فصل: (تابع: حرف الباء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الباء‏]‏

بوب‏:‏ البَوْباةُ‏:‏ الفَلاةُ، عن ابن جني، وهي المَوْماةُ‏.‏ وقال أَبو

حنيفة‏:‏ البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ على طريقِ مَنْ أَنْجَدَ من حاجِّ اليَمَن، والبابُ معروف، والفِعْلُ منه التَّبْوِيبُ، والجمعُ أَبْوابٌ وبِيبانٌ‏.‏ فأَما قولُ القُلاخِ بن حُبابةَ، وقيل لابن مُقْبِل‏:‏

هَتَّاكِ أَخْبِيةٍ، وَلاَّجِ أَبْوِبةٍ *** يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا

فإِنما قال أَبْوِبةٍ للازدواج لمكان أَخْبِيةٍ‏.‏ قال‏:‏ ولو أَفرده لم يجز‏.‏

وزعم ابن الأَعرابي واللحياني أَنَّ أَبْوِبةً جمع باب من غير أَن يكون إِتباعاً، وهذا نادر، لأَن باباً فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يكسّر على

أَفْعِلةٍ‏.‏ وقد كان الوزيرُ ابن المَغْربِي يَسْأَلُ عن هذه اللفظة على سبيلِ الامْتِحان، فيقول‏:‏ هل تعرف لَفظَةً تُجْمع على أَفْعِلةٍ على غير قياس جَمْعِها المشهور طَلَباً للازدواج‏.‏ يعني هذه اللفظةَ، وهي أَبْوِبةٌ‏.‏ قال‏:‏ وهذا في صناعةِ الشعر ضَرْبٌ من البَدِيع يسمى التَّرْصِيعَ‏.‏ قال‏:‏ ومما يُسْتَحْسَنُ منه قولُ أَبي صَخْرٍ الهُذلِي في صِفَة مَحْبُوبَتِه‏:‏

عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها *** كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ

سُودٌ ذَوائبُها، بِيض تَرائبُها *** مَحْض ضَرائبُها، صِيغَتْ على الكَرَمِ

عَبْلٌ مُقَيَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها *** بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ في عَمَمِ

سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها *** يَرْوَى مُعانِقُها من بارِدٍ شَبِمِ

واسْتَعار سُوَيْد بن كراع الأَبْوابَ للقوافِي فقال‏:‏

أَبِيتُ بأَبْوابِ القَوافِي، كأَنَّما *** أَذُودُ بها سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا

والبَوَّابُ‏:‏ الحاجِبُ، ولو اشْتُقَّ منه فِعْلٌ على فِعالةٍ لقيل بِوابةٌ باظهار الواو، ولا تُقْلَبُ ياءً، لأَنه ليس بمصدر مَحْضٍ، إِنما هو

اسم‏.‏ قال‏:‏ وأَهلُ البصرة في أَسْواقِهم يُسَمُّون السَّاقِي الذي يَطُوف عليهم بالماءِ بَيَّاباً‏.‏ ورجلٌ بَوّابٌ‏:‏ لازم للْباب، وحِرْفَتُه

البِوابةُ‏.‏ وبابَ للسلطان يَبُوبُ‏:‏ صار له بَوَّاباً‏.‏

وتَبَوَّبَ بَوَّاباً‏:‏ اتخذه‏.‏ وقال بِشْرُ بن أبي خازم‏:‏

فَمَنْ يَكُ سائلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ *** فإِنَّ له، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا

إِنما عنى بالبَيْتِ القَبْرَ، ولما جَعَله بيتاً، وكانت البُيوتُ ذواتِ

أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن يَجْعل له باباً‏.‏

وبَوَّبَ الرَّجلُ إِذا حَمَلَ على العدُوّ‏.‏

والبابُ والبابةُ، في الحُدودِ والحِساب ونحوه‏:‏ الغايةُ، وحكى سيبويه‏:‏ بيَّنْتُ له حِسابَه باباً باباً‏.‏

وباباتُ الكِتابِ‏:‏ سطورهُ، ولم يُسمع ما بواحدٍ، وقيل‏:‏ هي وجوهُه وطُرُقُه‏.‏ قال تَمِيم بن مُقْبِلٍ‏:‏

بَنِي عامرٍ‏!‏ ما تأْمُرون بشاعِرٍ *** تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا

وأَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كما يقال أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ‏.‏ ويقال هذا شيءٌ

منْ بابَتِك أَي يَصْلُحُ لك‏.‏ ابن الأَنباري في قولهم هذا مِن بابَتي‏.‏ قال ابن السكيت وغيره‏:‏ البابةُ عند العَرَب الوجْهُ، والباباتُ الوُجوه‏.‏

وأَنشد بيت تميم بن مقبل‏:‏

تَخَيَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِيا

قال معناه‏:‏ تَخَيَّرَ هِجائي مِن وُجوه الكتاب؛ فإِذا قال‏:‏ الناسُ من بابَتِي، فمعناه من الوجْهِ الذي أُريدُه ويَصْلُحُ لي‏.‏

أَبو العميثل‏:‏ البابةُ‏:‏ الخَصْلةُ‏.‏ والبابِيَّةُ‏:‏ الأُعْجوبةُ‏.‏ قال النابغة الجعدي‏:‏

فَذَرْ ذَا، ولكِنَّ بابِيَّةً *** وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

وهذا البيت في التهذيب‏:‏

ولكِنَّ بابِيَّةً، فاعْجَبوا *** وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

بابِيَّةٌ‏:‏ عَجِيبةٌ‏.‏ وأَتانا فلان بِبابيَّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ‏.‏ وقال الليث‏:‏ البابِيَّةُ هَدِيرُ الفَحْل في تَرْجِيعه، تَكْرار له‏.‏ وقال رؤْبة‏:‏

بَغْبَغَةَ مَرّاً ومرّاً بابِيا

وقال أيضاً‏:‏

يَسُوقُها أَعْيَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ *** إِذا دَعاها أَقْبَلَتْ، لا تَتَّئِبْ، وهذا بابةُ هذا أَي شَرْطُه‏.‏

وبابٌ‏:‏ موضع، عن ابن الأَعرابي‏.‏ وأَنشد‏:‏

وإِنَّ ابنَ مُوسى بائعُ البَقْلِ بالنَّوَى *** له، بَيْن بابٍ والجَرِيبِ، حَظِيرُ

والبُوَيْبُ‏:‏ موضع تِلْقاء مِصْرَ إِذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَله لم يَكَدْ يُخْلِفُ‏.‏ أَنشد أَبو العَلاءِ‏:‏

أَلا إِنّما كان البُوَيْبُ وأَهلُه *** ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي، وهذا عِقابُها

والبابةُ‏:‏ ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ‏.‏ والأَبوابُ‏:‏ ثَغْرٌ من ثُغُور

الخَزَرِ‏.‏ وبالبحرين موضع يُعرف ببابَيْنِ، وفيه يقول قائلهم‏:‏

إِنَّ ابنَ بُورٍ بَيْنَ بابَيْنِ وجَمْ *** والخَيْلُ تَنْحاهُ إِلى قُطْرِ الأَجَمْ

وضَبَّةُ الدُّغْمانُ في رُوسِ الأَكَمْ *** مُخْضَرَّةً أَعيُنُها مِثْلُ الرَّخَمْ

بيب‏:‏ البِيبُ‏:‏ مَجْرى الماء إِلى الحَوْضِ‏.‏ وحكى ابن جني فيه البِيبةَ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ بابَ فلانٌ إِذا حَفَر كُوَّةً، وهو البِيبُ‏.‏

وقال في موضع آخر‏:‏ البِيبُ كُوَّةُ الحوض، وهو مَسِيلُ الماءِ، وهي الصُّنْبورُ والثَّعْلَبُ والأُسْلُوبُ‏.‏ والبِيبةُ‏:‏ المَثْعَبُ الذي

يَنْصَبُّ منه الماءُ إِذا فُرِّغَ من الدَّلْو في الحَوْض، وهو البِيبُ

والبِيبةُ‏.‏

وبَيْبةُ‏:‏ اسم رجل، وهو بَيْبَةُ بنُ سفيانَ بن مُجاشِع‏.‏ قال جرير‏:‏

نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنا *** ومَارَ دَمٌ، مِن جارِ بَيْبةَ، ناقِعُ

قوله مار أَي تحرَّكَ‏.‏

والبابةُ أَيضاً‏:‏ ثَغْرٌ من ثُغُور المسلمين‏.‏

تأب‏:‏ تَيْأَب‏:‏ اسم موضِعٍ‏.‏ قال عباس بن مِرْداسٍ السُّلَمِي‏:‏

فإِنَّكَ عَمْري، هل أُرِيكَ ظَعائِناً *** سَلَكْنَ على ركْنِ الشَطاةِ، فَتَيْأَبَا

والتَّوْأَبانِيَّانِ‏:‏ رَأْسا الضَّرْعِ من الناقة‏.‏ وقيل‏:‏

التَّوْأَبانِيَّانِ قادِمَتا الضَّرْعِ‏.‏ قال ابن مُقْبِل‏:‏

فَمَرَّتْ على أَظْرابِ هِرٍّ، عَشِيَّةً *** لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا

لم يَتَفَلْفَلا أَي لم يَظْهَرا ظُهوراً بَيِّناً؛ وقيل‏:‏ لم تَسْوَدَّ حَلَمتاهُما‏.‏ ومنه قول الآخر‏:‏

طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حتى كأَنها *** فَلافِلُ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

أَي لَصِقَت الأَخْلافُ بالضَّرَّةِ كأَنها فَلافِلُ‏.‏

قال أَبو عُبَيدةَ‏:‏ سَمَّى ابنُ مُقْبِل خِلْفَي الناقةِ توأَبانِيَّيْنِ، ولم يَأْت به عربي، كأَنَّ الباءَ مُبْدَلةٌ من الميم‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والتاءُ في التوأَبانِيَّيْنِ ليست بأَصلية‏.‏ قال ابن بري، قال الأَصمعي‏:‏ التَّوْأَبانِيَّانِ الخِلْفانِ؛ قال‏:‏ ولا أَدري ما أَصل ذلك‏.‏ يريد لا

أَعرف اشْتِقاقَه، ومن أَين أُخِذَ‏.‏ قال‏:‏ وذكر أَبو علي الفارسي أَن أَبا بكر بن السَّرَّاجِ عَرَفَ اشتِقاقَه، فقال‏:‏ تَوْأَبانِ فَوْعَلانِ من الوَأْبِ، وهو الصُّلْبُ الشديدُ، لأَن خِلْفَ الصغيرةِ فيه صَلابةٌ، والتاء فيه بدل من الواو، وأَصله وَوْأَبانِ، فلما قُلبت الواو تاءً صار تَوْأَبانِ، وأُلحِق ياءً مشدَّدة زائدةً، كما زادوها في أَحْمَرِيٍّ، وهم يُريدون أَحمَرَ، وفي عارِيَّةٍ وهم يُرِيدون عارةً، ثم ثَنَّوْه فقالوا‏:‏ تَوْأَبانِيَّانِ‏.‏ والأَظْرابُ‏:‏ جمع ظَرِبٍ، وهو الجُبَيْلُ الصغير‏.‏ ولم يَتَفَلْفَلا أَي لم يَسْوَدّا‏.‏ قال‏:‏ وهذا يدل على أَنه أَراد القادِمَتَيْنِ من الخِلْفِ‏.‏

تألب‏:‏ التَّأْلَبُ‏:‏ شجرٌ تُتَّخَذُ منه القِسِيُّ‏.‏ ذكر الأَزهريُّ في

الثلاثي الصحيح عن أَبي عبيد عن الأَصمعي قال‏:‏ مِن أَشجارِ الجِبالِ الشَّوْحَطُ والتَّأْلَبُ، بالتاءِ والهمزة‏.‏ قال‏:‏ وأَنشد شمر لامْرِئِ القَيْس‏:‏

ونَحَتْ لَه عَنْ أَرْزِ تَأْلَبَةٍ *** فِلْقٍ، فِراغِ مَعابِلٍ، طُحْلِ

قال شمر، قال بعضهم‏:‏ الأَرْزُ ههنا القَوْسُ بعَيْنِها‏.‏ قال‏:‏ والتَّأْلَبَةُ‏:‏ شجرة تُتَّخذ منها القِسِيُّ‏.‏ والفِراغُ‏:‏ النِّصالُ العِراضُ، الواحدُ فَرْغٌ‏.‏ وقوله‏:‏ نَحَتْ له يعني امْرأَةً تَحَرَّفَتْ له بِعَيْنِها فأَصابتْ فُؤَادَه‏.‏ قال العجاج يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه‏:‏

بِأَدَماتٍ قَطَواناً تَأْلَبا *** إِذا عَلا رَأْسَ يَفاعٍ قَرَّبَا

أدَماتٌ‏:‏ أَرض بِعَيْنِها‏.‏ والقَطَوانُ‏:‏ الذي يُقارِب خُطاه‏.‏

والتَّأْلَبُ‏:‏ الغَلِيظُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ، شُبِّهَ بالتَّأْلَب، وهو شَجَرٌ

تُسَوَّى مِنه القِسِيُّ العَرَبِيَّةُ‏.‏

تبب‏:‏ التَّبُّ‏:‏ الخَسارُ‏.‏ والتَّبابُ‏:‏ الخُسْرانُ والهَلاكُ‏.‏ وتَبّاً

له، على الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه، كما تقول سَقْياً لفلان، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إِلى ما قبله‏.‏ وتَبّاً تَبيباً، على المُبالَغَةِ‏.‏ وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه‏:‏ قال

له تَبّاً، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره‏.‏ تقول تَبّاً لفلان، ونصبه على

المصدر باضمار فعل، أَي أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً وهَلاكاً‏.‏

وتَبَّتْ يَداهُ تَبّاً وتَباباً‏:‏ خَسِرتَا‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ وكأَنَّ التَّبَّ المَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ‏.‏ وتَبَّتْ يَداهُ‏:‏ خَسِرتا‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا‏.‏ وقال الراجز‏:‏

أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لم تُسْتَقَلْ، تَبَّتْ يدا صافِقِها، ماذا فَعَلْ

وهذا مَثَلٌ قِيل في مُشْتَري الفَسْوِ‏.‏

والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ‏:‏ الهَلاكُ‏.‏ وفي حديث أَبي لَهَبٍ‏:‏

تَبّاً لكَ سائرَ اليَوْمِ، أَلِهذا جَمَعْتَنا‏.‏ التَّبُّ‏:‏ الهَلاكُ‏.‏

وتَتَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم‏.‏

والتَّتْبِيبُ‏:‏ النَّقْصُ والخَسارُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما زادُوهم

غير تَتْبِيبٍ؛ قال أَهل التفسير‏:‏ ما زادُوهم غير تَخْسِير‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا في تَبابٍ؛ أَي ما كَيْدُه إِلا في

خُسْرانٍ‏.‏وتَبَّ إِذا قَطَعَ‏.‏

والتابُّ‏:‏ الكبير من الرجال، والأُنثى تابَّةٌ‏.‏ والتَّابُّ‏:‏ الضعِيفُ، والجمْع أَتْبابٌ، هذلية نادرة‏.‏

واسْتَتَبَّ الأَمرُ‏:‏ تَهَيَّأً واسْتَوَى‏.‏ واسْتَتَبَّ أَمْرُ فلان إِذا اطَّرَد واسْتَقامَ وتَبَيَّنَ، وأَصل هذا من الطَّرِيق المُسْتَتِبِّ، وهو الذي خَدَّ فيه السَّيَّارةُ خُدُوداً وشَرَكاً، فوَضَح واسْتَبانَ لمن يَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ من كثرة الوطءِ، وقُشِرَ وَجْهُه، فصار مَلْحُوباً بَيِّناً من جَماعةِ ما حَوالَيْهِ من الأَرض، فَشُبِّهَ الأَمرُ الواضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ به‏.‏ وأَنشد المازِنيُّ في المَعَاني‏:‏

ومَطِيَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه *** يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ، دامي الأَظْلَلِ

أَوْدَى السُّرَى بِقِتالِه ومِراحِه *** شَهْراً، نَواحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ

نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَه *** ضاحِي المَوارِدِ، كالحَصِيرِ المُرْمَلِ

نَصَبَ نَواحِيَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً‏.‏ أَراد‏:‏ في نواحي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ‏.‏ شَبَّه ما في هذا الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ والطُّرُقاتِ بآثار السِّنِّ، وهو الحَديدُ الذي يُحْرَثُ به الأَرضُ‏.‏ وقال آخر في مثله‏:‏

أَنْضَيْتُها من ضُحاها، أَو عَشِيَّتِها *** في مُسْتَتِبٍّ، يَشُقُّ البِيدَ والأُكُما

أَي في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ، أَي شُقُوق مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ‏.‏ وفي حديث

الدعاءِ‏:‏ حتى اسْتَتَبَّ له ما حاوَلَ في أَعْدائِكَ أَي اسْتقامَ واسْتَمَرَّ‏.‏

والتَّبِّيُّ والتِّبِّيُّ‏:‏ ضَرْبٌ من التمر، وهو بالبحرين كالشّهْرِيزِ

بالبَصْرة‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ وهو الغالبُ على تمرهم، يعني أَهلَ

البَحْرَيْنِ‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ رَدِيءٌ يَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ‏.‏ قال الشاعر‏:‏

وأَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه *** إِذا حُشِيَ التَّبِّيَّ، زِقّاً مُقَيَّرا

وحِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إِذا دَبِرَ‏.‏ وجَمَلٌ تابٌّ‏:‏ كذلك‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاهُ تَبّاً‏.‏ يقول‏:‏ لم يَكُنْ له مِلْكٌ فلما مَلَكَ هانَ عليه ما مَلَكَ‏.‏

وتَبْتَبَ إِذا شاخَ‏.‏

تجب‏:‏ التِّجابُ من حجارة الفِضَّة‏:‏ ما أُذيب مَرَّةً، وقد بَقِيتْ فيه

فِضَّةٌ، القِطْعَةُ منه تِجابةٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ التِّجْبابُ‏:‏ الخَطُّ مِن الفِضَّةِ يكون في حَجَر المَعْدِن‏.‏

وتَجُوبُ‏:‏ قبِيلةٌ مِن قَبائِل اليَمَنِ‏.‏

تخرب‏:‏ ناقةٌ تَخْرَبُوتٌ‏:‏ خِيارٌ فارِهةٌ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما قضي على التاء الأُولى أَنها أَصل لأَنها لا تُزادُ أَوّلاً إِلا بِثَبْتٍ‏.‏

تذرب‏:‏ تَذْرب‏:‏ موضع‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والعِلَّةُ في أَن تاءه أَصلية ما تقَدَّمَ في تخرب‏.‏

ترب‏:‏ التُّرْبُ والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ، الأَخيرة عن كراع، كله واحد، وجَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ، عن اللحياني‏.‏

ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع، والطائفة من كل ذلك تُّرْبةٌ

وتُرابةٌ‏.‏وبفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ‏.‏ الليث‏:‏ التُّرْبُ والتُّرابُ واحد، إِلا أَنهم إِذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة‏.‏ يقال‏:‏ أَرضٌ طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها، فإِذا عَنَيْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب قلت‏:‏ تُرابة، وتلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إِلا بالتَّوَهُّم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خَلَقَ اللّهُ التُّرْبةَ يوم السبت‏.‏ يعني الأَرضَ‏.‏ وخَلَق فيها الجِبالَ يوم الأَحَد وخلق الشجَر يوم الاثْنَيْنِ‏.‏ الليث‏:‏ التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب‏.‏ يقال‏:‏ لأَضْرِبَنَّه حتى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ‏.‏ والتَّرْباءُ‏:‏ الأَرضُ نَفْسُها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ احْثُوا في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرابَ‏.‏ قيل أَراد به الرَّدَّ والخَيْبةَ، كما يقال للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ‏:‏ لم يَحْصُل في كَفّه غيرُ التُّراب‏.‏ وقَريبٌ منه قولُه، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ وللعاهر الحَجَرُ‏.‏ وقيل أَراد به التُّرابَ خاصّةً، واستعمله المِقدادُ على ظاهره، وذلك أَنه كان عندَ عثمانَ، رضي اللّه عنهما، فجعل رجل يُثْني عليه، وجعل المِقْدادُ يَحْثُو في وجْهِه التُّرابَ، فقال له عثمانُ‏:‏ ما تَفْعَلُ‏؟‏ فقال‏:‏ سمعت رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلّم يقول‏:‏ احْثُوا في وجُوه المدّاحِينَ التُّرابَ، وأَراد بالمدّاحين الذين اتَّخَذُوا مَدْحَ الناسِ عادةً وجعلوه بِضاعةً يَسْتَأْكِلُون به المَمْدُوحَ، فأَما مَن مَدَح على الفِعل الحَسَنِ والأَمْرِ المحمود تَرغِيباً في أَمثالهِ وتَحْريضاً للناس على الاقْتداءِ به في أَشْباهِه، فليس بمَدّاح، وإِن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جَمِيلِ القَوْلِ‏.‏ وقولُه في

الحديث الآ خر‏:‏ إِذا جاءَ مَن يَطْلُبُ ثَمَنَ الكلب فامْلأْ كَفَّه تُراباً‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ يجوز حَمْلُه على الوجهينِ‏.‏

وتُرْبةُ الإِنسان‏:‏ رَمْسُه‏.‏ وتُربةُ الأَرض‏:‏ ظاهِرُها‏.‏

وأَتْرَبَ الشيءَ‏:‏ وَضَعَ عليه الترابَ، فَتَتَرَّبَ أَي تَلَطَّخَ بالتراب‏.‏

وتَرَّبْتُه تَتْريباً، وتَرَّبْتُ الكتابَ تَتْريباً، وتَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُّتَرِّبهُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَتْرِبوا الكتابَ فإِنه أَنْجَحُ للحاجةِ‏.‏ وتَتَرَّبَ‏:‏ لَزِقَ به التراب‏.‏ قال أَبو ذُؤَيْبٍ‏:‏

فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ، فَجَنْبُه *** مُتَتَرِّبٌ، ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ

وتَتَرَّبَ فلان تَتْريباً إِذا تَلَوَّثَ بالترابِ‏.‏ وتَرَبَتْ فلانةُ الإِهابَ لِتُصْلِحَه، وكذلك تَرَبْت السِّقاءَ‏.‏ وقال ابن بُزُرْجَ‏:‏ كلُّ ما يُصْلَحُ، فهو مَتْرُوبٌ، وكلُّ ما يُفْسَدُ، فهو مُتَرَّبٌ، مُشَدَّد‏.‏

وأَرضٌ تَرْباءُ‏:‏ ذاتُ تُرابٍ، وتَرْبَى‏.‏ ومكانٌ تَرِبٌ‏:‏ كثير التُّراب، وقد تَرِبَ تَرَباً‏.‏ ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ، على النَّسَب‏:‏ تَسُوقُ التُّرابَ‏.‏ ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ‏:‏ حَمَلت تُراباً‏.‏ قال ذو الرمة‏:‏

مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ

وقيل‏:‏ تَرِبٌ‏:‏ كثير التُّراب‏.‏ وتَرِبَ الشيءُ‏.‏ وريحٌ تَرِبةٌ‏:‏ جاءَت

بالتُّراب‏.‏

وتَرِبَ الشيءُ، بالكسر‏:‏ أَصابه التُّراب‏.‏ وتَرِبَ الرَّجل‏:‏ صارَ في يده التُّراب‏.‏ وتَرِبَ تَرَباً‏:‏ لَزِقَ بالتُّراب، وقيل‏:‏ لَصِقَ بالتُّراب

من الفَقْر‏.‏ وفي حديث فاطمةَ بنتِ قَيْس، رضي اللّه عنها‏:‏ وأَما معاوِيةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لا مالَ له ، أَي فقيرٌ‏.‏ وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً‏:‏

خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب‏.‏

وأَتْرَبَ‏:‏ استَغْنَى وكَثُر مالُه، فصار كالتُّراب، هذا الأَعْرَفُ‏.‏

وقيل‏:‏ أَتْرَبَ قَلَّ مالُه‏.‏ قال اللحياني قال بعضهم‏:‏ التَّرِبُ المُحتاجُ

، وكلُّه من التُّراب‏.‏ والمُتْرِبُ‏:‏ الغَنِيُّ إِما على السَّلْبِ، وإِما على أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ‏.‏

والتَّتْرِيبُ‏:‏ كَثْرةُ المالِ‏.‏ والتَّتْرِيبُ‏:‏ قِلةُ المالِ أَيضاً‏.‏

ويقال‏:‏ تَرِبَتْ يَداهُ، وهو على الدُعاءِ، أَي لا أَصابَ خيراً‏.‏

وفي الدعاءِ‏:‏ تُرْباً له وجَنْدَلاً، وهو من الجَواهِر التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصادِرِ المنصوبة على إِضمار الفِعْل غير المسْتَعْمَلِ

إِظهارُه في الدُّعاءِ، كأَنه بدل من قولهم تَرِبَتْ يَداه وجَنْدَلَتْ‏.‏ ومِن العرب

مَن يرفعه، وفيه مع ذلك معنى النصب، كما أَنَّ في قولهم‏:‏ رَحْمَةُ اللّهِ عليه، معنى رَحِمه اللّهُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ تُنْكَحُ المرأَةُ لمِيسَمِها ولمالِها ولِحَسَبِها فعليكَ بِذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ قوله تَرِبَتْ يداكَ، يقال للرجل، إِذا قلَّ مالُه‏:‏ قد تَرِبَ أَي افْتَقَرَ، حتى لَصِقَ بالتُّرابِ‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ أَو مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ‏.‏ قال‏:‏ ويرَوْنَ، واللّه أَعلم أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يَتَعَمَّدِ الدُّعاءَ عليه بالفقرِ، ولكنها كلمة جارِيةٌ على أَلسُنِ العرب يقولونها، وهم لا

يُريدون بها الدعاءَ على المُخاطَب ولا وُقوعَ الأَمر بها‏.‏ وقيل‏:‏ معناها للّه دَرُّكَ؛ وقيل‏:‏ أَراد به المَثَلَ لِيَرى المَأْمورُ بذلك الجِدَّ، وأَنه إِن خالَفه فقد أَساءَ؛ وقيل‏:‏ هو دُعاءٌ على الحقيقة، فإِنه قد قال لعائشة، رضي اللّه عنها‏:‏ تَربَتْ يَمينُكِ، لأَنه رأَى الحاجة خيراً لها‏.‏

قال‏:‏ والأوّل الوجه‏.‏ ويعضده قوله في حديث خُزَيْمَة، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنعِم صباحاً تَرِبَتْ يداكَ، فإِنَّ هذا دُعاءٌ له وتَرْغيبٌ في

اسْتِعْماله ما تَقَدَّمَتِ الوَصِيَّةُ به‏.‏ أَلا تراه قال‏:‏ أَنْعِم صَباحاً، ثم

عَقَّبه بتَرِبَتْ يَداكَ‏.‏ وكثيراً تَرِدُ للعرب أَلفاظ ظاهرها الذَّمُّ

وإِنما يُريدون بها المَدْحَ كقولهم‏:‏ لا أَبَ لَكَ، ولا أُمَّ لَكَ، وهَوَتْ أُّمُّه، ولا أَرضَ لك، ونحوِ ذلك‏.‏ وقال بعضُ الناس‏:‏ إِنَّ قولهم

تَرِبَتْ يداكَ يريد به اسْتَغْنَتْ يداكَ‏.‏ قال‏:‏ وهذا خطأٌ لا يجوز في الكلام، ولو كان كما قال لقال‏:‏ أَتْرَبَتْ يداكَ‏.‏ يقال أَتْرَبَ الرجلُ، فهو مُتْرِبٌ، إِذا كثر مالهُ، فإِذا أَرادوا الفَقْرَ قالوا‏:‏ تَرِبَ يَتْرَبُ‏.‏

ورجل تَرِبٌ‏:‏ فقيرٌ‏.‏ ورجل تَرِبٌ‏:‏ لازِقٌ بالتُّراب من الحاجة ليس بينه وبين الأَرض شيءٌ‏.‏

وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه‏:‏ لم يكن رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم سَبَّاباً ولا فَحَّاشاً‏.‏ كان يقولُ لأَحَدنا عند المُعاتَبةِ‏:‏ تَرِبَ جَبِينُه‏.‏ قيل‏:‏ أَراد به دعاءً له بكثرة السجود‏.‏ وأَما قوله لبعض أَصْحابه‏:‏ تَرِبَ نَحْرُكَ، فقُتِل الرجُل شهيداً، فإِنه محمول على ظاهره‏.‏

وقالوا‏:‏ الترابُ لكَ، فرَفَعُوه، وإِن كان فيه معنى الدعاء، لأَنه اسم وليس بمصدر، وليس في كلِّ شيءٍ من الجَواهِر قيل هذا‏.‏ وإِذ امتنع هذا في بعض المصادر‏.‏ فلم يقولوا‏:‏ السَّقْيُ لكَ، ولا الرَّعْيُ لك، كانت الأَسماء أَوْلى بذلك‏.‏ وهذا النوعُ من الأَسماء، وإِن ارْتَفَعَ، فإِنَّ فيه معنى المنصوب‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ التُّرابَ للأَبْعَدِ‏.‏ قال‏:‏ فنصب كأَنه دعاء‏.‏ والمَتْرَبةُ‏:‏ المَسْكَنةُ والفاقةُ‏.‏ ومِسْكِينٌ ذُو مَتْرَبةٍ أَي لاصِقٌ بالتراب‏.‏

وجمل تَرَبُوتٌ‏:‏ ذَلُولٌ، فإِمَّا أَن يكون من التُّراب لذلَّتِه، وإِما أَن تكون التاء بدلاًمن الدال في دَرَبُوت من الدُّرْبةٍ ، وهو مذهب

سيبويه، وهو مذكور في موضعه‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الصواب ما قاله أَبو علي تَرَبُوتٍ أَنّ أَصله دَرَبُوتٌ من الدربة، فأَبدل من الدال تاء، كما أَبدلوا من التاء دالاً في قولهم دَوْلَجٌ وأَصله تَوْلَجٌ، ووزنه تَفْعَلٌ من وَلَجَ، والتَّوْلَجُ‏:‏ الكِناسُ الذي يَلِجُ فيه الظبي وغيره من الوَحْش‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ بَكْرٌ تَرَبُوتٌ‏:‏ مُذَلَّلٌ، فَخصَّ به البَكْر، وكذلك ناقة تَرَبُوت‏.‏ قال‏:‏ وهي التي إِذا أُخِذَتْ بِمِشْفَرِها أَو بُهدْب عينها تَبِعَتْكَ‏.‏ قال وقال الأَصمعي‏:‏ كلُّ ذَلُولٍ من الأَرض وغيرها تَرَبُوتٌ، وكلُّ هذا من التُّراب، الذكَرُ والأُنثى فيه سواءٌ‏.‏

«والتُّرْتُبُ‏:‏ الأَمْرُ الثابتُ، بضم التاءين‏.‏ والتُّرْتُبُ‏:‏ العبدُ

السُّوء

وأَتْرَبَ الرجلُ إِذا مَلَك عبداً مُلِكَ ثلاث مَرَّات‏.‏

والتَّرِباتُ‏:‏ الأَنامِلُ، الواحدة تَرِبةٌ‏.‏

والتَّرائبُ‏:‏ مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر، وقيل هو ما بين التَّرْقُوة إِلى الثَّنْدُوةِ؛ وقيل‏:‏ التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛ وقيل‏:‏ ما وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن منه؛ وقيل‏:‏ ما بين الثديين والترقوتين‏.‏ قال الأَغلب

العِجْليّ‏:‏

أَشْرَفَ ثَدْياها على التَّرِيبِ *** لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ في النُّتُوبِ

والتِّفْلِيكُ‏:‏ مِن فَلَّك الثَّدْيُ‏.‏ والنُّتُوبُ‏:‏ النُّهُودُ، وهو ارْتِفاعُه‏.‏ وقيل‏:‏ التَّرائبُ أَربعُ أَضلاعٍ من يَمْنةِ الصدر وأَربعٌ من يَسْرَتِه‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ يَخْرُج من بينِ الصُّلْب والتَّرائبِ‏.‏ قيل‏:‏ التَّرائبُ‏:‏ ما تقدَّم‏.‏ وقال الفرَّاء‏:‏ يعني صُلْبَ الرجلِ وتَرائبَ المرأَةِ‏.‏ وقيل‏:‏ التَّرائبُ اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنانِ، وقال‏:‏ واحدتها تَرِيبةٌ‏.‏ وقال أَهل اللغة أَجمعون‏:‏ التَّرائبُ موضع القِلادةِ من الصَّدْرِ، وأَنشدوا‏:‏

مُهَفْهَفةٌ بَيْضاءُ، غَيْرُ مُفاضةٍ *** تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وقيل‏:‏ التَّرِيبَتانِ الضِّلَعانِ اللَّتانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ، وأَنشد‏:‏

ومِنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ على تَرِيبٍ *** كَلَوْنِ العاجِ، ليس له غُضُونُ

أَبو عبيد‏:‏ الصَّدْرُ فيه النَّحْرُ، وهو موضِعُ القِلادةِ، واللَّبَّةُ‏:‏ موضع النَّحْرِ، والثُّغْرةُ‏:‏ ثُغْرَةُ النَّحْرِ، وهي الهَزْمةُ بين التَّرْقُوَتَيْنِ‏.‏ وقال‏:‏

والزَّعْفَرانُ، علَى تَرائِبِها *** شَرِقٌ به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ

قال‏:‏ والتَّرْقُوَتانِ‏:‏ العَظْمانِ المُشْرِفانِ في أَعْلَى الصَّدْرِ مِن صَدْرِ رَأْسَيِ المَنْكِبَيْنِ إِلى طَرَفِ ثُغْرة النَّحْر، وباطِنُ التَّرْقُوَتَيْنِ الهَواء الذي في الجَوْفِ لو خُرِقَ، يقال لهما القَلْتانِ، وهما الحاقِنَتانِ أَيضاً، والذَّاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقُوم‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وفي الحديث ذكر التَّرِيبةِ، وهي أَعْلَى صَدْرِ الإِنْسانِ تَحْتَ الذَّقَنِ، وجمعُها التَّرائبُ‏.‏ وتَرِيبةُ البَعِير‏:‏ مَنْخِرُه

والتِّرابُ‏:‏ أَصْلُ ذِراعِ الشاة، أُنثى، وبه فسر شمر قولَ عليّ، كرَّم اللّه وجهه‏:‏ لَئِنْ وَلِيتُ بني أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ‏.‏ قال‏:‏ وعنى بالقَصّابِ هنا السَّبُعَ، والتِّرابُ‏:‏ أَصْلُ ذِراعِ الشاةِ، والسَّبُعُ إِذا أَخَذَ شاةً قَبَضَ على ذلك المَكانِ فَنَفَضَ الشَّاةَ‏.‏

الأَزهريُّ‏:‏ طَعامٌ تَرِبٌ إِذا تَلَوَّثَ بالتُّراب‏.‏ قال‏:‏ ومنه حديث

عليّ، رضي اللّه عنه‏:‏ نَفْضَ القَصَّاب الوِذامَ التَّرِبةَ‏.‏ الأَزهري‏:‏

التِّرابُ‏:‏ التي سَقَطَتْ في التُّرابِ فَتَتَرَّبَتْ، فالقَصَّابُ يَنْفُضُها‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ التِّرابُ جمع تَرْبٍ‏.‏ تخفيفُ تَرِبٍ، يريد اللُّحُومَ التي تَعَفَّرَتْ بسُقُوطِها في التُّراب، والوَذِمةُ‏:‏ المُنْقَطِعةُ الأَوْذامِ، وهي السُّيُورُ التي يُشَدُّ بها عُرى الدَّلْوِ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ سأَلْتُ

شُعبةَ عن هذا الحَرْفِ، فقال‏:‏ ليس هو هكذا انما هو نَفْضُ القَصَّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ، وهي التي قد سَقَطَتْ في التُّرابِ، وقيل الكُرُوشُ كُلُّها تُسَمَّى تَرِبةً لأَنها يَحْصُلُ فيها الترابُ مِنَ المَرْتَعِ؛ والوَذِمةُ‏:‏ التي أُخْمِلَ باطِنُها، والكُرُوشُ وَذِمةٌ لأَنها مُخْمَلَةٌ، ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ‏.‏ ومعنى الحديث‏:‏ لئن وَلِيتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهُم بعد الخُبْثِ‏.‏

والتِّرْبُ‏:‏ اللِّدةُ والسِّنُّ‏.‏ يقال‏:‏ هذه تِرْبُ هذه أَي لِدَتُها‏.‏

وقيل‏:‏ تِرْبُ الرَّجُل الذي وُلِدَ معَه، وأَكثر ما يكون ذلك في المُؤَنَّثِ، يقال‏:‏ هي تِرْبُها وهُما تِرْبان والجمع أَتْرابٌ‏.‏ وتارَبَتْها‏:‏ صارت تِرْبَها‏.‏ قال كثير عزة‏:‏

تُتارِبُ بِيضاً، إِذا اسْتَلْعَبَتْ *** كأُدْم الظّباءِ تَرِفُّ الكَباثا

وقوله تعالى‏:‏ عُرُباً أَتْرَاباً‏.‏ فسَّره ثعلب، فقال‏:‏ الأَتْرابُ هُنا

الأَمْثالُ، وهو حَسَنٌ إذْ ليست هُناك وِلادةٌ‏.‏

والتَّرَبَةُ والتَّرِبةُ والتَّرْباء‏:‏ نَبْتٌ سُهْلِيٌّ مُفَرَّضُ الوَرَقِ، وقيل‏:‏ هي شَجرة شاكةٌ، وثمرتها كأَنها بُسْرَة مُعَلَّقةٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ والحَزْنُ وتِهامةُ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ التَّرِبةُ خَضْراءُ تَسْلَحُ عنها الإِبلُ‏.‏

التهذيب في ترجمة رتب‏:‏ الرَّتْباءُ الناقةُ المُنْتَصِبةُ في سَيْرِها، والتَّرْباء الناقةُ المُنْدَفِنةُ‏.‏ قال ابن الأَثير في حديث عمر، رضي الله عنه، ذِكر تُرَبةَ، مثال هُمَزَة، وهو بضم التاء وفتح الراء، وادٍ قُرْبَ مكة على يَوْمين منها‏.‏ وتُرَبةُ‏:‏ وادٍ من أَوْدية اليمن‏.‏ وتُربَةُ والتُّرَبَة والتُّرْباء وتُرْبانُ وأَتارِبُ‏:‏ مواضع‏.‏ ويَتْرَبُ، بفتح

الراء‏:‏ مَوْضعٌ قَريبٌ من اليمامة‏.‏ قال الأَشجعي‏:‏

وعَدْتَ، وكان الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً *** مواعِيدَ عُرقُوبٍ أخاهُ بِيَتْرَبِ

قال هكذا رواه أَبو عبيدة بَيَتْرَبِ وأَنكر بيَثْرِبِ، وقال‏:‏ عُرقُوبٌ

من العَمالِيقِ، ويَتْرَبُ من بِلادِهم ولم تَسْكُن العمالِيقُ يَثْرِبَ‏.‏

وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها‏:‏ كُنَّا بِتُرْبانَ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هو موضع كثير المياه بينه وبين المدينة نحو خمسة فَراسِخَ‏.‏

وتُرْبةُ‏:‏ موضع من بِلادِ بني عامرِ بن مالك، ومن أَمثالهم‏:‏ عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبةَ، يُضْرَب للرجل يصير إِلى الامرِ الجَليِّ بعد الأَمرِ المُلْتَبِس؛ والمَثَلُ لعامر بن مالك أَبي البراء‏.‏

والتُّرْبِيَّة‏:‏ حِنْطة حَمْراء، وسُنْبلها أَيضاً أَحمرُ ناصِعُ الحُمرة، وهي رَقِيقة تَنْتَشِر مع أَدْنَى بَرْد أَو ريح، حكاه أَبو حنيفة‏.‏

ترتب‏:‏ أَبو عبيد‏:‏ التُّرْتُب‏:‏ الأَمر الثابت‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

التُّرْتُب‏:‏ التُّراب، والتُّرْتُب‏:‏ العَبْدُ السُّوءُ‏.‏

ترعب‏:‏ تَرْعَبٌ وتَبْرَعٌ‏:‏ موضعان بَيَّنَ صَرْفُهم إِياهُما أَن التاءَ

أَصلٌ‏.‏

تعب‏:‏ التَّعَبُ‏:‏ شدَّةُ العَناءِ ضِدُّ الراحةِ‏.‏ تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً، فهو تَعِبٌ‏:‏ أَعْيا‏.‏

وأَتْعَبه غيرُه، فهو تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، ولا تقل مَتْعُوبٌ‏.‏ وأَتْعَبَ فلان في عَمَلٍ يُمارِسُه إِذا أَنْصَبَها فيما حَمَّلَها وأَعْمَلَها فيه‏.‏ وأَتْعَبَ الرجُلُ رِكابَه إِذا أَعْجَلَها في السَّوْقِ أَو السَّيْرِ الحَثيثِ‏.‏ وأَتْعَبَ العَظْمَ‏:‏ أَعْنَتَه بعدَ الجَبْرِ‏.‏ وبعيرٌ مُتْعَبٌ انْكَسَرَ عَظْمٌ من عِظامِ يَدَيْهِ أَو رِجْلَيْهِ ثم جَبَرَ، فلم يَلْتَئِم جَبْرُه، حتى حُمِلَ عليه في التَّعَبِ فوقَ طاقتِه، فتَتَمَّم كَسْرُه‏.‏ قال ذو الرمَّة‏:‏

إِذا نالَ منها نَظْرةً هِيضَ قَلْبُه *** بها، كانْهِياضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ

وأَتْعَبَ إِناءَه وقَدَحَه‏:‏ ملأَه، فهو مُتْعَبٌ‏.‏

تغب‏:‏ التَّغَبُ‏:‏ الوَسَخُ والدَّرَنُ‏.‏

وتَغِبَ الرجلُ يَتْغَبُ تَغَباً، فهو تَغِبٌ‏:‏ هَلَكَ في دِينٍ أَو دُنْيا، وكذلك الوَتَغُ‏.‏ وتَغِبَ تَغَباً‏:‏ صار فيه عَيْبٌ‏.‏ وما فيه تَغْبةٌ أَي عَيْبٌ تُرَدُّ به شَهادتُه‏.‏ وفي بعض الأَخبار‏:‏ لا تُقْبَلُ شَهادةُ ذي تَغْبَةٍ‏.‏ قال‏:‏ هو الفاسدُ في دِينهِ وَعَمَلِه وسُوءِ أَفعالِه‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ ويروى تَغِبَّةٍ مُشَدَّداً‏.‏ قال‏:‏ ولا يخلو أَن يكون تَغِبَّةً تَفْعِلةً من غَبَّبَ مبالغة في غَبَّ الشيءُ إِذا فَسَد، أَو من غَبَّبَ الذِّئبُ الغَنَم إِذا عاثَ فيها‏.‏ ويقال لِلقَحْطِ‏:‏ تَغَبةٌ، وللجُوع البُرْقُوعِ‏:‏ تَغَبةٌ‏.‏ وقول المُعَطَّلِ الهُذَلِيّ‏:‏

لَعَمْري، لقد أَعْلَنْتَ خِرْقاً مُبَرَّأً *** منَ التَّغْبِ، جَوّابَ المَهالِكِ، أَرْوَعا

قال‏:‏ أَعْلَنْتَ‏:‏ أَظْهَرْتَ مَوْتَه‏.‏

والتَغْبُ‏:‏ القَبيحُ والرِّيبَةُ، لواحدة تَغْبةٌ، وقد تَغِبَ يَتْغَبُ‏.‏

تلب‏:‏ التَوْلَبُ‏:‏ ولَدُ الأَتانِ من الوَحْشِ إِذا اسْتَكْمَل الحَوْلَ‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ التَّوْلَبُ الجَحْشُ‏.‏ وحُكي عن سيبويه أَنه صروف لأَنه فَوْعَلٌ‏.‏ ويقال للأَتانِ‏:‏ أُمُّ تَوْلَبٍ، وقد يُسْتَعارُ للإِنسانِ‏.‏ قال

أَوْسُ بن حَجَر يصف صبيّاً‏:‏

وذاتُ هِدْمٍ، عارٍ نَواشِرُها *** تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعَا

وإِنما قُضِيَ على تائه أَنها أَصْلٌ وواوِه بالزيادة، لأَن فَوْعَلاً في

الكلام أَكثر من تَفْعَلُ‏.‏ الليث يقال‏:‏ تَبّاً لفلان وتَلْباً يُتْبِعونه التَّبَّ‏.‏

والمَتالِبُ‏:‏ المَقاتِلُ‏.‏

والتِّلِبُّ‏:‏ رَجل من بني العَنْبرِ، عن ابن الأَعرابي‏.‏ وأَنشد‏:‏

لاهُمَّ ان كان بَنُو عَميرَهْ، رَهْطُ التِّلِبِّ، هَؤُلا مَقْصُورَهْ، قد أَجْمَعُوا لِغَدْرةٍ مَشْهُورَهْ، فابْعَثْ عليهم سَنةً قاشُورَهْ، تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَهْ

أَي أُخْلِصُوا فلم يُخالِطْهم غيرُهم من قومهم‏.‏ هَجا رَهْطَ التِّلِبِّ

بسَبَبِه‏.‏ التهذيب‏:‏ التِّلِبُّ اسم رجلٍ من بني تميم، وقد رَوى عن

النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً‏.‏

تلأب‏:‏ هذه ترجمة ذكرها الجوهري في أَثناء ترجمة تلب، وغَلَّطه الشيخ أَبو محمد بن بري في ذلك، وقال‏:‏ حق اتْلأَبَّ أَن يذكر في فصل تلأَب، لأَنه رباعي، والهمزة الأُولى وصل، والثانية أَصل، ووزنه افْعَلَلَّ مثلُ اطْمَأَنّ‏.‏

اتْلأَبَّ الشيءُ اتْلِئْباباً‏:‏ اسْتَقامَ، وقيل انْتَصَبَ‏.‏

واتْلأَبَّ الشيءُ والطريقُ‏:‏ امْتَدّ واسْتَوى، ومنه قول الأَعرابي يصف فرساً‏:‏ إِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ‏.‏

والاسم‏:‏ التُّلأْبيبةُ مثل الطُّمَأْنِينةِ‏.‏ واتْلأَبَّ الحِمارُ‏:‏ أَقام صَدْرَه ورأْسَه‏.‏ قال لبيد‏:‏

فأَوْرَدَها مَسْجُورةً، تحتَ غابةٍ *** من القُرْنَتَيْنِ، واتْلأَبَّ يَحُومُ

وذكر الأَزهري في الثلاثي الصحيح عن الأَصمعي‏:‏ المُتْلَئِبُّ

المُسْتَقِيمُ؛ قال‏:‏ والمُسْلَحِبُّ مثلُه‏.‏ وقال الفرَّاء‏:‏ التُّلأْبِيبةُ من اتْلأَبَّ إِذا امتدَّ، والمُتْلَئِبُّ‏:‏ الطريقُ المُمْتَدّ‏.‏

تنب‏:‏ التَّنُّوبُ‏:‏ شجر، عن أَبي حنيفة‏.‏

توب‏:‏ التَّوْبةُ‏:‏ الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ النَّدَمُ تَوْبةٌ‏.‏ والتَّوْبُ مثلُه‏.‏ وقال الأَخفش‏:‏ التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ‏.‏

وتابَ إِلى اللّهِ يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً‏:‏ أَنابَ ورَجَعَ عن المَعْصيةِ إِلى الطاعةِ، فأَما قوله‏:‏

تُبْتُ إِلَيْكَ، فَتَقَبَّلْ تابَتي *** وصُمْتُ، رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامَتي

إِنما أَراد تَوْبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة، لأَنّ هذا الشعر ليس بمؤَسَّس كله‏.‏ أَلا ترى أَن فيها‏:‏

أَدْعُوكَ يا رَبِّ مِن النارِ، الَّتي *** أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ في القِيامة

فجاء بالتي، وليس فيها أَلف تأْسيس، وتابَ اللّهُ عليه‏:‏ وفَّقَه لَها

ورَجل تَوَّابٌ‏:‏ تائِبٌ إِلى اللّهِ‏.‏ واللّهُ تَوّابٌ‏:‏ يَتُوبُ علَى عَبْدِه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْب، يجوز أَن يكون عَنَى به المَصْدَرَ كالقَول، وأَن يكون جمع تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ، وهو مذهب المبرد‏.‏

وقال أَبو منصور‏:‏ أَصلُ تابَ عادَ إِلى اللّهِ ورَجَعَ وأَنابَ‏.‏ وتابَ اللهُ عليه أَي عادَ عليه بالمَغْفِرة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وتُوبُوا إِلى الله جَمِيعاً؛ أَي عُودُوا إِلى طَاعتِه وأَنيبُوا إِليه‏.‏ واللّهُ التوَّابُ‏:‏ يَتُوبُ على عَبْدِه بفَضْله إِذا تابَ إِليهِ من ذَنْبه‏.‏

واسْتَتَبْتُ فُلاناً‏:‏ عَرَضْتُ عليهِ التَّوْبَةَ مما اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه‏.‏ واسْتَتابه‏:‏ سأَلَه أَن يَتُوبَ‏.‏وفي كتاب سيبويه‏:‏ والتَّتْوِبةُ على تَفْعِلةٍ‏:‏ من ذلك‏.‏

وذكر الجوهريّ في هذه الترجمة التابوت‏:‏ أَصله تابُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، وهو فَعْلُوَةٌ، فلما سكنت الواو انْقلبت هاءُ التأْنيث تاءً‏.‏ وقال القاسم بن معن‏:‏ لم تَختلف لغةُ قُريشٍ والأَنصارِ في شيءٍ من القرآن إِلاَّ في التَّابُوتِ، فلغةُ قريش بالتاءِ، ولغةُ الأَنصار بالهاءِ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ التصريفُ الذي ذكره الجوهري في هذه اللفظة حتى ردّها إِلى تابوت تَصْرِيفٌ فاسِدٌ؛ قال‏:‏ والصواب أَن يُذكر في فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصلية، ووزنه فاعُولٌ مثل عاقُولٍ وحاطُومٍ، والوقْفُ عليها بالتاءِ في أَكثر اللغات، ومن وقف عليها بالهاءِ فإِنه أَبدلها من التاءِ، كما أَبدلها في الفُرات حين وقف عليها بالهاءِ، وليست تاءُ الفرات بتاءِ تأْنيث، وإِنما هي أَصلية من نفس الكلمة‏.‏ قال أَبو بكر بن مجاهد‏:‏ التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءة الناس جميعاً، ولغة الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ‏.‏

ثأب‏:‏ ثَئِبَ الرَّجُل ثَأَباً وتَثاءَبَ وتَثَأّبَ‏:‏ أَصابَه كَسَلٌ وتَوصِيمٌ، وهي الثُّؤَباءُ، مَمْدود‏.‏

والثُّؤَباءُ من التَّثاؤُب مثل المُطَواءِ من التَّمَطِّي‏.‏ قال الشاعِر في صفة مُهْر‏:‏

فافْتَرَّ عن قارِحِه تَثاؤُبُهْ

وفي المثل‏:‏ أَعْدَى مِن الثُّؤَباءِ‏.‏

ابن السكيت‏:‏ تَثاءَبْتُ على تَفاعَلْتُ ولا تقل تَثاوَبْتُ‏.‏

والتَّثاؤُبُ‏:‏ أَن يأْكُلَ الإِنْسان شيئاً أَو يَشْربَ شيئاً تَغْشاهُ له فَتْرة

كَثَقْلةِ النُّعاس من غَير غَشْيٍ عليه‏.‏ يقال‏:‏ ثُئِبَ فلان‏.‏

قال أَبو زيد‏:‏ تَثَأّبَ يَتَثَأّبُ تثَؤُّباً من الثُّؤَباءِ، في كتاب الهمز‏.‏ وفي الحديث‏:‏ التَّثاؤُبُ من الشَّيْطان؛ وإِنما جعله من الشَّيْطانِ كَراهِيةً له لأَنه إِنما يكون مِن ثِقَلِ البَدَنِ وامْتِلائه واستِرخائِه ومَيْلِه إِلى الكَسَل والنوم، فأَضافه إِلى الشيطان، لأَنه الذي يَدْعُو إِلى إِعطاء النَّفْس شَهْوَتَها؛ وأَرادَ به التَحْذِيرَ من السبَب الذي يَتَولَّدُ منه، وهو التَّوَسُّع في المَطْعَمِ والشِّبَعِ، فيَثْقُل عن الطَّاعاتِ ويَكْسَلُ عن الخَيْرات‏.‏

والأَثْأَبُ‏:‏ شجر يَنْبُتُ في بُطُون الأَوْدية بالبادية، وهو على ضَرْب التِّين يَنْبُت ناعِماً كأَنه على شاطئِ نَهر، وهو بَعِيدٌ من الماءِ، يَزْعُم النَّاسُ أَنها شجرة سَقِيَّةٌ؛ واحدتُه أَثْأَبةٌ‏.‏ قال الكُمَيْتُ‏:‏

وغادَرْنا المَقاوِلَ في مَكَرٍّ *** كَخُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرسِينا

قال الليث‏:‏ هي شَبِيهةٌ بشَجَرة تسميها العجم النَّشْك، وأَنشد‏:‏

في سَلَمٍ أَو أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ

قال أَبو حنيفة‏:‏ الأَثْأَبةُ‏:‏ دَوْحةٌ مِحْلالٌ واسِعةٌ، يَسْتَظِلُّ تَحتَها الأُلُوفُ من الناسِ تَنْبُتُ نباتَ شجَر الجَوْز، ووَرَقُها أَيضاً كنحو وَرقِه، ولها ثمَر مثلُ التين الأَبْيَضِ يُؤْكل، وفيه كَراهةٌ، وله حَبٌّ مثل حَبِّ التِّين،وزِنادُه جيدة‏.‏ وقيل‏:‏ الأَثْأَبُ شِبْه القَصَبِ له رؤوسٌ كَرؤُوس القَصَب وشَكِير كشَكِيرِه، فأَما قوله‏:‏ قُلْ لأَبي قَيْسٍ خَفِيفِ الأَثَبَهْ فعلى تخفيف الهمزة، إِنما أَراد خَفِيفَ الأَثْأَبة‏.‏ وهذا الشاعر كأَنه ليس من لغته الهمز، لأَنه لو همز لم ينكسر البيت، وظنَّه قوم لغة، وهو خَطَأٌ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ قال بعضهم الأَثْب، فاطَّرَح الهمزة، وأَبْقى الثاءَ على سُكونها، وأَنشد‏:‏

ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلى شِعْبِ *** مُضْطَرِب الْبانِ، أَثِيثِ الأَثْبِ

ثبب‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الثَّبابُ‏:‏ الجُلُوس، وثَبَّ إِذا جَلَس جُلُوساً

مُتَمَكِّناً‏.‏

وقال أَبو عمرو‏.‏ ثَبْثَبَ إِذا جلَس مُتمكِّناً‏.‏

ثرب‏:‏ الثَّرْبُ‏:‏ شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأَمْعاءَ، وجمعُه

ثُرُوبٌ‏.‏ والثَّرْبُ‏:‏ الشَّحْمُ المَبسُوط على الأَمْعاءِ والمَصارِينِ‏.‏

وشاة ثَرْباءُ‏:‏ عَظيمة الثَّرْبِ؛ وأَنشد شمر‏:‏

وأَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْيَتَيْن معَ الثَّرْبِ

وفي الحديث‏:‏ نَهى عن الصَّلاةِ إِذا صارَتِ الشمسُ

كالأَثارِبِ أَي إِذا تَفَرَّقَت وخَصَّت مَوْضِعاً دون موضع عند المَغِيب‏.‏ شَبَّهها بالثُّرُوبِ، وهي الشحْمُ الرَّقيق الذي يُغَشّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ الواحد ثَرْبٌ وجمعها في القلة‏:‏ أَثْرُبٌ؛ والأَثارِبُ‏:‏ جمع الجمع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ انَّ المُنافِقَ يؤَخِّر العَصْرَ حتى إِذا صارَتِ الشمسُ كَثَرْبِ البَقَرة صلاَّها‏.‏

والثَّرَباتُ‏:‏ الأَصابعُ‏.‏

والتَّثْريبُ كالتَّأْنيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصاءِ في اللَّوْمِ‏.‏

والثَّارِبُ‏:‏ المُوَبِّخُ‏.‏ يقال ثَرَبَ وثَرَّب وأَثْرَبَ إِذا وَبَّخَ‏.‏

قال نُصَيْبٌ‏:‏

إِني لأَكْرَهُ ما كَرِهْتَ مِنَ الَّذي *** يُؤْذِيكَ سُوء ثَنائِه لم يَثْرِبِ

وقال في أَثْرَبَ‏:‏

أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً، مِنْ تِلادِه *** سَوامُ أَخٍ، داني الوسِيطةِ، مُثْرِبِ

قال‏:‏ مُثْرِبٌ قَلِيلُ العَطاءِ، وهو الذي يَمُنُّ بما أَعْطَى‏.‏

وثَرَّبَ عليه‏:‏ لامَه وعَيَّره بذَنْبه، وذكَّرَه به‏.‏ وفي التنزيل العزيز قال‏:‏ لا تَثْرِيبَ عليكم اليَوْمَ‏.‏ قال الزجاج‏:‏ معناه لا إِفسادَ عليكم‏.‏

وقال ثعلب‏:‏ معناه لا تُذْكَرُ ذنُوبُكم‏.‏ قال الجوهريّ‏:‏ وهو من الثَّرْبِ كالشَّغْفِ من الشِّغاف‏.‏ قال بِشْر، وقيل هو لتُبَّعٍ‏:‏

فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَيْرِ مُثَرِّبٍ *** وتَرَكْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَرْمَدِ

وثَرَّبْتُ عليهم وعَرَّبْتُ عليهم، بمعنى، إِذا قَبَّحْتَ عليهم

فعْلَهم‏.‏وَالمُثَرِّبُ‏:‏ المُعَيِّرُ، وقيل‏:‏ المُخَلِّطُ المُفْسِدُ‏.‏

والتَّثْرِيبُ‏:‏ الإِفْسادُ والتَخْلِيطُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا زَنَتْ أَمةُ أَحدِكم

فَلْيَضْرِبْها الحَدَّ ولا يُثَرِّبْ؛ قال الأَزهري‏:‏ معناه ولا يُبَكِّتْها ولا يُقَرِّعْها بعد الضَّرْبِ‏.‏ والتقْريعُ‏:‏ أَن يقول الرجل في وَجه

الرجْل عَيْبَه، فيقول‏:‏ فَعَلْتَ كذا وكذا‏.‏ والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ منه‏.‏

وقال ابن الأَثير‏:‏ أَي لا يُوَبِّخْها ولا يُقَرِّعْها بالزّنا بعد الضرب‏.‏ وقيل‏:‏ أَراد لا يَقْنَعْ في عُقُوبتها بالتثرِيبِ بل يضرِبُها الحدّ، فإِنّ زنا الإِماء لم يكن عند العرب مَكْروهاً ولا مُنْكَراً، فأَمَرَهم

بحَدّ الاماء كما أَمَرَهم بحدّ الحَرائر‏.‏ ويَثْرِبُ‏:‏ مدينة سيدنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم والنَّسَبُ إِليها يَثْرَبِيٌّ ويَثْرِبِيٌّ وأَثْرَبِيٌّ وأَثرِبِيٌّ، فتحوا الراء استثقالاً لتوالي الكسرات‏.‏

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نَهَى أَن يقالَ للمدينة يَثْرِبُ، وسماها طَيْبةَ، كأَنه كَرِه الثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ في كلام العرب‏.‏

قال ابن الأَثير‏:‏ يَثْرِبُ اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قديمة، فغَيَّرها وسماها طَيْبةَ وطابةَ كَراهِيةَ التَّثْرِيبِ، وهو اللَّوْمُ والتَعْيير‏.‏ وقيل‏:‏ هو اسم أَرضِها؛ وقيل‏:‏ سميت باسم رجل من العَمالِقة‏.‏

ونَصْلٌ يَثْرِبِيٌّ وأَثْرِبِيٌّ، مَنْسوب إِلى يَثْربَ‏.‏ وقوله‏:‏

وما هو إِلاَّ اليَثْرِبِيُّ المُقَطَّعُ

زعَم بعضُ الرُّواة أَن المراد باليثربي السَّهْمُ لا النَّصْلُ، وأَن

يَثْرِبَ لا يُعْمَلُ فيها النِّصالُ‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ وليس كذلك لأَنّ

النِّصالَ تُعملُ بِيَثْرِبَ وبوادي القُرى وبالرَّقَمِ وبغَيْرِهِنَّ من أَرض الحجاز، وقد ذكر الشعراء ذلك كثيراً‏.‏ قال الشاعر‏:‏

وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ

أَي مشدودٌ بالرِّصافِ‏.‏

والثَّرْبُ‏:‏ أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إِلا أَنها بِيضٌ‏.‏

وأَثارِبُ‏:‏ موضع‏.‏

ثرقب‏:‏ الثُّرْقُبِيَّةُ والفُرْقُبِيَّةُ‏:‏ ثِيابُ كَتَّانٍ بيضٌ، حكاها يعقوب في البدل، وقيل‏:‏ من ثياب مصر‏.‏ يقال‏:‏ ثوب ثُرْقُبيٌّ وفُرْقُبِيٌّ‏.‏

ثعب‏:‏ ثَعَبَ الماءَ والدَّمَ ونحوَهما يَثْعَبهُ ثَعْباً‏:‏ فَجَّره، فانْثَعَبَ كما يَنْثَعِبُ الدَّمُ من الأَنْف‏.‏ قال الليث‏:‏ ومنه اشْتُقَّ مَثْعَبُ المطَر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يجيءُ الشَّهيدُ يومَ القيامةِ، وجُرْحُه يَثْعَبُ دَماً؛ أَي يَجْري‏.‏ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ صَلَّى وجُرْحُه يَثْعَب دَماً‏.‏ وحديث سعدٍ، رضي اللّه عنه‏:‏ فقَطَعْتُ نَساهُ فانْثَعَبَتْ جَدِّيةُ الدَّمِ، أَي سالَتْ، ويروى فانْبَعَثَتْ‏.‏

وانْثَعَبَ المطَرُ‏:‏ كذلك‏.‏ وماءٌ ثَعْبٌ وثَعَبٌ وأُثْعُوبٌ وأُثْعُبانٌ‏:‏ سائل، وكذلك الدّمُ؛ الأَخيرة مَثَّلَ بها سيبويه وفسرها السيرافي‏.‏

وقال اللحياني‏:‏ الأُثْعُوبُ‏:‏ ما انْثَعَبَ‏.‏ والثَّعْبُ مَسِيلُ الوادي، والجمع ثُعْبانٌ‏.‏

وجَرى فَمُه ثَعابِيبَ كسَعابِيبَ، وقيل‏:‏ هو بَدَلٌ، وهو أَن يَجْري منه ماءٌ صافٍ فيه تمَدُّدٌ‏.‏

والمَثْعَبُ، بالفتح، واحد مَثاعِبِ الحِياضِ‏.‏ وانْثَعَبَ الماءُ‏:‏ جَرى

في المَثْعَبِ‏.‏ والثَّعْبُ والوَقيعةُ والغَدير كُلُّه من مَجامع الماء‏.‏ وقال الليث‏:‏ والثَّعْبُ الذي يَجْتَمعُ في مَسيلِ المطر من الغُثاء‏.‏قال الأَزهري‏:‏ لم يُجَوِّد الليث في تفسير الثَّعْبِ، وهو عندي المَسِيلُ نفسُه، لا ما يجتمع في المَسِيل من الغُثاء‏.‏

والثُّعْبانُ‏:‏ الحَيَّةُ الضَّخْمُ الطويلُ، الذكرُ خاصّةً‏.‏ وقيل‏:‏ كلُّ حَيَّةٍ ثُعْبانٌ‏.‏ والجمع ثَعابينُ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فأَلْقَى عَصاه فإِذا هي ثُعْبانٌ مُبِينٌ؛ قال الزجاج‏:‏ أَراد الكبيرَ من الحَيَّاتِ، فإِن قال قائل‏:‏ كيف جاء فإِذا هي ثُعْبانٌ مبين‏.‏ وفي موضع آخر‏:‏ تَهْتَزُّ كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ‏:‏ الصغيرُ من الحيّات‏.‏ فالجواب في ذلك‏:‏ أَنّ خَلْقَها خَلْقُ

الثُّعبانِ العظيمِ، واهْتِزازُها وحَرَكَتُها وخِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ وخِفَّتِه‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ الحَيَّاتُ كلها ثُعْبانٌ، الصغير والكبير

والإِناث والذُّكْرانُ‏.‏ وقال أَبو خَيْرة‏:‏ الثعبانُ الحَيَّةُ الذكَر‏.‏

ونحو ذلك قال الضحاك في تفسير قوله تعالى‏:‏ فإِذا هي ثُعْبان مبين‏.‏ وقال قطرب‏:‏ الثُّعبانُ الحَيّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ، وهو من أَعظمِ الحَيّات‏.‏ وقال شمر‏:‏ الثُّعبانُ من الحَيّاتِ ضَخْمٌ عظيم أَحمر يَصِيدُ الفأْر‏.‏ قال‏:‏ وهي ببعض المواضع تُسْتَعار للفَأْر، وهو أَنفَعُ في البَيْتِ من السَّنانِير‏.‏ قال حميد بن ثور‏:‏

شَدِيدٌ تَوَقِّيهِ الزِّمامَ، كأَنما *** نَرى، بتَوَقِّيهِ الخِشاشةَ، أَرْقَمَا

فلمّا أَتَتْه أَنْشَبَتْ في خِشاشِه *** زِماماً، كَثُعْبانِ الحَماطةِ، مُحْكَمَا

والأُثْعبانُ‏:‏ الوَجْهُ الفَخْم في حُسْن بيَاضٍ‏.‏ وقيل‏:‏

هو الوَجْهُ الضَّخْم‏.‏ قال‏:‏

إِنِّي رَأَيتُ أُثْعباناً جَعْدَا *** قد خَرَجَتْ بَعْدي، وقالَتْ نَكْدَا

قال الأَزهري‏:‏ والأَثْعَبِيُّ الوَجْه الضَّخْمُ في حُسْن وبَياضٍ‏.‏ قال‏:‏

ومنهم مَن يقول‏:‏ وجهٌ أُثْعُبانِيٌّ‏.‏

ابن الأعرابي‏:‏ من أَسماءِ الفأْر البِرُّ والثُّعْبةُ والعَرِمُ‏.‏

والثُّعْبةُ ضَرْبٌ من الوَزَغ تُسمى سامَّ أَبْرَصَ، غير أَنها خَضْراءُ

الرأْس والحَلْقِ جاحظةُ العينين، لا تَلْقاها أَبداً إِلاَّ فاتِحةً فاها، وهي مِن شَرِّ الدَّوابِّ تَلْدَغُ فلا يَكادُ يَبْرَأُ سَلِيمُها، وجمعها

ثُعَبٌ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الثُّعْبةُ دابّةٌ أَغْلَظُ من الوَزَغةِ تَلْسَعُ، ورُبما قَتَلَتْ، وفي المثل‏:‏ ما الخَوافي كالقِلَبةِ، ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبةِ‏.‏ فالخَوافي‏:‏ السَّعَفاتُ اللَّواتي يَلِينَ القِلَبةَ‏.‏ والخُنَّازُ‏:‏ الوَزَغةُ‏.‏ ورأَيت في حاشية نسخة من الصحاح موثوق بها ما صورته‏:‏ قال أَبو

سهل‏:‏ هكذا وجدته بخط الجوهريّ الثُّعْبة، بتسكين العين‏.‏ قال‏:‏ والذي قرأْته على شيخي، في الجمهرة، بفتح العين‏.‏ والثُّعْبةُ نبتةٌ شَبِيهة بالثُّعْلةِ إِلا أَنها أَخْشَن ورقاً وساقُها أَغْبَرُ، وليس لها حَمْل، ولا مَنْفعةَ فيها، وهي من شجر الجبل تَنْبُت في مَنابِت الثُّوَعِ، ولها ظِلٌّ كَثِيفٌ، كلُّ هذا عن أَبي حنيفة‏.‏

والثَّعْبُ‏:‏ شجر، قال الخليل‏:‏ الثُّعْبانُ ماء، الواحد ثَعْبٌ‏.‏ وقال

غيره‏:‏ هو الثَّغْبُ، بالغين المعجمة‏.‏

ثعلب ‏:‏الثَّعْلَبُ من السِّباع مَعْروفة ، وهي الأُنثى ،وقيل الأُنثى ثَعْلبةٌ والذكر ثَعْلَبٌ وثُعْلُبانٌ‏.‏ قال غاوِي بن ظالِم السُّلَمِيّ، وقيل هو لأَبي ذر الغفاري ، وقيل هو لعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَمي ، رضي اللّه عنهم ‏:‏

أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلبانُ برَأْسِه *** لَقَدْ ذَلَّ مَن بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ

الأَزهري ‏:‏ الثَّعْلَبُ الذكرُ ، و الأُنثى ثُعالةٌ ، والجمع ثَعالِبُ و ثَعالٍ‏.‏ عن اللحياني ‏:‏ قال ابن سيده ولا يُعْجِبُني قوله ، وأَما سيبويه فإِنه لم يجز ثَعالٍ إِلاّ في الشعر كقول رجل من يَشْكُرَ‏:‏

لَها أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ ، تُتَمِّرهُ *** مِن الثَّعالي ، ووَخْزٌ مِنْ أَرانِيها

ووجَّهَ ذلك فقال ‏:‏إِن الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ إِلى الياءِ أَبْدلَها مَكانَ الباءِ كما يُبْدِلُها مكانَ الهمزة‏.‏وأَرضٌ مُثَعْلِبةٌ ، بكسر اللام ‏:‏ ذاتُ ثَعالِبَ‏.‏ وأَما قَوْلُهم‏:‏أَرضٌ مَثْعَلةٌ ، فهو من ثُعالةَ ،ويجوز أَيضاً أَن يكون من ثَعْلَبَ ،كما قالوا مَعْقَرةٌ لأَرض كثيرة العَقاربِ‏.‏ وثَعْلَبَ الرَّجلُ وتَثَعْلَبَ ‏:‏جَبُنَ وراغَ ، على التَّشْبِيه بعَدْوِ الثَّعْلَب‏.‏ قال ‏:‏

فَإِنْ رَآني شاعِرٌ تَثَعْلَبا

وثَعْلَبَ الرَّجلُ من آخَر فَرَقاً‏.‏ والثَّعْلَبُ‏:‏ طَرَفُ الرُّمْح الداخِلُ في جُبَّةِ

السِّنانِ‏.‏ وثَعْلَبُ الرُّمْحِ مادَخَلَ في جُبَّةِ السِّنان منه‏.‏ والثَّعْلَبُ ‏:‏ الجُحْرُ الذي يَسِيلُ منه ماءُ المطر‏.‏ والثَّعْلَبُ ‏:‏ مَخْرَجُ الماءِ من جَرِينِ التمر‏.‏ وقيل‏:‏ إِنه إِذا نُشِرَ التَّمْر في الجَرِينِ، فَخشُوا عليه المطَر، عَمِلُوا له جُحْراً يَسِيلُ منه ماءُ المطر، فاسم ذلك الجُحْر الثَّعْلَبُ ، والثَّعْلَبُ ‏:‏ مَخْرَج الماءِ من الدِّبارِ أَو الحَوْضِ‏.‏ وفي الحديث ‏:‏ أَن النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ،اسْتَسْقَى يَوْماً ودَعا فقامَ أَبو لُبابَة فقال ‏:‏يارسولَ اللّهِ إِنَّ التمرَ في المَرابِدِ؛ فقال رسولُ اللّهِ، صلى اللّهُ عليه وسلم ‏:‏ اللهم اسْقِنا حتى يَقُومَ أَبُو لُبابةَ عُرياناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإِزارِه أَو رِدائِه‏.‏فمُطِرْنا حتى قامَ أَبو لُبابةَ عُرْياناً يَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبدِه بإِزارِه‏.‏ والمِرْبَدُ‏:‏ موضع يُجَفَّفُ فيه التمرُ‏.‏ وثَعْلبُه ‏:‏ ثَقْبُه الذي يَسِيلُ منه ماءُ المطَر‏.‏ أَبو عمرو ‏:‏ الثَّعْلَب أَصْلُ الراكُوب في الجِذْع من النَّخْل‏.‏وقال في موضع آخر هو أَصلُ الفَسِيلِ إِذا قُطِع من أُمِّه‏.‏ والثَّعْلَبةُ‏:‏العُصْعُصُ‏.‏ والثَّعْلَبةُ ‏:‏الاسْتُ‏.‏ وداءُ الثَّعْلَبِ‏:‏ عِلَّةٌ مَعْرُوفةٌ يَتناثَرُ منها الشعَرُ‏.‏ وثَعْلَبة اسم غلب على القَبيلة‏.‏ والثَّعْلَبتان ‏:‏ ثَعْلبةُ بن جَدْعاءَ بن ذُهْلِ بن رُومانَ بن جُنْدَبِ بن خارِجةَ بن سَعْدِ بن فُطْرةَ بن طَيِّىءٍ؛ وثَعْلبةُ بن رُومانَ بن جُنْدَبٍ‏.‏قال عَمرو بن مِلْقَط الطائي من قصيدة أَوَّلها‏:‏

يا أَوْسُ ، لَوْ نالَتْكَ أَرْماحُنا *** كُنْتَ كَمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ

يَأْبي لِيَ الثَّعْلَبَتَانِ الَّذي *** قال خُباجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ

الخُباجُ ‏:‏ الضُّراط ، وأَضافَه إِلى الأَمة ليكون أَخَسَّ لها ، وجَعَلها راعِيةً لكونها أَهْوَنَ من التي لا تَرْعَى‏.‏وأُمُّ جُنْدَب‏:‏ جَدِيلةُ بنْتُ سُبَيْعِ بن عَمرو من حِمْيَر ، وإِليها يُنْسَبون‏.‏ والثَّعالِبُ قَبائِلُ من العَرَبِ شَتَّى ‏:‏ثَعْلَبةُ في بني أَسَدٍ ، وثَعْلَبةُ في بني تَمِيمٍ ، وثَعْلبةُ في طيئٍ، وثَعلبةُ في بني رَبِيعةَ‏.‏ وقول الأَغلب ‏:‏

جاريةٌ من قَيْسٍ ابنِ ثَعْلَبَهْ *** كَرِيمةٌ أَنْسابُها والعَصَبَهْ

إِنماأَرادَ من قَيْسِ بن ثَعْلبةَ، فاضْطُرَّ فأَثبت النون‏.‏ قال ابن جني ‏:‏ الذي أُرى أَنه لم يُردفي هذا البيت وما جَرى مَجْراه أَن يُجْرِيَ ابناً وَصْفاًعلى ما قبله ، ولو أَراد ذلك لَحَذف التنوين ،ولكنَّ الشاعر أَراد أَن يُجْرِيَ ابناًعلى ما قَبْلَه بدلاً منه ،وإِذا كان بدلاً منه لم يُجعل معه كالشيءِ الواحد ،فوجَب لذلك أَن يُنْوى انْفِصالُ ابن مما قبله ؛ وإِذا قُدِّر بذلك ، فقد قام بنفسه ووجَبَ أَن يُبْتَدأَ ،فاحتاج إِذاً إِلى الأَلِفِ لئلا يلزم الابتداءُ بالساكن ، وعلى ذلك تقول ‏:‏ كَلَّمت زيداً ابن بكر ،كأَنك تقول كلَّمت زيداً كلَّمت ابن بكر لأَن ذلك حكم البَدَل ، إِذ البَدَلُ في التقدير من جملة ثانية غير الجملة التي المُبْدَلُ منه منها ؛ والقول الأَوّل مذهب سيبويه‏.‏وثُعيلِبات ‏:‏موضع‏.‏والثَّعْلَبِيَّةُ ‏:‏ أَن يَعْدُوَالفرسُ عَدْوَ الكلب‏.‏ والثَّعْلَبِيَّةُ ‏:‏ موضع بطريق مكة‏.‏

ثغب‏:‏ الثَّغْبُ والثَّغَبُ، والفتح أَكثرُ‏:‏ ما بَقِيَ من الماءِ في بطنِ

الوادي؛ وقيل‏:‏ هو بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ في الأَرض؛ وقيل‏:‏ هو

أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ المَسايِلُ من عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ

القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عنها، ويُغادِرُ الماءَ فيها، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فليس شيءٌ أَصْفَى منه ولا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بذلك المكانِ‏.‏ وقيل‏:‏ الثَّغَبُ الغَدِيرُ يكون في ظلِّ جَبَل لا تُصِيبُه الشمس، فيَبْرُد ماؤُه، والجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مثل حَمَل وحُمْلان‏.‏ قال الأَخطل‏:‏

وثالثةٍ من العَسَل المُصَفَّى *** مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح

ومنهم من يرويه بثُغْبانٍ، بضم الثاءِ، وهو على لغة ثَغْبٍ، بالاسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ‏.‏ وقيل‏:‏ كلُّ غَدِيرٍ ثَعْبٌ، والجمع أَثْغابٌ

وثِغابٌ‏.‏ الليث‏:‏ الثَّغَبُ ماءٌ، صار في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ أَو

جَهْلةٍ، قليلٌ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه‏:‏ ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنيا إِلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه‏.‏ أَبو عبيد‏:‏

الثَّغْبُ، بالفتح والسكون‏:‏ المُطْمَئِنُّ من المواضع في أَعلى الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيه ماءُ المطر‏.‏ قال عَبيدٌ‏:‏

ولقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها *** ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ

وقيل‏:‏ هو غَديرٌ في غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو على صَخْرة، ويكون قليلاً‏.‏

وفي حديث زياد‏:‏ فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الثَّغَبُ ما استَطال في الأَرض مما يَبْقَى مِن السَّيْل، إِذا انْحَسَر يَبْقَى منه في حَيْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ‏.‏ قال‏:‏ واضْطُرَّ شاعر إِلى إِسْكان ثانِيه، فقال‏:‏

وفي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ *** أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ

شَبَّه السيفَ بذلك الماءِ في رِقَّتِه وصَفائه، وأَراد لأَني‏.‏ ابن السكيت‏:‏ الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه المَسايِلُ مِن عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وهما جميعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ‏.‏ قال الشاعر‏:‏

وما ثَغَبٌ، باتَتْ تُصَفِّقُه الصَّبا *** قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ

والثَّغَبُ‏:‏ ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبانٌ‏.‏ وأَنشد ابن سيده بيت

الأَخطل‏:‏ بثُغْبان البطاح‏.‏ ابن الأَعرابي، الثُغْبان‏:‏ مَجاري الماء، وبين كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فإِذا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ، وأَنشد‏:‏

مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ

ثغرب‏:‏ الثِّغْرِبُ‏:‏ الأَسنان الصُّفْر‏.‏ قال‏:‏

ولا عَيْضَموزٌ تُنْزِرُ الضَّحْكَ، بَعْدَما *** جَلَتْ بُرْقُعاً عن ثِغْرِبٍ مُتناصِلِ

ثقب‏:‏ الليث الثَّقْبُ مصدر ثَقَبْتُ الشيءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً‏.‏

والثَّقْبُ‏:‏ اسم لما نفَذ‏.‏الجوهري‏:‏ الثَّقْبُ، بالفتح، واحد الثُّقُوبِ‏.‏ غيره‏:‏ الثَّقْبُ‏:‏ الخَرْقُ النافِذُ، بالفتح، والجمع أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ‏.‏

والثُّقْبُ، بالضم‏:‏ جمع ثُقْبةٍ‏.‏ ويُجمع أَيضاً عَلى

ثُقَبٍ‏.‏ وقد ثَقَبَه يَثْقُبه ثَقْباً وثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد للكثرة، وتَثَقَّب وتَثَقَّبَه كثَقَبَه‏.‏ قال العجاج‏:‏

بِحَجِناتٍ يَتَثَقَّبْن البُهَرْ

ودُرٌّ مُثَقَّبٌ أَي مَثْقوبٌ‏.‏

والمِثْقَبُ‏:‏ الآلةُ التي يُثْقَبُ بها‏.‏

ولُؤْلُؤاتٌ مثَاقِيبُ، واحدها مَثْقُوبٌ والمُثَقِّبُ، بكسر القاف‏:‏ لقب شاعر من عبدالقَيْسِ معروف، سُمي به لقوله‏:‏

ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ، وسَدَلْنَ رَقْماً *** وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ

واسمه عائذ بن مِحْصَنٍ العَبْدي‏.‏ والوصاوِصُ جمع وَصْوَصٍ، وهو ثَقْبٌ في السِّتْر وغيره على مِقْدار العَيْن، يُنْظَر منه‏.‏

وثَقَّبَ عُودُ العَرْفَجِ‏:‏ مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قيل‏:‏ قد قَمِلَ؛ فإِذا زاد قليلاً قيل‏:‏ قد أَدْبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤكل؛ فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل‏:‏ قد أَخْوَصَ‏.‏

وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إِذا ثَقَّبَه الحَلَمُ‏.‏

والثُّقُوب‏:‏ مصدر النارِ الثاقبةِ‏.‏ والكَوْكَبُ الثاقِبُ‏:‏ المُضِيءُ‏.‏

وتَثْقِيبُ النار‏:‏ تَذْكِيَتُها‏.‏

وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً‏:‏ اتَّقَدَتْ‏.‏ وثَقَّبَها هو وأَثْقَبها وتَثَقَّبها‏.‏

أَبو زيد‏:‏ تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، وأُثْقِبُها إِثْقاباً، وثَقَّبْتُ بها تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بها تَمْسِيكاً، وذلك إِذا فَحَصْت لها في الأَرض ثم جَعَلْت عليها بَعَراً وضِراماً، ثم دَفَنْتَها في التراب‏.‏ ويقال‏:‏ تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حين تَقْدَحُها‏.‏

والثِّقابُ والثَّقُوب‏:‏ ما أَثْقَبَها به وأَشْعَلَها به من دِقاقِ العِيدان‏.‏ ويقال‏:‏ هَبْ لي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً، وهو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَي أَوقَدْتَها به‏.‏ ويقال‏:‏ ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إِذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ‏.‏ وأَثْقَبْتُها أَنا إِثقاباً‏.‏

وزَنْدٌ ثاقِبٌ‏:‏ وهو الذي إِذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه‏.‏ وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي

مُضِيءٌ‏.‏

وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً‏:‏ أَضاء‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما أَدراكَ

ما الطَّارِقُ النجمُ الثاقِبُ‏.‏ قال الفرَّاء‏:‏ الثاقِبُ المُضِيءُ؛ وقيل‏:‏

النجم الثاقِبُ زُحَلُ‏.‏ والثاقِبُ أَيضاً‏:‏ الذي ارتفع على النجوم، والعرب تقول للطائر إِذا لَحِقَ بِبَطْن السماء‏:‏ فقد ثَقَبَ، وكلُّ ذلك قد جاءَ في التفسير‏.‏ والعرب تقول‏:‏ أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد‏.‏ وفي حديث الصّدّيق، رضي اللّه عنه‏:‏ نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم‏.‏ والثَّاقِبُ‏:‏ المُضِيءُ، ومنه قَولُ الحجاج لابن عباس، رضي اللّه عنهما‏:‏ إِنْ كان لَمِثْقَباً أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه‏.‏

والمِثْقَبُ‏.‏ بكسر الميم‏:‏ العالِمُ الفَطِنُ‏.‏

وثَقَبتِ الرائحةُ‏:‏ سَطَعَتْ وهاجَتْ‏.‏ وأَنشد أَبو حنيفة‏:‏

بِريحِ خُزامَى طَلَّةِ مِنِ ثِيابِها *** ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّد المِسْكِ، ثاقِب

الليث‏:‏ حَسَبٌ ثاقِبٌ إِذا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه‏.‏ الأَصمعي‏:‏

حَسَبٌ ثاقِبٌ‏:‏ نَيِّر

مُتَوَقِّدٌ، وعِلمٌ ثاقِبٌ، منه‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الثَّقِيبُ من الإِبل الغَزِيرةُ اللَّبنِ‏.‏ وثَقَبتِ الناقةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً، وهي ثاقِبٌ‏:‏ غَزُرَ لَبنُها، على فاعل‏.‏ ويقال‏:‏ إِنها لثَقِيبٌ مِن الإِبلِ، وهي التي تُحالِبُ غِزارَ الإِبلِ، فَتَغْزُرُهنَّ‏.‏ وثَقَبَ رَأْيُه ثُقُوباً‏:‏ نَفَذَ‏.‏ وقولُ أَبي حَيّةَ النُّمَيْري‏:‏

ونَشَّرْتُ آياتٍ عَلَيْهِ، ولَمْ أَقُلْ *** مِنَ العِلْمِ، إِلاّ بالّذِي أَنا ثاقِبُه

أراد ثاقِبٌ فيه فحَذَف، أَو جاءَ به على‏:‏ يا سارِقَ الليلةِ‏.‏

ورجل مِثْقَبٌ‏:‏ نافِذُ الرَّأْي، وأُثْقُوبٌ‏:‏ دَخَّالٌ في الأُمُور‏.‏

وثَقَّبَه الشَّيْبُ وثَقَّبَ فيه، الأَخيرة عن ابن الأَعْرابي‏:‏ ظَهَرَ

عليه، وقيل‏:‏ هو أَوَّلُ ما يَظْهَرُ‏.‏

والثَّقِيبُ والثَّقِيبةُ‏:‏ الشَّدِيدُ الحُمْرة من الرِّجال والنساءِ، والمصدر الثَّقابةُ‏.‏ وقد ثَقَبَ يَثْقُبُ‏.‏ والمِثْقَبُ‏:‏ طريق في حَرّةٍ وغَلْظٍ، وكان فيما مَضى طَريقٌ بين اليَمامةِ والكُوفة يُسمَّى مِثْقَباً‏:‏وثُقَيْبٌ‏:‏ طَرِيقٌ بِعَيْنِه، وقيل هو ماء، قال الراعي‏:‏

أَجَدَّتْ مَراغاً كالمُلاءِ، وأَرْزَمَتْ *** بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ، حَيْثُ لاحَتْ طَرائِقُهْ

التهذيب‏:‏ وطَريقُ العِراق من الكوفة إِلى مكة يقال له مِثْقَبٌ‏.‏

ويَثْقُبُ‏:‏ موضع بالبادِية‏.‏

ثلب‏:‏ ثَلَبَه يَثْلِبُه ثَلْباً‏:‏ لامَه وعابَه وصَرَّحَ بالعيب وقالَ

فيه وتَنَقَّصَه‏.‏ قال الراجز‏:‏

لا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إِلاّ ثَلْبا

غيره‏:‏ الثَّلْبُ‏:‏ شِدّةُ اللَّوْمِ والأَخْذُ باللِّسان، وهو المِثْلَبُ يَجْري في العُقُوباتِ، والثَّلْب‏.‏ ومَثَل‏:‏ لا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إِلاَّ ثلابا

والمَثالِبُ منه‏.‏ والمَثالِبُ‏:‏ العُيُوبُ، وهي المَثْلَبةُ والمَثْلُبةُ‏.‏ ومَثالِبُ الأَمِيرِ والقاضِي‏:‏ مَعايِبُه ورَجلٌ ثِلْبٌ وثَلِبٌ‏:‏ مَعِيبٌ‏.‏ وثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْباً‏:‏ طَرَدَهُ‏.‏

وثَلَبَ الشيءَ‏:‏ قَلَبَه‏.‏ وثَلَبَه كَثَلَمَه على البدل‏.‏

ورمْحٌ ثَلِبٌ‏:‏ مُتَثَلِّمٌ‏.‏ قال أَبو العِيال الهُذَلِي‏:‏

وقد ظَهَرَ السَّوابِغُ فِي *** هِمُ والبَيْضُ واليَلَبُ

ومُطَّرِدٌ‏.‏ مِنَ الخَطِّيِّ *** لا عارٍ، ولا ثَلِبُ

اليَلَبُ‏:‏ الدُّرُوعُ المَعْمُولةُ مِنْ جُلود الإِبل، وكذلك البَيْضُ

تُعْمَلُ أَيضاً من الجُلُود‏.‏ وقوله‏:‏ لا عارٍ أَي لا عارٍ مِنَ القِشْر ومنه امْرأَةٌ ثالبِةُ الشَّوَى أَي مُتَشَقِّقةُ القَدَمَيْنِ، قال جرير‏:‏

لَقَدْ ولَدَتْ غَسَّانَ ثالِبةُ الشَّوَى *** عَدُوسُ السُّرَى، لا يَعْرِفُ الكَرْمَ جِيدُها

ورجل ثِلْبٌ‏:‏ مُنْتَهي الهَرَمِ مُتَكَسِّرُ الأَسْنانِ، والجمع أَثْلابٌ، والأُنثى ثِلْبةٌ، وأَنكرها بعضُهم، وقال‏:‏ إِنما هي ثِلْبٌ‏.‏ وقد ثَلَّبَ تَثْلِيباً‏.‏ والثِّلْبُ‏:‏ الشَّيخ، هُذَلِيَّةٌ‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو المُسِنُّ، ولم يَخُصَّ بهذه اللغة قَبِيلةً من العرب دون أُخرى‏.‏

وأَنشد‏:‏

إِما تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصاً

الشاخِصُ‏:‏ الذي لا يُغِبُّ الغَزْوَ‏.‏ وبعير ثِلْبٌ إِذا لم يُلْقِحْ‏.‏

والثِّلْبُ، بالكسر‏:‏ الجمل الذي انْكَسَرَتْ انيابُه مِن الهَرَمِ، وتَناثَر

هُلْبُ ذَنَبِه، والأُنثى ثِلْبةٌ، والجمع ثِلَبةٌ، مثلُ قِرْدٍ وقِرَدةٍ‏.‏ تقول منه‏:‏ ثَلَّبَ البعيرُ تَثْلِيباً، عن الأَصمعي قاله في كتاب الفَرْق؛ وفي الحديث‏:‏ لهم من الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ‏.‏ الثِّلْبُ من ذُكور الإِبِل‏:‏ الذي هَرِمَ وتكسَّرَتْ أَسنانُه‏.‏ والنابُ‏:‏ المُسِنَّةُ من إِناثِها‏.‏ ومنه حديث ابن العاص كتب إِلى معاويةَ رضي اللّه عنهما‏:‏ إِنك

جَرَّبْتَني فوجَدْتَني لستُ بالغُمْرِ الضَّرَعِ ولا بالثِّلْبِ الفاني‏.‏

الغُمْرُ‏:‏ الجاهلُ‏.‏ والضَّرَعُ‏:‏ الضعيف‏.‏

وَثَلِبَ جِلْدُه ثَلَباً، فهو ثَلِبٌ، إِذا تَقَبَّض‏.‏

والثَّلِيبُ‏:‏ كَلأُ عامَيْنِ أَسْوَدُ، حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وأَنشد‏:‏

رَعَيْنَ ثَلِيباً ساعةً، ثم إِنَّنا *** قَطَعْنا علَيْهِنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسا

والإِثْلِبُ والأَثْلَبُ‏:‏ التُّرابُ والحجارة‏.‏ وفي لغةٍ‏:‏ فُتاتُ

الحِجارةِ والترابُ‏.‏ قال شمر‏:‏ الأَثْلَبُ، بلغة أَهل الحجاز‏:‏ الحَجَر، وبلغة بني تميم‏:‏ التراب‏.‏ وبفيه الإِثْلِبُ، والكلامُ الكثير الأَثْلَبُ، أَي الترابُ والحجارة‏.‏ قال‏:‏

ولكِنَّما أُهْدي لقَيْسٍ هَدِيَّةً *** بِفِيَّ، مِنِ اهْداها لَه، الدَّهْرَ، إِثْلِبُ

بِفِيَّ متصل بقوله أُهْدي ثم استأْنف، فقال له‏:‏ الدهرَ، إِثْلِبُ، من إِهدائي إِياها‏.‏ وقال رؤبة‏:‏

وإِنْ تُناهِبْهُ تَجِدْه مِنْهَبا *** تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأَثْلَبا

أَراد تُناهِبْه العَدْوَ، والهاء للعَير، تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأَثْلَبَ، وهو التراب تَرمي به قوائمُها على حاجبَيْه‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏

الإِثْلِبَ لكَ والترابَ‏.‏ قال‏:‏ نصبوه كأَنَّه دعاء، يريد‏:‏ كأَنه مصْدَرٌ

مَدْعُوٌّ به، وإِن كان اسماً كما سنذكره لك في الحِصْحِصِ والتُّراب، حين قالوا‏:‏ الحِصْحِصَ لك والترابَ لك‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الوَلَدُ للفِراش وللعاهِر الإِثْلِبُ‏.‏ الإِثْلِبُ بكسر الهمزة واللام وفتحهما والفتح أَكثر‏:‏ الحجر‏.‏

والعاهرُ‏:‏ الزاني‏.‏

كما في الحديث الآخر‏:‏ وللعاهِرِ الحجَرُ، قيل‏:‏ معناه الرَّجْمُ، وقيل‏:‏ هو كنايةٌ عن الخَيْبةِ، وقيل‏:‏ الأَثْلَبُ‏:‏ الترابُ، وقيل‏:‏ دُقاقُ

الحِجارة، وهذا يُوَضِّحُ أَن معناه الخَيْبةُ إِذ ليس كل زانٍ يُرْجَمُ، وهمزته زائدة‏.‏ والأَثْلَمُ، كالأَثْلَبِ، عن الهجَريّ‏.‏ قال‏:‏ لا أَدْري أَبَدَلٌ أَم لغة‏.‏ وأَنشد‏:‏

أَحْلِفُ لا أُعْطِي الخَبيثَ دِرْهَما *** ظُلْماً، ولا أُعْطِيهِ إِلاّ الأَثْلَما

والثَلِيبُ‏:‏ القَدِيمُ من النَّبْتِ‏.‏ والثَّلِيبُ‏:‏ نَبْتٌ وهو مِن نَجِيلِ السِّباخِ، كلاهما عن كراع‏.‏ والثِّلْبُ‏:‏ لَقَبُ رَجل‏.‏

والثَّلَبُوتُ‏:‏ أَرضٌ‏.‏ قال لبيد‏:‏

بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ، يَرْبَأُ، فَوْقَها *** قَفْرَ المَراقِبِ، خَوْفُها آرامُها

وقال أَبو عبيد‏:‏ ثَلَبُوتٌ‏:‏ أَرض، فاسقط منه الأَلف واللام ونوّن، ثم قال‏:‏ أرضٌ ولا أَدري كيف هذا‏.‏ والثَّلَبُوتُ‏:‏ اسم وادٍ بين طَيِّئٍ

وذُبْيانَ‏.‏

ثوب‏:‏ ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً‏:‏ رجَع بعد ذَهابه‏.‏

ويقال‏:‏ ثابَ فلان إِلى اللّه، وتابَ، بالثاء والتاء، أَي عادَ ورجعَ إِلى طاعته، وكذلك‏:‏ أَثابَ بمعناه‏.‏

ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بمعنى واحد‏.‏ ورجل ثَوّابٌ‏:‏ للذي يَبِيعُ الثِّيابَ‏.‏

وثابَ الناسُ‏:‏ اجْتَمَعُوا وجاؤُوا‏.‏ وكذلك الماءُ إِذا اجْتَمَعَ في

الحَوْضِ‏.‏ وثابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَي رَجَعَ‏.‏قال‏:‏

وزَعْتُ بِكالهِراوةِ أعْوَجِيٍّ *** إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وَثابا

ويروى وِثابا، وهو مذكور في موضعه‏.‏

وثَوَّبَ كثابَ‏.‏ أَنشد ثعلب لرجل يصف ساقِيَيْنِ‏:‏

إِذا اسْتَراحا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبا

والثَّوابُ‏:‏ النَّحْلُ لأَنها تَثُوبُ‏.‏ قالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ‏:‏

من كل مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافةٍ *** منها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَرْعَبُ

وثابَ جِسْمُه ثَوَباناً، وأَثابَ‏:‏ أَقْبَلَ، الأَخيرة عن ابن قتيبة‏.‏

وأَثابَ الرَّجلُ ‏:‏ ثابَ إِليه جِسْمُه وصَلَح بَدَنُهُ‏.‏التهذيب ‏:‏ثابَ إِلى العَلِيلِ جِسْمُه إِذا حسُنَتْ حالُه بعْدَ تَحوُّلِه ورجَعَتْ إِليه صِحَّتُه‏.‏ وثابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً‏:‏ امْتَلأَ أَو قارَبَ، وثُبةُ الحَوْض ومَثابُه‏:‏ وَسَطُه الذي يَثُوبُ إِليه الماءُ إِذا اسْتُفرِغَ حُذِفَتْ عَينُه‏.‏ والثُّبةُ‏:‏ ما اجْتَمع إِليه الماءُ في الوادي أَو في الغائِط‏.‏ قال‏:‏ وإِنما سميت ثُبةً لأَن الماءَ يَثُوبُ إِليها، والهاء عوض من الواو الذاهبة من عين الفعل كما عوّضوا من قولهم أَقام إِقامةً، وأَصله إِقْواماً‏.‏

ومَثابُ البئر‏:‏ وَسَطها‏.‏ ومَثابُها‏:‏ مقامُ السَّاقي من عُرُوشها على فَم البئر‏.‏ قال القطامي يصف البِئر وتَهَوُّرَها‏:‏

وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ *** إِذا اسْتُلَّ، مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ، الدَّعائُم

ومَثابَتُها‏:‏ مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها‏.‏ ومَثابَتُها‏:‏ ما أَشْرَفَ من الحجارة حَوْلَها يَقُوم عليها الرَّجل أَحياناً كي لا تُجاحِفَ الدَّلْوَ الغَرْبَ، ومَثابةُ البِئْرِ أَيضاً‏:‏ طَيُّها، عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ لا أَدري أَعَنَى بطَيّها موضِعَ طَيِّها أَم عَنى الطَّيَّ الذي هو بِناؤُها بالحجارة‏.‏ قال‏:‏ وقَلَّما تكون المَفْعَلةُ مصدراً‏.‏ وثابَ الماءُ‏:‏ بَلَغ إِلى حاله الأَوّل بعدما يُسْتَقَى‏.‏

التهذيب‏:‏ وبِئْرٌ ذاتُ ثَيِّبٍ وغَيِّثٍ إِذا اسْتُقِيَ منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَر‏.‏ وثَيّبٌ كان في الأَصل ثَيْوِبٌ‏.‏ قال‏:‏ ولا يكون الثُّؤُوبُ أَوَّلَ الشيءِ حتى يَعُودَ مَرَّةً بعد أُخرى‏.‏ ويقال‏:‏ بِئْر لها ثَيْبٌ أَي يَثُوبُ الماءُ فيها‏.‏

والمَثابُ‏:‏ صَخْرة يَقُوم السَّاقي عليها يثوب إِليها الماء، قال الراعي‏:‏ مُشْرفة المَثاب دَحُولا‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ وسمعت العرب تقول‏:‏ الكَلأُ بمَواضِعِ كذا وكذا مثل ثائِبِ البحر‏:‏ يَعْنُون أَنه غَضٌّ رَطْبٌ كأَنه ماءُ البحر إِذا فاضَ بعد جزْرٍ‏.‏وثابَ أَي عادَ ورَجَع إِلى مَوْضِعِه الذي كان أَفْضَى إِليه‏.‏ ويقال‏:‏ ثابَ ماءُ البِئر إِذا عادَتْ جُمَّتُها‏.‏ وما أَسْرَعَ ثابَتَها‏.‏

والمَثابةُ‏:‏ الموضع الذي يُثابُ إِليه أَي يُرْجَعُ إِليه مرَّة بعد أُخرى‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ وإِذ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ وأَمْناً‏.‏ وإِنما قيل للمنزل مَثابةٌ لأَنَّ أَهلَه يَتَصَرَّفُون في أُمُورهم ثم يَثُوبون إِليه، والجمع المَثابُ‏.‏

قال أَبو إِسحق‏:‏ الأَصل في مَثابةٍ مَثْوَبةٌ ولكن حركةَ الواو نُقِلَت

إِلى الثاء وتَبِعَت الواوُ الحركةَ، فانقَلَبَتْ أَلفاً‏.‏ قال‏:‏ وهذا إِعلال

باتباع باب ثابَ، وأَصل ثابَ ثَوَبَ، ولكن الواو قُلبت أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها‏.‏ قال‏:‏ لا اختلاف بين النحويين في ذلك‏.‏

والمَثابةُ والمَثابُ‏:‏ واحد، وكذلك قال الفرَّاءُ‏.‏ وأَنشد الشافعي بيت أَبي طالب‏:‏

مَثاباً لأَفْناءِ القَبائِلِ كلِّها *** تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاَتُ الذَّوامِلُ

وقال ثعلب‏:‏ البيتُ مَثابةٌ‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ مَثُوبةٌ ولم يُقرأْ بها‏.‏

ومَثابةُ الناسِ ومثابُهم‏:‏ مُجتَمَعُهم بعد التَّفَرُّق‏.‏ وربما قالوا لموضع حِبالة الصائد مَثابة‏.‏ قال الراجز‏:‏

مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ المَثابا، لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا

يعني بالشَّيْخِ الوَعِلَ‏.‏

والثُّبةُ‏:‏ الجماعةُ من الناس، من هذا‏.‏ وتُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبًى، وقد اختلف أَهل اللغة في أَصلها، فقال بعضهم‏:‏ هي من ثابَ أَي عادَ ورَجَعَ، وكان أَصلها ثَوُبةً، فلما ضُمت الثاءُ حُذفت الواو، وتصغيرها ثُوَيْبةٌ‏.‏ ومن هذا أُخذ ثُبةُ الحَوْض‏.‏ وهو وسَطُه الذي يَثُوب إِليه بَقِيَّةُ الماءِ‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ فانْفِرُوا ثُباتٍ أَو انْفروا جميعاً‏.‏ قال الفرّاءُ‏:‏

معناه فانْفِرُوا عُصَباً، إِذا دُعِيتم إِلى السَّرايا، أَو دُعِيتم لتَنْفِروا جميعاً‏.‏ وروي أَنَّ محمد بن سلام سأَل يونس عن قوله عز وجل‏:‏ فانْفِروا ثُباتٍ أَو انْفِرُوا جميعاً‏.‏ قال‏:‏ ثُبَةٌ وثُباتٌ أَي فِرْقةٌ وفِرَقٌ‏.‏ وقال زهير‏:‏

وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ *** نَشاوَى، واجِدِينَ لِما نَشاءُ

قال أَبو منصور‏:‏ الثُّباتُ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، وكلُّ فِرْقةٍ ثُبةٌ، وهذا من ثابَ‏.‏ وقال آخرون‏:‏ الثُّبةُ من الأَسْماءِ الناقصة، وهو في الأَصل ثُبَيةٌ، فالساقط لام الفعل في هذا القول، وأَما في القول الأَوّل، فالساقِطُ عين الفعل‏.‏ ومَن جعل الأَصل ثُبَيةً، فهو من ثَبَّيْتُ على الرجل إِذا أَثْنَيْتَ عليه في حياتِه، وتأْوِيلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ، وإِنما الثُّبةُ الجماعةُ‏.‏

وثاب القومُ‏:‏ أَتَوْا مُتواتِرِين، ولا يقالُ للواحد‏.‏

والثَّوابُ‏:‏ جَزاءُ الطاعةِ، وكذلك المَثُوبةُ‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏ لَمَثُوبةٌ مِن عندِ اللّهِ خَيْرٌ‏.‏ وأَعْطاه ثَوابَه ومَثُوبَتَهُ ومَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ ما عَمِلَه‏.‏

وأَثابَه اللّهُ ثَوابَه وأَثْوَبَه وثوَّبَه مَثُوبَتَه‏:‏ أَعْطاه إِيّاها‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ هل ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما

كانوا يَفْعلون‏.‏ أَي جُوزُوا‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ أَثابَهُ اللّهُ مَثُوبةً حَسَنَةً‏.‏ ومَثْوَبةٌ، بفتح الواو، شاذ، منه‏.‏ ومنه قراءة مَن قرأَ‏:‏ لمَثْوَبةٌ من عند اللّه خَيْرٌ‏.‏ وقد أَثْوَبه اللّهُ مَثْوَبةً حسَنةً، فأَظْهر الواو على الأَصل‏.‏

وقال الكلابيون‏:‏ لا نَعرِف المَثْوبةَ، ولكن المَثابة‏.‏

وثَوَّبه اللّهُ مِن كذا‏:‏ عَوَّضه، وهو من ذلك‏.‏

واسْتَثابَه‏:‏ سأَله أَن يُثِيبَه‏.‏

وفي حديث ابن التَّيِّهانِ، رضي اللّه عنه‏:‏ أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه

على صَنِيعِهِ‏.‏ يقال‏:‏ أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، والاسم الثَّوابُ، ويكون في الخير والشرِّ، إِلا أَنه بالخير أَخَصُّ وأَكثر استِعمالاً‏.‏ وأَما قوله في حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ لا أَعرِفَنَّ أَحداً انْتَقَص من سُبُلِ الناسِ إِلى مَثاباتِهم شيئاً‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ إِلى مَثاباتِهم أَي إِلىمَنازِلهم، الواحد مَثابةٌ، قال‏:‏ والمَثابةُ المَرْجِعُ‏.‏ والمَثابةُ‏:‏

المُجْتمَعُ والمَنْزِلُ، لأَنَّ أَهلَه يَثُوبُون إِليه أَي يرجِعُون‏.‏ وأَراد

عُمر، رضي اللّه عنه، لا أَعْرِفَنَّ أَحداً اقْتَطع شيئاً من طُرُق

المسلمين وأَدخله دارَه‏.‏ ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها، وقولُها في الأَحْنَف‏:‏ أَبي كانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهِه‏.‏ وفي حديث عَمْرو ابن العاص، رضي اللّه عنه، قِيلَ له في مَرَضِه الذي مات فيه‏:‏ كَيْفَ تَجِدُكَ‏؟‏

قال‏:‏ أَجِدُني أَذُوبُ ولا أَثُوبُ أَي أَضْعُفُ ولا أَرجِعُ إِلى الصِّحة‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لأَساس البَيْتِ مَثاباتٌ‏.‏ قال‏:‏ ويقال لتُراب

الأَساس النَّثِيل‏.‏ قال‏:‏ وثابَ إِذا انْتَبَه، وآبَ إِذا رَجَعَ، وتابَ إِذا

أَقْلَعَ‏.‏

والمَثابُ‏:‏ طَيُّ الحجارة يَثُوبُ بَعْضُها على بعض من أَعْلاه إِلى

أَسْفَلِه‏.‏ والمَثابُ‏:‏ الموضع الذي يَثُوبُ منه الماءُ، ومنه بِئْر ما لها ثائِبٌ‏.‏ والثَّوْبُ‏:‏ اللِّباسُ، واحد الأَثْوابِ، والثِّيابِ، والجمع أَثْوُبٌ، وبعض العرب يهمزه فيقول أَثْؤُبٌ، لاستثقال الضمة على الواو، والهمزةُ أَقوى على احتمالها منها، وكذلك دارٌ وأَدْؤُرٌ وساقٌ وأَسْؤُقٌ، وجميع ما جاءَ على هذا المثال‏.‏ قال معروف بن عبدالرحمن‏:‏

لكُلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْؤُبا، حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْيَبا، أَمْلَحَ لا لَذًّا، ولا مُحَبَّبا

وأَثْوابٌ وثِيابٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ وثلاثةُ أَثْوُبٍ، بغير همز، وأَما الأَسْؤُقُ والأَدْؤُرُ فمهموزان، لأَنَّ صرف أَدْؤُرٍ على دار، وكذلك أَسْؤُق

على ساقٍ، والأَثْوبُ حُمِل الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَوْب نَفْسِها، والواو تحتمل الصرف من غير انهماز‏.‏ قال‏:‏ ولو طرح الهمز من أَدْؤُر وأَسْؤُق لجاز على أَن تردّ تلك الأَلف إِلى أَصلها، وكان أَصلها الواو، كما قالوا في جماعة النابِ من الإِنسان أَنْيُبٌ، همزوا لأَنَّ أَصل الأَلف في الناب ياء، وتصغير نابٍ نُيَيْبٌ، ويجمع أَنْياباً‏.‏

ويقال لصاحب الثِّياب‏:‏ ثَوَّابٌ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وثيابَكَ فَطَهِّرْ‏.‏ قال ابن عباس، رضي اللّه عنهما، يقول‏:‏ لا تَلْبَسْ ثِيابَك على مَعْصِيةٍ، ولا على فُجُورِ كُفْرٍ، واحتجَّ بقول الشاعر‏:‏

إِني بِحَمْدِ اللّهِ، لا ثَوْبَ غادِرٍ *** لَبِسْتُ، وَلا مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُ

وقال أَبو العباس‏:‏ الثِّيابُ اللِّباسُ، ويقال للقَلْبِ‏.‏ وقال الفرَّاءُ‏:‏ وثِيابَك فَطَهِّرْ‏:‏ أَي لا تكن غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّيابِ، ويقال‏:‏ وثِيابَك فطَهِّرْ‏.‏ يقول‏:‏ عَمَلَكَ فأَصْلِحْ‏.‏ ويقال‏:‏ وثِيابَكَ فطهر أَي قَصِّرْ، فإِن تَقْصِيرها طُهْرٌ‏.‏

وقيل‏:‏ نَفْسَكَ فطَهِّر، والعرب تَكْني بالثِّيابِ عن النَفْسِ، وقال‏:‏

فَسُلِّي ثيابي عن ثِيابِكِ تَنْسَلِي

وفلان دَنِسُ الثِّيابِ إِذا كان خَبيثَ الفِعْل والمَذْهَبِ خَبِيثَ

العِرْض‏.‏ قال امْرُؤُ القَيْس‏:‏

ثِيابُ بَني عَوْفٍ طَهارَى، نَقِيّةٌ *** وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسافِرِ، غُرّانُ

وقال‏:‏

رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، ولا تَرَى *** لها شَبَهاً، الا النَّعامَ المُنَفَّرا‏.‏

رَمَوْها يعني الرّكابَ بِأَبْدانِهِم‏.‏ ومثله قول الراعي‏:‏

فقامَ إِليها حَبْتَرٌ بِسلاحِه *** وللّه ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيّما فَتَى

يريد ما اشْتَمَل عليه ثَوْبا حَبْتَرٍ من بَدَنِه‏.‏

وفي حديث الخُدْرِيِّ لَمَّا حَضَره المَوتُ دَعا بِثيابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثم ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ إِن المَيّتَ يُبْعَثُ في ثِيابِه التي يَموتُ فيها‏.‏ قال الخطابي‏:‏ أَما أَبو سعيد فقد

استعمل الحديث على ظاهرهِ، وقد رُوي في تحسين الكَفَنِ أَحاديثُ‏.‏ قال‏:‏ وقد تأَوّله بعضُ العلماء على المعنى وأَراد به الحالةَ التي يَمُوت عليها من الخَير والشرّ وعَمَلَه الذي يُخْتَم له به‏.‏ يقال فلان طاهِرُ الثيابِ إِذا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ والبَراءةِ من العَيْبِ‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ وثِيابَكَ فَطَهِّرْ‏.‏ وفلان دَنِسُ الثّياب إِذا كان خَبِيثَ الفعل والمَذْهبِ‏.‏ قال‏:‏ وهذا كالحديث الآَخَر‏:‏ يُبْعَثُ العَبْدُ على ما مات عليه‏.‏ قال الهَروِيُّ‏:‏ وليس قَولُ من ذَهَبَ به إِلى الأَكْفانِ بشيءٍ لأَنَّ الإِنسان إِنما يُكَفَّنُ بعد الموت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللّهُ تعالى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؛ أَي يَشْمَلُه بالذلِّ كما يشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ يُصَغِّرَه في العُيون ويُحَقِّرَه في القُلوب‏.‏ والشهرة‏:‏ ظُهور الشيء في شُنْعة حتى يُشْهِره الناسُ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ المُشْكِلُ من هذا الحديث تثنية الثوب‏.‏ قال الأَزهريّ‏:‏

معناه أَن الرجل يَجعَلُ لقَميصِه كُمَّيْنِ أَحدُهما فوق الآخر لِيُرَى أَن عليه قَميصَين وهما واحد، وهذا إِنما يكونُ فيه أَحدُ الثَّوْبَيْن زُوراً لا الثَّوْبانِ‏.‏ وقيل معناه أَن العرب أَكثر ما كانت تَلْبَسُ عند

الجِدَّةِ والمَقْدُرةِ إِزاراً ورداءً، ولهذا حين سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الثوب الواحد قال‏:‏ أَوكُلُّكُم يَجِدُ ثَوْبَيْنِ‏؟‏

وفسره عمر، رضي اللّه عنه، بإِزارٍ ورِداء، وإِزار وقميص، وغير ذلك‏.‏

وروي عن إِسحق بن راهُويه قال‏:‏ سأَلتُ أَبا الغَمْرِ الأَعرابيَّ، وهو ابنُ ابنةِ ذي الرُّمة، عن تفسير ذلك، فقال‏:‏ كانت العربُ إِذا اجتَمَعوا في المحافِلِ كانت لهم جماعةٌ يَلْبَسُ أَحدُهم ثوبين حَسَنَيْن‏.‏ فإِن احتاجوا إِلى شَهادةٍ شَهِدَ لهم بِزُور، فيُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَيْهِ، فيقولون‏:‏ ما أَحْسَنَ

ثِيابَه، وما أَحسنَ هَيْئَتَه، فَيُجيزون شهادته لذلك‏.‏

قال‏:‏ والأَحسن أَن يقال فيه إِنَّ المتشبّعَ بما لم يُعْطَ هو الذي يقول

أُعْطِيتُ كذا لشيءٍ لم يُعْطَه، فأَما أَنه يَتَّصِفُ بصِفاتٍ ليست

فيه، يريدُ أَنَّ اللّه تعالى منَحَه إِيّاها، أَو يُريد أَنّ بعضَ الناسِ

وصَلَهُ بشيءٍ خَصَّه به، فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين أَحدهما اتّصافُه بما ليس فيه، أَو أَخْذُه ما لم يأْخُذْه، والآخَر الكَذِبُ على المُعْطِي، وهو اللّهُ، أَو الناسُ‏.‏ وأَراد بثوبي زُورٍ هذين الحالَيْن اللَّذَيْنِ ارْتَكَبَهما، واتَّصفَ بهما، وقد سبق أَن الثوبَ يُطلق على الصفة المحمودة والمذمومة، وحينئذ يصح التشبيه في التثنية لإِنه شَبَّه اثنين باثنين، واللّه أَعلم‏.‏

ويقال‏:‏ ثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيباً إِذا عاد مرَّة بعد أُخرى‏.‏ ومنه

تَثْوِيبُ المؤذّن إِذا نادَى بالأَذانِ للناس إِلى الصلاة ثم نادَى بعد

التأْذين، فقال‏:‏ الصلاةَ، رَحمكم اللّه، الصلاةَ، يَدْعُو إِليها عَوْداً بعد بَدْء‏.‏ والتَّثْوِيبُ‏:‏ هو الدُّعاء للصلاة وغيرها، وأَصله أَنَّ الرجلَ إِذا جاءَ مُسْتَصْرِخاً لوَّحَ بثوبه لِيُرَى ويَشْتَهِر، فكان ذلك

كالدُّعاء، فسُمي الدعاء تثويباً لذلك، وكلُّ داعٍ مُثَوِّبٌ‏.‏ وقيل‏:‏ إِنما سُمِّي الدُّعاء تَثْوِيباً من ثاب يَثُوبُ إِذا رجَع، فهو رُجُوعٌ إِلى الأَمر بالمُبادرة إِلى الصلاة، فإِنّ المؤَذِّن إِذا قال‏:‏ حَيَّ على الصلاة، فقد دَعاهم إِليها، فإِذا قال بعد ذلك‏:‏ الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، فقد رجَع إِلى كلام معناه المبادرةُ إِليها‏.‏ وفي حديث بِلال‏:‏ أَمرَني رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أُثَوِّبَ في شيءٍ من الصلاةِ، إِلاَّ في صلاةِ الفجر، وهو قوله‏:‏ الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، مرتين‏.‏ وقيل‏:‏ التَّثْويبُ تثنية الدعاء‏.‏ وقيل‏:‏ التثويب في أَذان الفجر أَن يقول المؤَذِّن بعد قوله حيّ على الفلاح‏:‏ الصلاةُ خير من النَّوْم، يقولها مرتين، كما يُثوِّب بين الأَذانين‏:‏ الصلاةَ، رحمكم اللّه، الصلاةَ‏.‏ وأَصلُ هذا كلِّه من تَثْوِيب الدعاء مرة بعدَ اخرى‏.‏ وقيل‏:‏ التَّثوِيبُ الصلاةُ بعدَ الفَريضة‏.‏ يقال‏:‏ تَثَوَّبت أَي تَطَوَّعْت بعد المكتُوبة، ولا يكون التَّثْوِيبُ إِلا بعد المكتوبة، وهو العود للصلاة بعد الصلاة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا ثُوِّبَ بالصلاة

فأْتُوها وعليكم السَّكِينةُ والوَقارُ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ التَّثْويبُ

ههنا إِقامةُ الصلاة‏.‏

وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي اللّه عنها، حين أَرادت الخُروجَ إِلى البصرة‏:‏ إِنَّ عَمُودَ الدِّين لا يُثابُ بالنساءِ إِنْ مالَ‏.‏

تريد‏:‏ لا يُعادُ إِلى اسْتِوائه، من ثابَ يَثُوبُ إِذا رجَع‏.‏ ويقال‏:‏ ذَهَبَ

مالُ فلانٍ فاسْتَثابَ مالاً أَي اسْتَرْجَع مالاً‏.‏ وقال الكميت‏:‏

إِنّ العَشِيرةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه *** فتُغِيرُ، وهْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوالَها

وقولهم في المثلِ هو أَطْوَعُ من ثَوابٍ‏:‏ هو اسم رجل كان يُوصَفُ بالطَّواعِيةِ‏.‏ قال الأَخفش بن شهاب‏:‏

وكنتُ، الدَّهْرَ، لَسْتُ أُطِيع أُنْثَى *** فَصِرْتُ اليومَ أَطْوَعَ مِن ثَوابِ

التهذيب‏:‏ في النوادر أَثَبْتُ الثَّوْبَ إِثابةً إِذا كَفَفْتَ مَخايِطَه، ومَلَلْتُه‏:‏ خِطْتُه الخِياطَة الأُولى بغير كَفٍّ‏.‏

والثائبُ‏:‏ الرّيحُ الشديدةُ تكونُ في أَوّلِ المَطَر‏.‏

وثَوْبانُ‏:‏ اسم رجل‏.‏

ثيب‏:‏ الثَّيِّبُ من النساءِ‏:‏ التي تَزَوّجَتْ وفارَقَتْ زَوْجَها بأَيِّ

وجْهٍ كان بَعْدَ أَنْ مَسَّها‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ امرأَةٌ ثَيِّبٌ كانت ذاتَ زَوْج ثم ماتَ عنها زوجُها، أَو طُلِّقت ثم رجَعَتْ إِلى النكاح‏.‏ قال

صاحب العين‏:‏ ولا يقال ذلك للرجل، إلا أَن يقال ولَدُ الثَّيِّبَيْنِ

وولد البِكْرَيْنِ‏.‏ وجاء في الخبر‏:‏ الثَّيِّبانِ يُرْجَمانِ، والبِكْرانِ

يُجْلَدانِ ويُغَرَّبانِ‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ امرأَة ثَيِّبٌ ورجل ثيّب إِذا كان قد دُخِلَ به أَو دُخِلَ بها، الذكَرُ والأُنثى، في ذلك، سواء‏.‏ وقد

ثُيِّبَتِ المرأَةُ، وهي مُثَيَّبٌ‏.‏ التهذيب يقال‏:‏ ثُيِّبَتِ المرأَةُ تَثْيِيباً إِذا صارت ثَيِّباً، وجمع الثَّيِّبِ، من النساءِ، ثَيّباتٌ‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏ ثَيِّباتٍ وأَبْكاراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الثَّيِّبُ بالثيبِ جَلْدُ مائةٍ ورَجْمٌ بالحجارة‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ الثَّيِّبُ مَن ليس بِبِكْر‏.‏ قال‏:‏ وقد يُطْلَقُ الثَّيِّبُ على المرأَةِ البالِغةِ، وإِن كانت بِكْراً، مَجازاً واتِّساعاً‏.‏ قال‏:‏ والجمع بين الجَلد والرَّجْم منسوخ‏.‏ قال‏:‏ وأَصل الكلمة الواو، لأَنه من ثابَ يَثُوبُ إِذا رَجع كأَنَّ الثَّيِّب بِصَدَد العَوْدِ والرُّجوع‏.‏

وثِيبانُ‏:‏ اسم كُورة‏.‏

جأب‏:‏ الجَأْبُ‏:‏ الحِمار الغَلِيظُ من حُمُر الوَحْشِ،يهمز ولا يهمز، والجمع جُؤُوبٌ‏.‏ وكاهِلٌ جَأْبٌ‏:‏ غَلِيظٌ‏.‏ وخَلْقٌ جَأْبٌ‏:‏ جافٍ غليظٌ‏.‏ قال الراعي‏:‏

فلم يَبْقَ إِلا آلُ كلِّ نَجيبةٍ *** لها كاهِلٌ جَأْبٌ، وصُلْبٌ مُكَدَّحُ

والجَأْبُ‏:‏ المَغَرةُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ جَبَأَ وجَأَبَ إِذا باعَ الجَأْبَ، وهو المَغَرةُ‏.‏

ويقال للظَّبْيةِ حين يَطْلُعُ قَرْنُها‏:‏ جَأْبةُ المِدْرَى، وأَبو عبيدة لا يهمزه‏.‏ قال بِشْر‏:‏

تَعَرُّضَ جَأْبةِ المِدْرَى، خَذُولٍ *** بِصاحةَ، في أَسِرَّتِها السَّلامُ

وصاحةُ جبلٌ‏.‏ والسَّلامُ شَجر‏.‏ وإِنما قيل جَأْبةُ المِدْرَى لأَنَّ

القَرْنَ أَوَّلَ ما يَطْلُعُ يكونُ غَلِيظاً ثم يَدِقُّ، فنَبَّه بذلك على صِغَرِ سِنها‏.‏ ويقال‏:‏ فلان شَخْتُ الآلِ، جَأْبُ الصَّبْرِ، أَي دقيقُ الشخْصِ غليظ الصَّبْر في الأُمور‏.‏

والجَأْبُ‏:‏ الكَسْبُ‏.‏ وجَأَبَ يَجْأَبُ جَأْباً‏:‏ كسَبَ‏.‏ قال رؤْبة بن العجاج‏:‏

حتى خَشِيتُ أَن يكونَ رَبِّي

يَطْلُبُنِي، مِنْ عَمَلٍ، بذَنْبِ، واللّه راعٍ عَمَلِي وجَأْبي

ويروى وَاعٍ‏.‏ والجَأْبُ‏:‏ السُّرَّةُ‏.‏ ابن بُزُرْجَ‏:‏ جَأْبةُ البَطْنِ وجَبْأَتُه‏:‏ مَأْنَتُه‏.‏

والجُؤْبُ‏:‏ دِرْعٌ تَلْبَسُه المرأَةُ‏.‏

ودارةُ الجَأْبِ‏:‏ موضعٌ، عن كراع‏.‏ وقول الشاعر‏:‏

وكأَنّ مُهْري كانَ مُحْتَفِراً *** بقَفا الأَسِنَّةِ، مَغْرةَ الجَأْبِ

قال‏:‏ الجَأْبُ ماء لبني هُجَيم عند مَغْرةَ عندهم‏.‏

جأنب‏:‏ التهذيب في الرباعي عن الليث‏:‏ رجل جَأْنَبٌ‏:‏ قصِيرٌ‏.‏

جبب‏:‏ الجَبُّ‏:‏ القَطْعُ‏.‏

جَبَّه يَجُبُّه جَبّاً وجِباباً واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبّاً‏:‏

اسْتَأْصَلَه‏.‏

وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ‏.‏ والمَجْبُوبُ‏:‏ الخَصِيُّ الذي قد

اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه‏.‏ وقد جُبَّ جَبّاً‏.‏

وفي حديث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الذي أَمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقَتْلِه لَمَّا اتُّهمَ بالزنا‏:‏ فإِذا هو مَجْبُوبٌ‏.‏ أَي مقطوع الذكر‏.‏

وفي حديث زِنْباعٍ‏:‏ أَنه جَبَّ غُلاماً له‏.‏

وبَعِيرٌ أَجَبُّ بَيِّنُ الجَبَبِ أَي مقطوعُ السَّنامِ‏.‏ وجَبَّ السَّنامَ يَجُبُه جَبّاً‏:‏ قطَعَه‏.‏ والجَبَبُ‏:‏ قَطْعٌ في السَّنامِ‏.‏ وقيل‏:‏ هو أَن يأْكُلَه الرَّحْلُ أَو القَتَبُ، فلا يَكْبُر‏.‏ بَعِير أَجَبُّ وناقةٌ جَبَّاء‏.‏ الليث‏:‏ الجَبُّ‏:‏ استِئْصالُ السَّنامِ من أَصلِه‏.‏ وأَنشد‏:‏

ونَأْخُذُ، بَعْدَهُ، بِذنابِ عَيْشٍ *** أَجَبِّ الظَّهْرِ، ليسَ لَه سَنامُ

وفي الحديث‏:‏ أَنهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ وهي حَيّةٌ‏.‏

وفي حديث حَمْزةَ، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَيْ

عليٍّ، رضي اللّه عنه، لَمَّا شَرِبَ الخَمْرَ، وهو افْتَعَلَ مِن الجَبِّ

أَي القَطْعِ‏.‏ ومنه حديثُ الانْتِباذِ في المَزادةِ المَجْبُوبةِ التي قُطِعَ رأْسُها، وليس لها عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها يَتَنَفَّسُ منها الشَّرابُ‏.‏

وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما‏:‏ نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الجُبِّ‏.‏ قيل‏:‏ وما الجُبُّ‏؟‏ فقالت امرأَةٌ عنده‏:‏ هو المَزادةُ يُخَيَّطُ بعضُها إِلى بعض، كانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتِ الانْتباذ فيها، واشْتَدَّتْ عليه، ويقال لها المَجْبُوبةُ أَيضاً‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ إِنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ ما قَبْلَه والتَّوبةُ تَجُبُّ ما قَبْلَها‏.‏ أَي يَقْطَعانِ ويَمْحُوانِ ما كانَ قَبْلَهما من الكُفْر

والمَعاصِي والذُّنُوبِ‏.‏

وامْرأَةٌ جَبّاءُ‏:‏ لا أَلْيَتَيْنِ لها‏.‏ ابن شميل‏:‏ امْرأَة جَبَّاءُ أَي رَسْحاءُ‏.‏

والأَجَبُّ مِنَ الأَرْكَابِ‏:‏ القَلِيلُ اللحم‏.‏ وقال شمر‏:‏ امرأَةٌ جَبَّاءُ إِذا لم يَعظُمْ ثَدْيُها‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ وفي حديث بعض الصحابة، رضي الله عنهم، وسُئل عن امرأَة تَزَوَّجَ بها‏:‏ كيف وجَدْتَها‏؟‏ فقال‏:‏

كالخَيْرِ من امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ‏.‏ قالوا‏:‏ أَوَليس ذلكَ خَيْراً‏؟‏ قال‏:‏ ما ذاك بِأَدْفَأَ للضَّجِيعِ، ولا أَرْوَى للرَّضِيعِ‏.‏ قال‏:‏ يريد بالجَبَّاءِ

أَنها صَغِيرة الثَّدْيَين، وهي في اللغة أَشْبَهُ بالتي لا عجز لها، كالبعير الأَجَبّ الذي لا سَنام له‏.‏ وقيل‏:‏ الجَبّاء القَلِيلةُ لحم

الفخذين‏.‏والجِبابُ‏:‏ تلقيح النخل‏.‏ وجَبَّ النَخْلَ‏:‏ لَقَّحَه‏.‏ وزَمَنُ الجِباب‏:‏ زَمَنُ التَّلْقِيح للنخل‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا لَقَّحَ الناسُ النَّخِيلَ قيل قد جَبُّوا، وقد أَتانا زَمَنُ الجِبابِ‏.‏

والجُبَّةُ‏:‏ ضَرْبٌ من مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وجمعها جُبَبٌ

وجِبابٌ‏.‏ والجُبَّةُ‏:‏ من أَسْماء الدِّرْع، وجمعها جُبَبٌ‏.‏ وقال الراعي‏:‏

لنَا جُبَبٌ، وأَرْماحٌ طِوالٌ *** بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا والجُبّةُ مِن السِّنانِ‏:‏ الذي دَخَل فيه الرُّمْحُ‏.‏

والثَّعْلَبُ‏:‏ ما دخَل مِن الرُّمْحِ في السِّنانِ‏.‏ وجُبَّةُ الرُّمح‏:‏ ما دخل من السنان فيه‏.‏ والجُبّةُ‏:‏ حَشْوُ الحافِر، وقيل‏:‏ قَرْنُه، وقيل‏:‏ هي من الفَرَس مُلْتَقَى الوَظِيف على الحَوْشَب من الرُّسْغ‏.‏ وقيل‏:‏ هي مَوْصِلُ ما بين الساقِ والفَخِذ‏.‏ وقيل‏:‏ موصل الوَظيف في الذراع‏.‏ وقيل‏:‏ مَغْرِزُ الوَظِيفِ في الحافر‏.‏ الليث‏:‏ الجُبّةُ‏:‏ بياضٌ يَطأُ فيه الدابّةُ بحافِره حتى يَبْلُغَ الأَشاعِرَ‏.‏ والمُجَبَّبُ‏:‏ الفرَسُ الذي يَبْلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكْبَتَيْه‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ جُبّةُ الفَرس‏:‏ مُلْتَقَى الوَظِيفِ في أَعْلى الحَوْشَبِ‏.‏ وقال مرة‏:‏ هو مُلْتَقَى ساقَيْه ووَظِيفَي رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كل عَظْمَيْنِ، إِلاّ عظمَ الظَّهْر‏.‏ وفرسٌ مُجَبَّبٌ‏:‏ ارْتَفَع البَياضُ منه إِلى الجُبَبِ، فما فوقَ ذلك، ما لم يَبْلُغِ الرُّكبتين‏.‏ وقيل‏:‏ هو الذي بلغ البياضُ أَشاعِرَه‏.‏ وقيل‏:‏ هو الذي بلَغ البياضُ منه رُكبةَ اليد وعُرْقُوبَ الرِّجْلِ، أَو رُكْبَتَي اليَدَيْن وعُرْقُوَبي الرّجْلَيْنِ‏.‏

والاسم الجَبَبُ، وفيه تَجْبِيبٌ‏.‏ قال الكميت‏:‏

أُعْطِيتَ، مِن غُرَرِ الأَحْسابِ، شادِخةً *** زَيْناً، وفُزْتَ، مِنَ التَّحْجِيل، بالجَبَبِ

والجُبُّ‏:‏ البِئرُ، مذكر‏.‏ وقيل‏:‏ هي البِئْر لم تُطْوَ‏.‏ وقيل‏:‏ هي الجَيِّدةُ الموضع من الكَلإِ‏.‏ وقيل‏:‏ هي البِئر الكثيرة الماءِ البَعيدةُ القَعْرِ‏.‏ قال‏:‏

فَصَبَّحَتْ، بَيْنَ الملا وثَبْرَهْ، جُبّاً، تَرَى جِمامَه مُخْضَرَّهْ، فبَرَدَتْ منه لُهابُ الحَرَّهْ

وقيل‏:‏ لا تكون جُبّاً حتى تكون ممّا وُجِدَ لا مِمَّا حفَرَه الناسُ‏.‏

والجمع‏:‏ أَجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبةٌ، وفي بعض الحديث‏:‏ جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ، وهو أَنّ دَفِينَ سِحْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم جُعِلَ في جُبِّ طَلْعةٍ، أَي في داخِلها، وهما معاً وِعاءُ طَلْعِ

النخل‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ جُبِّ طَلْعةٍ ليس بمَعْرُوفٍ إِنما المَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ، قال شمر‏:‏ أَراد داخِلَها إِذا أُخْرِجَ منها الكُفُرَّى، كما

يقال لداخل الرَّكِيَّة من أَسْفَلِها إِلى أَعْلاها جُبٌّ‏.‏ يقال إِنها لوَاسِعةُ الجُبِّ، مَطْوِيَّةً كانت أَو غير مَطْوِيّةٍ‏.‏ وسُمِّيَت البِئْر جُبّاً لأَنها قُطِعَتْ قَطْعاً، ولم يُحْدَثُ فيها غَيْر القَطْعِ من طَيٍّ وما أَشْبَهه‏.‏ وقال الليث‏:‏ الجُبّ البئر غيرُ البَعيدةِ‏.‏ الفرَّاءُ‏:‏ بِئْرٌ مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيء منها مُقَبَّبةً‏.‏ وقالت الكلابية‏:‏ الجُبُّ القَلِيب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ‏.‏ وقال ابن حبيب‏:‏ الجُبُّ رَكِيَّةٌ تُجابُ في الصَّفا، وقال مُشَيِّعٌ‏:‏ الجُبُّ جُبُّ الرَّكِيَّةِ قبل أَن تُطْوَى‏.‏ وقال زيد بن كَثْوةَ‏:‏ جُبُّ الرَّكِيَّة جِرابُها، وجُبة القَرْنِ التي فيها المُشاشةُ‏.‏ ابن شميل‏:‏ الجِبابُ الركايا تُحْفَر يُنْصَب فيها العنب أَي يُغْرس فيها، كما يُحْفر للفَسِيلة من النخل، والجُبُّ الواحد‏.‏ والشَّرَبَّةُ الطَّرِيقةُ من شجر العنب على طَرِيقةِ شربه‏.‏ والغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم‏.‏

والجَبُوبُ‏:‏ وَجْهُ الأَرضِ‏.‏ وقيل‏:‏ هي الأَرضُ الغَلِيظةُ‏.‏ وقيل‏:‏ هي

الأَرضُ الغَليظةُ من الصَّخْر لا من الطّينِ‏.‏ وقيل‏:‏ هي الأَرض عامة، لا تجمع‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ الجَبُوبُ الأَرضُ، والجَبُوب التُّرابُ‏.‏ وقول امرئِ القيس‏:‏

فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها *** وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً على رَحْلِي

يحتمل هذا كله‏.‏

والجَبُوبةُ‏:‏ المَدَرةُ‏.‏ ويقال للمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ من وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رجلاً مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ‏.‏ قال القتيبي، قال الأَصمعي‏:‏ الجَبُوب، بالفتح‏:‏ الأَرضُ الغَلِيظةُ‏.‏ وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه‏:‏ رأَيتُ المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي أَو يسجد على الجَبُوبِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، والجَبُوبُ المَدَرُ المُفَتَّتُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فتفل فيها‏.‏ هو من الأَوّل‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ سأَله رجل، فقال‏:‏ عَنَّتْ لي عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها، حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ‏.‏ وفي حديث أَبي أُمامةَ قال‏:‏ لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم في القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهم الجَبُوبَ، ويقول‏:‏ سُدُّوا الفُرَجَ، ثم قال‏:‏ إِنه ليس بشيءٍ ولكنه يُطَيِّبُ بنَفْسِ الحيّ‏.‏ وقال أَبو خِراش يصف عُقاباً أَصابَ صَيْداً‏:‏

رأَتْ قَنَصاً على فَوْتٍ، فَضَمَّتْ *** إِلى حَيْزُومِها، رِيشاً رَطِيبا

فلاقَتْه بِبَلْقَعةٍ بَراحٍ *** تُصادِمُ، بين عَيْنيه، الجَبُوبا

قال ابن شميل‏:‏ الجَبُوبُ وجه الأَرضِ ومَتْنها من سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الجَبُوبُ الأَرض، وأَنشد‏:‏

لا تَسْقِه حَمْضاً، ولا حَلِيبا، انْ ما تَجِدْه سابِحاً، يَعْبُوبا، ذا مَنْعةٍ، يَلْتَهِبُ الجَبُوبا

وقال غيره‏:‏ الجَبُوب الحجارة والأَرضُ الصُّلْبةُ‏.‏ وقال غيره‏:‏

تَدَعُ الجَبُوبَ، إِذا انْتَحَتْ *** فيه، طَرِيقاً لاحِبا

والجُبابُ، بالضم‏:‏ شيء يَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فيصير كأَنه زُبْد، ولا

زُبْدَ لأَلبانها‏.‏ قال الراجز‏:‏

يَعْصِبُ فاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ، عَصْبَ الجُبابِ بِشفاهِ الوَطْبِ

وقيل‏:‏ الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر، وقد أَجَبَّ اللَّبَنُ‏.‏ التهذيب‏:‏ الجُبابُ شِبه الزبد يَعْلُو الأَلبانَ، يعني أَلبان الإِبل، إِذا مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ، وهو مُعَلَّقٌ عليه، فيَجْتمِعُ عند فَمِ

السِّقاء، وليس لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إِنما هو شيء يُشْبِه الزُّبْدَ‏.‏

والجُبابُ‏:‏ الهَدَرُ الساقِطُ الذي لا يُطْلَبُ‏.‏

وجَبَّ القومَ‏:‏ غَلَبَهم‏.‏ قال الراجز‏:‏

مَنْ رَوّلَ اليومَ لَنا، فقد غَلَبْ، خُبْزاً بِسَمْنٍ، وهْو عند الناس جَبْ

وجَبَّتْ فلانة النساء تَجُبُّهنّ جَبّاً‏:‏ غَلَبَتْهنّ من حُسْنِها‏.‏

قالَ الشاعر‏:‏

جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ وعَبْس

وجابَّنِي فجَبَبْتُه، والاسم الجِبابُ‏:‏ غالَبَني فَغَلَبْتُه‏.‏ وقيل‏:‏ هو

غَلَبَتُك إِياه في كل وجْهٍ من حَسَبٍ أَو جَمال أَو غير ذلك‏.‏ وقوله‏:‏

جَبَّتْ نساءَ العالَمين بالسَّبَبْ

قال‏:‏ هذه امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط، وهو السَّبَبُ، ثم أَلقَتْه إِلى نساء الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما

فَعَلت، فأَدَرْنَه على أَعْجازِهنَّ، فَوَجَدْنَه فائضاً كثيراً، فغَلَبَتْهُنَّ‏.‏

وجابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها فَجَبَّتْها حُسْناً أَي فاقَتْها بِحُسْنها‏.‏

والتَّجْبِيبُ‏:‏ النِّفارُ‏.‏ وجَبَّبَ الرجلُ تَجْبيباً إِذا فَرَّ وعَرَّدَ‏.‏ قال الحُطَيْئةُ‏:‏

ونحنُ، إِذ جَبَّبْتُمُ عن نسائِكم *** كما جَبَّبَتْ، من عندِ أَولادِها، الحُمُرْ

وفي حديث مُوَرِّقٍ‏:‏ المُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللّهِ، إِذا جَبَّبَ الناسُ

عنها، كالكارِّ بعد الفارِّ، أَي إِذا تركَ الناسُ الطاعاتِ ورَغِبُوا

عنها‏.‏ يقال‏:‏ جَبَّبَ الرجلُ إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا من الشيءِ‏.‏

الباهلي‏:‏ فَرَشَ له في جُبَّةِ لدارِ أَي في وسَطِها‏.‏ وجُبَّةُ العينِ‏:‏

حجاجُها‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الجَبابُ‏:‏ القَحْطُ الشديدُ، والمَجَبَّةُ‏:‏ المَحَجَّةُ وجادَّتُ الطرِيق‏.‏ أَبو زيد‏:‏ رَكِبَ فلان المَجَبَّةَ، وهي الجادّةُ‏.‏وجُبَّةُ والجُبَّةُ‏:‏ موضع‏.‏ قال النمر بن تَوْلَب‏:‏

زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ، فأَصْبَحَتْ *** أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِيارِها

وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ *** مَشْرَبُها الجُبَّةُ، أَو نُعاعَهْ

والجُبْجُبةُ‏:‏ وِعاءٌ يُتَّخذُ مِن أَدمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ ويُنْقَعُ

فيه الهَبِيدُ‏.‏ والجُبْجُبة‏:‏ الزَّبيلُ من جُلودٍ، يُنْقَلُ فيه الترابُ، والجمع الجَباجِبُ‏.‏ وفي حديث عبدالرحمن بن عوف، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ عَديّ، لما أَراد أَن يُهاجِر، جُبْجُبةً فيها نَوًى مِن ذَهَبٍ، هي زَبِيلٌ لطِيفٌ من جُلود‏.‏ ورواه القتيبي بالفتح‏.‏ والنوى‏:‏ قِطَعٌ من ذهب، وَزْنُ القِطعة خمسةُ دراهمَ‏.‏ وفي حديث عُروة، رضي اللّه عنه‏:‏ إِنْ ماتَ شيءٌ من الإِبل، فخذ جِلْدَه، فاجْعَلْه جَباجِبَ يُنْقَلُ فيها أَي زُبُلاً‏.‏ والجُبْجُبةُ والجَبْجَبةُ والجُباجِبُ‏:‏ الكَرِشُ، يُجْعَلُ فيه اللحم يُتَزَوَّدُ به في الأَسفار، ويجعل فيه اللحم المُقَطَّعُ ويُسَمَّى الخَلْعَ‏.‏ وأَنشد‏:‏

أَفي أَنْ سَرَى كَلْبٌ، فَبَيَّتَ جُلَّةً *** وجُبْجُبةً للوَطْبِ، سَلْمى تُطَلَّقُ

وقيل‏:‏ هي إِهالةٌ تُذابُ وتُحْقَنُ في كَرشٍ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ هو

جِلد جَنْبِ البعير يُقَوَّرُ ويُتَّخذ فيه اللحمُ الذي يُدعَى الوَشِيقةَ، وتَجَبْجَبَ واتخذَ جُبْجُبَةً إِذا اتَّشَق، والوَشِيقَةُ لَحْمٌ يُغْلى

إِغْلاءة، ثم يُقَدَّدُ، فهو أَبْقى ما يكون‏.‏ قال خُمام بن زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِي‏:‏

إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ *** فلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ، وتَجَبْجَب

وقال أَبو زيد‏:‏ التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعاً في الجُبْجُبةِ، فأَما

ما حكاه ابن الأَعرابي من قَولهم‏:‏ إِنّك ما عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ، فإِنما شبهه بالجُبْجُبة التي يوضعُ فيها هذا الخَلْعُ‏.‏ شَبَّهه بها في

انْتِفاخه وقِلة غَنائه، كقول الآخر‏:‏

كأَنه حَقِيبةٌ مَلأَى حَثا

ورَجلٌ جُباجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذا كان ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ‏.‏ ونُوقٌ جَباجِبُ‏.‏ قال الراجز‏:‏

جَراشِعٌ، جَباجِبُ الأَجْوافِ، حُمُّ الذُّرا، مُشْرِفةُ الأَنْوافِ

وإِبل مُجَبْجَبةٌ‏:‏ ضَخْمةُ الجُنُوبِ‏.‏ قالت‏:‏

حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ *** فَحَسِّنَنْها يا أَبَهْ، كي ما تَجِيءَ الخَطَبَهْ *** بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ

ويروى مُخَبْخبه‏.‏ أَرادت مُبَخْبَخَةً أَي يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعْجاباً

بها، فَقَلَبت‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ جمل جُباجِبٌ وبُجابِجٌ‏:‏ ضَخْمٌ، وقد جَبْجَبَ إِذا سَمِنَ‏.‏ وجَبْجَبَ إِذا ساحَ في الأَرض عبادةً‏.‏

وجَبْجَبَ إِذا تَجَرَ في الجَباجِبِ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل، وهي صَخْرةُ الماءِ، وماءٌ جَبْجابٌ وجُباجِبٌ‏:‏ كثير‏.‏ قال‏:‏ وليس جُباجِبٌ بِثَبْتٍ‏.‏ وجُبْجُبٌ‏:‏ ماءٌ معروف‏.‏ وفي حديث بَيْعَةِ الأَنصارِ‏:‏ نادَى الشيطانُ يا أَصحابَ الجَباجِب‏.‏ قال‏:‏ هي جمع جُبْجُبٍ، بالضم، وهو المُسْتَوى من الأَرض ليس بحَزْنٍ، وهي ههنا أَسماءُ مَنازِلَ بمنى سميت به لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِي تُلْقَى فيها أَيامَ الحَجّ‏.‏ الأَزهري في أَثناءِ كلامه على حيَّهلَ‏.‏ وأَنشد لعبداللّه بن الحجاج التَّغْلَبي من أَبيات‏:‏

إِيَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلي قَرِدَ القَفا *** حَزابِيةً، وهَيَّباناً، جُباجِبا

أَلفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه *** من الصُّوفِ، نِكْثاً، أَو لَئِيماً دُبادِبا

وقال‏:‏ الجُباجِبُ والدُّبادِبُ الكثيرُ الشَّرِّ والجَلَبةِ‏.‏

جحجب‏:‏ جَحْجَبَ العَدُوَّ‏:‏ أَهْلَكَه‏.‏ قال رؤْبة‏:‏

كمْ مِن عِدًى جَمْجَمَهُم وجَحْجَبَا

وجَحْجَبَى‏:‏ حيٌّ من الأَنصار‏.‏

جحدب‏:‏ رجُل جَحْدَبٌ‏:‏ قصيرٌ، عن كراع‏.‏ قال‏:‏ ولا أَحُقُّها، إِنماالمعروف جَحْدَرٌ، بالراءِ، وسيأْتي ذكرها في موضعها‏.‏

جحرب‏:‏ فَرَسٌ جَحْرَبٌ وجُحارِبٌ‏:‏ عظيمُ الخَلْقِ‏.‏ والجَحْرَبُ من الرّجال‏:‏ القصيرُ الضَّخْمُ، وقيل‏:‏ الواسع الجَوْفِ، عن كراع‏.‏ ورأَيت في بعض نسخ الصحاح حاشية‏:‏ رجُل جَحْرَبةٌ عظيم البَطْن‏.‏