فصل: تفسير الآيات (28- 40):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (28- 40):

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)}
قوله: {وَلُوطاً} منصوب بالعطف على {نوحاً}، أو على إبراهيم، أو بتقدير: اذكر. قال الكسائي: المعنى: وأنجينا لوطاً، أو وأرسلنا لوطاً {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} ظرف للعامل في لوط {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحشة} قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر: {أئنكم} بالاستفهام. وقرأ الباقون بلا استفهام. والفاحشة: الخصلة المتناهية في القبح، وجملة: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن العالمين} مقرّرة لكمال قبح هذه الخصلة، وأنهم منفردون بذلك لم يسبقهم إلى عملها أحد من الناس على اختلاف أجناسهم. ثم بيّن سبحانه هذه الفاحشة فقال: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرجال} أي تلوطون بهم {وَتَقْطَعُونَ السبيل} قيل: إنهم كانوا يفعلون الفاحشة بمن يمرّ بهم من المسافرين، فلما فعلوا ذلك ترك الناس المرور بهم، فقطعوا السبيل بهذا السبب. قال الفراء: كانوا يعترضون الناس في الطرق بعملهم الخبيث. وقيل: كانوا يقطعون الطريق على المارّة بقتلهم ونهبهم. والظاهر أنهم كانوا يفعلون ما يكون سبباً لقطع الطريق من غير تقييد بسبب خاص، وقيل: إن معنى قطع الطريق: قطع النسل بالعدول عن النساء إلى الرجال {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المنكر} النادي والنديّ والمنتدى: مجلس القوم ومتحدّثهم.
واختلف في المنكر الذي كانوا يأتونه فيه: فقيل: كانوا يحذفون الناس بالحصباء، ويستخفون بالغريب. وقيل: كانوا يتضارطون في مجالسهم، وقيل: كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضاً، وقيل: كانوا يلعبون بالحمام. وقيل: كانوا يخضبون أصابعهم بالحناء. وقيل: كانوا يناقرون بين الديكة، ويناطحون بين الكباش. وقيل: يلعبون بالنرد والشطرنج ويلبسون المصبغات، ولا مانع من أنهم كانوا يفعلون جميع هذه المنكرات. قال الزجاج: وفي هذا إعلام أنه لا ينبغي أن يتعاشر الناس على المنكر وألا يجتمعوا على الهزؤ، والمناهي.
ولما أنكر لوط عليهم ما كانوا يفعلونه أجابوا بما حكى الله عنهم بقوله: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتنا بِعَذَابِ الله إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} أي فما أجابوا بشيء إلاّ بهذا القول رجوعاً منهم إلى التكذيب واللجاج والعناد، وقد تقدّم الكلام على هذه الآية، وقد تقدّم في سورة النمل: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُواْ ءَالَ لُوطٍ مّن قَرْيَتِكُمْ} [النمل: 56] وتقدّم في سورة الأعراف: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مّن قَرْيَتِكُمْ} [الأعراف: 82] وقد جمع بين هذه الثلاثة المواضع بأن لوطاً كان ثابتاً على الإرشاد، ومكرّرًا للنهي لهم والوعيد عليهم، فقالوا له أوّلاً: {ائتنا بعذاب الله} كما في هذه الآية، فلما كثر منه ذلك، ولم يسكت عنهم قالوا: {أخرجوهم} كما في الأعراف والنمل. وقيل: إنهم قالوا أوّلاً: {أخرجوهم من قريتكم} ثم قالوا ثانياً: {ائتنا بعذاب الله}.
ثم إن لوطاً لما يئس منهم طلب النصرة عليهم من الله سبحانه فقال: {رَبّ انصرني عَلَى القوم المفسدين} بإنزال عذابك عليهم، وإفسادهم هو بما سبق من إتيان الرجال وعمل المنكر في ناديهم، فاستجاب الله سبحانه وبعث لعذابهم ملائكته وأمرهم بتبشير إبراهيم قبل عذابهم، ولهذا قال: {وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إبراهيم بالبشرى} أي بالبشارة بالولد وهو إسحاق، وبولد الولد وهو يعقوب {قَالُواْ إِنَّآ مُهْلِكُو أَهْلِ هذه القرية} أي قالوا لإبراهيم هذه المقالة.
والقرية هي قرية سدوم التي كان فيها قوم لوط، وجملة: {إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظالمين} تعليل للإهلاك، أي إهلاكنا لهم بهذا السبب {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً} أي قال لهم إبراهيم: إن في هذه القرية التي أنتم مهلكوها لوطاً فكيف تهلكونها؟ {قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا} من الأخيار والأشرار، ونحن أعلم من غيرنا بمكان لوط {لَنُنَجّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ} من العذاب. قرأ الأعمش وحمزة ويعقوب والكسائي {لننجينه} بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد {إِلاَّ امرأته كَانَتْ مِنَ الغابرين} أي الباقين في العذاب، وهو لفظ مشترك بين الماضي والباقي، وقد تقدّم تحقيقه، وقيل: المعنى: من الباقين في القرية التي سينزل بها العذاب، فتعذب من جملتهم، ولا تنجو فيمن نجا.
{وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمُ} أي لما جاءت الرسل لوطاً بعد مفارقتهم إبراهيم سيئ بهم أي جاءه ما ساءه، وخاف منه؛ لأنه ظنهم من البشر، فخاف عليهم من قومه لكونهم في أحسن صورة من الصور البشرية، و{أن} في {أن جاءت} زائدة للتأكيد {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} أي عجز عن تدبيرهم وحزن وضاق صدره، وضيق الذراع كناية عن العجز، كما يقال: في الكناية عن الفقر: ضاقت يده، وقد تقدّم تفسير هذا مستوفى في سورة هود. ولما شاهدت الملائكة ما حلّ به من الحزن والتضجر، قالوا: {لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ} أي لا تخف علينا من قومك، ولا تحزن فإنهم لا يقدرون علينا {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} من العذاب الذي أمرنا الله بأن ننزله بهم {إِلاَّ امرأتك كَانَتْ مِنَ الغابرين} أخبروا لوطاً بما جاؤوا به من إهلاك قومه وتنجيته وأهله إلاّ امرأته كما أخبروا بذلك إبراهيم، قرأ حمزة والكسائي وشعبة ويعقوب والأعمش: {منجوك} بالتخفيف. وقرأ الباقون بالتشديد. قال المبرد: الكاف في {منجوك} مخفوض ولم يجز عطف الظاهر على المضمر المخفوض، فحمل الثاني على المعنى وصار التقدير: وننجي أهلك: {إِنَّا مُنزِلُونَ على أَهْلِ هذه القرية رِجْزاً مّنَ السماء} هذه الجملة مستأنفة لبيان هلاكهم المفهوم من تخصيص التنجية به وبأهله. والرجز: العذاب، أي: عذاباً من السماء، وهو: الرمي بالحجارة، وقيل: إحراقهم بنار نازلة من السماء. وقيل: هو الخسف والحصب كما في غير هذا الموضع، ومعنى كون الخسف من السماء أن الأمر به نزل من السماء.
قرأ ابن عامر: {منزّلون} بالتشديد. وبها قرأ ابن عباس. وقرأ الباقون بالتخفيف، والباء في {بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} للسببية، أي لسبب فسقهم {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا ءايَةً بَيّنَةً} أي أبقينا من القرية علامة ودلالة بينة وهي الآثار التي بها من الحجارة رجموا بها، وخراب الديار.
وقال مجاهد: هو الماء الأسود الباقي على وجه أرضهم، ولا مانع من حمل الآية على جميع ما ذكر، وخص من يعقل، لأنه الذي يفهم أن تلك الآثار عبرة يعتبر بها من يراها.
{وإلى مَدْيَنَ أخاهم شُعَيْباً} أي وأرسلناه إليهم، وقد تقدّم ذكره وذكر نسبه وذكر قومه في سورة الأعراف وسورة هود {قَالَ يَاقَوْم اعبدوا الله} أي أفردوه بالعبادة، وخصوه بها {وارجوا اليوم الآخر} أي توقعوه، وافعلوا اليوم من الأعمال ما يدفع عذابه عنكم. قال يونس النحوي: معناه: اخشوا الآخرة التي فيها الجزاء على الأعمال {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} العُثْو، والعثْي أشدّ الفساد.
وقد تقدّم تفسيره {فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة} أي الزلزلة، وتقدّم في سورة هود: {وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة} [هود: 67] أي صيحة جبريل، وهي سبب الرجفة {فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جاثمين} أي أصبحوا في بلدهم أو منازلهم جاثمين على الركب ميتين.
{وَعَاداً وَثَمُودَاْ} قال الكسائي: قال بعضهم هو راجع إلى أوّل السورة، أي ولقد فتنا الذين من قبلهم وفتنا عادًا وثمود، قال: وأحبّ إليّ أن يكون على {فأخذتهم الرجفة} أي وأخذت عاداً وثمود.
وقال الزجاج: التقدير، وأهلكنا عادًا وثمود. وقيل: المعنى: واذكر عادًا وثمود إذ أرسلنا إليهم هوداً وصالحاً {وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مّن مساكنهم} أي وقد ظهر لكم يا معاشر الكفار من مساكنهم بالحجر، والأحقاف آيات بينات تتعظون بها، وتتفكرون فيها، ففاعل تبين محذوف {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم} التي يعملونها من الكفر، ومعاصي الله {فَصَدَّهُمْ} بهذا التزيين {عَنِ السبيل} أي الطريق الواضح الموصل إلى الحق {وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} أي أهل بصائر يتمكنون بها من معرفة الحق بالاستدلال. قال الفراء: كانوا عقلاء ذوي بصائر فلم تنفعهم بصائرهم. وقيل: المعنى: كانوا مستبصرين في كفرهم وضلالتهم معجبين بها يحسبون أنهم على هدى، ويرون أن أمرهم حقّ، فوصفهم بالاستبصار على هذا باعتبار ما عند أنفسهم.
{وقارون وَفِرْعَوْنَ وهامان} قال الكسائي: إن شئت كان محمولاً على {عادًا} وكان فيه ما فيه، وإن شئت كان على {فصدّهم عن السبيل} أي وصدّ قارون وفرعون وهامان. وقيل: التقدير: وأهلكنا هؤلاء بعد أن جاءتهم الرسل {فاستكبروا فِي الأرض} عن عبادة الله {وَمَا كَانُواْ سابقين} أي فائتين، يقال: سبق طالبه: إذا فاته: وقيل: وما كانوا سابقين في الكفر، بل قد سبقهم إليه قرون كثيرة. {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ} أي عاقبنا بكفره وتكذيبه. قال الكسائي: {فكلاًّ أخذنا} أي فأخذنا كلاًّ بذنبه {فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً} أي ريحاً تأتي بالحصباء، وهي الحصى الصغار فترجمهم بها، وهم قوم لوط {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصيحة} وهم ثمود وأهل مدين {وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض} وهو قارون وأصحابه {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا} وهم قوم نوح وقوم فرعون {وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ} بما فعل بهم، لأنه قد أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه {ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} باستمرارهم على الكفر وتكذيبهم للرسل وعملهم بمعاصي الله.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المنكر} قال: مجلسكم.
وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد، والترمذي وحسنه، وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن أمّ هانئ بنت أبي طالب قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله سبحانه: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المنكر} قال: «كانوا يجلسون بالطريق فيحذفون أبناء السبيل ويسخرون منهم» قال الترمذي: بعد إخراجه، وتحسينه: ولا نعرفه إلاّ من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماك.
وأخرج ابن مردويه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحذف، وهو قول الله سبحانه: {وَتَأْتُونَ في نَادِيكُمُ المنكر}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في الآية قال: هو الحذف.
وأخرج عبد ابن حميد عن ابن عباس مثله.
وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة في الآية قالت: الضراط.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله: {فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة} قال: الصيحة، وفي قوله: {وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} قال: في الضلالة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً} قال: قوم لوط {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصيحة} قال: ثمود {وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض} قال: قارون {وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا} قال: قوم نوح.

.تفسير الآيات (41- 46):

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)}
قوله: {مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله أَوْلِيَاء} يوالونهم، ويتكلون عليهم في حاجاتهم من دون الله سواء كانوا من الجماد أو الحيوان، ومن الأحياء أو من الأموات {كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً} فإن بيتها لا يغني عنها شيئاً لا في حرّ ولا قرّ ولا مطر، كذلك ما اتخذوه ولياً من دون الله، فإنه لا ينفعهم بوجه من وجوه النفع، ولا يغني عنهم شيئاً. قال الفراء: هو مثل ضربه الله لمن اتخذ من دونه آلهة لا تنفعه ولا تضرّه، كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرّاً، ولا برداً. قال: ولا يحسن الوقف على العنكبوت؛ لأنه لما قصد بالتشبيه لبيتها الذي لا يقيها من شيء شبهت الآلهة التي لا تنفع ولا تضرّ به، وقد جوّز الوقف على العنكبوت الأخفش، وغلطه ابن الأنباري قال: لأن اتخذت صلة للعنكبوت كأنه قال: كمثل العنكبوت التي {اتخذت} بيتاً، فلا يحسن الوقف على الصلة دون الموصول. والعنكبوت تقع على الواحد، والجمع والمذكر والمؤنث، وتجمع على عناكب وعنكبوتات، وهي: الدّويبة الصغيرة التي تنسج نسجاً رقيقاً.
وقد يقال لها: عكنبات، ومنه قول الشاعر:
كأنما يسقط من لغامها ** بيت عكنبات على زمامها

{وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت لَبَيْتُ العنكبوت} لا بيت أضعف منه مما يتخذه الهوامّ بيتاً، ولا يدانيه في الوهي والوهن شيء من ذلك {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} أن اتخاذهم الأولياء من دون الله كاتخاذ العنكبوت بيتاً، أو لو كانوا يعلمون شيئاً من العلم لعلموا بهذا {إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْء} ما استفهامية، أو نافية، أو موصولة، ومن للتبعيض أو مزيدة للتوكيد. وقيل: إن هذه الجملة على إضمار القول، أي قل للكافرين: إن الله يعلم أيّ شيء يدعون من دونه. وحرّم أبو علي الفارسي بأنها استفهامية، وعلى تقدير النفي كأنه قيل: إن الله يعلم أنكم لا تدعون من دونه من شيء، يعني: ما تدعونه ليس بشيء، وعلى تقدير الموصولة: إن الله يعلم الذين تدعونهم من دونه، ويجوز أن تكون {ما} مصدرية، و{من شيء} عبارة عن المصدر. قرأ عاصم وأبو عمرو ويعقوب: {يدعون} بالتحتية. واختار هذه القراءة أبو عبيد لذكر الأمم قبل هذه الآية. وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب {وَهُوَ العزيز الحكيم} الغالب المصدر أفعاله على غاية الإحكام والإتقان.
{وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} أي هذا المثل، وغيره من الأمثال التي في القرآن نضربها للناس تنبيهاً لهم، وتقريباً لما بعد من أفهامهم {وَمَا يَعْقِلُهَا} أي يفهمها ويتعقل الأمر الذي ضربناها لأجله {إِلاَّ العالمون} بالله الراسخون في العلم المتدبرون المتفكرون لما يتلى عليهم وما يشاهدونه.
{خَلَقَ الله السموات والأرض بالحق} أي بالعدل، والقسط مراعياً في خلقها مصالح عباده. وقيل: المراد بالحق: كلامه وقدرته، ومحل {بالحق} النصب على الحال {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} أي لدلالة عظيمة وعلامة ظاهرة على قدرته، وتفرّده بالإلهية، وخص المؤمنين لأنهم الذين ينتفعون بذلك.
{اتل مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب} أي القرآن، وفيه الأمر بالتلاوة للقرآن، والمحافظة على قراءته مع التدبر لآياته والتفكر في معانيه {وَأَقِمِ الصلاة إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر} أي: دم على إقامتها، واستمرّ على أدائها كما أمرت بذلك، وجملة: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} تعليل لما قبلها، والفحشاء ما قبح من العمل، والمنكر: ما لا يعرف في الشريعة، أي تمنعه عن معاصي الله، وتبعده منها، ومعنى نهيها عن ذلك أن فعلها يكون سبباً للانتهاء، والمراد هنا الصلوات المفروضة {وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ} أي أكبر من كل شيء، أي أفضل من العبادات كلها بغير ذكر. قال ابن عطية: وعندي أن المعنى: ولذكر الله أكبر على الإطلاق، أي هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر، فالجزء الذي منه في الصلاة يفعل ذلك، وكذلك يفعل ما لم يكن منه في الصلاة؛ لأن الانتهاء لا يكون إلاّ من ذاكر لله مراقب له. وقيل: ذكر الله أكبر من الصلاة في النهي عن الفحشاء، والمنكر مع المداومة عليه. قال الفراء، وابن قتيبة: المراد بالذكر في الآية: التسبيح، والتهليل، يقول: هو أكبر وأحرى بأن ينهى عن الفحشاء، والمنكر. وقيل: المراد بالذكر هنا الصلاة، أي وللصلاة أكبر من سائر الطاعات، وعبر عنها بالذكر كما في قوله: {فاسعوا إلى ذِكْرِ الله} [الجمعة: 9] للدلالة على أن ما فيها من الذكر هو العمدة في تفضيلها على سائر الطاعات، وقيل: المعنى: ولذكر الله لكم بالثواب والثناء عليكم منه أكبر من ذكركم له في عبادتكم وصلواتكم، واختار هذا ابن جرير، ويؤيده حديث: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» {والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} لا تخفى عليه من ذلك خافية، فهو مجازيكم بالخير خيراً وبالشرّ شرّاً.
{وَلاَ تجادلوا أَهْلَ الكتاب إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ} أي إلاّ بالخصلة التي هي أحسن، وذلك على سبيل الدعاء لهم إلى الله عزّ وجلّ والتنبيه لهم على حججه وبراهينه رجاء إجابتهم إلى الإسلام، لا على طريق الإغلاظ والمخاشنة {إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} بأن أفرطوا في المجادلة ولم يتأدّبوا مع المسلمين فلا بأس بالإغلاظ عليهم والتخشين في مجادلتهم، هكذا فسر الآية أكثر المفسرين بأن المراد بأهل الكتاب: اليهود والنصارى. وقيل: معنى الآية: لا تجادلوا من آمن بمحمد من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وسائر من آمن منهم {إلاّ بالتي هي أحسن} يعني: بالموافقة فيما حدّثوكم به من أخبار أهل الكتاب، ويكون المراد بالذين ظلموا على هذا القول هم: الباقون على كفرهم.
وقيل: هي الآية منسوخة بآيات القتال، وبذلك قال قتادة، ومقاتل. قال النحاس: من قال: هذه منسوخة، احتج بأن الآية مكية، ولم يكن في ذلك الوقت قتال مفروض، ولا طلب جزية ولا غير ذلك. قال سعيد بن جبير ومجاهد: إن المراد بالذين ظلموا منهم: الذين نصبوا القتال للمسلمين فجدالهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية {وَقُولُواْ ءَامَنَّا بالذي أُنزِلَ إِلَيْنَا} من القرآن {وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ} من التوراة والإنجيل، أي آمنا بأنهما منزلان من عند الله، وأنهما شريعة ثابتة إلى قيام الشريعة الإسلامية والبعثة المحمدية، ولا يدخل في ذلك ما حرّفوه وبدّلوه {وإلهنا وإلهكم وَاحِدٌ} لا شريك له ولا ضدّ ولا ندّ {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} أي ونحن معاشر أمة محمد مطيعون له خاصة، لم نقل: عزير ابن الله، ولا المسيح ابن الله، ولا اتخذنا أحبارنا ورهباننا أرباباً من دون الله، ويحتمل أن يراد: ونحن جميعاً منقادون له، ولا يقدح في هذا الوجه كون انقياد المسلمين أتمّ من انقياد أهل الكتاب وطاعتهم أبلغ من طاعاتهم.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله أَوْلِيَاء} الآية قال: ذاك مثل ضربه الله لمن عبد غيره أن مثله كمثل بيت العنكبوت.
وأخرج أبو داود في مراسيله عن يزيد بن مرثد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العنكبوت شيطان مسخها الله فمن وجدها فليقتلها».
وأخرج ابن أبي حاتم عن مزيد بن ميسرة قال: العنكبوت شيطان.
وأخرج الخطيب عن عليّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت أنا وأبو بكر الغار فاجتمعت العنكبوت فنسجت بالباب فلا تقتلوهنّ» وروى القرطبي في تفسيره عن عليّ أيضاً أنه قال: طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه في البيت يورث الفقر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني قال: نسجت العنكبوت مرتين مرة على داود، والثانية على النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر} قال: في الصلاة منتهى ومزدجر عن المعاصي.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عمران بن حصين قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر} فقال: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلاّ بعدًا».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، والبيهقي في الشعب عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له»، وفي لفظ: «لم يزدد بها من الله إلاّ بعدا».
وأخرج الخطيب عن ابن عمر مرفوعاً نحوه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعاً نحوه. قال السيوطي: وسنده ضعيف.
وأخرج سعيد بن منصور، وأحمد في الزهد، وابن جرير وابن المنذر، والطبراني والبيهقي في الشعب عنه نحوه موقوفاً. قال ابن كثير في تفسيره: والأصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ} يقول: ولذكر الله لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم إياه.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن ربيعة قال: سألني ابن عباس عن قول الله: {وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ} فقلت: ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير قال: لذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، ثم قال: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152].
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير عن ابن مسعود: {وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ} قال: ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لله.
وأخرج ابن السني وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر نحوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: لها وجهان ذكر الله أكبر مما سواه، وفي لفظ ذكر الله عندما حرّمه، وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه.
وأخرج أحمد في الزهد، وابن المنذر عن معاذ بن جبل قال: ما عمل آدميّ عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا أن يضرب بسيفه حتى يتقطع، لأن الله يقول في كتابه العزيز: {وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر، والحاكم في الكنى، والبيهقي في الشعب عن عنترة قال: قلت لابن عباس: أيّ العمَل أفضل؟ قال: ذكر الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله: {وَلاَ تجادلوا أَهْلَ الكتاب إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ} قال: بلا إله إلاّ الله.
وأخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون».
وأخرج البيهقي في الشعب، والديلمي، وأبو نصر السجزي في الإبانة عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدّقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، والله لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حلّ له إلاّ أن يتبعني».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن مسعود قال: لا تسألوا أهل الكتاب، وذكر نحو حديث جابر، ثم قال: فإن كنتم سائليهم لا محالة فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه.