فصل: (3/106) باب ما جاء في التأمين والجهر به مع القراءة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[3/106] باب ما جاء في التأمين والجهر به مع القراءة

1056 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أمن الإمام فأمنوا، فأن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وقال ابن شهاب: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول آمين» رواه الجماعة إلا أن الترمذي لم يذكر قول ابن شهاب، وفي رواية: «إذا قال الإمام: ولا الضالين فقولوا: آمين. فإن الملائكة تقول: آمين، وإن الإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والنسائي.
1057 - وعنه قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تلى: غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول» رواه أبو داود وابن ماجه وقال: «حتى يسمعها أهل الصف الأول فيرتج بها المسجد» وأخرجه الدارقطني، وقال: إسناده حسن، ولفظه: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال: آمين» وأخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرطهما، والبيهقي وقال: حسن صحيح.
1058 - عن سَمُرة بن جُندب قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فقولوا: آمين يجبكم الله» رواه الطبراني في "الكبير".
1059 - ورواه مسلم وأبو داود والنسائي في حديث طويل.
1060 - وعن وائل بن حُجْر قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال: آمين، يمد بها صوته» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والدارقطني وابن حبان وصححه، قال الحافظ: وسنده صحيح، وصححه الدارقطني، وزاد أبو داود: «رفع بها صوته».
1061 - وعن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» رواه أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح، وابن خزيمة في "صحيحه"، وأحمد ولفظه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرت عنده اليهود فقال: إنهم لم يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على الجمعة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعن القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» ورواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن ولفظه: قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن اليهود قد سموا دينهم وهم قوم حُسَّد، ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث: السلام، وإقامة الصفوف، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة: آمين» وقد ورد في التأمين فيما أعلم خمسة عشر حديثًا في الأمهات و"مجمع الزوائد" ورواه في علوم آل محمد عن علي عليه السلام.

.[3/107] باب حكم من لم يحسن القراءة

1062 - عن رفاعة بن رافع: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علم رجلًا الصلاة فقال: إن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع» رواه أبو داود والترمذي وحسنه.
1063 - وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئًا من القرآن فعلمني ما يجزيني قال: قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله» رواه أحمد وأبو داود والنسائي والدارقطني ولفظه: «قال: إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلمني ما يجزيني في صلاتي» فذكره وقال الحافظ في "بلوغ المرام" الحديث صححه ابن حبان والدارقطني والحاكم، قال في "الخلاصة": وهو كما قال، وصححه ابن السكن.

.[3/108] باب ما جاء في قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأولتين

1064 - عن أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان يقرأ في الظهر في الأولتين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخرتين بفاتحة الكتاب ويسمعنا الآية أحيانًا ويطول في الركعة الأولى، ما لا يطيل في الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح» متفق عليه ورواه أبو داود وزاد «فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى».
وفي رواية للبخاري من حديث أبي قتادة بلفظ: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة سورة».
1065 - وعن جابر بن سَمُرة قال: «قال عمر لسعد: لقد شكوك في كل شيء حتى الصلاة فقال: أما أنا فأمد في الأوليين وأحذف في الأُخْرَيين ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: صدقت. ذلك الظن بك، أو ظني بك» متفق عليه.
1066 - وعن أبي سعيد الخُدْري: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليَين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخرَين قدر قراءة خمس عشرة آية أو قال: نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية، وفي الأخرَيين قدر نصف ذلك» رواه أحمد ومسلم.

.[3/109] باب ما جاء في قراءة سورتين في ركعة وقراءة بعض السور في ركعة وعدم الترتيب في السور وجواز تكريرها

1067 - عن شقيق بن مسلمة في حديث طويل: «أن ابن مسعود قال: إني لأعلم النظاير التي كان - صلى الله عليه وسلم - يقرن بينهن سورتين في كل ركعة عشرون سورة، من أول المفصل على تأليف عبد الله آخرهن من الحواميم حم الدخان، وعم يتساءلون» رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لأبي داود: «الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، وإذا وقعت ون والقلم في ركعة، وسأل سائل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم في ركعة، وعم والمرسلات في ركعة، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة» قال أبو داود: وهذه تأليف ابن مسعود.
1068 - وعن أنس قال: «كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح بسورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها فكان يصنع ذلك في كل ركعة، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر فقال: وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها، قال: حبك إياها أدخلك الجنة» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب، وأخرجه البخاري تعليقًا وأخرجه البزار والبيهقي والطبراني.
1069 - وعن حذيفة قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة فمضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها فمضى، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم! وكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، ثم قام قيامًا طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى! فكان سجوده قريبًا من قيامه» رواه أحمد ومسلم والنسائي.
وقوله: «يصلي بها في ركعة» معناه ظننت أنه سيسلم بها فيقسمها على ركعتين، وأراد بالركعة الصلاة بكمالها، وهي ركعتان، ولا بد من هذا التأويل لينتظم الكلام بعده. أفاده النووي.
1070 - عن رجل من جُهَينة: «أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصبح: {إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ} [الزلزلة:1] في الركعتين كلتيهما، قال: فلا أدري أنسي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم قرأ ذلك عمدًا» رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري، ورجال إسناده رجال الصحيح.
1071 - وعن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر، الأولى منها: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا»[البقرة:136] الآية التي في البقرة، وفي الآخرة: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:52]» وفي رواية: «كان يقرأ في ركعتي الفجر {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}التي في آل عمران {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران:64]» رواه أحمد ومسلم.

.[3/110] باب جامع القراءة في الصلوات

1072 - عن أبي هريرة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الجمعة {الم تنزيل}السجدة، وهل أتى على الإنسان» أخرجاه.
1073 - وللطبراني من حديث ابن مسعود: «يديم ذلك».
1074 - وعن أبي هريرة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر «قل يا أيها الكافرون»، و«قل هو الله أحد»» أخرجه مسلم.
1075 - وعن جابر بن سَمُرَة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفجر بقاف والقرآن المجيد ونحوها، وكانت صلاته بعد إلى تخفيف» وفي رواية: «كان يقرأ في الظهر بالليل إذا يغشى وفي العصر نحو ذلك، وفي الصبح أطول من ذلك» رواه أحمد ومسلم.
1076 - وعن أبي سعيد الخدري قال: «كنا نَحْزُر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ألم تنزيل السجدة، وفي الأخريين قدر النصف من ذلك، وفي الأوليين من العصر قدر الأخريين من الظهر، والأخريين على النصف من ذلك» رواه مسلم.
1077 - وعن سلمان بن يسار قال: «كان فلان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسطه، وفي الصبح بطواله، وقال أبو هريرة مرة: ما صليت وراء أحدٍ أشبه صلاةً برسول الله من هذا» أخرجه النسائي قال في "بلوغ المرام": بإسناد صحيح، وأخرجه أحمد وقال في "الفتح": صححه ابن خزيمة وغيره.
1078 - وعن جُبير بن مُطعم قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور» رواه الجماعة إلا الترمذي.
1079 - وعن عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب بسورة الأعراف، فرقها في الركعتين» رواه النسائي بإسناد فيه بقية وقد تابعه أبو حَيْوةَ.
1080 - ويشهد لصحته ما أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي من حديث زيد بن ثابت: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب بطولى الطوليين» زاد أبو داود «قلت: وما طولى الطوليين؟ قال: الأعراف».
1081 - وعن ابن عباس: «أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفًا، فقالت: يا بني! لقد أذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله يقرأ بها في المغرب» رواه الجماعة إلا ابن ماجه.
1082 - وعن ابن عمر قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد» رواه ابن ماجه وقال في "الفتح": ظاهر إسناده الصحة إلا أنه معلول، والمحفوظ أنه قرأ بهما في الركعتين بعد المغرب.
1083 - وعن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا معاذ! أفتان أنت؟ أو قال: أفاتن أنت فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى» متفق عليه، وقال الحافظ في "الفتح": قصة معاذ كانت في العشاء، وقد صرح بذلك البخاري في روايته لحديث جابر، وسيأتي في باب انفراد المؤتم لعذر.
1084 - وعن بريدة قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العشاء بالشمس وضحاها ونحوها من السور» أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه.
1085 - وعن البراء: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر فصلى العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا أو قراءة منه - صلى الله عليه وسلم -» أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية "الموطأ" والترمذي والنسائي قال: «صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء فقرأ فيها بالتين والزيتون».

.[3/111] باب الحجة في الصلاة بقراءة ابن مسعود وأبيّ وغيرهما ممن أثنى - صلى الله عليه وسلم - على قراءته

1086 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد فبدأ به، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى حذيفة» رواه أحمد والبخاري والترمذي وصححه.
1087 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد» رواه أحمد وأبو يعلى والبزار يإسناد لا يحتج به.
1088 - لكن قد روي بهذا اللفظ من حديث عمار بن ياسر، رواه البزار والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" بإسناد قال في "مجمع الزوائد": رجال البزار ثقات.
1089 - وعن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبيّ: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا» وفي رواية: «أن أقرأ عليك القرآن، قال: وسمَّاني لك؟ قال: نعم، فبكى» متفق عليه.

.[3/112] باب ما جاء في السكتتين قبل القراءة وبعدها

1090 - عن الحسن عن سَمُرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه كان يسكت سكتتين: إذا استفتح الصلاة وإذا فرغ من القراءة كلها» وفي رواية: «سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة غير المغضوب عليهم ولا الضالين» روى ذلك أبو داود، ولأحمد والترمذي بمعناه وحسنه، وقد صحح الترمذي حديث الحسن عن سمرة في مواضع من "سننه"، وقد تقدم الكلام في سماع الحسن من سمرة في حديث: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت» وحديث الباب قال الدارقطني: رواته كلهم ثقات، انتهى.
1091 - والسكتة الأولى قد تقدمت في حديث أبي هريرة في باب ذكر الاستفتاح قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل القراءة فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي...» إلى تمام الحديث. أخرجه الجماعة إلا الترمذي.

.[3/113] باب التكبير للركوع والسجود والرفع

1092 - عن ابن مسعود قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يكبر في كل ركعة وخفض وقيام وقعود» رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه.
1093 - وعن أبي هريرة قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركوع، ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس» متفق عليه.
1094 - وعن عكرمة قال: «قلت لابن عباس: صليت الظهر بالبطحاء خلف شيخ أحمق، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة يكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه، فقال ابن عباس: تلك صلاة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -» رواه أحمد والبخاري.
1095 - وعن أبي موسى قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين يجبكم الله فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، سمع الله لكم فإن الله تعالى قال على لسان نبيه: يسمع الله لمن حمده، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم، ويرفع قبلكم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتلك بتلك، وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم: التحيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله» رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود وفي رواية: «وأشهد أن محمدًا».

.[3/114] باب جهر الإمام بالتكبير ليسمع من خلفه وتبليغ الغير له عند الحاجة

1096 - عن سيعد بن الحارث قال: «صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد وحين رفع وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -» رواه البخاري وهو لأحمد بلفظ أبسط من هذا.
1097 - وعن جابر قال: «اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره» رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه، ولمسلم والنسائي قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر وأبو بكر خلفه، فإذا كبر كبر أبو بكر يسمعنا» وسيأتي هذا الحديث إن شاء الله في باب الإمام ينتقل مأمومًا.
1098 - وقد تقدم في باب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، حديث أنس بن مالك، قال: «صلى معاوية بالناس صلاة جهر فيها بالقراءة لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يكبر في الخفض والرفع فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية! نقصت الصلاة أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟ فكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر» أخرجه الشافعي والحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط مسلم.

.[3/115] باب صفة الركوع

1099 - عن أبي مسعود عقبة بن عمرو «أنه ركع فجافى يديه، ووضع يديه على ركبتيه، وفرَّج بين أصابعه من وراء ركبتيه، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي» رواه أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد رجاله ثقات.
1100 - وفي حديث رِفاعة بن رافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك» رواه أبو داود ورجاله ثقات.
1101 - وعن وائل بن حُجْر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركع فرَّج بين أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه» رواه الحاكم، وسكت عنه في "بلوغ المرام".
1102 - وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للأنصاري: «إذا ركعت فدع راحتيك على ركبتيك ثم فرَّج بين أصابعك، ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه» أخرجه ابن حبان في "صحيحه".
1103 - وقد تقدم في باب رفع اليدين حديث أبي حُمَيْد الساعدي، أخرجه البخاري، وفيه: «فإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هَصَر ظهره».
1104 - وعن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها ظهره في الركوع والسجود» أخرجه أصحاب السنن، والدارقطني وصححه.
1105 - وعن مُصْعَب بن سعد قال: «صليت إلى جنب أبي فَطَبَّقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني عن ذلك، وقال: كنا نفعل هذا فأمرنا أن نضع أيدينا
على الركب»
رواه الجماعة، ولفظ البخاري: «كنا نفعله فنهينا» وهذه الصيغة حكمها حكم الرفع، وقال الترمذي: التطبيق منسوخ عند أهل العلم، لا خلاف بينهم في ذلك إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه. انتهى. ولعل ابن مسعود لم يبلغه الناسخ.
قوله: «التطبيق» هو الإلصاق بين باطن الكفين حال الركوع وجعلهما بين الفخذين.
قوله: «فجافى يديه» أي باعدهما عن جنبيه، وهو من الجفاء وهو: البعد عن الشيء.

.[3/116] باب الذكر في الركوع والسجود

1106 - عن حذيفة قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما مر به آية رحمة إلا وقف عندها ولا آية عذاب إلا تعوذ منها» رواه الخمسة، وصححه الترمذي
1107 - وعن عُقْبَة بن عامر قال: «لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1]، قال: اجعلوها في سجودكم» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وابن حبان في "صحيحه".
1108 - وعن عائشة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح» رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
1109 - وعنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن» رواه الجماعة إلا الترمذي.
1110 - وعن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا ركع أحدكم، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه، وإذا سجد، فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده وذلك أدناه» رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، وقد أعله البخاري وغيره بالإرسال.
1111 - قال في "التلخيص": وروى أبو داود من حديث عقبة بن عامر في حديث فيه: «فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات»، قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة.
1112 - وللدارقطني من حديث ابن مسعود قال: «من السنة أن يقول الرجل في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده» وقال في "التلخيص": إن إسناده ضعيف.
1113 - وقد أخرجه أحمد من حديث ابن السعدي بإسناد حسن وليس فيه زيادة «وبحمده».
1114 - وأخرجه الحاكم من حديث أبي جُحَيْفَة بتلك الزيادة إلا أن إسناده ضعيف.
1115 - وعن أنس قال: «ما صليت وراء أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز، قال: فحرزنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات» رواه أحمد وأبو داود والنسائي ورجال إسناده كلهم ثقات إلا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، فقيل: صالح الحديث، وقيل: لا بأس به.
قوله: «فحرزنا» أي قدرنا.
1116 - ومن الأذكار المشروعة في الركوع ما تقدم في حديث علي رضي الله عنه في باب ذكر الاستفتاح أخرجه مسلم، وفيه: «إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، ولك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي، وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين»، وللنسائي نحوه في الركوع والسجود بزيادة ونقص في بعض ألفاظه، إلا أنه قيَّده بقوله: «كان إذا قام يصلي تطوعًا».
1117 - ومنها ما أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث عوف ابن مالك الأشجعي «أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم قال في سجوده مثل ذلك».
1118 - وعن أبي هريرة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجله، أوله وآخره، وسره وعلانيته» أخرجه مسلم وأبو داود.
1119 - وعن عائشة أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجوده في صلاة الليل: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك» أخرجه مسلم.