فصل: تفسير الآيات (31- 35):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (31- 35):

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)}
قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال} قيل: هذا متصل بقوله: {لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ} [الرعد: 7] وأن جماعة من الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسير لهم جبال مكة حتى تنفسح فإنها أرض ضيقة، فأمره الله سبحانه بأن يجيب عليهم بهذا الجواب المتضمن لتعظيم شأن القرآن، وفساد رأي الكفار حيث لم يقنعوا به وأصرّوا على تعنتهم وطلبهم، ما لو فعله الله سبحانه لم يبق ما تقتضيه الحكمة الإلهية، من عدم إنزال الآيات التي يؤمن عندها جميع العباد. ومعنى {سيّرت به الجبال} أي: بإنزاله وقراءته فسارت عن محل استقرارها {أَوْ قُطّعَتْ بِهِ الأرض} أي: صدّعت حتى صارت قطعاً متفرقة {أَوْ كُلّمَ بِهِ الموتى} أي: صاروا أحياء بقراءته عليهم، فكانوا يفهمونه عند تكليمهم به كما يفهمه الأحياء.
وقد اختلف في جواب {لو} ماذا هو؟ فقال الفراء: هو محذوف، وتقديره: لكان هذا القرآن، وروي عنه أنه قال: إن الجواب: لكفروا بالرحمن، أي: لو فعل بهم هذا لكفروا بالرحمن، وقيل: جوابه لما آمنوا كما سبق في قوله: {مَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} [الأنعام: 111] وقيل: الجواب متقدّم، وفي الكلام تقديم وتأخير، أي: وهم يكفرون بالرحمن لو أن قرآنا إلى آخره، وكثيراً ما تحذف العرب جواب {لو} إذا دلّ عليه سياق الكلام، ومنه قول امرئ القيس:
فلو أنها نفس تموت جميعةً ** ولكنها نفس تساقط أنفساً

أي: لهان عليّ ذلك {بَل للَّهِ الأمر جَمِيعًا} أي: لو أن قرآنا فعل به ذلك لكان هذا القرآن، ولكن لم يفعل بل فعل ما عليه الشأن الآن، فلو شاء أن يؤمنوا لآمنوا، وإذا لم يشأ أن يؤمنوا لم ينفع تسيير الجبال وسائر ما اقترحوه من الآيات، فالإضراب متوجه إلى ما يؤدّى إليه كون الأمر لله سبحانه، ويستلزمه من توقف الأمر على ما تقتضيه حكمته ومشيئته، ويدلّ على أن هذا هو المعنى المراد من ذلك قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا أن يشاء الله لهدى الناس جميعاً}. قال الفراء: قال الكلبي: {أفلم ييأس} بمعنى: أفلم يعلم، وهي لغة النخع. قال في الصحاح: وقيل: هي لغة هوازن، وبهذا قال جماعة من السلف. قال أبو عبيدة: أفلم يعلموا ويتبينوا، قال الزجاج: وهو مجاز لأن اليائس من الشيء عالم بأنه لا يكون، نظيره استعمال الرجاء في معنى الخوف، والنسيان في الترك لتضمنهما إياهما، ويؤيده قراءة عليّ، وابن عباس، وجماعة {أفلم يتبين} ومن هذا قول رباح بن عدّي:
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه ** وإن كنت عن أرض العشيرة نائبا

أي: لم يعلم، وأنشد في هذا أبو عبيدة قول مالك بن عوف النضري:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني ** ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم

أي: لم تعلموا، فمعنى الآية على هذا: أفلم يعلم الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً من غير أن يشاهدوا الآيات، وقيل: إن الإياس على معناه الحقيقي أي: أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الكفار، لعلمهم أن الله تعالى لو أراد هدايتهم لهداهم؛ لأن المؤمنين تمنوا نزول الآيات التي اقترحها الكفار طمعاً في إيمانهم {وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ} هذا وعيد للكفار على العموم أو لكفار مكة على الخصوص أي: لا يزال الذين كفروا تصيبهم بسبب ما صنعوا من الكفر والتكذيب للرسل قارعة أي: داهية تفجؤهم، يقال: قرعه الأمر إذا أصابه، والجمع قوارع، والأصل في القرع الضرب. قال الشاعر:
أفنى تلادي وما جمعت من نشب ** قرع القراقير أفواه الأباريق

والمعنى: أن الكفار لا يزالون كذلك حتى تصيبهم داهية مهلكة من قتل أو أسر أو جدب أو نحو ذلك من العذاب، وقد قيل: إن القارعة النكبة، وقيل: الطلائع والسرايا، ولا يخفى أن القارعة تطلق على ما هو أعمّ من ذلك {أَوْ تَحُلُّ} أي: القارعة {قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ} فيفزعون منها ويشاهدون من آثارها ما ترجف له قلوبهم وترعد منه بوادرهم. وقيل: إن الضمير في {تَحُلُّ} للنبي صلى الله عليه وسلم. والمعنى: أو تحلّ أنت يا محمد قريباً من دارهم محاصراً لهم آخذاً بمخانقهم كما وقع منه لأهل الطائف {حتى يَأْتِىَ وَعْدُ الله} وهو موتهم، أو قيام الساعة عليهم، فإنه إذا جاء وعد الله المحتوم حلّ بهم من عذابه ما هو الغاية في الشدّة، وقيل: المراد بوعد الله هنا الإذن منه بقتال الكفار، والأوّل أولى {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} فما جرى به وعده فهو كائن لا محالة.
{وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} التنكير في رسل للتكثير أي: برسل كثيرة، والإملاء: الإمهال، وقد مرّ تحقيقه في الأعراف {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} بالعذاب الذي أنزلته بهم {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} الاستفهام للتقريع والتهديد أي: فكيف كان عقابي لهؤلاء الكفار الذين استهزءوا بالرسل، فأمليت لهم ثم أخذتهم.
ثم استفهم سبحانه استفهاماً آخر للتوبيخ والتقريع يجري مجرى الحجاج للكفار واستركاك صنعهم والإزراء عليهم، فقال: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ على كُلّ نَفْسٍ} القائم الحفيظ والمتولي للأمور، وأراد سبحانه نفسه، فإنه المتولي لأمور خلقه المدبر لأحوالهم بالآجال والأرزاق، وإحصاء الأعمال على كل نفس من الأنفس كائنة ما كانت، والجواب محذوف أي: أفمن هو بهذه الصفة كمن ليس بهذه الصفة من معبوداتكم التي لا تنفع ولا تضرّ. قال الفراء: كأنه في المعنى أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كشركائهم الذين اتخذوهم من دون الله، والمراد من الآية إنكار المماثلة بينهما، وقيل: المراد بمن هو قائم على كل نفس الملائكة الموكلون ببني آدم، والأوّل أولى، وجملة {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء} معطوفة على الجواب المقدّر مبينة له أو حالية بتقدير قد أي: وقد جعلوا، أو معطوفة على {وَلَقَدِ استهزئ} أي: استهزءوا وجعلوا {قُلْ سَمُّوهُمْ} أي: قل يا محمد جعلتم له شركاء فسموهم من هم؟ وفي هذا تبكيت لهم وتوبيخ؛ لأنه إنما يقال هكذا في الشيء المستحقر الذي لا يستحّق أن يلتفت إليه، فيقال: سمه إن شئت يعني: أنه أحقر من أن يسمى؛ وقيل: إن المعنى سموهم بالآلهة كما تزعمون، فيكون ذلك تهديداً لهم {أَمْ تُنَبّئُونَهُ} أي: بل أتنبئون الله {بِمَا لاَ يَعْلَمُ في الأرض} من الشركاء الذين تعبدونهم مع كونه العالم بما في السموات والأرض {أَم بظاهر مّنَ القول} أي: بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير أن تكون له حقيقة؛ وقيل: المعنى قل لهم أتنبئون الله بباطن لا يعلمه أم بظاهر يعلمه؟ فإن قالوا: بباطن لايعلمه فقد جاءوا بدعوى باطلة، وإن قالوا بظاهر يعلمه فقل لهم: سموهم، فإذا سموا اللات والعزى ونحوهما، فقل لهم إن الله لا يعلم لنفسه شريكاً، وإنما خص الأرض بنفي الشريك عنها، وإن لم يكن له شريك في غير الأرض، لأنهم ادّعوا له شريكاً في الأرض.
وقيل: معنى {أَم بظاهر مّنَ القول} أم بزائل من القول باطل، ومنه قول الشاعر:
أعيرتنا ألبانها ولحومها ** وذلك عار يا ابن ريطة ظاهر

أي: زائل باطل، وقيل: بكذب من القول، وقيل: معنى {بظاهر من القول} بحجة من القول ظاهرة على زعمهم {بَلْ زُيّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ} أي: ليس لله شريك، بل زين للذين كفروا مكرهم. وقرأ ابن عباس {زين} على البناء للفاعل على أن الذي زين لهم ذلك هو مكرهم. وقرأ من عداه بالبناه للمفعول، والمزين هو الله سبحانه، أو الشيطان ويجوز أن يسمى المكر كفراً، لأن مكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم كان كفراً. وأما معناه الحقيقي فهو الكيد، أو التمويه بالأباطيل {وَصُدُّواْ عَنِ السبيل} قرأ حمزة والكسائي وعاصم {صدّوا} على البناء للمفعول أي: صدهم الله، أو صدهم الشيطان. وقرأ الباقون على البناء للفاعل أي: صدّوا غيرهم، واختار هذه القراءة أبو حاتم. وقرأ يحيى بن وثاب بكسر الصاد {وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} أي: يجعله ضالاً وتقتضي مشيئته إضلاله، فما له من هادٍ يهديه إلى الخير. قرأ الجمهور {هاد} من دون إثبات الياء على اللغة الكثيرة الفصيحة. وقرئ بإثباتها على اللغة القليلة، ثم بين سبحانه ما يستحقونه، فقال: {لَّهُمْ عَذَابٌ في الحياة الدنيا} بما يصابون به من القتل والأسر وغير ذلك {وَلَعَذَابُ الآخرة أَشَقُّ} عليهم من عذاب الحياة الدنيا {وَمَا لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ} يقيهم عذابه، ولا عاصم يعصمهم منه.
ثم لما ذكر سبحانه مما يستحقه الكفار من العذاب في الأولى والأخرى، ذكر ما أعدّه للمؤمنين، فقال: {مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} أي: صفقتها العجيبة الشأن التي هي في الغرابة كالمثل، قال ابن قتيبة: المثل الشبه في أصل اللغة، ثم قد يصير بمعنى صورة الشيء وصفته، يقال: مثلت لك كذا أي: صوّرته ووصفته، فأراد هنا بمثل الجنة وصورتها وصفتها، ثم ذكرها، فقال: {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} وهو كالتفسير للمثل. قال سيبويه: وتقديره فيما قصصنا عليك مثل الجنة.
وقال الخليل وغيره: إن {مثل الجنة} مبتدأ والخبر {تجري}.
وقال الزجاج: إنه تمثيل للغائب بالشاهد، ومعناه مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار، وقيل: إن فائدة الخبر ترجع إلى {أُكُلُهَا دَائِمٌ} أي: لا ينقطع، ومثله قوله سبحانه: {لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: 33] وقال الفراء: المثل مقحم للتأكيد، والمعنى: الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار، والعرب تفعل ذلك كثيراً {وِظِلُّهَا} أي: كذلك دائم لا يتقلص ولا تنسخه الشمس، والإشارة بقوله: {تِلْكَ} إلى الجنة الموصوفة بالصفات المتقدّمة، وهو مبتدأ خبره {عقبى الذين اتقوا} أي: عاقبة الذين اتقوا المعاصي، ومنتهى أمرهم {وَّعُقْبَى الكافرين النار} ليس لهم عاقبة ولا منتهى إلاّ ذلك.
وقد أخرج الطبراني، وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إن كان كما تقول فأرنا أشياخنا الأول من الموتى نكلمهم، وافسح لنا هذه الجبال جبال مكة التي قد ضمتنا، فنزلت: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عطية العوفي قال: قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم: لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح، أو أحييت لنا الموتى كما كان يحيي عيسى الموتى لقومه، فأنزل الله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ بِهِ الجبال} الآية إلى قوله: {أفلم ييأس الذين ءامنوا} قال: أفلم يتبين الذين آمنوا، قالوا: هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: عن أبي سعيد الخدريّ: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أيضاً ابن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا منجاب بن الحرث، أخبرنا بشر بن عمارة، حدّثنا عمر بن حسان، عن عطية العوفي فذكره.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه مختصراً.
وأخرج أبو يعلى، وأبو نعيم في الدلائل، وابن مردويه عن الزبير بن العوام في ذكر سبب نزول الآية نحو ما تقدّم مطوّلاً.
وأخرج ابن إسحاق، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {بَل للَّهِ الأمر جَمِيعًا} لا يصنع من ذلك إلاّ ما يشاء ولم يكن ليفعل.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {أفلم ييأس} يقول: يعلم.
وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ من طريق أخرى عنه نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن أبي العالية {وَلَوْ أَنَّ} قال: قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ولو شاء الله لهدى الناس جميعاً.
وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ} قال: السرايا.
وأخرج الطيالسي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عنه نحوه، وزاد {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مّن دَارِهِمْ} قال: أنت يا محمد حتى يأتي وعد الله. قال: فتح مكة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد نحوه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {قَارِعَةٌ} قال: نكبة.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من طريق العوفي عنه قارعة قال: عذاب من السماء، {أو تحلّ قريباً من دارهم}: يعني نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله آباءهم.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عنه أيضاً في قوله: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ على كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} قال: يعني بذلك نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن عطاء في الآية قال: الله تعالى قائم بالقسط والعدل على كل نفس.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {أَم بظاهر مّنَ القول} قال: الظاهر من القول هو الباطل.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله: {مَّثَلُ الجنة} قال: نعت الجنة، ليس للجنة مثل.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن إبراهيم التيمي في قوله: {أُكُلُهَا دَائِمٌ} قال: لذَّاتها دائمة في أفوائهم.

.تفسير الآيات (36- 39):

{وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)}
اختلف المفسرون في تفسير الكتاب المذكور فقيل: هو التوراة والإنجيل، والذين يفرحون بما أنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم من أسلم من اليهود والنصارى، وقيل: الذين يفرحون هم أهل الكتابين لكون ذلك موافقاً لما في كتبهم مصدّقاً له، فعلى الأوّل يكون المراد بقوله: {وَمِنَ الأحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ} من لم يسلم من اليهود والنصارى، وعلى الثاني يكون المراد به المشركين من أهل مكة ومن يمثالهم، أو يكون المراد به البعض من أهل الكتابين أي: من أحزابهما، فإنهم أنكروه لما يشتمل عليه من كونه ناسخاً لشرائعهم فيتوجه فرح من فرح به منهم إلى ما هو موافق لما في الكتابين، وإنكار من أنكر منهم إلى ما خالفهما، وقيل: المراد بالكتاب القرآن، والمراد بمن يفرح به المسلمون، والمراد بالأحزاب المتحزّبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين واليهود والنصارى، والمراد بالبعض الذي أنكروه من خالف ما يعتقدونه على اختلاف اعتقادهم. واعترض على هذا بأن فرح المسلمين بنزول القرآن معلوم فلا فائدة في ذكره، وأجيب عنه بأن المراد زيادة الفرح والاستبشار، وقال كثير من المفسرين: إن عبد الله بن سلام والذين آمنوا معه من أهل الكتاب ساءهم قلة ذكر الرحمن في القرآن مع كثرة ذكره في التوراة، فأنزل الله: {قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن} [الإسراء: 110] ففرحوا بذلك، ثم لما بين ما يحصل بنزول القرآن من الفرح للبعض والإنكار للبعض صرّح بما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يقول لهم ذلك، فقال: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله وَلا أُشْرِكَ بِهِ} أي: لا أشرك به بوجه من الوجوه أي قل لهم: يا محمد إلزاماً للحجة، ورّداً للإنكار: إنما أمرت فيما أنزل إليّ بعبادة الله وتوحيده، وهذا أمر اتفقت عليه الشرائع وتطابقت على عدم إنكاره جميع الملل المقتدية بالرسل.

وقد اتفق القرّاء على نصب: {ولا أشرك به} عطفاً على {أعبد}. وقرأ أبو خليد بالرفع على الاستئناف، وروى هذه القراءة عن نافع {إِلَيْهِ ادعوا} أي: إلى الله لا إلى غيره أو إلى ما أمرت به، وهو عبادة الله وحده، والأوّل أولى لقوله: {وَإِلَيْهِ مَآبِ} فإن الضمير لله سبحانه أي: إليه وحده: لا إلى غيره مرجعي.
ثم ذكر بعض فضائل القرآن، وأوعد على الإعراض عن اتباعه مع التعرّض لردّ ما أنكروه من اشتماله على نسخ بعض شرائعهم فقال: {وكذلك أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيّا} أي: مثل ذلك الإنزال البديع أنزلنا القرآن مشتملاً على أصول الشرائع وفروعها. وقيل: المعنى: وكما أنزلنا الكتب على الرسل بلغاتهم، كذلك أنزلنا عليك القرآن بلسان العرب، ونريد بالحكم ما فيه من الأحكام، أو حكمة عربية مترجمة بلسان العرب، وانتصاب {حكماً} على الحال {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم} التي يطلبون منك موافقتهم عليها كالاستمرار منك على التوجه إلى قبلتهم وعدم مخالفتك لشيء مما يعتقدونه {بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ العلم} الذي علمك الله إياه {مالك مِنَ الله} أي: من جنابه {مِن وَلِىّ} يلي أمرك وينصرك {وَلاَ وَاقٍ} يقيك من عذابه.
والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعريض لأمته، واللام في {ولئن اتبعت} هي الموطئة للقسم، و{مالك} سادّ مسدّ جواب القسم والشرط.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً} أي: إن الرسل الذين أرسلناهم قبلك هم من جنس البشر، لهم أزواج من النساء، ولهم ذرّية توالدوا منهم ومن أزواجهم، ولم نرسل الرسل من الملائكة الذين لا يتزوجون ولا يكون لهم ذرية. وفي هذا ردّ على من كان ينكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوّجه بالنساء أي: أن هذا شأن رسل الله المرسلين من قبل هذا الرسول فما بالكم تنكرون عليه ما كانوا عليه؟! {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِئَايَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله} أي: لم يكن لرسول من الرسل أن يأتي بآية من الآيات، ومن جملتها ما اقترحه عليه الكفار إلاّ بإذن الله سبحانه، وفيه ردّ على الكفار حيث اقترحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات ما اقترحوه بما سبق ذكره. {لِكُلّ أَجَلٍ كِتَابٌ} أي: لكل أمر مما قضاه الله، أو لكل وقت من الأوقات التي قضى الله بوقوع أمر فيها كتاب عند الله يكتبه على عباده ويحكم به فيهم.
وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير، والمعنى: لكل كتاب أجل أي: لكل أمر كتبه الله أجل مؤجل، ووقت معلوم، كقوله سبحانه: {لّكُلّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ} [الأنعام: 67] وليس الأمر على حسب إرادة الكفار واقتراحاتهم، بل على حسب ما يشاؤه ويختاره.
{يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ} أي: يمحو من ذلك الكتاب ويثبت ما يشاء منه، يقال: محوت الكتاب محواً إذا أذهبت أثره. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم {ويثبت} بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد، وظاهر النظم القرآني العموم في كل شيء مما في الكتاب، فيمحو ما يشاء محوه من شقاوة أو سعادة أو رزق أو عمر، أو خير أو شرّ، ويبدل هذا بهذا، ويجعل هذا مكان هذا {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ} [الأنبياء: 23] وإلى هذا ذهب عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، وأبو وائل، وقتادة، والضحاك، وابن جريج وغيرهم. وقيل: الآية خاصة بالسعادة والشقاوة. وقيل: يمحو ما يشاء من ديوان الحفظة، وهو ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب.
وقيل: يمحو ما يشاء من الرزق، وقيل يمحو من الأجل. وقيل: يمحو ما يشاء من الشرائع فينسخه ويثبت ما يشاء فلا ينسخه. وقيل: يمحو ما يشاء من ذنوب عباده ويترك ما يشاء. وقيل: يمحو ما يشاء من الذنوب بالتوبة، ويترك ما يشاء منها مع عدم التوبة. وقيل: يمحو الآباء ويثبت الأبناء. وقيل: يمحو القمر ويثبت الشمس كقوله: {فَمَحَوْنَا ءايَةَ اليل وَجَعَلْنَا ءايَةَ النهار مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] وقيل: يمحو ما يشاء من الأرواح التي يقبضها حال النوم فيميت صاحبه ويثبت ما يشاء فيردّه إلى صاحبه. وقيل: يمحو ما يشاء من القرون ويثبت ما يشاء منها. وقيل: يمحو الدنيا ويثبت الآخرة. وقيل: غير ذلك مما لا حاجة إلى ذكره، والأوّل أولى كما تفيده {ما} في قوله؛ {ما يشاء} من العموم مع تقدم ذكر الكتاب في قوله: {لِكُلّ أَجَلٍ كِتَابٌ} ومع قوله: {وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب} أي: أصله، وهو اللوح المحفوظ، فالمراد من الآية أنه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ فيكون كالعدم، ويثبت ما يشاء مما فيه فيجري فيه قضاؤه وقدره على حسب ما تقتضيه مشيئته، وهذا لا ينافي ما ثبت عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: «جفّ القلم»، وذلك لأن المحو والإثبات هو من جملة ما قضاه الله سبحانه. وقيل: إن أم الكتاب هو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق.
وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} قال: أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرحوا بكتاب الله وبرسله وصدّقوا به {وَمِنَ الأحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ} يعني: اليهود والنصارى والمجوس.
وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن ابن زيد في الآية قال: هؤلاء من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب يفرحون بذلك. {ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به} [يونس: 40]. {وَمِنَ الأحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ} قال: الأحزاب الأمم اليهود والنصارى والمجوس.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وَإِلَيْهِ مَابِ} قال: إليه مصير كل عبد.
وأخرج ابن ماجه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو الشيخ، وابن مردويه من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل، وقرأ قتادة: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن سعد بن هشام قال: دخلت على عائشة فقلت: إني أريد أن أتبتل؟ قالت: لا تفعل، أما سمعت الله يقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً}.
وقد ورد في النهي عن التبتل والترغيب في النكاح ما هو معروف.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: قالت قريش حين أنزل: {مَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِئَايَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله} ما نراك يا محمد تملك من شيء، ولقد فرغ من الأمر، فأنزلت هذه الآية تخويفاً لهم ووعيداً لهم {يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ} إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا شيئاً، ويحدث الله في كل رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم.
وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: {يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ} قال: ينزل الله في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا، فيدبر أمر السنة إلى السنة فيمحو ما يشاء ويثبت، إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه في الآية قال: هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله، ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة، فهو الذي يمحو، والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله وقد سبق له خير حتى يموت على طاعة الله.
وأخرج ابن جرير، ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عنه أيضاً في الآية قال: هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت، وعنده أم الكتاب، أي: جملة الكتاب.
وأخرج ابن جرير عنه أيضاً قال: إن لله لوحاً محفوظاً مسيرة خمسمائة عام من درّة بيضاء، له دفتان من ياقوت، والدفتان لوحان: لله كل يوم ثلاث وستون لحظة {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}. وإسناده عند ابن جرير هكذا: حدّثنا محمد بن شهر بن عسكر، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والطبراني عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فيفتح الذكر في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو الله ما يشاء ويثبت» الحديث.
وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه بإسناد. قال السيوطي: ضعيف، عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يمحو الله ما يشاء ويثبت إلاّ الشقاوة والسعادة والحياة والممات».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مرفوعاً نحوه.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: «لا ينفع الحذر من القدر، ولكنّ الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر».
وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد قال: العاشر من رجب وهو يوم يمحو الله فيه ما يشاء.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الشعب عنه نحوه بأطول منه.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب؛ أنه قال وهو يطوف بالبيت: اللهمّ إن كنت كتبت عليّ شقوة أو ذنباً فامحه، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني عن ابن مسعود نحوه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في المدخل عن ابن عباس في قوله: {يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ} قال: يبدّل الله ما يشاء من القرآن فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدّله {وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب} يقول: وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب: الناسخ والمنسوخ، ما يبدّل، وما يثبت كل ذلك في كتاب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب} قال: الذكر.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد مثله.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن يسار، عن ابن عباس: أنه سأل كعباً عن أمّ الكتاب، فقال: علم الله ما هو خالق، وما خلقه عالمون، فقال لعلمه: كن كتاباً، فكان كتاباً.