فصل: الجزء الرابع

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


الجزء الرابع

لسان العرب

باب‏:‏ الشين

الشين من الحروف المَهْموسة، والمهْموس حرف لانَ في مَخْرَجه دون المَجْهور وجرى مع النَّفَس، فكان دون المجهور في رفع الصوت، وهو من الحروف الشَّجْريَّة أَيضاً‏.‏

أبش‏:‏ الأَبْشُ‏:‏ الجمْع‏.‏ وقد أَبشه وأَبَشَ لأَهله يَأْبشُ أَبْشاً‏:‏ كَسَب‏.‏ ورجل أَبَّاش‏:‏ مكتسِب‏.‏ ويقال‏:‏ تَأَبَّش القوم وتَهَبَّشوا إِذا تجيَّشوا وتجمَّعوا‏.‏

أرش‏:‏ أَرَّش بينهم‏:‏ حَمَل بعضَهم على بعض وحَرَّش‏.‏ والتَّأْرِيش‏:‏ التَّحْرِيشُ؛ قال رؤبة‏:‏

أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش، وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً‏:‏ أَفسدت‏.‏ وتَأْرِيش الحرْب والنار‏:‏

تَأْرِيثُهما‏.‏

والأَرْش من الجراحات‏:‏ ما ليس له قدر معلوم، وقيل‏:‏ هو دِيَةُ الجراحات، وقد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات، وهو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع، وأُرُوش الجنايات والجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص، وسُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع‏.‏ يقال‏:‏ أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم؛ وقول رؤبة‏:‏

أَصْبِحْ، فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ

يقول‏:‏ إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه‏.‏ والمَأْرُوش‏:‏ المَخْدوش؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يقول انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا

الأَسِنَّة، يقول‏:‏ لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً‏.‏ قال‏:‏ والأَرْش الدِّيَةُ‏.‏

شمر عن أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه‏:‏ الأَرْشُ الرشْوَة، ولم يعرفاه في أَرْش

الجراحات، وقال غيرهما‏:‏ الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة ونحوِها‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها‏.‏ وقد

ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص‏.‏ وقال أَبو منصور‏:‏ أَصل الأَرْش

الخَدْش، ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها‏:‏ أَرْش، وأَهل الحجاز يسمونه النَّذْر، وكذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها، وأَصله من العَقْر

كأَنه عَقَرها حين وطئها وهي بكر فاقْتَضَّها، فقيل لما يؤخذ بسبب

العَقْر‏:‏ عُقْر‏.‏ وقال القتيبي‏:‏ يقال لما يدفع بين السلامة والعيب في السِّلْعة

أَرْش، لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو

عيب وقع بينه وبين البائع أَرْش أَي خصومة واختلاف، من قولك أَرَّشْت بين

الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر وأَوقعت بينهما الشَّرَّ، فسمي ما

نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش‏.‏

أشش‏:‏ الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ‏:‏ النشاط والارْتِياح، وقيل‏:‏ هو الإِقبال على الشيء بنشاط، أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً؛ وأَنشد‏:‏

كَيْف يُؤَاتِيهِ ولا يَؤُشُّهُ

والأَشَّاش‏:‏ الهَشَّاش‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن علقمة بن قيس كان إِذا رأَى من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم، أَي إِقْبالاً بنشاط‏.‏ والأشاش والهَشَاش‏:‏

الطَّلاقة والبَشاشة‏.‏ وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً‏:‏ قام بعضهم إِلى بعض

وتحرّكوا؛ قال ابن دريد‏:‏ وأَحسبهم قالوا أَشَّ على غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً

مثل هَشَّ هَشّاً، قال‏:‏ ولا أَقف على حقيقته‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الأَشُّ

الخبز اليابس الهَشّ؛ وأَنشد شمر‏:‏

رُبَّ فَتَاةٍ من بَني العِنازِ، حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ

ذي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي، تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَحازِ

شمر عن بعض الكلابيين‏:‏ أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت، قال‏:‏ أَشَّت إِذا

أَخذَت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قَطَرت‏.‏

أقش‏:‏ بَنُوا أُقَيْشٍ‏:‏ حَيٌّ من الجن إِليهم تنسب الإِبل

الأٍّقَيْشِيَّة؛ أَنشد سيبويه‏:‏

كأَنَّكَ من جِمَال بَني أُقَيْشٍ، يُقَعْقعُ بين رِجْلَيْه بِشَنّ

وقال ثعلب‏:‏ هم قوم من العرب‏.‏

برش‏:‏ البَرَش والبُرْشَةُ‏:‏ لون مختلف، نقطة حمراء وأُخرى سوداء أَو

غَبْراء أَو نحو ذلك‏.‏ والبَرَش‏:‏ من لُمَعِ بياضٍ في لون الفرس وغيره أَيّ لون

كان إِلا الشُّهْبَة، وخص اللحياني به البِرْذَوْنَ، وقد بَرِشَ

وابْرَشَّ وهو أَبْرَشُ؛ الأَبْرَشُ‏:‏ الذي فيه أَلوان وخِلْط، والبُرْشُ الجمع‏.‏

والبَرَش في شعر الفرس‏:‏ نُكَتٌ صِغار تخالف سائر لونه، والفرس أَبْرَش

وقد ابْرشَّ الفرس ابْرِشاشاً، وشاة بَرْشاءُ‏:‏ في لونها نُقَط مختلفة‏.‏

وحَيَّة بَرْشاءُ‏:‏ بمنزلة الرَّقْشاءِ، والبَرِيش مثله؛ قال رؤبة‏:‏

وتَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي، وأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ

أَي فيه أَلوان‏.‏ والأَبرشُ‏:‏ لقب جَذِيمَةَ بن مالك وكان به بَرَص

فكنَوْا به عنه، وقيل‏:‏ سمي الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فبقي فيه من أَثر

الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر، وقيل‏:‏ لأَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول

أَبْرَص فقالت أَبْرَش‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ وكان جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ

فلقَّبته العرب الأَبرَش؛ الأَبرَش‏:‏ الأَرْقَط والأَنْمَر الذي تكون فيه

بقعة بيضاء وأُخرى أَيّ لون كان، والأَشْيَم‏:‏ الذي يكون به شَامٌ في جسده، والمُدَثَّر‏:‏ الذي يكون به نُكَت فوق البَرَش‏.‏ وفي حديث الطرماح‏:‏ رأَيت

جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قصيراً أُبَيْرِش؛ هو تصغير أَبرَش‏.‏ والبُرْشة‏:‏ هو لون مختلط حمرة وبياضاً أَو غيرهما من الأَلوان‏.‏ وبِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ‏:‏ ذو

بَرَش‏.‏ وسنة رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء‏:‏ كثيرة العُشْب‏.‏ وقولهم‏:‏ دخلنا في البَرْشاءِ أَي في جماعة الناس‏.‏ ابن سيده‏:‏ وبَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم

الأَسود والأَحمر، وما أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو‏.‏

وأَرض بَرْشاءُ ورَبْشاءُ‏:‏ كثيرة النبت مختلف أَلوانها، ومكان أَبْرَش

كذلك‏.‏ وبنو البَرْشاءِ‏:‏ قبيلة، سموا بذلك لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم؛ قال

النابغة‏:‏ورَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها

وشَيْبَانَ، حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ

وبُرْشان‏:‏ اسم‏.‏ والأَبْرَشِيَّةُ‏:‏ موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً، وطَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ

برغش‏:‏ ابْرَغَشَّ‏:‏ قام من مرضه‏.‏ التهذيب‏:‏ اطْرَغَشَّ من مرضه

وابْرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد‏.‏

برقش‏:‏ بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً‏:‏ وَلَّى هارباً‏.‏

والبَرْقَشَة‏:‏ شبه تَنْقيش بأَلوان شَتَّى وإِذا اختلف لون الأَرْقَشِ

سُمي بَرْقَشَةً‏.‏ وبَرْقَشه‏:‏ نقَشَه بأَلوان شَتى‏.‏ وتَبَرْقَش الرجلُ‏:‏

تَزَيَّن بأَلوان شتى مختلفة، وكذلك النبت إِذا الْوَنَّ‏.‏ وتَبَرْقَشت

البلاد‏:‏ تَزَيَّنت وتلوّنت، وأَصله من أَبي بَراقَشَ‏.‏ وتركْتُ البلاد بَراقِشَ

أَي ممتلئة زَهْراً مختلفة من كل لون؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد

للخنساء‏:‏تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً، بأَرْوَعَ طَلاَّبِ التِّرَاتِ مُطَلِّبِ

وقيل‏:‏ بلاد بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سواء، فإِن كان ذلك فهو من الأَضداد‏.‏ والبَرْقَشَة‏:‏ التفرّق؛ عنه أَيضاً‏.‏

والمُبْرَنْقشُ‏:‏ الفَرِح المسرور‏.‏ وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ‏:‏ حسنت‏.‏

وابْرَنْقَشَت الأَرض‏:‏ اخْضَرَّت‏.‏ وابْرَنْقَشَ المكان‏:‏ انقطع من غيره؛ قال

رؤبة‏:‏

إِلى مِعَى الخَلْصَاء حيث ابْرَنْقَشا

والبِرْقِشُ، بالكسر‏:‏ طُوَيْئِرٌ من الحُمَّرِ متلون صغير مثل العصفور

يسميه أَهل الحجاز الشُّرْسُور؛ قال الأَزهري‏:‏ وسمعت صبيان الأَعراب

يسمونه أَبا بَراقِش، وقيل‏:‏ أَبو بَراقِش طائر يَتَلوَّن أَلواناً شبيه

بالقُنْفُذ أَعلى ريشه أَغبر وأَوسطه أَحمر وأَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تغيّر

لونه أَلواناً شتى؛ قال الأَسدي‏:‏

إِنْ يَبْخَلُوا أَو يَجْبُنُوا، أَو يَغْدِرُوا لا يَحْفِلُوا

يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجّليـ *** ـنَ، كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا

كَأَبي بَراقِشَ، كُلّ لَوْ

نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ

وصف قوماً مشهورين بالمقابح لا يستحون ولا يحْتَفِلون بمن رآهم على ذلك، ويَغْدوا بدل من قوله لا يَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلين دليل على

أَنهم لم يحْفِلوا‏.‏ والتَّرْجِيل‏:‏ مَشْط الشعر وإِرساله‏.‏ قال ابن بري وقال

ابن خالويه‏:‏ أَبو بَراقِشَ طائر يكون في العِضَاهِ ولونه بين السواد

والبياض، وله ست قوائم ثلاث من جانب وثلاث من جانب، وهو ثقيل العَجْز تَسْمع

له حَفِيفاً إِذا طار، وهو يَتَلوَّن أَلواناً‏.‏

وبرَاقِشُ‏:‏ اسم كلبة لها حديث؛ وفي المثل‏:‏ على أَهْلها دَلَّتْ

بَراقِشُ، قال ابن هانئ‏:‏ زعم يونس عن أَبي عمرو أَنه قال هذا المثل‏:‏ على أَهلها

تَجْنِي براقش، فصارت مثلاً؛ حكى أَبو عبيد عن أَبي عبيدة قال‏:‏ بَراقِش

اسم كلبة نَبَحَتْ على جيش مَرّوا ولم يشعُروا بالحيّ الذي فيه الكلبة، فلما سمعوا نباحها علموا أََن أَهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم، فذهبت

مثلاً، ويروى هذا المثل‏:‏ على أَهلها تجني براقش؛ وعليه قول حمزة بن بِيضٍ‏:‏لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني، لا يَسارِي ولا يُميني جنَتْني

بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ، وعَلى أَهْلِها بَراقِشُ تَجْني

قال‏:‏ وبراقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب أُغِيرَ عليهم في بعض الأَيام

فَهرَبوا وتَبِعَتْهم براقشُ، فرجع الذين أَغاروا خائبين وأَخذوا في طلبهم، فَسمِعَتْ براقشُ وَقْعَ حوافرِ الخيل فنَبَحَتْ فاستدلوا على موضع

نباحِها فاستَباحُوهم‏.‏ وقال الشَّرْقي بن القَطامي‏:‏ براقش امرأَة لقمان بن عاد، وكان بنو أَبيه لا يأْكلون لحوم الإِبل، فأَصاب من براقشَ غلاماً فنزل

لقمانُ على بني أَبيها فأَوْلَمُوا ونحروا جَزُوراً إِكراماً له، فراحت

براقشُ بِعَرْقٍ من الجزور فدفَعَتْه لزوجها لقمانَ فأَكله، فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏

ما تَعَرّقْتُ مثلَه قط طيّباً فقالت براقشُ‏:‏ هذا من لحم جزور، قال‏:‏

أَوَلُحُومُ الإِبلِ كُلّها هكذا في الطِّيب‏؟‏ قالت‏:‏ نَعَم، ثم قالت له‏:‏

جَمِّلْنا واجْتَمِل، فأَقبل لقمان على إِبلِها وإِبلِ أَهلها فأَشرع فيها

وفعل ذلك بنو أَبيه، فقيل‏:‏ على أَهلها تجني براقش، فصارت مثلاً‏.‏ وقال أَبو

عبيدة براقش اسم امرأَة وهي ابنة مَلِك قديم خرج إِلى بعض مَغازِيه

واسْتَخْلَفَها على مُلْكه فأَشار عليها بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنيَ بناءً

تُذْكَرُ به، فبَنَتْ موضعين يقال لهما براقش ومَعِينٌ، فلما قَدِمَ أَبوها

قال لها‏:‏ أَردتِ أَن يكون الذكر لكِ دُوني، فأَمر الصُّنَّاع الذين

بَنَوْهما بأَن يهدِموها، فقالت العرب‏:‏ على أَهلها تجني براقش وحكى أَبو حاتم

عن الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَن براقشَ ومعينَ مدينتان بُنِيَتا

في سبعين أَو ثمانين سنة؛ قال‏:‏ وقد فسر الأَصمعي براقش ومعين في شعر

عمرو بن معد يكرب وأَنهما موضعان وهو‏:‏

دعانا من بَراقِشَ أَو مَعِينٍ، فأَسْرَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيع

وفسر اتلأَبّ باسْتقَام، والمَلِيعَ بالمستوي من الأَرض، وبراقش موضع؛ قال النابغة الجعدي‏:‏

تَسْتَنُّ بالضِّروِ من بَراقِشَ أَو

هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ من العُتُم

برنش‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ أَبو زيد والكسائي‏:‏ ما أَدري أَيُّ

البَرنْشاء هو وأَيُّ البَرَنْساء هو، ممدودان‏.‏

بشش‏:‏ البَشّ‏:‏ اللطف في المسأَلة والإِقبالُ على الرجُل، وقيل‏:‏ هو أن يضحك له ويلقاه لقاء جميلاً، والمعنيان مُقْتَرِبان‏.‏ والبَشاشة‏:‏ طلاقة

الوجه‏.‏ وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه‏:‏ إِذا اجتمع المسلمان فتَذاكَرا

غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه‏.‏ وفي حديث قَيْصَر‏:‏ وكذلك الإِيمانُ

إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب؛ بشاشةُ اللقاء‏:‏ الفرح بالمرء والانبساط إِليه

والأُنس به‏.‏ ورجل هَشٌّ بَشٌّ وبشّاش‏:‏ طَلْق الوجه طَيّب‏.‏ وقد بَشِشْتُ به، بالكسر، أَبَشُّ بَشّاً وبَشاشَةً؛ قال‏:‏

لا يَعْدَم السائلُ منه وِقْرا، وقَبْلَهُ بَشاشَةً وبِشْرا

ورُوِي بيتُ ذي الرمة‏:‏

أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ

بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول‏؟‏

بكسر الباء، فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً، وإِما أَن يكون مما جاء

على فَعِلَ يَفْعِل‏.‏ والبَشِيشُ‏:‏ الوَجْهُ‏.‏ يقال‏:‏ فلان مُضِيءُ البَشِيش، والبَشِيشُ كالبَشاشَة؛ قال رؤبة‏:‏

تكرّما، والهَشّ للتَّهْشِيشِ، وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ

يعقوب‏:‏ يقال لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بي، وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من الشين الوسطى باء كما قالوا تجفف‏.‏ وتَبَشّش به وتَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة والذِّكر إِلا

تَبَشْبَشَ اللَّهُ به كما يتَبَشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا قَدِم عليهم؛ وهذا مثل ضربه لتَلَقّيه جل وعز إيَّاه بِبِرِّه وكراماته وتقريبه إِياه‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ البشّ فرحُ الصَّدِيق واللطفُ في المسأَلة والإِقبالُ عليه‏.‏

والتَّبَشْبُشُ في الأَصل‏:‏ التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات

فلقلب إِحداهن باء‏.‏ وبنو بَشَّة‏:‏ بطن من بَلْعَنْبَر‏.‏

بطش‏:‏ البَطْش‏:‏ التناول بشدة عند الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ في كل شيء

بطشٌ؛ بَطَشَ يَبْطُش ويَبْطِش بَطْشاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإِذا موسى باطِشٌ

بجانب العرش أَي متعلق به بقوَّة‏.‏ والبَطْشُ‏:‏ الأَخذ القويّ الشديد‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارين؛ قال الكلبي‏:‏ معناه تَقْتُلون

عند الغضب‏.‏ وقال غيره‏:‏ تَقْتُلون بالسوط، وقال الزجاج‏:‏ جاء في التفسير

أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط والسَّيْف، وإِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك

لأَنه كان ظُلماً، فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز، والبَطْشة‏:‏

السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف؛ وباطَشَه مُباطَشَةً وباطَشَ كبَطَش؛ قال‏:‏

حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به، وقَمْلَةً إِن نحنُ باطَشْنا به قال ابن سيده‏:‏ ليْسَتْ به مِنْ قوله باطَشْنا به كَبِه من سَطَوْنا به إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى‏:‏ يكادُونَ يُسْطونَ بالذين، وإِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعْنَّا به وتَعاونَّا به، فافهم‏.‏ وبَطَشَ به يُبْطش بَطْشاً‏:‏ سَطا عليه في سُرْعة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فلما أَن أَراد

أَن يُبْطِش بالذي هو عدوّ لهما‏.‏ وقال أَبو مالك‏:‏ يقال بطَشَ فلانٌ من الحُمّى إِذا أَفاق منها وهو ضعيف‏.‏

وبِطاشٌ ومُباطِشٌ‏:‏ اسمان‏.‏

بغش‏:‏ البَغْشُ والبَغْشة‏:‏ المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر، وقيل‏:‏ هما

السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم

بَغْشاً، وقيل البغشة المطَرَة الضعيفة وهي فوق الطِّشَّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ، وبُغِشَت الأَرضُ، فهي مَبْغوشة‏.‏ ويقال‏:‏ أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل

من المطر‏.‏ الأَصمعي‏:‏ أَخَفُّ المطر وأَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم البَغْشُ‏.‏ وفي الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال‏:‏ كُنَّا مع

النبي صلى الله عليه وسلم ونَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌّ من مطر، فنادى منادي النبي، صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في رَحْله فَلْيَفْعَلْ، وفي رواية‏:‏ فأَصابنا بُغَيْش، تصْغير بَغْش وهو المطر

القليل، أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش، وقد بَغَشَت السماء تبْغَش

بَغْشاً‏.‏

بنش‏:‏ بَنِّشْ أَي اقْعُدْ؛ عن كراع، كذلك حكاه بالأَمْر، والسين لغة، وهو مذكور في موضعه‏:‏ وأَنشد اللحياني‏:‏

إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش

قال‏:‏ ويروى فبَنِّس أَي اقعد‏.‏

بهش‏:‏ بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بها‏:‏ تناولَتْه، نالَتْهُ

أشو قَصُرت عنه‏.‏ وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض يبْهَشُون بَهْشاً، وهو من أَدْنى القِتال‏.‏ والبَهْشُ‏:‏ المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشيء‏.‏ ورجل باهِشٌ

وبَهُوش‏.‏ وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ‏:‏ تَفَلُّتُه عليه‏.‏ وبهشَ الرجُلَ

كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه‏.‏ وقد تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما، وإِن تَناوَلَه ولم يأْخُذُه أَيضاً، فقد بَهَش إِليه‏.‏ ونَصَوْت الرجُلَ

نصواً إِذا أَخذت برأَسه‏.‏ ولفلان رأْس طويل أَي شَعَر طَوِيل، وفي الحديث‏:‏

أَن رجلاً سأَل ابن عباس عن حية قتَلَها وهو مُحْرِم، فقال‏:‏ هل بَهَشَتْ

إِليكَ‏؟‏ أَراد‏:‏ هل أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك‏؟‏ ومنه في الحديث‏:‏ ما

بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة أَي ما أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عني بقصبة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ

بن عليّ فإِذا رأَى حُمْرة لسانه بَهَشَ إِليه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ يقال

للإِنسان إِذا نظر إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه واشتهاه فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه

وفرح به‏:‏ بَهَشَ إِليه؛ وقال المغيرة بن جنبا التميمي‏:‏

سَبَقْت الرجالَ الباهَشِينَ إِلى النَّدى، فِعَالاً ومَجْداً، والفِعَالُ سِبَاق

ابن الأَعرابي‏:‏ البَهْش الإِسراع إِلى المعروف بالفَرح‏.‏ وفي حديث أَهل

الجنة‏:‏ وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً‏.‏ وبَهَشْتُ إِلى

الرجُل وبهَشَ إِليَّ‏:‏ تَهيَّأْتُ للبكاء وتهيأَ له‏.‏ وبَهَش إِليه‏.‏ فهو باهِشٌ وبَهِشٌ‏:‏ حَنَّ‏.‏ وبَهَشَ به‏:‏ فرِح؛ عن ثعلب‏.‏ الليث‏:‏ رجُل بَهْش بَشّ

بمعنى واحد‏.‏ وبهَشت إِلى فلان بمعنى حَنَنت إِليه‏.‏ وبَهش إِليه يبهَش

بهْشاً إِذا ارتاح له وخَفّ إِليه‏.‏ ويقال‏:‏ بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي

اجْتَمَعُوا، قال‏:‏ ولا أَعرف بحش في كلام العرب‏.‏ والبَهْش‏:‏ ردِيءُ المُقْل، وقيل‏:‏

ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه، وقيل‏:‏ البَهْش الرَّطْب من المُقْل، فإِذا يَبس

فهو خَشْل، والسين فيه لغة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت‏؟‏ يعني

أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ، وهو رَطْب

المُقْل، ويابسُه الخَشْل‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، وقد بلغه أَن أَبا

موسى يقرأُ حرفاً بلُغته قال‏:‏ إِنَّ أَبا موسى لم يكن من أَهل البَهْش؛ يقول‏:‏ ليس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ينبت بالحجاز؛ قال الأَزهري‏:‏ أَي

لم يكن حجازيّاً، وأَراد من أَهل البَهْش أَي من أَهل البلاد التي يكون

بها البَهْش‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الخَشْل المقل اليابس والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ

نواه والحَتِيُّ سَويقُه‏.‏ وقال الليث‏:‏ البهْش رَديءُ المقل، ويقال‏:‏ ما قد

أَكل قِرْفُه‏:‏ وأَنشد‏:‏

كما يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ

قال أَبو منصور‏:‏ والقول ما قال أَبو زيد‏.‏ وفي حديث أَبي ذر‏:‏ لما سمع

بخروج النبي صلى الله عليه وسلم أَخَذ شيئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ

حتى قَدِم عليه‏.‏ وبُهَيْشة‏:‏ اسم امرأَة؛ قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح‏:‏

أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ‏:‏ ما لِنَفْرٍ

أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور‏؟‏

ويروى بهيسة‏.‏ ويقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً‏:‏ وجوهُ

البَهْش‏.‏ وفي حديث العُرَنيِّينَ‏:‏ اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ

لحومُنا، هو من ذلك‏.‏

بوش‏:‏ البَوْش‏:‏ الجماعةُ الكثيرةُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ البَوْش والبُوش جماعةُ

القومِ لا يكونون إِلا من قبائِلَ شَتَّى، وقيل‏:‏ هما الجماعةُ والعيَال، وقيل‏:‏ هما الكَثْرة من الناس، وقيل‏:‏ الجماعة من الناس المُختَلِطِين‏.‏ يقال‏:‏

بَوْش بائِشٌ، والأَوْباش جمعٌ مقلوب منه‏.‏ والبَوْشِي‏:‏ الرجُل الفقير

الكثيرُ العيالِ‏.‏ ورجل بَوْشِيٌّ‏:‏ كثير البَوْشِ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

وأَشْعَث بَوْشيّ شَفَيْنا أُحاحَهُ، غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحل

وجاء من الناس الهَوْش والبَوْش أَي الكثرة؛ أَي الكثرة؛ عن أَبي زيد‏.‏

وبَوّشَ القومُ‏:‏ كثرُوا واختَلطوا‏.‏ وتركهم هَوْشاً بَوْشاً أَي

مختلطين‏.‏ الفراء‏:‏ شابَ خانَ، وباشَ خَلَط، وباشَ يَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب

البَوْشَ، وهم الغَوْغاء‏.‏ ورجل بَوْشِيّ وبُوشِيّ‏:‏ من خُمّان الناس

ودَهْمائِهم؛ وروي بيت أَبي ذؤيب‏:‏ وأَشعث بُوشِيّ، بالضم، وقد ذكرناه

آنفاً‏.‏

بيش‏:‏ أَبو زيد‏:‏ بيّشَ اللَّه ودجهَه وسرَّجَه، بالجيم، أَي حسَّنه؛ وأَنشد‏:‏

لمّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا، لا حَسَنَ الوجْه ولا مبيَّشا

قال‏:‏ أَزْرقين، ثم قال‏:‏ لا حسن‏.‏

والبِيْشُ، بكسر الباء‏:‏ نَبْتٌ ببلاد الهند وهو سَمٌّ‏.‏ وبِيْش وبِيشَة‏:‏

موضعان؛ قال الشاعر‏:‏

سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه، وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه، فأَما قوله‏:‏ قالوا‏:‏

أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم *** فَلَبِيْشُ قَلْبُك من هواء سَقِيم

فأَراد‏:‏ لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً‏.‏ وقال القاسم بن عمر‏:‏ بِئْشَة وزِئْنَة مهموزان، وهما أَرضان‏.‏

ترش‏:‏ التهذيب‏:‏ ابن دريد التَّرَش خِفَّة ونَزَقٌ‏.‏ تَرِشَ يَتْرَش

تَرَشاً فهو تَرِش، وتارِش؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا مُنْكر‏.‏

تمش‏:‏ التهذيب‏:‏ تَمَشْت الشيءَ تَمْشاً إِذا جمعته؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا

منكر جدّاً‏.‏

ثبش‏:‏ ثُبَاش‏:‏ اسم رجل وكأَنه مقلوب من شُبَاث‏.‏

جأش‏:‏ الجَأْش، النفْس وقيل القَلْب، وقيل رِباطُه وشدّتُه عند الشيء

تسمعه لا تَدْرِي ما هو‏.‏ وفلان قَوِيّ الجأْشِ أَي القَلْب‏.‏ والجَأْش‏:‏ جأْش

القلبِ وهو رُوَاعُه‏.‏ الليث‏:‏ جَأْش النفس رُواع القلب إِذا اضطرب عند

الفزَع‏.‏ يقال‏:‏ إَنه لَواهِي الجَأْشِ؛ فإِذا ثبت قيل‏.‏ إِنه لرابِطُ

الجَأْشِ‏.‏ ورجل رابِطُ الجأْشِ‏:‏ يربِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفّها لِجُرْأَتِه

وشَجاعته، وقيل‏:‏ يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشَناعَتِه‏.‏ وقال مجاهد في قوله

تعالى‏:‏ با أَيَّتها النفسُ المُطمئِنَّة، هي التي أَبقنت أَن الله ربُّها وضَرَبَت لذلك جَأْشاً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ معناه قَرّتْ يَقِيناً

واطمأَنَّت كما يَضْرِب البَعِيرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ وسَكَنَ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ ربَطْت لذلك الأَمرِ جأْشاً لا غير‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للنفْس‏:‏ الجائِشَةُ والطَّموع والخَوَّانة‏.‏

والجُؤْشُوش‏:‏ الصدْر‏.‏ ومَضَى من الليل جؤشوش أَي صدر، وقيل‏:‏ قطعة منه‏.‏

وجأْش‏:‏ موضع؛ قال السُّلَيْك بن السُّلَكَة‏:‏

أَمُعْتَقِلي رَيْبُ المنُون، ولم أَرُعْ

عَصافِيرَ وادٍ، بيْنَ جَأَشٍ ومأْرِب‏؟‏

جبش‏:‏ المفضل‏:‏ الجَبِيشُ والجَمِيشُ الرَّكَبُ المَحْلُوق‏.‏

جحش‏:‏ الجَحْشُ‏:‏ ولدُ الحمار الوحشيّ والأَهليّ، وقيل‏:‏ إِنما ذلك قبْل

أَن يُفَطم‏.‏ الأَزهري‏:‏ الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخيل‏.‏

الأَصمعي‏:‏ الجَحْش من أَولاد الحَمِيرِ حين تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم من الرِّضَاع، فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب، والجمع جِحَاشٌ

وجِحَشَةٌ وجِحْشانٌ، والأُنثى بالهاء جحْشَة‏.‏ وفي المثل‏:‏ الجَحْشَ لَمَّا

بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بالجحش؛ يُضْرَب هذا لمن يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فيقال له‏:‏ اطلُب دون ذلك، وربما سمي

المُهْر جَحْشاً تشبيهاً بولد الحمار‏.‏ ويقال في العَيِّ الرأْي

المنْفَرِد به‏:‏ جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا‏:‏ هو عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه في ذلك

بالجَحْش والعَيْرِ، وهو ذمٌّ، يقال ذلك في الرجل يَسْتَبِدُّ برأْيه‏.‏

والجَحْش‏:‏ ولدُ الظبْية، هُذَليّة؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها، فقد وَلِهَتْ يَوْمَيْنِ، فهي خَلُوج

والجَحْش أَيضاً‏:‏ الصَّبيُّ بِلُغَتِهِم‏.‏ والجَحْوَشُ‏:‏ الغُلام السمين، وقيل‏:‏ هو فَوْقَ الجَفْرِ، والجفرُ فوق الفطيم‏.‏ الجوهري‏:‏ الجَحْوَشُ

الصّبيّ قبل أَن يَشْتَدَّ؛ وأَنشد‏:‏

قَتَلْنا مَخْلَداً وابْنَيْ حراقٍ، وآخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِيم

واجْحَنْشَشَ الغلامُ‏:‏ عَظُم بطْنُه، وقيل‏:‏ قارَبَ الاحْتِلامَ، وقيل‏:‏

احْتَلَم، وقيل‏:‏ إِذا شكّ فيه‏.‏ والجحش‏:‏ سحْجُ الجِلْدِ‏.‏ يقال‏:‏ أَصابه شيءٌ

فجَحَشَ وجْهَه وبه جَحْشٌ، وقد قيل‏:‏ لا يكون الجَحْشُ في الوجه ولا في البَدَنِ، وسنذكره هنا‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ جَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشاً

خَدَشَه، وقيل‏:‏ هو أَن يصيبَه شيء يَتَسَحَّجُ منه كالخَدْش أَو أَكْبر منه‏.‏

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحشَ شقُّه

أَي انْخَدش جلدُه؛ قال الكسائي في جحش‏:‏ هو أَن يُصيبَه شيء فينسَحِجَ منه

جلدُه، وهو كالخدش أَو أَكبر من ذلك‏.‏ يقال‏:‏ جُحِشَ يُجْحَش، فهو مَجْحُوشٌ‏.‏ وجَحَشَ عن القوم‏:‏ تَنَحّى، ومنه قول النعمان بن بَشِير‏:‏ فبَيْنا

أَسِيرُ في بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَيْتِ حَرِيدٍ جاحِشٍ عن الحيّ، والجَحِيش‏:‏ المُتَنَحّي عن الناس؛ قال‏:‏

كَمْ ساقَ من دَارِ امْرِئ جَحِيش

وقال الأَعشى يصف رجُلاً غَيُوراً على امرأَته‏:‏

إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش، سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيًًا غَيُورا

لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَاف، إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِيرا

ابن بري‏:‏ مالكُها زوجُها‏.‏ والقِرَافُ‏:‏ أَن يُقارِف شَرّاً، وذلك إِذا

دَنا مِنْها مَن يُفْسِدها عليه فهو يَبْعُد بها عن الناس‏.‏ والحَرِيدُ في قول النُّعمان بن بَشِير‏:‏ الذي تَنَحّى عن قَومِه وانفرد؛ معناه انفرد عن

الناس لكونه غَوِيًّا بامرأَته غَيُوراً عليها، يقول‏:‏ هو يَغَارُ

فيَتَنَحَّى بِحُرْمَتِه عن الحُلاَل، ومن رواه الجَحيشُ رفَعَه بِحَلَّ، ويجوز

أَن يكون خبر مُبْتَدَإِ مُضْمر من باب مررت به المِسْكينُ أَي هو المسكينُ أَو المسكينُ هُو، ومن رواه الجَحِيشَ نصبَه على الظرف كأَنه قال

ناحِيَةً مُنْفَرِدة، أَو جَعَلَه حالاً على زيادة اللام من باب جاؤوا

الجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَعَلَ اللامَ زائدةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها؛ كما

أَنشد الأَصمعي من قوله‏:‏

ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوبَرِ

أَراد بناتِ أَوْبَر فزاد اللام زيادة ساذجة؛ وروى الجوهريّ هذا البيت‏:‏

إِذا نزل الحيّ حل الجحيش، حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًاً غيورا

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الجحيش الفَرِيد الذي لا يَزْحَمُه في دارِه مُزاحِمٌ‏.‏

يقال‏:‏ نزل فُلانٌ جَحِيشاً إِذا نزل حرِيداً فريداً‏.‏ والجَحِيشُ‏:‏

الشِّقّ والناحِية‏.‏ ويقال‏:‏ نزل فلان الجحيش؛ وأَنشد بيت الأَعشى‏:‏

إِذا نزل الحيّ حل الجحيش، سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيورا

قال‏:‏ ويكون الرجل مَجْحوشاً إِذا أُصِيبَ شقُّه مشتقّاً من هذا، قال‏:‏

ولا يكون الجَحْشُ في الوَجْه ولا في البَدَنِ؛ وأَنشد‏:‏

لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ، ولا يُرَى

لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَصَدِيق

وقال الآخر‏:‏

إِذا الضَّيفُ أَلْقَى نَعْلَه عن شِمالِه

جَحِيشاً، وصَلّى النارَ حقّاً مُلَثَّما

قال‏:‏ جَحِيشاً أَي جانباً بعيداً‏.‏

والجِحاشُ والمُجاحَشَة‏:‏ المزاولَة في الأَمْر‏.‏ وجاحَشَ القومَ جحاشاً‏:‏

زحَمَهم‏.‏ وجاحَشَ عن نفسه وغيرها جِحاشاً‏:‏ دَافَعَ‏.‏ الليث‏:‏ الجِحاش

مدافعةُ الإِنسان الشيءَ عن نفسه وعن غيره، وقال غيرُه‏:‏ هُوَ الجِحاش

والجِحاس، وقد جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَة ومُجاحَسَة‏:‏ دافَعَه وقاتَلَه‏.‏ وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة‏:‏ بُعْداً لكُنْ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ

أُجاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافعُ‏.‏ والجِحاش أَيضاً‏:‏ القتال‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجَحْشُ الجهاد، قال‏:‏ وتُحَوّلُ الشينُ سِيناً‏:‏ وأَنشد‏:‏

يَوْماً تَرانا في عِرَاكِ الجَحْشِ، نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ

أَي الدَّواهِي العِظام‏.‏ والجَحْشة‏:‏ حَلقة من صوف أَو وبَر يجعلُها

الرجُل في ذِراعه ويَغْزِلها‏.‏

وقد سمَّوا جَحْشاً ومُجاحِشاً وجُحَيشاً‏.‏ وبنو جِحاش‏:‏ بطنٌ، منهم

الشمّاخ بن ضِرار‏.‏ الجوهري‏:‏ جِحاشٌ أَبو حَيٍّ من غَطَفان، وهو جحاش بن ثَعْلَبة بن ذُبْيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان‏.‏

قال‏:‏ وهُم قوم الشماخ بن ضِرار؛ قال الشاعر‏:‏

وجاءت جِحاشٌ قَضُّها بقَضِيضِها، وجَمعُ عُوالٍ، ما أَدَقَّ وأَلأَما

جحرش‏:‏ الجَحْشَر والجُحاشِر والجَحْرَش‏:‏ الحادِرُ الخَلْق العَظِيمُ

الجِسْم العَبِل المفاصل، وقد ذكر في ترجمة جحشر‏.‏

جحمش‏:‏ الجَحْمَش‏:‏ الصُّلب الشديد‏.‏ وامرأَة جَحْمَش وجُحْموش‏:‏ عَجُوز

كبيرة‏.‏

جحمرش‏:‏ الجَحْمَرِش من النساء‏:‏ الثقيلةُ السمِجَة، والجَحْمَرِش أَيضاً‏:‏

العجوز الكبيرة، وقيل‏:‏ العجوز الكبيرى الغليظة، ومن الإِبل‏:‏ الكبيرةُ

السنّ، والجمع جَحامِرُ، والتصغير جُحَيْمِر يحذف منه آخر الحرف، وكذلك

إِذا أَردت جَمْعَ اسم على خمسة أَحرف كلُّها من الأَصل وليس فيها زائد، فأَما إِذا كان فيها زائد فالزائد أَولى بالحذف‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إني امرأَة جُحَيمِر؛ هو تصغير جَحْمَرِش بإِسقاط الحرف الخامس وهي

العجوز الكبيرة‏.‏ وأَفْعى جَحْمَرِش‏:‏ خَشْناءُ غليظة‏.‏ والجَحْمَرِش‏:‏

الأَرْنَب الضخمة، وهي أَيضاً الأَرنَب المُرْضِع، ولا نظير لها إِلا امرأَة

صَهْصَلِقٌ، وهي الشديدة الصوت‏.‏

جحنش‏:‏ جَحْنَشٌ‏:‏ صُلْب شديد‏.‏

جرش‏:‏ الجَرْش‏:‏ حَكّ الشيء الخَشِنِ بمثله ودلْكُه كما تجرُِش الأَفعى

أَنيابها إِذا احْتَكَّت أَطْواؤها تَسْمَع لذلك صَوتاً وجَرْشاً‏.‏ وقيل‏:‏ هو قَشْرُه؛ جَرَشَه يَجْرُشُه ويجرِشه جرشاً، فهو مَجْروش وجَرِيش‏.‏

والجُراشَة‏:‏ ما سقَط من الشيءِ تجرُِشه‏.‏ التهذيب‏:‏ جُراشة الشيء ما سقط منه

جَرِيشاً إِذا أُخذ ما دق منه‏.‏ والأَفعى تجرِشُ وتجرُش أَنيابها‏:‏ تحُكّها‏.‏

وجَرْشُ الأَفعى‏:‏ صوْتٌ تخرجه من جلْدها إِذا حَكّت بعضَها ببعض‏.‏

والمِلْح الجَرِيشُ‏:‏ المَجروش كأَنه قد حَكّ بعضُه بَعْضاً فتفتت‏.‏

والجَريش‏:‏ دَقيقٌ فيه غِلَظٌ يَصْلح لِلْخَبِيص المُرَمَّل‏.‏

والجُراشة مِثْل المُشاطَة والنُّحاتَة‏.‏ وجَرَشَ رأْسه بالمُشْط

وجَرَّشَه إِذا حَكَّه حتى تَسْتَبِينَ هِبْرِيَتُه‏.‏ وجُراشة الرأْس‏:‏ ما سقط منه

إِذا جُرِش بمشط‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ لو رأَيتُ الوُعُول تَجْرُش ما

بَينَ لابَتَيْها ما هِجْتُها، يعني المدينة؛ الجَرْش‏:‏ صوتٌ يحصِل من أَكل

الشيء الخَشِن، أَراد لو رأَيتُها تَرْعى ما تعرَّضْتُ لها لأَن النبي صلى الله عليه وسلم حَرَّم صيدَها، وقيل هو بالسين المهملة بمعناه، ويروى بالخاء المعجمة والشين المعجمة، وسيأْتي ذكره‏.‏

والتجْرِيشُ‏:‏ الجُوع والهُزال؛ عن كراع‏.‏ ورجل جَرِيش‏:‏ نافِذ‏.‏

والجِرِشَّى، على مثال فِعِلَّى كالزِّمِكّى‏:‏ النفْس؛ قال‏:‏

بَكى جَزَعاً من أَن يَمُوتَ، وأَجْهَشَت

إِليه الجِرِشَّى، وارْمَعَنَّ حَنِينُها

الحنين‏:‏ البكاء‏.‏ ومضى جَرْشٌ

من الليل، وحكي عن ثعلب‏:‏ جَرَش، قال ابن سيده‏:‏ ولست منه على ثقة‏.‏

وجَوْشٌ وجُؤْشُوشٌ‏:‏ وهو ما بين أَوله إِلى ثُلْثه، وقيل‏:‏ هو ساعة منه؛ والجمع أَجْراش وجُروش، والسينُ المهملة في جرش لغة؛ حكاه يعقوب في البدل‏.‏ وأَتاه بِجَرْشٍ من الليل أَي بآخِرٍ منه‏.‏ ومضى جَرْش من الليل أَي

هَوِيٌّ من الليل‏.‏ والجَرْش‏:‏ الإِصابة، وما جَرَش منه شيئاً وما اجْتَرَش

أَي ما أَصابَ‏.‏

وجُرَش‏:‏ موضع باليمن، ومنه أَدِيم جُرَشِيٌّ‏.‏ وفي الحديث ذكر جُرَش، بضم

الجيم وفتح الراء، مِخْلافٌ من مخاليف اليمن، وهو يفتحهما بلد بالشأْم، ولهما ذكر في الحديث‏.‏ وجُرَشيَّة‏:‏ بئر معروفة؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

تَحَدُّرَ ماءِ البئرِ عن جُرَشِيَّة، على جِرْبَةٍ، تَعْلو الدِّبارَ غُرُوبُها

وقيل‏:‏ هي هنا دلو منسوبة إِلى جُرَش‏.‏ الجوهري‏:‏ يقول دُمُوعِي تَحدّرُ

كتَحَدُّرِ ماء البئر عن دلو تَسْتَقي بها ناقة جُرَشِية لأَن أَهل جُرَش

يَسْتَقُون على الإِبل‏.‏

وجَرَشْت الشيءَ إِذا لم تُنعِّم دقه، فهو جريش‏.‏ وملح جَرِيش‏:‏ لم يَتَطَيَّب‏.‏ وناقة جُرَشِيَّة‏:‏ حمراء‏.‏ والجُرَشِيُّ‏:‏ ضرْب من العنب أَبيض إِلى

الخضرة رقيق صغير الحبة وهو أَسرعُ العنب إِدراكاً، وزعم أَبو حنيفة أن عناقيده طِوال وحبّه مُتَفرق، قال‏:‏ وزعموا أَن العنقود منه يكون ذراعاً، وفي العُنُوق حمراءُ جُرَشِية، ومن الأَعناب عِنَبٌ جُرَشِيٌّ بالغٌ جيد

ينسب إِلى جُرَش‏.‏

والجَرْش‏:‏ الأَكل‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الصواب بالسين‏.‏ والجُرَشِيَّة‏:‏ ضرب من الشعير أَو البرّ‏.‏ ورجُل مُجْرَئشُّ الجنبِ‏:‏ منتفخه؛ قال‏:‏

إِنك يا جَهْضَم ماهي القَلْب، جافٍ عَريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب

والمُجْرَئِشُّ أَيضاً‏:‏ المُجْتَمِع الجنب، وقيل‏:‏ المُجْرَئِشّ الغليظُ

الجنب الجافي، وقال الليث‏:‏ هو المنتفخ الوسط من ظاهر وباطن‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ فرس مُجْفَر الجَنبين ومُجْرَئشُّ الجنبين وحَوْشَب، كل ذلك انتفاخ

الجنبين‏.‏

أَبو الهذيل‏:‏ اجْرَأَشّ إِذا ثابَ جِسْمُه بعد هُزال، وقال أَبو

الدُّقَيش‏:‏ هو الذي هُزِل وظهرت عظامه؛ وقول لبيد‏:‏

بَكَرَتْ به جُرَشِيَّة مقْطُورة

قال ابن بري في ترجمة حجر‏:‏ أَراد بقوله جُرَشِيَّة ناقة منسوبة إِلى

جُرَش‏.‏ وجُرَش‏:‏ إِن جعلته اسم بُقْعة لم تصرفه للتأْنيث والتعريف، وإن جعلته اسم موضع فيحتمل أَن يكون معدولاً فيمتنع أَيضاً من الصرف للعدل

والتعريف، ويحتمل أَن لا يكون معدولاً فينصرف لامتناع وجود العلتين‏.‏ قال‏:‏ وعلى

كلّ حال تركُ الصرف أَسلمُ من الصرف، وهو موضع باليمن‏.‏ ومقْطُورة‏:‏

مطْلِيّة بالقَطِران‏.‏ وفي البيت عُلكُوم، وعُلْكُومٌ ضخمة، والهاء في به تعود

على غَرْب تقدم ذكرها‏.‏

جرنفش‏:‏ الجَرَنْفَش‏:‏ العظيم الجَنْبَين من كلّ شيء، والأُنثى

جَرَنْفَشة، والسين المهملة لغة‏.‏ التهذيب في الخماسي عن أَبي عمرو‏:‏ الجَرَنْفش

العظيم من الرجال‏.‏ الجوهري‏:‏ الجَرَنْفَش العظيم الجنبين، والجُرافِشُ، بضم

الجيم، مثله؛ قال ابن بري‏:‏ هذان الحرفان ذكرهما سيبويه ومن تبعه من البصريين بالسين المهملة غير المعجمة، وقال أَبو سعيد السيرافي‏:‏ هما

لغتان‏.‏

جشش‏:‏ جشّ الحَبَّ يَجُشّه جشّاً وأَجَشّه‏:‏ دقّه، وقيل‏:‏ طَحَنه طَحْناً

غليظاً جرِيشاً، وهو جَشِيش ومَجْشوش‏.‏ أَبو زيد‏:‏ أَجْشَشْت الحَب

إِجْشاشاً‏.‏ والجَشِيش والجَشِيشة‏:‏ ما جُش من الحب؛ قال رؤبة‏:‏

لا يَتَّقي بالذُّرَقِ المَجْروش، من الزُّوان، مَطْحَن الجَشِيش

وقيل‏:‏ الجَشِيشُ الحبّ حين يُدق قبل أَن يُطْبخ، فإِذا طُبِخ فهو جَشِيثه؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا فرق ليس بِقَويّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَولَم على بعض أَزواجه بِجَشيشة؛ قال شمر‏:‏

الجَشِيشُ أَن تُطْحَن الحِنْطةُ طَحْناً جَلِيلاً ثم تُنْصَب به القِدْر ويُلْقى

عليها لَحْم أَو تَمْر فيُطْبخ، فهذا الجشيش، ويقال لها دَشِيشة، بالدال، وفي حديث جابر‏:‏ فَعَمَدْت إِلى شَعِيرٍ فَجَشَشْته أَي طَحَنته‏.‏ وقد

جَشَشْت الحِنْطة، والجَرِيش مثله، وجشَشْت الشيء أَجُشّه جَشّاً‏:‏ دَقَقْته

وكَسّرته، والسويق جَشِيش‏.‏ الليث‏:‏ الجَشّ طَحْن السويق والبُرّ إِذا لم يُجْعل دَقِيقاً‏.‏ قال الفارسي‏:‏ الجَشِيشة واحدة الجَشِيش كالسويقة واحدة

السويق، والمِجَشّة‏:‏ الرحى، وقيل‏:‏ المجشة رحى صغيرة يُجَش بها الجشيشةُ

من البر وغيره، ولا يقال للسَّوِيق جَشِيشة ولكن يقال جَذيذة‏.‏ الجوهري‏:‏

المجش الرحى التي يُطحن بها الجشيش‏.‏

والجَشَش والجُشَّة‏:‏ صوت غليظ فيه بُحّة يَخْرج من الخَياشِيم، وهو أَحد

الأَصوات التي تُصاغ عليها الأَلْحان، وكانَ الخليل يقول‏:‏ الأَصوات التي

تُصَاغ بها الأَلْحانُ ثلاثة منها الأَجَشّ، وهو صوت من الرأْس يَخْرج

من الخياشيم فيه غِلَظ وبُحَّة، فيتبع بِخَدِرٍ موضوع على ذلك الصوت بعينه

ثم يتبع بِوَشْيٍ مثل الأَوّل فهي صياغته، فهذا الصوت الأَجَشّ، وقيل‏:‏

الجَشَش والجُشة شدة الصوت‏.‏ ورَعْد أَجَشّ‏:‏ شديدُ الصوت؛ قال صخْر

الغَيّ‏:‏أَجَشَّ رِبَحْلاً، له هَيْدَب، يُكَشِّف لِلْحال رَيْطاً كَثِيفا

الأَصمعي‏:‏ من السحاب الأَجَشّ الشديدُ الصوتِ صوت الرعْد‏.‏ وفرسٌ أَجَشّ

الصّوتِ‏:‏ في صَهِيله جَشَش؛ قال لبيد‏:‏

بأَجَشِّ الصوتِ يَعْبُوبٍ، إِذا

طَرَق الحَيُّ من الغَزوِ، صَهَل

والأَجَشّ‏:‏ الغليظُ الصوت‏.‏ وسحابٌ أَجَش الرعْدِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه

سَمِعَ تَكْبيرة رجُلٍ أَجَشِّ الصوتِ أَي في صَوته جُشّة، وهي شِدّة وغِلَظ‏.‏

ومنه حديث قُسّ‏:‏ أَشْدَق أَجشّ الصوت، وقيل‏:‏ فرس أَجش، هو الغليظُ

الصهِيل وهو ما يُحْمد في الخيل؛ قال النجاشي‏:‏

ونجَّى ابنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذو عُلالة، أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّماحُ دَوَاني

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الجشّاء من القِسيّ التي في صوتها جُشّة عند الرمْي؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

ونَمِيمة من قائِصٍ مُتَلَبِّب، في كفّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَع

قال‏:‏ أَجش فذكَّر وإِن كان صفة للجشء، وهو مؤنث، لأَنه أَراد العُود‏.‏

والجَشَّة والجُشَّة، لغتان‏:‏ الجماعة من الناس، وقيل‏:‏ الجماعة من الناس

يُقبِلون معاً في نَهْضة‏.‏

وجَشَّ القومُ‏:‏ نفَروا واجتمعوا؛ قال العجاج‏:‏

بِجَشّة جَشّوا بها ممن نَفَر

أَبو مالك‏:‏ الجَشَّة النَّهْضة‏.‏ يقال‏:‏ شَهِدْت جَشَّتَهم أَي

نَهْضَتَهم، ودخَلَتْ جشَّة من الناس أَي جماعة‏.‏ ابن شميل‏:‏ جَشَّه بالعَصا وجَثَّه

جشّاً وجثّاً إِذا ضَرَبه بها‏.‏ الأَصمعي‏:‏ أَجَشّت الأَرضُ وأَبَشَّت إِذا

التفَّ نَبْتُها‏.‏ وجَشَّ البئرَ يَجُشّها جَشّاً؛ وجَشْجَشَها‏:‏ نَقَّاها

وقيل‏:‏ جَشَّها كَنَسَها؛ قال أَبو ذؤيب يصف القبْر‏:‏

يقولون لمَّا جُشَّتِ البِئرُ‏:‏ أَورِدُوا، وليس بِها أَدْنى ذِفافٍ لِوارِد

قال‏:‏ يعني به القبر‏.‏ وجاء بعد جُشٍّ من الليل أَي قِطْعة‏.‏ والجُشُّ

أَيضاً‏:‏ مما ارتفع من الأَرض ولم يَبْلُغ أَن يكون جَبَلاً‏.‏ والجُشّ‏:‏

النَّجَفَة فيه غِلَظ وارتفاع‏.‏ والجَشَّاء‏:‏ أَرضٌ سهْلة ذاتُ حَصًى تُسْتَصْلح

لغَرْس النخل؛ قال الشاعر‏:‏

من ماءِ مَحْنِيَة جاشَتْ بِجُمَّتِها

جَشَّاء، خالَطَتِ البَطْحاءُ والجَبَلا

وجُشُّ أَعْيارٍ‏:‏ موضِعٌ معروف؛ قال النابغة

‏:‏

ما اضْطرَّكَ الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَدٍ، تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشّ أَعيار

والجُشّ‏:‏ الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة‏.‏

ابن الأَثير في هذه الترجمة في حديث علي، كرم اللَّه وجهه‏:‏ كان ينهى عن

أَكْل الجِرِّيّ والجِرِّيتِ والجَشّاء؛ قيل‏:‏ هُو الطِّحَالُ؛ ومنه حديث

ابن عباس‏:‏ ما آكُلُ الجَشَّاءَ من شَهْوتها، ولكن ليَعْلَم أَهلُ بيتي

أَنها حَلال‏.‏

جعش‏:‏ الجُعْشُوش‏:‏ الطَّويلُ، وقيل‏:‏ الطويل الدَّقِيق، وقيل‏:‏ الدَّمِيم

القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ؛ عن

يعقوب، قال‏:‏ والسين لغة، وقال ابن جني‏:‏ الشين بدل من السين لأَنَّ السين

أَعمُّ تصرُّفاً، وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً، فضيقُ الشين مع

سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين، وقيل‏:‏ اللَّئِيم، وقيل‏:‏

هو النَّحِيف الضامر؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر‏:‏

يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط، لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط

وقال ابن حلزة‏:‏

بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر

كل ذلك يقال بالشين وبالسين‏.‏ وفي حديث طهفة‏:‏ ويَبِس الجِعْش؛ قيل‏:‏ هو أَصل النبات، وقيل‏:‏ أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف‏.‏

جعش‏:‏ الجُعْشُوش‏:‏ الطَّويلُ، وقيل‏:‏ الطويل الدَّقِيق، وقيل‏:‏ الدَّمِيم

القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ؛ عن

يعقوب، قال‏:‏ والسين لغة، وقال ابن جني‏:‏ الشين بدل من السين لأَنَّ السين

أَعمُّ تصرُّفاً، وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً، فضيقُ الشين مع

سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين، وقيل‏:‏ اللَّئِيم، وقيل‏:‏

هو النَّحِيف الضامر؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر‏:‏

يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط، لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط

وقال ابن حلزة‏:‏

بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر

كل ذلك يقال بالشين وبالسين‏.‏ وفي حديث طهفة‏:‏ ويَبِس الجِعْش؛ قيل‏:‏ هو أَصل النبات، وقيل‏:‏ أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف‏.‏

جفش‏:‏ جَفَش الشيءَ يَجْفِشُه جَفْشاً‏:‏ جَمَعَه؛ يمانية‏.‏

جمش‏:‏ الجَمْش‏:‏ الصَّوتُ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً

يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً، ويقال

للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه‏.‏ قال‏:‏ وقال الكلابي لا تَسْمَعُ

أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا

من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ‏.‏ والجَمْش‏:‏ ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها

بأَطراف الأَصابع‏.‏ والجَمْش‏:‏ المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وقد جَمَّشَه وهو يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها‏.‏ قال أَبو العباس‏:‏ قيل

للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش، وهو الكلام الخفيُّ، وهو أَن يقول لِهَواه‏:‏ هَيْ

هَيْ‏.‏ والجَمْش‏:‏ حَلْق النُّورة؛ وأَنشد‏:‏

حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش

وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه‏:‏ حَلَقه‏.‏ وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ

جَمْشاً‏:‏ حَلَقَتْه، وجَمَشَتْ جِسْمَه‏:‏ أَحْرَقَتْه‏.‏ ونُورة جَمُوش

وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش‏:‏ مَحْلوقٌ، وقد جَمَشه جَمْشاً؛ قال‏:‏

قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُهْ

أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ

قال أَبو النجم‏:‏

إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً، أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا

أَبو عمرو‏:‏ الدردان المَحْلوق‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش‏.‏

والجَمِيش‏:‏ المكانُ لا نبت فيه‏:‏ وفي الحديث‏:‏ بخَبْت الجميش، والخَبْتُ

المَفازَة، وإِنما قيل له جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق‏.‏ وسنة جَمُوش‏:‏

تُحْرِقُ النبات‏.‏ غيرُه‏:‏ سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة‏:‏

أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ

أَبو عمرو‏:‏ الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا

طُوِيت بالحجارة، وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ‏.‏ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه، فقال عمرو ابن يثربيّ‏:‏ يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي

أَأَجْتَزِرُ منها شاةً‏؟‏ فقال‏:‏ إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً

بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها؛ يقال‏:‏ إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءٌ واسعةٌ

لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال‏:‏ إن لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ

خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه

واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم، ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا

تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب، وإِن كان ذلك سهلاً، وهو معنى

قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ، وهو مثل قولهم‏:‏

حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وقيل‏:‏ خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش

أَي خُلِق‏.‏

جنش‏:‏ جَنَشَتْ نَفْسي‏:‏ ارتفَعَت من الخوف؛ قال‏:‏

إِذا النفوس جَنَشَت عِنْد اللّحا

ابن الأَعرابي‏:‏ الجَنْش نزْحُ البئر‏.‏ أَبو الفرج السُّلَمي‏:‏ جَنَش

القومُ القومَ وجمَشُوا لهم أَي أَقبَلوا إِليهم؛ وأَنشد‏:‏

أَقول لعبّاس، وقد جَنَشَت لنا

حُيَيٌ، وأَفْلَتْنا فُوَيتَ الأَظافر

أَي فاتَ عن أَظفارنا‏.‏ وفي النوادر‏:‏ الجَنْش الغِلظ؛ وقال‏:‏

يَوْماً مُؤَامَرات يوماً للجَنَش

قال الأَزهري‏:‏ وهو عِيدٌ لهم، قال‏:‏ ويقال جَنَش فلانٌ إِليّ وجأَش

وتَحَوَّرَ وهاشَ وأَرَزَ بمعنى واحد‏.‏

جهش‏:‏ جَهِش

وجَهَش للبُكاء

يجهَش جهْشاً وأَجْهَش، كلاهما، استعدَّ له واسْتَعْبَرَ، والمُجْهِش

الباكي نفْسُه‏.‏ وجهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً وأَجْهَشتْ، كلاهما‏:‏ نَهَضت

وفاظَت‏.‏ وجَهَشت نفسي وأَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك وهَمَّت بالبُكاء‏.‏

والجهْش‏:‏ أَن يَفْزَع الإِنشان إِلى غيره وهو مع ذلك كأَنه يريد البكاء كالصبيّ

يَفْزَع إِلى أُمه وأَبيه وقد تهيّأَ للبكاء؛ يقال‏:‏ جهَش إِليه يجهَش‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالحُدَيْبِية فأَصاب

أَصحابَه عَطش، قالوا‏:‏ فجَهَشنا إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؛ وكذلك الإِجْهاش‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ وفيه لغة أُخرى‏:‏ أَجْهَشت إِجْهاشاً؛ ومن ذلك قول لبيد‏:‏

باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة، وقد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِينا

وقال الأُموي‏:‏ أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء‏.‏ وفي حديث المولد قال‏:‏

فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء؛ أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت للبكاء‏.‏ وجهَش

للشَّوق والحُزْن‏:‏ تَهيَّأَ‏.‏ وجهَش إِلى القوم جهْشاً‏:‏ أَتاهم‏.‏ والجَهْش‏:‏

الصوت؛ عن كراع‏.‏ والذي رواه أَبو عبيد الجَمْش‏.‏

جوش‏:‏ الجَوش‏:‏ الصَّدْر مثل الجُؤْشوش، وقيل‏:‏ الجوش الصدرُ من الإِنسان

والليلِ، ومضى جَوْش من الليل أَي صدْر منه مثل جَرْش؛ قال رَبيعة بن مَقْرُوم الضبّي‏:‏

وفتيان صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلافَةً، إِذا الدِّيكُ في جَوْشٍ من الليل طَرَّبا

وجوش الليل‏:‏ جَوزُه ووَسَطُه؛ قال ذو الرمة‏:‏

تَلَوَّم ـهاه ـها وقد مَضَى

من الليل جَوْش واسْبَطَرّتْ كواكبه

التهذيب‏:‏ جَوْشُ الليلِ من لَدُن رُبْعِه إِلى ثُلثه، وقال ابن أَحمر‏:‏

مضى جَوْش من الليل‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ جاش يَجُوش جَوْشاً إِذا سار الليلَ كلَّه؛ وقال مُرَّةُ

بن عبد اللَّه‏:‏

تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِيٍّ، عَظِيمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق

قال‏:‏ الجَوْش الوسَط‏.‏ والجوشَنِيّ‏:‏ العظيمُ الجنبين والبطنِ‏.‏

والصِّفاقُ‏:‏ الذي يلي الجَوْف من جِلْد البَطن‏.‏ والجلْف‏:‏ الجافي الخَلْق الذي لا

عَقْلَ له، شُبِّه بالدِّنِّ الفارغ، والدِّنُّ الفارغُ يقال له جلْف‏.‏

وجَوْش‏:‏ قبيلة أَو موضع‏.‏ الجوهري‏:‏ جَوْش موضع؛ وأَنشد لأَبي الطَّمَحان

القيني‏:‏

تَرُضُّ حَصَى مَعْزاءِ جَوْشٍ وأَكْمَهُ

بأَخْفافِها، رَضَّ النَّوى بالمَراضِخ

جيش‏:‏ جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً‏:‏ فاظَتْ‏.‏ وجاشَتْ

نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً‏:‏ غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان، فإِن أَردْتَ

أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت‏:‏ جَشَأَت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ جاؤوا

بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَّصحابِه أَي غَثَتْ، وهو من الارتفاع كأن ما في بطونهم ارتفع إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ‏.‏ وجاشت القِدْر تجِيش

جَيْشاً وجَيَشاناً‏:‏ غَلَت، وكذلك الصدْرُ إِذا لم يَقْدر صاحبه على حَبْس

ما فيه‏.‏ التهذيب‏:‏ والجَيشان جَيَشان القِدْر‏.‏ وكلّ شيء يَغْلي، فهو يَجِيش، حتى الهَمّ والغُصَّة في الصدْر؛ قال ابن بري‏:‏ وذكر غير الجوهري أن الصحيح جاشت القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي ولم تَغْلِ بعْدُ؛ قال‏:‏

ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي‏:‏

تَجيشُ علينا قِدْرهم فنُدِيمُها، ونَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْيُها غلى

أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم، وهي كناية عن الحرب، إِذا بدأَت أَن تغلي، وتسكينها يكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد يُصَبُّ

فيها، ومعنى نديمها نُسَكّنها؛ ومنه الحديث‏:‏ لا يَبُولَنَّ أَحدكم في الماء

الدائم أَي الساكن، ثم قال‏:‏ ونَفْثَؤُها عنَّا إِذا غلت وفارت وذلك

بالماء البارد‏.‏ وفي حديث الاسْتِسقاء‏:‏ وما يَنزِل حتى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ

أَي يتدَفَّق ويجري بالماء‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ ستكُون فِتْنة لا يَهْدأْ منها

جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب أَي فارَ وارتفع‏.‏ وفي حديث علي‏.‏ رضوان الله عليه، في صفة النبي، صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل؛ هي

جمع جَيْشة وهي المرَّة من جاشَ إِذا ارتفع‏.‏ وجاشَ الوادي يَجِيش

جَيشاً‏:‏ زَخَر وامتدَّ جدّاً‏.‏ وجاشَ البحر جَيشاً‏:‏ هاجَ فلم يُسْتَطع رُكوبُه‏.‏

وجاشَ الهمُّ في صدْره جيْشاً‏:‏ مُثِّلَ بذلك‏.‏ وجاشَ صدْرُه يَجِيش إِذا

غَلى غَيْظاً ودَرَداً‏.‏ وجاشتْ نفْس الجبان وجَأَشت إِذا همَّت بالفرار‏.‏

وفي حديث البراء بن مالك‏:‏ وكأَنَّ نفْسي جاشَت أَي ارتاعت وخافت‏.‏

وجأْش النفس‏:‏ رُوَاعُ القَلب إِذا اضطرب، مذكور في جأَش‏.‏

والجَيْش‏:‏ واحد الجُيُوش‏.‏ والجَيش‏:‏ الجُنْد، وقيل‏:‏ جماعة الناس في الحَرْب، والجمع جيوش‏.‏ التهذيب‏:‏ الجَيْش جُنْد يسيرون لحرب أَو غيرها‏.‏ يقال‏:‏

جَيَّش فلان أَي جمع الجيوش، واسْتَجاشَه أَي طَلب منه جيشاً‏.‏ وفي حديث

عامر بن فُهَيرة‏:‏ فاسْتَجاشَ عليهم عامرُ بن الطفَيل أَي طَلب لهم الجيشَ

وجمَعَه عليهم‏.‏

والجِيشُ‏:‏ نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ وله سَنِفَةٌ كثيرة طِوال

ممْلوءة حَبّاً صِغاراً، والجمع جيوش‏.‏

وجَيْشان‏:‏ موضع معروف؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

قامت تَبَدَّى لك في جَيْشانِها

لم يفسره، قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه أَراد في جَيَشانها أَي قُوَّتِها

وشبابِها فسكَّن للضرورة، وسيأْتي تفسير قولهم فلان عيش وجيش في موضعه‏.‏

وذات الجَيْش‏:‏ موضع؛ قال أَبو صخر الهذلي‏:‏

لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُها، وأُخْرَى بذات الجَيْش آياتُها سَفْر

حبش‏:‏ الحَبَش‏:‏ جِنْس من السُّودان، وهم الأَحْبُش والحُبنْشان مثل حمَل

وحُمْلان والحَبِيش، وقد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة، وليس بصحيح في القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل، فيكون مكسراً على فَعَلة؛ قال

الأَزهري‏:‏ الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق

وفسقة، ولكن لما تُكُلِّم به سار في اللغات، وهو في اضطرار الشعر جائز‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أُوصيكم بتقوى اللَّه والسمعِ والطاعةِ وإِنَّ عَبْداً

حَبَشِيّاً أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر وإِن كان عبداً حبشياً، فحذف كان وهي

مرادة‏.‏ والأُحبوش‏:‏ جماعة الحبش؛ قال العجاج‏:‏

كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط

بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط

وقيل‏:‏ هم الجماعة أيّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا‏.‏ وفي حديث

خاتم النبي، صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمن والحَبَشة أَو نوعاً آخر ينسب إِليها‏.‏ والأَحابِيشُ‏:‏ أَحْياءٌ من القارَة

انضمُّوا إِلى بني لَيث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل

الإسلام، فقال إِبْليس لقريش‏:‏ إِني جارٌ لكم من بني ليث، فواقَعُوا دَماً؛ سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم؛ قال‏:‏

لَيْث ودِيل وكَعْب والذي ظأَرَتْ

جَمْعُ الأَحابِيش، لما احْمَرَّت الحَدَق

فلما سُمّيت تلك الأَحياءُ بالأَحابيش من قِبَل تجمُّعِها صار

التَّحْبيش في الكلام كالتجميع‏.‏

وحُبْشِيّ‏:‏ جبَل بأَسفل مكة يقال منه سمي أَحابيشُ قريش، وذلك أَن بَني

المُصطلق وبني الهَوْن بن خُزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشاً، وتحالفوا

باللَّه إِنَّا لَيَدٌ على غيرِنا ما سَجا لَيْلُ ووَضَحَ نهار وما

أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه، فسُمّوا أَحابيش قُريش باسم الجبل؛ ومنه حديث عبد

الرحمن بن أَبي بكر‏:‏ أَنه مات بالحُبْشيّ؛ هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر

الشين والتشديد، موضع قريب من مكة، وقيل‏:‏ جبل بأَسفل مكة‏.‏ وفي حديث

الحُدَيبية‏:‏ أَن قريشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابيش؛ قال‏:‏ هم أَحياء من القارة‏.‏ أَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِيَّ اللَّون‏.‏ وناقة

حَبَشِيَّة‏:‏ شديدة السواد‏.‏ والحُبْشِيَّة‏:‏ ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ

لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَيَّروا اللفظ ليكون فرقاً بين النسبة والاسم، فالاسم حُبْشِيَّة والنسب حَبَشِية‏.‏ وروضة حَبَشِية‏:‏ خضراء تَضْرِب إِلى

السَّواد؛ قال امرؤ القيس‏:‏

ويَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة، ويَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات

والحُبْشانُ‏:‏ الجراد الذي صار كأَنه النّمل سَواداً، الواحدةُ

حَبَشِيَّة؛ هذا قول أَبي حنيفة، وإِنما قياسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو

حَبْشٌ أَو غير ذلك مما يصلح أَن يكون فُعْلان جَمْعَه‏.‏

والتحَبُّش‏:‏ التجمُّع‏.‏ وحَبَش الشيءَ يَحْبشُه حَبْشاً وحَبَّشَه

وتحَبَّشَه واحْتَبَشه‏:‏ جمعه؛ قال رؤبة‏:‏

أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيشِي

والاسم الحُباشة‏.‏ وحَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شيئاً، والتَّحْبيش مثله‏.‏ وحُباشات العَيْر‏:‏ ما جمع منه، واحدتُها حُباشة‏.‏ واحْتَبش

لأَهلِه حُباشَةً‏:‏ جَمَعها لهم‏.‏ وحَبَشْت لعيالي وهَبَشْت أَي كسبْتُ وجمعْتُ، وهي الحُباشة والهُباشة؛ وأَنشد لرؤبة‏:‏

لولا حُباشاتٌ من التَّحْبِيش

لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش

وفي المجلس حُباشات وهُباشات من الناس أَي ناسٌ ليسُوا من قبيلة واحدة، وهم الحُباشة الجماعة، وكذلك الأُحْبوش والأَحابيش، وتحبَّشوا عليه‏:‏

اجتمعوا، وكذلك تَهبَّشوا‏.‏ وحَبَّش قومَه تحبيشاً أَي جمعهم‏.‏

والأَحْبَش‏:‏ الذي يأْكل طعام الرجُل ويجلس على مائدته ويُزَيّنه‏.‏

والحَبَشِيّ‏:‏ ضرْب من العِنَب‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ لم يُنْعت لنا‏.‏

والحَبَشِيّ‏:‏ ضرْب من الشعير سُنْبُلة حرفان وهو حَرِش لا يؤكل لخشونته ولكنه

يصلح للعلف‏.‏

ومن أَسماء العُقاب‏:‏ الحُباشيَّة والنُّسارِيَّة تُشَبَّه بالنسر‏.‏

وحَبَشِية‏:‏ اسم امرأَة كان يزيدُ بن الطثَرِيّة يتحدث إِليها‏.‏

وحُبَيْش‏:‏ طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَيت والكُعَيت‏.‏ وحبيش

‏:‏ اسم‏.‏

حتش‏:‏ الأَزهري خاصة‏:‏ قال الليث في كتابه حَتَش يَنْظُر فيه، قال‏:‏ وقال

غيره حَتَش إِذا أَدام النظر، وقيل‏:‏ حَتَش القومُ وتَحَتْرشوا إِذا

حَشَدوا‏.‏

حترش‏:‏ الحِتْرِشُ والحُتْرُوش‏:‏ الصغير الجسم النَّزِق مع صلابة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للغلام الخفيفِ النشِيطِ حُتْروش‏.‏ الجوهري‏:‏ الحُتْروش

القصير‏.‏ وقولهم‏:‏ ما أَحسَنَ حَتَارِشَ الصبيّ أَي حركاتِه‏.‏ وسمعت للجراد

حَتْرَشَة إِذا سمعت صوت أَكْله‏.‏

وتَحَتْرَش القومُ‏:‏ حَشَدوا‏.‏ يقال‏:‏ حَشَد القومُ وحَشَكُوا

وتَحَتْرَشُوا بمعنى واحد‏.‏ ويقال‏:‏ سعى فلان بين القوم فتَحَتْرشوا عليه فلم يدركوه

أَي سَعَوا وعَدَوْا عليه‏.‏

وحِتْرِش‏:‏ من أَسماء الرجال‏.‏ وبنو حِتْرِش‏.‏ بطْنٌ من بني مُضَرّس وهم من بني عقيل‏.‏

حرش‏:‏ الحَرْش والتَحْرِيش‏:‏ إِغراؤُك الإِنسانَ والأَسد ليقع بقِرْنِه‏.‏

وحَرَّش بينهم‏:‏ أَفْسد وأَغْرى بعضَهم ببَعض‏.‏ قال الجوهري‏:‏ التحريش

الإِغراء بين القوم وكذلك بين الكلاب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه نهى عن التحْريش بين

البهائم، هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض كما يُفْعل بين الجمال والكِباش

والدُّيُوك وغيرها‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ إِن الشيطان قد يَئِس أَنْ يُعْبَد في جزيرة العَرَب ولكن في التحريش بينهم أَي في حَمْلهم على الفِتَنِ

والحُروب‏.‏ وأَما الذي ورد في حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه، في الحج‏:‏ فذهبْتُ

إِلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مُحَرِّشاً على فاطمةَ، فإن التحريش ههنا ذكرُ ما يُوجِب عتابَه لها‏.‏

وحَرَشَ الضبَّ يَحْرِشُه حَرْشاً واحْتَرَشَه وتَحَرَّشَه وتحرَّش به‏:‏

أَتى قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه عليه وأَتْلَج طَرَفها في جُحْره، فإِذا سمع الصوتَ حَسِبَه دابّة تريد أَن تدخل عليه، فجاء يَزْحَل على

رِجْليه وعجُزِه مُقاتلاً ويضرب بذنَبه، فناهَزَه الرجُلُ أَي بادره فأَخَذ

بذنَبه فضَبَّ عليه أَي شد القَبْض فلم يقدر أَن يَفِيصَهُ أَي يُفْلِتَ

منه؛ وقيل‏:‏ حَرْشُ الضب صَيْدُه وهو أَن يُحَكَّ الجُحْر الذي هو فيه

يُتَحرَّشُ به، فإِذا أَحسَّه الضبّ حَسِبَه ثُعْباناً، فأَخْرَج إِليه

ذنبَه فيُصاد حينئذ‏.‏ قال الفارسي‏:‏ قال أَبو زيد‏:‏ يقال لُهوَ أَخْبَثُ من ضبٍّ

حَرَشْته، وذلك أَن الضبَّ ربما اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فلم يُقْدر عليه، وهذا عند الاحتراش، الأَزهري‏:‏ قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في مخاطبة

العالم بالشيء من يريد تعليمه‏:‏ أَتُعْلِمُني بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه‏؟‏ ونَحْوٌ

منه قولهم‏:‏ كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ومن أَمثالهم‏:‏ هذا

أَجَلُّ من الحَرْش؛ وأَصل ذلك أَنّ العرب كانت تقول‏:‏ قال الضبّ لابنه

يا بُنَيّ احذَر الحَرْش، فسمع يوماً وقْعَ مِحْفارٍ على فَمِ الجُحر، فقال‏:‏ بابه

أَهذا الحَرْشُ‏؟‏ فقال‏:‏ يا بُنَيّ هذا أَجلّ من الحَرْش؛ وأَنشد الفارسي قول

كُثَيّر‏:‏

ومُحْتَرِش صَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ، بِحُلْو الخَلى، حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع

يقال‏:‏ إِنه لَحُلْو الخَلى أَي حُلْو الكلام؛ ووَضَع الحَرْشِ موضعَ

الاحتراش لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فقد حَرَشَه؛ وقيل‏:‏ الحَرْش أَنْ تُهَيِّج

الضبَّ في جُحْره، فإِذا خرج قريباً منك هَدَمْتَ عليه بَقِيَّة الجحر، تقول منه‏:‏ أَحْرَشْت الضبّ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشه حَرْشاً

صادَه، فهو حارش للضِّباب، وهو أَن يُحَرّك يده على جحره ليظُنَّه

حَيَّة فيُخْرِج ذَنَبَه ليضْرِبَها فيأْخُذه‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ أَن رجلاً أَتاه

بِضباب احْتَرَشها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ والاحتراش في الأَصل الجَمْع والكسْب

والخِداع‏.‏ وفي حديث أَبي حَثْمة في صفة التّمْر‏:‏ وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ أَي تُصطاد‏.‏ يقال‏:‏ إِن الضبَّ يُعْجَب بالتمر فيُحِبّه‏.‏ وفي حديث

المسور‏:‏ ما رأَيت رجُلاً ينفِر من الحَرْش مثلَه، يعني معاوية، يريد بالحَرْش

الخديعةَ‏.‏ وحارَشَ الضبُّ الأَفعى إِذا أَرادت أَن تَدْخل عليه

فَقاتَلَها‏.‏ والحَرْش‏:‏ الأَثَر، وخص بعضهم به الأَثَر في الظَّهْر، وجمعه حِرَاش؛ ومنه رِبْعِيّ بنُ حِراش ولا تقل خِراش، وقيل‏:‏ الحِرَاش أَثَر الضرْب في البَعِير يبْرأُ فلا يَنْبُت له شَعر ولا وَبر‏.‏ وحَرَش البعِيرَ بالعصا‏:‏

حَكَّ في غارِبِه ليَمْشِيَ؛ قال الأَزهري‏:‏ سمعت غير واحد من الأَعراب

يقول للبعير الذي أَجْلَب دبَرُه في ظَهره‏:‏ هذا بعير أَحْرَش وبه حَرَش؛ قال الشاعر‏:‏

فَطَار بِكَفِّي ذو حِرَاش مُشَمِّرٌ، أَحَذُّ ذلاذِيل العَسِيب قصِير

أَراد بذي حراش جَمَلاً به آثار الدَّبر‏.‏ ويقال‏:‏ حَرَشْت جَرَبَ البعير

أَحْرِشه حَرْشاً وخَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حتى تقشَّر الجلد

الأَعلى فيَدْمى ثم يُطْلى حينئذ بالهِناء، وقال أَبو عمرو‏:‏ الخَرْشاء من الجُرْب التي لم تُطْل؛ قال الأَزهري‏:‏ سميت حَرْشاءَ لخشونة جلدها؛ قال

الشاعر‏:‏

وحَتى كأَنِّي يَتَّقي بيْ مُعبَّد، بِه نُقْبة حرشاءَ لم تَلْق طاليا

ونُقْبة حرشاء‏:‏ وهي الباثِرة التي لم تُطْل‏.‏

والحارِش‏:‏ بُثُور تخرج في أَلسِنَة الناس والإِبلِ، صفة غالبة‏.‏

وحَرَشَه، بالحاء والخاس جميعاً، حَرْشاً أَي خدشه؛ قال العجاج‏:‏

كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ، هاجَتْ بوَلْوَالٍ ولَجَّت في حَرَشْ

فحرَّكه ضرورة‏.‏ والحَرْشُ‏:‏ ضَرْب من البَضْع وهي مُسْتَلْقِية‏.‏ وحَرَشَ

المرأَة حَرْشاً‏:‏ جامعها مستلقية على قفَاها‏.‏ واحْتَرَشَ القَومُ‏:‏

حَشَدُوا واحْتَرَشَ الشيءَ‏:‏ جَمَعه وكَسَبَه؛ أَنشد ثعلب‏:‏

لوْ كُنْتَ ذا لُبٍّ تَعِيشُ به، لَفَعَلْتَ فِْعلَ المَرْء ذي اللُّبّ

لَجَعَلْتَ صالِحَ ما احْتَرَشْتَ، وما

جَمَّعْتَ من نَهْبٍ، إِلى نَهْب

والأَحْرَشُ من الدنانِير‏:‏ ما فيه خَشُونة لِجدَّتِه؛ قال‏:‏

دَنانِيرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد

وفي الحديث‏:‏ أَنَّ رجُلاً أَخَذ من رجُل آخَرَ دَنانيرَ حُرْشاً؛ جمع

أَحْرش وهو كلّ شيءٍ خشن، أَراد أَنها كانت جَديدة فَعَليْها خُشونة

النَّقْش‏.‏ ودَراهِمُ حُرْشٌ‏:‏ جِيادٌ خَشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة‏.‏ والضبُّ

أَحْرَشُ، وضبٌّ أَحْرش‏:‏ خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز‏.‏ وقيل‏:‏ كلُّ

شيء خشِنٍ أَحْرشُ وحَرِشٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة، وأُراها على النسب

لأَنّي لم أَسمع له فِعْلاً‏.‏ وأَفْعى حَرْشاءُ‏:‏ خشِنة الجِلْدة، وهي

الحَريِش والحِرْبيش؛ الأَزهري أَنشد هذا البيت‏:‏

تَضْحَكُ مِني أَنْ رَأَتْني أَحْتَرِشْ، ولَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عن حِرِش

قال‏:‏ أَراد عن حِرِكْ، يَقْلبون كاف المخاطبة للتأْنيث شِيناً‏.‏ وحيَّة

حَرْشاء بيّنة الحَرَشِ إِذا كانت خشنة الجلد؛ قال الشاعر‏:‏

بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها، إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ أُرِيقَ على جَمْر

والحَرِيشُ‏:‏ نوع من الحيات أَرْقَط‏.‏

والحَرْشاء‏:‏ ضرب من السُّطَّاح أَخضرُ ينبت مُتِسَطِّحاً على وجه الأَرض

وفيه خُشْنَة؛ قال أَبو النجم‏:‏

والخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه

وقيل‏:‏ الحَرْشاء من نبات السهل وهي تنبت في الديار لازِقة بالأَرض وليست

بشيء، ولو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه، وليس لها صَيُّور؛ وقيل‏:‏ الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها يَلْزَمُ ورقُها

الأَرضَ ولا يمتدُّ حِبالاً غير أَنه يرتفع لها من وسَطِها قصبة طويلة في رأْسها حَبَّتها‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ من نبات السهل الحَرْشاءُ والصَّفْراء والغَبْراء، وهي

أَعشاب معروفة تَسْتَطِيبُها الراعية‏.‏ والحَرْشاء‏:‏ خَرْدَل البَرِّ‏.‏

والحَرْشاء‏:‏ ضرب من النبات؛ قال أَبو النجم‏:‏

وانْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ، وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراَ تَنْقُلُهْ

والحَرِيش‏:‏ دابة لها مخالب كمخالب الأَسد وقَرْنٌ واحد في وسَطِ

هامَتِها، زاد الجوهري‏:‏ يسميها الناس الكَرْكَدّن؛ وأَنشد‏:‏

بها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ *** يَلْوي إِلى رَشَحٍ منها وتَقْلِيص

قال الأَزهري‏:‏ لا أَدري ما هذا البيت ولا أَعرف قائله؛ وقال غيره‏:‏

وذو قَرْنِ يقال له حَرِيش

وروى الأَزهري عن أَشياخه قال‏:‏ الهِرْميس الكَرْكَدّن شيء أَعظمُ من الفيل له قَرْن، يكون في البحر أَو على شاطئه، قال الأَزهري‏:‏ وكأَن الحَرِيش

والهِرْميس شيء واحد، وقيل‏:‏ الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ من الدُّودة على

قدر الإِصبع لها قوائم كثيرة وهي التي تسمى دَخّالَةَ الأُذُن‏.‏

وحَرِيش‏:‏ قَبِيلة من بني عامر، وقد سمَّت حَرِيشاً ومُحَرِّشاً

وحِراشاً‏.‏