فصل: أبواب الزكاة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي



.أبواب الزكاة:

204- [617] عن المعرور بن سويد بالعين المهملة ورائين، ولهم المغرور بن سويد النهشلي، بالغين المعجمة، أسر يوم البحرين وأسلم.
«هم الأخسرون» قال العراقي: فيه الابتداء بالمضمر من غير تقدم ظاهر يدل عليه إذا كان متخيلاً في الذهن.
«فداك أبي وأمي».
قال العراقي: الرواية المشهورة، بفتح الفاء والقصر، على أنها جملة فعلية، وروي بكسر الفاء والمد على الجملة الإسمية.
«الأكثرون» يعني الأكثرون أموالاً.
«تطؤه بأخفافها» راجع للإبل؛ لأنَّ الخف: مخصوص بها.
كما أنَّ الظلف- وهو المنشق من القوائم-: مختص بالبقر، والغنم، والظباء. والحافر: يختص بالفرس، والبغل، والحمار. والقدم للآدمي.
«وتنطِحه» المشهور في الرواية كسر الطاء.
«بقرونها» راجع للبقر.
«كلما نفدَتْ» رُويَ بكسر الفاء مع الدال المهملة من النفاد، وبفتحها والذال المعجمة من النفوذ.
وقبيصة بن هُلْب، قيل: إنه بضم الهاء وإسكان اللام، وآخره باء موحَّدة، وقيل: بفتح الهاء وكسر اللام وتشديد الباء.
قال ابن الجوزي: وهو الصواب.
واسم أبي ذرٍّ: جندب بن السكن، ويقال: ابن جنادة.
قال العراقي: ما صدَّر به قوله مرجوح، وجعله ابن حبان وهمًا، والصحيح، الذي صححه المتقدمون، والمتأخرون الثاني.
205- [618] الثاني: عن درَّاج قيل: هو اسمه، وقيل: لقب، واسمه عبد الرَّحمن، وقيل: عبد الله.
واسم أبيه سمعان، وقيل: عبد الرَّحمن.
206- [619] «أن يبتدي الأعرابي العاقل».
رُوي بالعين المهملة والقاف، وهو المشهور، وبالغين المعجمة، والفاء، والمراد به هنا: الذي لم يبلغه النَّهي عن السؤال.
«إذْ أتاه أعرابي». هو ضمام بن ثعلبة.
207- [620] «قد عفوت عن صدقة الخيل، والرقيق»
المراد بالعفو هنا عدم التكليف به.
«الرقة» بكسر الراء وتخفيف القاف الفِضة المضروبة، وكذا الوَرِق، وهو قول كثير من اللغويين أو أكثرهم: أنها لا تطلق إلاَّ على المضروب من الفضَّة، وقال ابن قتيبة: تطلق على المضروب، وغير المضروب، والهاء عوض من الواو.
208- [623] «ومن كل حالم» أي: محتلم.
«أو عدله معافر» هي ثياب من اليمن؛ منسوبة إلى مُعافر؛ قبيلة.
209- [625] «وكرائم أموالهم» جمع كريمة، وهي خيار المال وأفضله.
«واتق دعوة المظلوم» أي: اتَّق الظلم، خشية أن يدعُو عليك المظلوم.
«فإنها ليس بينها وبين الله حجاب»، أي: ليس لها ما يصرفها، ولو كان المظلوم فيه ما يقتضي أنه ما يستجاب لمثله من كون مطعمه حرامًا أو نحو ذلك، حتى ورد في بعض طرقه: وإن كان كافرًا. رواه أحمد من حديث أنس.
قال ابن العربي: ليس بين الله وبين شيء حجاب من قدرته وعلمه، وإرادته، وسمعه، وبصره، ولا يخفى عليه شيء، وإذا أخبر عن شيء أنَّ بينه وبينه حجابًا فإنما يريد منعة.
210- [629] «في كل عشرة أزق» هو جمع قِلة لزق، أصله أزقق، وفي رواية البيهقي: «أزقاق». والزق: السقاء الذي زُقَّ جلده، أي: سُلخ من قبل رأسه على خلاف ما يسْلخُ النَّاسُ.
211- [633] «لا تصلح قبلتان في أرض واحدة» يحتمل أنَّ معناه: أنَّ الكافر إذا أسلم ببلاد الحرب لا يقيم بها، وأنَّ أهل الذمة المقيمين ببلاد الإسلام لا يُمَكَّنون من إظهار دينهم.
«وليس على مسلم جزية».
قال العراقي: معناه أنه إذا أسلم في أثناء الحول لا يؤخذ عن ذلك الحول شيء. قال: وقد جرت عادة المصنفين بذكر الجزية بعد الجهاد، وقد أدخلها المصنف في الزكاة تبعًا لمالك.
قال ابن العربي: أول من أدخل الجزية في أبواب الصدقة مالك في الموطأ، فتبعه قوم من المصنفين، وترك اتباعه آخرون.
قال: ووجه إدخاله فيها التكلم على حقوق الأموال، فالصدقة حق المال على المسلمين، والجزية حق المال على الكفار.
212- [635] وعن زينب امرأة عبد الله، اسم أبيها: عبد الله، وقيل: معاوية.
213- [640] «أو كان عثريًا» بفتح العين المهملة، والثاء المثلثة، وقيل: بسكون الثاء وبعد الرَّاء ياء مثناة من تحت مشددة.
وفي تفسيره قولان لأهل اللغة قال: ابن فارس في المجمل: العثري: ما سُقي من النخل سيحًا، والسيح: الماء الجاري، ويقال: هو العذي، والعذي: الزرع الذي لا يسقيه إلاَّ ماء المطر.
قال العراقي: وما رجحه قول ضعيف.
والثاني: هو الذي جزم به الجوهري، والأصح عند أهل اللغة: أنَّ العثري مخصوص بما سقي من ماء السَّيل، وهو نسبة إلى العاثور، وهو شبه الساقية يحفو فيجري فيه الماء، وكأنه يتعثر فيه الماء الذي لا يشعر به.
«وفيما سُقي بالنَّضحِ» بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وحاء مهملة وهو ما سُقِي من ماء بير، أو نهر، أو ساقيه بالناضح- وهو البعير، أو البقرة- يُستقى عليه.
214- [647] «إذا أتاكم المُصدِّقُ» بتخفيف الصَّاد وهو العامل.
«فلا يفارقكم إلاَّ عن رضى».
قال الشافعي: يعني- والله أعلم-؛ أن تُوَفُّوا طائعين، ولا تلوونه، إلاَّ أنهم يعطوه من أموالهم ما ليس عليهم.
قال البيهقي في سننه: وهذا الذي قاله الشافعي محتمل، لولا ما في رواية أبي داود من الزيادة، وهي: قالوا: يا رسول الله وإن ظلمونا، قال: «أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم»، فكأنه رأى الصبر على تعدِّيهم.
215- [650] «خموش، أو خدوش، أو كدوح» هو شك من الراوي، والثلاثة بمعنى.
216- [652] «ولا لِذِيْ مِرة» بالكسر أي: قوة وشدة «سوي» أي صحيح الأعضاء.
217- [653] «لذي فقر مدقع» بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وكسر القاف، وعين مهملة، أي: شديد، من الدقعاء وهو التراب، ومعناه: أنه يفضي بصاحبه إليه.
«أو غرم» بضم الغين المعجمة، وهو الدين.
«مفْظِع» بضم الميم، وكسر الظاء المعجمة وهو الشديد الشنيع.
«لِيثْرِيَ» بالمثلثة، أي: ليكثر.
218- [656] ويوسف ين يعقوب الضبعي؛ بضم الضاء المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وعين مهملة نزل في بنى ضبيعة، فنسب إليهم، وليس منهم.
218 م- 657 «بعث رجلاً من بني مخزوم»، هو الأرقم ابن أبي الأرقم.
219- [658] عن الرباب، بفتح الراء والموحدة المكررة.
وأبوها: صليع بن عامر، بضم الصاد المهملة، وآخره عين مهملة مُصغر ولا تعرف إلاَّ بالرواية عن عمها، ورواية حفصة بنتِ سِيرين عنها، وقد ذكرها ابن حبان في الثقات، أم الرايح، بالراء والهمز والحاء المهملة.
220- [662] «وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}، {وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}».
قال العراقي: هذا تخليط من بعض الرواة والصواب: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} الآية.
وقد روينا في كتاب الزكاة ليوسف القاضي على الصواب.
221- [663] «عن أنس قال: سئل النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي الصوم أفضل بعد رمضان؛ قال: شعبان». قال العراقي: هذا تخليط من بعض الرواة، يعارضه حديث مسلم، عن أبي هريرة: أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرَّم.
وحديث أنس ضعيف، وحديث أبي هريرة صحيح فيقدم عليه.
222- [664] «وتدفع ميتة السوء» بكسر الميم.
قال العراقي: الظاهر أنَّ المراد بها ما استعاذ منه النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الهدم، والتردي، والغرق والحرق، وأن يتخبّطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيله مدبرًا.
قال بعضهم: هي موت الفجأة، وقيل ميتة الشهرة، كالمصلوب مثلاً.
223- [679] عن الحكم بن جَحْلٍ بتقديم الجيم على الحاء المهملة.
عن حُجْر، بتقديم الحاء المهملة المضمومة، على الجيم، وآخره راء.
قال في الميزان: لا يعرف تفرد الحكم بن حجل، وليس لهما في الكتب إلاَّ هذا الحديث عند المصنف.
224- [681] «إنَّ المسألة كدٌّ»، بفتح الكاف وتشديد الدال.
وفي رواية أبي داود: «كدُوح»، بضم الكاف، والدال، وحاء مهملة.
وقد ذكر اللفظين معًا أبو موسى المديني، في ذيله على الغريبين، وفسَّر الكدوح: بالخدوش في الوجه. والكدُ بالتعب والنصب.
قال العراقي: ويجوز أن يكون الكدوح بمعنى الكد، من قوله تعالى: {إِنَّكَ كَادِحٌ} وهو السعي والحرص.
«يكد بها الرجل وجهه».
قال العراقي: المراد بالوجه ماؤه، ورونقه.
«إلاَّ أن يسأل الرَّجل سُلطانًا».
قال الخطابي: أي: ولو مع الغنى يسأله حقه من بيت المال؛ لأنَّ السؤال مع الحاجة دخل في قوله: «أو في أمر لابد منه».

.أبواب الصَّوم:

225- [682] «إِذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين» أي: شدت وربطت بالأصفاد، وهي القيود.
«وينادي منادٍ»، قيل: يحتمل أنه ملك، أو المراد أنه يُلقي ذلك في قلوب من يريد الله إقباله على الخير.
«يا بَاغي الخير» أي طالبه.
«أقبل» أي فهذا وقت تَيَسُّرِ العبادة، وحَبْسِ الشياطين، وَكَثْرَةِ الإعتاق من النَّار فاغتنمه.
«ويَا باغي الشَّر أقصر» فهذا زمن قبول التوبة والتوفيق للعمل الصَّالح.
قال العراقي: ظنَّ ابن العربي أنَّ قوله في الشقين: باغي؛ من البغي، فنقل عن أهل العربية أنَّ أصل البغي في الشر، وأقله ما جاء في طلب الخير، ثم ذكر قوله تعالى: {غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} وقوله: {يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (2)}.
والذي وقع في الآيتين هو بمعنى التعدي، وأما الذي في هذا الحديث فمعناه الطلب، والمصدر منه بُغا، وبُغاية، بضم الباء فيهما.
قال الجوهري: بغيت الشيء طلبته.
«ولله عتقاءُ من النَّارِ، وذلك كل ليلةٍ». قال العراقي: الظاهر أنه أراد كل ليلة من ليالي شهر رمضان، ويحتمل أن يراد في كل ليلة من السنة كلها، ويتضاعف ذلك في رمضان.
226- [683] «من صام رمضان، وقامه، إيمانًا»، أي: تصديقًا بأنه فرض عليه حق، وأنه من أركان الإسلام وبما وعد الله عليه من الثواب، والأجر.
«واحتسابًا» أي: طالبًا للثواب.
«غفر له ما تقدم من ذنبه».
زاد أحمد في مسنده: «وما تأخَّر»، وهو محمول على الصغائر دون الكبائر.
227- [684] «لا تَقدَّموا الشَّهر بيوم، ولا بيومين» إنما هي عن فعل ذلك احتياطًا، لاحتمال أن يكون من رمضان، وهو معنى قول المصنف: لمعنى رمضان، وإنما ذكر اليومين لأنه قد يحصل الشك في يومين بحصول الغيم، أو الظلمة في شهرين، أو ثلاثة، فلذلك عقب ذكر اليوم باليومين، والحكمة في النَّهي أن لا يختلط صوم الفرض بصوم نفل قبله ولا بعده، حذرًا ممَّا صنعت النصارى في الزيادة على ما افترض عليهم برأيهم الفاسد.
228- [686] عن أبي إسحاق، عن صلة بن زُفر قال: «كنَّا عند عمار بن ياسر، فأتى بشاة مصلية فقال: كلُوا، فتنحى بعض القوم، فقال: إنِّي صائم، فقال عمَّار: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس. حديث عمار حديث حسن صحيح.
قال العراقي: جمع الصاغاني في تصنيف له الأحاديث الموضوعة، فذكر فيه حديث عمار المذكور، وما أدري! ما وجه الحكم عليه بالوضع؟! فما في إسناده من يتَّهم بالكذب، وكلهم ثقات قال: وقد كتبتُ على الكتاب المذكور كراسة في الرد عليه في أحاديث منها: هذا الحديث.
قال: نعم في اتصاله نظر، فقد ذكر المزي في الأطراف: أنه رُوي عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: حُدثت عن صلة بن زفر لكن جزم البخاري بصحته إلى صلة، فقال في صحيحه: وقال صلة وبهذا يقتضي صحته عنده.
وقال البيهقي في المعرفة: إنه إسناد صحيح.
229- [687] حدثنا مسلم بن الحجاج.
قال العراقي: لم يرو المصنف في كتابه شيئًا عن مسلم صاحب الصحيح إلاَّ هذا الحديث، وهو من رواية الأقران، فإنهما اشتركا في كثير من شيوخهما.
«أحصوا هلال شعبان لرمضان» هذا مختصر من حديث، حديث، وقد رواه الدارقطني بتمامه، فزاد: «ولا تخلطوا برمضان، إلاَّ أن يوافق ذلك صيامًا كان يصومه أحدكم وصُوموا لرؤيته وأفطروا، فإن غمَّ عليكم، فإنها ليست تغمي عليكم العدة».
قال العراقي: يحتمل أنَّ المراد أحصوا استهلاله حتى تكملوا العِدة إن غُمَّ عليكم، ويدل عليه الزيادة التي عند الدارقطني. والمراد تراءوا هلال شعبان. وأحصوه ليرتب رمضان عليه بالاستكمال، أو الرؤية.
230- [688] «لاَ تَصُومُوا قبل رمضان، صُوموا لرؤيته».
قال العراقي: الضمير في رؤيته: للهلال، وإن كان غير مذكور، ويحتمل أن يعود الضمير على رمضان، فيكون التقدير صوموا لرؤية هلال رمضان على حذف المضاف.
«فإن حالت دوف غيايَة»- بفتح الغين المعجمة، واليائين المثناتين من تحت- وهي السَّحابة، ونحوها.
قال العراقي: هذا هُو المشهور في ضبط هذا الحديث.
وقال ابن العربي: يجوز أن يجعل بدل الياء الأخيرة باء موحدة؛ لأنه من الغيب، تقديره: ما خفي عليك واستتر، أو نون؛ من الغين: وهو الحجاب.
231- [692] «شَهرا عيد لا ينقصان؛ رمضان، وذو الحجة»
قال البزار: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث بهذا اللَّفظ إلاَّ أبو بكرة.
قال العراقي: ونسبة العيد إلى رمضان، وإنما هو في شوال، على طريق المجاز، لكونه مجاورًا له ملاصقًا.
232- [696] «حَسوات» بحاء وسين مهملتين جمع حَسوة- بالفتح-: وهي المرة من الشرب، والحُسوة- بالضم- الجرعة من الشراب بقدر ما تحسى.
233- [705] «وَلا يَهِيدنَّكم» بفتح أوله، ودال مهملة؛ من هاده يهيده.
قال الخطابي: معناه: لا يمنعكم الأكْلَ السَّاطِعُ المُصعَدُ. قال الخطابي: سطوعه: ارتفاعه مصعدًا قبل أن يعترض.
234- [708] «تَسحروا فإنَّ في السحور بركة».
قال في النِّهاية: السَّحور- بالفتح- اسم لما يتسحر به من الطعام، والشراب. وبالضم: المصدر. والفعل نفسه، وأكثر ما يروى بالفتح. وقيل: أنَّ الصواب بالضم، لأنه بالفتح الطعام، والبركة والأجر والثواب في الفضل، لا في الطعام.
«أَكْلَة السَّحَرِ».
قال النووي: ضبطه الجمهور بفتح الهمزة، وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل وإن كثر المأكول فيها، كالغدوة والعشوة.
235- [709] عن موسى بن عُليٍّ بضم العين مصغر.
عن أبي قيس اسمه: عبد الرَّحمن بن ثابت، وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث.
«كُرَاع الغميم» بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة.
«والغميم» بفتح الغين المعجمة وكسر الميم.
قال العراقي: هذا هو المعروف، وأما قول صاحب المشارق: أنه بوجهين؛ هذا وبضم الغين وفتح الميم فإنه لا يعرف في الرواية أصلاً، وقد جزم في شرح مسلم بالأول، وقال في موضع آخر من المشارق.
وقد ضم بعض الشعراء الغين وصغَّره.
«والكراع»: ما سال من أنف الجبل- وكراع كل شيء طرفه- وهو هنا: جبل أسود بطرف وادي الغميم؛ وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال.
عن معمر بن أبي حُيَيَّة: بضم الحاء المهملة وتكرار المثناة من تحت مصغر، وقد قيل فيه ابن أبي حبيبه وليس له عند المصنف إلاَّْ هذا الحديث.
«من مات وعليه صيام شهر، فليطعم عنه- مكانَ؛ كل يوم- مسكينًا».
قال العراقي: الرواية هنا بالنصب، وكان وجهه إقامة الظرف مقام المفعول، كما يقام الجار والمجرور مكانه.
وقد قرئ: {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}.
وفي رواية ابن ماجه، وابن عدي: «مسكين» بالرفع على الصواب.
236- [719] سمعت أبا داود السجزي.
قال العراقي: يريد أبا داود السجستاني، صاحب السنن، فإنه روى عنه. قال ابن ماكولا: السجزي نسبة إلى سجستان على غير قياس.
237- [720] «ذرعه» بالذال المعجمة أي سبقه، وغلبه.
«استقاء» أي تكلف القيء.
238- [728] «وَكَانَ أملككم لإربهِ».
قال العراقي: رُوي بكسر الهمَزة وإسكان الراء، وهو الأكثر في الرواية، وممن حكاه عن الأكثرين أبو عبيد والخطابي والقاضي عياض، وقاله في المشارق: كذا رويناه عن كافة شيوخنا.
قالط: وإنما هو لأربه، بفتح الهمزة والراء. ولأريبته؛ أي لحاجة. انتهى.
والإرب بالكسر العضو، أي: لعضوه.
وقيل: المراد: أو لعقله، حكاه صاحب المشارق وقيل: لنفسه؛ لأنَّ في الموطأ: «وأيُّكم أملك لنفسه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
239- [730] «من لم يُجْمِعِ الصِّيام» بضم أوله، وسكون الجيم، وكسر الميم.
قال الخطابي: الإجماع، إحكام النية والعزيمة، يقال: أجمعت الرأي، وأزمعته، وعزمت عليه، بمعنى.
240- [731] عن سِماك بن حرب عن ابن أم هانئ.
في رواية البيهقي في السنن، عن هارون بن أم هانئ.
وفي المعرفة: عن سماك، قال: أخبرني ابن أم هانئ، قال شعبة: فلقيت أنا أفضلهُمْ جعْدَة، فقلت له: أسَمِعته أنت من أم هانئ قال: أخبرني أهلُنا، وأبو صالح مولى أم هانئ.
«عن أم هانئ قال: أَمِنْ قَضاء...» إلى آخره.
أخرجه البيهقي في المعرفة من وجه آخر بلفظ، قال: «إن كان قضاء من رمضان، فصومي يومًا مكانه، وإن كان تطوعًا، فإن شئتِ فاقضي، وإن شئت فلا تقضي»، ثم قال: وليس هذا باختلاف في الحديث. فقد يكون قال جميع ذلك، فنقل كلُّ واحد منهم ما حفظ.
241- [742] «يصومُ من غُرَّةِ كلِّ شَهْرٍ».
قال العراقي: يحتمل أن يراد بغرة الشهر أوله وأن يراد الأيام الغر وهي البيض.
242- [744] «لحاء»- بكسراللام، وبالحاء المهملة، والمدّ- قشر الشجرة، فليمضغه؛ وبضم الضاد المعجمة وفتحها لغتان.
وفي رواية ابن ماجه، فليمصه.
243- [756] عن عائشة قالت: «ما رأيتُ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صائمًا في العشر قط».
قال العراقي: جاء في حديث آخر إثبات صومه فيه، روى أبو داود، والنسائي عن بعض أزواج النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: «كان النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم تسع ذي الحجَّة، ويوم عاشوراء».
قال البيهقي بعد تخريج الحديثين والمثبتُ أولى من النَّافي.
244- [764] «والصَّوم جنَّة» بضم الجيم، أي: سِتْر من النَّار.
«ولخلوف فم الصائم» بضم الخاء لا غير، هذا هو المعروف في كتب اللغة، والحديث، ولم يحْكِ صاحب المحكم والصحاح غيره.
قال القاضي عياض: وكثير من الشيوخ يروونه بفتحها.
قال الخطابي: وهو خطأ، والمراد به: تغير طعم الفم وريحه؛ لتأخر الطعام.
«أَطيب عند الله من ريح المسك».
قال الداودي: معناه أنه يثاب على الخلوف ما لا يثاب على رائحة المسك إذا تطيب للصلاة يوم الجمعة.
وقال النووي: كأنه أصح ما قيل في معنى الحديث. واسم بشير، زحم؛ أي كان اسمه في الجاهلية زحمًا، فهاجر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: «ما اسمك، قال: زحم، قال: بل أنت بشير». رواه أبو داود.
245- [770] «أفضل الصوم صوم أخي داود».
قال الشيخ عز الدِّين بن عبد السلام في فتاويه: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن عمرو بن العاص: «لا أفضل من ذلك» معناه: لا أفضل لك من ذلك؛ لأنه قال له في الحديث: «فإنك إذا فعلت ذلك، نبهت نفسك وغارت عينك» ولأنَّ أكثر الصحابة رضي الله عنهم ما يسألون عن أفضل الأعمال إلاَّ ليختاروه لأنفسهم، فكأنه قال: أيُّ الصوم أفضل لي؟ وقد سئل أي الأعمال أفضل؛ فقال: «الجهاد في سبيل الله» وسأله آخر، أي: الأعمال أفضل؛ فقال: «بر الوالدين» وسأله آخر، فقال: «الصلاة على أول وقتها» لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهم من كل أحد أن يسأل عن أي أعماله أفضل؟ فأجابه على ما فهم من قصده، فكأنَّ كل واحد منهم يسأل عن أي الأعمال أفضل في حقي؛ فأجابه على ما فهم منه.
وهذا لفظ عام ورد على سبب خاص، واقترن به ما يدل قصده على سببه وكذلك قوله: «أفضل الصيام صوم أخي داود» محمول على من يسأل: أي غَبُّ الصوم وتفريقه أفضل، ويجب أن يحمل على ما ذكرته؛ توفيقًا بين الأحاديث على حسب الإمكان، مع ما ذكرته من القرائن الدالة على أنهم ما سألوا عن الأفضل إلاَّ ليختاروه لأنفسهم. انتهى.
246- [773] «عن عقبة بن عامرٍ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَوم عَرفَة، ويوم النَّحرِ، وأيام التَّشريق عِيدنَا أَهلَ الإِسْلاَمِ».
قال العراقي: هكذا هو في جميع نسخ الترمذي، وكذا هو عند من رواه من أصحاب السنن وغيرهم.
«يوم عرفة، ويوم النَّحر»
قال ابن عبد البر في التمهيد: لا يوجد ذكر يوم عرفة في غير هذا الحديث.
قال العراقي: وفيه إشكال حيث قال: «وهي أيام أكل وشرب» ويوم عرفة ليس كذلك، قال: والجواب عنه من وجهين:
أحدهما: أنه يعود على أيام التشريق فقط، أو عليها مع يوم النحر، دون يوم عرفة.
والثاني: لعله قاله في حجة الوداع، أو قاله في حق الحاج، لأنَّ الأفضل في حقه الإفطار يوم عرفة، وأما تسميته عيدًا فلا مانع منه.
وقوله: «أهل الإسلام» منصوب على الاختصاص.
247- [778] «إنِّي لست كأحدكم إنَّ ربِّي يطعمني ويسقيني».
اختلف في تأويله على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه على ظاهره، وأنه يؤتى بطعام وشراب من الجنَّة، وطعام الجنَّة لا يُفطِّر.
والثاني: أنَّ الله تعالى يخلق فيه من الشبع، والرِيِّ ما يُغنيه عن الطعام، والشراب.
والثالث: أنَّ الله يحفظ عليه قوته من غير طعام ولا شراب، كما يحفظها بالطعام والشراب، فعُبِّر بالطعام والشراب عن فائدتهما؛ وهي القوة، وعليه اقتصر ابن العربي.
وقال الشيخ عز الدِّين ابن عبد السلام في أماليه: للعلماء فيه مذهبان.
قال بعضهم: المراد الإطعام والسقي الحقيقي، فكأنه يقول: أنا لا أواصل فإنَّ الله يطعمني من غير طعام الدنيا. وقيل: بل المراد ما يَرِدُ عليه من المعارف والمواهب فإنها تَقُوت النَّفس كما يقوتها الطعام، فأطلق عليه الإطعام والسقي من مجاز التشبيه، وعلى هذا الأكثر، انتهى.
وفي الدرر الفريدة للعلامة شمس الدِّين ابن الصائغ ما نصه ومنْ خطه نقَلْتُ: هذا عن طعام الأرواح وشرابها، وما يفيض عليها من أنواع البهجة.
لها أحاديث من ذكراك يشغلها ** عن الشراب ويلهيها عن الزَّاد

لها بوجهك نور تستضيء به ** ومن حديثك في أعقابها حاد

ومن قال يأكل ويشرب حقيقة غلط لوجوه:
أحدها: قوله في بعض الروايات: أظل.
الثاني: أنهم لما قالوا له: إنَّك تواصل، قال: إنِّي لست كأحدكم، ولو كان كما قيل، لقال: وأنا لا أواصل.
الثالث: إنه لو كان كذلك لم يصح الجواب بالفارق، فكان يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم مستويين فلا يصح النفي. انتهى.
«الغنيمة الباردة».
قال العراقي: هذا مثل من أمثال النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ذكر في الأمثال أبو الشيخ بن حيان، وأبو عروبة الحراني وغيرهما: الصوم في الشتاء شبهه بها بجامع أنَّ كلاً منهما حصول نفع بلا جهد ومشقة، والغنيمة الباردة، هي التي تحصل بلا حرب شديد، ولا مشقة، ويعبرون عن شدة الحرب بكونها حميت، ومنه: «الآن حمي الوطيس».
249- [801] «تحفة الصَّائِم؛ الدُّهن والمِجْمَرُ».
قال في النِّهاية: يعني أنه يذهب عنه مشقة الصوم، وشدته، والتحفة: طُرفة الفاكهة؛ وقد تفتح الحاء، والجمع تحف، ثم تستعمل في غير الفاكهة من الألطاف.
قال الأزهري: أصل تحفة، وُحفة فأبدلت الواو تاء.