فصل: تفسير الآيات (47- 55):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (47- 55):

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}
قوله: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب} هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والإشارة إلى مصدر الفعل كما بيناه في مواضع كثيرة، أي ومثل ذلك الإنزال البديع أنزلنا إليك الكتاب، وهو: القرآن، وقيل: المعنى: كما أنزلنا الكتاب عليهم أنزلنا عليك القرآن {فالذين ءاتيناهم الكتاب يُؤْمِنُونَ بِهِ} يعني: مؤمني أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وخصهم بإيتائهم الكتاب لكونهم العاملين به وكأن غيرهم لم يؤتوه لعدم عملهم بما فيه، وجحدهم لصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة فيه {وَمِنْ هؤلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ} الإشارة إلى أهل مكة، والمراد: أن منهم، وهو من قد أسلم من يؤمن به، أي بالقرآن، وقيل: الإشارة إلى جميع العرب {وَمَا يَجْحَدُ بئاياتنا} أي آيات القرآن {إِلاَّ الكافرون} المصممون على كفرهم من المشركين، وأهل الكتاب.
{وَمَا كُنْتَ تَتْلُواْ مِنْ قَبْلِهِ مِن كتاب} الضمير في قبله راجع إلى القرآن لأنه المراد بقوله: {أنزلنا إليك الكتاب} أي ما كنت يا محمد تقرأ قبل القرآن كتاباً ولا تقدر على ذلك لأنك أمّي لا تقرأ ولا تكتب {وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} أي ولا تكتبه؛ لأنك لا تقدر على الكتابة. قال مجاهد: كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يخط ولا يقرأ فنزلت هذه الآية. قال النحاس: وذلك دليل على نبوّته؛ لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ولم يكن بمكة أهل كتاب فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم {إِذاً لارتاب المبطلون} أي لو كنت ممن يقدر على التلاوة والخط لقالوا: لعله وجد ما يتلوه علينا من كتب الله السابقة أو من الكتب المدوّنة في أخبار الأمم، فلما كنت أمياً لا تقرأ ولا تكتب لم يكن هناك موضع للريبة ولا محل للشك أبداً، بل إنكار من أنكر وكفر من كفر مجرّد عناد وجحود بلا شبهة، وسماهم مبطلين لأن ارتيابهم على تقدير أنه صلى الله عليه وسلم يقرأ ويكتب ظلم منهم لظهور نزاهته ووضوح معجزاته.
{بَلْ هُوَ ءايات بينات} يعني: القرآن {فِي صُدُورِ الذين أُوتُواْ العلم} يعني: المؤمنين الذين حفظوا القرآن على عهده صلى الله عليه وسلم، وحفظوه بعده، وقال قتادة ومقاتل: إن الضمير يرجع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، أي بل محمد آيات بينات، أي ذو آيات. وقرأ ابن مسعود: {بل هي آيات بينات} قال الفراء: معنى هذه القراءة: بل آيات القرآن آيات بينات. واختار ابن جرير ما قاله قتادة ومقاتل، وقد استدل لما قالاه بقراءة ابن السميفع: {بل هذا آيات بينات} ولا دليل في هذه القراءة على ذلك؛ لأن الإشارة يجوز أن تكون إلى القرآن كما جاز أن تكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل رجوعها إلى القرآن أظهر لعدم احتياج ذلك إلى التأويل، والتقدير: {وَمَا يَجْحَدُ بئاياتنا إِلاَّ الظالمون} أي المجاوزون للحدّ في الظلم {وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايات مّن رَّبّهِ} أي قال المشركون هذا القول، والمعنى: هلا أنزلت عليه آيات كآيات الأنبياء، وذلك كآيات موسى وناقة صالح وإحياء المسيح للموتى، ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عليهم فقال: {قُلْ إِنَّمَا الآيات عِندَ الله} ينزلها على من يشاء من عباده ولا قدرة لأحد على ذلك {وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أنذركم كما أمرت وأبين لكم كما ينبغي، ليس في قدرتي غير ذلك.
قرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي: {لولا أنزل عليه آية} بالإفراد. وقرأ الباقون بالجمع، واختار هذه القراءة أبو عبيد لقوله: {قل إنما الآيات}. {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب يتلى عَلَيْهِمْ} هذه الجملة مستأنفة للردّ على اقتراحهم وبيان بطلانه، أي أو لم يكف المشركين من الآيات التي اقترحوها هذا الكتاب المعجز الذي قد تحدّيتهم بأن يأتوا بمثله أو بسورة منه، فعجزوا، ولو أتيتهم بآيات موسى وآيات غيره من الأنبياء لما آمنوا، كما لم يؤمنوا بالقرآن الذي يتلى عليهم في كل زمان، ومكان {إِنَّ فِي ذَلِكَ} الإشارة إلى الكتاب الموصوف بما ذكر {لَرَحْمَةً} عظيمة في الدنيا، والآخرة {وذكرى} في الدنيا يتذكرون بها، وترشدهم إلى الحق {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي لقوم يصدّقون بما جئت به من عند الله، فإنهم هم الذين ينتفعون بذلك {قُلْ كفى بالله بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً} أي قل للمكذبين كفى الله شهيداً بما وقع بيني وبينكم {يَعْلَمُ مَا فِي السموات والأرض} لا تخفى عليه من ذلك خافية، ومن جملته ما صدر بينكم وبين رسوله {والذين ءَامَنُواْ بالباطل وَكَفَرُواْ بالله أولئك هُمُ الخاسرون} أي آمنوا بما يعبدونه من دون الله وكفروا بالحق وهو الله سبحانه، أولئك هم الجامعون بين خسران الدنيا والآخرة.
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب} استهزاء وتكذيباً منهم بذلك كقولهم: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32]. {وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى} قد جعله الله لعذابهم وعينه، وهو القيامة، وقال الضحاك: الأجل: مدّة أعمارهم؛ لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى العذاب {لَّجَاءهُمُ العذاب} أي لولا ذلك الأجل المضروب لجاءهم العذاب الذي يستحقونه بذنوبهم. وقيل: المراد بالأجل المسمى: النفخة الأولى. وقيل: الوقت الذي قدّره الله لعذابهم في الدنيا بالقتل والأسر يوم بدر. والحاصل: أن لكل عذاب أجلاً لا يتقدّم عليه ولا يتأخر عنه كما في قوله سبحانه: {لّكُلّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ} [الأنعام: 67]. وجملة: {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً} مستأنفة مبينة لمجيء العذاب المذكور قبلها.
ومعنى بغتة: فجأة، وجملة: {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} في محل نصب على الحال، أي حال كونهم لا يعلمون بإتيانه. ثم ذكر سبحانه أن موعد عذابهم النار، فقال: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين} أي يطلبون منك تعجيل عذابهم والحال أن مكان العذاب محيط بهم، أي سيحيط بهم عن قرب، فإن ما هو آت قريب، والمراد بالكافرين: جنسهم، فيدخل فيه هؤلاء المستعجلون دخولاً أوّلياً، فقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب} إخبار عنهم، وقوله ثانياً: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب} تعجب منهم. وقيل: التكرير للتأكيد.
ثم ذكر سبحانه كيفية إحاطة العذاب بهم فقال: {يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} أي من جميع جهاتهم، فإذا غشيهم العذاب على هذه الصفة، فقد أحاطت بهم جهنم {وَنَقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} القائل هو الله سبحانه، أو بعض ملائكته يأمره، أي ذوقوا جزاء ما كنتم تعملون من الكفر والمعاصي. قرأ أهل المدينة والكوفة: {نقول} بالنون. وقرأ الباقون بالتحتية، واختار القراءة الأخيرة أبو عبيد لقوله: {قُلْ كفى بالله} وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة: {ويقال ذوقوا}.
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، والإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس في قوله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُواْ مِنْ قَبْلِهِ مِن كتاب وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ولا يكتب كان أمياً، وفي قوله: {بَلْ هُوَ ءايات بينات فِي صُدُورِ الذين أُوتُواْ العلم} قال: كان الله أنزل شأن محمد في التوراة والإنجيل لأهل العلم وعلمه لهم وجعله لهم آية فقال لهم: إن آية نبوّته أن يخرج حين يخرج ولا يعلم كتاباً ولا يخطه بيمينه، وهي الآيات البينات التي قال الله تعالى.
وأخرج البيهقي في سننه عن ابن مسعود في قوله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُواْ مِنْ قَبْلِهِ مِن كتاب} الآية قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ولا يكتب.
وأخرج الفريابي والدارمي، وأبو داود في مراسيله وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن جعدة قال: جاء أناس من المسلمين بكتب قد كتبوها فيها بعض ما سمعوه من اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بقوم حمقاً أو ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم» فنزلت: {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ} الآية.
وأخرجه الإسماعيلي في معجمه، وابن مردويه من طريق يحيى بن جعدة عن أبي هريرة، فذكره بمعناه.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف، والبيهقي في الشعب عن الزهري؛ أن حفصة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف، فجعلت تقرؤه والنبي صلى الله عليه وسلم يتلوّن وجهه فقال: «والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا نبيكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم».
وأخرج عبد الرزاق، وابن سعد وابن الضريس، والحاكم في الكنى، والبيهقي في الشعب عن عبد الله ابن الحارث الأنصاري قال: دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال: هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيراً شديداً لم أر مثله قط، فقال عبد الله بن الحارث لعمر: أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً، فسرّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم أنا حظكم من النبيين وأنتم حظكم من الأمم».
وأخرج نحوه عبد الرزاق والبيهقي من طريق أبي قلابة عن عمر.
وأخرج البيهقي وصححه عن عمر بن الخطاب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعلم التوراة فقال: «لا تتعلمها وآمن بها، وتعلموا ما أنزل إليكم وآمنوا به».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين} قال: جهنم هو هذا البحر الأخضر تنتثر الكواكب فيه وتكون فيه الشمس والقمر ثم يستوقد فيكون هو جهنم، وفي هذا نكارة شديدة، فإن الأحاديث الكثيرة الصحيحة ناطقة بأن جهنم موجودة مخلوقة على الصفات التي ورد بها الكتاب والسنة.

.تفسير الآيات (56- 69):

{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}
لما ذكر سبحانه حال الكفرة من أهل الكتاب ومن المشركين وجمعهم في الإنذار وجعلهم من أهل النار اشتدّ عنادهم، وزاد فسادهم، وسعوا في إيذاء المسلمين بكل وجه فقال الله سبحانه: {ياعبادي الذين آمنوا} أضافهم إليه بعد خطابه لهم تشريفاً وتكريماً، والذين آمنوا صفة موضحة أو مميزة {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} إن كنتم في ضيق بمكة من إظهار الإيمان، وفي مكايدة للكفار فاخرجوا منها لتتيسر لكم عبادتي وحدي وتتسهل عليكم. قال الزجاج: أمروا بالهجرة من الموضع الذي لا يمكنهم فيه عبادة الله، وكذلك يجب على من كان في بلد يعمل فيها بالمعاصي ولا يمكنه تغيير ذلك أن يهاجر إلى حيث يتهيأ له أن يعبد الله حق عبادته.
وقال مطرف بن الشخير: المعنى: إن رحمتي واسعة ورزقي لكم واسع، فابتغوه في الأرض. وقيل: المعنى: إن أرضي التي هي أرض الجنة واسعة فاعبدون حتى أورثكموها. وانتصاب {إياي} بفعل مضمر، أي فاعبدوا إياي. ثم خوّفهم سبحانه بالموت ليهون عليهم أمر الهجرة فقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} أي كل نفس من النفوس واجدة مرارة الموت لا محالة، فلا يصعب عليكم ترك الأوطان، ومفارقة الإخوان والخلان، ثم إلى الله المرجع بالموت والبعث لا إلى غيره، فكل حيّ في سفر إلى دار القرار وإن طال لبثه في هذه الدار.
{والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مّنَ الجنة غُرَفَاً} في هذا الترغيب إلى الهجرة، وأن جزاء من هاجر أن يكون في غرف الجنة، ومعنى {لنبوّئنهم}: لننزلنهم غرف الجنة، وهي علاليها: فانتصاب {غرفاً} على أنه المفعول الثاني على تضمين نبوئتهم معنى: ننزلنهم، أو على الظرفية مع عدم التضمين؛ لأن نبوئتهم لا يتعدّى إلاّ إلى مفعول واحد. وإما منصوب بنزع الخافض اتساعاً، أي في غرف الجنة، وهو مأخوذ من المباءة، وهي الإنزال. قرأ أبو عمرو ويعقوب والجحدري وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش وحمزة والكسائي وخلف: {يا عبادي} بإسكان الياء، وفتحها الباقون. وقرأ ابن عامر: {إن أرضي} بفتح الياء، وسكنها الباقون. وقرأ السلمي وأبو بكر عن عاصم: {يرجعون} بالتحتية، وقرأ الباقون بالفوقية. وقرأ ابن مسعود والأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي: {لنثوينهم} بالثاء المثلثة مكان الباء الموحدة، وقرأ الباقون بالباء الموحدة، ومعنى لنثوينهم بالمثلثة: لنعطينهم غرفاً يثوون فيها من الثوى وهو الإقامة. قال الزجاج، يقال: ثوى الرجل: إذا أقام، وأثويته: إذا أنزلته منزلاً يقيم فيه. قال الأخفش: لا تعجبني هذه القراءة، لأنك لا تقول: أثويته الدار، بل تقول: في الدار، وليس في الآية حرف جرّ في المفعول الثاني. قال أبو علي الفارسي: هو على إرادة حرف الجرّ، ثم حذف كما تقول: أمرتك الخير، أي بالخير.
ثم وصف سبحانه تلك الغرف فقال: {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} أي من تحت الغرف {خالدين فِيهَا} أي في الغرف لا يموتون أبداً، أو في الجنة، والأوّل أولى {نِعْمَ أَجْرُ العاملين} المخصوص بالمدح محذوف، أي نعم أجر العاملين أجرهم، والمعنى: العاملين للأعمال الصالحة. ثم وصف هؤلاء العاملين فقال: {الذين صَبَرُواْ} على مشاق التكليف، وعلى أذية المشركين لهم، ويجوز أن يكون منصوباً على المدح {وعلى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} أي يفوّضون أمورهم إليه في كل إقدام وإحجام.
ثم ذكر سبحانه ما يعين على الصبر والتوكل، وهو النظر في حال الدوابّ، فقال: {وَكَأَيّن مّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} قد تقدّم الكلام في كأين، وأن أصلها: أي، دخلت عليها كاف التشبيه، وصار فيها معنى: كم كما صرح به الخليل وسيبويه، وتقديرها عندهما كشيء كثير من العدد من دابة. وقيل: المعنى: وكم من دابة. ومعنى {لا تحمل رزقها}: لا تطيق حمل رزقها لضعفها، ولا تدّخره، وإنما يرزقها الله من فضله ويرزقكم؛ فكيف لا يتوكلون على الله مع قوّتهم وقدرتهم على أسباب العيش كتوكلها على الله مع ضعفها، وعجزها؟ قال الحسن: تأكل لوقتها، لا تدّخر شيئاً. قال مجاهد: يعني: الطير والبهائم تأكل بأفواهها، ولا تحمل شيئاً {وَهُوَ السميع} الذي يسمع كل مسموع {العليم} بكل معلوم. ثم إنه سبحانه ذكر حال المشركين من أهل مكة وغيرهم، وعجب السامع من كونهم يقرّون بأنه خالقهم ورازقهم ولا يوحدونه ويتركون عبادة غيره فقال: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض وَسَخَّرَ الشمس والقمر لَيَقُولُنَّ الله} أي خلقها، لا يقدرون على إنكار ذلك، ولا يتمكنون من جحوده {فأنى يُؤْفَكُونَ} أي فكيف يصرفون عن الإقرار بتفرّده بالإلهية؟ وأنه وحده لا شريك له، والاستفهام للإنكار والاستبعاد. ولما قال المشركون لبعض المؤمنين: لو كنتم على حق لم تكونوا فقراء دفع سبحانه ذلك بقوله: {الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} أي التوسيع في الرزق والتقتير له هو من الله الباسط القابض يبسطه لمن يشاء ويضيقه على من يشاء على حسب ما تقتضيه حكمته، وما يليق بحال عباده من القبض والبسط، ولهذا قال: {إِنَّ الله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ} يعلم ما فيه صلاح عباده وفسادهم.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ السماء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأرض مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ الله} أي نزّله، وأحيا به الأرض الله، يعترفون بذلك لا يجدون إلى إنكاره سبيلاً. ثم لما اعترفوا هذا الاعتراف في هذه الآيات، وهو يقتضي بطلان ما هم عليه من الشرك وعدم إفراد الله سبحانه بالعبادة، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يحمد الله على إقرارهم وعدم جحودهم مع تصلبهم في العناد، وتشدّدهم في ردّ كل ما جاء به رسول الله من التوحيد فقال: {قُلِ الحمد لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} أي احمد الله على أن جعل الحق معك، وأظهر حجتك عليهم، ثم ذمهم فقال: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} الأشياء التي يتعقلها العقلاء.
فلذلك لا يعملون بمقتضى ما اعترفوا به مما يستلزم بطلان ماهم عليه عند كل عاقل.
ثم أشار سبحانه إلى تحقير الدنيا وأنها من جنس اللعب واللهو، وأن الدار على الحقيقة هي دار الآخرة، فقال: {وَمَا هذه الحياة الدنيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ} من جنس ما يلهو به الصبيان ويلعبون به {وَإِنَّ الدار الآخرة لَهِيَ الحيوان}. قال ابن قتيبة وأبو عبيدة: إن الحيوان الحياة. قال الواحدي: وهو قول جميع المفسرين ذهبوا إلى أن معنى الحيوان: ههنا: الحياة، وأنه مصدر بمنزلة الحياة، فيكون كالنزوان والغليان ويكون التقدير: وإن الدار الآخرة لهي دار الحيوان، أو ذات الحيوان: أي: دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا ينغصها موت، ولا مرض، ولا همّ ولا غمّ {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} شيئاً من العلم لما آثروا عليها الدار الفانية المنغصة.
ثم بين سبحانه أنه ليس المانع لهم من الإيمان إلاّ مجرّد تأثير الحياة فقال: {فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الفلك دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} أي إذا انقطع رجاؤهم من الحياة وخافوا الغرق رجعوا إلى الفطرة، فدعوا الله وحده كائنين على صورة المخلصين له الدين بصدق نياتهم، وتركهم عند ذلك لدعاء الأصنام لعلمهم أنه لا يكشف هذه الشدّة العظيمة النازلة بهم غير الله سبحانه: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} أي فاجؤوا المعاودة إلى الشرك، ودعوا غير الله سبحانه. والركوب هو: الاستعلاء، وهو متعدّ بنفسه، وإنما عدّي بكلمة في للإشعار بأن المركوب في نفسه من قبيل الأمكنة، واللام في {لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءاتيناهم} وفي قوله: {وَلِيَتَمَتَّعُواْ} للتعليل، أي فاجؤوا الشرك بالله ليكفروا بنعمة الله وليتمتعوا بهما فهما في الفعلين لام كي، وقيل: هما لاما الأمر تهديداً ووعيداً، أي اكفروا بما أعطيناكم من النعمة وتمتعوا، ويدلّ على هذه القراءة قراءة أبيّ: {وتمتعوا} وهذا الاحتمال للأمرين إنما هو على قراءة أبي عمرو وابن عامر وعاصم وورش بكسر اللام، وأما على قراءة الجمهور بسكونها فلا خلاف أنها لام الأمر، وفي قوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} تهديد عظيم لهم، أي فسيعلمون عاقبة ذلك وما فيه من الوبال عليهم.
{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ءَامِناً} أي ألم ينظروا؟ يعني: كفار قريش أنا جعلنا حرمهم هذا حرماً آمناً يأمن فيه ساكنه من الغارة والقتل والسبي والنهب فصاروا في سلامة وعافية مما صار فيه غيره من العرب فإنهم في كل حين تطرقهم الغارات، وتجتاح أموالهم الغزاة، وتسفك دماءهم الجنود، وتستبيح حرمهم وأموالهم شطار العرب وشياطينها، وجملة: {وَيُتَخَطَّفُ الناس مِنْ حَوْلِهِمْ} في محل نصب على الحال، أي يختلسون من حولهم بالقتل والسبي والنهب.
والخطف: الأخذ بسرعة، وقد مضى تحقيق معناه في سورة القصص {أفبالباطل يُؤْمِنُونَ} وهو الشرك بعد ظهور حجة الله عليهم وإقرارهم بما يوجب التوحيد {وَبِنِعْمَةِ الله يَكْفُرُونَ} يجعلون كفرها مكان شكرها، وفي هذا الاستفهام من التقريع والتوبيخ ما لا يقادر قدره.
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} أي لا أحد أظلم منه، وهو من زعم أن لله شريكاً {أَوْ كَذَّبَ بالحق لَمَّا جَاءهُ} أي كذّب بالرسول الذي أرسل إليه والكتاب الذي أنزله على رسوله.
وقال السديّ: كذّب بالتوحيد، والظاهر شموله لما يصدق عليه أنه حق. ثم هدّد المكذبين وتوعدهم فقال: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى للكافرين} أي مكان يستقرّون فيه، والاستفهام للتقرير، والمعنى: أليس يستحقون الاستقرار فيها وقد فعلوا ما فعلوا؟ ثم لما ذكر حال المشركين الجاحدين للتوحيد الكافرين بنعم الله أردفه بحال عباده الصالحين، فقال: {والذين جاهدوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} أي جاهدوا في شأن الله لطلب مرضاته ورجاء ما عنده من الخير لنهدينهم سبلنا، أي الطريق الموصل إلينا. قال ابن عطية: هي مكية نزلت قبل فرض الجهاد العرفي، وإنما هو جهاد عامّ في دين الله وطلب مرضاته، وقيل: الآية هذه نزلت في العباد.
وقال إبراهيم بن أدهم: هي في الذين يعملون بما يعلمون {وَإِنَّ الله لَمَعَ المحسنين} بالنصر والعون، ومن كان معه لم يخذل، ودخلت لام التوكيد على مع بتأويل كونها اسماً، أو على أنها حرف ودخلت عليها لإفادة معنى الاستقرار كما تقول: إن زيداً لفي الدار، والبحث مقرّر في علم النحو.
قد أخرج ابن مردويه عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما نزلت هذه الآية {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} [الزمر: 30] قلت: يا ربّ أيموت الخلائق كلهم ويبقى الأنبياء؟ فنزلت: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}» وينظر كيف صحة هذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يسمع قول الله سبحانه: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} يعلم أنه ميت، وقد علم أن من قبله من الأنبياء قد ماتوا، وأنه خاتم الأنبياء، فكيف ينشأ عن هذه الآية ما سأل عنه عليّ رضي الله عنه من قوله: «أيموت الخلائق ويبقى الأنبياء»، فلعلّ هذه الرواية لا تصح مرفوعة ولا موقوفة.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر- قال السيوطي بسند ضعيف- عن ابن عمر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة، فجعل يلتقط التمر ويأكل، فقال لي: «مالك لا تأكل؟» قلت: لا أشتهيه يا رسول الله، قال: «لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاماً ولم أجده، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يحبون رزق سنتهم ويضعف اليقين» قال: فوالله ما برحنا، ولا رمنا حتى نزلت: {وَكَأَيّن مّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا} الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات، ألا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً، ولا أخبأ رزقاً لغد» وهذا الحديث فيه نكارة شديدة لمخالفته لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعطي نساءه قوت العام كما ثبت ذلك في كتب الحديث المعتبرة. وفي إسناده أبو العطوف الجوزي وهو ضعيف.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وَإِنَّ الدار الآخرة لَهِيَ الحيوان} قال: باقية.
وأخرج ابن أبي الدنيا، والبيهقي في الشعب عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عجباً كل العجب للمصدّق بدار الحيوان وهو يسعى لدار الغرور» وهو مرسل.