فصل: باب: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (19- 20)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض الباري شرح صحيح البخاري ***


باب‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏(‏19- 20‏)‏

تَشِيعُ‏:‏ تَظْهَرُ‏.‏ ‏{‏وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَى وَالْمَسَكِينَ وَالْمُهَجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏(‏22‏)‏‏.‏

وَلَقَدْ جاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم بَيتِي فَسَأَلَ عَنِّي خادِمَتِي فَقَالَتْ‏:‏ لاَ وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيهَا عَيباً، إِلاَّ أَنَّهَا كانَتْ تَرْقُدُ حتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ خَمِيرَهَا، أَوْ عَجِينَهَا، وانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ‏:‏ اصْدُقِي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلّم حَتَّى أَسْقَطَوا لَهَا بِهِ، فَقَالَتْ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيهَا إِلاَّ ما يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ، وَبَلَغَ الأَمْرُ إِلَى ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي قِيلَ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ سُبْحانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ ما كَشَفتُ كَنَفَ أُنْثى قَطُّ‏.‏ قالَتْ عائِشَةُ‏:‏ فَقُتِلَ شَهِيداً في سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏ قالَتْ‏:‏ وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي فَلَمْ يَزَالاَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم وَقَدْ صَلَّى العَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ وَقَدِ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ‏:‏ «أَمَّا بَعْدُ، يَا عائِشَةُ إِنْ كُنْتِ قارَفتِ سُوءًا، أَوْ ظَلَمْتِ، فَتُوبِي إِلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِهِ»‏.‏ قالَتْ‏:‏ وَقَدْ جاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَهيَ جالِسَةٌ بِالبَابِ، فَقُلتُ‏:‏ أَلاَ تَسْتَحِي مِنْ هذهِ المْرَأَةِ أَنْ تَذْكُرَ شَيئاً، فَوَعَظَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم فَالتَفَتُّ إِلَى أَبِي، فَقُلتُ‏:‏ أَجِبْهُ، قالَ‏:‏ فَمَاذَا أَقُولُ‏؟‏ فَالتَفَتُّ إِلَى أُمِّي، فَقُلتُ‏:‏ أَجِيبِيهِ، فَقَالَتْ‏:‏ أَقُولُ ماذَا‏؟‏ فَلَمَّا لَمْ يَجِيبَاهُ، تَشَهَّدْتُ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنيتُ عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قُلتُ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَواللَّهِ لَئِنْ قُلتُ لَكُمْ إِنِّي لَمْ أَفعَل، واللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَشْهَدُ إِنِّي

لَصَادِقَةٌ، ما ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُكُمْ، وَإِنْ قُلتُ‏:‏ إِنِّي فَعَلتُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَفعَل، لَتَقُولُنَّ قَدْ بَاءَتْ بِهِ عَلَى نَفسِهَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ ما أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً- وَالتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيهِ- إِلاَّ أَبَا يُوسُفَ حِينَ قالَ‏:‏ ‏{‏فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ‏}‏ ‏(‏يوسف‏:‏ 18‏)‏‏.‏ وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلّم مِنْ سَاعَتِهِ، فَسَكَتْنَا، فَرُفِعَ عَنْهُ وَإِنِّي لأَتَبيَّنُ السُّرُورَ في وَجْهِهِ، وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ وَيَقُولُ‏:‏ «أَبْشِرِي يَا عائِشَةُ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ»‏.‏ قالَتْ‏:‏ وَكُنْتُ أَشَدَّ ما كُنْتُ غَضَباً، فَقَالَ لِي أَبَوَايَ‏:‏ قُومِي إِلَيهِ، فَقُلتُ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ أَقُومُ إِلَيهِ وَلاَ أَحْمَدُهُ وَلاَ أَحْمَدُكُمَا، وَلكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلاَ غَيَّرْتُمُوهُ‏.‏

وَكانَتْ عائِشَةُ تَقُولُ‏:‏ أَمَّا زَينَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِدِينِهَا، فَلَمْ تَقُل إِلاَّ خَيراً، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ، وَكانَ الَّذِي يَتكَلَّمُ فِيهِ مِسْطَحٌ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَالمُنَافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيّ، وَهُوَ الَّذِي كانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ هُوَ وَحَمْنةُ، قالَتْ‏:‏ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لاَ يَنْفَعَ مِسْطَحاً بِنَافِعَةٍ أَبَداً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ‏}‏ إِلَى آخِرِ الآيَةِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ ‏{‏وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَى وَالْمَسَكِينَ‏}‏ يَعْنِي مِسْطَحاً، إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏(‏22‏)‏ حَتَّى قالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ بَلَى وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا، إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا، وَعَادَ لَهُ بِمَا كانَ يَصْنَعُ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ‏}‏ ‏(‏31‏)‏

4750- قوله‏:‏ ‏(‏والنِّساء سِوَاها كَثِيرٌ‏)‏، ولعل علياً تكلم بمثله، لمحاورة جرت بين فاطمة، وبين عائشة قبله‏.‏

4751- قوله‏:‏ ‏(‏لَما رُمِيَتْ عائشةُ‏)‏ أي قُذِفت‏.‏

4752- قوله‏:‏ ‏(‏إذ تَلِقُونَه‏)‏ مِن ولق، أي كذب‏.‏

4753- قوله‏:‏ ‏(‏أَخْشَى أن يُثْني عليَّ‏)‏ وكانت محتضرة، فكرهت الثناء في مِثْل هذا المقام‏.‏

4753- قوله‏:‏ ‏(‏مِن وُجُوه الناس‏)‏ أي له وجاهة عند الناس‏.‏

4753- قوله‏:‏ ‏(‏قالت‏:‏ بِخَيْرٍ إنِ اتَّقَيْتُ‏)‏ تعني أن خيريتها منوطَةٌ بالتقوى بالنصِّ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ينِسَآء النَّبِىّ‏}‏لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ النّسَآء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ والمراد منه عندي، إن كانت إحداكن ذا حظ اكرتم مين سى كوئى قسمت والى هوئى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كُنْت نَسْياً مَنْسيّاً‏)‏ وترجمة الشاه عبد القادر بهولى بسرى، ولا ترجمة لهذا التكرار غيرها، فلله دره‏.‏

سُورَةُ الفُرْقانِ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏هَبَآء مَّنثُوراً‏}‏ ‏(‏23‏)‏ ما تَسْفِي بِهِ الرِّيحُ‏.‏ ‏{‏مَدَّ الظّلَّ‏}‏ ‏(‏45‏)‏ ما بَينَ طُلوعِ الفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمسِ‏.‏ ‏{‏سَاكِناً‏}‏ ‏(‏45‏)‏ دَائِماً‏.‏ ‏{‏عَلَيْهِ دَلِيلاً‏}‏ ‏(‏45‏)‏ طُلُوعُ الشَّمْسِ‏.‏ ‏{‏خِلْفَةً‏}‏ ‏(‏62‏)‏ مَنْ فاتَهُ مِنَ اللَّيلِ عَمَلٌ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، أَوْ فاتَهُ بِالنَّهَارِ أَدْرَكَهُ بِاللَّيلِ‏.‏ وَقالَ الحَسَنُ‏:‏ ‏{‏هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوجِنَا‏}‏ ‏(‏74‏)‏‏:‏ في طَاعَةِ اللَّهِ، وَما شَيءٌ أَقَرَّ لِعَينِ المُؤْمِنِ أَنْ يَرَى حَبِيبَهُ في طَاعَةِ اللَّهِ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏ثُبُوراً‏}‏ ‏(‏13‏)‏ وَيلاً‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ السَّعِيرُ مُذَكَّرٌ، وَالتَّسَعُّرُ وَالاِضْطِرَامُ التَّوَقُّدُ الشَّدِيدُ‏.‏ ‏{‏تُمْلَى عَلَيْهِ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ تُقْرَأُ عَلَيهِ، مِنْ أَمْلَيتُ وَأَمْلَلتُ‏.‏ ‏{‏الرَّسّ‏}‏ ‏(‏38‏)‏ المَعْدِنُ، جَمْعُهُ رِسَاسٌ‏.‏ ‏{‏مَا يَعْبَؤُا‏}‏ ‏(‏77‏)‏ يُقَالُ‏:‏ مَا عَبَأْتُ بِهِ شَيئاً، لاَ يُعْتَدُّ بِهِ‏.‏ ‏{‏غَرَاماً‏}‏ ‏(‏65‏)‏ هَلاَكاً‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏وَعَتَوْاْ‏}‏ ‏(‏21‏)‏ طَغَوْا‏.‏

وَقالَ ابْنُ عُيَينَةَ‏:‏ ‏{‏عَاتِيَةٍ‏}‏ ‏(‏الحاقة‏:‏ 6‏)‏ عَتَتْ عَنِ الخُزَّانِ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وَجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّم

أُولئكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً‏}‏ ‏(‏34‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً‏}‏ ‏(‏68‏)‏ العُقُوبَة

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏يُضَعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيمَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً‏}‏ ‏(‏69‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَلِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدّلُ اللَّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً‏}‏ ‏(‏70‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً‏}‏ ‏(‏77‏)‏‏:‏ هَلَكَة

قوله‏:‏ ‏(‏عَتَت على الخُزَّان‏)‏ أي الملائكة الموكلون على الهواء‏.‏

4760- قوله‏:‏ ‏(‏قال‏:‏ يا نبيَّ اللَّهِ كيف يُحشر الكافرخ على وَجْهِه‏؟‏‏)‏ واعلم أن المتنورين الذين لا يؤمنون بآيات الله، وهم بهفوات أوروبا يؤمنون، قد استبعدوا مَنْطِق الأعضاء في المَحْشر، مع أن زعماءهم قد أقروا اليوم بسريان البصرِ في سائر الجسد، فلا يستبعد منهم أن يقروا بسريان النُّطق أيضاً، ولو بعد حين‏.‏

4764- قوله‏:‏ ‏(‏كانت هذه في الجاهليةِ‏)‏ يعني أنها فيمَن قَتَل في الجاهلية ثُم أسلم، وأما مَن قتل مُسلماً وهو مسلم فلا جزاء له إلاَّ جهنم‏.‏ وقد مرَّ أنه خِلافُ الجمهور، مع احتمال كونه سدّاً للذرائع عنده، كما يلوح من «الأَدب المفرد» للبخاري‏.‏

سُورَةُ الشُّعَرَاءِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏تَعْبَثُونَ‏}‏ ‏(‏128‏)‏ تَبْنُونَ‏.‏ ‏{‏هَضِيمٌ‏}‏ ‏(‏148‏)‏ يَتَفَتَّتُ إِذَا مُسَّ‏.‏ مُسَحَّرِينَ‏:‏ المَسْحُورِينَ‏.‏ ‏{‏لَيْكَةُ‏}‏ ‏(‏176‏)‏ وَالأَيكَةُ جَمْعُ أَيكَةٍ، وَهيَ جَمْعُ شَجَرٍ‏.‏ ‏{‏يَوْمِ الظُّلَّةِ‏}‏ ‏(‏189‏)‏ إِظْلاَلُ العَذَابِ إِيَّاهُمْ‏.‏ ‏{‏مَّوْزُونٍ‏}‏ ‏(‏الحجر‏:‏ 19‏)‏ مَعْلُومٍ‏.‏ ‏{‏كَالطَّوْدِ‏}‏ ‏(‏63‏)‏ الجَبَلِ‏.‏ وقَالَ غَيْرُهُ‏:‏ ‏{‏لَشِرْذِمَةٌ‏}‏ ‏(‏54‏)‏ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ‏.‏ ‏{‏فِى السَّجِدِينَ‏}‏ ‏(‏219‏)‏ المُصَلِّينَ‏.‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ‏}‏ ‏(‏129‏)‏ كَأَنَّكُمْ‏.‏ الرِّيعُ‏:‏ الأَيفَاعُ مِنَ الأَرْضِ، وَجَمْعُهُ رِيَعَةٌ وَأَرْيَاعٌ، وَاحِدُ الرِّيَعَةِ‏.‏ ‏{‏مَصَانِعَ‏}‏ ‏(‏129‏)‏ كُلُّ بِنَاءٍ فَهْوَ مَصْنَعَةٌ‏.‏ ‏{‏فَرِهِينَ‏}‏ ‏(‏149‏)‏ مَرِحِينَ، ‏{‏فارِهِينَ‏}‏ بِمَعْنَاهُ، وَيُقَالُ‏:‏ ‏{‏فارِهِينَ‏}‏ حاذِقِينَ‏.‏ ‏{‏تَعْثَوْاْ‏}‏ ‏(‏183‏)‏ أَشَدُّ الفَسَادِ، عاثَ يَعِيثُ عَيثاً‏.‏ ‏{‏وَالْجِبِلَّةَ‏}‏ ‏(‏184‏)‏ الخَلقُ، جُبِلَ خُلِقَ، وَمِنْهُ جُبُلاً وَجِبِلاً وَجَبْلاً يَعْنِي الخَلقَ‏.‏ قالَهُ ابنُ عَبَّاسٍ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏هَضِيمٌ‏}‏ يتفتت إِذا مُسَّ‏)‏ وه كهاس جو جهو نيسى بهر جاوى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏الأَيْكة جَمْعُ أيْكَة‏)‏ هي شجرةٌ يقال للواحدةِ‏:‏ أَيْكة، وللأشجار الكثيرة ‏{‏الاْيْكَةِ‏}‏، فبيّن مفرده، وجَمعه فرق باللاَّم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابنُ عباس‏:‏ ‏{‏لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ‏}‏ كأَنَّكُم‏)‏ إشارةٌ إلى الجواب عن الإِشكال المشهور، أن التمنِّي والترجِّي محالٌ في جنابه تعالى‏.‏ فما معنى ألفاظ الترجِّي، ونحوه‏؟‏ فأجاب عنه أنه في القرآن بمعنى كأَنَّكُم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏بقاع‏)‏ يكسار ميدان مستوى من الأرض‏.‏

4768- قوله‏:‏ ‏(‏رَأى أباه‏)‏ أي آذر، وذهب جماعة إلى أنه عَمُّه‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَلاَ تُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ‏}‏ ‏(‏87‏)‏

قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ‏}‏ ‏(‏214- 215‏)‏ أَلِنْ جانِبَكَ‏.‏

قيل‏:‏ إنَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام كيف تقدم إلى الشفاعة، مع علمه أن لا شفاعة في الكافر‏؟‏ قلتُ‏:‏ وقد ثبت عندي أنَّ الشفاعة تنفعُ في الكفَّار أيضاً، غير أنها لا تفيد النجاة وإنْ أفادت تخفيفاً في العذاب‏.‏ وحينئذٍ جاز له أن يشفع لأبيه، كما أن أبا طالب يُخفّف له في العذاب ببرِكةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم فيجعل في ضَحْضَاح من النار‏.‏ واختار الشيخ الأكبر أنَّ أَهْلَ النار يصيرون ناريّي الطَّبْعت، بعد مدد يَعْلَمُها الله تعالى، فلا يبقى لهم بالعذاب حِسٌّ ولا ألم، وهو معنى قوله‏:‏ «سبقت رحمتي غضبي»‏.‏ وقد أجبنا عنه في غَيْر واحد من المواضع، من تقريرنا هذا‏.‏

سُورَة النَّمْلِ

‏{‏الْخَبْء‏}‏ ‏(‏25‏)‏ ما خَبَأْتَ، ‏{‏لاَّ قِبَلَ‏}‏ ‏(‏37‏)‏ لاَ طَاقَةَ‏.‏ ‏{‏الصَّرْحَ‏}‏ ‏(‏44‏)‏ كُلُّ مِلاَطٍ اتُّخِذَ مِنَ القَوَارِيرِ، وَالصَّرْحُ‏:‏ القَصْرُ، وَجَمَاعَتُهُ صُرُوحٌ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏(‏23‏)‏ سَرِيرٌ كَرِيمٌ، حُسْنُ الصَّنْعَةِ وَغَلاَءُ الثَّمَنِ‏.‏ ‏{‏مُسْلِمَيْنِ‏}‏ ‏(‏38‏)‏ طَائِعِينَ‏.‏ ‏{‏رَدِفَ‏}‏ ‏(‏72‏)‏ اقْتَرَبَ‏.‏ ‏{‏جَامِدَةً‏}‏ ‏(‏88‏)‏ قائِمَةً‏.‏ ‏{‏أَوْزِعْنِى‏}‏ ‏(‏19‏)‏ اجْعَلنِي‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏نَكّرُواْ‏}‏ ‏(‏41‏)‏ غَيِّرُوا‏.‏ ‏{‏وَأُوتِينَا الْعِلْمَ‏}‏ ‏(‏42‏)‏ يَقُولُهُ سُلَيمانُ‏.‏ الصَّرْحُ بِرْكَةُ ماءٍ، ضَرَبَ عَلَيهَا سُلَيمانُ قَوَارِيرَ، أَلبَسَهَا إِيَّاهُ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مِلاطٌ‏)‏ بخته فرش‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والصرح بِرْكَة‏)‏ أي حَوْض‏.‏

سُورَةُ القَصَصِ

‏{‏كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ‏}‏ ‏(‏88‏)‏ إِلاَّ مُلكَهُ، وَيُقَالُ‏:‏ إِلاَّ ما أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏الاْنبَآء‏}‏ ‏(‏66‏)‏ الحُجَجُ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآء‏}‏ ‏(‏56‏)‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏أُوْلِى الْقُوَّةِ‏}‏ ‏(‏76‏)‏ لاَ يَرْفَعُهَا، العُصْبَةُ مِنَ الرِّجالِ‏.‏ ‏{‏لَتَنُوأُ‏}‏ ‏(‏76‏)‏ لَتُثْقِلُ‏.‏ ‏{‏فَارِغاً‏}‏ ‏(‏10‏)‏ إِلاَّ مِنْ ذِكْرِ مُوسى‏.‏ ‏{‏الْفَرِحِينَ‏}‏ ‏(‏76‏)‏ المَرِحِينَ، ‏{‏قُصّيهِ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ‏:‏ أَنْ يَقُصَّ الكَلاَمَ ‏{‏نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ‏}‏ ‏(‏يوسف‏:‏ 3‏)‏‏.‏ ‏{‏عَن جُنُبٍ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ عَنْ بُعْدٍ، عَنْ جَنَابَةٍ وَاحِدٌ، وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيضاً‏.‏ ‏{‏يَبْطِشَ‏}‏ ‏(‏19‏)‏ وَيَبْطُشُ‏.‏ ‏{‏يَأْتَمِرُونَ‏}‏ ‏(‏20‏)‏ يَتَشَاوَرُونَ‏.‏ العُدْوَانُ وَالعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏ءانَسَ‏}‏ ‏(‏29‏)‏ أَبْصَرَ‏.‏ الجِذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيسَ فِيهَا لَهَبٌ، وَالشِّهَابُ فِيهِ لَهَبٌ، وَالحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ‏:‏ الجَانُّ، وَالأَفاعِي، وَالأَسَاوِدُ‏.‏ ‏{‏رِدْأً‏}‏ مُعِيناً، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏يُصَدّقُنِى‏}‏ ‏(‏34‏)‏‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏سَنَشُدُّ‏}‏ ‏(‏35‏)‏ سنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيئاً فَقَدْ جَعَلت لَهُ عَضُداً‏.‏ مَقْبُوحِينَ‏:‏ مُهْلَكِينَ‏.‏ ‏{‏وَصَّلْنَا‏}‏ ‏(‏51‏)‏ بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ‏.‏ ‏{‏يُجْبَى‏}‏ ‏(‏57‏)‏ يُجْلَبُ‏.‏ ‏{‏بَطِرَتْ‏}‏ ‏(‏58‏)‏ أَشِرَتْ‏.‏ ‏{‏فِى أُمّهَا رَسُولاً‏}‏ ‏(‏59‏)‏ أُمُّ القُرَى مَكَّةُ وَما حَوْلَهَا‏.‏ ‏{‏تَكُنْ‏}‏ ‏(‏69‏)‏ تُخْفِي، أَكْنَنْتُ الشَّيءَ أَخْفَيتُهُ، وَكَنَنْتُهُ أَخْفَيتُهُ وَأَظْهَرْتُهُ‏.‏ ‏{‏وَيْكَأَنَّ اللَّهَ‏}‏ ‏(‏82‏)‏ مِثْلُ‏:‏ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ‏:‏ يُوَسِّعُ عَلَيهِ، وَيُضَيِّقُ عَلَيهِ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءانَ‏}‏ الآيَةَ ‏(‏85‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏قُصّيهِ‏}‏ اتَّبِعي أَثَرَه، وقد يكون‏:‏ أَنْ يقُصَّ الكلام‏)‏ يعني قد يكون بمعنى القِصَّة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏وَيْكأنَّ ا‏}‏ مِثل‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَ أَنَّآ‏}‏‏)‏ قيل‏:‏ إن «ويكأن» أَصْلُه‏:‏ وَي، وكَأنَّ، وقيل‏:‏ وَيْكَ، وأنّ‏.‏

سُورَةُ العَنْكَبُوتِ

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ‏}‏ ‏(‏38‏)‏ ضَلَلَةً‏.‏ وقَالَ غَيْرُهُ‏:‏ الحَيَوَانُ والحَيُّ واحدٌ‏.‏ ‏{‏وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ عَلِمَ اللَّهُ ذلِكَ، إِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ فَلَيَمِيزُ اللَّهُ، كَقَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ‏}‏ ‏(‏الأنفال‏:‏ 37‏)‏‏.‏ ‏{‏وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ أَوْزَاراً مَعَ أَوْزَارِهِمْ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏مُسْتَبْصِرِينَ‏}‏ ضلالة‏)‏ والضلالة ليست تفسيراً له، وإنما ذكرها مناسباً لما في الأول‏.‏

سُورَةُ الللهملله غُلِبَتِ الرُّومُ

‏{‏فَلاَ يَرْبُواْ‏}‏ ‏(‏39‏)‏‏:‏ مَنْ أَعْطَى يَبْتَغِي أَفضَلَ فَلاَ أَجْرَ لَهُ فِيهَا‏.‏ قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏يُحْبَرُونَ‏}‏ ‏(‏15‏)‏ يُنَعَّمُونَ، ‏{‏يَمْهَدُونَ‏}‏ ‏(‏44‏)‏ يُسَوُّونَ المَضَاجِعَ‏.‏ ‏{‏الْوَدْقَ‏}‏ ‏(‏48‏)‏ المَطَرُ‏.‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏هَل لَكُمْ مِمَّا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ‏}‏ ‏(‏28‏)‏ في الآلِهَةِ، وَفِيهِ‏.‏ ‏{‏تَخَافُونَهُمْ‏}‏ ‏(‏28‏)‏ أَنْ يَرِثُوكُمْ كما يَرِثُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً‏.‏ ‏{‏يُصَدَّعُونَ‏}‏ ‏(‏43‏)‏ يَتَفَرَّقُونَ‏.‏ ‏{‏فَاصْدَعْ‏}‏ ‏(‏الحجر‏:‏ 94‏)‏‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏ضَعْفٍ‏}‏ ‏(‏54‏)‏ وَضَعْفٌ لُغَتَانِ‏.‏ وَقالَ مُجَاهَدٌ‏:‏ ‏{‏السُّوءى‏}‏ ‏(‏10‏)‏ الإِسَاءَةُ جَزَاءُ المُسِيئِينَ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ‏}‏ ‏(‏30‏)‏ لِدِينِ اللَّه

خَلقُ الأَوَّلِينَ‏:‏ دِينُ الأَوَّلِينَ، وَالفِطْرَةُ الإِسْلاَمُ‏.‏

سُورَةُ لُقْمَانَ

‏{‏لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏(‏13‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ‏}‏ ‏(‏34‏)‏

وقد أخذ المصنِّفُ الفِطْرة بمعنى الإِسلام، وقد مَرَّ ما هو الصوابُ عندنا‏.‏

فائدة

مشهور أن الحافظ ابن تيمية لم يكن حاذقاً في النحو‏.‏ ورحل إليه أبو حيان، حتى إذا بلغه بعد ضَرْب الأكباد، سأله عن بعض مسائل النحو، واستشهد له بكلام سيبويهٍ، فقال له ابنُ تيمية‏:‏ إن سيبويهٍ قد سها في سبعةَ عشرَ مَوْضعاً، فغضب عليه أبو حَيّان، وقام من مَجْلسه‏.‏ ثم لم يزل بعد ذلك يَهْجُوه‏.‏

سُورَةُ تَنْزِيل السَّجْدَةِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏مَهِينٌ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ ضَعِيفٍ‏:‏ نُطْفَةُ الرَّجُلِ‏.‏ ‏{‏ضَلَلْنَا‏}‏ ‏(‏10‏)‏ هَلَكْنَا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم‏}‏ ‏(‏17‏)‏

وَحَدَّثَنَا سُفيَانُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قالَ‏:‏ قالَ اللَّهُ، مِثْلَه، قِيلَ لِسُفيَانَ‏:‏ رِوَايَةً‏؟‏ قالَ‏:‏ فَأَيُّ شَيءٍ‏.‏ قالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ‏:‏ قَرَأَ أَبُو هُرَيرَةَ‏:‏ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ‏}‏‏)‏ آنكهو نكى تهندك‏.‏

4780- قوله‏:‏ ‏(‏بِلْه‏)‏ بمعنى غير، يستعمل في الاستثناء المُنْقَطِع، كما في «المُغْني»‏.‏

سُورَةُ الأَحْزَابِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏صَيَاصِيهِمْ‏}‏ ‏(‏26‏)‏ قُصُورِهِمْ‏.‏ ‏{‏النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏}‏‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏ادْعُوهُمْ لاِبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ‏}‏ ‏(‏5‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً‏}‏ ‏(‏23‏)‏

‏{‏نَحْبَهُ‏}‏‏:‏ عَهْدَهُ‏.‏ ‏{‏أَقْطَارِهَا‏}‏ ‏(‏14‏)‏ جَوَانِبُهَا‏.‏ ‏{‏الفِتْنَةَ لأَتَوْهَا‏}‏ ‏(‏14‏)‏ لأَعْطَوْهَا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏قُل لاْزْوجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتّعْكُنَّ وَأُسَرّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً‏}‏ ‏(‏28‏)‏

وقَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ التَّبَرُّجُ‏:‏ أَنْ تُخْرِجَ مَحَاسِنَهَا‏.‏

‏{‏سُنَّةَ اللَّهِ‏}‏ ‏(‏62‏)‏ اسْتَنَّهَا‏:‏ جَعَلَهَا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الاْخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً‏}‏ ‏(‏29‏)‏

وَقالَ قَتَادَةُ‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءايَتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ‏}‏ ‏(‏34‏)‏ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ‏.‏

تَابَعَهُ مُوسىبْنُ أَعْيَنَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ‏.‏ وَقالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَبُو سُفيَانَ المَعْمَرِيُّ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَتُخْفِى فِى نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَهُ‏}‏ ‏(‏37‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏تُرْجِى مَن تَشَآء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِى إِلَيْكَ مَن تَشَآء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ‏}‏ ‏(‏51‏)‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏تُرْجِى‏}‏ تُؤَخِّرُ، ‏{‏أَرْجِهْ‏}‏ ‏(‏الأعراف‏:‏ 111‏)‏ ‏(‏الشعراء‏:‏ 36‏)‏ أَخِّرْهُ‏.‏

تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ‏:‏ سَمِعَ عاصِماً‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِىّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَظِرِينَ إِنَهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النَّبِىّ فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْىِ مِنَ الْحَقّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَعاً فَاسْئَلُوهُنَّ مِن وَرَآء حِجَابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً‏}‏ ‏(‏53‏)‏

يُقَالُ‏:‏ إِنَاهُ‏:‏ إِدْرَاكُهُ، أَنَى يَأْنِي أَنَاةً‏.‏

‏{‏لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً‏}‏ ‏(‏63‏)‏‏:‏ إِذَا وَصَفتَ صِفَةَ المُؤَنَّثِ قُلتَ‏:‏ قَرِيبَةً، وَإِذَا جَعَلتَهُ ظَرْفاً وَبَدَلاً، وَلَمْ تُرِدِ الصِّفَةَ، نَزَعْتَ الهَاءَ مِنَ المُؤَنَّثِ، وَكَذلِكَ لَفظُهَا في الوَاحِدِ والاِثْنينِ وَالجَمِيعِ، لِلذَّكَرِ وَالأُنْثى‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى ءابَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْونِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآء إِخْونِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآء أَخَوتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلّ شَىْء شَهِيداً‏}‏ ‏(‏54- 55‏)‏

واعلم أنَّ القِصَص المنقولةَ فيه كُلُّها أباطيلُ وتُرَّهَات‏.‏ والذي صحَّ عندنا من خبره أنه كان بين زيدٍ، وزينب منافرة، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُحِب أن يُمْسِكها وينصحه بذلك، وينهاه عن فِراقها، وكان يُضْمِر في نفسه أنه إن أسمعه ما يكره، فإِنه يتزوَّجُها بنفسه، وذلك لأنَّ زيداً كان مطعوناً في نَسَبه، وكانت زينبُ فيهم ذاتَ نَسَب، وإنما رضيت بالتزوُّجِ منه لِوَجْه النبيِّ صلى الله عليه وسلّم فقط، فلما أزمع زيدٌ على أن يطلِّقها، تحدَّثت نَفْسه أن يُكْرِمها بتزوُّجها جَبْراً لهذا الإِيحاش والهوان‏.‏ وكان في تزوُّج النبيِّ صلى الله عليه وسلّم إياها تلافياً لما صدر منه على أتم وجه‏.‏ غير أن تزوُّجَ امرأةِ المُتَبَنَّى كان عندهم شَيْناً، فأراد الله سبحانه أن لا يبقى في أزواج أدعيائهم حَرَج، فأنكحه إياها بعد طلاقِها، وليس فيه شيء يخالِفُ شَأنه وقُدْسه‏.‏

ونظيرُه أنه تلا آيَة التخيير على عائشةَ، وكان يحب في نَفْسه أن لا تختار إلاَّ نَفْسه المباركة والدار الآخرة، ولا تَرْكن إلى الدنيا، فتلا آيةَ التخيير في الظاهر، وأضمر أن تُؤثر نَفْسه والدار الآخِرة، فكذلك ههنا، كان يصرُّ عليه أن يُمْسِكها مع التطلُّع إلى سبيلٍ يَسْكُن به خاطِرْها إنْ جفا عليها وفارقِها‏.‏ وهذا الذي قاله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏وتُخْفى في نَفْسك ما اللَّهُ مُبْدِيه‏}‏ فأيّ شيء أبداه بعده غير أمْر النكاح‏.‏ فهذه هي القِصَّة، ثُم زيدت عليها مئة كذبة، فجاءت كما ترى تَقْشَعِر منها الجلود‏.‏ وراجع «الكمالين- الحاشية للجلالين »‏.‏

وقد مر معنا أن في أَنْكِحةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم كلّها سراً من أسرار رَبّانية، كما رأيت في نِكاح زينبَ، فإِنَّه عُلِم منه جوازُ النِّكاح من حليلةِ المُتبنَّى بعد الطلاق، وكان العربُ يتحرَّجون عنه، فلولا ذلك لبقي هذا الحَرَجُ في الدِّين‏.‏ ولما كان أكثرُ تعليماتِ الأنبياء عليهم السلام عَملاً لا قولاً فقط، قدر أن يطلِّقها زيدٌ، ثُم ينكحها النبيُّ صلى الله عليه وسلّم ولم يكتف ببيانِ المسألة فقط‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إِنَاهُ‏:‏ إدْرَاكُهُ‏)‏ جيز بك كئى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏صَدَقُواْ مَا عَهَدُواْ اللَّهَ‏)‏ ثابت قدم رهى اور شهيد هو كئى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قريباً‏)‏ الفعيل إن كان نعتاً ففيه فَرْقٌ بين المؤنث والمُذكَّر، وإن كان ظَرْفاً أو بدلاً فلا فرق بينهما، أما إذا كان ظَرْفاً فظاهِرٌ، فإِنَّ التذكير والتأنيث في الظرف سواء‏.‏ وأما قوله‏:‏ «أو بدلاً»، فهو أيضاً بمعنى الظَّرف، وإلاَّ فهو مُضِرّ، وإنّما نقله المصنِّف من كتاب أبي عُبيدة فقط‏.‏

4791- قوله‏:‏ ‏(‏كَأَنَّه يتهيَّأُ للقِيَام‏)‏ وهذه توريةٌ فِعلاً، كالأُحْجِية، فإِنها قد تكونُ قوليةً، وهي مشهورةٌ، وقد تكون فعليةً، وفيها حكاية الجامي، وخسرو‏:‏ كان الأميرُ خسرو مشهوراً في ضَرْب الأحاجي، فجاء رجلٌ من عنده إلى الجامي، فسأله‏:‏ هل عندك شيءٌ من أَحَاجي خسرو‏؟‏ قال‏:‏ مِن أي نوع تريد، فعلية أم قولية‏؟‏ ولم يكن الجامي سمع الفِعلية قَبْله‏.‏ فقال له‏:‏ الفعلية‏.‏ فقام الرجل، ثُم صار شِبْه الراكِع، ثُم نفض لحيتَه‏.‏ فتبسَّم الجامي، وقال‏:‏ تريدُ إدريسُ‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ وحَلُّها أن قيامَه كان إشارةً إلى الألف، ثُم الرُّكوعَ إلى الدال، ثُم نَفْض اللِّحيةِ إلى ريس‏.‏ وذلك لأنَّ اللِّحية يقال لها بالفارسية‏:‏ «ريش»، فأشار بالنَّفْض إلى حَذْف نقطها، فبقي ريس‏.‏

4793- قوله‏:‏ ‏(‏فَتَقَرَّى‏)‏ هرايك كى حجره كى سامنى كئى‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً‏}‏ ‏(‏56‏)‏

قالَ أَبُو العَالِيَةِ‏:‏ صَلاَةُ اللَّهِ‏:‏ ثَنَاؤُهُ عَلَيهِ عِنْدَ المَلاَئِكَةِ، وَصَلاَةُ المَلاَئِكَةِ‏:‏ الدُّعاءُ‏.‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ يُصَلُّونَ‏:‏ يُبَرِّكُونَ‏.‏ ‏{‏لَنُغْرِيَنَّكَ‏}‏ ‏(‏60‏)‏ لَنُسَلِّطَنَّكَ‏.‏

قالَ أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيثِ‏:‏ «عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ محَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ»‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ ءاذَوْاْ مُوسَى‏}‏ ‏(‏69‏)‏

والمرادُ منه عندنا الإِناثُ دون الذُّكُور‏.‏ وفي أثر‏:‏ «لا يغرنَّكم- سورة النور- فإنها في الإِناث، دون الذكور»‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كما صَلَّيت على آل إبراهيم‏)‏ واعلم أنَّ العلماء قد تكلَّموا في هذا التشبيه، فإِن المُشبَّهَ به يجب أن يكون أَقْوى، فيلزم كونُه عليه الصلاة والسلام أَسْبَقَ وأَحقَّ بالصلاة من النبيِّ صلى الله عليه وسلّم والجواب أن فيه اقتباساً من القرآن، وقد صلَّى الملائكةُ ههنا على إبراهيم عليه السلام بتلك الصيغةِ، فاقتبسه الحديثُ منه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏رَحْمتُ اللَّهِ وبَرَكاتُه عليكم أهلَ البيتِ إنّه حميدٌ مجيدٌ‏}‏ ‏(‏هود‏:‏ 73‏)‏‏.‏

سُورَةُ سَبَأ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏لاَ يَعْزُبُ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ لاَ يَغِيبُ‏.‏ ‏{‏الْعَرِمِ‏}‏ ‏(‏16‏)‏ السَّدُّ، ماءٌ أَحْمَرُ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ في السَّدِّ، فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ، وَحَفَرَ الوَادِيَ، فَارْتَفَعَتَا عَنِ الجَنْبَينِ، وَغابَ عَنْهُمَا المَاءُ فَيَبِسَتَا، وَلَمْ يَكُنِ المَاءُ الأَحْمَرُ مِنَ السَّدِّ، وَلكِنْ كانَ عَذَاباً أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَيهِمْ مِنْ حَيثُ شَاءَ‏.‏

وَقالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ‏:‏ ‏{‏الْعَرِمِ‏}‏ المُسَنَّاةُ بِلَحْنِ أَهْلِ اليَمَنِ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ العَرِمُ الوَادِي‏.‏ السَّابِغَاتُ‏:‏ الدُّرُوعُ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏يُجَازَى‏}‏ ‏(‏17‏)‏ يُعَاقَبُ‏.‏ ‏{‏أَعِظُكُمْ بِوحِدَةٍ‏}‏ ‏(‏46‏)‏ بطَاعَةِ اللَّهِ‏.‏ ‏{‏مَثْنَى وَفُرَادَى‏}‏ ‏(‏46‏)‏ وَاحِدٌ وَاثْنَينِ‏.‏ ‏{‏التَّنَاوُشُ‏}‏ ‏(‏52‏)‏ الرَّدُّ مِنَ الآخِرَةِ إِلَى الدُّنْيَا‏.‏ ‏{‏وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ‏}‏ ‏(‏54‏)‏ مِنْ مالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ‏.‏ ‏{‏بِأَشْيَعِهِم‏}‏ ‏(‏54‏)‏ بِأَمْثَالِهِمْ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏كَالْجَوَابِ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ كالجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ، الخَمْطُ‏:‏ الأَرَاكُ‏.‏ وَالأَثَلُ‏:‏ الطَّرْفاءُ‏.‏ ‏{‏الْعَرِمِ‏}‏ ‏(‏16‏)‏ الشَّدِيدُ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذَا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّقَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ‏}‏ ‏(‏23‏)‏

باب‏:‏ ‏:‏ ‏{‏إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ‏}‏ ‏(‏46‏)‏

سُورَةُ المَلاَئِكَةِ ‏(‏فَاطِر‏)‏

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ القِطْمِيرُ‏:‏ لِفَافَةُ النَّوَاةِ‏.‏ ‏{‏مُثْقَلَةٌ‏}‏ ‏(‏18‏)‏ مُثَقَّلَةٌ‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏الْحَرُورُ‏}‏ ‏(‏21‏)‏ بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ، وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ الحَرُورُ‏:‏ بِاللَّيلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ‏.‏ ‏{‏وَغَرَابِيبُ سُودٌ‏}‏ ‏(‏27‏)‏ أَشَدُّ سَوَادٍ الغِرْبِيبُ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مُعَاجِزين مُغَالبين‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ يريدُ توجِيهَ المفاعلةِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏العَرِم‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ دها نكين رهكئين أور صلى الله عليه وسلّم نى نكل كيا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏الْعَرِمِ‏}‏ المُسنَّاة، بِلَحْن أهْلِ اليمن‏)‏، يعني‏:‏ لغة أهل يمن مين صلى الله عليه وسلّم نى كى بند كو كهتى هين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏كَالْجَوَابِ‏}‏ كالجوبة مِن الأَرْض‏)‏ زمين كهليان كيطرح‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏الخَمْط‏)‏ بيلو‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أَثَل‏)‏ جهاؤ‏.‏

سُورَةُ يس

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏فَعَزَّزْنَا‏}‏ ‏(‏14‏)‏ شَدَّدْنَا‏.‏ ‏{‏يحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ‏}‏ ‏(‏30‏)‏ كانَ حَسْرَةً عَلَيهِمُ اسْتِهْزَاؤُهُمْ بِالرُّسُلِ‏.‏ ‏{‏أَن تدْرِكَ القَمَرَ‏}‏ ‏(‏40‏)‏‏:‏ لاَ يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِما ضَوْءَ الآخَرِ، وَلاَ يَنْبَغِي لَهُمَا ذلِكَ‏.‏ ‏{‏سَابِقُ النَّهَارِ‏}‏ ‏(‏40‏)‏ يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَينِ‏.‏ ‏{‏نَسْلَخُ‏}‏ ‏(‏37‏)‏ نُخْرِجُ أَحَدَهُما مِنَ الآخَرِ، وَيَجْرِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا‏.‏ ‏{‏مّن مِّثْلِهِ‏}‏ ‏(‏42‏)‏ مِنَ الأَنْعَامِ‏.‏ ‏{‏فَكِهُونَ‏}‏ ‏(‏55‏)‏ مُعْجَبُونَ‏.‏ ‏{‏جُندٌ مٌّحْضَرُونَ‏}‏ ‏(‏75‏)‏ عِنْدَ الحِسَابِ‏.‏ وَيُذْكَرُ عَنْ عِكْرِمَةَ‏:‏ ‏{‏الْمَشْحُونِ‏}‏ ‏(‏41‏)‏ المُوقَرُ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏طَائِرُكُمْ‏}‏ ‏(‏19‏)‏ مَصَائِبُكُمْ‏.‏ ‏{‏يَنسِلُونَ‏}‏ ‏(‏51‏)‏ يَخْرُجُونَ‏.‏ ‏{‏مَّرْقَدِنَا‏}‏ ‏(‏52‏)‏ مَخْرَجِنَا‏.‏ ‏{‏أَحْصَيْنَهُ‏}‏ ‏(‏12‏)‏ حَفِظْنَاهُ‏.‏ ‏{‏مَكَنَتِهِمْ‏}‏ ‏(‏67‏)‏ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ لَهَا ذلِكَ تَقْدِير

العَزِيزِ العَلِيمِ‏}‏ ‏(‏38‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏يحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ‏}‏ كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرُّسُل‏)‏ يريد دَفْع توهُّم- عسى أن يتوهم- أن حرفَ النداء يدلُّ على نداء الله تعالى الحسرةَ، ولا معنى له‏.‏ فأجاب أن الحسرةَ إنما هي على العباد، وقد تقدّم معنا أن حرف النداء لم يُوضع للإِقبال عليه في لغة العرب‏.‏ نَبَّه عليه ابنُ الحاجب في «الكافية»‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏المُوقَرُ‏)‏ لدى هوئى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا‏}‏‏)‏ قيل‏:‏ إنَّ الكُفَّار في العذاب، فأين المَرْقَد‏؟‏ والجواب‏:‏ أن الأرواح يُصْعَقن بعد النَّفخ أربعينَ سنةً، ثُم يفقن بعد نفخةِ الإِحياء، فذلك قولهم‏:‏ ‏{‏مَنْ بعثنا مِن مرقنا‏}‏، وهكذا عند البخاري عن أبي هريرة‏:‏ في باب قوله‏:‏ ‏{‏وَنُفِخَ فِى الصُّورِ‏}‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والشمس تجري لمستقر لها‏)‏ واعلم أنَّ قدماءَ الفرسفة ذهبوا إلى أنَّ الفَلَك متحركٌ، والأَرْضَ ساكنةٌ‏.‏ وتحقق الآن بعد المشاهداتِ بالآلات، أن المتحرِّك هو الأَرْضُ، وأن السياراتِ سوابحُ في الجوِّ، وأن الشمسَ متحرِّكةٌ بِمِحْورِها، لا تزول عنها من الشرق إلى الغرب، كما ترى في المرئي، وإنما تتراءى متحركةً من أجل حركةِ الأرض‏.‏ واستدلوا عليها أنَّ في الشمس غبشات، ومشاعيل‏.‏ وتلك الغبشات نشاهِدُها تارةً بمرأَى منا، ثُم تذهب وتختفي عنا حتى تغيب‏.‏ ثُم تبدو كذلك بعد زمان‏.‏ فليس ذلك إلاَّ لحرَكَتِها على محورها، فإِذا قابلتنا تلك الغبشات منها، رأيناها، وإذا استدبرت اختفت عنا‏.‏

ثُم إنهم سَمُّوا الكلف في الشمس بالغبشات، والحصة المستنيرة بالمشاعيل، وكان الفلاسفةُ في القديم أيضاً قد شاهدوا الكلف في الشمس، إلا أنه لم يكن تَحقَّق لهم أنه ما هو‏؟‏ والآن تحقَّق أنها حفرات في عمقِ آلاف فراسخ، فطاح ما كانوا يَدَّعون في القديم من استحالة الخرق والالتئام في الأجسام الأثيرية، ولو كان اليوم هؤلاء أحياءً لشاهدوه أيضاً، ولكنهم كفروا بآيات الله، واتبعوا أهواءهم، فهم اليوم في الوَيْل والثُّبور‏.‏

ثُم إنَّ أَهْلَ الفلسفةِ الجديدة زعموا أن للشمس حركةً أُخْرى، وهي أنها مع نظامها ذاهبةٌ إلى جهةِ الفَوْق، ولكنها لم تتحقَّق عندهم بعد‏.‏ وأما الأُولى- وهي الحركة المحورية- فقد اتفقوا عليها‏.‏

قلتُ‏:‏ والذي لا نَشُكّ فيه أن الشمسَ في مشاهدتنا هي المتحركة، أما إن تلك المشاهدة لأجل حركة الأرض لشيء آخَر، فلا نبحثُ عنه الآن، ولكنا نتكلم أَوّلاً على أن الذي ثبت في مشاهدة ومضت لهم على تلك دهور، حتى إنه لم يبق منهم أَحَدٌ إلاّ وهو يَزْعم أن الشمس متحرِّكة، وأُشربت به قلوبهم، ورسخ في بواطنهم، فهل يناسب للشَّرْع أن ينقض مشاهدَتهمن تلك عند المخاطبة معهم، أو يجاري معهم، كأنَّ ما عندهم أيضاً نَحْوٌ من نفس الأمر‏.‏ فلو كان هناك هَيِّن لَيِّنٌ، لقلت له‏:‏ إنَّ الأصوب هو المماشاة معهم، وعدم النقض لمشاهدتهم، وفرضها أيضاً نحواً من نفس الأمر، لأنه لو كان الشرعُ بنى كلامه في الكونيات على الواقع حقيقة، لبقي القرآنُ مكذَّباً عندهم، إلى أن يظهر لهم الواقع أيضاً، كما هو عنده، كمسألة الحركةِ هذه، فإِنه لو كان القرآنُ صَدَع بحركة الأَرض مثلاً، لبقي مكذَّباً فيمن مضوا من الفلاسفة، لعدم ثبوتِها عندهم وإنْ صَدَّقه الناسُ اليوم، وكذلك لو صَرَّح بحركة الفلك لصدَّقه القدماء ألبتة، ولكن صار اليوم مُكَذّباً، لا يعتقد به أحدٌ لثبوتها عندهم بخلافه، فأغمض القرآنُ عن نحو تلك الكونياتِ التي لا يتعلق له بها غرض في أعمالنا، ليسوِّي أَمْره عند هؤلاء، ولا تحول تلك المباحث بينه وبين إيمانهم، ولَعَمْري هذا هو الأحسن‏.‏

وإذَن تحصَّل أن تلك المشاهدةَ الدائمةَ أيضاً نحوٌ من نفس الأمر، ألا ترى أنَّ المُبْصَرَات عندهم عُدَّت من البديهياتِ، مع أن البَاصِرة تَغْلَطُ كثيراً، فإِن أثبتوا اليوم غلطاً في البصر، وأن المتحرِّكة في الواقع هي الأرض، فأي شيء سَوَّوه، فإنه أَمْرٌ ثابت عند القدماء أيضاً، فأَنْصف من نفسك؛ أنه هل يناسِب للنبيِّ أن يقع في تلك المهملات، أو يُعْرِض عنها، ويفرض ما عندهم أيضاً نحواً من نفس الأمر فَدَع عنك أن الشمسَ متحرِّكة، أو الأرض، وخذ بما في مشاهدتك، فإِنَّ مِن حُسْن إسلامِ المرءِ تَرْكُه ما لا يعنيه‏.‏ ألا ترى أنَّ الوَزْن والمِقْدَار لم تبق له اليومَ حقيقةٌ، فإِنَّ الشيء الواحد يختلفُ خِفَّةً وثِقَلاً باعتبار وَزْنه على الأرض، وفي الهواء، وفوق ذلك، ثم فوق ذلك، فإنه كلما يَبْعُد عن مركزه، يزداد ثِقَلاً، لِشِدَّة انجدابه إلى مركزه، وكلما يَقْرب منه يزيد خِفَّةً‏.‏

وكذلك القَدْر أيضاً بقي مُهْملاً لا ندري ما هو‏؟‏ فإِنا نرى شيئاً صغيراً بالآلات، كأنه أعظمُ مِن أعظمَ منه بألفِ مَرّةٍ، فنشاهد الصغيرَ كبيراً، والبعيدَ قريباً، فأي شيءٍ بقي الوَزْن والقَدْر، وقد حَقَّق الأَوّلون أن المرئي هو اللون دون الجسد، فكما أنك جاعِلٌ نحواً من نفس الأمر لهذه الأشياء لا محالة، مع عدم تقررها على أمرٍ كذلك، فافرض في أَمْر الحركة أيضاً‏.‏ فلتكن مشاهدَتُكَ هي نَفْس الأَمْر لها‏.‏

وبالجملةِ إذاً لم ندركِ الحقيقةَ في شيء، ولكن ما ثبت عندنا هو الذي فرضناه حقيقةً، فتارة تلك، وتارة تلك، فلا ندري ماذا يكشف من العجائب والحقائق، يوم يكونُ البصرُ حديداً‏.‏ وكم من أشياء تَظْهَر صواباً، وكم منها تبقى غَلَطاً، فلنفوِّض الآن حقائقَ الأشياء إلى الله تعالى، وأُفوِّض أمري إلى الله، إن الله بصيرٌ بالعباد‏.‏

وأما اليوم، فلنقل‏:‏ إن الهَيْآت التي يشاهِدُها العوامُّ من الطلوع والغروب، والاستواء والجري، كلُّها في نفس الأمر، فإِنهم قد وضعوا لتلك الهَيآتِ أسامي مختلفةً، فإِما أن نسلم أساميهم تلك، أو نردّها عليهم، ولا يكون إلا زيغاً، وتلك الهيئةُ المشهورةُ اعتبر بها الشاعر في قوله‏:‏

كردون بشتى كه خم شده ازبهر ركوع *** خورشيد رخى كه سر بسجود است اينجا

فقد شاهد هذا الشاعر من الشمس ثلاث هيآت‏:‏ هيئة العقدة، وتلك عند طلوعها؛ وهيئة القيام، وهي عند الاستواء، ولذا يقال لها‏:‏ قائمُ الظهيرة؛ وهيئة السجود، وتلك عند الغروب‏.‏ وقد أحسن فيه، فإِنَّ ما كان في مشاهدتنا، وبين أعيُنِنا كيف نَهْدِرُها ولا نعتبِر بها، فهكذا ما نشاهد من مَشْيها من الشرق إلى الغرب، سماه أهل العُرْف جَرْياً، أعني أنهم لا يبحثون عن جريها في حاق الواقع، فليكن في الخارج ما كان، ولكن البحث أن تلك الهيئةَ المشهورةَ المبصرة، هل نعتبر بها في مرتبة أَم لا‏؟‏ فاعتبره أَهْلُ العُرْف، وسَمّوه جَرْياً وحركة لها، وإذن لا تكون حركتها عبارةً إلا عن تلك الهيئةِ المشهودة، لا بالمعنى الذي قال به الفلاسفة‏.‏

وإذَن البحثُ في أن القوة المحرِّكة، هل هي في الشمس أو الأرض، صار لغواً، فلتكن أينما كانت، لا نبحث عنها، ولكنا نسمي تلك الهيآت البديهية الثابتة، عند البُلْه، والصِّبيان، والمجانين بأساميها المعروفة عند العوام، فنقول‏:‏ طلعت الشمسُ، وقامت، وغربت، والشرع أضاف على هذه الثلاثِ رابعاً، وهي السجود، ولا ريبَ أنَّ تلك الهيئةَ قائمةٌ مدى الدَّهر، سواء كانت الشمسُ متحرِّكةً أو الأرض، ومن هذا الباب سجودُ الظلال في القرآن، فإِنه سَمَّى هيئةَ كونِها ملقاةً على الأرض، بسجودها، وتلك محسوسةٌ مَنْ يُنْكرها، فهي سجودُها؛ وبالجملة العبرةُ بالمشاهدة، وعَدُّها أيضاً نحواً من الواقع هو الأصلحُ للنَّاس، لا نقضُها رعايةً للمتفلسفين والزائغين‏.‏

هذا ما لدى ما فيه من الرأي، وهو المرادُ مما قاله البيضاوي، ولا يَبْعُد أن يكون صواباً أن مستقرَّها يوم القيامة، فلا تزال تجري إلى أن تستقرَّ، وذلك حين يريدُ اللَّهُ سبحانه أن يستأصل عمارةَ الدُّنيا، فيلقِيها في جهنَّم، ومَنْ لم يبلغ كُنْهه، جعله من زيغ فلسفته، وزعم أنه ما حمله على هذا التأويل إلا استبعادُه سجودَ الشمس كلَّ يوم، والأمر ما عَلِمت‏.‏

بقي حديث سجود الشمس، أنها تذهب كلَّ يوم تَحْت العرش، وتستأذِنْ رَبَّها للسجود، فيؤذن لها، حتى إذا قَرُبت القيامةُ لا يؤذن لها، ويقال لها‏:‏ اطلعي من حيث أتيت، وحينئذٍ تَطْلُع من مَغْرِبها، وذلك هو مستقرُّها، فهو نوع من الاقتباس عندي‏.‏ فاسمع لذلك مني مقدّمةً، وهي أن الحديث إذا التقى مع الآية في موضع، لا يكون منه شَرْحُه اللفظي، وتفسيرُه على نحو ما شاع عندنا من بيان معانيه، ومباحثه خاصّة، بل قد يكون ذلك نحواً من الاقتباس فقط، وهذا مليح جداً‏.‏ فإِنَّ الإِنسان إذا انتقل من الحديثِ إلى الآية بنحوِ مناسبةٍ يرتاح قلبُه، وتستلذ به نَفْسُه‏.‏ فلم يَقْصِد في حديث السجود شَرْحَ قوله‏:‏ ‏{‏تَجْرِى‏}‏ لينطبق عليه حَذْواً بحذو، ولكنه نَوْعُ اقتباسٍ‏.‏ فما اختاره البيضَاويُّ يحوم حولَ الصواب إن شاء الله تعالى، وراجع «روح المعاني»‏.‏

فائدة‏:‏

واعلم أنَّ عُلوم الصوفيةِ إنما تهتز لها النَّفْس، لأنها تُؤخذ من الإِحساسات الخارجية والمواجيد الصحيحة، فتؤثر في القلوب أَثَر السهام، بخلاف علوم العلماء، فإنها تُبْنى على الدلائل العقلية الصِّرفة، فكثيراً ما تحتوي على الأغلاط‏.‏

سُورَةُ الصَّافَّاتِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ‏}‏ ‏(‏سبأ‏:‏ 53‏)‏ مِنْ كُلِّ مَكانٍ‏.‏ ‏{‏وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ يُرْمَوْنَ‏.‏ ‏{‏وَاصِبٌ‏}‏ ‏(‏9‏)‏ دَائِمٌ‏.‏ ‏{‏لاَّزِبٍ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ لاَزِمٌ‏.‏ ‏{‏تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ‏}‏ ‏(‏28‏)‏ يَعْنِي الحقَّ، الكُفَّارُ تَقُولُهُ لِلشَّيطَانِ‏.‏ ‏{‏غَوْلٌ‏}‏ ‏(‏47‏)‏ وَجَعُ بَطْنٍ‏.‏ ‏{‏يُنزِفُونَ‏}‏ ‏(‏47‏)‏ لاَ تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ‏.‏ ‏{‏قَرِينٌ‏}‏ ‏(‏51‏)‏ شَيطانٌ‏.‏ ‏{‏يُهْرَعُونَ‏}‏ ‏(‏70‏)‏ كَهَيئَةِ الهَرْوَلَةِ‏.‏ ‏{‏يَزِفُّونَ‏}‏ ‏(‏94‏)‏ النَّسَلاَنُ في المَشْيِ‏.‏ ‏{‏وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً‏}‏ ‏(‏158‏)‏، قالَ كُفَّارُ قُرَيشٍ‏:‏ المَلاَئِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ بَنَاتُ سَرَوَاتِ الجِنِّ، وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ‏}‏ ‏(‏158‏)‏، سَتُحْضَرُ لِلحِسَابِ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لَنَحْنُ الصَّآفُّونَ‏}‏ ‏(‏165‏)‏ المَلاَئِكَةُ‏.‏ ‏{‏صِرطِ الْجَحِيمِ‏}‏ ‏(‏23‏)‏ ‏{‏سَوَآء الْجَحِيمِ‏}‏ ‏(‏55‏)‏‏:‏ وَوَسَطِ الجَحِيمِ‏.‏ ‏{‏لَشَوْباً‏}‏ ‏(‏67‏)‏ يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ بِالحَمِيمِ‏.‏ ‏{‏مَّدْحُورًا‏}‏ ‏(‏الأعراف‏:‏ 18‏)‏ مَطْرُوداً‏.‏ ‏{‏بَيْضٌ مَّكْنُونٌ‏}‏ ‏(‏49‏)‏ اللُّؤْلُؤُ المَكْنُونُ‏.‏ ‏{‏وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاْخِرِينَ‏}‏ ‏(‏78، 108، 129‏)‏، يُذْكَرُ بِخَيرٍ‏.‏ ‏{‏يَسْتَسْخِرُونَ‏}‏ ‏(‏14‏)‏ يَسْخَرُونَ‏.‏ ‏{‏بَعْلاً‏}‏ ‏(‏125‏)‏ رَبّاً‏.‏ الأَسْبَابُ‏:‏ السَّمَاءُ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ لله‏}‏ ‏(‏139‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّآفُّونَ‏)‏ وقد مر معنا أنَّ الأصل في الصفِّ هم الملائكةُ ولذا ورد في الحديث أنَّ صفوفَكم على صفوفِ الملائكة أو كما قال واعلم أنه جرت مناظرةٌ بين الجُرْجاني والتَّفْتَازاني في جواب السائل من التائب حين أخبر أن رَجُلاً تاب من مكَّةَ فقال التفتازاني إن حقَّ الجوابِ التائبُ زيدٌ وقال الجُرْجاني إنه زيدٌ التائب فمن كان حصل له هذا البحثُ يدرك القصر في قوله وإنا لنحنُ الصَّافون كيف هو‏؟‏‏.‏

سُورَةُ ص

باب

‏{‏عُجَابٌ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ عَجِيبٌ‏.‏ القِطُّ‏:‏ الصَّحِيفَةُ، هُوَ هَا هُنَا صَحِيفَةُ الحَسَنَاتِ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏في عِزَّةٍ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ مُعَازِّينَ‏.‏ ‏{‏الْمِلَّةِ الاْخِرَةِ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ مِلَّة قُرَيشٍ‏.‏ الاِخْتِلاَقُ‏:‏ الكَذِبُ‏.‏ ‏{‏الاْسْبَبَ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ طُرُقُ السَّمَاءِ في أَبْوَابِهَا‏.‏ ‏{‏جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ‏}‏ ‏(‏11‏)‏‏:‏ يَعْنِي قُرَيشاً‏.‏ ‏{‏أُوْلَئِكَ الاْحْزَابُ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ القُرُونُ المَاضِيَةُ‏.‏ ‏{‏فَوَاقٍ‏}‏ ‏(‏15‏)‏ رُجُوعٍ‏.‏ ‏{‏قِطَّنَا‏}‏ ‏(‏16‏)‏ عَذَابَنَا‏.‏ ‏{‏اتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيّاً‏}‏ ‏(‏63‏)‏ أَحَطْنَا بِهِمْ‏.‏ ‏{‏أَتْرَابٌ‏}‏ ‏(‏52‏)‏ أَمْثَالٌ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏الاْيْدِ‏}‏ ‏(‏17‏)‏ القُوَّة في العِبَادَةِ‏.‏ ‏{‏الاْبْصَرُ‏}‏ ‏(‏45‏)‏ البَصَرُ في أَمْرِ اللَّهِ‏.‏ ‏{‏حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى‏}‏ ‏(‏32‏)‏ مِنْ ذِكْرِ‏.‏ ‏{‏طَفِقَ مَسْحاً‏}‏ ‏(‏33‏)‏ يَمْسَحُ أَعْرَافَ الخَيلِ وَعَرَاقِيبَهَا‏.‏ ‏{‏الاْصْفَادِ‏}‏ ‏(‏38‏)‏ الوَثَاقِ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَهَبْ لِى مُلْكاً لاَّ يَنبَغِى لاِحَدٍ مّن بَعْدِى إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ‏}‏ ‏(‏35‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَمَآ أَنَآ مِنَ الْمُتَكَلّفِينَ‏}‏ ‏(‏86‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏طَفِقَ مَسْحاً‏}‏ يَمْسَحُ أعرافَ الخَيْل‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، قيل‏:‏ معنى المَسْح الذَّبْح، وقيل‏:‏ إمرار اليد‏.‏ ولو ثبت عندنا أن ذبح الحيوانات بمثل نية صحيحة هذه لا يجوزُ أيضاً، لِجَزْمِنا بأنَّ المَسْح ههنا بمعنى الإِمرار، ولكنه لم يَثْبُت عندنا بعد، فاستوى الاحتمالاتِ عندنا‏.‏ وترجمة الشاه عبد القادر جهارنا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏وَمَآ أَنَآ مِنَ الْمُتَكَلّفِينَ‏}‏‏)‏ والتكلُّف أن يتقوَّل ما لا يَعْلَمُهُ‏.‏

سُورَةُ الزُّمَرِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏أَفَمَن يَتَّقِى بِوَجْهِهِ‏}‏ ‏(‏24‏)‏‏:‏ يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ في النَّارِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِى ءامِناً‏}‏ ‏(‏فصلت‏:‏ 40‏)‏ ‏{‏ذِى عِوَجٍ‏}‏ ‏(‏28‏)‏ لَبْسٍ‏.‏ ‏{‏وَرَجُلاً سَلَماً لّرَجُلٍ‏}‏ ‏(‏29‏)‏‏:‏ صَالحاً، مَثَلٌ لإلهِهِمُ البَاطِلِ، وَالإِلهِ الحَقِّ‏.‏ ‏{‏وَيُخَوّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ‏}‏ ‏(‏36‏)‏ بِالأَوْثَانِ‏.‏ خَوَّلنَا‏:‏ أَعْطَينَا‏.‏ ‏{‏وَالَّذِى جَآء بِالصّدْقِ‏}‏ ‏(‏33‏)‏ القُرْآنِ

قوله‏:‏ ‏(‏الشَّكِسُ‏:‏ العَسِرُ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ درشت خوآدمى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏مُتَشَبِهاً‏}‏ ليس من الاشتِبَاه‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وقد مَرَّ أنه في القرآن بِمعْنَيَينِ، وذكره ههنا بالمعنى الثاني‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏يعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏(‏53‏)‏

أَشكلت الآيةُ من حيث تضمُّنُها مغفرةَ الشِّرْك أيضاً، فأَوَّلُوها بما لا أرضى به‏.‏ وعندي أن الآيةَ ليس فيها حُكْمٌ بالمغرفة، بل بيانٌ لشأنِه تعالى، وإنْ لم يظهر في حقِّ المشركين، لسبق إرادةِ التَّعْذيب في حَقِّهم، وعليه قوله صلى الله عليه وسلّم «فإِنَّه لا صلاةَ لمن لم يقرأ بها» فهذا شأنٌ لها، ولو لم يتحقَّق في حقِّ المقتدي، وقد قررناه مِراراً‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‏}‏ ‏(‏67‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَالاْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَالسَّمَوتُ مَطْوِيَّتٌ بِيَمِينِهِ‏}‏ ‏(‏67‏)‏

زعم أرسطا طاليس المَخْذُول، أن قُدرةَ الباري عز اسمُه منحصِرةٌ فيما تحت فَلَك الأفلاك، ثُم ذكر طولَه وعَرْضَه، فكأنه أراد أن يَذْرَع قُدرةَ العزيز الحميد، والعياذ بالله، وَيْلٌ له، ثُم وَيْل له‏.‏

4811- قوله‏:‏ ‏(‏فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلّم حتى بَدَت نواجِذُه، تصديقاً لقولِ الحَبْر، ثُم قَرَأَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم ‏{‏وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‏}‏‏)‏ وفيه إشكالٌ من حيث إِن قراءته صلى الله عليه وسلّم ‏{‏وما قدروا ا‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، يدلُّ على غوايَتِهم، وهذا يناقِضُ ما مرَّ من التصديق منه‏.‏ قلتُ‏:‏ إنه صَدَّقهم فيما يترشَّح من كلامهم من عظمتِهِ تعالى، وردَّ عليهم ما فيه من إساءةِ التعبير‏.‏ وهذا كما سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلّم جاريةً عن اللَّهِ، فقالت‏:‏ في السماء، فشهد بإِسلامِها، لأنه عَلِم ما في ذِهْنِها من عظمتِهِ تعالى، ولم يزاحمها في نسبةِ المكانِ إلى الله تعالى، فإِنَّ العوامَّ جُبِلوا على نِسبةِ الله تعالى إلى تلك الجهةِ، فأغضى عنها، وإنما ردَّ فيما نحن فيه، لكونِ المخَاطب حَبْراً يهودِياً، يَدَّعي عِلْم الكتاب‏.‏

4814- قوله‏:‏ ‏(‏بين النَّفْخَتَين أربعون‏)‏ وهذا ما قلنا أَوّلاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويَبْلى كلُّ شيء من الإِنسانِ إلا عَجْبَ ذَنْبه‏)‏ دلَّ على أن بنية الإِنسان هي عَجْبُ ذَنْبه، أعني بها بنيةً كبنية البيت، فإِن البيت أوّل ما ترفع منه بنيته، ثُم ترفع العبارة منها‏.‏ فانحل ما بُحِث في عِلْم الكلام في تحقيق ماذا يكون منه الإِعادة في المَحْشر‏.‏ ومعنى الإِعادة عندي الحَشْر بحيث يعرفه في المحشر مَنْ كان يعرفه في الدنيا، ولا بحث لي عن أجزائه، كم فنيت منها، وكم بقيت‏.‏ فإِنه قليلُ الجدوى، وقد اختلفوا في مناط تحفظ الوحدة الشخصية في الأشياء‏:‏ فذكر ابنُ سيناء، أنَّ الوحدة الشخصيةَ في الإِنسان محفوظةٌ بنفسه الناطقة‏.‏

قلتُ‏:‏ وهذا ليس بشيء، أما أَوّلاً فلأن في نفس ثبوت النفس المجردة ألفَ كلام‏.‏ ولم يقم دليلٌ بعد على وجودِها، ولئن سلمناه فما سبيل الاستحفاظ فيما لا نفس له، كالنباتات، والجمادات، فإِن لها أيضاً وحدةً شخصية، مع أنها لا نفس لها اتفاقاً‏.‏ وقد مَرّ عليه شارِحُ «التجريد»، فراجع ما ذكره‏.‏ ودلَّ عليه الحديثُ أنه عَجْبُ الذنب في الإِنسان، ولذا يبلى منه كلُّ شيء، إلا هذا، ولعله لتحفظ وحدته الشخصية‏.‏

والحاصل أن الضروري في الإِعادة هو أن يَعْرف أهلُ المشاهدة أنَّ زيداً بعد الإِعادة هو الذي كان في الدنيا بعينه، ألا ترى أنا نقول له‏:‏ زيداً في الدنيا، بعد الاستحالات العديدة، والتغيرات الشديدة أيضاً، ولا وَجْه له إلا أنا نَحْكم عليه بعد تلك التغيرات أنه هو الذي رأيناه قبلها، فدلَّ على أن الضروري في تحفظ الوحدة، هو كَوْنه بهذه الصفة لا غير، فاعلمه، واغتنم، وقد ذكرناه في «الجنائز» أبسط من هذا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَوتِ وَمَن فِى الاْرْضِ إِلاَّ مَن شَآء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ‏}‏ ‏(‏68‏)‏

سُورَةُ المُؤْمِنِ

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ «حللهملله» مَجَازُهَا مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ، وَيُقَالُ‏:‏ بَل هُوَ اسْمٌ؛ لِقَوْلِ شُرَيحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى العَبْسِيِّ‏:‏

يُذَكِّرُنِي حامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ *** فَهَلاَّ تَلاَ حامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ

‏{‏الطَّوْلِ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ التَّفَضُّلُ‏.‏ ‏{‏دخِرِينَ‏}‏ ‏(‏60‏)‏ خاضِعِينَ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏إِلَى النَّجَوةِ‏}‏ ‏(‏41‏)‏ الإِيمَانِ‏.‏ ‏{‏لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ‏}‏ ‏(‏43‏)‏‏:‏ يَعْنِي الوَثَنَ‏.‏ ‏{‏يُسْجَرُونَ‏}‏ ‏(‏72‏)‏ تُوقَدُ بِهِم النَّارُ‏.‏ ‏{‏تَمْرَحُونَ‏}‏ ‏(‏75‏)‏ تَبْطَرُونَ‏.‏

وَكانَ العَلاَءُ بْنُ زِيَادٍ يُذَكِّرُ النَّارَ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ‏؟‏ قالَ‏:‏ وَأَنَا أَقْدِرُ أَنْ أُقَنِّطَ النَّاسَ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏يعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ‏}‏ ‏(‏الزمر‏:‏ 53‏)‏، وَيَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَبُ النَّارِ‏}‏ ‏(‏43‏)‏، وَلكِنَّكُمْ تحِبُّونَ أَنْ تُبَشَّرُوا بِالجَنَّةِ عَلَى مَسَاوِىءِ أَعْمَالِكُمْ، وَإِنَّمَا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلّم مُبَشِّراً بِالجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمُنْذِراً بِالنَّارِ مَنْ عَصَاهُ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏يُذَكِّرُني حامِيمَ، والرُّمْحَ شَاجِرٌ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، فقوله‏:‏ «حم» ههنا مفعولٌ للفِعْل، فدلَّ على كون الحروفِ المقطعات أسماءً للسُّور، كما هو رأيُ سيبويهٍ، وهو المختار عندي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ليس لهُ دَعْوةٌ، يعني الوَثَن‏)‏ بيان لمرجع الضَّمير المجرور‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فأقْبَل أبو بَكْرٍ فأخَذَ بِمَنْكِبِه‏)‏ وكان مِن أَشجَعِهم‏.‏

سُورَةُ حم السَّجْدَةِ

وَقالَ طَاوُسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏ائْتِيَا طَوْعاً‏}‏ ‏(‏11‏)‏ أَعْطِيَا‏.‏ ‏{‏قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ أَعْطَينَا‏.‏

وَقالَ المِنْهَالُ، عَنْ سَعِيدٍ قالَ‏:‏ قالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسِ‏:‏ إِنِّي أَجِدُ في القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ؛ قالَ‏:‏ ‏{‏فَلاَ أَنسَبَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءلُونَ‏}‏ ‏(‏المؤمنون‏:‏ 101‏)‏، ‏{‏وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءلُونَ‏}‏ ‏(‏الصافات‏:‏ 27‏)‏، ‏{‏وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 42‏)‏، ‏{‏وَاللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏الأنعام‏:‏ 23‏)‏، فَقَدْ كَتَمُوا في هذهِ الآيَةِ‏.‏ وَقالَ‏:‏ ‏{‏أَمِ السَّمَآء بَنَهَا‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏دَحَهَا‏}‏ ‏(‏النازعات‏:‏ 27- 30‏)‏‏.‏ فَذَكَرَ خَلقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قالَ‏:‏ ‏{‏أَءنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الاْرْضَ فِى يَوْمَيْنِ‏}‏ إِلَى‏:‏ ‏{‏طَآئِعِينَ‏}‏ ‏(‏9- 11‏)‏ فَذَكَرَ فِي هذِهِ خَلقَ الأَرْضِ قَبْلَ السَّمَاءِ‏.‏ وَقَالَ‏:‏ ‏{‏وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 96‏)‏ ‏{‏عَزِيزاً حَكِيماً‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 56‏)‏ ‏{‏سَمِيعاً بَصِيراً‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 58‏)‏‏.‏ فَكَأَنَّهُ كانَ ثُمَّ مَضى‏؟‏‏.‏ فَقَالَ‏:‏ ‏{‏فَلاَ أَنسَبَ بَيْنَهُمْ‏}‏ ‏(‏المؤمنون‏:‏ 101‏)‏ في النَّفخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ‏:‏ ‏{‏فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَوتِ وَمَن فِى الاْرْضِ إِلاَّ مَن شَآء اللَّهُ‏}‏ ‏(‏الزمر‏:‏ 68‏)‏ فَلاَ أَنْسَابَ بَينَهُمْ عَنْدَ ذلِكَ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ في النَّفخَةِ الآخِرَةِ‏:‏ ‏{‏وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءلُونَ‏}‏ ‏(‏الصافات‏:‏ 27‏)‏‏.‏

وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏الأنعام‏:‏ 23‏)‏، ‏{‏وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 42‏)‏ فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلاَصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقالَ المُشْرِكُونَ‏:‏ تَعَالَوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَخُتِمَ عَلَى أَفوَاهِهِمْ، فَتَنْطِقُ أَيدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لاَ يُكْتَمُ حَدِيثاً، وَعِنْدَهُ‏:‏ ‏{‏يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 42‏)‏ الآيَةَ‏.‏

وَخَلَقَ الأَرْضَ في يَوْمَينِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ في يَوْمَينِ آخَرَينِ، ثُمَّ دَحا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا‏:‏ أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعى، وَخَلَقَ الجِبَالَ وَالجِمَالَ وَالآكامَ وَما بَينَهُمَا في يَوْمَينِ آخَرَينِ، فَذلِكَ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏دَحَهَا‏}‏ ‏(‏النازعات‏:‏ 30‏)‏‏.‏ وَقَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏خَلَقَ الاْرْضَ فِى يَوْمَيْنِ‏}‏ ‏(‏9‏)‏ فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَما فِيهَا مِنْ شَيءٍ في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّماوَاتُ في يَوْمَينِ‏.‏

‏{‏وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏ 96‏)‏ سمَّى نَفسَهُ ذلِكَ، وَذلِكَ قَوْلُهُ، أَي لَمْ يَزَل كَذلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيئاً إِلاَّ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلاَ يَخْتَلِف عَلَيكَ القُرْآنُ، فَإِنَّ كُلاًّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏مَمْنُونٍ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ مَحْسُوبٍ‏.‏ ‏{‏أَقْوتَهَا‏}‏ ‏(‏10‏)‏ أَرْزَاقَهَا‏.‏ ‏{‏فِى كُلّ سَمَآء أَمْرَهَا‏}‏ ‏(‏12‏)‏ مِمَّا أَمَرَ بِهِ‏.‏ ‏{‏نَّحِسَاتٍ‏}‏ ‏(‏16‏)‏ مَشَائِيمَ‏.‏ ‏{‏وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآء‏}‏ ‏(‏25‏)‏‏:‏ قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ‏.‏ ‏{‏تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَئِكَةُ‏}‏ ‏(‏30‏)‏ عِنْدَ المَوْتِ‏.‏ ‏{‏اهْتَزَّتْ‏}‏ ‏(‏39‏)‏ بِالنَّبَاتِ ‏{‏وَرَبَتْ‏}‏ ‏(‏39‏)‏ ارْتَفَعَتْ‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏مّنْ أَكْمَامِهَا‏}‏ ‏(‏47‏)‏ حِينَ تَطْلُعُ‏.‏ ‏{‏لَيَقُولَنَّ هَذَا لِى‏}‏ ‏(‏50‏)‏ بِعَمَلِي أَي أَنَا مَحْقُوقٌ بِهذا‏.‏ ‏{‏سَوَآء لّلسَّآئِلِينَ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ قَدَّرَهَا سَوَاءً‏.‏ ‏{‏فَهَدَيْنَهُمْ‏}‏ ‏(‏17‏)‏ دَلَلنَاهُمْ عَلَى الخَيرِ وَالشَّرِّ، كَقَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَهَدَيْنَهُ النَّجْدَينِ‏}‏ ‏(‏البلد‏:‏ 10‏)‏، وكَقَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏هَدَيْنَهُ السَّبِيلَ‏}‏ ‏(‏الإنسان‏:‏ 3‏)‏، وَالهُدَى الَّذِي هُوَ الإِرْشَادُ بِمَنْزِلَةِ أَسْعَدْنَاهُ، مِنْ ذلِكَ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ‏}‏ ‏(‏الأنعام‏:‏ 90‏)‏، ‏{‏يُوزَعُونَ‏}‏ ‏(‏19‏)‏ يُكَفَّوْنَ‏.‏ ‏{‏مّنْ أَكْمَامِهَا‏}‏ ‏(‏47‏)‏ قِشْرُ الكُفُرَّى هِيَ الكُمُّ‏.‏ وقَالَ غَيْرُهُ‏:‏ ويُقالُ للعِنَبِ إذا خَرَجَ أيضاً كافُورٌ وكُفُرَّى‏.‏ ‏{‏وَلِىٌّ حَمِيمٌ‏}‏ ‏(‏34‏)‏ القَرِيبُ‏.‏ ‏{‏مِن مَّحِيصٍ‏}‏ ‏(‏48‏)‏ حاصَ عَنْهُ‏:‏ حاد‏.‏ ‏{‏مِرْيَةٍ‏}‏ ‏(‏54‏)‏ وَمُرْيَةٌ وَاحِدٌ، أَيِ امْتِرَاءٌ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ‏}‏ ‏(‏40‏)‏ الوَعِيدُ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏(‏34‏)‏ الصَّبْرُ عِنْدَ الغَضَبِ وَالعَفوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ، فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ اللَّهُ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ‏:‏ ‏{‏كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ‏}‏ ‏(‏34‏)‏‏.‏

قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَرُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مّمَّا تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏(‏22‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِى ظَنَنتُم بِرَبّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مّنَ الُخَسِرِينَ‏}‏ ‏(‏23‏)‏

وَكانَ سُفيَانُ يُحَدِّثُنَا بِهذا فَيَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَوِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، أَوْ حُمَيدٌ، أَحَدُهُمْ أَوِ اثْنَانِ مِنْهُمْ، ثُمَّ ثَبَتَ عَلَى مَنْصُورٍ، وَتَرَكَ ذلِكَ مِرَاراً غَيرَ وَاحِدَةٍ‏.‏ قَوْلُهُ ‏{‏فَإِن يَصْبِرُواْ فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ‏}‏ الآيَةَ ‏(‏24‏)‏‏.‏

والمضاف إليه ههنا للتمييز عن «حم التنزيل»‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال رَجُلٌ لابنِ عَبَّاس‏:‏ إني أجِدُ في القرآنِ أشياءَ تَخْتَلِفُ عليَّ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وحاصله عِدَّةُ إشكالاتِ سُئل عنها ابنُ عباس‏:‏

الأول‏:‏ أنَّ القرآنَ أخْبر بأنَّ الأنسابَ لا تَنْفَعُ في المحْشر، وأنه لا يقع فيها تساؤلٌ، فناقضه في مَوْضع آخر وأخبر بالتساؤل، والقِيل والقال، والبحث والجدال‏.‏ فأجاب عنه أنهما ألوانٌ وأطوار، فتارة يرمون بالصِّمات، وتَحِقُّ عليهم كلمةُ الإِنصات، فلم تسمع لهما صوت، وحيناً يتساءلون فيما بينهم، فلا خلاف بين وقوع التساؤل ونفيه‏.‏

والثاني‏:‏ أنّهُ يُعْلم من بعضِ الآياتِ أنَّ خَلْق الأَرْض مُقدَّم على خَلْق السماء، ومِنْ بعضِها بالعكس‏.‏ والجواب أن نَفْسَ الأرضِ مُقدَّمةٌ على السماء، ودَحْوُها متأخِّرٌ عن تسويةِ السموات، فهي متقدِّمة من وَجْه، ومتأخِّرة من وَجْهٍ، فصح الأمران‏.‏

قلتُ‏:‏ وهذا الجوابُ غيرُ تامَ، كما أشار إليه في «جامع البيان» في تفسير سورة النازعات‏.‏ وتعرَّض إليه الشاه عبدُ القادر في ثلاثة مواضع، ولم يأت بما يشفي الصدور، نعم تعرض إليه الشاه عبد العزيز في «فتح العزيز» وهو مُفيدٌ‏.‏ وحاصِلُ ما ذكره أنَّ مادة الأرضِ والسموات كانتا مُخْتلِطَتَين أَوّلاً، فميز الله سبحانه بينهما، ثُم سَوَّى السموات، ثُم دحا الأرض‏.‏ فتسويةُ السمواتِ بعد مادتها، ودَحْوُ الأرض بعد تسويةِ السماء‏.‏

والثالث‏:‏ أن صِفاتِ الله تعالى أَزَليَّةٌ، فكيف تستقيمُ صِيغُ الماضي في نحو قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً‏}‏‏.‏ قلتُ‏:‏ ولم أتحصّل الجوابَ من ألفاظه التي عند البخاري، وذلك لعدم إدراكِنا مصطلحاتِ السَّلَف، ولعل مرادَه أن تلك الصِّيغ وإن كانت للمُضِي، لكنها إذا استعملت في الصِّفات الإِلهية تكون لإِفادة مُضِي التسمية فقط‏.‏ فلا تَخالُفَ بين قِدَم الصفات، وصِيغ الماضي‏.‏

وحاصل الجواب أن الاسمَ قدِيمٌ، والتسمية به ماضٍ‏.‏ ولاحظ هناك مسألةَ التكوين أيضاً، فإِنَّ الأشاعرة أنكروها، وزعموا أن في تَعلُّقِ الصِّفات السَّبْع غناءً عن القَوْل بصفةِ التكوين، وإليه مال ابنُ الهُمام في «المسايرة» و«التحرير»، وحينئذ تكون أسماؤه تعالى كلُّها انتزاعيةً عندهم، والماتريدية أدرجوها تحت صفةِ التكوين، فيكون اسمه «العزيز» و«الحكيم» أيضاً داخِلاً تحت التكوين، ويستقيمُ أسلوبُ القرآن، ولكنه لا بد أن يقال‏:‏ إن تلك الأسماءَ قديمةٌ، نعم تعلُّقاتها حادِثة‏.‏

والرابع‏:‏ أنَّ الله حَكَى عن المشركين أَوّلاً‏:‏ ‏{‏أَنَّهم لا يكتمون اللَّهَ حَدِيثاً‏}‏ ‏(‏النِّساء‏:‏ 42‏)‏، ثُم أخبر عن قولهم‏:‏ ‏{‏مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏الأَنعام‏:‏ 23‏)‏، وهل هذا إلا كِتمانٌ لِشِرْكهم‏؟‏ وجوابه أن النفيَ بيانٌ لما سيظهر آخِراً، وينتهي إليه الأمر، فإِنَّهم إذا كتموا تَنْطِق أعضاؤهم بما كسبوا، فأيّ شيء يكتمون بعده، وهذا معنى قوله‏:‏ «وعند ذلك عُرِف أنَّ اللَّهَ لا يكتُمُ حديثاً»، أي وعند ذلك يتبين، ويظهر اب بات كهلى كى‏.‏ فهذه أربعةُ أَسئلة، مع تقرير أجوبتها‏.‏

فائدة‏:‏

وقد تُكلّم في الفلسفةِ على أنه لا قوّةَ في الفاعل باعتبار مفعولِه، بخلاف المادة، فإِنَّ فيها استعداداً للصُّوَرِ، وقالوا‏:‏ إنَّ نِسبةَ الفِعْل إلى فاعله وجوبيةٌ، ونسبة المستعِدّ إلى المستعَدِّ له إمكانيةٌ‏.‏ قلتُ‏:‏ أرادوا بذلك بيان تفاوت الأنظار فقط، سواء كانت له ثمرةٌ في الخارج أو لا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مَشَائِيم‏)‏ جَمْع شُؤم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مَحْقُوق‏)‏ سزاوار‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏وَهَدَيْنَهُ النَّجْدَينِ‏}‏‏)‏ يمكن أن يكون المصنِّفُ تعرَّض إلى معنى الهداية‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والهُدَى الذي هو الإِرشَادُ‏)‏ فهذه مُوصلةٌ إلى البغية، والأُولى بمعنى إراءة الطريقِ، وراجع له «ميرايساغوجي»‏.‏

سُورَةُ حم عسق ‏(‏الشُّورَى‏)‏

وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏عَقِيماً‏}‏ ‏(‏50‏)‏‏:‏ لاَ تَلِدُ‏.‏ ‏{‏رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا‏}‏ ‏(‏52‏)‏ القُرْآنُ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ‏}‏ ‏(‏11‏)‏‏:‏ نَسْلٌ بَعْدَ نَسْلٍ‏.‏ ‏{‏لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا‏}‏ ‏(‏15‏)‏ لاَ خُصُومَةَ‏.‏ ‏{‏طَرْفٍ خَفِىّ‏}‏ ‏(‏45‏)‏ ذَلِيلٍ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ‏}‏ ‏(‏33‏)‏ يَتَحَرَّكْنَ وَلاَ يَجْرِينَ في البَحْرِ‏.‏ ‏{‏شَرَعُواْ‏}‏ ‏(‏21‏)‏ ابْتَدَعُوا‏.‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏}‏ ‏(‏23‏)‏

4818- قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏}‏‏)‏ حاصل تفسيرِ سعيد بنِ جُبير أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم سألهم عن مراعاة أهل قرابته‏.‏ وحاصل تفسيرِ ابن عباس سألهم عن مراعاةِ نفسه، لأَجْل قرابتِه في جميعِ البطون‏.‏

سُورَةُ حم الزُّخْرُفِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏عَلَى أُمَّةٍ‏}‏ ‏(‏22- 23‏)‏ عَلَى إِمامٍ‏.‏ ‏{‏وَقِيلِهِ يرَبّ‏}‏ ‏(‏88‏)‏ تَفسِيرُهُ‏:‏ أَيَحْسبُون أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، وَلاَ نَسْمَعُ قِيلَهُمْ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وحِدَةً‏}‏‏(‏33‏)‏‏:‏ لَوْلاَ أَنْ جَعَلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ كُفَّاراً، لَجَعَلتُ لِبُيُوتِ الكُفَّارِ ‏{‏سُقُفاً مّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ‏}‏ ‏(‏33‏)‏ مِنْ فِضَّةٍ، وَهيَ دَرَجٌ، وَسُرُرَ فِضَّةٍ‏.‏ ‏{‏مُّقَرَّنِينَ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ مُطِيقِينَ‏.‏ ‏{‏ءاسَفُونَا‏}‏ ‏(‏55‏)‏ أَسْخَطُونَا‏.‏ ‏{‏يَعْشُ‏}‏ ‏(‏36‏)‏ يَعْمى‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذّكْرَ‏}‏ ‏(‏5‏)‏‏:‏ أَي تُكَذِّبُونَ بِالقُرْآنِ، ثُمَّ لاَ تُعَاقَبُونَ عَلَيهِ‏؟‏ ‏{‏وَمَضَى مَثَلُ الاْوَّلِينَ‏}‏ ‏(‏8‏)‏‏:‏ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ‏.‏ ‏{‏مُّقَرَّنِينَ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ يَعْنِي الإِبِلَ وَالخَيلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ‏.‏ ‏{‏يُنَشَّأُ فِى الْحِلْيَةِ‏}‏ ‏(‏18‏)‏ الجَوَارِي، جَعَلتمُوهُنَّ لِلرَّحْمن وَلَداً، فَكَيفَ تَحْكُمُونَ‏؟‏ ‏{‏لَوْ شَآء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَهُمْ‏}‏ ‏(‏20‏)‏‏:‏ يَعْنُونَ الأَوْثَانَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ‏}‏ ‏(‏20‏)‏ الأَوْثَانُ، إِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ‏.‏ ‏{‏فِى عَقِبِهِ‏}‏ ‏(‏28‏)‏ وَلَدِهِ‏.‏ ‏{‏مُقْتَرِنِينَ‏}‏ ‏(‏53‏)‏ يَمْشُونَ مَعاً‏.‏ ‏{‏سَلَفاً‏}‏ ‏(‏56‏)‏ قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفاً لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدِ صلى الله عليه وسلّم ‏{‏وَمَثَلاً‏}‏ ‏(‏56‏)‏ عِبْرَةً‏.‏ ‏{‏يَصُدُّونَ‏}‏ ‏(‏57‏)‏ يَضِجُّونَ‏.‏ ‏{‏مُبْرِمُونَ‏}‏ ‏(‏79‏)‏ مُجْمِعُونَ‏.‏ ‏{‏أَوَّلُ الْعَبِدِينَ‏}‏ ‏(‏81‏)‏ أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ‏.‏

‏{‏إِنَّنِى بَرَآء مّمَّا تَعْبُدُونَ‏}‏ ‏(‏26‏)‏ العَرَبُ تَقُولُ‏:‏ نَحْنُ مِنْكَ البَرَاءُ وَالخَلاَءُ، الوَاحِدُ وَالاِثْنَانِ وَالجَمِيعُ، مِنَ المُذَكَّرِ وَالمُؤَنَّثِ، يُقَالُ فِيهِ‏:‏ بَرَاءٌ، لأَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَلَوْ قالَ‏:‏ بَرِيءٌ، لَقِيل في الاِثْنَينِ‏:‏ بَرِيئانِ، وَفي الجَمِيعِ‏:‏ بَرِيئُونَ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ إِنَّنِي بَرِيءٌ، بِاليَاءِ‏.‏ وَالزُّخْرُفُ‏:‏ الذَّهَبُ‏.‏ ‏{‏مَّلَئِكَةً فِى الاْرْضِ يَخْلُفُونَ‏}‏ ‏(‏60‏)‏ يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً‏.‏

قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَنَادَوْاْ يمَلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ‏}‏ ‏(‏77‏)‏ قَالَ‏:‏ إِنّكُمْ مَاكثُونَ‏.‏

وَقالَ قَتَادَةُ‏:‏ ‏{‏مَثَلاً للآخِرِينَ‏}‏ ‏(‏56‏)‏ عِظَةً‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏مُّقَرَّنِينَ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ ضَابِطِينَ، يُقَالُ‏:‏ فُلاَنٌ مُقْرِنٌ لِفُلاَنٍ ضَابِطٌ لَهُ‏.‏ وَالأَكْوَابُ‏:‏ الأَبَارِيقُ الَّتِي لاَ خَرَاطِيمَ لَهَا‏.‏ وَقالَ قَتَادَةُ‏:‏ ‏{‏فِى أُمّ الْكِتَبِ‏}‏ ‏(‏4‏)‏، جُمْلَةِ الكِتَابِ، أَصْلِ الكِتَابِ‏.‏ ‏{‏أَوَّلُ الْعَبِدِينَ‏}‏ ‏(‏81‏)‏‏:‏ أَي ما كانَ، فَأَنَا أَوَّلُ الآنِفِينَ، وَهُمَا لُغَتَانِ‏:‏ رَجُلٌ عابِدٌ وَعَبِدٌ‏.‏ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ وَقالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ‏.‏

وَيُقَالُ‏:‏ ‏{‏أَوَّلُ الْعَبِدِينَ‏}‏ الجَاحِدِينَ، مِنْ عَبِدَ يَعْبَدُ‏.‏

‏{‏أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ مُشْرِكِينَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ هذا القُرْآنَ رُفِعَ حَيثُ رَدَّهُ أَوَائِلُ هذهِ الأُمَّةِ لَهَلَكُوا‏.‏ ‏{‏فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الاْوَّلِينَ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ عُقُوبَةُ الأَوَّلِينَ‏.‏ ‏{‏جُزْأً‏}‏ ‏(‏15‏)‏ عِدْلاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقِيله‏)‏ قلتُ‏:‏ أشكل وَجْه قراءةِ الجر، فحملها الزَّمخشري على أن الواو للقسم، وقرره الشاه عبد القادر‏.‏ وعندي هي واو المَعِيّة بدون تشريك، وقد فصلته ذيلَ آيةِ الوضوء عند بيان القراءتين في قوله‏:‏ ‏{‏وَأَرْجُلَكُمْ‏}‏، أما قراءة النصب، فهي النصب، فهي على ظاهر الأَمْر، كما ذهب إليه البخاري‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏العَرَبُ تَقُولُ‏:‏ نحنُ مِنْك البَرَاءُ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ أي استعملوه مَصْدراً، فلا تظهر فيه التثنية، والجمع، والإِفراد، وكذا التذكير والتأنيث‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏جُزْأً‏}‏ عِدْلا‏)‏ همسر‏.‏

سُورَةُ الدُّخَانِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏رَهْواً‏}‏ ‏(‏24‏)‏ طَرِيقاً يَابِساً، ‏{‏عَلَى العَالَمِينَ‏}‏ ‏(‏32‏)‏ عَلَى مَنْ بَينَ ظَهْرَيهِ‏.‏ ‏{‏فَاعْتِلُوهُ‏}‏ ‏(‏47‏)‏ ادْفَعُوهُ‏.‏ ‏{‏وَزَوَّجْنَهُم بِحُورٍ‏}‏ ‏(‏54‏)‏ أَنْكَحْنَاهُمْ حُوراً عِيناً يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ‏.‏ ‏{‏تَرْجُمُونِ‏}‏ ‏(‏20‏)‏ القَتْلُ‏.‏ وَرَهْواً سَاكِناً‏.‏ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏كَالْمُهْلِ‏}‏ ‏(‏45‏)‏ أَسْوَدُ كَمُهْلِ الزَّيتِ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏تَبِعَ‏}‏ ‏(‏37‏)‏ مُلُوكُ اليَمَنِ، كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تُبَّعاً، لأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ، وَالظِّلُّ يُسَمَّى تُبَّعاً، لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ‏}‏ ‏(‏10‏)‏

قالَ قَتَادَةُ‏:‏ ‏{‏فَارْتَقِبْ‏}‏ ‏(‏10‏)‏‏:‏ فَانْتَظِرْ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ ‏(‏11‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ تَعَالى‏:‏ ‏{‏رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ‏}‏ ‏(‏12‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏أَنَّى لَهُمُ الذّكْرَى وَقَدْ جَآءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ‏}‏ ‏(‏13‏)‏

الذِّكْرُ وَالذِّكْرَى وَاحِدٌ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ‏}‏ ‏(‏14‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ‏}‏ ‏(‏16‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏وَزَوَّجْنَهُم‏}‏ أَنْكَحْنَاهُمْ‏)‏ قيل‏:‏ إن المؤمنين ينكحون الحُورَ في الجنة، وقيل‏:‏ بل يُباح لهم الاستمتاعُ بهنَّ بدون نِكاح‏.‏ وأشار المصنِّف بتفسيره إلى أن المرجَّح عنده هو التزويجُ‏.‏

سُورَةُ الجَاثِيَةِ

‏{‏جَاثِيَةً‏}‏ ‏(‏28‏)‏‏:‏ مُسْتَوْفِزِينَ عَلَى الرُّكَبِ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏نَسْتَنسِخُ‏}‏ ‏(‏29‏)‏ نَكْتُبُ‏.‏ ‏{‏نَنسَاكُمْ‏}‏ ‏(‏34‏)‏ نَتْرُكُكُمْ‏.‏