فصل: باب الاشتغال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قطر الندى وبل الصدى ***


باب الاشتغال

يجوز في نحو‏:‏ ‏(‏زيدًا ضربتُه‏)‏ أو ‏(‏ضربتُ أخاه‏)‏ أو ‏(‏مررتُ به‏)‏‏:‏ رفعُ زيدٍ بالابتداء؛ فالجملةُ بعدَه خبرٌ، ونصبُه بإضمار ‏(‏ضربتُ‏)‏ و ‏(‏أَهَنْتُ‏)‏ و ‏(‏جاوزت‏)‏ واجبةَ الحذفِ؛ فلا موضعَ للجملة بعدَه‏.‏ ويترجح النصب في نحو‏:‏ ‏(‏زيدًا اضْرِبْهُ‏)‏ لِلْطَّلَبِ - ونحو‏:‏ ‏{‏والسارقُ والسارقةُ فاقطعوا أيديَهما‏}‏ مُتَأَوَّلٌ - وفي نحو‏:‏ ‏{‏والأنعامَ خلقها لكم‏}‏ للتناسب، ونحو‏:‏ ‏{‏أبشرًا منا واحدًا نَتَّبِعُه‏}‏ ‏(‏وما زيدًا رأيتُه‏)‏ لغلبة الفعل‏.‏ ويجب في نحو‏:‏ ‏(‏إِنْ زيدًا لَقِيتَه فأكرمْه‏)‏ و ‏(‏هَلَّا زيدًا أكرمته‏)‏ لوجوبه‏.‏ ويجب الرفعُ في نحو‏:‏ ‏(‏خرجْتُ فَإذا زيدٌ يضربه عمرٌو‏)‏ لامتناعه‏.‏ ويستويانِ في نحو‏:‏ ‏(‏زيدٌ قام أبوه‏)‏ و ‏(‏عمرٌو أكرمْتُه‏)‏ للتكافؤ‏.‏

وليس منه ‏{‏وكل شيء فعلوه في الزبر‏}‏ و ‏(‏أَزَيْدٌ ذهبَ به‏)‏‏.‏

باب في التنازع

يجوز في نحو‏:‏ ‏(‏ضربني، وضربْتُ زيدًا‏)‏ إعمال الأول - واختاره الكوفيون - فيضمر في الثاني كل ما يحتاجه، أو الثاني - واختاره البصريون - فيُضمَر في الأول مرفوعُه فقط، نحو‏:‏

جَفَوْنِي ولم أَجْفُ الأخِلاءَ ***

وليس منه‏:‏

كَفَاني - ولَمْ أطلب - قليلٌ من المال ***

لفساد المعنى‏.‏

باب‏:‏ المفعولُ

منصوب‏.‏ وهو خمسة‏:‏

المفعول به

وهو ما وقع عليه فعل الفاعل كـ‏(‏ضربت زيدًا‏)‏‏.‏

ومنه

المُنادَى

وإنما يُنْصَب مضافًا كـ‏(‏يا عبد الله‏)‏، أو شبيهًا بالمضاف كـ‏(‏يا حسنًا وجهه‏)‏ و ‏(‏يا طالعًا جبلًا‏)‏ و ‏(‏يا رفيقًا بالعباد‏)‏، أو نكرةً غيرَ مقصودةٍ كقول الأعمى‏:‏ ‏(‏يا رجلًا خذ بيدي‏)‏‏.‏ والمفردُ المعرفةُ يُبْنَى على ما يُرْفَعُ به، كـ‏(‏يا زيدُ، ويا زيدانِ، ويا زيدونَ‏)‏ و ‏(‏يا رجلُ‏)‏ لِمُعَيَّنٍ‏.‏

فصل‏:‏ في يا غلامُ بالثلاث

وتقول‏:‏ ‏(‏يا غلامُ‏)‏ بالثلاث وبالياء فتحًا وإسكانًا وبالألف‏.‏ و‏:‏ ‏(‏يا أَبَتِ، ويا أُمَّتِ، ويا ابن أُمِّ، ويا ابنَ عمِّ‏)‏ بِفَتْحٍ وكَسْرٍ‏.‏ وإِلحاقُ الألف أو الياء للأولينِ قبيحٌ، وللآخَرَيْنِ ضعيفٌ‏.‏

فصل‏:‏ جريان ما أُفرِد أو أُضِيف مقرونًا بأل

ويجري ما أُفرِد أو أُضِيف مقرونًا بأل مِنْ نعتِ المبنيِّ وتأكيدِه وبيانِه ونَسَقِه المقرونِ بأل على لفظه أو محله، وما أضيف مجردًا على محله، ونَعْتُ أيٍّ على لفظه، والبدلُ والنَسَقُ المُجَرَّدُ كالمنادى المستقلِّ مطلقًا‏.‏ ولك في نحو‏:‏ ‏(‏يا زيدُ زيدَ الْيَعْمَلاتُ‏)‏ فتحُها أو ضمُّ الأول‏.‏

فصل‏:‏ جواز تَرْخِيم المنادى المعرفةِ

ويجوز تَرْخِيمُ المنادى المعرفةِ، وهو حذفُ آخره تخفيفًا‏.‏ فذو التاء مطلقًا كـ‏(‏يا طلحُ‏)‏ و ‏(‏يا ثُبُ‏)‏‏.‏ وغيره بشرط ضَمِّه، وعَلَمِيَّتِه، ومجاوزته ثلاثةَ أحرفٍ كـ‏(‏يا جعفُ‏)‏ ضمًا وفتحًا‏.‏ ويُحذَف من نحو‏:‏ ‏(‏سليمانَ ومنصورٍ ومسكينٍ‏)‏ حرفانِ، ومن نحو‏:‏ مَعْدِيْكَرِبَ الكلمةُ الثانيةُ‏.‏

فصل‏:‏ ‏[‏في الاستغاثة‏]‏

ويقول المستغيثُ‏:‏ ‏(‏يَالَـله للمسلمينَ‏)‏ بفتح لام المستغَاث به، إلا في لام المعطوفِ الذي يتكرر معه يا، ونحو‏:‏ ‏(‏يا زيدُ لعمرٍو‏)‏ و ‏(‏يا قومِ للعجبِ العجيبِ‏)‏‏.‏ والنادب‏:‏ ‏(‏وا زيدَا، وا أميرَ المؤمنينَا، وا رأسَا‏)‏ ولك إلحاق الهاء وقفًا‏.‏

و

المفعولُ المطلقُ

وهو المصدرُ الفَضْلَةُ المُتَسَلِّطُ عليه عاملٌ من لفظه كـ‏(‏ضربْتُ ضربًا‏)‏، أو معناه كـ‏(‏قعدت جلوسًا‏)‏‏.‏ وقد ينوب عنه غيره كـ‏(‏ضربتُه سوطًا‏)‏ ‏{‏فاجلدوهم ثمانينَ جلدةً‏}‏ ‏{‏فلا تميلوا كلَّ المَيْل‏}‏ ‏{‏ولو تَقَوَّلَ علينا بعض الأقاويل‏}‏‏.‏

وليس منه ‏{‏فكلا منها رغدًا‏}‏‏.‏

و

المفعولُ له

وهو المصدر المُعَلِّلُ لِحَدَثٍ شاركه وقتًا وفاعلًا، كـ‏(‏قمْتُ إجلالًا لك‏)‏‏.‏ فإن فَقَدَ المُعَلِّلُ شرطًا جُرَّ بحرف التعليلِ، نحو‏:‏ ‏{‏خَلَقَ لكم‏}‏

وإني لَتَعْرونِي لِذِكْراكِ هِزَّةٌ ***

و

فَجِئْتُ وقد نَضَّتْ لِنَومٍ ثيابَها ***

و

المفعولُ فيه

وهو ما سُلِّط عليه عاملٌ على معنى في مِنَ اسمِ زمانٍ كـ‏(‏صُمْتُ يومَ الخميس، أو حِينًا، أو أسبوعًا‏)‏، أو اسمِ مكانٍ مبهمٍ، وهو الجهاتُ السِّتُّ كالأَمامِ والفوق واليمين وعكسِهنَّ، ونحو‏:‏هنَّ كـ‏(‏عندَ ولدى‏)‏، والمقاديرُ كالفرسخِ، وما صيغ من مصدرِ عاملِه كـ‏(‏قعدتُ مَقْعَدَ زيدٍ‏)‏‏.‏

و

المفعولُ مَعَهُ

وهو اسمٌ فَضْلَةٌ بعدَ واوٍ أريد بها التنصيصُ على المعية مسبوقةٍ بفعلٍ أو ما فيه حروفُه ومعناه، كـ‏(‏سرت وَالنيلَ‏)‏ و ‏(‏أنا سائر والنيلَ‏)‏‏.‏

وقد يجب النصبُ، كقولك‏:‏ ‏(‏لا تنهَ عن القبيح وإتيانَه‏)‏، ومنه ‏(‏قمت وزيدًا‏)‏ و ‏(‏مررت بك وزيدًا‏)‏ على الأصح فيهما‏.‏ ويترجح في نحو‏:‏ قولك‏:‏ ‏(‏كن أنت وزيدًا كالأخ‏)‏‏.‏ ويضعف في نحو‏:‏ ‏(‏قام زيدٌ وعمرٌو‏)‏‏.‏

باب الحال

وهو وَصفٌ فَضْلَةٌ في جوابِ كيفَ، كـ‏(‏ضربت اللص مكتوفًا‏)‏‏.‏ وشرطُها التنكير، وصاحبِها التعريفُ أوالتخصيصُ أو التعميمُ أو التأخيرُ، نحو‏:‏ ‏{‏خُشَّعًا أبصارُهم يخرجون‏}‏ ‏{‏في أربعة أيام سواءً للسائلين‏}‏ ‏{‏وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون‏}‏

و‏:‏

لِمَيَّةَ موحِشًا طَلَلٌ ***

و

التمييزُ

هو اسمٌ فضلةٌ نكرةٌ جامدٌ مُفَسِّرٌ لما انْبَهَمَ من الذوات‏.‏ وأكثر وقوعِه بعد المقاديرِ كـ‏(‏جَرِيبٍ نخلًا، وصاعٍ تمرًا، ومَنَوَيْنِ عسلًا‏)‏ والعددِ نحو‏:‏ ‏{‏أحدَ عشرَ كوكبًا‏}‏ إلى تسعٍ وتسعينَ، ومنه تمييزُ كَمِ الاستفهاميةِ نحو‏:‏ ‏(‏كَمْ عبدًا ملكتَ‏؟‏‏)‏‏.‏ فأما تمييز الخبريةِ فمجرورٌ، مفردٌ كتمييز المئةِ وما فوقَها، أو مجموعٌ كتمييز العشرةِ وما دونها‏.‏ ولك في تمييز الاستفهاميةِ المجرورةِ بالحرفِ جرٌّ ونصبٌ‏.‏

ويكون التمييزُ مفسِّرًا للنسبة مُحَوَّلًا كـ‏{‏اشتعل الرأس شيبًا‏}‏ ‏{‏وفجرنا الأرض عيونًا‏}‏ ‏{‏وأنا أكثر منك مالًا‏}‏، أو غيرَ مُحَوَّلٍ نحو‏:‏ ‏(‏امتلأ الإناء ماءً‏)‏‏.‏

وقد يؤكِّدان نحو‏:‏ ‏{‏ولا تعثَوْا في الأرض مفسدين‏}‏ وقولِه‏:‏ من خير أديانِ البرية دينًا ***

ومنه‏:‏ بئس الفحلُ فحلُهم فحلًا ***

خلافًا لِسِيبَوَيْهِ‏.‏

و

المستثنى

بـ‏(‏إلا‏)‏ من كلامٍ تامٍّ موجَبٍ نحو‏:‏ ‏{‏فشربوا منه إلا قليلًا منهم‏}‏‏.‏ فإن فقد الإيجاب تَرجَّحَ البدلُ في المتصل نحو‏:‏ ‏{‏ما فعلوه إلا قليلٌ منهم‏}‏ والنصبُ في المنقطع عند بني تميمٍ - ووجب عند الحجازيين - نحو‏:‏ ‏{‏ما لهم به من علم إلا اتباعَ الظن‏}‏، ما لم يتقدم فيهما فالنصبُ، نحو‏:‏ قوله‏:‏

وما لي إلا آلَ محمد شيعةٌ *** وما لي إلا مذهبَ الحق مذهبُ

أو فقد التمام فعلى حسب العوامل نحو‏:‏ ‏{‏وما أمْرُنا إلا واحدةٌ‏}‏ ويسمى مُفَرَّغًا‏.‏

ويستثنى بـ‏(‏غير وسوى‏)‏ خافِضَيْنِ، مُعْرَبَيْنِ بإعراب الاسم الذي بعد إلا‏.‏ وبـ‏(‏خلا وعدا وليس وحاشا‏)‏ نواصبَ وخوافضَ‏.‏ وبـ‏(‏ما خلا‏)‏ وبـ‏(‏ما عدا‏)‏ و ‏(‏ليس‏)‏ و ‏(‏لا يكون‏)‏ نواصبَ‏.‏

باب‏:‏ خفض الاسم

إما بحرفٍ مشتركٍ - وهو من وإلى وعن وعلى وفي واللامُ والباءُ للقسم وغيرِه - أو مختصٍّ بالظاهر - وهو رُبَّ ومُذْ ومُنْذُ والكافُ وحتى وواوُ القسمِ وتاؤُه - أو بإضافةٍ إلى اسمٍ على معنى اللام كـ‏(‏غلامِ زيدٍ‏)‏ أو مِن كـ‏(‏خاتمِ حديدٍ‏)‏ أو في كـ‏(‏مكرِ الليلِ‏)‏ وتُسمى معنويةً لأنها للتعريف أو التخصيص، أو بإضافةِ الوصفِ إلى معموله كـ‏{‏بالغَ الكعبةِ‏}‏ و ‏(‏معمورِ الدارِ‏)‏ و ‏(‏حسنِ الوجهِ‏)‏ وتسمى لفظيةً لأنها لمجرد التخفيف‏.‏

ولا تُجامِعُ الإضافةُ تنوينًا ولا نونًا تاليةً للإعرابِ مطلقًا، ولا أل إلا في نحو‏:‏ ‏(‏الضاربا زيدٍ، والضاربو زيدٍ، والضاربُ الرجلِ، والضاربُ رأسِ الرجلِ، وبالرجلِ الضاربِ غلامِهِ‏)‏‏.‏

باب‏:‏ ما يعملُ عَمَلَ فعلِه

سبعةٌ‏:‏

اسمُ الفعل

كـ‏(‏هيهاتَ، وصَهْ، ووَيْ‏)‏ بمعنى بَعُدَ واسكت وأَعْجَبُ‏.‏ ولا يُحْذَفُ ولا يَتَأَخر عن معموله‏.‏ و‏{‏كتابَ اللهِ عليكم‏}‏ مُتَأَوَّلٌ‏.‏ ولا يبرز ضميرُه‏.‏ ويُجْزَم المضارعُ في جوابِ الطلبِيِّ منه نحو‏:‏

مكانكِ تُحْمَدِي أو تستريحي ***

ولا يُنْصَبُ‏.‏

و

المصدرُ

كضَرْبٍ، وإكرامٍ إِنْ حَلَّ مَحَلَّهُ فعلٌ مع أَنْ أو ما، ولم يكن مصغّرًا ولا مُضْمَرًا ولا مَنْعوتًا قبلَ العملِ ولا محذوفًا ولا مفصولًا من المعمولِ ولا مؤخرًا عنه‏.‏ وإعمالُه مضافًا أكثرُ نحو‏:‏ ‏{‏ولولا دَفْعُ اللـهِ الناسَ‏}‏ وقولِ الشاعر‏:‏ ألا إن ظُلْمَ نفسِهِ المرءُ بَيِّنٌ ***

ومُنَوَّنًا أَقْيَسُ نحو‏:‏ ‏{‏أو إطعامٌ في يوم ذي مَسْغَبَةٍ يتيمًا‏}‏، وبِأَلْ شاذٌّ نحو‏:‏

عجَبْتُ من الرزقِ المسيءَ إلَهُهُ ***

وكيف التَّوَقِّيْ ظَهْرَ ما أنت راكبُه ***

و

اسمُ الفاعلِ

كضاربٍ ومُكْرِمٍ‏.‏ فإن كان بأل عَمِلَ مطلقًا، أو مجردًا فبشرطينِ‏:‏ كونُه حالًا أو استقبالًا، واعتمادُه على نفيٍ أو استفهامٍ أو مُخْـبَرٍ عنه أو موصوفٍ‏.‏ و ‏{‏باسطٌ ذراعَيْه‏}‏ على حكاية الحالِ خلافًا للكِسَائِيِّ، و ‏(‏خَبِـيرٌ بَنُو لَهَبٍ‏)‏ على التقديمِ والتأخيرِ وتقديرُه خبيرٌ كظهيرٍ خلافًا للأَخْفَشِ‏.‏

والمثالُ، وهو ما حُوِّلَ للمبالغة من فاعلٍ إلى فَعَّالٍ أو فَعُولٍ أو مِفْعَالٍ بِكَثْرةٍ، أو فَعِيلٍ أو فَعِلٍ بقِلَّة، نحو‏:‏ ‏(‏أما العسل فأنا شَرَّابٌ‏)‏‏.‏

و

اسمُ الْمَفْعُول

كمَضْرُوبٍ ومُكْرَمٍ‏.‏ ويعمل عمل فعلِه، وهو كاسم الفاعل‏.‏

والصفةُ الْمُشَبَّهَةُ باسم الفاعل الْمُتَعَدِِّي لواحدٍ، وهي الصفة الْمَصُوغَةُ لغير تفضيل لإفادةِ الثبوتِ، كحَسَنٍ وظَرِيفٍ وطاهِرٍ وضامِرٍ‏.‏ ولا يتقدمها معمولُها، ولا يكون أجنبيًا، ويُرفَع على الفاعِلِيَّةِ أو الإِبْدالِ، ويُنصَبُ على التميِيز أو التشبيه بالمفعولِ به - والثاني يتعيَّن في المعرفة -، ويخفض بالإضافة‏.‏

و

اسمُ التفضيل

وهو الصفة الدالة على المشاركة والزيادة، كأَكْرَمَ‏.‏ ويُستَعمل بِمِنْ ومضافًا لنكرة فَيُفْرَدُ ويُذَكَّرُ، وبأل فيطابِقُ، ومضافًا لمعْرِفَةٍ فوجهانِ‏.‏ ولا يَنْصِب المفعولَ مطلقًا، ولا يَرْفَعُ في الغالب ظاهرًا إلا في مسألة الكُحْل‏.‏

باب التوابعِ

يَتبع ما قبله في إعرابه خمسةٌ‏:‏

النعتُ

وهو التابعُ المشتق أو المؤولُ به المبايِنُ لِلَفظ متبوعه‏.‏ وفائدته تخصيصٌ أو توضيحٌ أو مدحٌ أو ذمٌّ أو تَرَحُّمٌ أو توكيدٌ‏.‏ ويتبع منعوتَه في واحدٍ من أوجهِ الإعراب، ومن التعريف والتنكير‏.‏ ثم إن رَفَعَ ضميرًا مستترًا تَبِعَ في واحد من التذكير والتأنيث، وواحد من الإفراد وفرعَيْهِ‏.‏ وإلا فهو كالفِعْل، والأحسن ‏(‏جاءني رجلٌ قعودٌ غلمانُه‏)‏ ثم ‏(‏قاعدٌ‏)‏ ثم ‏(‏قاعدونَ‏)‏‏.‏

ويجوز قطعُ الصفةِ المعلومِ موصوفُها حقيقةً أو ادِّعاءً، رفعًا بتقدير هو، ونصبًا بتقدير أعني أو أمدح أو أَذُمُّ أو أرحم‏.‏

و

التوكيدُ

وهو إما لفظيٌّ نحو‏:‏

أخاكَ أخاكَ إنَّ مَن لا أخا له ***

ونحو‏:‏ ‏(‏أتاكِ أتاكِ اللاحقونَ اِحبسْ اِحبسْ‏)‏ ونحو‏:‏

لا لا أبوح بِحُب بثينةَ إنها ***

وليس منه ‏{‏دكًا دكًا‏}‏ و‏{‏صفًا صفًا‏}‏، أو معنويٌّ وهو بالنفس والعين مؤخرةً عنها إن اجْتَمَعَتَا، ويُجْمَعانِ على أَفْعُلٍ مع غيرِ المفردِ، وبِكُلِّ لغير مثنىً إن تجزأ بنفسه أو بعامله، وبكلا وكلتا له إن صحَّ وقوعُ المفردِ موقعَه واتحد معنى المسنَد، ويُضَفْنَ لضمير المؤكَّد، وبأجمعَ وجمعاءَ وجمعِهما غيرَ مضافةٍ، وهي بخلاف النعوت، لا يجوز أن تتعاطف المؤكِّداتُ، ولا أن يَتْبَعْنَ نكرةً، وندر‏:‏

يا ليتَ عدةَ حولٍ كلِّه رجبُ ***

و

عطفُ البيان

وهو تابعٌ موضحٌ أو مخصِّصٌ جامِدٌ غيرُ مؤولٍ، فيوافق متبوعَه، كـ‏(‏أُقْسِمُ بالله أبو حفص عمرُ‏)‏ و ‏(‏هذا خاتَمٌ حديدٌ‏)‏‏.‏ ويُعرَب بدلَ كلٍّ من كلٍّ إن لم يمتنع إِحلالُه مَحَلَّ الأول، كقوله‏:‏

أنا ابنُ التاركِ البكريِّ بشرٍ ***

وقولِه‏:‏ أَيَا أَخَوَيْنَا عبدَ شمسٍ ونوفلا ***

وعطفُ النسق

بالواوِ وهي لمطلق الجمع، والفاءِ للترتيب والتعقيب، وثم للترتيبِ والتراخين وحتى للغاية والتدريج لا للترتيب، وأوْ لأحد الشيئين أو الأشياء مفيدةً بعد الطلبِ التخييرَ أو الإباحةَ وبعدَ الخبرِ الشكَّ أو التشكيكَ، وأم لطلب التعيين بعد همزةٍ داخلةٍ على أحد المستويَـيْنِ، وللرَّدِّ عن الخطإ في الحكم ‏(‏لا‏)‏ بعد إيجاب و ‏(‏لكن وبل‏)‏ بعد نفْيٍ، ولصرف الحكم إلى ما بعدها ‏(‏بلْ‏)‏ بعدَ إيجابٍ‏.‏

والبدلُ‏.‏ وهو تابعٌ مقصودٌ بالحكم بلا واسطةٍ‏.‏ وهو ستةٌ‏:‏ بدلُ كلٍّ نحو‏:‏ ‏(‏مفازًا حدائقَ‏)‏، وبعضٍ نحو‏:‏ ‏(‏مَنِ استطاع‏)‏، واشتمالٍ نحو‏:‏ ‏{‏قتالٍ فيه‏}‏، وإضرابٍ وغلطٍ نسيانٍ نحو‏:‏ ‏(‏تَصَدَّقْتُ بدرهمٍ دينارٍ‏)‏ بحسب قصد الأول والثاني، أو الثاني وسبق اللسان، أو الأول وتَبَـيُّنِ الخطإ‏.‏

باب‏:‏ العدد

من ثلاثةٍ إلى تسعةٍ يُؤَنَّث مع المذكر ويُذَكَّر مع المؤنث دائمًا، نحو‏:‏ ‏{‏سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ‏}‏‏.‏ وكذلك العَشْرةُ إن لم تركبْ‏.‏ وما دونَ الثلاثةِ وفاعلٌ كثالثٍ ورابعٍ على القياس دائمًا‏.‏ ويُفْرد فاعلٌ أو يُضاف لما اِشْـتُقَّ منه أو لما دونه أو يَنْصِبُ ما دونَه‏.‏

باب‏:‏ موانعُ صرف الاسم

تسعةٌ، يجمعها‏:‏ ‏(‏وزنُ المركَّبِ عُجْمَةٌ تَعْرِيفُها، عَدْلٌ وَوَصْفُ الجمعِ زِدْ تأنيثًا‏)‏ كأحمدَ وأحمرَ وبَعْلَبَكَّ وإبراهيمَ وعُمَرَ وأُخَرَ وأُحادَ وَمْوحِدَ إلى الأربعةِ ومساجدَ ودنانيْرَ وسلمانَ وسَكْرانَ وفاطمةَ وطلحةَ وزينبَ وسَلْمَى وصحراءَ‏.‏

فألفُ التأنيث والجمعُ الذي لا نظيرَ له في الآحادِ كلٌ منها يَسْتَأْثِر بالمنع‏.‏ والبواقي لا بدَّ من مجامعة كلِّ عِلة منهنَّ للصفة أو العلمية‏.‏ وتتعين العلميةُ مع التركيبِ والتأنيثِ والعُجمة، وشرط العُجمة عَلَمِيَّةٌ في العَجَمِيَّةِ وزيادةٌ على الثلاثةِ، والصفةِ أصالتُها وعدمُ قبولها التاءَ، فعريانٌ وأرملٌ وصفوانٌ وأرنبٌ بِمَعْنَى قاسٍ وذليلٍ منصرفةٌ‏.‏ ويجوز في نحو‏:‏ هندٍ وجهانِ، بخلاف زينبَ وسَقَرَ وبَلْخَ‏.‏ وكعُمَرَ عند تميمٍ باب حذامِ إن لم يختم براءٍ كسَفَارِ، وأمسِ لِمُعَيَّنٍ إن كان مرفوعًا، وبعضهم لم يشترط فيهما، وسَحَرَ عند الجميع إن كان ظرفًا مُعَيَّنًا‏.‏

باب‏:‏ التَّعَجُّبُ

له صيغتانِ‏:‏ ‏(‏مَا أَفْعَلَ زيدًا‏)‏ وإعرابه‏:‏ ما مبتدأٌ بمعنى شيءٌ عظيمٌ، وأَفْعَلَ فعلٌ ماضٍ فاعلُه ضميرُ ما، وزيدًا مفعول به، والجملةُ خبرُ ما؛ و ‏(‏أَفْعِلْ بِهِ‏)‏ وهو بمعنى ما أَفْعَلَهُ، وأصلُه أَفْعَلَ أيْ صارَ ذا كذا، كـ‏(‏أَغَدَّ البعيرُ‏)‏ أيْ صار ذا غُدَّةٍ، فغُيِّرَ اللفظُ، وزِيدَتْ الباءُ في الفاعل لإصلاح اللفظِ، فَمِنْ ثَمَّ لزمت هنا، بخلافها في فاعل كفى‏.‏

وإنما يُـبْنى فعلا التعجبِ واسمُ التفضيل، مِن فعلٍ ثلاثيٍّ مُثْبَتٍ متفاوِتٍ تامٍّ مبنيٍّ للفاعلِ ليس اسمُ فاعله أفعلَ‏.‏

باب‏:‏ الوقفُ

في الأفصحِ على نحو‏:‏ رحمةٍ بالهاءِ، وعلى نحو‏:‏ مسلماتٍ بالتاءِ، وعلى نحو‏:‏ قاضٍ رفعًا وجرًا بالحذف، ونحو‏:‏ القاضي فيهما بالإثبات‏.‏ ويوقف على ‏(‏إذًا‏)‏ ونحو‏:‏ ‏{‏لَنَسْفَعًا‏}‏ و ‏(‏رأيتُ زيدًا‏)‏ بالألفِ كما يُكتَبنَ‏.‏

وتُكتَب الألفُ بعد واوِ الجماعة كـ‏(‏قالوا‏)‏، دون الأصليةِ كـ‏(‏زيدٍ يدعو‏)‏‏.‏

وتُرسَم الألفُ ياءً إن تجاوزت الثلاثةَ كـ‏(‏استدعى والمصطفى‏)‏ أو كان أصلُها الياءُ كـ‏(‏رمى والفتى‏)‏، وألفًا في غيره كـ‏(‏عفا‏)‏ و ‏(‏العصا‏)‏‏.‏

وينكشف أمرُ ألفِ الفعل بالتاء كـ‏(‏رميْتُ وعفوْتُ‏)‏، والاسمِ بالتثنيةَ كعَصَوَيْنِ وفَتَيَـيْنِ‏.‏

فصل‏:‏ همزةُ اسمٍ بِكَسْرٍ وضَمٍّ

همزةُ اسمٍ بِكَسْرٍ وضَمٍّ، واِسْتٍ اِبنٍ واِبْنِمٍ واِبنةٍ واِمرئٍ واِمرأةٍ وتَثْنِيَتِهِنَّ، واِثْنَيْنِ واِثْنَتَيْنِ، واَلغلامِ واَيْمُنِ اللهِ في القسم بفتحهما، أو بكسر في اَيْمُنِ‏:‏ همزةُ وصلٍ، أيْ تثبُتُ ابتداءً وتُحْذَف وصلًا‏.‏

وكذا همزةُ الماضي المتجاوِزِ أربعةَ أحرف، كـ‏(‏اِستخرج‏)‏، وأَمْرِهِ ومصدرِهِ، وأمرِ الثلاثيِّ، كـ‏(‏اُقتُلْ واُغْزُ واُغْزِي‏)‏ بضمهنَّ، و ‏(‏اِضرِب واِمشُوا واِذهَبْ‏)‏ بكسرٍ كالبواقي‏.‏