فصل: (3/300) باب حكم الهلال إذا غم ثم علم به آخر النهار

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[3/300] باب حكم الهلال إذا غم ثم علم به آخر النهار

2034 - عن أبي عُمَيْر بن أنس عن عمومة له من الأنصار قالوا: «غمَّ علينا هلال شوال فأصبحنا صيامًا، فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمر الناس أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد» رواه الخمسة إلا الترمذي وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"، وصححه ابن المنذر وابن السكن وابن حزم والخطابي، قال في "بلوغ المرام": إسناده صحيح، ولفظ أبي داود: «فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفطروا، وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاَّهم».
2035 - وعن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس» رواه الترمذي وصححه، وفي نسخة حسنه، وأخرجه الدارقطني وقال: وقفه عليها هو الصواب.
2036 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون» رواه الترمذي وحسنه وهو لأبي داود وابن ماجه بدون ذكر «الصوم يوم تصومون».

.[3/301] باب الحث على الذكر والطاعة في أيام العشر وأيام التشريق

2037 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع بشيء من ذلك» رواه الجماعة إلا مسلمًا والنسائي.
2038 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام أعظم عند الله سبحانه، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير» رواه أحمد والبيهقي في "الشعب".
2039 - والطبراني في "الكبير" مرفوعًا عن ابن عباس بإسناد جيد.
2040 - وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر، قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله» رواه الطبراني بإسناد صحيح.
2041 - وعن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفر وجهه في التراب» رواه البزار بإسناد حسن وأبو يعلى نحوه بإسناد صحيح.
2042 - وعن نُبْيَشَة الهذلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيام العشر أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل» رواه أحمد ومسلم والنسائي، قال البخاري: وقال ابن عباس: «واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق، قال: وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، قالوا: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل السوق حتى يرتج منى تكبيرًا».
2043 - وعن علي وعمار قالا: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم، ويقنت في صلاة الفجر، وكان يكبر في يوم عرفة من صلاة الصبح ويقطعها صلاة العصر آخر أيام التشريق» أخرجه الحاكم وقال: هو حديث صحيح الإسناد ولا أعلم في رواته من نسب إلى الجرح، وتعقبه الذهبي في "تلخيص المستدرك" فقال بعد أن ساقه: بل خبر واه؛ لأن عبد الرحمن صاحب مناكير وسعيد إن كان الكزبري فهو ضعيف، وإلا فمجهول»، انتهى. قلت: عبد الرحمن هو ابن سعيد المؤذن ضعيف، وسعيد هو ابن عثمان الجرار.

.[3/302] باب صلاة الخوف

2044 - عن صالح بن خَوَّات عمن صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع صلاة الخوف: «أن طائفة صلت وطائفة وجاه العدوّ فصلى بالذين معه ركعة ثم ثبت قائمًا وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدوّ وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت ثم ثبت جالسًا وأتموا لأنفسهم ثم سلم» رواه الجماعة إلا ابن ماجه واللفظ لمسلم.
2045 - وفي رواية أخرى للجماعة عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذه الصفة.
2046 - ووقع في المعرفة لابن مندة عن صالح بن خوات عن أبيه.
2047 - وعن ابن عمر قال: «غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد فوازينا العدو فصاففناهم، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بنا فقامت طائفة معه وأقبلت طائفة على العدوّ وركع بمن معه وسجد سجدتين ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاءوا فركع بهم ركعة وسجد سجدتين، ثم سلم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين» متفق عليه واللفظ للبخاري.
2048 - وعن جابر قال: «شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف فصففنا صفين خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر الناس وكبرنا جميعًا ثم ركع، وركعنا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف الآخر في نحر العدو، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجود وقام الصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم ثم ركع النبي - صلى الله عليه وسلم - وركعنا جميعًا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرًا في الركعة الأولى فقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا ثم سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلمنا جميعًا، قال جابر: كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم» رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه واللفظ لمسلم، وفي رواية: «ثم سجد وسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني وتأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني».
2049 - وهو لأحمد وأبي داود والنسائي بهذه الصفة من حديث أبي عياش الزُّرَقي، وقال: «فصلاها مرتين مرة بعسفان ومرة بأرض سليم». ورجال إسناد أبي داود رجال الصحيح.
2050 - وعنه قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذات الرقاع وأقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان للنبي - صلى الله عليه وسلم – أربع وللقوم ركعتان» متفق عليه.
2051 - وللشافعي والنسائي عن الحسن عن جابر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بطائفة من أصحابه ركعتين ثم سلم ثم صلَّى بآخرين ركعتين ثم سلم».
2052 - وعن الحسن عن أبي بكرة قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف فصلى ببعض أصحابه ركعتين ثم سلم ثم تأخروا وجاء الآخرون فكانوا في مقامهم، فصلى بهم ركعتين، ثم سلم، فصار للنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات وللقوم ركعتان ركعتان» رواه أحمد والنسائي، وأبو داود، قال: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسكت عنه أبو داود والمنذري.
2053 - وعن أبي هريرة قال: «صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف عام غزوة نجد، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صلاة العصر فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابلي العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكبروا جميعًا الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة واحدة وركعت الطائفة التي معه ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقامت الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة أخرى وركعوا معه وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد وممن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا جميعًا، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان ولكل طائفة ركعة ركعة» رواه أبو داود، وللنسائي نحوه وقال في آخره: «ولكل واحدة من الطائفتين ركعتان» هكذا ساقه في "جامع الأصول"، وفي "المنتقى" قال: «ولكل طائفة ركعتان»، وعزاها إلى أحمد وأبي داود والنسائي والحديث سكت عنه أبو داود والمنذري، ورجال إسناده ثقات، ورواه أبو داود من طريق آخر، وفي إسنادها محمد بن إسحاق معنعنًا، وفي رواية لأبي داود قال فيها: «حين ركع بمن معه وسجد فلما قاموا مشوا القهقرى إلى مصاف أصحابهم» ولم يذكر استدبار القبلة.
2054 - وأخرج حديث أبي هريرة الترمذي في كتاب التفسير: «أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم فيكون لهم ركعة ركعة وللنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان» وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس وجابر وأبي عياش الزرقي وابن عمر وحذيفة وأبي بكر وسهل بن أبي حثمة.
2055 - وعن ابن عباس: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بذي قَرَد وصف الناس خلفه صفين، صفًا خلفه وصفًا موازي العدو، فصلى بالذي خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاءوا أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا ركعة» رواه النسائي بإسناد رجاله ثقات.
2056 - وعن ثعلبة بن زهدم قال: «كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال: أيكم صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فصلى بهؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة ولم يقضوا» رواه أبو داود.
2057 - والنسائي بإسناد عن زيد بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل صلاة حذيفة.
2058 - وحديث حذيفة قال في "بلوغ المرام": رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان.
2059 - ومثله عند ابن خزيمة عن ابن عباس.
2060 - وعن ابن عباس قال: «فرض الله الصلاة على نبيكم - صلى الله عليه وسلم - في الحضر أربعًا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة» رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي.
2061 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الخوف ركعة على أي وجه كان» رواه البزار بإسناد ضعيف.

.[3/303] باب الصلاة في شدة الخوف بالإيماء وجواز تأخيرها وتعجيلها

2062 - عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «فإن كان خوفًا أشد من ذلك فرجالًا أو ركبانًا» رواه ابن ماجه وهو للبخاري في تفسير سورة البقرة بلفظ: «فإن خوفًا أشد من ذلك صلوا رجالًا قيامًا على أقدامهم أو ركبانًا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها» قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انتهى. وهو في مسلم من قول ابن عمر. رواه ابن خزيمة من حديث مالك بلا شك ورواه البيهقي من حديث موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر جزمًا، وأخرج ابن المنذر عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يخبر بهذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الحافظ ابن حجر: والراجح رفعه.
2063 - وعن عبد الله بن أنس قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرفة أو عرفات فقال اذهب فاقتله، قال: فرأيته وقد حضرت صلاة العصر، فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما يؤخر الصلاة، فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إيماءً نحوه، فلما دنوت منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذلك، فقال: أنا لفي ذلك، فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد» رواه أحمد وأبو داود فسكت عنه هو والمنذري وحسن إسناده الحافظ في "الفتح"، ولا يقال إنه فعل صحابي لأن القصة في زمن الوحي ولا يقر فيه على باطل.
2064 - وعن ابن عمر قال: «نادى فينا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم انصرف عن الأحزاب ألا يصلين أحدٌ إلا في بني قريظة، فتخوف ناس فوت الوقت، فصلوا دون قريضة، وقال آخرون: لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن فاتنا الوقت قال: فما عنف واحدًا من الفريقين» رواه مسلم وفي لفظ: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من الأحزاب قال: لا يصلين أحد إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم: بل نصلي؛ لم يرد ذلك منا، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعنف واحدًا منهم» رواه البخاري.

.[3/304] باب ما جاء في عدم شرعية سجود السهو في صلاة الخوف

2065 - عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس في صلاة الخوف سهو» أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف.

.أبواب صلاة الكسوف

.[3/305] باب النداء لها وصفتها

2069 - عن عبد الله بن عمرو قال: «لما كسفت الشمس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - نودي: إن الصلاة جامعة، فركع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلي عن الشمس، قالت عائشة: ما ركعت ركوعًا قط ولا سجدت سجودًا قط كان أطول منه» متفق عليه.
2067 - وعن عائشة قالت: «خسفت الشمس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث مناديًا بالصلاة جامعة فقام فصلى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات».
2068 - وعنها قالت: «خسفت الشمس في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد، فقام فكبر وصفّ الناس وراءه، فاقترأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا هو أدنى من القراءة الأولى، ثم ر فع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعًا هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة» متفق عليهما.
2069 - وعن ابن عباس قال: «خسفت الشمس فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله» متفق عليه، وفي رواية لمسلم: «صلى حين كسفت الشمس ثمان ركعات في أربع سجدات» وعن علي مثل ذلك.
2070 - وفي رواية متفق عليها من حديث المغيرة: «انكسفت الشمس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم مات إبراهيم فقال: الناس انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينكشف» متفق عليه، وفي رواية للبخاري: «حتى تتجلى».
2071 - وله من حديث أبي بكرة: «فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم».
2072 - وعن أسماء: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى صلاة الكسوف، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع ثم سجد فأطال السجود، ثم قام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع فسجد وأطال السجود، ثم انصرف فقال: قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: أي رب وأنا معهم» رواه أحمد والبخاري واللفظ له.
2073 - وعن جابر قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوًا من ذلك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات» رواه أحمد ومسلم وأبو داود.

.[3/306] باب ما جاء في كل ركعة ثلاثة ركوعات وأربعة وخمسة

2074 - عن جابر قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى ست ركعات بأربع سجدات» رواه أحمد ومسلم وأبو داود.

2075 - وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد والأخرى مثلها» رواه الترمذي وصححه.
2076 - وعن عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ست ركعات في أربع سجدات» رواه أحمد ومسلم والنسائي.
2077 - وعن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في صلاة كسوف قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد، والأخرى مثلها» رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود وفي لفظ لأحمد ومسلم: «صلى ثمان ركعات في أربع سجدات».
2078 - وعن أبي بن كعب قال: «خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بهم فقرأ سورة من الطُّول، فركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم قام إلى الثانية فقرأ سورة من الطُّول فركع خمس ركعات وسجد سجدتين ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها» رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وقال: هذا سند لم يحتج الشيخان بمثله يعني لا يصلح للاحتجاج به، وقد صحح ابن السكن هذا الحديث، وقال الحاكم: رواته صادقون، وضعفه غيره.

.[3/307] باب حجة من قال يصلي ركعتين في كل ركعة ركوع واحد أو ركعتين ركعتين

2079 - عن عبد الرحمن بن سَمُرَةَ قال: «كسفت الشمس فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها، فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين» أخرجه مسلم وأبو داود مختصرًا وأحمد والنسائي بمعناه.
2080 - وعن النعمان بن بشير قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يصلي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت الشمس» أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ابن عبد البر، وفي لفظ: «صلاها ركعتين كل ركعة بركوع» وفي لفظ: «فصلوا كأحدث صلاة صليتموها» وفي أخرى: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى حين انكسفت الشمس مثل صلاتنا يركع ويسجد» وحديث النعمان أعله ابن أبي حاتم بالانقطاع.
2081 - ويشهد له حديث ابن عمرو عند أبي داود ورجاله ثقات، قال: «انكسفت الشمس في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكد يركع، ثم ركع فلم يكد يرفع، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده فقال: أفّ أفّ، ثم قال: رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون» وللنسائي معناه وفي رواية للنسائي: «كسفت الشمس فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، وسجد سجدتين، ثم قام فركع ركعتين وسجد سجدتين» ولا يخفى أن أحاديث ركعتين في كل ركعة ركوعان قد قال جمع من الأئمة: إنها أثبت وأصح مما سواها.

.[3/308] باب الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف

2082 - عن عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر في صلاة الكسوف بقراءته فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات» أخرجاه، وفي لفظ: «صلى صلاة الكسوف فجهر بالقراءة فيها» رواه الترمذي وصححه، وفي لفظ: «خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى المُصَلَّى فكبر فكبر الناس، ثم قرأ فجهر بالقراءة وأطال القيام» وذكر الحديث، رواه أحمد وأبو داود والطيالسي في مسنده وابن حبان نحو ذلك.
2083 - وعن سَمُرَة قال: «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كسوف ركعتين لا تسمع له فيها صوتًا» رواه الخمسة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم وأعله ابن حزم بجهالة ثعلبة بن عباد راوية عن سمرة، قال في "المنتقى": وهذا يحتمل أنه لم يسمعه لبعده لأن في رواية مبسوطة: «أتينا والمسجد قد امتلأ» انتهى، وقال البخاري: حديث عائشة في الجهر أصح من حديث سمرة.
2084 - وعن عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الأولى بالعنكبوت، وفي الثانية بالروم» أخرجه الدارقطني والبيهقي.

.[3/309] باب الحث على الصدقة والاستغفار والذكر في الخسوف وخروج وقت الصلاة بالتجلي

2085 - عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «لقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعتاقة في كسوف الشمس» متفق عليه، وفي لفظ للبخاري في كتاب العتق: «كنا نؤمر عند الكسوف بالعتاقة».
2086 - وعن عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا».

2087 - وعن أبي موسى قال: «خسفت الشمس فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: إذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره» متفق عليهما.
2088 - وقد تقدم حديث المغيرة وفيه: «فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف» وفي رواية: «حتى تنجلي» وفي أخرى: «يكشف ما بكم».