فصل: (تابع: حرف الشين)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الشين‏]‏

خنبش‏:‏ امرأَة خَنْبشٌ‏:‏ كثيرة الحركة‏.‏ وخَنْبَشٌ‏:‏ اسم رجل‏.‏

خوش‏:‏ الخَوَشُ، صفَرُ البطن، وكذلك التخويش‏.‏ والمُتَخَوِّشُ

والمُتَخاوِشُ‏:‏ الضامرُ البطن المُتَخَدِّد اللحم المهزول‏.‏

وتَخَوَّشَ بَدَنُ الرجل‏:‏ هُزِل بعد سِمَنٍ‏.‏ وخوَّشَه حَقَّه‏:‏ نقَصه؛ قال رؤبة يصف أَزْمةً

حَصَّاءُ تُقْنِي المالَ بالتَخْوِيش

ابن شميل‏:‏ خاشَ لرجلُ جاريتَه بأَيْرِه، قال والخوْش كالطعن وكذلك

جافَها يجُوفها ونشَغَها ورفغها‏.‏

وخاوَشَ الشيءَ‏:‏ رَفَعه؛ قال الراعي يصف ثوراً يحْفر كِناساً ويُجافي صدْرَه عن عروق الأَرطى‏:‏

يُخاوِشُ البَرْكَ عن عِرْق أَضَرَّ به، تَجافِياً كتَجافي القَرْم ذِي السَّرَرِ

أَي يرفع صدرَه عن عروق الأَرْطى‏.‏ وخاوَشَ الرجلُ جنْبه عن الفراش إِذا

جافاه عنه‏.‏ وخاشَ الرجل‏:‏ دخل في غُمارِ الناس‏.‏ وخاشَ الشيءَ‏:‏ حَشَاه في الوعاء‏.‏ وخاشَ أَيضاً‏:‏ رجَع؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

بَيْنَ الوخاءَيْن وخاشَ القَهْقَرَى

فسره بالوجهين جميعاً؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا دليل فيه على أَن أَلفه منقلبة

عن واو أَو ياء‏.‏

وخاشَ ماشً، مبنيان على الفتح‏:‏ قُماشُ الناس، وقيل‏:‏ قُماش البيت وسقَطُ

متاعه‏.‏ وحكى ثعلب عن سلمة عن الفراء‏:‏ خاشِ ماشِ، بالكسر أَيضاً؛ وأَنشد

أَبو زيد‏:‏

صَبَحْن أَنْمار بني منْقاشِ، خُوصَ العُيونِ يُبَّسَ المُشاشِ، يَحْمِلْن صبْياناً وخاشِ ماشِ

قال‏:‏ سَمِع فارسيته فأَعْرَبها‏.‏

والخَوْشُ‏:‏ الخاصرة‏.‏ الفراء‏:‏ والخَوْشان الخاصرتان من الإِنسان وغيرِه؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ أَحْسَبها الحَوْشانِ، بالحاء، قال أَبو منصور‏:‏ والصواب

ما روي عن الفراء‏.‏ وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وعن عمرو عن أَبيه

أَنهما قالا‏:‏ الخَوْش الخاصرة، قال أَبو منصور‏:‏ وهذا عندي مأْخوذ من التَخْوِيش وهو التنقيص؛ قال رؤبة‏:‏

يا عَجَباً والدهرُ ذو تَخْوِيش

والخَوْشانُ‏:‏ نبت البَقْلة التي تسمى القَطَفَ إِلا أَنه أَلْطَفُ

ورَقاً وفيه حُموضة والناس يأْكلونه، قال‏:‏ وأَنشدت لرجل من الفزاريّين‏:‏

ولا تأْكلُ الخَوْشانَ خَوْدٌ كريمةٌ، ولا الضَّجْعَ إِلا مَنْ أَضَرَّ به الهَزْلُ

خيش‏:‏ الخَيْش‏:‏ ثِيابٌ رِقاقُ النسج غِلاظُ الخُيُوطِ تُتَّخَذُ من مُشَاقةِ الكَتَّان ومن أَرْدَئْه، وربما اتخذت من العَصْبِ، والجمع أَخياش؛ قال‏:‏

وأَبصرْتُ لَيلى بين بُرْدَي مَراجِلٍ، وأَخْياشِ عَصْبٍ من مُهَلْهَلةِ اليمن وفيه خُيُوشةٌ أَي رقّة‏.‏ وخاشَ ما في الوِعاء‏:‏ أَخْرَجَه‏.‏

دبش‏:‏ دبَشَ الجرادُ في الأَرض يدبِشها دبْشاً‏:‏ أَكل كلأَها‏.‏ وسَيْلٌ

دُبَاشٌ‏:‏ عظيمٌ يَجْرُف كلَّ شيء‏.‏ الليث‏:‏ الدبْشُ القَشْر والأَكلُ‏.‏ يقال‏:‏

دُبِشَت الأَرضُ دبْشاً إِذا أُكِلَ ما عليها من النبات؛ قال رؤبة‏:‏

جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ، من مُهْوَئِنٍّ بالدَّبى مَدْبُوشِ

المَدْبوشُ‏:‏ الذي أَكل الجرادُ نَبْتُه‏.‏ وأَرضٌ مدبوشةٌ إِذا أَكل

الجراد نبتها‏.‏ والخُنْشوشُ‏:‏ البقيَّةُ من الإِبِلِ‏.‏ والمُهْوَئِنُّ‏:‏ ما اتَّسع

من الأَرض‏.‏

دخش‏:‏ دَخِشَ دخَشاً‏:‏ امتلأَ لحماً؛ قال ابن دريد‏:‏ وأَحسب أَن دَخْشَساً

اسمُ رجل مشتق منه، والميم زائدة‏.‏

دخبش‏:‏ رجل دَخْبَشٌ ودُخابِشٌ‏:‏ عظيم البطن‏.‏

درش‏:‏ الدَّارِشُ‏:‏ جلدٌ أَسود‏.‏

درعش‏:‏ بعير دِرْعَوْشٌ‏:‏ شديد‏.‏

درغش‏:‏ ادْرَغَشّ الرجلُ‏:‏ برِئ من مرضه كاطْرَغَشَّ‏.‏

دشش‏:‏ الدّشّ‏:‏ اتخاذُ الدَّشِيشةِ، وهي لغة في الجَشِيشة، قال الأَزهري‏:‏

ليست بلغة ولكنها لُكْنة، وروي عن أَبي الوليد بن طَخْفةَ الغِفاري قال‏:‏

كان أَبي من أَصحاب الصُّفَّة وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأْمرُ الرجلَ يأْخذ بيد الرجُلين حتى بقِيتُ خامسَ، خمسةٍ فقال رسول الله، صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ انطلقوا، فانطلقنا معه إِلى بيت عائشة فقال‏:‏

يا عائشةُ أَطعِمِينا، فجاءت بِدَشِيشةٍ فأَكلْنا ثم جاءت بحَيْسةٍ مثل

القَطا فأَكلنا ثم جاءت بعُسٍّ عظيم فشرِبْنا ثم انطلقنا إِلى المسجد؛ قال

الأَزهري‏:‏ فدل هذا الحديثُ أَن الدشيشة لغةٌ في الجشيشة‏.‏

دغش‏:‏ تَداغشَ القومُ‏:‏ اختلطوا في حرْب أَو صخَبٍ‏.‏ ودَغَش عليهم‏:‏ هَجَم؛ يمانية‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال داغَشَ الرجلُ إِذا حام حولَ الماء من العطش؛ وأَنشد‏:‏

بِأَلذّ منك مُقَبَّلاَ لِمُحَلإَِّ

عَطشانَ، داغَشَ ثم عادَ يَلُوب

وقال غيره‏:‏ فلان يُداغِشُ ظُلمةَ الليل أَي يَخْبِطُها بلا فُتور؛ قال

الراجز‏:‏

كيف تراهُنّ يُداغِشْنَ السُّرَى، وقد مَضَى من لَيلِهنّ ما مَضَى‏؟‏

والدغْشُ‏:‏ اسم رجل، يقال ابن دريد‏:‏ وأَحسب أَن العرب سمته دَغْوَشاً‏.‏

دغمش‏:‏ التهذيب في نوادر الأَعراب‏:‏ دغْمَشْت في الشيء ودَهْمَقت

ودَمْشَقْت أَي أَسرعت‏.‏

دقش‏:‏ الدَّقْشُ‏:‏ النَّقْش‏.‏

والدَّقْشةُ‏:‏ دويبّة رَقْشاءُ، وقيل رقْطاء أَصغر من العَظاءة‏.‏

وأَبو الدُّقَيش‏:‏ كنية، قال الأَزهري‏:‏ أَبو الدُّقَيش كنْية واسمه

الدقَشُ‏.‏ قال يونس‏:‏ سأَلت أَبا الدُّقَيش‏:‏ ما الدَّقَشُ‏؟‏ فقال‏:‏ لا أَدري، قلت‏:‏

ما الدُّقَيش‏؟‏ فقال‏:‏ ولا هذا، قلت‏:‏ فاكتنيت بما لا تعرف ما هو‏؟‏ قال‏:‏

إِنما الكُنى والأَسماء علامات‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ دخلت على أَبي الدُّقَيش

الأَعرابي وهو مريض فقلت له‏:‏ كيف تجدُك يا أَبا الدُّقَيش‏؟‏ قال‏:‏ أَجدُ ما لا

أَشتهي وأَشتهي ما لا أَجد، وأَنا في زمان سوء، زمانٌ من وَجَدَ لم يَجُد، ومن جاد لم يجِدْ‏.‏

ودنْقَشَ الرجلُ إِذا نظر وكسَر عينيه‏.‏ ودنْقَشْت بين القوم‏:‏ أَفسدت، قال‏:‏ وربما جاء بالسين المهملة‏:‏ حكاه أَبو عبيد‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ذكر أَبو

القاسم الزجاجي أَن ابن دريد سئل عن الدقَش فقال‏:‏ قد سمت العرب دقَشاً

وصغروه فقالوا دُقَيش وصيرت مِن فَعَلَ فَنْعَل فقالوا دنْقَش، قال‏:‏

والدُّقَيش طائر أَغبر أُرَيقِط معروف عندهم؛ قال غلام من العرب أَنشده

يونس‏:‏يا أُمّتاه أَخْصِبي العَشِيَّه، قد صِدْتُ دَقْشاً ثم سَنْدَرِيّه

دمش‏:‏ التهذيب‏:‏ الليث‏:‏ الدَّمَشُ الهَيجانُ والثوَرانُ من حرارة أَو

شُرْب دَواء ثارَ إِلى رأْسه، يقال‏:‏ دَمِشَ دمَشاً، قال أَبو منصور‏:‏ وهذا

عندي دخيل أُعْرِب‏.‏

دنفش‏:‏ أَبو عبيد في باب العين‏:‏ دَنْقَش الرجلُ دَنْقَشةً وطَرْفَش

طَرْفَشةً إِذا نظر فكسَر عينيه، وقال شمر‏:‏ إِنما هو دنْقَش، بالفاء والشين‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ طَرْفَش الرجلُ طرْفَشةً ودَنْقَشَ دَنْقَشةً إِذا نظر فكسر

عينيه‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وكان شمر وأَبو الهيثم يقولان في هذا دنْقَس، بالقاف والسين‏.‏

دنقش‏:‏ الفراء‏:‏ الدَّنْقَشةُ الفسادُ، رواه بالشين ورواه غيره بالسين

دَنْقَسَهُ؛ قال الأَزهري‏:‏ الصواب بالقاف والشين؛ قال أَبو عمرو الشيباني‏:‏

الدَّنْقَشَةُ خفْضُ البصر مثل الطرفشة؛ وأَنشد لأَبّاقٍ الدُّبَيرِيّ‏:‏

يُدَنْقِشُ العينَ إِذا ما نَظَرا، يَحْسَبُه، وهو صحيحٌ، أَعْوَرا

يقال‏:‏ دَنْقَشَ وطَرْفَشَ إِذا نظر وكسر عينيه‏.‏

دهش‏:‏ الدَّهَشُ‏:‏ ذهابُ العقل من الذَّهَلِ والوَلَهِ وقيل من الفزع

ونحوه، دَهِشَ دهَشاً، فهو دَهِشٌ، ودُهِشَ، فهو مَدْهوش، وكَرِهَها بعضهم، وأَدْهَشَه اللَّه وأَدْهَشَه الأَمرُ‏.‏ ودهِشَ الرجلُ، بالكسر، دَهَشاً‏:‏

تحيّر‏.‏ ويقال‏:‏ دُهِشَ وشُدِهَ، فهو دَهِشٌ ومَشْدُوه شَدْهاً‏.‏ قال‏:‏ واللغةُ العالية دَهِشَ على فَعِلَ، وهو الدَّهَش، بفتح

الهاء‏.‏ والدَّهَشُ‏:‏ مثلُ الخَرَقِ والبَعَل ونحوه‏.‏

دهرش‏:‏ دَهْرَشٌ‏:‏ اسمٌ، وقيل‏:‏ قبيلةٌ من الجِنّ‏.‏

دهفش‏:‏ الأَزهري عن محمد بن عبد العزيز قال‏:‏ لما قال عمر بن أَبي ربيعة‏:‏

لم تَدَعْ للنِّساء عندي نَصِيباً

غير ما قُلْتُ مازِحاً بلِساني

قال ابن أَبي عتيق‏:‏ رضيت لك المودة وللنساء الدَّهْفَشةَ وهي الخدِيعةُ‏.‏

والدَّهْفَشةُ‏:‏ التَجْمِيشُ‏.‏ ودَهْفَشَ المرأَة إِذا جَمَشَها‏.‏

دهقش‏:‏ دَهْقَشَ الرجلُ المرأَةَ‏:‏ جَمَشَها‏.‏

دوش‏:‏ الدَّوَشُ‏:‏ ظِلمةٌ في البصر، وقيل‏:‏ هو ضعْفٌ في البصر وضِيقٌ في العين، دَوِشَ دوَشاً، وهو أَدْوَشُ، وقد دَوِشَت عينُه، وهي دَوْشاء‏.‏

الفراء‏:‏ داشَ الرجلُ إِذا أَخذَتْه الشَّبْكَرةُ‏.‏

ديش‏:‏ الدِّيشُ‏:‏ قبيلة من ابني الهُونِ‏.‏ الليث‏:‏ دِيش قبيلة من بني الهون

بن خزيمة وهم من القارَةِ، وهم الدِّيشُ والعَضَلُ ابنا الهون بن خزيمة، قال الجوهري‏:‏ وربما قالوه بفتح الدال، وهو أَحد القارة، والآخَرُ عَضَلُ

بنَ الهون يقال لهما جميعاً القارة‏.‏

رأش‏:‏ رجل رُؤْشُوشٌ‏:‏ كثير شعرِ الأُذن‏.‏

خربش‏:‏ وقَعَ القومُ في خَرْبَشٍ وخِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ وصخَبٍ‏.‏

والخَرْبَشةُ‏:‏ إِفساد العمل والكتاب ونحوه‏.‏ ومنه يقال‏:‏ كتب كتاباً مُخَرْبَشاً‏.‏

وكتابٌ مُخَرْبَشُ‏:‏ مُفسَدٌ؛ عن الليث‏.‏ وفي حديث بعضهم عن زيد بن أَخْزم

الطائي قال‏:‏ سمعت ابن دُوادٍ يقول كان كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً أَي

فاسداً‏.‏ والخَرْبَشةُ والخَرْمَشةُ‏:‏ الإِفساد والتشويش‏.‏

والخُرْنْباشُ‏:‏ من رياحين البَرِّ وهو شبيه المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عن أَبي حنيفة، ووردُه أَبيض وهو طيّب الريح يوضع في أَضعاف الثياب

لِطِيبِ ريحه‏.‏ وخَرْبَشٌ‏:‏ اسم‏.‏

رشش‏:‏ الرشُّ للماء والدم والدمع، والرش‏:‏ رشُّك البيتَ بالماء، وقد

رشَشْت المكانَ رشًّا وتَرَشَّش عليه الماءُ، ورشَّت العينُ والسماء ترُشّ

رشًّا ورَشاشاً وأَرَشَّت أَي جاءت بالرَّشّ‏.‏ وأَرضٌ مَرْشوشةٌ‏:‏ أَصابها

رَشٌ‏.‏ والرشّ‏:‏ المطر القليل، والجمع رِشاشٌ؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّشّ

أَول المطر‏.‏ وأَرَشّت الطعْنةُ، ورَشاشُها دمُها‏.‏ والرَّشاشُ، بالفتح‏.‏ ما

ترشّشَ من الدمع والدم، وأَرَشّت العينُ الدمعَ، ورشّه بالماء يرُشّه

رشًّا‏:‏ نضَحه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فلم يكونوا يرُشّون شيئاً من ذلك أَي ينضحونه

بالماء، ورَشاش الدمع؛ قال أَبو كبير يصف طعنة تُرِشّ الجمع إِرشاشاً‏:‏

مُسْتنّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة، تَنْفي التراب بِقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ

وشِواءٌ مُرِشُّ ورَشْراشٌ‏:‏ خَضِلٌ نَدٍ يقطُرُ ماؤه، وقيل‏:‏ يقْطرُ

دَسَمُه‏.‏ وتَرَشْرَشَ الماءُ‏:‏ سالَ‏.‏ وعظْمٌ رَشْراشٌ‏:‏ رِخْوٌ‏.‏ وخُبْزة

رَشْراشةٌ ورَشْرَشةٌ‏:‏ رخْوةٌ يابسةٌ‏.‏ ورَشْرَشَ البعيرُ‏:‏ بَرَك ثم فَحَصَ

بصدْره في الأَرض ليتمكن؛ وقول أَبي دواد يصف فرساً‏:‏

طَوَاه القَنِيصُ وتَعْداؤه، وإِرْشاشُ عِطْفَيه حتى شَسَبْ

أَراد تعريقَه إِياه حتى ضمَر لِمَا سال من عرَقه بالحِناذ واشتدّ لحمه

بعد رهَلِه‏.‏

رعش‏:‏ الرعَشُ، بالتحريك، والرُّعاشُ‏:‏ الرِّعْدة‏.‏ رَعِشَ، بالكسر، يَرْعَشُ رَعَشاً وارْتَعَشَ أَي ارْتَعَدَ، وأَرْعَشَه اللَّه‏.‏ وارْتَعَشت

يدُه إِذا ارْتَعدت‏.‏ وارْتَعَش رأْسُ الشيخ إِذا رجَف من الكِبَر‏.‏

والرُّعاشُ‏:‏ رِعْشةٌ تَعْتري الإِنسان من داء يُصيبه لا يسكن عنه‏.‏ ورجل رَعِشٌ‏:‏

مُرتَعِش؛ قال أَبو كبير‏:‏

ثم انْصرفْتُ، ولا أَبُثّك حِيْبتي، رَعِش البنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ

وعندي أَن رعِشاً على النسَب لأَنه لم نجد له فعلاً، ورُعِشَ وأُرْعِشَ‏.‏

ورجل رَعِيشٌ‏:‏ مُرْتَعِشٌ‏.‏ ورجل رِعْشيشٌ‏:‏ يُرْعَشُ في الحرب جُبْناً‏.‏

ورجل رَعِشٌ أَي جبان‏.‏ ويقال‏:‏ أَخذتْ فلاناَ رِعْشةٌ عند الحرب ضعْفاً

وجُبْناً‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لَرَعِشٌ إِلى القِتال وإِلى المعروف أَي سريعٌ

إِليه‏.‏ والرِّعْشةُ‏:‏ العَجَلةُ؛ وأَنشد‏:‏

والمُرْعَشِينَ بالقَنا المُقَوّم

كأَنما أَرْعَشُوهم أَي أَعْجَلُوهم‏.‏ والرَّعْشَنُ‏:‏ المُرْتَعِشُ‏.‏ وجمل

رَعْشَنٌ‏:‏ سريعٌ لاهتزازِه في السير، نونُهما زائدةٌ؛ وناقة رَعْشَنة

ورَعْشاء كذلك، وقيل‏:‏ الرَّعْشاء الطويلة العنق‏.‏ والرَّعْشاءُ من النعام‏:‏

الطويلةُ، وقيل‏:‏ السريعة، وظَلِيم رَعِشٌ كذلك، وهو على تقدير فَعِل بدلٌ

من أَفْعَل، خالَفوا بصيغة المذكر عن صيغة المؤنث ومثله كثير، وكذلك

الناقة الرَّعْشاءُ، والجمل أَرْعَشُ وهو الرَّعْشَنُ والرَّعْشَنةُ

؛ وأَنشد‏:‏

من كلّ رَعْشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ

والنون زائدة في الرَّعْشَن كما زادوها في الصَّيْدَنِ، وهو الأَصْيَدُ

من الملوك، وكما قالوا للمرأَة الخلاَّبة خَلْبَنٌ؛ ويقال‏:‏ الرَّعْشَنُ

بناءٌ رباعيّ على حِدَة‏.‏ وتسمى الدابة رَعْشاءَ لانتقاضها من شَهامتها

ونشاطها‏.‏ وناقة رَعُوشٌ، مثل رَعُوس‏:‏ للتي يَرْجُف رأَسُها من الكِبَر‏.‏

والرَّعْشُ‏:‏ هزُّ الرأْس في السير والنوم‏.‏

والمَرْعَش‏:‏ جنس من الحمام وهي التي تُحَلِّقُ، وبعضهم يضم مِيمَه‏.‏

ويَرْعِش‏:‏ ملِكٌ من ملوك حِمْيَر كان به ارتعاشٌ فسُمي بذلك‏.‏ ورَعِشٌ‏:‏

فرس لسلمة بن يزيد الجُعْفيّ‏.‏ ومَرْعَش‏:‏ بلدٌ في الثغور من كُوَرِ

الجزيرة، وقيل‏:‏ هو موضع ولم يُعَيَّن؛ قال‏:‏

فلو أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَيدِ طِعانَنا، بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنيّ، أَرنّت

رفش‏:‏ رفَشَه رَفْشاً‏:‏ أَكَله أَكلاً شديداً؛ قال رؤبة‏:‏

دقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ، أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ

ومنه وقع فلان في الرَّفْش والقَفْش؛ الرَّفْشُ‏:‏ الأَكلُ والشربُ في النِّعْمة والأَمْن، والقَفْش‏:‏ النكاح‏.‏ ويقال‏:‏ أَرْفَشَ فلان إِذا وقع في الأَهْيغَين‏:‏ الأَكلِ والنكاح‏.‏ والرَّفْش‏:‏ الدَّقّ والهَرْسُ‏.‏ يقال للذي

يُجِيد أَكلَ الطعام‏:‏ إِنه ليَرْفُش الطعامَ رَفْشاً ويَهْرُشُه

هَرْشاً‏.‏ رَفَّشَ فلان لِحْيتَه تَرْفِيشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ، وهو المجْرفُ‏.‏ ويقال للذي يُهِيلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلى يَدِ الكيّال‏:‏

رفّاشٌ‏.‏ ورفَش البُرَّ يَرْفُشُه رفْشاً‏:‏ جَرَفه‏.‏ والرَّفْشُ والرُّفْشُ

والمِرْفَشةُ‏:‏ ما رُفِشَ به‏.‏ ويقال للمِجْرَف‏:‏ الرَّفْش‏.‏ ومِجْراف السفينة

يقال له‏:‏ الرَّفْش‏.‏ الليث‏:‏ الرَّفْش والرُّفْش لغتان سواديّة، وهي المِجْرفة

يُرْفَش بها البُرُّ رَفْشاً، قال‏:‏ وبعضهم يُسَمّيها المِرْفَشةَ‏.‏ ورجل

أَرْفَشُ الأُذنين‏:‏ عَريضُهما على التشبيه بالمِرْفَشة‏.‏ وفي حديث سلمان

الفارسي‏:‏ أَنه كان أَرْفَشَ الأُذنين أَي عريضَهما‏.‏ قال شمر‏:‏ الأَرْفَش

العريض الأُذن من الناس وغيرهم، وقد رَفِشَ يرْفَشُ رفَشاً، شبّه بالرفْش

وهي المِجْرفة من الخشب التي يُجرف بها الطعامُ‏.‏ ويقال للرجل يَشْرُف بعد

خُموله أَو يَعزُّ بعد الذلّ‏:‏ من الرَّفْشِ إِلى العرشِ أَي قعدَ على

العرش بعد ضرْبه بالرَّفْش كنّاساً أَو ملاَّحاً‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ أَي جلس على

سرير المُلْك بعدما كان يعمل بالرَّفْشِ، قال‏:‏ وهذا من أَمثال العراق‏.‏

رقش‏:‏ الرَّقْش كالنقْش، والرَّقَشُ والرَّقَشةُ‏:‏ لون فيه كدرة وسواد

ونحوهما‏.‏ جُنْدَب أَرْقَشُ وحَيَّة رقْشاء‏:‏ فيها نقط سواد وبياض‏.‏ وفي حديث

أُم سلمة‏:‏ قالت لعائشة، لو ذكَّرْتُكِ قولاً تَعْرِفينه نهشتني نَهْشَ

الرَّقَشاء المُطْرِق‏:‏ الرَقشاء الأَفعى، سميت بذلك لترقيش في ظَهرها وهي

خطوط ونقط، وإِنما قالت المطرق لأَن الحية تقع على الذكر والأُنثى‏.‏

التهذيب‏:‏ الأَرْقَشُ لون فيه كدرة وسواد ونحوُهما كلون الأَفعى الرَّقشاء، وكلون

الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظهر ونحو ذلك كذلك، قال‏:‏ وربما كانت

الشِّقْشِقةُ رقْشاءَ؛ قال‏:‏

رقشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا، دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدا

وجَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذنين أُ أَذْرَأُ‏.‏ والرقْشاء من المعز‏:‏ التي فيها

نقط من سواد وبياض‏.‏ والرقْشاء‏:‏ شِقْشِقَةُ البعير‏.‏

الأَصمعي‏:‏ رُقَيْش تصغير رَقَش وهو تنقيط الخطوط والكتاب‏.‏ وقال أَبو

حاتم‏:‏ رُقَيش تصغير أَرْقَش مثل أَبْلَق وبُلَيق ويجوز أُرَيْقِش‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّقْش الخطّ الحسنُ، ورَقَاشِ اسم امرأَة منه‏.‏ والرَّقْشاءُ‏:‏

دُوَيْبَّة تكون في العُشْب دُودةٌ منقوشة مَلِيحة شبيهة بالحُمْطُوطِ‏.‏

والرَّقْشُ والترْقِيشُ‏:‏ الكتابةُ والتنقيط؛ ومُرَقِّشٌ‏:‏ اسم شاعر، سمي

بذلك لقوله‏:‏

الدارُ قَفْرُ والرُّسُوم كما

رَقَّشَ، في ظَهْر الأَدِيم، قَلم وهما مُرَقِّشانِ‏:‏ الأَكْبرُ والأَصْغر، فأَما الأَكبر فهو من بني

سَدُوسٍ وهو الذي ذكرنا البيتَ عنه آنفاً؛ وقبله‏:‏

هل بالديار أَن تُجِيبَ صَمَمْ، لو كان رَسْمٌ ناطقاً بِكِلَمْ‏؟‏

والمُرَقَّشُ الأَصْغر من بني سعد بن مالك؛ عن أَبي عبيدة‏.‏ والترْقِيشُ‏:‏

التسطير في الصحف‏.‏ والترْقِيشُ‏:‏ المُعاتبةُ والنَّمّ والقَتّ والتحريش

وتَبْليغ النَّمِيمة‏.‏ ورَقَّشَ كلامَه‏:‏ زَوّرَه وزَخْرَفه، من ذلك؛ قال

رؤبة‏:‏

عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالترْقِيشِ، إِليَّ سرّاً فاطْرُفي ومِيشِي

وفي التهذيب‏:‏ الترْقِيشُ التشْطِير في الضحك والمُعاتبةُ، وأَنشد رجز

رؤبة، وقيل‏:‏ الترْقِيشُ تَحْسين الكلام وتَزْويقُه‏.‏ وتَرَفَّشَت المرأَةُ

إِذا تزيّنت؛ قال الجعدي‏:‏

فلا تحسَبي جَرْيَ الرِّهان ترقُّشاً

ورَيْطاً، وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلّلا

ورَقاشِ‏:‏ اسم امرأَة، بكسر الشين، في موضع الرفع والخفض والنصب؛ قال‏:‏

اسْقِ رَقاشِ إِنّها سَقَّايَه

ورَقاشِ‏:‏ حيٌّ من رَبيعةَ نُسِبوا إِلى أُمّهم يقال لهم بنو رَقاشِ، قال

ابن دريد‏:‏ وفي كلبٍ رَقاشٍ، قال‏:‏ وأَحسَب أَن في كِنْدة بطْناً يقال لهم

بنو رَقاشِ، قال‏:‏ وأَهل الحجاز يَبْنون رَقاشِ على الكسر في كل حال، وكذلك كل اسم على فَعالِ بفتح الفاء معدول عن فاعلة لا يدخله الأَلف واللام

ولا يُجْمع مثل حَذامِ وقَطامِ وغَلابِ، وأَهل نجد يُجْرونه مُجْرى ما لا

ينصرف نحو عُمَرَ، يقولون هذه رَقاشُ بالرفع، وهو القياس لأَنه اسم علم وليس فيه إِلا العدل والتأْنيث غير أَن الأَشعار جاءت على لغة أَهل

الحجاز؛ قال لُجَيم بن صَعْب والد حَنيفة وعِجْل وحذامِ زوجُه‏:‏

إِذا قالت حَذامِ فصدِّقوها، فإِن القولَ ما قالت حذامِ

وقال امرؤ القيس‏:‏

قامت رَقاشِ، وأَصحابي على عَجَلٍ، تُبْدي لك النحْرَ واللّبَّاتِ والجِيدا

وقال النابغة‏:‏

أَتاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ، وضِنّاً بالتحية والكلامِ

فإِن كان الدلالَ فلا تُلِحِّي، وإِن كان الودَاعَ فبالسلامِ

يقول‏:‏ أَتترك هذه المرأَةُ تدلُّلَها وضِنَّها بالكلام‏؟‏ ثم قال‏:‏ فإن كان هذا تدلّلاً منك فلا تُلِحِّي، وإِن كان سبباً للفراق والتوديع

ودّعِينا بسلام نَسْتمتع به، قال‏:‏ وقولُه أَتاركةً منصوبٌ نَصْبَ المصادر كقولك

أَقائماً وقد قعد الناسُ‏؟‏ تقديره أَقِياماً وقد قعد الناسُ‏.‏ وضِنّاً

معطوفٌ على قوله تدلُّلَها، قال‏:‏ إِلا أَن يكون في آخره راء مثل جَعارِ اسم

للضبُع، وحَضارِ اسمٌ لكوكب، وسَفارِ اسم بئر، ووَبارِ اسم أَرض فيوافقون

أَهلَ الحجاز في البناء على الكسر‏.‏

رمش‏:‏ الرَّمَشُ‏:‏ تَقَتُّلٌ في الشُّفْر وحمرةٌ في الجَفْن مع ماءٍ

يَسيل، رجل أَرْمَشُ وامرأَة رَمْشاءُ وعينٌ رَمْشاءُ، وقد أَرْمَش؛ وأَنشد

ابن الفرج‏:‏

لهم نَظَرٌ نَحْوي يَكادُ يُزِيلُني، وأَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرامِشُ

قال‏:‏ مَرامِشُ غَضِيضةٌ من العداوة‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المِرْماشُ الذي يُحرّك عينَه عند النظر تحريكاً كثيراً

وهو الرَّأْراءُ أَيضاً‏.‏

ورَمَش الشيءَ يَرْمُشُه ويَرْمِشُه رمْشاً‏:‏ تَناوَله بأَطراف أَصابعه‏.‏

ورَمَشَه بالحجر رمْشاً‏:‏ رَماه‏.‏ ومكان أَرْمَشُ‏:‏ لغة في أَرْبَش‏.‏

وبِرْذَونٌ أَرْمَشُ‏:‏ كأَرْبَش‏.‏ وبه رَمَشٌ أَي بَرَشٌ‏.‏ وأَرْمَشَ الشجرُ‏:‏

أَورقَ كأَرْبَشَ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص‏.‏ وأَرض

رَمْشاء‏:‏ كثيرة العُشْب كرَشْماء‏.‏ والرَّمْشُ‏:‏ الطاقةُ من الحَماحِم

الرَّيْحانِ ونحوه‏.‏ والرَّمْشُ‏:‏ أَن تَرْعى الغنمُ شيئاً يسيراً؛ قال

الشاعر‏:‏قد رَمَشَتْ شيئاً يسيراً فاعْجَلِ

ورَمَشَت الغنم ترْمُش وترْمِشُ رَمْشاً‏:‏ رَعَتْ شيئاً يسيراً‏.‏ وسنَةٌ

رَبْشاءُ ورَمشاء وبَرْشاءُ‏:‏ كثيرة العُشْب‏.‏ والأَرْمَش‏:‏ الحسَنُ الخلق‏.‏

رهش‏:‏ الرَّواهشُ‏:‏ العصَّب التي في ظاهر الذراع، واحدتُها راهِشةٌ

وراهِشٌ بغير هاء؛ قال‏:‏

وأَعْدَدْتُ للحرب فَضْفاضَةً

دِلاصاً، تَثَنَّى على الراهِشِ

وقيل‏:‏ الرَّواهِشُ عصَبٌ وعروقٌ في باطن الذراع، والنواشر‏:‏ عروقُ ظهر

الكفّ، وقيل‏:‏ هي عروقُ ظاهر الذراع، والرواهِشُ‏:‏ عصَبُ باطنِ يدَي الدابة‏.‏

والارْتِهاشُ‏:‏ أَن يصُكّ الدابةُ بعَرض حافرِه عَرْضَ عُجايَتِه من اليد

الأُخرى فربّما أَدْماها وذلك لضَعْف يدِه‏.‏

والراهِشانِ‏:‏ عرْقانِ في باطن الذراعين‏.‏ والرَّهَشُ والارْتِهاشُ‏:‏ أن تضطَرِبَ زواهِشُ الدابة فيَعْقِر بعضُها بعضاً‏.‏ الليث‏:‏ الرَّهَشُ

ارْتِهاشٌ يكون في الدابة وهو أَن تَصْطَكّ يداه في مِشْيته فيَعْقِر رواهشَه، وهي عصَبُ يديه، والواحدة راهِشةٌ؛ وكذلك في يد الإِنسان رَواهِشُها‏:‏

عصبُها من باطن الذراع‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ النواشرُ والرَّواهِشُ عروقُ باطنِ

الذراع، والأَشاجِعُ‏:‏ عروق ظاهرِ الكف‏.‏ النضر‏:‏ الارْتِهاشُ والارتعاش واحدٌ‏.‏

ابن الأَثير‏:‏ وفي حديث عُبادة وجَراثيمُ العرب تَرْتَهِسُ أَي تضْطَرب في الفِتنة، قال‏:‏ ويروى بالشين المعجمة، أَي تَصْطَكّ قبائلُهم في الفِتَن‏.‏

يقال‏:‏ ارْتَهَشَ الناسُ إِذا وقَعت فيهم الحربُ، قال‏:‏ وهما متقاربان في المعنى، ويروى تَرْتَكِش، وقد تقدم‏.‏ وحديث العُرَنيّين‏:‏ عظُمَت بُطونُنا

وارْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي اضطربت، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون بالسين والشين‏.‏

وفي حديث ابن الزبير‏:‏ ورَهِش الثَّرى عرضاً؛ الرَّهِيشُ من التراب‏:‏

المُنْثالُ الذي لا يَتَماسَك من الارْتِهاش الاضطراب والمعنى لزوم الأَرض أَي

يقاتلون على أَرجلهم لِئلاَّ يُحَدّثوا أَنفسهم بالفرار، فِعْلَ البطَلِ

الشجاع إِذا غُشِي نزل عن دابّته واستقبل العدوّ، ويحتمل أَن يكون أَراد

القبر أَي اجعلوا غايتكم الموتَ‏.‏ والارتهاش‏:‏ ضربٌ من الطعْن في عَرْضٍ؛ قال‏:‏

أَبا خالدٍ، لولا انتظارِيَ نَصْرَكم، أَخذْتُ سِنانِي فارْتَهَشْتُ به عَرْضا

وارتهاشه‏:‏ تحريكُ يديه‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ معنى قوله فارتهشت به أَي قَطعت

به رواهشي حتى يسيل منها الدم ولا يرقأَ فأَموت؛ يقول‏:‏ لولا انتظاري

نصركم لقتلت نفسي آنفاً‏.‏ وفي حديث قُزْمانَ‏:‏ أَنه جُرِحَ يوم أُحُدٍ

فاشْتَدّت به الجراحةُ فأَخَذ سهماً فقَطع به رَواهِشَ يديه فقَتَل نفسَه؛ الرَّواهِشُ‏:‏ أَعصابٌ في باطن الذراع‏.‏

والرَّهِيشُ‏:‏ الدَّقيق من الأَشياء‏.‏ والرَّهِيشُ‏:‏ النَّصلُ الدقيق‏.‏

ونصْلٌ رَهِيشٌ‏:‏ حَدِيدٌ؛ قال امرؤ القيس‏:‏

بِرَهِيشٍ من كِنانَتهِ، كتلَظِّي الجَمْرِ في شَرَرِهْ

قال أَبو حنيفة‏:‏ إِذا انشق رِصافُ السهم فإِن بعض الرواة زعم أَنه يقال

له سهم رَهِيشٌ؛ وبه فسر الرَّهِيشُ من قول امرئ القيس‏:‏

برهيش من كنانته

قال‏:‏ وليس هذا بقويّ‏.‏ والرَّهِيشُ من الإِبل‏:‏ المهزولةُ، وقيل‏:‏

الضعيفةٌ؛ قال رؤبة‏:‏

نَتْف الحُبارَى عن قَرا رَهيشِ

وقيل‏:‏ هي القليلة لحم الظهر، كلاهما على التشبيه، فالرَّهِيشُ الذي هو النَّصْل، والرَّهِيشُ من القِسِيّ التي يُصيب وترُها طائفَها، والطائف ما

بين الأَبْهَرِ والسِّيَةِ، وقيل‏:‏ هو ما دون السِّيَةِ، فَيُؤْثّر فيها، والسِّيَةُ ما اعْوَجّ من رأْسها‏.‏

والمُرْتَهِشةُ من القِسِيّ‏:‏ التي إِذا رُمِيَ عليها اهتزّت فضرب

وتَرُها أَبْهَرَها، قال الجوهري‏:‏ والصواب طائفَها‏.‏ وقد ارْتَهَشَت القوسُ، فهي

مُرْتَهِشةٌ؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ ذلك إِذا بُريَتْ بَرْياً سخِيفاً فجاءت

ضعيفة، وليس ذلك بقويّ‏.‏ وارْتَهَشَ الجرادُ إِذا ركب بعضُه بعضاً حتى لا

يكاد يُرى الترابُ معه، قال‏:‏ ويقال للرائد كيف البلادُ التي ارْتَدْتَ‏؟‏

قال‏:‏ تركتُ الجرادَ يَرْتَهِش ليس لأَحد فيها نُجْعةٌ‏.‏

وامرأَة رُهْشوشةٌ‏:‏ ماجِدةٌ‏.‏ ورجل رُهْشُوشٌ‏:‏ كريمٌ سَخِيٌّ كثيرُ

الحياء، وقيل‏:‏ عَطوفٌ رَحيمٌ لا يمنع شيئاً، وقيل‏:‏ حَيِيٌّ سَخِيٌّ رَقِيقُ

الوجه؛ قال الشاعر‏:‏

أَنت الكريمُ رِقَّةَ الرُّهشوشِ

يريد ترِقّ رقّةَ الرُّهشوش، ولقد تَرَهْشَشَ، وهو بَيِّنُ الرُّهْشةِ

والرُّهْشوشِيّة‏.‏ وناقة رُهْشُوشٌ‏:‏ غَزِيرةُ اللبَنِ، والاسم الرُّهْشة، وقد تَرَهْشَشَت، قال ابن سيده‏:‏ ولا أَحُقُّها‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ ناقةٌّ رَهِيشٌ

أَي غزيرة صَفِيٌّ؛ وأَنشد‏:‏

وخَوّارة منها رَهِيش كأَنما

بَرَى لَحْمَ مَتْنَيها، عن الصُّلْبِ، لاحِبُ

روش‏:‏ ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّوْشُ الأَكلُ الكثير، والوَرْشُ

الأَكلُ القليل‏.‏

ريش‏:‏ الرِّيشُ‏:‏ كِسْوةُ الطائر، والجمع أَرياش ورِياشٌ؛ قال أَبو كبير

الهذلي‏:‏

فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها، خَشْفَ الجَنُوب بيابِسٍ من إِسْحِلِ

وقرئ‏:‏ ورِياشاً ولِباسُ التَّقْوى؛ وسمى أَبو ذؤيب كسوةَ النحل ريشاً

فقال‏:‏

تظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ

مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها

واحدته رِيشة‏.‏ وطائرٌ راشٌ‏:‏ نَبَتَ رِيشُه‏.‏ وراشَ السهمَ رَيْشاً

وارْتاشَه‏:‏ ركّب عليه الرِّيشَ؛ قال لبيد يصف السهم‏:‏

ولئن كَبِرْتُ لقد عَمَرْتُ كأَنني

غُصْنٌ، تُقَيِّئه الرِّياحُ، رَطِيبُ

وكذاك حقًّا، مَن يُعَمِّرْ يُبْلِه

كَرُّ الزمانِ عليه، والتقْلِيبُ

حتى يَعُودَ من البلاء كأَنه، في الكفّ، أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ

مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ، لا الريشُ يَنْفعه، ولا التعْقِيبُ

وقال ابن بري‏:‏ البيت لنافع بن لقيط الأَسدي يصف الهَرَمَ والشَّيْبَ، قال‏:‏ ويقال سَهم مُرُطٌ إِذا لم يكن عليه قُذَذٌ، والقِذاذ‏:‏ ريشُ السهم، الواحدة قُذّة، والتعقيبُ‏:‏ أَن يُشدَّ عليه العَقَبُ وهي الأَوتار، والأَفْوَقُ‏:‏ السهم المكسور الفوقِ، والفيوق‏:‏ موضع الوَتَرِ من السهم، والناصلُ‏:‏

الذي لا نَصْل فيه، والمعصوب‏:‏ الذي عُصِب بِعصابة بعد انكساره؛ وأَنشد

سيبويه لابن ميَّادة‏:‏

وارْتَشْنَ، حين أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا، نَبْلاً بلا رِيشٍ ولا بِقِداح

وفي حديث عمر قال لجرير بن عبد اللَّه وقد جاء من الكوفة‏:‏ أَخْبِرني عن

الناس، فقال‏:‏ هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ أَي ذو الريش

إِشارة إِلى كماله واستقامته‏.‏ وفي حديث أَبي جُحَيفة‏:‏ أَبْرِي النَّبْلَ

وأَرِيشُها أَي أَعْمَلُ لها رِيشاً، يقال منه‏:‏ رِشْتُ السهم أَرِيشُه‏.‏

وفلان لا يَرِيشُ ولا يَبْرِي أَي لا يضر ولا ينفع‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال لا

تَرِشْ عليّ يا فلانُ أَي لا تَعْترض لي في كلامي فتَقْطَعه عليّ‏.‏

والرَّيْشُ، بالفتح‏:‏ مصدرُ راش سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عليه الرِّيشَ‏.‏

ورِشْتُ السهمَ‏:‏ أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ؛ ومنه قولهم‏:‏ ما

لَه أَقذُّ ولا مَرِيشٌّ أَي ليس له شيء‏.‏

والرائِشُ‏:‏ الذي يُسْدِي بين الراشي والمُرْتَشي‏.‏ والراشي‏:‏ الذي يتردّد

بينهما في المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي من مال الراشي‏.‏ وفي الحديث‏:‏

لَعَنَ اللَّه الراشِيَ والمُرْتَشِيَ والرائش؛ والرائشُ‏:‏ الذي يسعى بين

الراشي والمُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما‏.‏ وبُرْدٌ مُرَيّشٌ؛ عن اللحيَاني‏:‏

خطوطُ وشْيِهِ على أَشكال الرِّيش‏.‏ نصيرٌ‏:‏ الرِّيَشُ الزبَب، وناقة

رَياشٌ، والزبَب‏:‏ كثرةُ الشعر في الأُذنين ويَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ؛ وأَنشد‏:‏

أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَياشِ، أَخْطَأَها في الرَّعْلةِ الغَواشِ، ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ

والريشُ‏:‏ شعرُ الأُذن خاصّة‏.‏ ورجل أَرْيَشُ وراشٌ‏:‏ كثير شعر الأُذُن‏.‏

وراشَه اللَّهُ يَرِيشُه رَيْشاً‏:‏ نَعشَه‏.‏ وتَرَيَّش الرجلُ وارْتاشَ‏:‏

أَصابَ خيراً فرُئيَ عليه أَثَرُ ذلك‏.‏ وارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه‏.‏

ورِشْتُ فلاناً إِذا قوَّيْته وأَعَنْته على معاشه وأَصْلَحْت حالَه؛ قال الشاعر عمير بن حبَّاب‏:‏

فرِشْني بخيرٍ، طالَما قد بَرَيْتَني، وخَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ ولا يَبْري

والرِّيشُ والرِّياشُ‏:‏ الخِصْبُ والمعاشُ والمالُ والأَثاثُ واللِّباسُ

الحسَنُ الفاخرُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ورِيشاً ولِباسُ التَّقْوى، وقد

قرئ‏:‏ رِياشاً، على أَن ابن جني قال‏:‏ رِياشٌ قد يكون جمعَ ريش كلِهْبٍ

ولِهابٍ؛ وقال محمد بن سَلامٍ‏:‏ سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ يقول‏:‏

الرِّيشُ الزِّينةُ والرِّياشُ كلُّ اللباس، قال‏:‏ فسأَلت يونسَ فقال‏:‏ لم يقل

شيئاً، هما سواءٌ، وسأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال؛ قال أَبو

الفضل‏:‏ أَراه يعني كما قال أَبو المنذر قال‏:‏ وقال الحَرَّاني سمعت ابن السكيت قال‏:‏ الريشُ جمعُ ريشة‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ أَنه اشترى قَميصاً بثلاثة

دَراهم وقال‏:‏ الحمدُ للِّه الذي هذا من رِياشه؛ الرِّيشُ والرِّياشُ‏:‏ ما

ظهَر من اللباس‏.‏ وفي حديثه الآخَر‏:‏ أَنه كان يُفْضِلُ على امرأَةٍ

مُؤْمِنَةٍ من رِياشِه أَي مما يستفيده، وهذا من الرِّياشِ الخِصْبِ والمعاشِ

والمال المستفاد‏.‏ وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما‏:‏ يَفُكّ

عانِيَها ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يَكْسُوه ويُعِينُه، وأَصله من الرِّيشِ

كأَنّ الفقِيرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ به كالمَقْصوصِ من الجَناحِ‏.‏ يقال‏:‏

راشَه يَرِيشُه إِذا أَحْسَنَ إِليه‏.‏ وكلُّ من أَوْلَيْتَه خيراً، فقد

رِشْتَه؛ ومنه الحديث‏:‏ أَن رجلاً راشَه اللَّه مالاً أَي أَعطاه؛ ومنه

حديث أَبي بكر والنسّابة‏:‏

الرائشون، وليس يُعرف رائِشٌ، والقائلون‏:‏ هلُمَّ للأَضيافِ

ورجل أَرْيشُ وراشٌ‏:‏ ذو مال وكسوة‏.‏ والرِّياشُ‏:‏ القِشْرُ وكلُّ ذلك من الرِّيشِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ راشَ صدِيقَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا أَطعَمه

وسقاه وكساه‏.‏ وراشَ يَرِيشُ رَيشاً إِذا جَمَع الرِّيشَ وهو المال والأَثاث‏.‏

القتيبي‏:‏ الرِّيشُ والرِّياشُ واحدٌ، وهما ما ظهر من اللباس‏.‏ ورِيشُ

الطائرِ‏:‏ ما سَتَرَه اللَّه به‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ قالت بنو كلاب الرِّياشُ

هو الأَثاث من المتاع ما كان من لِباسٍ أَو حشْوٍ من فراش أَو دِثارٍ، والرِّيشُ المتاعُ والأَموالُ‏.‏ وقد يكون في النبات دون المال‏.‏ وإِنه لحسَنُ

الرِّيش أَي الثيابِ‏.‏ ويقال‏:‏ فلان رَيِّشٌ ورَيْشٌ وله رِيشٌ وذلك إِذا

كَبُر ورَفَّ، وكذلك راشَ الطائرُ إِذا كان عليه زَغَبة من زِفٍّ، وتلك

الزَّغَبة يقال لها النُّسال‏.‏ الفراء‏:‏ شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه، وراشَ إِذا استَغْنى‏.‏ ورُمْحٌ راشٌ ورائِشٌ‏:‏ خَوّارٌ ضعيفٌ‏.‏ بالرِّيشِ

لخفّته‏.‏ وجَمَل راشُ الظَّهر ضعيفٌ‏.‏ ناقةٌ رائِشةٌ‏:‏ ضعيفةٌ‏.‏ ورجل راشٌ‏:‏ ضعيف، وأَعطاه مائة بريشها؛ وقيل‏:‏ كانت الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جعليوا في أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِيشاً، وقيل‏:‏ رِيشَ النعامةِ لِيُعلم أَنها من حِبَاء

المَلِك، وقيل‏:‏ معناه برِحالِها وكسوتها وذلك لأَن الرحال لها

كالرِّيشِ؛ وقول ذي الرمة‏:‏

أَلا تَرى أَظْعانَ ميَّ كأَنها

ذُرى أَثْأَبٍ، راشَ الغُصونَ شَكِيرُها‏؟‏

قيل في تفسيرها‏:‏ راشَ كَسَا، وقيل‏:‏ طالَ؛ الأَخيرة عن أَبي عمرو، والأَوّل أَعْرَفُ‏.‏ وذاتُ الرِّيش‏:‏ ضرْبٌ من الحَمْضِ يُشْبِه القَيْصومَ

وورقُها وورْدُها يَنْبُتان خِيطاناً من أَصلٍ واحد، وهي كثيرةُ الماءِ جدًّا

تَسِيل من أَفواه الإِبِل سيْلاَ، والناسُ يأْكلونها؛ حكاها أَبو حنيفة‏.‏

والرائِشُ الحِمْيَريُّ‏:‏ ملِكٌ كان غزا قوماً فغنِم غنائم كثيرةً وراشَ

أَهلَ بيتِه‏.‏ الجوهري‏:‏ والحرث الرائِشُ من ملوك اليمن‏.‏

زوش‏:‏ الكسائي‏:‏ الزَّوْشُ العبدُ اللئيم والعامّة تقول‏:‏ زُوشٌ‏.‏ أَبو

عمرو‏:‏ الأَزْوَشُ مثل الأَشْوَسِ‏:‏ المُتَكَبِّرُ‏.‏

شغش‏:‏ الشَّغُوشُ‏:‏ رَديءُ الحِنْطة، فارسيٌّ معرّب؛ قال رؤبة‏:‏

قد كان يُغْنِيهِم عن الشَغُوش، والخَشْل من تَساقُطِ العُروش، شَحْمٌ ومَحْضٌ ليس بالمَغْشوش

شوش‏:‏ الليث‏:‏ الوَشْواشُ الخفيفُ من النَّعام، وناقةٌ وَشْواشةٌ وناقة

شَوْشاءُ، ممدود؛ قال حميد‏:‏

من العِيسِ شَوْشاءٌ مِزَاقٌ، ترى بها *** نُدوباً من الأَنْساعِ فذًّا وتَوْأَما

وقال بعضهم‏:‏ فَعْلاء وقيل هي فَعْلال، قال أَبو منصور‏:‏ وسماعي من العرب

شَوْشاة، بالهاء وقَصْر الأَلف؛ أَنشد أَبو عمرو‏:‏

واعْجَلْ لها بناضحٍ لَغُوبِ، شَواشئ مُخْتلِف النُّيوبِ

قال أَبو عمرو‏:‏ همز شواشئ للضرورة، وأَصله من الشَّوْشاةِ، وهي الناقةُ

الخفيفةُ، والمرأَة تُعابُ بذلك فيقال‏:‏ امرأَة شَوْشاةٌ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏

الشَّوْشاةُ الناقةُ السريعةُ، والوَشْوَشةُ الخفَّةُ، وأَما التَّشْوِيشُ

فقال أَبو منصور‏:‏ إِنه لا أَصل له في العربية، وإِنه من كلام المولدين، وأَصله التَّهْوِيش وهو التَخْلِيطُ‏.‏ وقال الجوهري في ترجمة شيش‏:‏

التَّشْوِيش التَّخْلِيطُ، وقد تَشَوّش عليه الأَمْرُ‏.‏

صله التَّهْوِيش وهو التَخْلِيطُ‏.‏ وقال الجوهري في ترجمة شيش‏:‏

التَّشْوِيش التَّخْلِيطُ، وقد تَشَوّش عليه الأَمْرُ‏.‏

طبش‏:‏ الطَّبْشُ‏:‏ لغة في الطَّمْش وهم الناس؛ يقال‏:‏ ما أَدري أَيّ

الطَّبْش هو‏.‏

طخش‏:‏ الطَّخْشُ‏:‏ إِظلامُ البصر، طَخِشَ طَخْشاً وطَخَشاً‏.‏

طرش‏:‏ الطَّرَشُ‏:‏ الصَّمَمُ، وقيل‏:‏ هو أَهْوَنُ الصَّمَمِ، وقيل‏:‏ هو مُوَلّدٌ، الأَطْرُشُ والأُطْرُوشُ الأَصمُّ؛ الأُولى في بعض نسخ يعقوب من الإِصْلاح، وقد طَرِشَ طَرَشاً، ورجال طُرْشٌ‏.‏

طرغش‏:‏ طَرْغَشَ من مرضه واطرَغَشَّ المريضُ اطْرِغْشَاشاً‏:‏ بَرئ

وانْدَمَل‏.‏ واطْرَغَشَّ من مرضه‏:‏ قام وتحرّك ومشى‏.‏ ومُهْرٌ مُطْرَغِشُّ‏:‏ ضعيفٌ

تضطرب قوائمهُ والمُطْرَغِشُّ‏:‏ الناقِهُ من المرض غير أَن كلامَه وفؤادَه

ضعيف‏.‏ واطْرَغَشَّ من مرضه وابرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد‏.‏ واطرَغَشَّ

القومُ إِذا غِيثُوا فأَخْصَبوا بعد الهُزال والجَهْد‏.‏

طرفش‏:‏ طَرْفَش الرجلُ طَرْفَشَةً‏:‏ نظر وكسَر عينَه‏.‏ وتَطَرْفَشَت عينُه‏:‏

عَشِيَت‏.‏ والطُّرَافِشُ‏:‏ السيِّءُ الخُلُقِ‏:‏ النضر‏:‏ الظَّغْمَشَةُ

والطَّرْفَشةُ ضعْفٌ البصر‏.‏

طرمش‏:‏ طَرْمَشَ الليلُ وطَرْشَم‏:‏ أَظلم، والسِّينُ أَعْلى‏.‏

طشش‏:‏ الطَّشُّ من المطر‏:‏ فوق الرِّكّ ودون القِطْقِط، وقيل‏:‏ أَولُ المطر

الرَّشّ ثم الطَّشّ‏.‏ ومطر طَشٌّ وطَشِيشٌ‏:‏ قليل؛ وقال رؤبة‏:‏

ولا جَدَا نَيْلِك بالطَّشِيش

أَي بالنَّيْل القليل‏.‏ وقد طَشَّت السماءُ طَشّاً وأَطَشَّت ورَشَّت

وأَرَشّت بمعنى واحد‏.‏ والطَّشُّ والطَّشِيشُ‏:‏ المطر الضعيف وهو فوق

الرَّذاذ‏.‏ قال‏:‏ وأَرضٌ مَطْشُوشةٌ ومَطلولة، ومن الرَّذاذِ مَرْذُوذَةٌ‏.‏

الأَصمعي‏:‏ لا يقال مُرَذَّةٌ ولا مَرْذُوذَةٌ ولكن يقال أَرضٌ مُرَذٌّ عليها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الحَزَاةُ

يَشرَبها أَكايسُ الناس للطُّشّة؛ قال‏:‏

هو داءٌ يُصِيب الناس كالزُّكامِ، سميت طُشّة لأَنه إِذا اسْتَنثر

صاحبُها طَشَّ كما يَطِشّ المطرُ وهو الضعيف القليل منه‏.‏ وفي حديث الشعبي وسعيد

في قوله تعالى‏:‏ ويُنزِّلُ من السماء ماء، قال‏:‏ طَشَّ يومَ بَدْرٍ‏.‏ ومنه

حديث الحسن‏:‏ أَنه كان يمشي في طَشّ ومطر‏.‏ المحكم‏:‏ والطُّشَّةُ داءٌ

يُصِيب الناس كالزُّكام‏.‏ قال‏:‏ وفي حديث بعضهم في الخَزَاة يَشْرَبُها أَكايس

الصِّبْيانِ للطُّشَّةِ، قال ابن سيده‏:‏ أَرى ذلك لأَنَّ أُنوفَهم تَطِشّ

من هذا الداء؛ قال‏:‏ حكاه الهروي في الغربين عن ابن قتيبة‏.‏ التهذيب‏:‏

الطُّشَاشُ داءُ من الأَدْواء، يقال‏:‏ طُشَّ، فهو مَطشُوشٌ، كأَنه زُكِم، قال‏:‏

والمعروف فيه طُشِئَ‏.‏

طغمش‏:‏ النضر‏:‏ الطَّغْمَشةُ والطَّرْفَشةُ ضعْفُ البصر‏.‏

طفش‏:‏ الطَّفْش‏:‏ النكاحُ؛ قال أَبو زُرْعة التميمي‏:‏

قال لها، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ‏:‏

هل لَكِ يا خَلِيلَتي في الطَّفْشِ‏؟‏

النَّمْشُ هناك‏:‏ الكلامُ المُزَخْرف، قال ابن سيده‏:‏ وأَرى السين لغة؛ عن

كراع‏.‏

والطَّفَاشاءُ‏:‏ المهزولة من الغنم وغيرها‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ والطَّفَاشاةُ

المهزولة من الغنم وغيرها‏.‏ ورجل طَفَنْشَأٌ‏:‏ ضعيف البدن فيمن جعل النون

والهمزة زائدتين‏.‏

طفنش‏:‏ رجل طَفَنَّشٌ‏:‏ واسع صدْر القدَم، وطَفَنْشَأٌ‏:‏ ضعيف البدن‏.‏

طمش‏:‏ الطَّمْشُ‏:‏ الناس؛ يقال‏:‏ ما أَدري أَيّ الطَّمْش هو، معناه أَيّ

الناس هو، وجمعه كُمُوشٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وقد استعمل غير منفي الأَول؛ قال

رؤبة‏:‏

وما نَجا من حَشْرِها المَحْشُوشِ

وحْشٌ، ولا كَمْشٌ من الطُّمُوشِ

قال ابن بري‏:‏ حشرها يريد به حَشْرَ هذه السَّنَة من جَدْبها المحْشُوش

الذي سِيقَ وضُمَّ من نواحيه أَي لم يَسْلم في هذه السنة وحشيّ ولا

إِنسيّ‏.‏

طنفش‏:‏ طَنْفَش عينَه‏:‏ صغَّرها‏.‏

طهش‏:‏ الطَّهْش‏:‏ أَن يختلط الرجلُ فيما أَخَذ فيه من عملٍ بِيدِه

فيُفسِده‏.‏ وطَهْوَشٌ‏:‏ اسم‏.‏

طوش‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الطَّوْش خفَّة العقل‏.‏

وطَوَّش إِذا مَطَل غريمَه‏.‏

طيش‏:‏ الطَّيْش‏:‏ خفَّة العقل، وفي الصحاح‏:‏ النَّزَقُ والخفَّة، وقد طاشَ

يَطِيش طَيْشاً، وطاش الرجلُ بعد رَزانتِهِ‏.‏ قال شمر‏:‏ طَيْشُ العقل

ذهابُه حتى يجهل صاحبُه ما يُحاوِلُ، وطَيْشُ الحِلْم خفَّته، وطَيْشُ السهم

جَوْرُه عن سَنَنِه؛ وقولُ أَبي كبير‏:‏

ثم انصرفتُ، ولا أَبثُّك حِيبَتي، رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ مشْيَ الأَصْوَرِ

أَراد‏:‏ لا أَقْصِدُ‏.‏ وفي حديث السحابة

‏:‏ فطاشَتِ السِّجِلاّتُ

وثَقُلَت البِطاقةُ؛ الطَّيْشُ‏:‏ الخفَّة‏.‏ وفي حديث عمرو بن أَبي سلمة

‏:‏ كانت يَدِي

تَطِيش في الصَّحْفَة أَي تَخِفُّ وتتناوَلُ من كل جانب‏.‏ وفي حديث ابن شبرمة

وسُئل عن السُّكْر فقال‏:‏ إِذا طاشت رِجْلاه واختلطَ كلامُه؛ وقول أَبي

سهم الهذلي‏:‏

أَخالِدُ، قد طاشَتْ عن الأُمّ رِجْلُه، فكيف إِذا لم يَهْدِ بالخُفّ مَنْسِمُ‏؟‏

عدَّاه بعن لأَنه في معنى راغَتْ وعدَلَت، فكيف إِذا لم يهتد بالخف

منسِم، عدَّاه بالياء أَيضاً لأَنه في معنى لم يُدَلّ به ونحوه، وكانت

رِجْلُه قد قطعت‏.‏ ورجل طائشٌ من قوم طاشةٍ، وطَيَّاشٌ من قوم طيَّاشةٍ‏:‏ خفاف

العقول‏.‏

وطاشَ السهمُ عن الهَدَف يَطيش طَيشاً إِذا عدَل عنه ولم يقصِد الرميَّة

وأَطاشه الرَّامي‏.‏ وفي حديث جرير‏:‏ ومنها العَصِلُ الطائشُ أَي الزالُّ

عن الهدَف‏.‏

والأَطْيَشُ‏:‏ طائرٌ‏.‏

عبش‏:‏ العَبْشُ

‏:‏ الغباوة، ورجل به عُبْشةٌ‏.‏ وتَعَبَّشَني بدعوى باطلٍ‏:‏ ادّعاها

عليّ؛ عن الأَصمعي، والغين لغة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العَبْش الصَّلاحُ في كل

شيء‏.‏ والعرب تقول‏:‏ الختان عَبْشٌ للصَّبيّ أَي صلاحٌ، بالباء، وقد ذكره في موضع آخر العَمْش، بالميم، وذكر الليث أَنهما لغتان‏.‏ يقال‏:‏ الخِتان صلاحٌ

للولدِ فاعْمُشُوه واعْبُشُوه، وكلتا اللغتين صحيحةٌ‏.‏

عتش‏:‏ عَتَشَهُ يَعْتِشُه عَتْشاً‏:‏ عَطَفه، قال‏:‏ وليس بثت‏.‏

عرش‏:‏ العَرْش‏:‏ سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ، سمَّاه الله عز وجل عَرْشاً فقال عز من قائل‏:‏ إِني وجدتُ امرأَة تملكهم

وأُوتيتْ من كل شيءٍ، ولها عرش عظيمٌ؛ وقد يُستعار لغيره، وعرض الباري سبحانه

ولا يُحدُّ، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ‏.‏ وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ‏:‏

فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْش في الهواء، وفي رواية‏:‏ بين السماء

والأَرض، يعني جبريلَ على سرير‏.‏ والعَرْش‏:‏ البيتُ، وجمعه عُروشٌ‏.‏ وعَرْش

البيت‏:‏ سقفُه، والجمع كالجمع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأَنا على عَرْشِي، وقيل‏:‏ على عَرِيشٍ لي؛ العَرِيشُ والعَرْشُ‏:‏ السقفُ، وفي الحديث‏:‏ أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعَْرش، يعني بالسقف‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ الرحمن على العَرْش استوى، وفيه؛ ويحمل عَرْشَ

ربِّك فوقهم يومئذ ثمانيةٌ؛ روي عن ابن عباس أَنه قال‏:‏ الكرسيّ موضع

القدَمين والعَرْش لا يُقدَر قدرُه، وروي عنه أَنه قال‏:‏ العَرْش مجلِس

الرحمن، وأَما ما ورد في الحديث‏:‏ اهتزَّ العرشُ لموت سعد، فإِن العَرْش ههنا

الجِنَازة، وهو سرير الميت، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى

مَدْفنِه، وقيل‏:‏ هو عَرْش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء في رواية أُخرى‏:‏ اهتزَّ

عرشُ الرحمن لموْت سعد، وهو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به لكرامته على ربه، وقيل‏:‏ هو على حذف مضافٍ تقديره‏:‏ اهتزَّ أَهل العرش لقدومه على الله لما رأَوْا من منزلته وكرامته عند‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وكأَيِّنْ من قرية أَهلكناها وهي ظالمة فهي خاويةٌ على عُروشِها؛ قال الزجاج‏:‏ المعنى

أَنها خَلَتْ وخرّت على أَركانها، وقيل‏:‏ صارت على سقُوفها، كما قال عز من قائل‏:‏ فجعلنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حيطانها قائمة وقد تهدَمت

سُقوفُها فصارت في قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على

السُّقوف المتهدّمة قَبْلها، ومعنى الخاوِية والمنقعِرة واحد يدلُّك على ذلك

قول اللَّه عز وجل في قصَّة قوم معاد‏:‏ كأَنهم أَعجازٌ نَخلٍ خاوِيةٍ؛ وقال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً‏:‏ كأَنهم أَعجازُ نخلٍ مُنْقَعرٍ، فمعنى الخاوية والمنقعر في الآيتين واحد، وهي المُنقلِعة من أُصولها حتى

خَوى مَنْبتُها‏.‏ ويقال‏:‏ انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ، وانقَعَر النبتُ

إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم، وهذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما

يوصف‏.‏ وقد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه وهو قوله‏:‏ فأَتى اللَّه بُنيانَهم من القواعد فخرَّ عليهم السقفُ من فوقهم؛ أَي قلع أَبنيتَهم من أِساسها وهي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها، وعليها

القواعد، وحيطانُها وهم فيها، وإِنما قيل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وقال

بعضهم في قوله تعالى‏:‏ وهي خاوِية على عروشها؛ أَي خاوية عن عروشها

لتهدُّمِها، جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز وجل‏:‏ الذين إِذا اكتالُوا على

الناس يَسْتَوْفُون؛ أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم، وعُروشُها‏:‏ سُقوفها، يعني

قد سقَط بعضُه على بعض، وأَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان

عليها‏.‏ خَوَتْ‏:‏ صارت خاوِيةً من الأَساس‏.‏ والعَرْش أَيضاً‏:‏ الخشَبة، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ‏.‏ وعرَش العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشاً‏:‏ عَمِلَه‏.‏

وعَرْشُ الرجل‏:‏ قِوام أَمره، منه‏.‏ والعَرْش‏:‏ المُلْك‏.‏ وثُلَّ عَرْشُه‏:‏

هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره، وقيل‏:‏ وَهَى أَمريه وذهَب عِزُّه؛ قال

زهير‏:‏تَداركْتُما الأَحْلافَ، قد ثُلَّ عَرْشُها، وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ

والعَرْش‏:‏ البيت والمنزل، والجمع عُرُش؛ عن كراع‏.‏ والعَرْش كواكِبُ

قُدَّام السَّماك الأَعْزَلِ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار

أَسفل من العَوَّاء، يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قال ابن أَحمر‏:‏

باتت عليه ليلةٌ عَرْشيَّةٌ

شَرِبَتْ، وبات على نَقاً مُتهدِّمِ

وفي التهذيب‏:‏ وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها‏.‏ والعَرْشُ

والعَرِيش‏:‏ ما يُستَظلُّ به‏.‏ وقيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر‏:‏

أَلا نَبْني لك عَرِيشاً تتظلَّل به‏؟‏ وقالت الخنساء‏:‏

كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَى، ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ

أَي كان يظلُّنا، وجمعه عُروش وعُرُش‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن عُروشاً

جمع عَرْش، وعُرُشاً جمعُ عَرِيش وليس جمعَ عَرْشٍ، لأَن باب فَعْل

وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لا يتَّسع‏.‏

وفي الحديث‏:‏ فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ؛ التَّعْرِيش‏:‏ أَن ترتفع

وتظلَّل بجناحيها على من تحتها‏.‏ والعَرْش‏:‏ الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات

أَو خمسٌ؛ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو

خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِيشُ‏.‏ وعَرْشُ البئر‏:‏ طَيُّها

بالخشب‏.‏ وعرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشاً‏:‏ طَويْتُها من أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب، فهي مَعْرُوشةٌ، وذلك

الخشب هو العَرْش، فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة، وإِذا كانت كلها

بالحجارة، فهي مطويَّة وليست بمعروشة، والعَرْشُ‏:‏ ما عَرَشْتها به من الخشب، والجمع عُروشٌ‏.‏ والعَرْشُ‏:‏ البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه

الساقي، والجمع كالجمع؛ قال الشاعر‏:‏

أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي

وقال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ‏:‏

وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ

فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ، على قومِه، إِلا انتهى وهو نادمُ

أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ، وتَبْقَى من الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ‏؟‏

يريد أَبياتَ الهِجاء‏.‏ والصوارِمُ‏:‏ القواطِع‏.‏ والمثابةُ‏:‏ أَعلى البئر

حيث يقوم المستقي‏.‏ قال ابن بري‏:‏ والعَرْش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى

من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالاً، فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ

العُروشُ، ضَرَبَهُ مثلاً‏.‏

وعَرْشُ الكَرْمِ‏:‏ ما يُدْعَمُ به من الخشب، والجمع كالجمع‏.‏ وعَرَشَ

الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشاً وعُرُوشاً وعَرَّشَه‏:‏ عَمِل له عَرْشاً، وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم، والواحد عَرْش والجمع عُروش، ويقال‏:‏ عَرِيش وجمعه عُرُشٌ‏.‏ ويقال‏:‏ اعْتَرَشَ

العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على العِراش‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

جَنَّاتٍ مَعْرُوشات؛ المعروشاتُ‏:‏ الكُرُوم‏.‏ والعَرِيشُ ما عَرَّشْتَه به، والجمع عُرُشٌ‏.‏ والعَرِيشُ‏:‏ شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على

بَعِيرٍ وليس به؛ قال رؤبة‏:‏

إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا

أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا

وبئرٌ مَعْروشةُ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ‏.‏ وعرَشَ يعْرِشُ ويعرُش عَرْشاً

أَي بَنى بِناءً من خشبٍ‏.‏ والعَرِيشُ‏:‏ خَيْمةٌ من خشب وثُمام‏.‏ والعُروش

والعُرُش‏:‏ بيوت مكة، واحدها عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وهو منه لأَنها كانت تكون

عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عليها؛ عن أَبي عبيد‏:‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه

كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة؛ يعني بيوتَ أَهل

الحاجة منهم، وقال ابن الأَثير‏:‏ بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب ويُظَلَّل

عليها‏.‏ وفي حديث سعد قيل له‏:‏ إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج، فقال‏:‏

تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعاويةُ كافر

بالعُرُشِ؛ أَراد بيوت مكة، يعني وهو مقيم بعُرُش مكة أَي بيوتها في حال

كُفْرِه قبل إِسلامِه، وقيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء والتغطّي؛ يعني أَنه

كان مُخْتفياً في بيوت مكة، فمن قال عُرُش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ

وقُلُبٍ، ومن قال عُروش فواحدها عريشٌ مثل قَليبِ وقُلُبٍ، ومن قال عُروش

فواحدها عَرش مثل فَلْس وفُلوس‏.‏ والعَريش والعَرْشُ‏:‏ مكةُ نفسُها كذلك؛ قال

الأَزهري‏:‏ وقد رأَيتُ العربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل

ويُطْرح فوقها التُّمام عُرُشاً، والواحد منها عَريش‏:‏ ثم يُجْمع عُرْشاً، ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ‏.‏ وفي حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة‏:‏ إِني وجدت ستين

عَرِيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا وكذا؛ أَراد بالعَرِيش أَهل البيت

لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ

فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ‏.‏ ويقال

للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد‏:‏ عَريشٌ‏.‏

والإِعْراشُ‏:‏ أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وقد أَعْرَشْتها إِذا

مَنعْتها أَن ترتع؛ وأَنشد‏:‏

يُمْحى به المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم

ويقال‏:‏ اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته

وتَعَرْوَشْته إِذا ركبته‏.‏ وناقة عُرْشٌ‏:‏ ضخْمة كأَنها

مَعْروشة الزَّوْر؛ قال عبدةُ بن الطبيب‏:‏

عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ، من خَصْبة، بقِيَتْ منها شَمالِيلُ

وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين‏:‏ عظيمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِيتْ‏.‏

وعَرْشُ القَدَمِ وعُرْشُها‏:‏ ما بين عَيرِها وأَصابعها من ظاهرٍ، وقيل‏:‏

هو ما نَتأَ في ظهرها وفيه الأَصابعُ، والجمع أَعْراشٌ وعِرَشة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ ظهرُ القدم العَرْش وباطنُه الأَخْمَص‏.‏ والعُرْشانِ من الفرس‏:‏ آخرُ شَعرِ العُرْف‏.‏ وعُرْشا العُنُق‏:‏ لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما

الفَقارُ، وقيل‏:‏ هما موضعا المِحْجَمَتين؛ قال العجاج‏:‏

يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ

ويروى‏:‏ وامتدَّ عُرْشا‏.‏ وللعنُقِ عُرْشان بينهما القفا، وفيهما

الأَخْدَعانِ، وهما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قال ذو الرمة‏:‏

وعبدُ يَغُوث يَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله، قد احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ

لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ، وإِن عظُمَتْ، منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ

وواحدهما عُرْش، يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي، وكان رئيسَ مَذْحِج

يومَ الكُلاب ولم يُقْتل ذلك اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بعد ذلك؛ وروي‏:‏ قد اهْتَذّ عُرْشَيه أَي قَطَع، قال ابن بري‏:‏ في هذا البيت شاهِدانِ‏:‏

أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل، والثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من عُمرٍو، وليس في عَمْرٍو ذُلٌّ؛ على حد قول حسان‏:‏

فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ

وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود‏:‏ سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْشِي؛ قال‏:‏ العُرْشُ عِرْقٌ في أَصل العُنُق‏.‏

وعُرْشا الفرسِ‏:‏ مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَيْنِ‏.‏

وعَرْشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً‏:‏ حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً

صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ؛ قال رؤبة‏:‏

كأَنّ حيث عَرَّشَ القَبائلا

من الصَّبِيّيْنِ وحِنُوًا ناصِلا

والأُذُنان تُسَمَّيان‏:‏ عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين‏.‏ أَراد

فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْشَيهِ، وإِذا سارَّه في أُذُنيه فقد دَنا من عُرْشَيْهِ‏.‏ وعَرَشَ بالمكان يَعْرِش عُرُوشاً

وتَعرَّش‏:‏ ثبَتَ‏.‏ وعَرِشَ بغَرِيمه عرَشاً‏:‏ لزِمَه‏.‏ والمُتَعَرْوِشُ‏:‏

المُسْتَظِلّ بالشجرة‏.‏ وعَرَّشَ عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ‏:‏ قال الشماخ‏.‏

ولما رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ، تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا

الهَوِيّةُ‏:‏ موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ

وصعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِيّة‏.‏ ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ

للصيد‏:‏ عَرِشَ وعَرِسَ‏.‏

وعُرْشانٌ‏:‏ اسمٌ‏.‏ والعُرَيْشانُ‏:‏ اسم؛ قال القتَّال الكِلابي‏:‏

عفا النَّجْبُ بعدي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ

عشش‏:‏ عُشُّ الطائرِ‏:‏ الذي يَجْمع من حُطامِ العيدان وغيرها فيَبيض فيه، يكون في الجبَلِ وغيرِه، وقيل‏:‏ هو في أَفْنان الشجر، فإِذا كان في جبَلٍ

أَو جِدار ونحوِهما فهو وَكْر ووَكْنٌ، وإِذا كان في الأَرض فهو أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ؛ وموضعُ كذا مُعَشّشٌ الطيورِ، وجمعه أَعْشاشٌ وعِشاشٌ

وعُشوشٌ وعِشَشةٌ؛ قال رؤبة في العُشوش‏:‏

لولا حُباشاتُ من التَّحْبِيش

لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش

والعَشْعَش‏:‏ العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض‏.‏ واعتَشَّ الطائرُ‏:‏ اتّخذ

عُشًّا؛ قال يصف ناقة‏:‏

يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ، لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ

قال‏:‏ البائض وهو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض، فهو في معنى الوالد‏.‏

وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً‏:‏ كاعْتَشَّ‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ العُشُّ للغراب وغيره

على الشجر إِذا كَثُف وضخُم‏.‏ وفي المثل في خطبة الحجاج‏:‏ ليس هذا

بعُشِّكِ فادْرُجِي؛ أَراد بعُشِّ الطائر، يُضرب مثلاً لمن يرفع نفسَه فوق

قدْرِه ولمن يَتعَرَّض إِلى شيء ليس منه، وللمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر

بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ منه‏:‏ تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجِّني

والعِلَلَ في ذَوِيك‏.‏ وفي حديث أُمّ زرع‏:‏ ولا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً

أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فنخبأَ منه في هذه الزاوية وفي هذه

الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى، وقيل‏:‏ أَرادت لا تملأ

بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُْشُّ طائر، ويروى بالغين المعجمة‏.‏

والعَشّةُ من الشجر‏:‏ الدقيقةُ القُضْبان، وقيل‏:‏ هي المفْترِقةُ الأَغصان

التي لا تُواري ما وراءها‏.‏ والعَشّةُ أَيضاً من النخل‏:‏ الصغيرةُ الرأْسِ

القليلة السعف، والجمع عِشاشٌ‏.‏ وقد عشَّشَت النخلةُ‏:‏ قَلَ سعفُها ودقّ

أَسفلُها، ويقال لها العَشَّة، وقيل‏:‏ شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِِيمةُ

المَنْبِت؛ قال جرير‏:‏

فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش

بعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي

وقيل لرجل‏:‏ ما فعل نخل بني فلان‏؟‏ فقال‏:‏ عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ

أَسفلُه، والاسم العَشَشُ‏.‏ والعَشّةُ‏:‏ الأَرض القليلة الشجر، وقيل‏:‏ الأَرض

الغليظة‏.‏ وأَعْشَشْنا‏:‏ وقعْنا في أَرض عَشَّة، وقيل‏:‏ أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر

في جَلْدٍ عَزازٍ وليس بجبلٍ ولا رملٍ وهي ليّنة في ذلك‏.‏

ورجل عَشٌّ‏:‏ دقيقُ عظام اليد والرِّجْلِ، وقيل‏:‏ هو دقيقُ عظام الذراعين

والساقين، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قال‏:‏

لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ، ولا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ

وقيل‏:‏ العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم، وكذلك الرجلُ‏.‏ وأَطْلَق بعضهم

العَشَّةَ من النساء فقال‏:‏ هي القليلةُ اللحم‏.‏ وامرأَة عَشّةٌ‏:‏ ضَئِيلةُ

الخَلْق، ورجل عَشٌّ‏:‏ مهزول؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا، لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا

بَشَاشَتي وعَمَلاً ففَشَّا، وقد أَراها وشَواها الحُمْشا

ومِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا، كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا

الفَرْشُ‏:‏ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه

الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة

والعُشُوشةٍ، وفرس عَشُّ القوائم‏:‏ دقيقٌ‏.‏ وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر

ونَحَل، وأَعَشّهُ اللَّه‏.‏ والعَشُّ‏:‏ الجمع والكسب‏.‏ وعَشَّ المعروفَ يعُشّه

عَشًّا‏:‏ قلَّله؛ قال رؤبة‏:‏

حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ

وسقى سَجْلاً عَشّاً أَي قليلاً نزراً؛ وأَنشد‏:‏

يسقينَ لا عَشّاً ولا مُصَرّدا

وعَشّشَ الخبرُ‏:‏ يبِسَ وتكَرَّجَ، فهو مُعَشِّشٌ‏.‏ وأَعَشَّه عن حاجته‏:‏

أَعْجَله‏.‏ وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بهم‏:‏ أَعْجَلَهم عن أَمرهم، وكذلك إِذا

نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله، وكذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق

يصف القطاة‏:‏

وصادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها

طَرُوقاً، وباقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف

ولو تُرِكَتْ نامتْ، ولكنْ أَعَشّها

أَذًى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ

ويروى‏:‏ كالحِنّي، بكسر الحاء‏.‏ ويقال‏:‏ أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت

منزلاً قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك‏.‏ وجاؤوا مُعاشِّين

الصُّبْحَ أَي مُبادِرين‏.‏ وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فانعشّ‏.‏ أَبو زيد‏:‏

جاء بالمال من عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي من حيث شاء‏.‏ وعَشّه

بالقضيب عشًّا إِذا ضربه ضربات‏.‏ قال الخليل‏:‏ المَعَشّ المَطْلب، وقال غيره

المَعَسّ، بالسين المهملة‏.‏

وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ ميرةً ليست

بالكثيرة‏.‏ وأَعْشاش‏:‏ موضع بالبادية، وقيل في ديار بني تميم؛ قال

الفرزدق‏:‏عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وما كُنْتَ تَعْزِفُ، وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ

ويروى‏:‏ وما كِدْتَ تعزف؛ أَراد عزفت عن أَعشاش، فأَبدل الباء مكان عن، ويروى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ؛ يقول‏.‏ عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَي

صرفت نفسَك‏.‏ والإِعشاشُ‏:‏ الكِبَرُ‏.‏