كالنووي في كتابه ‏[‏الأذكار‏]‏ وابن السني في ‏[‏عمل اليوم والليلة‏]‏ وابن القيم في كتاب ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ وكتب السنة تشتمل على أبواب خاصة للأدعية والأذكار فعليكم الرجوع إليها‏.‏

ثانيا‏:‏ الأولياء الصالحون هم أولياء الله المتبعون لشرعه قولا وعملا واعتقادا، وأما الطوائف الضالة كالتيجانية فليسوا من أولياء الله، بل هم من أولياء الشيطان، وننصحك بقراءة كتاب ‏[‏الفرقان

بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‏]‏ وكتاب ‏[‏اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم‏]‏ وهما لشيخ الإسلام ابن تيمية‏.‏

ثالثا‏:‏ مما تقدم يتبين أنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ أورادهم ويجعلها أورادا له، بل عليه الاكتفاء بالمشروع وهو ما ورد في الكتاب والسنة‏.‏

رابعا‏:‏ أما كتاب ‏[‏دلائل الخيرات‏]‏ فننصحك بتركه؛ لما يشتمل عليه من الأمور المبتدعة والشركية، وفي الوارد في القرآن والسنة غنية عنه‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم قراءة الشعر عند ختم القرآن

فتوى رقم ‏(‏5292‏)‏‏:‏

س‏:‏ أريد من مجلسكم الموقر أن تنظروا في هذه القصيدة المقدمة إليكم، خاصة وأنها تقرأ بعد ختم القرآن، ولهذا فإني أريد فتوى في هذا الشأن؛ لأنني لم أجد من يقنعني في بلادنا، هل هو جائز شرعا هذا الدعاء أم لا‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز أن يقرأ شعر عند ختم القرآن لا قصيدتك ولا غيرها؛ لعدم ورود شيء بذلك عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، بل ذلك بدعة محدثة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/240‏)‏‏.‏ من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد، وفي لفظ‏:‏ صحيح البخاري الصلح ‏(‏2550‏)‏، صحيح مسلم الأقضية ‏(‏1718‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4606‏)‏، سنن ابن ماجه المقدمة ‏(‏14‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏6/256‏)‏‏.‏ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد‏.‏

ثانيا‏:‏ سبق أن صدر منا فتوى في حكم الدعاء بعد ختم القرآن برقم ‏(‏5042‏)‏ هذا نصها‏:‏ ‏(‏الدعاء المنسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية عند ختم القرآن لا نعلم صحته عنه، ولم نقف عليه بشيء من التفسير، لكن قد اشتهرت نسبته إليه، ولا نعلم فيه بأسا، وإذا دعا الإنسان بدعوات أخرى فلا بأس بذلك؛ لعدم الدليل على تعيين دعاء معين‏)‏‏.‏

ثالثا‏:‏ قصيدتك بها استغاثة واستنصار بغير الله سبحانه فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه وتعالى، وكذلك بها التجاء إلى غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه مثل قولك‏:‏

بك استغثنا وبك التوسل *** يا ملجأ الخائف يا معقل

يا عروة الوثقى ويا ملاذي *** لدى الشدائد ويا عياذي

العجل العجل بالإغاثة *** يا من له كل العلى وراثة

وقوله‏:‏

يا أحمد التيجاني يا غيث القلوب *** أما ترى ما نحن فيه من كروب

وهذه الأشياء كلها من أنواع الشرك الأكبر التي يخلد من مات عليها في النار كما أن فيها أمورا بدعية كالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره صالح أو طالح من الناس، فاستغفر الله وتب إليه سبحانه فهو القائل‏:‏ سورة طه الآية 82 ‏{‏وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى‏}‏ والقائل‏:‏ سورة الفرقان الآية 68 ‏{‏وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ‏}‏ …‏.‏ إلى قوله‏:‏ سورة الفرقان الآية 71 ‏{‏فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا‏}‏‏.‏

رابعا‏:‏ أحمد التيجاني وأتباعه الملتزمون لطريقته من أشد خلق الله غلوا وكفرا وضلالا وابتداعا في الدين لما لم يشرعه الله سبحانه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وسبق أن كتبت اللجنة الدائمة نماذج لبدعهم انظر بدع التيجانية في هذا الباب‏.‏ وضلالهم، ونرجو أن ينفعك الله بها وأن تكون سببا في هدايتك لسبيل الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة المبينة صفاتهم في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سنن الترمذي الإيمان ‏(‏2641‏)‏‏.‏ ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل‏:‏ من هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الفرقة التيجانية من أشد الفرق كفرا وضلالا

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏5553‏)‏‏:‏

س7‏:‏ ما هي عقيدتكم في طريقة التيجانية ورؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم يقظة‏؟‏

ج7‏:‏ الفرقة التيجانية من أشد الفرق كفرا وضلالا وابتداعا في الدين لما لم يشرعه الله‏.‏ وسبق أن سئلت اللجنة الدائمة عنهم وكتبت بحثا في كثير من بدعهم وضلالاتهم الدالة على ذلك وأما دعوى بعض الصوفية أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فشيء لا أصل له، بل هو باطل وإنما يرى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حين يخرج الناس من قبورهم، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صحيح البخاري الخصومات ‏(‏2281‏)‏، صحيح مسلم الفضائل ‏(‏2374‏)‏، سنن أبو داود السنة ‏(‏4668‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏3/33‏)‏‏.‏ أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم الصلاة خلف إمام مبتدع تابع للطريقة التيجانية

فتوى رقم ‏(‏2089‏)‏‏:‏

س‏:‏ لقد تضاربت أقوال الفقهاء في الصلاة خلف الأئمة المبتدعين وأصحاب الطرق خصوصا التابعين للطريقة التجانية، وقد اطلعت على رسالة الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي رحمه الله، مدير دار الحديث بالمدينة المنورة سابقا ‏[‏الأنوار الرحمانية في هداية الفرقة التجانية‏]‏ حيث اتضح أن عقائد أصحاب هذه الطريقة- هداهم الله إلى سواء الصراط- غير صحيح، وهم أقرب إلى الشرك والضلالة والعياذ بالله منهم إلى الإيمان والتصديق بكتاب الله واتباع سنة رسوله المصطفى المختار عليه صلاة الله وسلامه، فهل تصح الصلاة خلف إمام مبتدع تابع للطريقة التجانية‏؟‏ وإذا كان الجواب لا، فهل للمسلم إقامة الصلاة في أهله وفي بيته إذا لم يجد في أي مسجد في المدينة التي يسكنها إماما غير مبتدع‏؟‏ وهل تجوز إقامة الصلاة في جماعة خاصة في المسجد بعد انتهاء المبتدع صاحب الطريقة التجانية من صلاته‏؟‏ وهذا سيؤدي إلى بلبلة في الأفكار وتفرقة بين صفوف المسلمين‏.‏

ج‏:‏ الفرقة التجانية من أشد الفرق كفرا وضلالا وابتداعا في الدين لما لم يأذن به الله سبحانه، فلا تصح الصلاة خلف من هو على طريقتهم، وبإمكان المسلم أن يلتمس له إماما غير متبع لطريقة التجانية وغيرها من طرق المبتدعة ممن لا تتسم عباداتهم وأعمالهم بالمتابعة لمحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وإذا لم يجد إماما غير مبتدع فيقيم له جماعة في أي مسجد من مساجد المسلمين إذا أمن الفتنة والإضرار به من المبتدعة، فإن كان في بلد تسلط فيه مبتدع فيقيم الجماعة في أهله أو بأي مكان يأمن فيه على نفسه، ومتى أمكنتك الهجرة إلى بلد تقام فيه السنة وتحارب البدع وجب عليك ذلك‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم فراق المسجد إذا تسلط عليه التيجانيون

فتوى رقم ‏(‏2931‏)‏‏:‏

س‏:‏ جماعة صالحة في قرية آهلة بالسكان بها مسجد جامع كبير يصلى فيه الجماعة- وهو الوحيد في القرية- كافة الصلوات الخمس المسجد يسع المصلين ويبقى فارغا محتاجا، إلى زيادة مع العلم أن أهل القرية ليسوا مداومين على صلاة الجماعة إلا أفرادا صالحين قلائل… الجماعة الصغيرة انشقت عن القرية مستنكرة بدعا وخلافات وتقصير أهل القرية في القيام بشعائر دينهم ويؤدونها بطرق غير تامة وغير صحيحة، علما أن أهل القرية من الطريقة التجانية، فقررت هذه الجماعة الصغيرة عدم الصلاة وراء إمام القرية الذي ليس له الأهلية للصلاة مع اعتقاداته التجانية الفاسدة وهو يشجع عليها فيحضر الإمداح بالنبي وفيها من الإطراء والشرك ما تعلمون وانتهى بهم إلى بناء مسجد جديد لا يبعد كثيرا عن المسجد الأول وبدأوا يدرسون فيه التوحيد ويعلمون أتباعهم العقيدة الصحيحة ويحذرونهم من البدع والخرافات فمال من جهتهم عدة شباب فتنوا من أهاليهم وحكمت أهل القرية على هذه الجماعة أنها ليست من الدين، وقالوا‏:‏ إن المسجد الجديد مسجد ضرار، مع العلم أن هذه الجماعة معها شيخ علم دارس بالزيتونة متفقه في الفقه المالكي، فما حكم هذا

المسجد الذي بني جديدا‏؟‏ وهل ينطبق عليه قولتهم إنه مسجد ضرار، وما حكم الإنكار على أهل الطريقة التجانية، وفي أي درجة هم من الإيمان، وهل يجوز لطالب علم يريد الإصلاح في هذه القرية أن يحاول إصلاح هؤلاء المنحرفين من التجانيين في مسجدهم والبعد عن الجماعة الأخرى التي تتبع الحق وذلك بسبب إثارتهم لفتنة المسجد الجديد أم يبقى مع جماعة الحق القليلة وينصرم عن الآخرين‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ إذا كان الواقع كما ذكر من أن المسجد الكبير الوحيد في القرية قد تسلط عليه التجانيون وأعلنوا فيه البدع والخرافات، وأن جماعة من أهل الحق أنكروا عليهم ذلك فلم يقبلوا فاعتزلوهم لذلك وبنوا مسجدا ليقيموا فيه الصلوات‏.‏‏.‏ إلخ، فليس مسجدهم الذي بنوه مسجد ضرار‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ إنكار ما عليه أهل الطريقة التجانية من البدع والخرافات واجب على أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما درجة أهل الطريقة التجانية والحكم فيهم بسبب ما أحدثوه من البدع والخرافات فقد أعد كتابة من اللجنة الدائمة في بدعهم انظر الفتوى رقم ‏(‏5553‏)‏ في هذا الباب ص ‏(‏324‏)‏‏.‏‏.‏

ثالثا‏:‏ من كان لديه علم وأمل في قبولهم النصيحة خالطهم ونصحهم رجاء أن يتقبلوا منه ويكفوا عن بدعهم أو يقللوا منها وإلا وجب عليه اجتنابهم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم إمامة المتبع للطريقة التجانية

فتوى رقم ‏(‏3087‏)‏‏:‏

س‏:‏ يوجد في بلدتنا إمام مسجد متبع إحدى الطرق وهي الطريقة التجانية ومقدم في هذه الطريقة يعطي الورد، ويذكرون هذا الورد داخل المسجد بصوت مرتفع في حلقة خاصة وسط الحلقة قطعة من القماش الأبيض ويذكروا هذا الذكر كل يوم بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر ويطلقون عليها اسم الهلالة‏.‏‏.‏ وذكر آخر خاص بيوم الجمعة يذكرونه بعد صلاة العصر واسمه الوظيفة، ويختمون هذا الذكر بختم اسمه بحزب الحمد لله …‏.‏‏.‏إلى آخره من الأذكار‏.‏

وعند وفاة إنسان من متبعي هذه الطريقة بعد تجهيزه يضعونه وسط حلقة ويذكرون عليه الوظيفة كما ذكرنا ويحملون هذا الميت، ويقولون عند حمله إلى المقبرة‏:‏ لا إله إلا الله بأصوات مرتفعة جدا ويسقطون هذا الميت في القبر بالفتحى وهذا الإمام كما ذكر سابقا في السؤال يجمع الأموال والوعد من عند الفقراء والأغنياء ويحمل هذه النقود والأموال إلى شيخ الزاوية وكذلك له عمل آخر هزاز أمداح مع المدحين يمدحون شيخهم أحمد التجاني وكذلك يطوف على ضريح سيدي الحاج في أدماسن ويضرع إليه لكي يقضي له أموره، وأيضا يعمل في فدوة الإخلاص ويقولون إن الفدوة تخلص مولها يوم القيامة من الذنوب وهذه تابعة إلى أئمة الطريقة التجانية وما يفدوا بها إلا من كان متبعا الطريقة التجانية وثمنها ما بين 800 دينار جزائري وما فوقها، والسؤال المطروح نحو سيادتكم هل تجوز إمامته، وهل تجوز الصلاة وراءه أم لا‏؟‏

ج‏:‏ الفرقة التجانية من أشد الفرق كفرا وضلالا وابتداعا في الدين لما لم يشرعه الله سبحانه ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز أن يتخذ إماما من هو على طريقهم، ولا تصح الصلاة خلف من هو على طريقتهم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم قراءة التجانية والقادرية

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏4150‏)‏‏:‏

س3‏:‏ ما حكم قراءة التجانية والقادرية‏؟‏ وما حكم من دام على أحدهما حتى الموت، وهل لنا أن نصلي وراءه أو الصلاة عليه بعد الموت‏؟‏ أفيدونا أفادكم الله‏.‏

ج3‏:‏ أوراد التجانية والقادرية لا تخلو من البدع الشركية والخرافات؛ كالاستغاثة بغير الله، والأذكار التي لم ترد في كتاب الله تعالى ولا في السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لك أن تتعبد بها، ولا تجوز الصلاة وراء من ثبت أنه كان يتعبد بها ولا الصلاة على جنازته إذا مات بناء على الظاهر من حاله، أما ما يختم له به فإلى الله تعالى فإنه هو الذي يعلم السر وأخفى‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل الشرك المذكور في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ‏}‏ يشمل هؤلاء المسلمين الذين يتبعون بعض الطرق كالتجانية والقادرية

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏2229‏)‏‏:‏

س2‏:‏ هل الشرك المذكور في الآية الكريمة‏:‏ سورة البقرة الآية 221 ‏{‏وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ‏}‏ يشمل هؤلاء المسلمين الذين يتبعون بعض الطرق؛ كالتجانية، والقادرية والذين يعلقون على أجسامهم تمائم من القرآن والذين يتبعون الإسلام ولهم عادات وثنية‏؟‏

ج2‏:‏ الشرك المذكور في الآية يشمل من يستغيث بغير الله من الجن والأموات والغائبين عنه، ومن يعلقون تمائم من غير القرآن رجاء نفعها وتعليق الشفاء عليها والغلو في ذلك، كما يشمل من لهم عادات وثنية كعادات أهل الجاهلية الأولى من التقرب إلى غير الله بالنذر لهم وتقديم الذبائح وسائر القرابين لهم، والضراعة لهم والتمسح بهم والطواف حول قبورهم رجاء نفع أو كشف ضر، فمن فعل ذلك فهو داخل في عموم المشركين والمشركات في الآية لا يحل أن ننكحهم المؤمنات حتى يؤمنوا إيمانا خالصا ويتوبوا مما ذكر من البدع الشركية وأمثالها من نواقض الإيمان، ولا يجوز للمؤمن أن يتزوج نساءهم المبتدعات البدع الشركية حتى يتبن منها ويقلعن عنها‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم الأوراد التجانية والقادرية ونحوهما

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏6460‏)‏‏:‏

س6‏:‏ ما حكم الأوراد التجانية والقادرية ونحوهما‏؟‏

ج6‏:‏ أورادهم كسائر أوراد المتصوفة يغلب عليها الطابع البدعي والأذكار البدعية، وخير للمسلم أن يتخذ لنفسه وردا من

القرآن، وأن يذكر الله بالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم ما يسمى صلاة الفاتح

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏7519‏)‏‏:‏

س5‏:‏ في طائفة تجانية لها دعاء ويسمى هذا الدعاء‏:‏ صلاة الفاتح، وهو عندهم خير من قراءة القرآن هل هذا صحيح، وأيضا قبل صلاة المغرب وبعد صلاة الصبح من يوم الجمعة يجلسون في شكل حلقة ويضعون قطعة قماش في الوسط ويدعون أنه يجلس فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأحمد التجاني وفي هذا الوقت لهم دعاء وهو صلاة الفاتح هل هذا صحيح، وما الدليل على ذلك‏؟‏

ج5‏:‏ ما زعموه من ذلك كذب وعملهم باطل وبدعة محدثة‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود