فصل: (تابع: حرف الفاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الفاء‏]‏

عطف‏:‏ عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً‏:‏ انصرفَ‏.‏ ورجل عَطوف وعَطَّاف‏:‏ يَحْمِي المُنْهَزِمين‏.‏ وعطَف عليه يَعْطِفُ عَطفاً‏:‏ رجع عليه بما يكره أَو له بما يريد‏.‏ وتعطَّف عليه‏:‏ وصَلَه وبرَّه‏.‏ وتعطَّف على رَحِمه‏:‏ رَقَّ لها‏.‏

والعاطِفةُ‏:‏ الرَّحِم، صفة غالبة‏.‏ ورجل عاطِف وعَطُوف‏:‏ عائد بفضله حَسَنُ الخُلُق‏.‏

قال الليث‏:‏ العطَّاف الرجل الحسَن الخُلُق العطوف على الناس بفضله؛ وقول مُزاحم العُقَيْلي أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

وجْدِي به وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه *** بنَخَلةَ لم تَعْطِفْ عليه العواطِفُ

لم يفسر العواطف، وعندي أَنه يريد الأَقْدار العَواطِفَ على الإنسان بما

يُحِبُّ‏.‏ وعَطَفْت عليه‏:‏ أَشْفَقْت‏.‏ يقال‏:‏ ما يَثْنيني عليك عاطِفةٌ من رَحِم ولا قَرابة‏.‏ وتعطَّف عليه‏:‏ أَشْفَقَ‏.‏ وتعاطَفُوا أَي عطَف بعضهم

على بعض‏.‏ واسْتَعطَفَه فعطَف‏.‏ وعَطف الشيءَ يَعْطِفُه عَطْفاً وعُطُوفاً

فانعطَفَ وعطَّفه فتعطَّف‏:‏ حَناه وأَمالَه، شدِّد للكثرة‏.‏ ويقال‏:‏ عطفْت

رأْس الخشَبة فانْعطفَ أَي حَنَيْتُه فانْحنى‏.‏ وعطفْت أَي مِلْت‏.‏

والعَطائف‏:‏ القِسِيُّ، واحدتها عَطِيفةٌ كما سَمَّوْها حَنِيّة‏.‏ وجمعها

حَنيٌّ‏.‏ وقوس عَطوفٌ ومُعطَّفةٌ‏:‏ مَعْطوفةُ إحدى السِّيَتَين على

الأُخرى‏.‏ والعطيفةُ والعِطافةُ‏:‏ القوس؛ قال ذو الرمة في العَطائف‏:‏

وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه، على البِيضِ في أَغمادِها والعَطائِفِ

يعني بُرْداً يُظَلَّل به، والبيضُ‏:‏ السُّيوف، وقد عَطَفَها يَعْطِفُها‏.‏

وقوس عَطْفَى‏:‏ مَعْطوفة؛ قال أُسامةُ الهذلي‏:‏

فَمَدَّ ذِراعَيْه وأَجْنَأَ صُلْبَه، وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِمدُ

وكل ذلك لتَعَطُّفِها وانحِنائها، وقِسِيٌّ مُعطَّفة ولفاح مُعطَّفة، وربما عَطَفُوا عِدَّة ذود على فصيل واحد فاحْتَلَبُوا أَلْبانهن على ذلك

ليَدْرِرْن‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والقوس المعْطوفة هي هذه العربية‏.‏

ومُنْعَطَفُ الوادي‏:‏ مُنْعَرَجُه ومُنْحَناه؛ وقول ساعدة بن جؤية‏:‏

من كلِّ مُعْنِقةٍ وكلِّ عِطافةٍ

مِنها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَب

يعني بعِطافة هنا مُنْحَنًى، يصف صخرة طويلة فيها نحْل‏.‏ وشاة عاطفة

بيِّنةُ العُطوف والعَطْف‏:‏ تَثني عُنقها لغير علة‏.‏ وفي حديث الزكاة‏:‏ ليس فيها

عَطْفاء أَي مُلْتَوِيةُ القرن وهي نحو العَقْصاء‏.‏ وظَبْية عاطِفٌ‏:‏

تَعْطِفُ عنقها إذا رَبَضَت، وكذلك الحاقِفُ من الظِّباء‏.‏ وتعاطَف في مَشْيه‏:‏

تَثنَّى‏.‏ يقال‏:‏ فلان يتَعاطفُ في مِشْيته بمنزلة يتَهادى ويَتمايلُ من الخُيلاء والتبَخْتُر‏.‏

والعَطَفُ‏:‏ انثِناء الأَشْفار؛ عن كراع، والغين المعجمة أَعلى‏.‏ وفي حديث

أُمّ مَعْبَد‏:‏ وفي أَشفاره عَطَفٌ أَي طول كأَنه طال وانعطَف، وروي

الحديث أَيضاً بالغين المعجمة‏.‏ وعطَف الناقةَ على الحُوار والبوّ‏:‏ ظأَرَها‏.‏

وناقة عطوفٌ‏:‏ عاطِفةٌ، والجمع عُطُفٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ناقة عَطُوف إذا

عُطِفَت على بَوٍّ فرَئمَتْه‏.‏ والعَطُوف‏:‏ المُحِبَّة لزوجها‏.‏ وامرأَة

عَطِيفٌ‏:‏ هَيِّنة ليّنة ذَلول مِطْواع لا كِبر لها، وإذا قلت امرأَة عَطُوف، فهي

الحانيةُ على ولدها، وكذلك رجل عَطوف‏.‏ ويقال‏:‏ عَطَفَ فلان إلى ناحية كذا

يَعْطِفُ عَطْفاً إذا مال إليه وانعطف نحوه‏.‏ وعَطف رأْسَ بعيره إليه إذا

عاجَه عَطْفاً‏.‏ وعَطفَ اللّه تعالى بقلب السلطان على رَعِيّته إذا جعله

عاطفاً رَحِيماً‏.‏ وعطَف الرجل وِساده إذا ثناه ليرْتَفِقَ عليه

ويَتّكِئ؛ قال لبيد‏:‏

ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَى، عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ

والعَطُوفُ والعاطُوفُ وبعض يقول العأْطُوف‏:‏ مِصْيَدةٌ فيها خشبة

مَعطوفة الرأْس، سميت بذلك لانعطاف خشبتها‏.‏ والعَطْفةُ‏:‏ خَرَزَة يُعَطِّفُ بها

النساء الرجالَ، وأَرى اللحياني حكى العِطْفة، بالكسر‏.‏ والعِطْفُ‏:‏

المَنْكِب‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ مَنكِب الرجل عِطْفه، وإبْطُه عِطْفُه‏.‏ والعُطوف‏:‏

الآباطُ‏.‏ وعِطْفا الرجل والدابة‏:‏ جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ

رأْسه وَرِكه، والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف‏.‏ وعِطْفا كل شيء‏:‏ جانباه‏.‏

وعطَف عليه أَي كَرَّ؛ وأَنشد الجوهري لأَبي وجزة‏:‏

العاطِفُون، تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُطْعِمُون، زَمان أََيْنَ المُطْعِمُ‏؟‏

قال ابن بري‏:‏ ترتيب إنشاد هذا الشعر‏:‏

العاطفون، تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُنْعِمُون يداً، إذا ما أَنْعَمُوا

واللاَّحِقُون جِفانَهم قَمعَ الذُّرَى، والمُطْعِمُون، زمان أَينَ المُطعِمُ‏؟‏

وثنَى عِطْفَه‏:‏ أَعْرض‏.‏ ومرَّ ثاني عِطْفِه أَي رَخيَّ البالِ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ثاني عِطْفِه ليُضِلَّ عن سبيل اللّه؛ قال الأَزهري‏:‏ جاء في التفسير

أَن معناه لاوِياً عُنقَه، وهذا يوصف به المتكبِّر، فالمعنى ومِن الناس

من يُجادِل في اللّه بغير علم ثانياً عِطفَه أَي متكبراً، ونَصْبُ ثانيَ

عطفه على الحال، ومعناه التنوين كقوله تعالى‏:‏ هَدْياً بالِغَ الكعْبةِ؛ أَي بالِغاً الكعبةَ؛ وقال أَبو سهم الهذلي يصف حِماراً‏:‏

يُعالِج بالعِطْفَينِ شَأْواً كأَنه

حَريقٌ، أُّشِيعَتْه الأَباءَةُ حاصِدُ

أَراد أُشِيعَ في الأَباءة فحذف الحرف وقلَب‏.‏ وحاصِدٌ أَي يَحْصُِدُ

الأَباءة بإِحْراقه إياها‏.‏ ومرَّ ينظُر في عِطفَيْه إذا مرَّ مُعجَباً‏.‏

والعِطافُ‏:‏ الإزار‏.‏ والعِطافُ‏:‏ الرِّداء، والجمع عُطُفٌ وأَعْطِفة، وكذلك المِعْطَفُ وهو مثل مئْزر وإزار وملِحَف ولِحاف ومِسْرَد وسِرادٍ، وكذلك مِعْطف وعِطافٌ، وقيل‏:‏ المَعاطِفُ الأَرْدِيةُ لا واحد لها، واعْتَطَفَ

بها وتعطَّف‏:‏ ارْتدى‏.‏ وسمي الرِّداء عِطافاً لوقُوعه على عِطْفي الرّجل، وهما ناحيتا عنقه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سُبحان مَن تعطَّف بالعِزِّ وقال به، ومعناه سبحان من تَرَدَّى بالعز؛ والتعطُّف في حقِّ اللّه مَجازٌ يُراد به الاتّصاف كأَنَّ العز شَمِله شُمولَ الرِّداء؛ هذا قول ابن الأَثير، ولا

يعجبني قوله كأَنّ العز شَمله شمولَ الرِّداء، واللّه تعالى يشمل كل شيء؛ وقال الأَزهري‏:‏ المراد به عز اللّه وجَماله وجَلاله، والعرب تضع

الرِّداء موضع البَهْجة والحُسن وتَضَعُه موضع النَّعْمة والبهاء‏.‏ والعُطوفُ‏:‏

الأَرْدِيةُ‏.‏ وفي حديث الاستسقاء‏:‏ حَوَّل رِداءه وجعل عِطافَه الأَيمنَ على

عاتقه الأَيسر؛ قال ابن الأَثير‏:‏ إنما أَضاف العِطاف إلى الرِّداء لأنه

أَراد أَحد شِقّي العِطاف، فالهاء ضمير الرداء، ويجوز أَن يكون للرجل، ويريد بالعِطافِ جانبَ ردائه الأَيمن؛ ومنه حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما‏:‏

خرج مُتَلَفِّعاً بعِطاف‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ فناولتها عِطافاً كان عليَّ

فرأَت فيه تَصْلِيباً فقالت‏:‏ نَحِّيه عنّي‏.‏ والعِطاف‏:‏ السيف لأَن العرب

تسميه رداء؛ قال‏:‏

ولا مالَ لي إلا عِطافٌ ومِدْرَعٌ، لكم طَرَفٌ منه حَديدٌ، ولي طَرَفْ

الطَّرَفْ الأَوَّلُ‏:‏ حَدُّه الذي يُضرب به، والطرَف الثاني‏:‏ مَقْبِضُه؛ وقال آخر‏:‏

لا مالَ إلا العِطافُ، تُؤْزِرهُ

أُمُّ ثلاثين وابنةُ الجَبَلِ

لا يَرْتَقي النَّزُّ في ذَلاذِلِه، ولا يُعَدِّي نَعْلَيْه مِنْ بَلَلِ

عُصْرَتُه نُطْفةٌ، تَضَمَّنَها

لِصْبٌ تَلَقَّى مَواقِعَ السَّبَلِ

أَو وَجْبةٌ مِن جَناةِ أَشْكَلةٍ، إن لم يُرِعْها بالماء لم تُنَلِ

قال ثعلب‏:‏ هذا وصَف صُعْلوكاً فقال لا مالَ له إلا العِطافُ، وهو السيف، وأُم ثلاثين‏:‏ كنانة فيها ثلاثون سهماً، وابنةُ الجبل‏:‏ قَوسُ نَبْعةٍ في جبل وهو أَصْلَبُ لعُودها ولا يناله نزٌّ لأَنه يأْوي الجبال، والعُصرة‏:‏

المَلْجأُ، والنُّطفة‏:‏ الماء، واللِّصْب‏:‏ شَقُّ الجبل، والوَجْبة‏:‏

الأَكْلة في اليوم، والأَشْكَلة‏:‏ شجرة‏.‏ واعْتَطَفَ الرِّداءَ والسيفَ والقوس؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

ومَن يَعْتَطِفْه على مِئْزرِ، فنِعْم الرِّداء على المئْزرِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

لَبِسْتَ عليكَ عِطافَ الحَياء، وجَلَّلَكَ المَجْدُ ثِنْيَ العَلاء

إنما عنى به رداء الحَياء أَو حُلَّته استِعارةً‏.‏ ابن شميل‏:‏ العِطاف

تَرَدِّيك بالثوب على مَنكِبيك كالذي يفعل الناس في الحرِّ، وقد تعطَّف

بردائه‏.‏ والعِطافُ‏:‏ الرِّداء والطَّيْلَسان؛ وكل ثوب تعَطَّفَه أَي تَردَّى

به، فهو عِطاف‏.‏

والعَطْفُ‏:‏ عَطْفُ أَطراف الذَّيْل من الظِّهارة على البطانة‏.‏

والعَطَّاف‏:‏ في صفة قِداح المَيْسِر، ويقال العَطوف، وهو الذي يَعْطِفُ

على القداح فيخرج فائزاً؛ قال الهذلي‏:‏

فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه، خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا

وقال القُتيبي في كتاب المَيْسِر‏:‏ العَطوف القِدْح الذي لا غُرْم فيه

ولا غُنْم له، وهو واحد الأَغْفال الثلاثة في قِداح الميسر، سمي عَطُوفاً

لأنه في كل رِبابة يُضرب بها، قال‏:‏ وقوله قِدحاً واحد في معنى جميع؛ ومنه

قَوله‏:‏

حتى تَخَضْخَض بالصُّفْنِ السَّبيخ، كما

خاضَ القِداحَ قَمِيرٌ طامِع خَصِلُ

السَّبِيخُ‏:‏ ما نَسَل من ريش الطير التي ترد الماء، والقَمِيرُ‏:‏

المَقْمُور، والطامِعُ‏:‏ الذي يطمع أَن يَعُود إليه ما قُمِر‏.‏ ويقال‏:‏ إنه ليس

يكون أَحد أَطمع من مَقْمُور، وخَصِلٌ‏:‏ كثر خِصال قَمْرِه؛ وأَما قول ابن مقبل‏:‏

وأَصْفَرَ عطَّافٍ إذا راحَ رَبُّه، غدا ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ

فإنه أَراد بالعَطَّاف قِدْحاً يَعْطِف عن مآخِذِ القِداح وينفرد، وروي

عن المؤرّج أَنه قال في حَلْبة الخيل إذا سُوبق بينها، وفي أَساميها‏:‏ هو السابِقُ والمُصَلِّي والمُسَلِّي والمُجَلِّي والتالي والعاطِفُ

والحَظِيُّ والمؤَمَّلُّ واللَّطِيمُ والسِّكِّيتُ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ لا يُعرف

منها إلا السابق والمصلِّي ثم الثالث والرابع إلى العاشر، وآخرها السكِّيت

والفُِسْكل؛ قال الأَزهري‏:‏ ولم أَجد الرواية ثابتة عن المؤرّج من جهة من يوثق به، قال‏:‏ فإن صحت الرواية عنه فهو ثقة‏.‏

والعِطْفة‏:‏ شجرة يقال لها العَصْبةُ وقد ذكرت؛ قال الشاعر‏:‏

تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولَحْمِي، تَلَبُّسَ عِطْفة بفُروع ضالِ

وقال مرة‏:‏ العَطَف، بفتح العين والطاء، نبت يَتَلَوَّى على الشجر لا ورق

له ولا أَفنان، ترعاه البقر خاصة، وهو مُضِرّ بها، ويزعمون أَن بعض

عروقه يؤخذ ويُلْوى ويُرْقى ويُطْرَح على المرأَة الفارك فتُِحب زوجها‏.‏ قال

ابن بري‏:‏ العَطَفةُ اللبلاب، سمي بذلك لتلويه على الشجر‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

العِطْفَةُ والعَطْفَة هي التي تَعَلَّقُ الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأَنشد

البيت المذكور وقال‏:‏ قال النضر إنما هي عَطَفةٌ فخففها ليستقيم له الشعر‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ من غريب شجر البر العَطَف، واحدتها عَطَفة‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّريق وعَطْفِه وعَلْبه ودَعْسِه وقَرْيِه وقارِعَتِه‏:‏

وعَطَّافٌ وعُطَيْفٌ‏:‏ اسمان، والأَعرف غُطَيْف، بالغين المعجمة؛ عن ابن سيده‏.‏

عفف‏:‏ العِفّة‏:‏ الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ‏.‏ عَفَّ عن المَحارِم

والأُطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة، فهو عَفِيفٌ وعَفٌّ، أَي كَفَّ وتعفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعفَّه اللّه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

ولْيَسْتَعْفِف الذين لا يَجِدون نكاحاً؛ فسَّره ثعلب فقال‏:‏ ليَضْبِطْ

نفسه بمثل الصوم فإنه وِجاء‏.‏

وفي الحديث‏:‏ من يَسْتَعْفِف يُعِفّه اللّه؛ الاسْتِعْفاف‏:‏ طلَبُ

العَفافِ وهو الكَفُّ عن الحرام والسؤال من الناس، أَي من طلب العِفّة وتكلَّفها

أَعطاه اللّه إياها، وقيل‏:‏ الاستعفاف الصبْر والنَّزاهة عن الشيء؛ ومنه

الحديث‏:‏ اللهم إني أَسأَلك العِفّة والغِنى، والحديث الآخر‏:‏ فإنهم ما

علمت أَعِفّةٌ صُبُر؛ جمع عَفِيف‏.‏ ورجل عَفٌّ وعَفِيف، والأُنثى بالهاء، وجمع العَفِيف أَعِفّة وأَعِفّاء، ولم يُكَسِّروا العَفَّ، وقيل‏:‏ العَفِيفة

من النساء السيدة الخَيْرةُ‏.‏ وامرأَة عَفِيفة‏:‏ عَفّة الفَرج، ونسوة

عَفائف، ورجل عَفِيف وعَفٌّ عن المسأَلة والحَرْصِ، والجمع كالجمع؛ قال ووصف

قوماً‏:‏ أَعِفّة الفَقْرِ أَي إذا افتقروا لم يغْشَوُا المسأَلة القبيحة‏.‏

وقد عَفَّ يعِفّ عِفَّة واستعَفَّ أَي عَفَّ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ومن كان غنيّاً

فليَستعْفِفْ؛ وكذلك تعَفَّفَ، وتعَفَّفَ أَي تكلَّف العِفَّة‏.‏ وعَفَّ

واعْتَفَّ‏:‏ من العِفَّة؛ قال عمرو بن الأَهتم‏:‏

إنَّا بَنُو مِنْقَرٍ قومٌ ذَوُو حَسَبٍ، فِينا سَراةُ بَني سَعْدٍ وناديها

جُرْثُومةٌ أُنُفٌ، يَعْتَفُّ مُقْتِرُها‏.‏

عن الخَبِيثِ، ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها

وعَفيفٌ‏:‏ اسم رجل منه‏.‏

والعُفّةُ والعُفافةُ‏:‏ بقيَّة الرَّمَثِ في الضَّرْع، وقيل‏:‏ العُفافةُ

الرَّمَث يَرْضَعُه الفَصِيلُ‏.‏ وتعَفَّف الرجل‏:‏ شرب العُفافة، وقيل‏:‏

العُفافة بقية اللبن في الضرع بعدما يُمتَكُّ أَكثره، قال‏:‏ وهي العُفّة

أَيضاً‏.‏ وفي الحديث حديث المغيرة‏:‏ لا تُحَرِّمُ العُفّةُ؛ هي بقية اللبن في الضَّرْع بعد أَن يُحْلَب أَكثر ما فيه، وكذلك العُفافة، فاستعارها للمرأَة، وهم يقولون العَيْفة؛ قال الأَعشى يصف ظبية وغزالها‏:‏

وتَعادى عنه النهارَ، فما تَعْـ *** ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

نصب النهار على الظرف، وتَعادى أَي تَباعدُ؛ قال ابن بري‏:‏ وهذا البيت

كذا ورد في الصحاح وهو في شعر الأَعشى‏:‏

ما تعادى عنه النهار، ولا تعـ *** ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

أَي ما تَجاوزُه ولا تُفارِقُه، وتَعْجُوه تَغْذُوه، والفُواق اجتماع

الدّرّة؛ قال‏:‏ ومثله للنّمر بن تَوْلَب‏:‏

بأَغَنَّ طِفْلٍ لا يُصاحِبُ غيره، فله عُفافةُ دَرِّها وغِزارُها

وقيل‏:‏ العُفافة القليل من اللبن في الضرْع قبل نزول الدِّرّة‏.‏ ويقال‏:‏

تَعافَّ ناقتكَ يا هذا أَي احْلُبْها بعد الحلبة الأُولى‏.‏ وجاء فلان على

عِفّانِ ذلك، بكسر العين، أَي وقْتِه وأَوانه، لغة في إفَّانه، وقيل‏:‏

العُفافة أَن تُترك الناقةُ على الفصيل بعد أَن يَنْقُص ما في ضرعها فيجتمع له

اللبن فُواقاً خفيفاً؛ قال الفراء‏:‏ العفافة أَن تأْخذ الشيء بعد الشيء

فأَنت تَعْتَفُّه‏.‏ والعَفْعَفُ‏:‏ ثمر الطلح، وقيل‏:‏ ثمر العِضاه كلها‏.‏ ويقال

للعجوز‏:‏ عُفّة وعُثّة‏.‏

والعُفّة‏:‏ سمكة جَرْداء بيضاء صغيرة إذا طُبِخت فهي كالأَرُزّ في طعمها‏.‏

عقف‏:‏ العَقْفُ‏:‏ العَطْف والتلْوِيةُ‏.‏ عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً

وعَقَّفَه وانْعَقَف وتَعَقَّف أَي عطَفَه فانْعَطَفَ‏.‏ والأَعْقَفُ‏:‏ المنْحَني

المُعْوَجّ‏.‏ وظبْي أَعْقَفُ‏:‏ معطوف القُرون‏.‏ والعَقْفاء من الشياه‏:‏ التي

التوى قرْناها على أُذنيها‏.‏ والعُقَّافة‏:‏ خَشَبة في رأْسها حُجْنة يُمَدُّ

بها الشيء كالمِحْجَن‏.‏ والعَقْفاء‏:‏ جديدة قد لُوِيَ طَرَفُها‏.‏ وفي حديث

القيامةِ‏:‏ وعليه حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لها شوكة عَقِيفةٌ أَي مَلْوِيَّةٌ

كالصِّنَّارة‏.‏ وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرة‏:‏ أَنه سُئل عن العُصْرةِ

للمرأَة فقال‏:‏ لا أَعلم رُخِّص فيها إلا للشيخ المَعْقُوفِ أَي الذي

انْعَقَفَ من شدَّة الكِبَر فانْحنى واعْوجّ حتى صار كالعُقّافةِ، وهي

الصَّوْلَجانُ‏.‏

والعُقاف‏:‏ داء يأْخذ الشاة في قوائمها فتعوَجُّ، وقد عُقِفَتْ، فهي

مَعْقُوفة‏.‏ والتعْقِيفُ‏:‏ التَّعْويج‏.‏ وشاة عاقِفٌ‏:‏ مَعْقُوفة الرِّجل، وربما

اعْتَرى كل الدوابِّ‏.‏ والأَعْقَف‏:‏ الفقير المحتاج؛ قال‏:‏

يا أَيُّها الأَعْقَفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، لا نِعْمةً تَبْتَغي عندي ولا نَشَبا

والجمع عُقْفان‏.‏ وعُقْفان‏:‏ جنس من النمل‏.‏ ويقال‏:‏ للنمل جَدّان‏:‏ فازِرٌ

وعُقْفانُ، ففازِرٌ جَدُّ السُّود، وعُقفان جد الحُمْر، وقيل‏:‏ النمل ثلاثة

أَصناف‏:‏ النمل والفازِرُ والعُقَيْفانُ، والعُقَيْفانُ‏:‏ الطويلُ القوائم

يكون في المَقابِر والخَراباتِ؛ وأَنشد‏:‏

سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَيفا

نُ، فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ

قال‏:‏ والذَّرّ الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفازِرُ‏:‏ المُدوَّر

الأَسود يكون في التمر، قال ابن بري‏:‏ قال دَغْفَلٌ النسَّابة‏:‏ يُنْسبُ

النملُ إلى عُقْفان والفازر، فعُقْفان جد السود، والفازِر جَدّ الشُّقْر‏.‏

وعُقْفانُ‏:‏ حَيٌّ من خُزاعةَ‏.‏ والعَقْفاء والعَقَفُ‏:‏ ضرب من النبْت‏.‏ حكى

الأَزهري عن الليث‏:‏ والعَقْفاء ضرب من البقول معروف، قال‏:‏ والذي أَعرفه في البقول القَفْعاء، ولا أَعرف العَقْفاء‏.‏ والعَيْقُفانُ‏:‏ نبت كالعَرْفَجِ

له سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ وقال مرة‏:‏ العُقَيْفاء

نبْتة ورقها مثل ورق السَّذاب لها زهْرة حمراء وثمرة عَقْفاء كأَنها شِصٌّ

فيها حَبٌّ، وهي تقتل الشاء ولا تضر الإبل؛ قال الجوهري‏:‏ وأَما قول حميد بن ثَوْر الهِلالي‏:‏

كأَنه عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ، من أَكْلُب يَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ

فيقال‏:‏ هو الثعلب؛ قال ابن بري‏:‏ وهذا الرجز لحُميد الأَرقط لا لحميد بن ثَوْر‏.‏ وأَعرابي أَعْقَفُ أي جافٍ‏.‏

عكف‏:‏ عَكَف على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً‏:‏ أَقبل عليه

مُواظِباً لا يَصْرِفُ عنه وجهه، وقيل‏:‏ أقام؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ يَعكفون

على أَصنام لهم، أَي يُقيمون؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ ظَلْتَ عليه عاكفاً، أَي

مُقيماً‏.‏ يقال‏:‏ فلان عاكِفٌ على فرج حَرام؛ قال العجاج يصِفُ ثوراً‏:‏

فهُنَّ يَعْكُفْن به إذا حجا، عَكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبون الفَنْزَجا

أَي يُقْبِلْن عليه؛ وقومٌ عُكَّفٌ وعُكُوفٌ‏.‏ وعَكفَتِ الخيلُ بقائدها

إذا أَقبَلَت عليه، وعَكَفَتِ الطيرُ بالقَتِيل، فهي عُكُوف؛ كذلك أَنشد

ثعلب‏:‏

تَذُبُّ عنه كَفٌّ بها رَمَقٌ

طيراً عُكوفاً، كَزُوّرِ العُرُسِ

يعني بالطير هنا الذِّبّان فجعلهنَّ طيراً، وشبَّه اجتماعهن للأَكل

باجتماع الناس للعُرْس‏.‏ وعَكَفَ يَعْكُف ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً‏:‏ لزم

المكان‏.‏ والعُكُوفُ‏:‏ الإقامةُ في المسجد‏:‏ قال اللّه تعالى‏:‏ وأَنتم عاكِفونَ

في المَساجد؛ قال المفسرون وغيرهم من أَهل اللغة‏:‏ عاكِفون مُقيمون في المساجد لا يُخْرُجون منها إلا لحاجة الإنسان يُصلّي فيه ويقرأُ القرآن‏.‏

ويقال لمن لازَمَ المسجد وأَقام على العِبادة فيه‏:‏ عاكف ومُعْتَكِفٌ‏.‏

والاعْتِكافُ والعُكوف‏:‏ الإقامةُ على الشيء وبالمكان ولزُومهما‏.‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يَعْتَكِفُ في المسجد‏.‏ والاعتِكافُ‏:‏

الاحْتِباس وعَكَفُوا حولَ الشيء‏:‏ استداروا‏.‏ وقوم عُكوف‏:‏ مُقِيمون؛ قال أَبو

ذؤيب يصف الأَثافيّ‏:‏

فَهُنَّ عُكوفٌ، كنَوْحِ الكَرِيـ *** ـمِ، قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوَى

وعَكَفَه عن حاجته يَعْكُفه ويَعْكِفُه عَكْفاً‏:‏ صَرَفَه وحَبَسه‏.‏

ويقال‏:‏ إنك لتَعْكِفُني عن حاجتي أَي تَصْرفُني عنها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ يقال

عَكَفْته عَكْفاً فعكَفَ يعكف عُكوفاً، وهو لازمٌ وواقعٌ كما يقال رَجَعْتُه

فرَجَعَ، إلاّ أَن مصدر اللازم العُكوف، ومصدر الواقع العَكْف‏.‏ وأَما

قوله تعالى‏:‏ والهَدْيَ مَعْكوفاً، فإنَّ مجاهداً وعطاء قالا مَحْبوساً‏.‏ قال

الفراء‏:‏ يقال عكفته أَعكفه عَكْفاً إذا حبسته‏.‏

وقد عَكَّفْت القومَ عن كذا أَي حبستهم‏.‏ ويقال‏:‏ ما عَكَفَكَ عن كذا‏؟‏

وعُكِّفَ النظمُ‏:‏ نُضِّدَ فيه الجوهرُ؛ قال الأَعشى‏:‏

وكأَنَّ السُّموطَ عَكَّفَها السِّلْـ *** ـكُ بعِطْفَيْ جَيْداء أُمِّ غَزالِ

أَي حَبَسها ولم يَدَعْها تتفرق‏.‏ والمُعَكَّف‏:‏ المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ‏.‏

وعُكَيْفٌ‏:‏ اسم‏.‏

علف‏:‏ العَلَفُ للدّواب، والجمع عِلافٌ مثل جبَل وجِبال‏.‏ وفي الحديث‏:‏

وتأْكلون عِلافَها؛ هو جمع علَف، وهو ما تأْكله الماشية‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ، عَلَفها يَعْلِفُها عَلْفاً، فهي مَعْلُوفة

وعَلِيفٌ؛ وأَنشد الفراء‏:‏

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِداً، حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها

أَي وسَقَيْتُها ماء؛ وقوله‏:‏

يَعْلِفُها اللحمَ، إذا عزَّ الشجَرْ، والخَيْلُ في إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ

إنما يعني أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض

فَيُقِيمُها مُقامَ العلَف‏.‏ والمِعْلَفُ‏:‏ موضع العلَف‏.‏ والدابةُ تَعْتَلِف‏:‏ تأْكل، وتَسْتَعْلِفُ‏:‏ تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة‏.‏ والعَلُوفَةُ‏:‏ ما

يَعْلِفُون، وجمعها عُلُفٌ وعَلائفُ؛ قال‏:‏

فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً، قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائفِ المِقْضابِ

وحكى أَبو زيد‏:‏ كبش عَلِيفٌ في كِباش عَلائفَ؛ قال اللحياني‏:‏ هي ما

رُبِط فعُلِف ولم يُسَرَّحْ ولا رُعِيَ، قال‏:‏ وإن شئت حذفت الهاء، وكذلك كل

فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء، إن شئت حذَفت منه الهاء، نحو

الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وما أَشبه ذلك‏.‏

والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفةُ، جميعاً‏:‏ الناقة أَو الشاة

تُعْلَفُ للسِّمَنِ ولا تُرْسَل للرَّعْي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ تُسَمَّن بما يُجْمَع

من العَلَف، وقال اللحياني‏:‏ العَلِيفَةُ المَعْلوفة، وجمعها عَلائِفُ

فقط‏.‏ وقد عَلَّفْتها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها‏.‏

والعُلْفُى، مقصور‏:‏ ما يجعله الإنسان عند حَصاد شعيره لِخَفير أَو صديق

وهو من العلَف؛ عن الهَجَريّ‏.‏

والعُلَّفُ‏:‏ ثمَر الطلْح، وقيل‏:‏ أَوْعِيةُ ثمَره‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظيمة السامِيةُ إلا أَنها

أَعْبَلُ، وفيها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة ولا يأْكله الناس

إلا المضْطر، الواحدة عُلَّفةٌ، وبها سمي الرجل‏.‏ والعُلَّف‏:‏ ثمر الطلح

وهو مثل الباقِلاء الغَضِّ يخرج فترعاه الإبل، الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر

وقُبَّرة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة، وهو شبيه اللُّوبياء، وهو الحُلْبةُ من السَّمُر وهو السّنْفُ من المَرْخ كالإصبع؛ وأَنشد للعجاج‏:‏

بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا

وأَعْلَفَ الطلْحُ‏:‏ بدا عُلَّفُه وخرج‏.‏ والعِلْف‏:‏ الكثير الأَكل‏.‏

والعَلْفُ‏:‏ الشّرْب الكثير‏.‏ والعِلْفُ‏:‏ شجر يكون بناحية اليمن ورقه مثل ورق

العنب يُكبَس في المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف ويرفع، فإذا طبخ اللحم طرح معه

فقام مَقام الخلّ‏.‏ وعِلافٌ‏:‏ رجل من الأَزد، وهو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من قُضاعة كان يَصْنعُ الرّحال، قيل‏:‏ هو أَول من عَمِلها فقيل لها عِلافِيّة

لذلك، وقيل‏:‏ العِلافيّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً وواسطاً، وقيل‏:‏ هي أَعظم

ما يكون من الرحال وليس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِيّ؛ قال ذو الرمة‏:‏

أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صارِم، وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد

وقال الأَعشى‏:‏

هي الصاحِبُ الأَدْنَى، وبَيني وبينها

مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ

والجمع عِلافِيَّاتٌ؛ ومنه حديث بني ناجِيةَ‏:‏ أَنهم أَهْدَوْا إلى ابن عوف رِحالاً عِلافِيَّةً؛ ومنه شعر حميد ابن ثور‏:‏

تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا

العُلَيْفيّ‏:‏ تصغير ترخيم للعِلافيّ وهو الرحل المنسوب إلى عِلاف‏.‏

ورجل عُلْفُوف‏:‏ جافٍ كثير اللحم والشعر‏.‏ وتيس عُلْفوف‏:‏ كثير الشعر‏.‏ وشيخ

عُلْفوف‏:‏ كبير السن؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

مَأْوى اليَتِيم، ومأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ

تَأْوي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفوفِ

وقال عمر بن الجعد الخُزاعي‏:‏

يَسَرٍ، إذا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا

في القَوْمِ، غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

قال ابن بري‏:‏ هذا البيت أَورده الجوهري يسرٌ وصوابه يَسَرٍ، بالخفض، وكذلك غَيْر؛ وقبله‏:‏

أَأُمَيْمُ، هل تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ

فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ‏؟‏

قال‏:‏ يومُ خَشاشٍ يومٌ كان بينهم وبين هُذَيل قتلتهم فيه هذيل وما سَلم إلا عُمَير بن الجعد

، وأُميم‏:‏ ترخيم أُمية، وقوله يَسَر أَي ياسِر، والعُلْفوف‏:‏ الجافي من الرجال والنساء، وقيل‏:‏ هو الذي فيه غِرّة وتَضْيِيع؛ قال

الأَعشى‏:‏

حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلْـ *** ـلات، لا جَهْمة ولا عُلْفُوف

علهف‏:‏ المُعَلْهِفةُ، بكسر الهاء‏:‏ الفَسِيلة التي لم تَعْلُ؛ عن كراع‏.‏

عنف‏:‏ العُنْف الخُرْقُ بالأَمر وقلّة الرِّفْق به، وهو ضد الرفق‏.‏ عَنُفَ

به وعليه يَعْنُفُ عُنْفاً وعَنافة وأَعْنَفه وعَنَّفه تَعْنيفاً، وهو عَنِيفٌ إذا لم يكن رَفيقاً في أَمره‏.‏ واعْتَنَفَ الأَمرَ‏:‏ أَخذه بعُنف‏.‏

وفي الحديث‏:‏ إن اللّه تعالى يُعْطِي على الرِّفْق ما لا يُعطي على العنف؛ هو، بالضم، الشدة والمَشَقّة، وكلُّ ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشرّ مثله‏.‏ والعَنِفُ والعَنِيفُ‏:‏ المُعتَنِف؛ قال‏:‏

شَدَدْت عليه الوَطْء لا مُتظالِعاً، ولا عَنِفاً، حتى يَتِمَّ جُبُورُها

أَي غير رَفِيق بها ولا طَبّ باحتمالها، وقال الفرزدق‏:‏

إذا قادَني يومَ القِيامة قائدٌ

عَنِيفٌ، وسَوَّاقٌ يَسوقُ الفَرَزْدَقا

والأَعنفُ‏:‏ كالعَنِيف والعَنِفِ كقولك اللّه أَكبر بمعنى كبير؛ وكقوله‏:‏

لعَمْرُك ما أَدْري وإني لأَوْجَلُ

بمعنى وَجِل؛ قال جرير‏:‏

تَرَفَّقْتَ بالكِيرَينِ قَيْنَ مُجاشعٍ، وأَنت بهَزِّ المَشْرَفِيّةِ أَعْنَفُ

والعَنِيفُ‏:‏ الذي لا يُحسن الركوب وليس له رفق بركوب الخيل، وقيل‏:‏ الذي

لا عهد له بركوب الخيل، والجمع عُنُفٌ؛ قال‏:‏

لم يَرْكَبُوا الخيلَ إلا بعدَما هَرِمُوا، فهم ثِقالٌ على أَكْتافِها عُنُف

وأَعْنف الشيءَ‏:‏ أَخذه بشدَّة‏.‏ واعتنف الشيءَ‏:‏ كرهه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

لم يَخْتَرِ البيتَ على التَّعَزُّبِ، ولا اعْتِنافَ رُجْلةٍ عن مَرْكَبِ

يقول‏:‏ لم يختر كراهةَ الرُّجْلة فيركب ويدَع الرُّجلة ولكنه اشتهى

الرجلة‏.‏ واعْتَنَف الأَرضَ‏:‏ كَرِهَها واسْتَوخَمها‏.‏ واعْتَنَفَتْه الأَرضُ

نفْسُها‏:‏ نَبَتْ عليها

؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في معنى الكراهة‏:‏

إذا اعْتَنَفَتْني بَلْدةٌ، لم أَكن لها

نَسِيّاً، ولم تُسْدَدْ عليَّ المَطالِبُ

أَبو عبيد‏:‏ اعْتَنَفْتُ الشيء كَرهْتُه ووجدت له عليَّ مشقَّة وعُنْفاً‏.‏

واعْتَنَفْت الأَمر اعْتِنافاً‏:‏ جَهِلْته؛ وأَنشد قول رؤبة‏:‏

بأَرْبعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَفْقا

أَي لا يَجْهَلن شدّة العَدْو‏.‏ قال‏:‏ واعتفْتُ الأَمْر اعْتِنافاً أَي

أَتَيْتُه ولم يكن لي به علم؛ قال أَبو نُخَيْلةَ‏:‏

نَعَيْتُ امْرَأً زَيْناً إذا تُعْقَدُ الحُبى، وإن أُطْلِقَتْ، لم تَعْتَنِفْه الوَقائعُ

يريد‏:‏ لم تَجِدْه الوقائعُ جاهلاً بها‏.‏ قال الباهلي‏:‏ أَكلت طَعاماً

فاعْتَنَفْتُه أَي أَنكرْتُه، قال الأَزهري‏:‏ وذلك إذا لم يُوافِقْه‏.‏ ويقال‏:‏

طريق مُعْتَنِفٌ أَي غيرُ قاصِدٍ‏.‏ وقد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً إذا جارَ ولم يَقْصِد، وأَصله من اعتنفْت الشيءَ إذا أَخذْته أَو أَتيته غير حاذق به ولا عالم‏.‏ وهذه إبل مُعْتَنِفة إذا كانت في بلد لا يُوافِقُها‏.‏

والتعْنِيفُ‏:‏ التَّعْيير واللَّوم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إذا زَنت أَمةُ أَحدكم

فليَجْلدْها ولا يُعَنِّفْها التعْنِيفُ‏:‏ التوْبيخُ والتقْريعُ واللَّوم؛ يقال‏:‏ أَعْنَفْته وعَنَّفْته، معناه أَي لا يجمَع عليها بين الحَدّ

والتوْبيخ؛ قال الخطابي‏:‏ أَراد لا يَقْنَعُ بتَوْبيخها على فِعْلها بل يُقيم

عليها الحدّ لأَنهم كانوا لا ينكرون زِنا الإماء ولم يكن عندهم عَيْباً؛ وقوله أَنشده اللحياني‏:‏

فقَذَفَتْ ببيْضةٍ فيها عُنُفْ

فسره فقال‏:‏ فيها غِلَظٌ وصَلابة‏.‏

وعُنْفُوانُ كلِّ شيء‏:‏ أَوّله، وقد غَلب على الشباب والنبات؛ قال عدي بن زيد العبادي‏:‏

أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الذي ضَيَّعْتَه

في عُنْفُوانِ شَبابِك المُتَرَجْرجِ

قال الأَزهري‏:‏ عُنفوان الشباب أَوّلُ بَهْجته، وكذلك عُنْفُوان النبات‏.‏

يقال‏:‏ هو في عُنفوان شبابه أَي أَوْله؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

رأَتْ غُلاماً قد صَرَى في فِقْرَتِهْ

ماءَ الشَّبابِ عُنْفوانَ سَنْبَتِه

وفي حديث معاوية‏:‏ عُنْفُوانَ المَكْرَعِ أَي أَوَّلَه‏.‏ وعُنْفُوان‏:‏

فُعْلوان من العُنْف ضد الرفق، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون الأَصل فيه أُنْفُوان من ائتَنَفْت الشيء واسْتَأْنَفْته إذا اقْتَبَلْتَه فأَقبل إذا

ابْتَدأْتَه، فقلبت الهمزة عيناً فقيل عُنفوان، قال‏:‏ وسمعت بعض تميم يقول اعْتنفْت

الأَمر بمعنى ائتَنَفْته‏.‏ واعْتَنَفْنا المَراعِيَ أَي رَعَينا أُنُفَها، وهذا كقولهم‏:‏ أَعن تَرَسّمْت، في موضع أَأَن تَرَسمت‏.‏ وعُنْفُوانُ

الخَمر‏:‏ حِدَّتُها‏.‏ والعُنْفوان‏:‏ ما سال من العنب من غير اعْتِصار‏.‏

والعُنْفُوة‏:‏ يبِيس النَّصيّ وهو قطعة من الحَليّ‏.‏

عنجف‏:‏ العُنْجُفُ والعُنْجُوفُ جميعاً‏:‏ اليابسُ من هُزال أَو مرض‏.‏

والعُنْجُوف‏:‏ القَصير المتداخِل الخَلْق، وربما وُصفت به العجوز‏.‏

عوف‏:‏ العَوْفُ‏:‏ الضَّيْفُ‏.‏ والعَوْفُ‏:‏ ذكر الرجل‏.‏ والعَوف‏:‏ البالُ‏.‏

والعَوْف‏:‏ الحالُ، وقيل‏:‏ الحال أَيّاً كان، وخص بعضهم به الشر؛ قال

الأَخطل‏:‏أَزَبُّ الحاجِبَينِ بعَوْفِ سَوْء، من النَّفَر الذين بأَزْقُبانِ

والعَوْفُ‏:‏ الكادُّ على عِياله‏.‏ وفي الدعاء‏:‏ نَعِمَ عَوْفُك أَي حالُك، وقيل‏:‏ هو الضيْف، وقيل‏:‏ الذكر وأَنكره أَبو عمرو، وقيل‏:‏ هو طائر‏.‏ قال

أَبو عبيد‏:‏ وأَنكر الأَصمعي قول أبي عمرو في نَعِم عَوْفُك‏.‏ ويقال‏:‏ نَعم

عوفُك إذا دعا له أَن يصيب الباءة التي تُرْضِي، ويقال للرجل إذا تزوَّج

هذا‏.‏ وعَوفُه‏:‏ ذكره؛ وينشد‏:‏

جارِيةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ، مُلَمْلَمٍ تَسْترُه بِحَوْفِ، يا لَيْتَني أَشِيمُ فيها عَوْفي أَي أُّولِجُ فيها ذكرى، والنَّوْفُ‏:‏ السَّنام‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ويقال

لذكر الجراد أَبو عُوَيْف‏.‏ وفي حديث جُنادَةَ‏:‏ كان الفتى إذا كان يوم

سُبُوعه دخل على سِنان بن سَلَمَة، قال‏:‏ فدخلت عليه وعليَّ ثوبانِ مُوَرَّدانِ

فقال‏:‏ نَعِمَ عَوْفُك يا أَبا سَلمة فقلت‏:‏ وعوفُك فنَعِمَ أَي نعمَ

بَخْتُك وجَدُّك، وقيل‏:‏ بالُك وشأْنُك‏.‏ والعَوف أَيضاً‏:‏ الذكر، قال‏:‏ وكأَنه

أَليق بمعنى الحديث لأَنه قال يوم سُبوعه يعني من العُرس‏.‏ والعَوْفُ‏:‏ من أَسماء الأَسد لأَنه يَتَعوَّفُ بالليل فيَطْلب‏.‏ والعَوْف‏:‏ الذئب‏.‏

وتَعَوَّف الأَسدُ‏:‏ التَمَس الفَرِيسةَ بالليل، وعُوافَتُه‏:‏ ما

يَتعوَّفه بالليل فيأْكله‏.‏ والعُوافُ والعُوافةُ‏:‏ ما ظَفِرْت به ليلاً‏.‏ وعُوافة

الطالب‏:‏ ما أَصابه من أَي شيء كان‏.‏ ويقال‏:‏ كل من ظَفِرَ بالليل بشيء فذلك

الشيء عُوافته‏.‏ وإنه لحسَنُ العَوْف في إبله أَي الرِّعْيةِ‏.‏ والعَوْف‏:‏

نبتٌ، وقيل‏:‏ نبت طيِّب الريح‏.‏ وأُمُّ عَوْف‏:‏ الجَرادةُ؛ وأَنشد أَبو الغوث

لأَبي عطاء السِّنْدي، وقيل لحمّاد الراوية‏:‏

فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ، كأَنَّ رُجَيْلَتَيها مِنْجلانِ‏؟‏

وقيل‏:‏ هي دُويبّة أُخرى؛ وقال الكميت‏:‏

تُنفِّض بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ

لنا بارقٌ، بَخْ للوعيدِ وللرَّهَبْ

وقال أَبو حاتم‏:‏ أَبو عُوَيف ضرب من الجِعْلان، وهي دُويبة غبراء تحفِر

بذنبها وبقرنيها لا تظهر أَبداً‏.‏ قال‏:‏ ومن ضروب الجِعْلان الجُعَل والسفن

والجلَعْلَع والقَسْوَرِي‏.‏ والعَوْف‏:‏ ضرب من الشجر؛ يقال‏:‏ قد عافَ إذا

لزم ذلك الشَّجَر‏.‏

وعَوْف وعُوَيف‏:‏ من أَسماء الرجال‏.‏ والعُوفانِ في سعد‏:‏ عوفُ بنُ سعد

وعوفُ بنُ كعبِ بنِ سعدٍ‏.‏ وعوفٌ‏:‏ جبل؛ قال كثيِّر‏:‏

وما هَبَّتِ الأَرْواحُ تَجْري، وما ثَوَى

مُقِيماً بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها

وتِعار‏:‏ جبل هناك أَيضاً، وقد تقدم‏.‏ وبنو عَوْفٍ وبنو عُوافَة‏:‏ بطن‏.‏ قال

الجوهري‏:‏ وكان بعض الناس يتَأَول العَوْفَ الفَرْجَ فذكر ذلك لأَبي عمرو

فأَنكره‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ من أَمثال العرب في الرجل العزيز المنيع الذي

يَعِزُّ به الذليلُ ويَذِلُّ به العزيزُ قولهم‏:‏ لا حُرَّ بوادِي عَوْفٍ

أَي كل من صار في ناحيته خضع له، وكان المفضل يخبر أَن المَثَل للمنذر ابن ماء السماء قاله في عوف بن مُحَلِّم بن ذُهْل بن شيبان، وذلك أَن المنذر

كان يَطلُبُ زُهَير بن أُميّة الشَّيْباني بذَحْل، فمنعه عوفُ بن مُحَلِّمٍ وأَبى أَن يسلمه، فعندما قال المنذر‏:‏ لا حُرَّ بوادِي عَوْفٍ أَي

أنه يَقْهَر من حلَّ بواديه، فكلّ من فيه كالعبد له لطاعتهم إياه‏.‏

وعُوافةُ، بالضم‏:‏ اسم رجل‏.‏

عيف‏:‏ عافَ الشيءَ يَعافه عَيْفاً وعِيافةً وعِيافاً وعَيَفاناً‏:‏ كَرِهه

فلم يَشْربه طعاماً أَو شراباً‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ قد غلب على كراهية الطعام، فهو عائف؛ قال أَنس ابن مُدْرِكة الخثعمي‏:‏

إني، وقتلي كُليباً ثم أَعْقِلَه، كالثَّور يُضْرَبُ لمَّا عافت البَقَرُ

وذلك أَن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تُضْرَب لأنها ذات

لبن، وإنما يضرب الثور لتَفزع هي فتشرب‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وقيل العياف المصدر

والعيافة الاسم؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كالثَّور يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه، وَجَبَ العِيافُ، ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِب

ورجل عَيُوفٌ وعَيْفان‏:‏ عائف، واستعاره النجاشي للكلاب فقال يهجو ابن مقبل‏:‏

تَعافُ الكِلابُ الضارِياتُ لحُومَهُمْ، وتأْكل من كعب بنِ عَوْفٍ ونَهْشَل

وقوله‏:‏

فإنْ تَعافُوا العَدْلَ والإيمانا، فإنَّ في أَيْمانِنا نِيرانا

فإنه يعني بالنيران سيوفاً أَي فإنا نضربكم بسيوفنا، فاكتفى بذكر السيوف

عن ذكر الضرب بها‏.‏ والعائف‏:‏ الكاره للشيء المُتَقَذِّر له؛ ومنه حديث

النبي، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أَنه أُتي بضَبّ مَشْوِي فلم يأْكله، وقال‏:‏

إني لأَعافُه لأَنه ليس من طعام قومي أَي أَكرهه‏.‏ وعاف الماءَ‏:‏ تركه وهو عطشانُ‏.‏ والعَيُوف من الإبل‏:‏ الذي يَشَمُّ الماء، وقيل الذي يشمه وهو صاف

فيدَعُه وهو عطشانُ‏.‏ وأَعاف القومُ إعافةً‏:‏ عافَتْ إبلُهُم الماء فلم تشربه‏.‏ وفي حديث ابن عباس وذكره إبراهيم، صلى اللّه على نبينا وعليه وسلم، وإسكانه ابنه إسمعيل وأُمه مكة وأَن اللّه عز وجل فجَّر لهما زمزم قال‏:‏

فمرَّتْ رُفقةٌ من جُرْهُمٍ فرأَوا طائراً واقعاً على جبل فقالوا‏:‏ إن هذا

الطائر لعائف على ماء؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ العائف هنا هو الذي يتردد على الماء

ويحُوم ولا يَمْضِي‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وفي حديث أُم إسمعيل، عليه

السلام‏:‏ ورأَوا طيراً عائفاً على الماء أَي حائماً ليَجِد فُرْصة فيشرب‏.‏ وعافت

الطير إذا كانت تحوم على الماء وعلى الجيف تَعيف عَيْفاً وتتردد ولا تمضي

تريد الوقوع، فهي عائفة، والاسم العَيْفةُ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ يقال عافت الطيرُ

إذا استدارت على شيء تَعُوف أَشدّ العَوْف‏.‏ قال الأَزهري وغيره‏:‏ يقال

عافت تَعِيفُ؛ وقال الطرماح‏:‏

ويُصْبِحُ لي مَنْ بَطْنُ نَسْرٍ مَقِيلُهُ

دويْنَ السماء في نُسُورٍ عوائف

وهي التي تَعِيف على القتلى وتتردد‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعاف الطائر

عَيَفاناً حام في السماء، وعاف عَيْفاً حام حول الماء وغيره؛ قال أَبو

زُبَيْد‏:‏كأَن أَوبَ مَساحي القومِ فوقهُمُ

طير، تَعِيف على جُونٍ مَزاحِيف

والاسم العَيْفة، شبه اخْتِلاف المَساحي فوق رؤوس الحفّارين بأَجنحة

الطير، وأَراد بالجُون المزاحيف إبلاً قد أَزْحَفَت فالطير تحوم عليها‏.‏

والعائف‏:‏ المتكهن‏.‏ وفي حديث ابن سيرين‏:‏ أَن شريحاً كان عائفاً؛ أَراد أَنه

كان صادق الحَدْس والظن كما يقال للذي يصيب بظنه‏:‏ ما هو إلا كاهن، وللبليغ

في قوله‏:‏ ما هو إلا ساحر، لا أَنه كان يفعل فعل الجاهلية في العيافة‏.‏

وعاف الطائرَ وغيرَه من السَّوانِح يَعيفُه عِيافة‏:‏ زجَره، وهو أَن يَعتبر

بأَسمائها ومساقطها وأَصواتها؛ قال ابن سيده‏:‏ أَصل عِفْتُ الطيرَ فَعَلْتُ

عَيَفْتُ، ثم نقل من فَعَلَ إلى فِعَلَ، ثم قلبت الياء في فَعِلتُ

أَلفاً فصارَ عافْتُ فالتقى ساكنان‏:‏ العينُ المعتلة ولام الفعل، فحذفت العينُ

لالتقائهما فصار التقدير عَفْتُ، ثم نقلت الكسرة إلى الفاء لأَن أَصلها

قبل القلب فَعِلْت، فصار عِفْت، فهذه مراجعة أَصل إلا أَن ذلك الأَصل

الأَقربُ لا الأَبعدُ، أَلا ترى أَن أَولَ أَحوالِ هذه العين في صيغة المثال

إنما هو فتحةُ العين التي أُبدِلت منها الكسرةُ‏؟‏ وكذلك القول في أَشباه

هذا من ذوات الياء؛ قال سيبويه‏:‏ حملوه على فِعالة كراهيةَ الفُعول، وقد

تكون العِيافة بالحدْس وإن لم تر شيئاً؛ قال الأَزهري‏:‏ العيافة زجر الطير

وهو أَن يرى طائراً أَو غراباً فيتطير وإن لم ير شيئاً فقال بالحدس كان

عيافة أَيضاً، وقد عاف الطيرَ يَعيفه؛ قال الأَعشى‏:‏

ما تَعِيف اليومَ في الطَّيْر الرَّوَحْ

من غُرابِ البَيْنِ، أَو تَيْسٍ بَرَحْ

والعائف‏:‏ الذي يَعيفُ الطير فيَزْجُرُها وهي العِيافة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

العِيافة والطَّرْق من الجِبْتِ؛ العِيافة‏:‏ زجْرُ الطير والتفاؤل بأَسمائها

وأَصواتها ومَمَرِّها، وهو من عادة العرب كثيراً وهو كثير في أَشعارهم‏.‏

يقال‏:‏ عافَ يَعِيف عَيْفاً إذا زجَرَ وحدَس وظن، وبنو أَسْد يُذْكَرون

بالعيافة ويُوصَفون بها، قيل عنهم‏:‏ إن قوماً من الجن تذاكروا عيافتهم

فأَتَوْهم فقالوا‏:‏ ضَلَّتْ لنا ناقةٌ فلو أَرسلتم معنا من يَعِيف، فقالوا

لغُلَيِّم منهم‏:‏ انطَلِقْ معهم فاستردَفَه أَحدُهم ثم ساروا، فلقِيَهُم عُقابٌ

كاسِرَةٌ أَحد جناحَيْها، فاقشَعَرّ الغلام وبكى فقالوا‏:‏ ما لَكَ‏؟‏ فقال‏:‏

كسَرَتْ جَناحاً، ورَفَعَتْ جَناحاً، وحَلَفَتْ باللّه صُراحاً‏:‏ ما أَنت

بإنسي ولا تبغي لِقاحاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن عبدَاللّه ابنَ عبدِ المطلب

أَبا النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ فدعته

إلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها فأَبى‏.‏

وقال شمر‏:‏ عَيافٌ والطَّريدةُ لُعْبَتان لصِبْيانِ الأَعراب؛ وقد ذكر

الطرماح جَواريَ شَبَبْن عن هذه اللُّعَب فقال‏:‏

قَضَتْ من عَيافٍ والطَريدَة حاجَةً، فَهُنَّ إلى لَهْو الحديث خُضُوعُ

وروى إسمعيل بن قيس قال‏:‏ سمعت المغيرةَ بن شُعْبة يقول‏:‏ لا تُحَرِّمُ

العَيْفَةُ، قلنا‏:‏ وما العَيْفة‏؟‏ قال‏:‏ المرأَة

تَلِدُ فيُحْصَرُ لبَنُها في ثديها فتَرْضَعُه جارَتُها المرَّة والمرتين؛ قال أَبو عبيد‏:‏ لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع ولكن نُراها العُفَّةَ، وهي

بقِيَّة اللبن في الضَرْع بعدما يُمْتَكُّ أَكثرُ ما فيه؛ قال الأَزهري‏:‏

والذي هو أَصح عندي أَنه العَيْفةُ لا العُفَّة، ومعناه أَن جارتها

ترضَعُها المرة والمرتين ليتفتح ما انسدَّ من مخارج اللبن، سمي عيفة لأَنها

تَعافُه أَي تقذَرُه وتكرَهُه‏.‏

وأَبو العَيُوف‏:‏ رجل؛ قال‏:‏

وكان أَبو العَيُوف أَخاً وجاراً، وذا رَحِمٍ، فقلتَ له نِقاضا

وابن العيِّف العَبْديّ‏:‏ من شعرائهم‏.‏

غترف‏:‏ التَّغَتْرُفُ مثل التَّغَطْرُفِ‏:‏ الكبر؛ وأَنشد الأَحمر‏:‏

فإنك إن عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى

عليك، وذو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ

ويروى‏:‏ المتغَطْرِفُ، قال‏:‏ يعني الرب تبارك وتعالى؛ قال أَبو منصور‏:‏ ولا

يجوز أَن يوصَفَ اللّه تعالى بالتَّغَتْرُف، وإن كان معناه تكبراً، لأَنه عز وجل لا يوصَف إلا بما وصَفَ به لفظاً لا معنى‏.‏

غدف‏:‏ الغُداف‏:‏ الغُراب، وخص بعضهم به غُراب القيظ الضخْمَ الوافِرَ

الجناحين، والجمع غُدْفانٌ، وربما سُمّي النَّسْرُ الكثيرُ الريشِ غُدافاً، وكذلك الشعر الأَسود الطويل والجناح الأَسود‏.‏ وشعرٌ غُداف‏:‏ أَسود وافر؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجال بفاحِم

غُدافٍ، وتَصْطادين عُثّاً وجُدْجُدا

وقال رؤبة‏:‏

رُكِّب في جناحِك الغُدافي من القُدامى ومن الخَوافي وجَناح غُداف‏:‏ أَسود طويل؛ قال الكميت يصف الظَّليمَ وبَيْضَه‏:‏

يَكْسُوه وحْفاً غُدافاً من قَطيفته

ذاتِ الفُضُولِ مع الإشفاق والحَدَب

ويقال‏:‏ أَسود غُدافيٌّ إذا كان شديد السواد نُسبَ إلى الغُداف، وقيل‏:‏ كل

أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ‏.‏

واغدَوْدَفَ الليلُ وأَغْدَفَ‏:‏ أَقْبَل وأَرخى سُدُولَه‏.‏ وأَغْدَفَ

الليلُ ستوره إذا أَرسل ستور ظُلَمه؛ وأَنشد‏:‏

حتى إذا الليلُ البَهِيمُ أَغْدَفا

وأَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها‏:‏ أَرسلته‏.‏ وأَغْدَف قِناعَه‏:‏ أَرسله على

وجهه؛ قال عنترة‏:‏

إنْ تُغْدِفي دوني القِناعَ، فإنني

طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم

وأَغْدَفَ عليه سِتْراً‏:‏ أَرْسله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أَغْدَفَ على عليّ

وفاطِمة، عليهما السلام، سِتراً أَي أَرسله؛ روي أَنه حين قيل له هذا عليّ

وفاطمة قائمينِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لهما فدخلا، فأَغْدَفَ عليهما

خَمِيصةً سوداء أَي أَرسلها‏.‏ وأَغدف بالطائر وأَغدف عليه‏:‏ أَرسل عليه الشبكة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ إنَّ قلْب المؤمن أَشَدُّ اضْطِراباً من الخَطيئة يُصيبُها من الطائر حين يُغْدَفُ به؛ أَراد حين تُطْبَقُ الشِّباكُ عليه فيضطرب

ليُفْلَتَ؛ وأَغدفَ الصيادُ الشبكة على الصيد‏.‏

والغِدْفَةُ‏:‏ لِباسُ المَلِك‏.‏ والغِدفةُ والغَدَفَةُ‏:‏ لباس الفول

والدَّجْر ونحوهما‏.‏

وعَيْش مُغْدِف‏:‏ مُلْبس واسع‏.‏ والقومُ في غِدافٍ من عيشتهم أَي في نَعْمة وخصْب وسعَة‏.‏ وأَغْدَفَ في خِتان الصبيّ‏:‏ استأْصَله؛ عن اللحياني، قال

ابن سيده‏:‏ وعندي أَن أَغْدَف ترك منه وأَسْحَتَ استأْصله‏.‏ وقال اللحياني‏:‏

أَغْدَف في خِتان الصبي إذا لم يُسْحِت، وأَسْحَت إذا استأْصل‏.‏ ويقال‏:‏

إذا خَتَنْت فلا تُسحت، ومعنى لم يُغْدف أَي لم يُبْق شيئاً كبيراً من الجلد، ولم يَطْحر‏:‏ لم يَسْتأْصل‏.‏ وأَغْدَف البحر اعْتَكرَت أَمْواجه‏.‏

والغادِفُ‏:‏ المَلاَّح، يمانية‏.‏ والغادِفُ والمِغدَفةُ والغادوف

والمِغْدَفُ‏:‏ المِجْدافُ، يمانية‏.‏

واغْتَدفَ فلان من فلان اغْتِدافاً إذا أَخذ منه شيئاً كثيراً‏.‏

غذف‏:‏ الغَذُوف‏:‏ لغة في العَذُوف؛ حكاها ابن دريد وأَنكرها السيرافي‏.‏

غذرف‏:‏ التَّغَذْرُف‏:‏ الحَلِف؛ عن ثعلب‏.‏

غرف‏:‏ غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه

واغْتَرَفَ منه، وفي الصحاح‏:‏ غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً‏.‏ والغَرْفةُ

والغُرفة‏:‏ ما غُرِف، وقيل‏:‏ الغَرْفة المرَّة الواحدة، والغُرفة ما اغْتُرِف‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ إلا مَن اغْترَفَ غرْفة، وغُرْفة؛ أَبو العباس‏:‏

غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه، وهو الاسم، والغَرْفة

المرَّة من المصدر‏.‏ ويقال‏:‏ الغُرفة، بالضم، مِلء اليد‏.‏ قال‏:‏ وقال الكسائي

لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة، ولما

كان اغترف لم يخرج على فَعْلة‏.‏ وروي عن يونس أَنه قال‏:‏ غَرْفة وغُرْفة

عربيتان، غَرَفْت غَرفة، وفي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وفي الإناء

حُسْوة‏.‏ الجوهري‏:‏ الغُرفة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما لم تَغْرِفه

لا تسميه غُرفة، والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف‏.‏ والغُرافة‏:‏ كالغُرْفة، والجمع غِرافٌ‏.‏ وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على

سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت‏:‏ يا قوم، نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير

غِراف‏.‏

والغِرافُ أَيضاً‏:‏ مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وهو القَنْقَل‏.‏

والمِغْرفةُ‏:‏ ما غُرِفَ به، وبئر غَروف‏:‏ يُغْرَف ماؤها باليد‏.‏ ودلو

غَرِيفٌ وغريفة‏:‏ كثيرة الأَخذ من الماء‏.‏ وقال الليث‏:‏ الغَرْف غَرْفُك الماء

باليد أَو بالمِغْرفة، قال‏:‏ وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء‏.‏ قال‏:‏

ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها

من البحرين، وغَرَفية دُبغت بالغَرَف‏.‏ وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ

بالغَرف‏.‏ ونهر غَرَّافٌ‏:‏ كثير الماء‏.‏ وغيث غرَّاف‏:‏ غزير؛ قال‏:‏

لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ

ويروى عزَّاف، وقد تقدم‏.‏

وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً‏:‏ جزَّها وحلَقها‏.‏ وغَرَفْتُ

ناصيةَ الفَرس‏:‏ قطعتُها وجَزَزْتُها، وفي الحديث‏:‏ أَن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الغارفة، قال الأَزهري‏:‏ هو أَن تُسَوِّي ناصيتها

مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ غَرَف شعره إذا جَزَّه، وملَطه إذا

حلَقه‏.‏ وغَرَفْتُ العَوْدَ‏:‏ جَزَزْته والغُرْفةُ‏:‏ الخُصلةُ من الشعر؛ ومنه قول قيس‏:‏ تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة

كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل، وكقول اللّه تعالى‏:‏ لا تَسْمَع فيها لاغِيةً، أَي

لَغْواً، ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين‏:‏

والغارفة في غير هذا‏:‏ الناقة السريعة السير، سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع؛ وقال

الخطابي‏:‏ يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة‏.‏ وغرَف

شعَره إذا جَزَّه، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية‏.‏ وناقة

غارفة‏:‏ سريعة السير‏.‏ وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف‏:‏ كـأَنها تَغْرِفُ

الجَرْيَ غَرْفاً، وفرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم‏:‏

بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف

ابن دريد

‏:‏ فرس

غَرَّافٌ رَغيبُ

الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض‏.‏

وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ‏:‏ قَطَعَه فانْقَطَعَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قال قيس بن الخَطِيم‏:‏

تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا

قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ

قال يعقوب‏:‏ معناه تتثَنَّى، وقيل‏:‏ معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها‏.‏

وانْغَرَف العظم‏:‏ انكسر، وقيل‏:‏ انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم يُنْعم كَسْرُه‏.‏ وانْغَرَفَ إذا مات‏.‏

والغُرْفة‏:‏ العِلِّيّةُ، والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف‏.‏

والغُرفة‏:‏ السماء السابعة؛ قال لبيد‏:‏

سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ، سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ

كذا ذكر في الصحاح، وفي المحكم‏:‏ فوق فرع المَعْقِل؛ قال‏:‏ ويروى

المَنْقل، وهو ظهر الجبل؛ قال ابن بري‏:‏ الذي في شعره‏:‏ دون عِزَّة عَرشه‏.‏

والمَنْقلُ‏:‏ الطريق في الجبل‏.‏ والغُرْفةُ‏:‏ حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في عُنُق البعير‏.‏ وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً‏:‏ أَلقى في رأْسه

الغُرفة، يمانية‏.‏ والغَرِيفةُ‏:‏ النعْلُ بلغة بني أَسَد، قال شمر‏:‏ وطيِّء

تقول ذلك، وقال اللحياني‏:‏ الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ‏.‏ والغريفة‏:‏ جِلْدةٌ

مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب

السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قال الطرماح وذكر مِشْفرَ

البعير‏:‏

تُمِرُّ على الوِراكِ، إذا المَطايا

تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ

خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي، كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ

وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛ والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ الغَريفة

في هذا البيت النعْل الخلق، قال‏:‏ ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم

غَريفة أَيضاً‏.‏ والغَريفةُ والغَريفُ‏:‏ الشجر المُلْتَفُّ، وقيل‏:‏ الأَجَمَةُ

من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ وقد يكون من السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير‏:‏

يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه

كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر

وقيل‏:‏ هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى‏:‏

كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريـ *** ـف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

السَّريرُ‏:‏ ساق البَرْديّ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ أَما ما قال الليث في الغريف

إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل‏.‏ والغَريفُ‏:‏ الأَجمة نفْسُها بما فيها من شجرها‏.‏ والغَريف‏:‏ الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال

الأَعشى‏:‏كبردية الغِيل، وسط الغريـ *** ـف، ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا

أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري‏:‏ عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير

البيتين‏:‏

كبردية الغيل، وسط الغريف، إذا خالط الماء منها السُّرورا

والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو‏:‏

أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا

دِ، ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا

والغَرْفُ والغَرَفُ‏:‏ شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل‏:‏

الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل‏:‏ هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل‏:‏

هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي‏:‏

أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف

سقامٌ‏:‏ اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير‏:‏

يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى، فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ

الأَزهري‏:‏ الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد‏:‏ هو الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به‏.‏

والثُّمام أَنواع‏:‏ منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل

به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف‏:‏

تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها، هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها

يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف‏.‏ وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ‏:‏

الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى

فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة، ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف، وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل

الطائف يسمونه النَّفْس‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يقال أَعْطِني نَفْساً أَو

نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة

وغيره من لِحاء الشجر‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود

معروف من شجر البادية، قال‏:‏ وقد رأَيته، قال‏:‏ والذي عندي أَن الجلود

الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا الذي قاله

ابن الأعرابي صحيح‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ

رائحته برائحة الكافور‏.‏ وقال مرة‏:‏ الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير

القَرَظ، وقال أَيضاً‏:‏ الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد

سمي غَرْفاً‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من البحرين‏.‏ وقال أَبو خَيْرة‏:‏ الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال‏:‏ والغَرَفية، متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف‏.‏ ومزادة غَرْفية‏:‏ مدبوغة بالغَرْف؛ قال

ذو الرمة‏:‏

وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها

مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ

يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل‏:‏ من نعت السَّرَب في قوله‏:‏

ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ، كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ‏؟‏

قال ابن دريد‏:‏ السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛ وأَنشد بيت ذي الرمة وقال‏:‏ من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء

الغرف بالتحريك؛ وأَنشد‏:‏

ومَرِّ الرّيح بالغَرَف

قال ابن بري‏:‏ قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي‏:‏ الغَرْف ضروب تجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً‏.‏ أَبو حنيفة‏:‏ والغَرَف شجر تُعمل منه

القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد‏.‏ وقال القزاز‏:‏ يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت

القِسِيُّ تُعمل من عيدانه‏.‏ وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي‏:‏ أَن الغرْف يدبغ

بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله‏:‏ وفْراء غَرْفية؛ وقيل‏:‏ الغرفية ههنا

المَلأَى، وقيل‏:‏ هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة‏:‏

مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي‏:‏

كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ

نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ

وغَرَفْت الجلد‏:‏ دَبَغْته بالغرف‏.‏ وغَرِفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ

غَرَفاً‏:‏ اشتكت من أَكل الغَرَف‏.‏ التهذيب‏:‏ وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي

تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛ ومنه قول امرئ القيس‏:‏

ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها

بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي

وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها‏.‏

والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء‏:‏ ضرب من الشجر، وقيل‏:‏ من نبات

الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل‏:‏

إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره، بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ

قال أَبو حنيفة‏:‏ قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال‏:‏

وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم‏:‏

رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ، يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ

والغِرْيَفُ‏:‏ رمل لبني سعد‏.‏ وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ‏:‏ اسمان‏.‏ والغَرَّافُ‏:‏

فرس خُزَزَ بن لُوذان‏.‏

غرضف‏:‏ الغُرضُوف‏:‏ كل عَظم ليّنٍ رَخْص في أَي موضع كان، زاد التهذيب‏:‏

يؤكل، قال‏:‏ وداخلُ القُوفِ غُرْضوف، والغُرْضُوف‏:‏ العظم الذي على طَرف

المَحالة، والغُضْروف لغة فيهما‏.‏ والغُرْضوفان من الفرس‏:‏ أَطراف الكتفين من أَعاليهما ما دقّ عن صلابة العظمِ، وهما عصَبتان في أَطراف العَيْرين من أَسافلهما‏.‏ وغُرْضُوف الأَنف‏:‏ ما صَلُب من مارنه فكان أَشَدَّ من اللحم

وأَلينَ من العظم، ومارِنُ الأَنف غُرْضُوف، ونُغْضُ الكتف غُرْضُوف‏.‏

غرنف‏:‏ الغِرْنِفُ، بكسر النون؛ عن أَبي حنيفة‏:‏ الياسِمُون؛ وروى بيت

حاتم‏:‏

رواء يسيل الماء تحت أُصوله، يميل به غِيل بأَدْناه غِرْنِفُ

ويروى غِرْيف، وقد تقدّم في ترجمة غرف‏.‏

غسف‏:‏ الغَسَفُ‏:‏ السَّواد؛ قال الأَفوه‏:‏

حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمْسِ أَو كَرَبَتْ، وظَنَّ أَنْ سَوْفَ يُولي بَيْضَه الغَسَفُ

ابن بري‏:‏ والغَسَفُ الظُّلْمة؛ قال الراجز‏:‏

حتى إذا الليلُ تَجَلَّى وانْكَشَفْ، وزال عن ذلك الرُّبى حتى انغَسَفْ

وقرأَ بعضهم‏:‏ ومن شرّ غاسِفٍ إذا وَقَب؛ ومنه قول الأَفوه‏:‏

وظَنَّ أَن سوف يولي بيضه الغسف

غضف‏:‏ غَضَفَ العُودَ والشيءَ يَغْضِفُه غَضْفاً فانغضَفَ وغَضَّفَه

فَتَغَضَّفَ‏:‏ كسره فانكسر ولم يُنْعِم كسره‏.‏ وتغضَّف عليه أَي مالَ وتَثنَّى

وتكسَّر، وتَغَضَّفت الحَيّة‏:‏ تلَوّت وتكسّرت؛ قال أَبو كبير الهُذلي‏:‏

إلا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ، باللَّيلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ

وكلُّ متثن متكسّر مُسترْخ أَغْضَفُ، والأُنثى غَضْفاء‏.‏ وغَضِفت الأُذن

غَضَفاً وهي غَضْفاء‏:‏ طالت واسْترخت وتكسّرت، وقيل‏:‏ أَقبلت على الوجه، وقيل‏:‏ أَدبرت إلى الرأْس وانكسر طرَفُها، وقيل‏:‏ هي التي تتثنى أَطرافها على

باطنها، وهي في الكلاب إقبال الأُذن على القفا‏.‏ وكلبٌ أَغْضَفُ وكلاب

غُضْف، وقد غَضِفَ، بالكسر، إذا صار مسترخي الأُذن‏.‏ التهذيب‏:‏ التَّغَضُّفُ

والتغَضُّنُ والتغيُّفُ واحد، ومن ذلك قيل للكلاب غُضْفٌ إذا استرخت

آذانها على المحارة من طولها وسَعتها‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الغاضِفُ من الكلاب المتكسّر أَعلى أُذنه إلى مقدَّمه، والأَغضفُ إلى خلفه‏.‏ والغُضْفُ‏:‏

كلاب الصيْد من ذلك صفة غالبة‏.‏ وغَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً وغَضَفاناً

وغَضْفاناً‏:‏ لَواها، وكذلك إذا لوتْها الرِّيح، وقيل‏:‏ غَضَفها أَرخاها

وكسرها‏.‏ والغَضَفُ، بالتحريك‏:‏ اسْتِرْخاء في الأُذن، وفي التهذيب‏:‏ الغضف

استرخاء أَعلى الأُذن على محارتها من سَعتها وعِظَمها‏.‏ والغَضْفاء من المعز‏:‏

المُنْحَطَّةُ أَطراف الأُذنين من طولهما‏.‏ والمُغْضِفُ‏:‏ كالأَغضف‏.‏ بن شميل‏:‏ الغَضَفُ في الأُسْد استرخاء أَجفانها العُلا على أَعينها، يكون ذلك من الغَضَب والكِبَر، قال‏:‏ ومن أَسماء الأَسد الأَغْضَفُ، وقال أَبو النجم

يصف الأُسد‏:‏

ومُخْدِرات تأْكل الطَّوّافا، غُضْف تَدُقُّ الأَجَمَ الحَفَّافا

قال‏:‏ ويقال الغَضَفُ في الأُسُد كثرة أَوبارها وتثنِّي جلودها؛ وقال

القُطامي‏:‏

غُضْف الجِمامِ تَرَحَّلُوا

وقال الليث‏:‏ الأَغْضف من السباع الذي انكسر أَعلى أُذنه واستَرخَى

أَصله، وأُذنٌ غَضْفاء وأَنا أَغْضِفُها، وانْغَضفَت أُذنه إذا انكسرت من غير

خِلْقة، وغَضِفت إذا كانت خِلْقة، والغَضَفُ انكسارها خلقة؛ وقوله‏:‏

لما تآزَيْنا إلى دِفء الكُنُفْ، في يَوْمِ ريحٍ وضَبابٍ مُنْغَضِفْ

إنما عنى بالمنغضف الضباب الذي بعضه فوق بعض‏.‏ ويقال للسماء أَغْضَفَت

إذا أَخالَت للمطر، وذلك إذا لَبِسها الغَيم، كما يقال ليل أَغضف إذا

أُّلبِسَ ظَلامه‏.‏ ويقال‏:‏ في أَشفاره غَضَفٌ وغَطَف بمعنى واحد‏.‏ ونخلة مُغْضِف

ومُغْضِفة‏:‏ كثر سَعَفُها وساءَ ثمرها‏.‏ وثمرة مُغْضِفة‏:‏ لم يَبْدُ

صَلاحُها‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه ذكر أَبواب الرِّبا ثم قال‏:‏ ومنه

الثمرة تُباع وهي مُغْضِفة؛ قال شمر‏:‏ ثمَرَة مُغْضفة إذا تقاربت من الإدْراك ولمَّا تُدْرِك‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ المُغْضِفَة المُتدَلِّية في شجرها

مسترخية، وكلُّ مُسترخ أَغضف؛ رواه عنه أَبو عبيد؛ قال‏:‏ وإنما أَراد عمر، رضي اللّه عنه، أَنها تباع ولم يَبْدُ صَلاحُها فلذلك جعلها مُغْضفة‏.‏

وقال أَبو عدنان‏:‏ قالت لي الحَنظلِيّة أَغْضفَت النخلة إذا أُوقِرَتْ؛ ومنه

الحديث‏:‏ أَنه قدم خَيْبر بأَصحابه وهم مُسْعِنُون والثمرةُ مُغضفة‏.‏

ويقال‏:‏ نزل فلان في البئر فانغَضَفَت عليه أَي انهارت عليه‏.‏ وتغضفت البئر إذا

تهدَّمت أَجْوالُها‏.‏ وانْغَضَفت عليه البئر‏:‏ انْحَدرت؛ قال العجاج‏:‏

وانْغَضَفَتْ في مُرْجَحِنّ أَغْضَفا

شبه ظلمة الليل بالغُبار‏.‏ وانغَضَف القوم في الغبار‏:‏ دخلوا فيه‏.‏ وغَضَف

يَغْضِفُ غُضُوفاً‏:‏ نَعِم بالُه، فهو غاضِفٌ‏.‏ والغاضِفُ‏:‏ الناعمُ البال؛ وأَنشد‏:‏

كَمِ اليومَ مَغْبُوطٌ بخَيْرِك بائسٌ، وآخَرُ لم يُغْبَطْ بخَيْرِك غاضِفُ

وعَيْشٌ أَغْضَفُ وغاضف‏:‏ واسع ناعِم رَغَدٌ بَيِّنُ الغَضَف‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سنة غَضْفاء إذا كانت مخْصِبة‏.‏ وقال مَعْن بن سَوادةَ‏:‏ عيشٌ أَغضف

إذا كان رَخِيّاً خَصِيباً‏.‏ ويقال‏:‏ تَغَضَّفت عليه الدنيا إذا كثر خيرها

وأَقبلت عليه‏.‏ وعَطَنٌ مُغْضِفٌ إذا كثُر نَعَمُه ورواه ابن السكيت

مُعْصِف، وقال‏:‏ هو من العَصْف وهو ورق الزرع وإنما أَراد خُوص سعَف النخل؛ وقال

أُحَيحةُ بن الجلاح‏:‏

إذا جُمادى مَنَعَتْ قَطْرَها، زانَ جَنابي عَطنٌ مُغْضِفُ

أَراد بالعَطَن ههنا نخيلة الرّاسخةَ في الماء الكثيرةَ الحمل، وقد

تقدّم هذا البيت في ترجمة عصف أَيضاً، وذكرنا هناك ما فيه من الاختلاف‏.‏

وغَضَف الفرسُ وغيره يَغْضِفُ غَضْفاً‏:‏ أَخذ من الجَرْي بغير حساب‏.‏

والغَضَفُ‏:‏ شجر بالهند يشبه النخل ويتخذ من خوصِه جِلال، وقال الليث‏:‏ هو كهيئة النخل سواء من أَسفله إلى أَعْلاه سعَفٌ أَخضر مغشًّى عليه ونواه

مقشَّر بغير لِحاء؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ الغَضَفُ خوص جيد تتخذ منه القِفاع

التي يُحمل فيها الجهاز كما يحمل في الغرائر، تتخذ أعدالاً فلها بقاء، ونبات شجره كنبات النخل ولكن لا يطول ويُخرج في رؤوسها بُسْراً بَشِعاً لا

يؤكل، قال‏:‏ وتتخذ من خوصه حُصْر أَمثال البُسط تسمى السِّمام، الواحدة

سُمَّةٌ، وتُفْتَرش السُّمّة عِشرين سنة‏.‏ الدينوري‏:‏ وأَجود اللِّيف للحبال

الكِنْبارُ، وهو ليف النّارَجِيل، وأَجْود الكنبار الصِّيني، وهو أَسود

يسمونه القَطِيّا، والغُضْفُ القَطا الجُونُ؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه والغَضَفُ

القَطا الجُوني‏.‏

غيره‏:‏ والغَضَفة ضرب من الطير قيل إنها القَطاة الجونيّة، والجمع غَضَفٌ

وغُضَيْفٌ‏:‏ موضع‏.‏ وسَهم أَغْضَفُ أَي غَلِيظُ الرِّيش، وهو خلاف

الأَصْمع‏.‏ وأَغْضَف الليلُ أَي أَظلم واسْودَّ‏.‏ وليل أَغْضَفُ وقد غَضِف

غَضَفاً‏.‏ وتَغَضَّف علينا الليل‏:‏ أَلبسنا؛ وأَنشد‏:‏

بأَحْلامِ جُهّال إذا ما تَغَضَّفوا

التهذيب‏:‏ والأغضف الليل؛ وأَنشد‏:‏

في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَه البُوم

الأَصمعي‏:‏ خَضَفَ بها وغَضَفَ بها إذا ضَرطَ‏.‏