فصل: (8/55) باب ما جاء أن من أخَّر طواف الزيارة يوم النحر حتى أمسى يصير حُرُمًا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[8/55] باب ما جاء أن من أخَّر طواف الزيارة يوم النحر حتى أمسى يصير حُرُمًا


3266 - عن أم سلمة قالت: «كانت ليلتي التي يصير فيها إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مساء يوم النحر فصار إلي فدخل علي وهب بن زَمْعَة وآخر معه من آل أبي أمية متقمصين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوهب هل أفضت؟ قال: لا يا رسول الله، قال: انزع عنك القميص قال: فنزعه من رأسه ونزع صاحبه قميصه من رأسه ثم قال: ولم يا رسول الله قال: إن هذا اليوم قد أرخص لكم فيه إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا يعني من كل شيء إلا النساء، فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا بهذا البيت صرتم حرمًا كهيئتكم قبل أن ترموا حتى تطوفوا به» رواه أبو داود والحاكم والبيهقي وقد تكلم العلماء في هذا الحديث وقالوا: إنه من رواية ابن إسحاق وفيه مقال، قال البيهقي: لا أعلم أحدًا من الفقهاء قال به وقال النووي: يكون هذا منسوخًا، انتهى. قلت قد قال به عروة بن الزبير.
3267 - وله شاهد عند أحمد ورجاله ثقات في "مجمع الزوائد" عن أم قيس بنت مِحْصن قالت: «خرج من عندي عكاشة بن مِحْصن في نفر من بني أسد متقمصين عشية يوم النحر ثم رجعوا إليَّ عشاء وقمصهم على أيديهم يحملونها فقلت أي عكاشة ما لكم خرجتم متقمصين ورجعتم قمصكم على أيديكم تحملونها؟ قالوا: خيرًا يا أم قيس كان هذا يوم رخص لنا فيه إذا نحن رمينا الجمرة حللنا من كل ما أحرمنا منه إلا ما كان من النساء حتى نطوف بالبيت فإذا أمسينا ولم نطف صرنا حرمًا كهيئتنا قبل أن نرمي الجمرة» رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات.

.[8/56] باب ما جاء في تقديم النحر والحلق والرمي والإفاضة بعضها على بعض وما جاء في من طاف أكثر من أسبوع

3268 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل يوم النحر وهو واقف عند الجمرة فقال: يا رسول الله! حلقت قبل أن أرمي قال: ارم ولا حرج، وأتاه آخر فقال: إني ذبحت قبل أن أرمي قال: ارم ولا حرج وأتاه آخر فقال: إني أفضت إلى البيت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج» وفي رواية عنه: «أنه شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم النحر فقام إليه رجل فقال: كنت أحسب أن كذا قبل كذا ثم قام آخر فقال: كنت أحسب أن كذا قبل كذا، حلقت قبل أن أنحر نحرت قبل أن أرمي وأشباه ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - افعل ولا حرج لهن كلهن فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال افعل ولا حرج» متفق عليهما. ولمسلم في رواية: «فما سمعته يسأل يومئذ عن أمر مما ينسى المرء أو يجهل من تقديم بعض الأمور قبل بعضها وأشباهها إلا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: افعل ولا حرج».
3269 - وعن علي رضي الله عنه قال: «جاء رجل، فقال: يا رسول الله! حلقت قبل أن أنحر، قال: انحر ولا حرج، ثم أتاه آخر فقال له: يا رسول الله! أفضت قبل أن أحلق، فقال: احلق أو قصر ولا حرج» رواه أحمد وفي لفظ للترمذي وصححه: «قال: إني أفضت قبل أن أحلق، فقال: احلق ولا حرج، قال: وجاء آخر فقال: يا رسول الله! إني ذبحت قبل أن أرمي قال: ارم ولا حرج».
3270 - وعن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له في الذبح والحلق والرمي والنفر والتقديم والتأخير، فقال: لا حرج» متفق عليه، وفي رواية للبخاري وأبي داود وابن ماجه والنسائي «سأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح، فقال: اذبح ولا حرج وقال: رميت بعد ما أمسيت فقال: افعل ولا حرج» وفي أخرى للبخاري: «قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - زرت قبل أن أرمي قال: لا حرج، قال: حلقت قبل أن أذبح قال: لا حرج، قال: ذبحت قبل أن أرمي قال: لا حرج».
3271 - وعن أسامة بن شريك قال: «خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجًا فكان الناس يأتونه فمن قائل: يا رسول الله! سعيت قبل أن أطوف وأخرت شيئًا أو قدمت شيئًا فكان يقول لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم له فذلك الذي حَرِج وهلك» أخرجه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري.
3272 - وعن سعد بن مالك قال: «طفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنا من طاف سبعًا ومنا من طاف ثمانيًا ومنا من طاف أكثر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا حرج» رواه أحمد وفي إسناده الحجاج بن أرطاة قال في "مجمع الزوائد": وحديثه حسن.

.[8/57] باب الخطبة في منى يوم النحر وتعليم المناسك فيها

3273 - وعن الهرماس قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على ناقته العَضْباء يوم الأضحى بمنى» رواه أحمد وأبو داود وسكت عنه هو والمنذري ورجال إسناده ثقات.
3274 - وعن أبي أمامة قال: «سمعت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى يوم النحر» رواه أبو داود بإسناد رجاله ثقات.
3275 - وعن عبد الرحمن بن معاذ التميمي قال: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع إصبعيه السبابتين في أذنيه ثم قال: «بحصى الخذف ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد ذلك» رواه أبو داود والنسائي بمعناه ورجاله ثقات.
3276 - عن أبي بكرة قال: «خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر فقال: أتدرون أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى، قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى، قال: أي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس البلدة قلنا: بلى، قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مُبلَّغ أوعى من سامع فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعدكم رقاب بعض» رواه أحمد والبخاري وزاد في كتاب العلم «وأعراضكم».
3277 - وزادها أيضًا في كتاب الحج من حديث ابن عباس وهذه الأحاديث قد تقدمت في كتاب العيدين وإنما أعدناها هنا لما فيها من مشروعية الخطبة يوم النحر في منى.
3278 - وقد أخرج الحاكم والبيهقي عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس قبل يوم التروية بيوم وأخبرهم بمناسكهم وقال الحاكم صحيح الإسناد.

.[8/58] باب اكتفاء القارن لنُسُكَيه بطواف واحد

3279 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرن بين حجته وعمرته أجزأه لهما طواف واحد» رواه أحمد وابن ماجه وفي لفظ للترمذي وقال: حسن غريب، «من أحرم بالحج والعمرة أجزأه طواف واحد وسعي واحد منهما حتى يحل منهما جميعًا».
3280 - وعن عروة عن عائشة قالت: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعًا، فقدمت وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إليه فقال: اَنْقَضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة قالت: ففعلت، قلما قضيت الحج أرسلني مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت فقال: هذه مكان عمرتك قالت: فطاف الذي كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت بين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافًا واحدًا» متفق عليه.
3281 - وعن طاووس عن عائشة: «أنها أهلت بالعمرة فقدمت ولم تطف بالبيت حتى حاضت فنسكت المناسك كلها وقد أهلت بالحج فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النفر يسعك طوافك لحجك وعمرتك فأبت فبعث بها مع عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج» رواه أحمد ومسلم.
3282 - وعن مجاهد عنها: «أنها حاضت بسرف فتطهرت بعرفة فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك» رواه مسلم.
3283 - وعن جابر قال: «لم يطف النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافًا واحدًا، طوافه الأول» رواه مسلم.
3284 - وعنه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرن الحج والعمرة فطاف لهما طوافًا واحدًا» أخرجه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن.

.[8/59] باب المبيت بمنى ليالي منى ورمي الجمار في أيامها

3285 - وذكر الترخيص للعباس والرعاء، وما جاء أن منى مباح لمن سبق إليه وقد تقدم حديث عبد الرحمن بن يعمر «أيام منى ثلاث فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه» رواه الخمسة مرفوعًا وصححه الترمذي.
3286 - وعن عائشة قالت: «أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى وعند الثانية فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة لا يقف عندها» رواه أبو داود وابن حبان والحاكم.
3287 - وعن ابن عباس قال: «رمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمار حين زالت الشمس» رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه.
3288 - وأخرج نحوه مسلم في "صحيحه" من حديث جابر.
3289 - وعن ابن عمر قال: «كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا» رواه البخاري وأبو داود.
3290 - ويؤيد ذلك ما تقدم من حديث جابر في الصحيح: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رمى يوم النحر ضحىً ورمى بعد ذلك بعد الزوال».
3291 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رمى الجمار مشى إليها ذاهبًا وراجعًا» رواه الترمذي وصححه، وفي لفظ له عنه: «أنه كان يرمي الجمرة يوم النحر راكبًا وسائر ذلك ماشيًا ويخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك» ورواه أحمد.
3292 - وعن قدامة بن عبد الله قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يرمي الجمار على ناقته ليس ضرب ولا طرد ولا إليك إليك» أخرجه الترمذي والنسائي وزاد: «على ناقة له صهباء».
3293 - وعن ابن عباس قال: «استأذن العباسُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له» متفق عليه.
3294 - ولهم مثله من حديث ابن عمر.
3295 - وعن سالم عن ابن عمر «أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم يتقدم فيُسْهِل فيقوم مستقبل القبلة طويلًا ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل فيقوم مستقبل القبلة، ثم يدعو ويرفع يديه ويقوم طويلًا، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها، ثم ينصرف ويقول: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله» رواه أحمد والبخاري.
3296 - وعن عاصم بن عدي: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لرعاة الإبل في البيتوتة عن منى يرمون يوم النحر ثم يرمون الغداة، ومن بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النفر» رواه الخمسة وصححه الترمذي والحاكم، وفي رواية لأبي داود والنسائي: «رخص للرعاء أن يرموا ويدعوا يومًا» قال الترمذي: وهكذا روى ابن عيينة والحديث الأول أصح من حديث ابن عيينة ولفظ الحديث الأول في الترمذي: «رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا يوم النحر ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر فيرمونه في أحدهما قال مالك: أظنه قال: في الأول منهما ثم يرمون يوم النفر» وهذا حديث حسن صحيح.
3297 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص للرعاء أن يرموا بالليل وأية ساعة شاءوا من النهار» رواه الدارقطني وإسناده ضعيف.
3298 - وقد رواه البزار عن ابن عمر بإسناد حسن والحاكم والبيهقي.
3299 - وعن سعيد بن مالك قال: «رجعنا من الحجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعضنا يقول: رميت بسبع حصيات وبعضنا يقول: رميت بست ولم يعب بعضهم على بعض» رواه أحمد والنسائي ورجاله رجال الصحيح.
3300 - وأخرج نحوه من حديث ابن عباس.
3301 - وعن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الاستجمار توٌّ ورمي الجمار توٌّ والسعي بين الصفا والمروة توٌ والطواف توٌ وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو» رواه مسلم.
3302 - وعن عائشة قالت: «قلت: يا رسول الله! ألا نبني لك بمنى بيتًا يظلك من الشمس؟ فقال: لا، إنما هو مباح لمن سبق إليه» رواه الخمسة إلا النسائي، وقال الترمذي: حديث حسن.
قوله: «يتحَين» أي: يراقب الوقت المطلوب.
قوله: «توٌ» أي وتر.

.[8/60] باب الخطبة أوسط أيام التشريق

3303 - عن سَرّاء بنت نَبْهان قالت: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الرءوس فقال: أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال:أليس أوسط أيام التشريق» رواه أبو داود بإسناد حسن وسكت عنه أبو داود والمنذري ورجاله ثقات، وفي رواية: «أنه خطب أوسط أيام التشريق».
3304 - وعن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن رجلين من بني بكر قالا: «رأينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب بين أوسط أيام التشريق ونحن عند راحلته وهي خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي خطب بمنى» رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري والحافظ في "التلخيص" ورجاله رجال الصحيح.
3305 - وعن أبي نَضْرة قال: «حدثني من سمع خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أوسط أيام التشريق فقال: يا أيها الناس إلا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت؟ قالوا: بلِّغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» رواه أحمد قال في "مجمع الزوائد" ورجاله رجال الصحيح.
قوله: «سراء» بفتح السين وتشديد الراء، والمد وقيل القصر بنت نبهان صحابية لها حديث واحد.
قوله: «يوم الرءوس» بضم الراء والهمزة وهو اليوم الثاني في أيام التشريق سمى بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رءوس الأضاحي.

.[8/61] باب نزول المُحَصِّب إذا نفر من منى

3306 - عن أنس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به» رواه البخاري.
3307 - وعن ابن عمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء ثم هجع هجعة ثم دخل مكة وكان ابن عمر يفعله» رواه أحمد وأبو داود والبخاري بمعناه.
3308 - وعن الزهري عن سالم: «أن أبا بكر وعمر وابن عمر كانوا ينزلون الأبطح قال الزهري وأخبرني عروة عن عائشة أنها لم تكن تفعل ذلك، وقالت: إنما نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان منزلًا أسمح لخروجه» رواه مسلم.
3309 - وعن عائشة قالت: «نزول الأبطح ليس بسنة إنما نزل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج».
3310 - وعن ابن عباس قال: «التحصيب ليس بشيء إنما هو منزل نزله النبي - صلى الله عليه وسلم -» متفق عليهما.
3311 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من الغد يوم النحر وهو بمنى نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر يعني بذلك المحصَّب وذلك أن قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود، وفي رواية لهم أنه قال: «منزلنا غدًا إن شاء الله مع خيف بني كنانة.
قوله: «المحصب» هو مكان متسع بين جبلين إلى منى أقرب من مكة سمي بذلك لكثرة ما به من الحصى من جرّاء السيول ويسمى بالأبطح، وخيف بين كنانة.
قوله: «هجع هجعة» أي اضجع ونام.
قوله: «أسمح لخروجه» أي أسهل.

.[8/62] باب ما جاء في دخوله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة

3312 - عن عائشة قالت: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عندي وهو قرير العين طيب النفس ثم رجع إلي وهو حزين فقلت له: فقال: إني دخلت الكعبة وودت أني لم أكن فعلت إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي» رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم، ولفظ أبي داود: «قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها وهو مسرور ثم رجع وهو كئيب فقال: إني دخلت الكعبة ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي».
3313 - وعن أسامة بن زيد قال: «دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت فجلس فحمد الله وأثنى عليه وكبر وهلل ثم قام إلى ما بين يديه من البيت فوضع صدره عليه وخده ويديه ثم هلل وكبر ودعا ثم فعل ذلك بالأركان كلها ثم خرج فأقبل على القبلة وهو على الباب فقال: هذه القبلة هذه القبلة مرتين أو ثلاثًا» رواه أحمد والنسائي ورجاله رجال الصحيح.
3314 - وعنه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع قبل البيت ركعتين، وقال: هذه القبلة»رواه مسلم.
3315 - وللبخاري نحوه من حديث ابن عباس.
3316 - وعن ابن عمر قال: «دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أول من ولج، فلقيت بلالًا فسألته هل صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: نعم بين العمودين اليمانيين» زاد في رواية: «قال ابن عمر: فذهب عني أسأله كم صلى» وفي رواية: «فقلت: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة قال: نعم، ركعتين بين الساريتين اللتين عن يسارك إذا دخلت ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين» وفي رواية: «إن ذلك كان يوم الفتح» وفي رواية: «أين صلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: صلى بين ذينك العمودين المقدمين وكان البيت على ستة أعمدة شطرين صلى بين العمودين من الشطر المقدم وجعل باب البيت خلف ظهره واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت بينه وبين الجدار» وفي أخرى: «قال: أخبرني بلال وعثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في جوف الكعبة بين العمودين اليمانيين» هذه روايات البخاري ومسلم.
3317 - وعن عبد الرحمن بن صفوان قال: «لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة انطلقت فوافقته وقد خرج من الكعبة وأصحابه قد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسطهم» رواه أحمد وأبو داود، وفي إسناده مقال.
3318 - وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: «قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرته قال: لا» متفق عليه.
قوله: «الحطيم» هو ما بين الركن والباب وقيل ما بين الباب إلى المقام وقيل غير ذلك.

.[8/63] باب ما جاء في ماء زمزم

3319 - عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ماء زمزم لما شرب له» رواه أحمد وابن ماجه والدارقطني والحاكم وصححه المنذري وابن عيينة والدمياطي وحسنه الحافظ.
3320 - وعن عائشة «أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحمله» رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وأخرجه البيهقي والحاكم وصححه.
3321 - وعن ابن عباس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضل اذهب إلى أمك فأتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراب من عندها فقال: اسقني فقال: يا رسول الله! إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال: اسقني فشرب ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح، ثم قال: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل يعني على عاتقه وأشار إلى عاتقه» رواه البخاري.
3322 - وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن آية ما بيننا وبين المنافقين لا يتضلعون من ماء زمزم» رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم وسكت عنه في "التلخيص".
3323 - وعنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفي شفاك الله، وإن شربته يشبعك الله أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل» رواه الدارقطني والحاكم وأحمد والبيهقي وابن ماجه والخطيب وصححه المنذري والدمياطي وحسنه الحافظ لتعدد طرقه، وروى الدارقطني «وإن شربته مستعيذًا أعاذك الله فكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاء من كل داء» وفي إسناده الجارودي وهو صدوق وفي إسناده محمد بن هشام المروزي قال الخطيب: لا يعرف.
3324 - وأخرج مسلم من حديث أبي ذر في ذكر زمزم مرفوعًا «أنها مبارك إنها طعام طُعْم».
3325 - وفي رواية للطبراني من حديث ابن عباس وصححها ابن حبان «طعام طعم وشفاء سقم»
3326 - وعن ابن عباس قال: «سقيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من زمزم فشرب وهو قائم» وفي رواية: «واستسقى وهو عند السقاية فأتيته بدلو» زاد في رواية: «قال: فحلف عكرمة ما كان يؤمئذ إلا على بعير» أخرجاه.
قوله: «هزمة جبريل» الهزمة بفتح الهاء وسكون الزاي والميم المفتوحة هو أن تغمز موضعًا بيدك أو رجلك فصير فيه حفرة، وفي "الدر النثير": زمزم هزمة جبريل أي ضربها برجله فنبع الماء.