فصل: (تابع: حرف الصاد)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الصاد‏]‏

حنص‏:‏ هذه ترجمة انفرد بها الأَزهري وقال‏:‏ قال الليث الحِنْصَأْوةُ من الرجال الضعيفُ‏.‏ يقال‏:‏ رأَيت رجُلاً حِنْصَأْوةً أَي ضعيفاً، وقال شمر نحوه

وأَنشد‏:‏

حتى ترى الحِنْصَأْوةَ الفَرُوقَا

مُتَّكِئاً يَقْتَمِحُ السَّوِيقا

حنبص‏:‏ الفراء‏:‏ الحَنْبَصةُ الرَّوَغانُ في الحَرْبِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

أَبو الحِنْبِص كنية الثعلب واسمه السَّمْسَمُ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ يقال للثعلب

أَبو الحِنْبِص وأَبو الهِجْرس وأَبو الحُصَين‏.‏

حنفص‏:‏ الحِنْفِصُ‏:‏ الصغيرُ الجسم‏.‏

حوص‏:‏ حاصَ الثوبَ يَحُوصُه حَوْصاً وحِياصةً‏:‏ خاطَه‏.‏ وفي حديث عَليّ، كرم اللّه وجهه‏:‏ أَنه اشْتَرَى قَمِيصاً فقَطع ما فَضَل من الكُمَّينِ عن

يَدِه ثم قال للخيَّاط‏:‏ حُصْه أَي خِطْ كِفافه، ومنه قيل للعين

الضَّيِّقة‏:‏ حَوْصاء، كأَنما خِيطَ بجانب منها؛ وفي حديثه الآخر‏:‏ كلما حِيصَتْ من جانب تهتَّكَتْ من آخَر‏.‏ وحاص عينَ صَقْره يَحُوصُها حَوْصاً وحِياصةً‏:‏

خاطَها، وحاصَ شُقُوقاً في رِجْله كذلك، وقيل‏:‏ الحَوْصُ الخياطةُ بغير

رُقْعة، ولا يكون ذلك إِلا في جلد أَو خُفِّ بَعِيرٍ‏.‏

والحَوَصُ‏:‏ ضِيقٌ في مُؤْخر العين حتى كأَنها خِيطَتْ، وقيل‏:‏ هو ضِيق

مَشَقِّها، وقيل‏:‏ هو ضيق في إِحدى العينين دون الأُخرى‏.‏ وقد حَوِصَ يَحْوَص

حَوَصاً وهو أَحْوَصُ وهي حَوْصاءُ، وقيل‏:‏ الحَوْصاءُ من الأَعْيُنِ

التي ضاقَ مَشَقُّها، غائرةً كانت أَو جاحِظةً، قال الأَزهري‏:‏ الحَوَصُ عند

جميعهم ضِيقٌ في العينين معاً‏.‏ رجل أَحْوَصُ إِذا كان في عينيه ضِيقٌ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الحَوَصُ، بفتح الحاء، الصغارُ العُيون وهم الحُوصُ‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ من قال حَوَصاً أَراد أَنهم ذَوُو حَوَصٍ، والخَوَصُ، بالخاء‏:‏

ضِيقٌ في مُقَدَّمِها‏.‏ وقال الوزير‏:‏ الأَحْيَصُ الذي إِحْدى عينيه أَصغرُ

من الأُخْرى‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَوْصُ الخِياطةُ والتضييقُ بين الشيئين‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الحَوْصُ الخِياطةُ المتباعدة‏.‏

وقولهم‏:‏ لأَطْعَنَنَّ في حَوْصِهِم أَي لأَخْرِقَنَّ ما خاطُوا

وأُفسِدَنَّ ما أَصْلَحوا؛ قال أَبو زيد‏:‏ لأَطْعَنَنَّ في حَوْصِك أَي

لأَكِيدَنَّكَ ولأَجْهَدَنَّ في هَلاكِك‏.‏ وقال النضر‏:‏ من أَمثال العرب‏:‏ طَعَنَ

فلانٌ في حَوْصٍ ليس منه في شيءٍ إَذا مارَسَ ما لا يُحْسِنُه وتَكلّف ما لا

يَعْنِيه‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ ما طَعَنْتَ في حوصه أَي ما أَصَبْتَ في قَصْدك‏.‏ حاصَ فلانٌ سِقاءَه إِذا وَهَى ولم يكن معه سِرَاد يَخْرُِزُِه به فأَدخل فيه عُودين وشَدَّ الوَهْي بهما‏.‏

والحائِصُ‏:‏ الناقةُ التي لا يَجوزُ فيها قضيبُ الفَحْل كأَن بها

رَتَقاً؛ وقال الفراء‏:‏ الحائِصُ مثلُ الرَّتْقاءِ في النساء‏.‏ ابن شميل‏:‏ ناقة

مُحْتاصةٌ وهي التي احْتاصَتْ رحمِهَا دون الفحل فلا يَقْدِرُ عليها الفحلُ، وهو أَن تَعْقِدَ حِلَقاً على رَحمِها فلا يَقْدِر الفحلُ أَن يُجِيز

عليها‏.‏ يقال‏:‏ قد احْتاصَت الناقةُ واحْتاصَتْ رحمَها سواء، وناقةٌ حائِصٌ

ومُحْتاصةٌ، ولا يقال حاصَت الناقةُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الحَوْصاءُ

الضَيِّقةُ الحَيَاءِ، قال‏.‏ والمِحْياصُ الضَّيِّقةُ المَلاقي‏.‏ وبئرٌ حَوْصاءُ‏:‏

ضَيِّقةٌ‏.‏

ويقال‏:‏ هو يُحاوِصُ فلاناً أَي ينظر إِليه بمُؤْخرِ عينه ويُخْفِي ذلك‏.‏

والأَحْوَصان‏:‏ من بني جعفر بن كلاب ويقال لآلهم الحُوصُ والأَحاوِصةُ

والأَحاوِص‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَحْوصانِ الأَحْوصُ بن جعفر بن كلاب واسمه ربيعة

وكان صغيرَ العَيْنَيْن، وعمرُو بنُ الأَحْوَصِ وقد رَأَسَ؛ وقول

الأَعشى‏:‏أَتاني، وَعِيدُ الحُوصِ من آل جَعْفَرٍ، فيا عَبْدَ عَمْروٍ، لو نَهَيْتَ الأَحاوِصا

يعني عبدَ بن عمرو بن شُرَيحِ بن الأَحْوص، وعَنَى بالأَحاوِصِ من وَلَدَه الأَحْوصُ، منهم عوفُ ابن الأَحْوَصِ وعَمرو بن الأَحْوَصِ وشُرَيحُ

بن الأَحْوَصِ وربيعة بن الأَحْوَصِ، وكان علقمةُ بن عُلاثةَ بن عوف بن الأَحْوَصِ نافَرَ عامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ ابن مالك بن جعفر، فهجا الأَعشى

علقمة ومدح عامراً فأَوعَدُوه بالقَتْل؛ وقال ابن سيده في معنى بيت

الأَعشى‏:‏ إِنه جمع على فُعْل ثم جمع على أَفاعِلَ؛ قال أَبو علي‏:‏ القول فيه

عندي أَنه جَعَل الأَولَ على قول من قال العباس والحرث؛ وعلى هذا ما

أَنشده الأَصمعي‏:‏

أَحْوَى من العُوجِ وقَاح الحافِرِ

قال‏:‏ وهذا مما يَدُلّك من مذاهبهم على صحة قول الخليل في العباس والحرث

إِنهم قالوه بحرف التعريف لأَنهم جعلوه للشيء بِعَيْنِه، أَلا ترى أَنه

لو لم يكن كذلك لم يُكَسِّرُوه تَكْسِيرَه‏؟‏ قال‏:‏ فأَما الآخِرُ فإِنه

يحتمل عندي ضَرْبين، يكون على قول من قال عباس وحرث، ويكون على النسب مثل

الأَحامِرة والمهَالِبة، كأَنه جَعَل كلَّ واحدٍ حُوصيّاً‏.‏ والأَحْوَصُ‏:‏

اسمُ شاعر‏.‏ والحَوْصاءُ‏:‏ فرسُ تَوْبةَ ابن الحُمَيّر‏.‏ وفي الحديث ذكر

حَوْصاءَ، بفتح الحاء والمد، وهو موضع بين وادِي القُرى وتَبُوك نَزَلَه

سيّدُنا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم حيث سارَ إِلى تَبُوك، وقال ابن إِسحق‏:‏ هو بالضاد المعجمة‏.‏

حيص‏:‏ الحَيْصُ‏:‏ الحَيْدُ عن الشيء‏.‏ حاصَ عنه يَحِيصُ حَيْصاً‏:‏ رَجَعَ‏.‏

ويقال‏:‏ ما عنه مَحيصٌ أَي مَحيدٌ ومَهْرَبٌ، وكذلك المَحاصُ، والانحياصُ

مثلُه‏.‏ يقال لِلأَوْلِياء‏:‏ حاصُوا عن العَدُوِّ، وللأَعْداء‏:‏ انْهَزَمُوا‏.‏

وحاصَ الفرسُ يَحِيصُ حَيْصاً وحُيُوصاً وحَيَصاناً وحَيْصُوصةً

ومَحاصاً ومَحِيصاً وحايَصه وتَحايَصَ عنه، كلُّه‏:‏ عدَلَ وحادَ‏.‏ وحاصَ عن

الشرِّ‏:‏ حادَ عنه فسَلِمَ منه، وهو يُحايصُني‏.‏ وفي حديث مُطَرِّف‏:‏ أَنه خرجَ من الطاعُون فقيل له في ذلك فقال‏:‏ هو المَوْتُ نُحايِصُه ولا بدَّ منه، قال

أَبو عبيد‏:‏ مَعناه نَرُوغ عنه؛ ومنه المُحايَصةُ، مُفاعلةٌ، من الحَيْصِ

العُدُولِ والهرَبِ من الشيء، وليس بين العبد والموت مُفاعلةٌ، وإِنما

المعنى أَن الرجل في فَرْطِ حِرْصِه على الفِرارِ من الموت كأَنه يبارِيه

ويُغالِبُه فأَخْرَجَه على المُفاعلة لكونها موضوعة لإِفادة المُبَاراةِ

والمُغالَبةِ بالفِعْل، كقوله تعالى‏:‏ يُخادِعُونَ اللّه وهو خادِعُهم، فيؤول معنى نُحايصُه إِلى قولك نَحْرِص على الفِرارِ منه‏.‏ وقوله عزّ وجلّ‏:‏

وما لَهُمْ من مَحِيص‏.‏ وفي حديثٍ يَرْوِيهِ ابنُ عمر أَنه ذكر قِتالاً

وأَمْراً‏:‏ فَحاصَ المُسْلِمونَ حَيْصةً، ويروى‏:‏ فجاضَ جَيْضةً، معناهما

واحد، أَي جالوا جولَة يَطْلبون الفِرارَ والمَحِيصَ والمَهْرَبَ

والمَحِيدَ‏.‏ وفي حديث أَنس‏:‏ لما كان يومُ أُحُدٍ حاصَ المُسْلِمون حَيْصةً، قالوا‏:‏

قُتِلَ محمد‏.‏

والحِياصةُ‏:‏ سَيْرٌ في الحِزام‏.‏ التهذيب‏:‏ والحِياصةُ سَيْرٌ طويلٌ

يُشَدُّ به حِزام الدابةِ‏.‏ وفي كتاب ابن السكيت في القلب والإِبدال في باب

الصاد والضاد‏:‏ حاصَ وحاضَ وجاضَ بمعنى واحد؛ قال‏:‏ وكذلك ناصَ وناضَ‏.‏

ابن بري في ترجمة حوص قال الوزير‏:‏ الأَحْيَصُ الذي إِحْدى عينيه

أَصْغَرُ من الأُخرى‏.‏

ووقع القوم في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحَيْصِ بَيْصِ وحاصِ باصِ

أَي في ضِيق وشدّة، والأَصل فيه بطنُ الضَّبِّ يُبْعَج فيُخْرج مَكْنُه وما

كانَ فيه ثم يُحاصُ، وقيل‏:‏ أَي في اختلاط من أَمر لا مخرج لهم منه؛ وأَنشد الأَصمعي لأُمية بن أَبي عائذ الهذلي‏:‏

قد كنتُ خَرَّاجاً ولُوجاً صَيْرَفاً، لم تَلْتَحصْني حَيْصَ بَيْصَ لحَاصِ

ونصب حَيْصَ بَيْصَ على كل حال، وإِذا أَفْرَدُوه أَجْرَوْه وربما تركوا

إِجْراءَه‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وحَيْصَ بَيْصَ اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا

على الفتح مثل جاري بَيْتَ بَيْتَ، وقيل‏:‏ إِنهما اسمان من حيص وبوص جُعِلا

واحداً وأَخرج البَوْصَ على لفظِ الحَيْصِ ليَزْدَوِجا‏.‏ والحَيْصُ‏:‏

الرَّواغُ والتخلّف والبَوْصُ السَّبْق والفِرار، ومعناه كل أَمر يتخلف عنه

ويفرّ‏.‏ وفي حديث أَبي موسى‏:‏ إِن هذه الفِتْنة حَيْصةٌ من حَيَصات الفِتَن

أَي رَوْغة منها عدَلت إِلينا‏.‏ وحَيْصَ بَيْصَ‏:‏ جُحْرُ الفَأْر‏.‏ وإِنك

لتحسب عليَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً أَي ضيّقةً‏.‏

والحائصُ من النساء‏:‏ الضيّقةُ، ومن الإِبل‏:‏ التي لا يجوزُ فيها قضيبُ

الفحل كأَن بها رَتَقاً‏.‏

وحكى أَبو عمروٍ‏:‏ إِنك لتحسب عليّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً، ويقال‏:‏

حِيْصٍ بِيْصٍ؛ قال الشاعر‏:‏

صارت عليه الأَرضُ حِيْصٍ بِيْص، حتى يَلُفَّ عِيصَه بعِيصِي

وفي حديث سعيد بن جبير، وسُئِل عن المكاتب يشترط عليه أَهلُه أَن لا

يخرج من بلده فقال‏:‏ أَثْقَلْتم ظهرَه وجعَلْتم الأَرضَ عليه حَيْصَ بَيْصَ

أَي ضيَّقْتم الأَرضَ عليه حتى لا مَضْرَب له فيها ولا مُنْصَرَف للكَسْب، قال‏:‏ وفيها لُغات عِدَّة لا تنفرد إِحدى اللَّفْظتين عن الأُخرى، وحَيْصَ من حاصَ إِذا حاد، وبَيْصَ من باصَ إِذا تقدم، وأَصلها الواو وإِنما

قلبت ياء للمُزاوجة بِحَيص، وهما مبنيتان بناء خمسة عشر؛ وروى الليث بيت

الأَصمعي‏:‏

لقد نال حَيْصاً من عُفَيْرةَ حائِصا

قال‏:‏ يروى بالحاء والخاء‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والرواة رَوَوْه بالخاء، قال‏:‏

وهو الصحيح؛ وسيأْتي ذكره إِن شاء اللّه تعالى‏.‏

خبص‏:‏ الخَبْصُ فِعْلُك الخَبيصَ في الطِّنْجِير، وقد خَبَصَ خَبْصاً

وخَبَّصَ تَخْبِيصاً، فهو خَبِيصٌ مُخَبَّصٌ مَخْبُوص‏.‏ ويقال‏:‏ اخْتَبَصَ

فلان إِذا اتخذ لنفسه خَبِيصاً‏.‏

والخَبِيصُ‏:‏ الحَلْواءُ المَخْبُوصةُ معروف، والخَبيصةُ أَخصُّ منه‏.‏

وخَبَصَ الحلواء يَخْبِصُها خَبْصاً وخَبَّصها‏:‏ خلَطها وعمِلَها‏.‏

والمِخْبَصةُ‏:‏ التي يُقَلَّب فيها الخبيصُ، وقيل‏:‏ المِخْبَصةُ كالمِلْعَقة يُعْمل

بها الخَبِيصُ‏.‏

وخبَصَ خَبْصاً‏:‏ ماث‏.‏ وخَبَصَ الشيءَ بالشيء‏:‏ خَلَطَه‏.‏

خرص‏:‏ خرَصَ يَخْرُصُ، بالضم، خَرْصاً وتخَرّصَ أَي كَذَب‏.‏ ورجل خَرّاصٌ‏:‏

كذّابٌ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ قُتِل الخرّاصُون؛ قال الزجاج‏:‏ الكذّابون‏.‏

وتَخَرَّصَ فلانٌ على الباطل واخْتَرَصَه أَي افْتَعَله، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون

الخَرّاصُون الذين إِنما يَظُنّون الشيءَ ولا يَحُقُّونَه فيعملون بما لا

يعلمون‏.‏ وقال الفراء‏:‏ معناه لُعِنَ الكذّابون الذين قالوا محمد شاعر، وأَشباه ذلك خَرَصُوا بما لا عِلْم لهم به‏.‏

وأَصل الخَرْصِ التَّظَني فيما لا تَسْتَيْقِنُه، ومنه خَرْصُ النخلِ

والكَرْم إِذا حَزَرْت التمر لأَن الحَزْرَ إِنما هو تقديرٌ بِظَنٍّ لا

إِحاطة، والاسم الخِرْص، بالكسر، ثم قيل للكَذِب خَرْصٌ لما يدخله من الظُّنون الكاذبة‏.‏ غيره‏:‏ الخَرْصُ حَزْرُ ما على النخل من الرُّطَبِ تمراً‏.‏ وقد

خَرَصْت النخلَ والكرْمَ أَخْرُصُه خَرْصاً إِذا حَزَرَ ما عليها من الرُّطب تمراً، ومن العنَب زبِيباً، وهو من الظنّ لأَن الحَزْرَ إِنما هو تقديرٌ بِظَنٍّ‏.‏ وخَرَصَ العدَدَ يَخْرُصُه ويَخْرِصُه خَرْصاً وخِرْصاً‏:‏

حزَرَه، وقيل‏:‏ الخَرْصُ المصدرُ والخِرْصُ، بالكسر، الاسمُ‏.‏ يقال‏:‏ كم

خِرْصُ أَرْضِك وكم خِرْصُ نَخْلِك‏؟‏ بكسر الخاء، وفاعلُ ذلك الخارِصُ‏.‏ وكان

النبي صلى الله عليه وسلم يبعَث الخُرّاصَ على نخِيل خَيْبَر عند

إِدراك ثمَرِها فيَحزِرُونه رُطَباً كذا وتمْراً كذا، ثم يأْخذهم بمَكِيلة

ذلك من التمر الذي يجِب له وللمساكين، وإِنما فعل ذلك، صلّى اللّه عليه

وسلّم، لما فيه من الرِّفْق لأَصحاب الثمار فيما يأْكلونه منه مع الاحتياط

للفقراء في العُشْر ونِصْف العُشْر ولأَهلِ الفَيْءِ في نصيبهم‏.‏ وجاء في الحديث عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم‏:‏ أَنه أَمر بالخَرْص في النخل

والكرْم خاصّة دُون الزَّرْع القائم، وذلك أَن ثِمَارَها ظاهرةٌ، والخَرْصُ

يُطِيفُ بها فيُرَى ما ظَهَر من الثمار وذلك ليس كالحَبّ في أَكْمامِه‏.‏

ابن شميل‏:‏ الخِرْص، بكسر الخاء، الحَزْر مثل عَلِمت عِلْماً؛ قال

الأَزهري‏:‏ هذا جائز لأَن الاسم يوضع موضع المصدر‏.‏ وأَما ما ورد في الحديث من قولهم‏:‏ إِنه كان يأْكل العِنَبَ خَرْصاً فهو أَن يضَعَه في فيهِ ويُخْرِجَ

عُرْجونَه عارِياً منه؛ هكذا جاء في رواية، والمرويّ خرطاً، بالطاء‏.‏

والخِراصُ والخَرْصُ والخِرْصُ والخُرْصُ‏:‏ سِنانُ الرُّمْح، وقيل‏:‏ هو ما

على الجُبَّة من السِّنان، وقيل‏:‏ هو الرُّمْح نفسه؛ قال حميد بن ثور‏:‏

يَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيّا

عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّيّا

وهو مثل عُسْر وعُسُر، وجمعه خِرْصان‏.‏ قال ابن بري‏:‏ هو حميد الأَرْقط، قال‏:‏ والذي في رَجزه الدِّئِيّا وهي جمع دَأْيَةٍ؛ وشاهدُ الخِرْص بكسر

الخاء قولُ بِشْر‏:‏

وأَوْجَرْنا عُتَيْبة ذاتَ خِرْصٍ، كأَنَّ بِنَحْرِه منها عَبِيرا

وقال آخر‏:‏

أَوْجَرْتُ جُفْرَتَه خِرْصاً فمالَ به، كما انْثنى خضدٌ مِنْ ناعمِ الضالِ

وقيل‏:‏ هو رُمْح قصير يُتَّخذ من خشب منحوت وهو الخَرِيصُ؛ عن ابن جني، وأَنشد لأَبي دُواد‏:‏

وتشاجَرَتْ أَبطالُه، بالمَشْرَفيّ وبالخَريص

قال ابن بري‏:‏ هذا البيتُ يُرْوى أَبطالنا وأَبطالُه وأَبطالُها، فمن روى

أَبْطالُها فالهاء عائدة على الحَرْب وإِن لم يتقدم لها ذكر لدلالة

الكلام عليها، ومن روى أَبطالُه فالهاء عائدة على المَشْهد في بيت قبله‏:‏

هلاَّ سَأَلْت بِمَشْهَدي

يوماً يَتِعُّ بذي الفَريصِ

ومن روى أَبْطالُنا فمعناه مفهوم‏.‏ وقيل‏:‏ الخَرِيصُ السِّنانُ

والخِرْصانُ أَصلُها القُضْبانُ؛ قال قيس بن الخَطِيم‏:‏

تَرى قُِصَدَ المُرّانِ تُلْقى، كأَنَّه

تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ

جعل الخِرْصَ رُمْحاً وإِنما هو نِصْفُ السِّنَان الأَعْلى إِلى موضع

الجُبّة، وأَورد الجوهري هذا البيت شاهداً على قوله الخُرْص‏.‏ والخِرْص‏:‏

الجريدُ من النخل‏.‏ الباهلي‏:‏ الخُرْصُ الغُصْنُ والخُرْصُ القناةُ والخُرْصُ

السِّنانُ، ضَمَّ الخاءَ في جميعها‏.‏

والمَخارِصُ‏:‏ الأَسِنّةُ؛ قال بشر‏:‏

يَنْوي مُحاوَلةَ القِيام، وقد مَضَتْ

فيه مَخارِصُ كلِّ لَدْنٍ لَهْذَم

ابن سيده‏:‏ الخُرْصُ كلُّ قضيبٍ من شجرة‏.‏ والخَرْصُ والخُرْصُ والخِرْصُ؛ الأَخيرة عن أَبي عبيدة‏:‏ كلُّ قضيب رَطْب أَو يابس كالخُوطِ‏.‏ والخُرْصُ

أَيضاً‏:‏ الجَرِيدةُ، والجمع من كل ذلك أَخْراصٌ وخِرْصانٌ‏.‏ والخُرْصُ

والخِرْصُ‏:‏ العُودُ يُشارُ به العسلُ، والجمع أَخْراصٌ؛ قال ساعدة بن جُؤَيّة الهذلي يصف مُشْتار العسل‏:‏

معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَه

صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْن ومِسْأَب

والمَخارِصُ‏:‏ مَشاوِرُ العسل‏.‏ والمَخارِصُ أَيضاً‏:‏ الخَناجر؛ قالت

خُوَيلةُ الرياضيّة تَرْثي أَقاربَها‏:‏

طَرَقَتْهمُ أُمُّ الدُّهَيم فأَصْبَحوا

أُكُلاً لها بمَخارِصٍ وقَواضِبِ

والخُرْص والخِرْص‏:‏ القُرْط بحَبّة واحدةٍ، وقيل‏:‏ هي الحلْقة من الذهب

والفضة، والجمعُ خِرَصةٌ، والخُرْصة لغة فيها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم وَعَظَ النِّساءَ وحثَّهُنَّ على الصدقة فجعلت

المرأَة تُلْقي الخُرْصَ والخاتمَ‏.‏ قال شمر‏:‏ الخُرْص الحلْقة الصغيرة من الحَلْي كهيئة القُرْط وغيرها، والجمع الخُرْصان؛ قال الشاعر‏:‏

عليهنّ لعسٌ من ظِباء تَبالةٍ، مُذَبْذَبة الخُرْصانِ بادٍ نُحُورُها

وفي الحديث‏:‏ أَيُّما امرأَةٍ جَعَلَتْ في أُذُنِها خُرْصاً من ذهب جُعِل

في أُذُنِها مِثلُه خُِرْصاً من النار؛ الخُرص والخِرص، بالضم والكسر‏:‏

حلْقة صغيرة من الحَلْي وهي من حَلْي الأُذُن، قيل‏:‏ كان هذا قبل النسخ

فإِنه قد ثبت إِباحةُ الذهب للنساء، وقيل هو خاصٌّ بمن لم تؤدّ زكاةَ

حَلْيِها‏.‏ والخُرْص‏:‏ الدِّرْع لأَنها حِلَق مثل الخُرْص الذي في الأُذُن‏.‏

الأَزهري‏:‏ ويقال للدروع خُرْصان وخِرْصان؛ وأَنشد‏:‏

سمّ الصباحِ بِخُرْصانٍ مُسَوَّمةٍ، والمَشْرَفِيّة نُهْدِيها بأَيْدِينا

قال بعضهم‏:‏ أَراد بالخُرْصان الدُّروعَ، وتَسْوِيمُها جَعْلُ حِلَق

صُفرٍ فيها، ورواه بعضهم‏:‏ بِخُرْصان مُقَوَّمة جعلها رِماحاً‏.‏ وفي حديث سعد

بن مُعاذ‏:‏ أَن جُرْحه قد بَرأَ فلم يبق منه إِلا كالخُرْص أَي في قِلّة

أَثَرِ ما بَقِي من الجُرْح‏.‏

والخَرِيصُ‏:‏ شِبْهُ حَوْضٍ واسع يَنْبَثِق فيه الماءُ من النهر ثم يعود

إِليه والخَرِيصُ مُمْتَلِئ؛ قال عديّ بن زيد‏:‏

والمُشْرِفُ المَصْقُولُ يُسْقَى به أَخْضَرَ مَطْموثاً بماء الخَرِيصْ

أَي ملموساً أَو ممزوجاً؛ وهو في شعر عَدِيّ‏:‏

والمشرف المَشْمُول يسقى به قال‏:‏ والمُشْرِفُ إِناء كانوا يشربون به وكان فيه كماء الخَرِيص وهي

السحاب، ورواه ابن الأَعرابي‏:‏ كماء الخَرِيص، قال‏:‏ وهو البارد في روايته، ويروى المَشْمُول، قال‏:‏ والمَشْمُول الطَّيّب‏.‏ ويقال للرجل إِذا كان

كريماً‏:‏ إِنه لمَشْمُولٌ‏.‏ والمَطْموثُ‏:‏ المَمْسوس‏.‏ وماءٌ خَرِيصٌ مثل خَصِرٍ

أَي باردٌ؛ قال الراجز‏:‏

مُدامةٌ صِرْفٌ بماءٍ خَرِيص

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده‏:‏ مدامةً صِرْفاً، بالنصب، لأَن صدره‏:‏

والمشرف المشمول يسقى به مُدامةً صِرْفاً بماءِ خَرِيص

والمُشْرِف‏:‏ المكان العالي‏.‏ والمَشْمولُ‏:‏ الذي أَصابَتْه الشَّمال، وهي

الريح الباردة، وقيل‏:‏ الخَرِيصُ هو الماء المُسْتَنْقَعُ في أُصول النخل

أَو الشجر، وخَرِيصُ البَحْر‏:‏ خلِيجٌ منه، وقيل‏:‏ خَرِيصُ البحر والنهر

ناحيتُهما أَو جانبُهما‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال افْتَرَق النهرُ على أَربعة

وعشرين خَرِيصاً، يعني ناحيةً منه‏.‏ والخَرِيصُ‏:‏ جزيرةُ البحر‏.‏ ويقال‏:‏

خَرِصةٌ وخَرِصاتٌ إِذا أَصابها بردٌ وجوع؛ قال الحطيئة‏:‏

إِذا ما غَدَتْ مَقْرُورةً خَرِصاتِ

والخَرَصُ‏:‏ جوع مع بَرْد‏.‏ ورجل خَرِصٌ‏:‏ جائع مَقْرورٌ، ولا يقال للجوع

بلا برد خَرَصٌ‏.‏ ويقال للبرد بلا جوع‏:‏ خَصَرٌ‏.‏ وخَرِصَ الرجلُ، بالكسر، خَرَصاً فهو خَرِصٌ وخارِصٌ أَي جائع مقرور؛ وأَنشد ابن بري للبيد‏:‏

فأَصْبَحَ طاوِياً خَرِصاً خَميصاً، كنَصْلِ السَّيْف حُودِثَ بالصِّقال

وفي حديث علي، رضي اللّه عنه‏:‏ كنْتُ خَرِصاً أَي في جوع وبرد‏.‏

والخِرْصُ‏:‏ الدَّنُّ لغة في الخِرْسِ، وقد تقدم ذكره‏.‏ والخَرّاصُ‏:‏ صاحبُ

الدِّنان، والسين لغة‏.‏

والأَخْراص‏:‏ موضع؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي‏:‏

لمن الدِّيارُ بِعَلْيَ فالأَخْراصِ، فالسُّودَتَين فمجْمَعِ الأَبواصِ

ويروى الأَحراص، بالحاء المهملة‏.‏

والخُرْصُ والخِرْصُ‏:‏ عوَيْدٌ مُحَدَّدُ الرأْس يُغْرَزُ في عَقْد

السِّقاء؛ ومنه قولهم‏:‏ ما يملك فلان خُرْصاً ولا خِرْصاً أَي شيئاً‏.‏ التهذيب‏:‏

الخُرص العود؛ قال الشاعر‏:‏

ومِزَاجُها صَهْباء، فتّ خِتامها

فَرْدٌ من الخُرْصِ القِطَاطِ المُثْقب

وقال الهذلي‏:‏

يَمْشِي بَيْنَنا حانوتُ خَمْرٍ

من الخُرْصِ الصَّراصِرةِ القِطَاطِ

قال‏:‏ وقال بعضهم الخُرص أَسقِية مُبرِّدة تُبرِّد الشراب؛ قال الأَزهري‏:‏

هكذا رأَيت ما كَتَبْتُه في كتاب الليث، فأَما قوله الخُرْص عُود فلا

معنى له، وكذلك قوله الخُرْص أَسْقية مبردة، قال‏:‏ والصواب عندي في البيت

الخُرْس القِطَاط، ومن الخرس الصَّراصِرة، بالسين، وهم خَدَمٌ عُجْم لا

يُفْصِحون فلذلك جعلهم خُرْساً، وقوله يمشي بيننا حانوتُ خمر، يريد صاحبَ

حانوت خمر فاختصر الكلام‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هو يَخْتَرِصُ أَي يَجْعل في الخِرْصِ ما يُريد وهو الجِرَابُ ويَكْتَرِصُ أَي يَجْمع ويَقْلِدُ‏.‏

خربص‏:‏ الخَرْبَصِيصُ‏:‏ القُرْط‏.‏ وما عليها خَرْبَصِيصةٌ أَي شيء من الحَلْي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من تَحَلَّى ذهباً أَو حَلَّى ولَدَه مثل خَرْبَصِيصةٍ، قال‏:‏ هي الهَنَة التي تُتَراءى في الرَّمْل لها بَصيصٌ كأَنها عينُ

جرادة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن نَعِيم الدُّنيا أَقلُّ وأَصْغرُ عند اللّه من خَرْبَصِيصةٍ، وقيل‏:‏ حَرْبَصِيصة، بالحاء‏.‏ وما في السماء خَرْبَصِيصة أَي شيء من السحاب، وكذلك ما في الوعاء والسقاء والبئرِ خَرْبَصِيصة أَي شيء، وما

أَعطاه خَرْبَصِيصة، كل ذلك لا يستعمل إِلا في النفي‏.‏ والخَرْبَصِيصة‏:‏

هَنَةٌ تَبِصُّ في الرَّمْل كأَنها عينُ الجرادة، وقيل‏:‏ هي نَبْتٌ له حبٌّ

يُتَّخذُ منه طعامٌ فيؤكل، وجمعه خَرْبَصِيص‏.‏ التهذيب‏:‏ الليث امرأَة

خَرْبَصةٌ شابّة ذاتُ تَرَارةٍ، والجمع خَرابِصُ‏.‏ والخَرْبَصِيصُ‏:‏ الجملُ

الصغير الجسم؛ قال الشاعر‏:‏

قد أَقْطَعُ الخَرْقَ البَعِيد بَينُه

بِخَرْبَصِيصٍ ما تَنامُ عَيْنُه

وقال ابن خالويه‏:‏ الخَرْبَصِيصة، بالخاء المعجمة، الأُنثى من بنات

وَرْدانَ‏.‏ والخَرْبَصِيصةُ‏:‏ خَرزة‏.‏

خرمص‏:‏ المُخْرَنْمِصُ‏:‏ الساكتُ؛ عن كراع وثعلب، كالمُخْرَنْمِس، والسين

أَعلى‏.‏ الفراء‏:‏ اخْرَمَّس واخْرَمَّص سكتَ‏.‏

خصص‏:‏ خصّه بالشيء يخُصّه خَصّاً وخُصوصاً وخَصُوصِيّةً وخُصُوصِيّةً، والفتح أَفصح، وخِصِّيصَى وخصّصَه واخْتصّه‏:‏ أَفْرَدَه به دون غيره‏.‏ ويقال‏:‏

اخْتصّ فلانٌ بالأَمر وتخصّصَ له إِذا انفرد، وخَصّ غيرَه واخْتصّه

بِبِرِّهِ‏.‏ ويقال‏:‏ فلان مُخِصٌّ بفلان أَي خاصّ به وله به خِصِّيّة؛ فأَما

قول أَبي زبيد‏:‏

إِنّ امرأً خَصّني عَمْداً مَوَدَّتَه، على التَّنائي، لَعِنْدِي غيرُ مَكْفُور

فإِنه أَراد خَصَّني بمودّته فحذف الحرف وأَوصَل الفعلَ، وقد يجوز أن يريد خَصَّني لِمَودّته إِيّايَ فيكون كقوله‏:‏

وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادّخارَه

قال ابن سيده‏:‏ وإِنما وجّهْناه على هذين الوجهين لأَنا لم نسمع في الكلام خَصَصْته متعدية إِلى مفعولين، والاسم الخَصُوصِيّة والخُصُوصِيّة

والخِصِّيّة والخاصّة والخِصِّيصَى، وهي تُمَدُّ وتُقْصر؛ عن كراع، ولا نظير

لها إِلا المِكِّيثَى‏.‏ ويقال‏:‏ خاصٌّ بيّن الخُصُوصِيّة، وفعلت ذلك بك

خِصِّيّةً وخاصّة وخَصُوصيّة وخُصُوصيّة‏.‏

والخاصّةُ‏:‏ خلافُ العامّة‏.‏ والخاصّة‏:‏ مَنْ تخُصّه لنفسك‏.‏ التهذيب‏:‏

والخاصّة الذي اخْتَصَصْته لنفسك، قال أَبو منصور‏:‏ خُوَيْصّة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ وكذا وكذا وخُوَيصّةَ أَحدِكم، يعني

حادثةَ الموتِ التي تَخُصُّ كلَّ إِنسان، وهي تصغير خاصّة وصُغِّرَت

لاحتقارها في جَنْب ما بعدها من البَعْث والعَرْض والحِساب، أَي بادِرُوا

المَوت واجتهدُوا في العمل، ومعنى المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ في الأَعمال الصالحة والاهتمامُ بها قبل وقوعها، وفي تأْنيث الست إِشارةٌ إِلى

أَنها مصائب‏.‏ وفي حديث أُم سليم‏:‏ وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الذي يختصّ

بخِدْمتِك وصغّرته لصِغَره يومئذ‏.‏ وسمع ثعلب يقول‏:‏ إِذا ذُكر الصالحون

فبِخاصّةٍ أَبو بكر، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ عليٌّ‏.‏

والخُصَّانُ والخِصَّانُ‏:‏ كالخاصَّةِ؛ ومنه قولهم‏:‏ إِنما يفعل هذا

خُصّان الناس أَي خواصُّ منهم؛ وأَنشد ابن بري لأَبي قِلابة الهذلي‏:‏

والقوم أَعْلَمُ هل أَرْمِي وراءَهُم، إِذ لا يُقاتِل منهم غيرُ خُصّانِ

والإِخْصاصُ‏:‏ الإِزْراءُ‏.‏ وخَصَّه بكذا‏:‏ أَعْطاه شيئاً كثيراً؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والخَصَاصُ‏:‏ شِبْهُ كَوّةٍ في قُبَّةٍ أَو نحوها إِذا كان واسعاً قدرَ

الوَجْه‏:‏

وإِنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنّ اسْتَدّا، رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا

شبّه القمرَ بالخَصاص الضيّقِ، أَي اسْتَتَر بالغمام، وبعضهم يجعل

الخَصَاصَ للواسع والضيّق حتى قالوا لِخُروق المِصْفاة والمُنْخُلِ خَصَاصٌ‏.‏

وخَصَاصُ المُنْخُل والباب والبُرْقُع وغيرِه‏:‏ خَلَلُه، واحدته خَصَاصة؛ وكذلك كلُّ خَلَلٍ وخَرْق يكون في السحاب، ويُجْمع خَصاصَاتٍ؛ ومنه قول

الشاعر‏:‏

مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل

وربما سمي الغيمُ نفسُه خَصاصةً‏.‏ ويقال للقمر‏:‏ بَدَا من خَصاصَةِ الغيم‏.‏

والخَصَاصُ‏:‏ الفُرَجُ بين الأَثافِيّ والأَصابع؛ وأَنشد ابن بري

للأَشعري الجُعْفِيِّ‏:‏

إِلاَّ رَواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصَاصَةٌ، سُفْع المَناكِب، كلّهنّ قد اصْطَلى

والخَصَاصُ أَيضاً‏:‏ الفُرَج التي بين قُذَذِ السهم؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والخَصَاصةُ والخَصَاصاءُ والخَصَاصُ‏:‏ الفقرُ وسوءُ الحال والخَلّة

والحاجة؛ وأَنشد ابن بري للكميت‏:‏

إِليه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص، ومنْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل

وفي حديث فضالة‏:‏ كان يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم في الصلاة من الخَصَاصة أَي الجوع، وأَصلُها الفقر والحاجة إِلى الشيء‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

ويُؤْثِرُون على أَنْفُسِهم ولو كان بهم خَصَاصةٌ؛ وأَصل ذلك في الفُرْجة

أَو الخَلّة لأَن الشيء إِذا انْفرج وَهَى واخْتَلّ‏.‏ وذَوُو الخَصَاصة‏:‏

ذَوُو الخَلّة والفقر‏.‏ والخَصَاصةُ‏:‏ الخَلَل والثَّقْبُ الصغير‏.‏ وصدَرَت

الإِبل وبها خَصاصةٌ إِذا لم تَرْوَ، وصدَرت بعطشها، وكذلك الرجل إِذا لم يَشْبَع من الطعام، وكلُّ ذلك من معنى الخَصَاصة التي هي الفُرْجة

والخَلَّة‏.‏

والخُصَاصةُ من الكَرْم‏:‏ الغُصْن إِذا لم يَرْوَ وخرج منه الحبّ متفرقاً

ضعيفاً‏.‏ والخُصَاصةُ‏:‏ ما يبقى في الكرم بعد قِطافه العُنَيْقِيدُ

الصغيرُ ههنا وآخر ههنا، والجمع الخُصَاصُ، وهو النَّبْذ القليل؛ قال أَبو

منصور‏:‏ ويقال له من عُذوق النخل الشِّمِلُّ والشَّمالِيلُ، وقال أَبو حنيفة‏:‏

هي الخَصَاصة، والجمع خَصَاصٌ، كلاهما بالفتح‏.‏

وشهرٌ خِصٌ أَي ناقص‏.‏

والخُصُّ‏:‏ بَيْتٌ من شجر أَو قَصَبٍ، وقيل‏:‏ الخُصّ البيت الذي يُسَقَّفُ

عليه بخشبة على هيئة الأَزَجِ، والجمع أَخْصَاصٌ وخِصَاص، وقيل في جمعه

خُصُوص، سمي بذلك لأَنه يُرَى ما فيه من خَصاصةٍ أَي فُرْجةٍ، وفي التهذيب‏:‏ سمي خُصّاً لما فيه من الخَصَاصِ، وهي التَّفارِيجُ الضيّقة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن أَعرابيّاً أَتى باب النبي صلى الله عليه وسلم فأَلْقَمَ

عَينَه خَصَاصةَ الباب أَي فُرجَتَه‏.‏ وحانوتُ الخَمّارِ يُسمى خُصّاً؛ ومنه

قول امرئ القيس‏:‏

كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِيئةٍ

من الخُصِّ، حتى أَنزَلوها على يُسْرِ

الجوهري‏:‏ والخُصُّ البيت من القصب؛ قال الفزاريّ‏:‏

الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا

خَيرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ

وفي الحديث‏:‏ أَنه مر بعبد اللّه بن عمرو وهو يُصْلِح خُصّاً له‏.‏

خلص‏:‏ خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد

نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم‏.‏ وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه‏:‏ أَمْحَضَه‏.‏

وأَخْلَصَ الشيءَ‏:‏ اختاره، وقرئ‏:‏ إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين، والمُخْلَصِين؛ قال ثعلب‏:‏ يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه

تعالى، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ‏.‏ الزجاج‏:‏ وقوله‏:‏

واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً، وقرئ مُخْلِصاً، والمُخْلَص‏:‏

الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس، والمُخْلِص‏:‏ الذي

وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة‏:‏ قل هو اللّه أَحد، سورة

الإِخلاص؛ قال ابن الأَثير‏:‏ سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس، أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ، وكلمة الإِخلاص

كلمة التوحيد، وقوله تعالى‏:‏ من عبادنا المُخْلَصِين، وقرئ المُخْلِصين، فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون‏.‏

والتخليص‏:‏ التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ، تقول‏:‏ خَلَّصْته من كذا

تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ

الغَزْلُ إِذا الْتَبَس‏.‏ والإِخْلاصُ في الطاعة‏:‏ تَرْكُ الرِّياءِ، وقد

أَخْلَصْت للّه الدِّينَ‏.‏ واسْتَخْلَصَ الشيء‏:‏ كأَخْلَصَه‏.‏ والخالِصةُ‏:‏

الإِخْلاصُ‏.‏ وخَلَص إِليه الشيءُ‏:‏ وَصَلَ‏.‏ وخَلَصَ الشيءُ، بالفتح، يَخْلُصُ

خُلوصاً أَي صار خالِصاً‏.‏ وخَلَصَ الشيء خَلاصاً، والخَلاصُ يكون مصدراً

للشيء الخالِص‏.‏ وفي حديث الإِسراء‏:‏ فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض

أَي وَصَلْتُ وبلَغْت‏.‏ يقال‏:‏ خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه، وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ ومنه حديث هِرَقْلَ‏:‏ إِني أَخْلُص إِليه‏.‏ وفي حديث

عليّ، رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى

بما يُتَخَلّص به من الخصومة‏.‏ وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه‏.‏

ويقال‏:‏ هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة‏.‏ وقوله عزّ وجلّ‏:‏ وقالوا

ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل

معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم قالوا‏:‏ جماعةُ ما في بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا‏.‏ وقوله‏:‏ ومُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ على لفظ

ما، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، والذي في بطون

الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ

الأَصابِع أُصبعٌ، وهي واحدة منها، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها، ومن قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه قال وقالوا‏:‏ الأَنعامُ التي في بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا، قال ابن سيده‏:‏ والقولُ الأَول أَبْبن لقوله ومُحَرَّمٌ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما، وقرأَ بعضهم

خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً، وأَما قوله عزّ وجلّ‏:‏ قل هي للذين

آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً، المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون، فإِذا كان يومُ

القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر، وأَما

إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ

لبيبٌ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال، كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة‏.‏

وقوله عزّ وجلّ‏:‏ إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار؛ يُقْرَأُ

بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى، فمن قرأَ بالتنوين جعل

ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى

الدار، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين

بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا، وذلك

شأْن الأَنبياء، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى الله، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس

يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا‏:‏ وما يومُ

الخَلاصِ‏؟‏ قال‏:‏ يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ

ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض‏.‏ وفي حديث

الاستسقاء‏:‏ فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس‏.‏

وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه‏.‏ وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ

وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون‏:‏ يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً‏.‏ والخالصُ من الأَلوان‏:‏ ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني‏.‏

والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ‏:‏ رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر‏.‏

والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ‏:‏ التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن، وأَخْلَصَه‏:‏ فَعَل به ذلك‏.‏ والخِلاصُ‏:‏ ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ‏.‏

والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ‏:‏ الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل‏.‏

والخُلوصُ‏:‏ الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ‏.‏ ويقول الرجل لصاحبةِ

السَّمْنِ‏:‏ أَخْلِصي لنا، لم يفسره أَبو حنيفة، قال ابن سيده‏:‏ وعندي أن معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ‏.‏ غيره‏:‏ وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما

خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه

شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ من الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بكسر الخاء، وهو الإِثْر، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ

والقِشْدَةُ والكُدادةُ، والمصدر منه الإِخْلاصُ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ‏.‏

أَبو زيد‏:‏ الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ

والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ

والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء

والثُّفْل‏:‏ الخِلاصُ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ

فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة

اللبن المختلط به، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص، بكسر الخاء، وأَما

الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه‏.‏ أَبو الدقيش‏:‏ الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه

يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قال‏:‏ مَرَّ الفرزدق برجل من باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ، فقال له الفرزدق‏:‏ أَتَشْتري

أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي‏؟‏ فقال‏:‏ أَللّهِ عليك

لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فقال‏:‏ أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بين

يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال‏:‏

لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه، عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ

من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه، بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ

فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ، أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ

الفراء‏:‏ أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا

أَعطى الخَلاص، وهو مِثْل الشيء؛ ومنه حديث شريح‏:‏ أَنه قضى في قَوْس

كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها‏.‏ والخِلاص، بالكسر‏:‏ ما أَخْلَصَته النارُ

من الذهب والفضة وغيره، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة؛ ومنه حديث سلمان‏:‏ أَنه

كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص‏.‏ والخِلاصة

والخُلاصة‏:‏ كالخِلاص، قال‏:‏ حكاه الهروي في الغريبين‏.‏

واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وهو خالِصَتي وخُلْصاني‏.‏

وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت

مَوَدّتُهما، وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة‏.‏ وتقول‏:‏ هؤلاء

خُلْصاني وخُلَصائي، وقال أَبو حنيفة‏:‏ أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ

البعيرُ سَمِن، وكذلك الناقة؛ قال‏:‏

وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا

والخَلَصُ‏:‏ شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ‏.‏ قال

أَبو حنيفة‏:‏ أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق

بالشجر فيعْلق، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وله وَرْدةٌ

كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وهو طيّبُ الريح، وله حبّ كحبّ عِنَبِ

الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا

يؤكل ولكنه يُرْعَى؛ ابن السكيت في قوله‏:‏

بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

الأَصمعي‏:‏ هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ

المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه‏.‏

ويقال لكل شيء أَبيضَ‏:‏ خالِصٌ؛ قال العجاج‏:‏

مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا

يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ‏.‏ الليث‏:‏ بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان

قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد‏:‏

مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما

والخالصُ‏:‏ الأَبْيَضُ من الأَلوان‏.‏ ثوب خالصٌ‏:‏ أَبْيَضُ‏.‏ وماءٌ خالص‏:‏

أَبيض‏.‏ وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم، فذلك الخَلَصُ‏.‏ قال‏:‏ وذلك في قَصَب العظام في اليد والرجل‏.‏ يقال‏:‏ خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا

بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم‏.‏

والخَلْصاءُ‏:‏ ماءٌ بالبادية، وقيل موضع، وقيل موضع فيه عين ماء؛ قال

الشاعر‏:‏

أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها، وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا

وقيل‏:‏ هو الموضع بالدهناء معروف‏.‏ وذو الخَلَصة‏:‏ موضع يقال إِنه بيت

لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ

فَهُدِم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على

ذي الخَلَصة؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم، وقيل‏:‏ ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها

رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها، وقيل‏:‏ ذو الخَلَصة الصنم نفسه، قال ابن الأَثير‏:‏ وفيه نظر

لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء

الأَجناس، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة

الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ

أَعجازُهن‏.‏ وخالصةُ‏:‏ اسم امرأَة، واللّه أَعلم‏.‏

خلبص‏:‏ الخَلْبصَةُ‏:‏ الفِرارُ، وقد خَلْبَصَ الرجلُ؛ قال عبيد المُرّي‏:‏

لما رآني بالبِرازِ حَصْحَصا

في الأَرض مِنِّي هرَباً، وخَلْبَصا

وكادَ يَقْضي فَرَقاً وخَبَّصا *** وغادَرَ العَرْماءَ في بيت وصى

والتخبيص‏:‏ الرُّعْب‏.‏ والعَرْماءُ‏:‏ الغُمَّة‏.‏ رأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري ما صورتُه كذا في أَصل ابن بري، رحمه اللّه‏:‏ وخَبّصا، بالتشديد، والتَّخْبِيصُ على تَفْعِيلٍ، قال‏:‏ ورأَيت بخط الشيخ تقي الدين عبد الخالق بن زَيْدانَ‏:‏ وخَبَصا، بتخفيف الباء، وبعده والخَبَص الرُّعْب على وزن فَعَل، قال‏:‏ وهذا الحرف لم يذكره الجوهري‏.‏

خمص‏:‏ الخَمْصانُ والخُمْصانُ‏:‏ الجائعُ الضامرُ البطنِ، والأُنثى

خَمْصانةٌ وخُمْصانةٌ، وجَمْعُها خِمَاصٌ، ولم يجمعوه بالواو والنون، وإِن دخلَت

الهاءُ في مؤنثه، حملاً له على فَعْلان الذي أُثناه فَعْلى لأَنه مثله

في العِدّة والحركة والسكون؛ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ امرأَة خَمْصى وأَنشد

للأَصم عبد اللّه بن رِبْعِيٍّ الدُّبَيْري‏:‏

ما لِلّذي تُصْبي عجوزٌ لا صَبا، سَريعةُ السُّخْطِ بَطِيئةُ الرِّضا

مُبِينةُ الخُسْرانِ حينَ تُجْتَلى، كأَن فاها مِيلغٌ فيه خُصى، لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَمْصى الحَشا، عَزِيزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحى

مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عن المَها

والخَمَصُ‏:‏ خَماصةُ البطن، وهو دِقّةُ خِلْقتِه‏.‏ ورجل خُمْصان وخَمِيصُ

الحَشا أَي ضامر البطن‏.‏ وقد خَمِصَ بطنُه يَخْمَصُ وخَمُصَ وخَمِصَ

خَمْصاً وخَمَصاً وخَماصة‏.‏ والخَميص‏:‏ كالخُمْصانِ، والأُنثى خَميصة‏.‏ وامرأَة

خَمِيصةُ البطن‏:‏ خُمْصانةٌ، وهُنّ خُمْصاناتٌ‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ رأَيت

بالنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ خَمْصاً شديداً‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ كالطير تَغْدُو

خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي تَغْدو بُكْرةً وهي جِيَاعٌ وتروح عِشاءً

وهي مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ؛ ومنه الحديث الآخر‏:‏ خِمَاصُ البُطونِ خِفاف

الظهور أَي أَنهم أَعِفَّةٌ عن أَموال الناس، فهم ضامرو البطون من أَكلها

خِفافُ الظهورِ من ثِقلِ وِزْرِها‏.‏

والمِخْماصُ‏:‏ كالخَمِيص؛ قال أُمية بن أَبي عائذ‏:‏

أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ، تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ

والخَمْصُ والخَمَصُ والمَخْمَصَة‏:‏ الجوع، وهو خَلاء البطن من الطعام

جوعاً‏.‏ والمَخْمَصة‏:‏ المَجاعةُ، وهي مصدرٌ مثل المَغْضَبَةِ والمَعْتَبةِ، وقد خَمَصه الجوعُ خَمْصاً ومَخْمَصةً‏.‏ والخَمْصةُ‏:‏ الجَوْعة‏.‏ يُقال‏:‏ ليس

البِطْنةُ خيراً من خَمْصةٍ تتبعها‏.‏ وفلان خَمِيصُ البطنِ عن أَموال

الناس أَي عَفِيفٌ عنها‏.‏ ابن بري‏:‏ والمَخامِيصُ خُمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ

الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ‏.‏

والأَخْمَصُ‏:‏ باطنُ القَدَم وما رَقَّ من أَسْفلها وتجافى عن الأَرض، وقيل‏:‏ الأَخْمَصُ خَصْرُ القدم‏.‏ قال ثعلب‏:‏ سأَلت ابن الأَعرابي عن قول

عليّ، كرم اللّه وجهه، في الحديث كان رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم خُمْصانَ الأَخْمَصَين، فقال‏:‏ إِذا كان خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لم يرتفِع جدّاً ولم يستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فهو أَحسنُ ما يكون، فإِذا

استوى أَو ارتفع جدّاً فهو ذمّ، فيكون المعنى أَن أَخْمَصَه مُعْتدل

الخَمَصِ‏.‏ الأَزهري‏:‏ الأَخْمَصُ من القدم الموضع الذي لا يَلْصَقُ بالأَرض منها

عند الوطءِ‏.‏ والخُمْصانُ‏:‏ المبالِغُ منه، أَي أَن ذلك الموضع من أَسْفلِ

قدَمِه شديدُ التجافي عن الأَرض‏.‏ الصحاح‏:‏ الأَخْمَصُ ما دخل من باطن

القدم فلم يُصِب الأَرض‏.‏

والتَّخامُصُ‏:‏ التجافي عن الشيء؛ قال الشماخ‏:‏

تَخامَصُ عن بَرْدِ الوِشاحِ، إِذا مَشَتْ، تَخامُصَ جافي الخيلِ في الأَمْعَزِ الوَجِي

وتقول للرجل‏:‏ تَخامَصْ للرجُلِ عن حَقِّه وتَجافَ له عن حَقِّه أَي

أَعْطِه‏.‏ وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عند وقت السحَر؛ قال الفرزدق‏:‏

فما زِلْتُ حتى صعَّدَتْني حِبالُها

إِليها، ولَيْلي قد تَخامَصَ آخرُهْ

والخَمْصةُ‏:‏ بَطْنٌ من الأَرض صغيرٌ لَيّنُ المَوْطِئِ‏.‏

أَبو زيد‏:‏ والخَمَصُ الجُرْحُ‏.‏ وخَمَصَ الجُرْحُ يَخْمُصُ خُموصاً

وانْخَمَصَ، بالخاء والحاء‏:‏ ذهب ورَمُه كحَمَصَ وانْحَمَصَ؛ حكاه يعقوب وعدّه

في البدل؛ قال ابن جني‏:‏ لا تكون الخاء فيه بدلاً من الحاء ولا الحاء

بدلاً من الخاء، أَلا ترى أَن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرُّفَ

صاحبِه فليست لأَحدهما مَزِيَّةٌ من التصرُّف‏؟‏ والعموم في الاستعمال يكون

بها أَصلاً ليست لصاحبه‏.‏

والخَمِيصةُ‏:‏ بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم من المِرْعِزَّى والصُّوفِ

ونحوه‏.‏ والخَمِيصةُ‏:‏ كساء أَسْودُ مُرَبَّع له عَلَمانِ فإِن لم يكن

مُعْلماً فليس بخميصة؛ قال الأَعشى‏:‏

إِذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَمِيصةً

عليها، وجِرْيالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصَا

أَراد شعرها الأَسود، شَبَّهه بالخَمِيصة والخَمِيصةُ سَوْداء، وشبه لونَ بَشَرَتِها بالذهب‏.‏ والنَّضِيرُ‏:‏ الذهب‏.‏ والدُّلامِصُ‏:‏ البَرّاق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ جئتُ إِليه وعليه خَمِيصة، تكرر ذكرها في الحديث، وهي ثوبُ خَزٍّ

أَو صُوفٍ مُعلَم، وقيل‏:‏ لا تسمى خَمِيصة إِلا أَن تكون سَوْداءَ

مُعْلَمة، وكانت من لباس الناس قديماً، وجمعها الخَمائِصُ، وقيل‏:‏ الخمائص ثيابٌ

من خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ وحُمْر ولها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيضاً‏.‏ وخُماصة‏:‏ اسم

موضع بهامش الأصل هنا ما نصه‏:‏ حاشية لي من غير الاصول، وفي الحديث‏:‏

صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم العصر بالمخمص، هو بميم

مضمومة وخاء معجمة ثم ميم مفتوحتين، وهو موضع معروف‏.‏‏.‏

خنص‏:‏ الخِنَّوْصُ‏:‏ ولَدُ الخِنْزير، والجمع الخَنانِيصُ؛ قال الأَخطل

يخاطب بشر بن مروان‏:‏

أَكَلْتَ الدَّجاجَ فأَفْنَيْتَها، فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ‏؟‏

ويروى‏:‏ أَكلت الغَطاطَ، وهي القطا‏.‏

خنبص‏:‏ الخَنْبَصَةُ‏:‏ اختلاط الأَمْر، وقد تَخَنْبَصَ أَمرُهم‏.‏

خنتص‏:‏ الخُنْتُوصُ‏:‏ ما سَقَطَ بين القَرّاعة والمَرْوَة من سَقْطِ

النار‏.‏ ابن بري‏:‏ الخُنْتوصُ الشَّرَرة تخرج من القَدّاحة‏.‏

خوص‏:‏ الخَوَصُ‏:‏ ضِيقُ العينِ وصِغَرُها وغُؤُورُها، رجل أَخْوَصُ بيّن

الخَوَص أَي غائرُ العين، وقيل‏:‏ الخَوَصُ أَن تكون إِحْدى العينين أَصغَرَ

من الأُخْرى، وقيل‏:‏ هو ضيقُ مَشَقّها خِلْقَةً أَو داءً، وقيل‏:‏ هو غُؤُورُ العينِ في الرأْس، والفعل من ذلك خَوِصَ يَخْوَصُ خَوَصاً، وهو أَخْوَصُ وهي خَوْصاءُ‏.‏ ورَكِيّة خَوْصاءُ‏:‏ غائرةٌ‏.‏ وبِئْرٌ خَوْصاءُ‏:‏ بَعِيدةُ

القَعْرِ لا يُرْوِي ماؤُها المالَ؛ وأَنشد‏:‏

ومَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ خالِ

والإِنسان يُخاوِصُ ويَتخاوَصُ في نظره‏.‏ وخاوَصَ الرجلُ وتَخاوَصَ‏:‏

غَضَّ من بَصَرِه شيئاً، وهو في كل ذلك يُحَدِّقُ النظر كأَنه يُقَوِّمُ

سَهْماً‏.‏ والتَّخاوُصُ‏:‏ أَن يُغَمِّضَ بصره عند نَظَرِه إِلى عين الشمس

مُتَخاوِصاً؛ وأَنشد‏:‏

يوماً تَرى حِرْباءَه مُخاوِصا

والظَّهِيرةُ الخَوْصاءُ‏:‏ أَشَدُّ الظهائرِ حَرّاً لا تَسْتَطِيع أن تُحِدَّ طَرْفَك إِلا مُتخاوِصاً؛ وأَنشد‏:‏

حينَ لاحَ الظهيرةُ الخَوْصاءُ

قال أَبو منصور‏:‏ كل ما حكي في الخَوَصِ صحيحٌ غيرَ ضِيقِ العين فإن العرب إِذا أَرادت ضِقَها جعلوه الحَوَص، بالحاء‏.‏ ورجل أَحْوَصُ وامرأَة

حَوْصاءُ إِذا كانا ضيِّقَي العَينِ، وإِذا أَرادوا غُؤُورَ العينِ فهو الخَوَص، بالخاء معجمة من فوق‏.‏ وروى أَبو عبيد عن أَصحابه‏:‏ خَوِصَت عينُه

ودنَّقَت وقَدّحَت إِذا غارت‏.‏ النضر‏:‏ الخَوْصاءُ من الرِّياح الحارّةُ

يَكسِرُ الإِنسانُ عينَه من حَرِّها ويَتَخاوَصُ لها، والعرب تقول‏:‏ طَلَعت

الجَوْزاءُ وهَبَّت الخَوْصاءُ‏.‏ وتخاوَصَت النجومُ‏:‏ صَغُرَت للغُؤُور‏.‏

والخَوْصاءُ من الضأْن‏:‏ السوداءُ إِحدى العينين البيضاءُ الأُخْرى مع سائر

الجسد، وقد خَوِصَت خَوَصاً واخْواصَّت اخْوِيصاصاً‏.‏

وخوّص رأْسه‏:‏ وقع فيه الشيب‏.‏ وخَوّصَه القَتِيرُ‏:‏ وقع فيه منه شيءٌ بعد

شيء، وقيل‏:‏ هو إِذا استوى سوادُ الشعر وبياضُه‏.‏

والخُوصُ‏:‏ ورَقُ المُقْلِ والنَّخْلِ والنَّارَجيلِ وما شاكلها، واحدتُه

خُوصة‏.‏ وقد أَخْوَصَتِ النخلةُ وأَخْوَصَتِ الخُوصَةُ‏:‏ بَدَتْ‏.‏

وأَخْوَصَت الشجرةُ وأَخوص الرِّمْثُ والعَرْفَجُ أَي تَقَطَّر بورَقٍ، وعمَّ

بعضُهم به الشجر؛ قالت غادية الدُّبَيْرِيّة‏:‏

وَلِيتُه في الشَّوْكِ قَدْ تَقَرمَصا، على نواحِي شَجرٍ قد أَخْوَصا

وخَوّصَتِ الفسيلة‏:‏ انْفَتَحَتْ سَعفاتُها‏.‏

والخَوّاصُ‏:‏ مُعالجُ الخُوص وبَيّاعُه، والخِياصةُ‏:‏ عَمَلُهُ‏.‏ وإِناءٌ

مُخَوَّصٌ‏:‏ فيه على أَشْكالِ الخُوصِ‏.‏ والخُوصةُ‏:‏ من الجَنْبةِ وهي من نبات الصيف، وقيل‏:‏ هو ما نبت على أَرُومةٍ، وقيل‏:‏ إِذا ظهرَ أَخْضَرُ

العَرْفجِ على أَبيَضه فتلك الخُوصةُ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الخُوصَةُ ما نبت في أَصل‏.‏‏.‏‏.‏ حينَ يُصِيبُه المطرُ، قال‏:‏ ولم تُسمَّ

خُوصةً للشَّبَه بالخُوصِ كما قد ظنّ بعضُ الرواة، لو كان ذلك كذلك ما قيل

ذلك في العَرْفَج؛ وقد أَخْوَصَ، وقال أَبو حنيفة‏:‏ أَخاصَ الشجرُ

إِخْواصاً كذلك، قال ابن سيده‏:‏ وهذا طَريفٌ أَعني أَن يجيء الفِعْلُ من هذا الضرب

مُعْتلاًّ والمصدرُ صحيحاً‏.‏ وكل الشجر يُخِيصُ إِلا أَن يكون شجرَ الشوك

أَو البَقْل‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ أَمْتصَخَ الثُّمامُ، خرجت أَماصِيخُهُ، وأَحْجَنَ خرجت

حُجْنَتُهُ، وكِلاهما خُوص الثُّمامِ‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ

ولانَ عودُه قيل‏:‏ نُقِبَ عوده، فإِذا اسودَّ شيئاً قيل‏:‏ قد قَمِلَ، وإِذا ازْدادَ قليلاً قيل‏:‏ قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قليلاً آخر قيل‏:‏ قد أَدْبى

فهو حينئذٍ يصلح أَن يؤكل، فإِذا تمّت خُوصتُه قيل‏:‏ قد أَخْوصَ‏.‏ قال

أَبو منصور‏:‏ كأَن أَبا عمرو قد شاهَد العَرْفَجَ والثُّمامَ حين تَحَوّلا من حال إِلى حال وما يَعْرِف العربُ منهما إِلا ما وصَفَه‏.‏ ابن عياش الضبي‏:‏

الأَرض المُخَوِّصةُ التي بها خُوصُ الأَرْطى والأَلاءِ والعَرْفجِ

والسَّنْطِ؛ قال‏:‏ وخُوصةُ الأَلاءِ على خِلقَةِ آذان الغَنَم، وخُوصةُ

العرفجِ كأَنّها ورق الحِنّاءِ، وخُوصةُ السَّنْط على خِلْقة الحَلْفاءِ، وخُوصة الأَرْطى مثل هَدَبِ الأَثْل‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ

والمُقْلِ والعَرْفَجِ، وللثُّمام خُوصةٌ أَيضاً، وأَما البقولُ التي

يتناثرُ ورقُها وَقْت الهَيْج فلا خوصة لها‏.‏ وفي حديث أَبان بن سعيد‏:‏ تركت

الثُّمام قد خاصَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا جاءَ في الحديث وإِنما هو أَخْوَصَ أَي تمّتْ خُوصتُه طالعةً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ مَثَلُ المرأَةِ الصالحة مَثَلُ التاجِ المُخَوَّصِ بالذهب، ومَثَلُ المرأَةِ السُّوءِ كالحِمْل الثَّقِيل على الشيخ الكَبير‏.‏

وتَخْويصُ التاجِ‏:‏ مأْخوذٌ من خُوصِ النخل يجعل له صفائحُ من الذهب على قدر

عَرْضِ الخُوصِ‏.‏ وفي حديث تَمِيم الداري‏:‏ فَفَقَدُوا جاماً من فِضَّةٍ

مُخَوَّصاً بذهب أَي عليه صفائح الذهب مثل خُوص النخل‏.‏ ومنه الحديث الآخر‏:‏

وعليه دِيباج مُخَوَّص بالذهب أَي منسوج به كخُوصِ النخل وهو ورقه‏.‏ ومنه

الحديث الآخر‏:‏ إِن الرَّجْمَ أُنْزل في الأَحْزاب وكان مكتوباً في خوصة في بيت عائشة، رضي اللّه عنها، فأَكَلَتْها شاتُها‏.‏

أَبو زيد‏:‏ خَاوَصْته مُخاوَصةً وغَايَرْتُهُ مُغايَرَةً وقايَضْتُه

مُقايَضةً كل هذا إِذا عارَضتْه بالبيع‏.‏ وخاوَصَه البيعَ مُخاوَصةً‏:‏ عارَضَه

به‏.‏ وخَوّصَ العطاءَ وخاصَه‏:‏ قلّلَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي‏.‏ وقولهم‏:‏

تَخَوَّصْ منه أَي خُذْ منه الشيءَ بعد الشيء‏.‏

والخَوْصُ والخَيْصُ‏:‏ الشيءُ القليل‏.‏ وخَوِّصْ ما أَعطاك أَي خُذْه وإن قَلَّ‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه ليُخوِّصُ من ماله إِذا كان يُعْطِي الشيءَ

المُقارَبَ، وكل هذا من تَخْويصِ الشجر إِذا أَوْرَقَ قليلاً قليلاً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وفي كتاب أَبي عمرو الشيباني‏:‏ والتَّخْويسُ، بالسين، النَّقْصُ‏.‏ وفي حديث عليٍّ وعطائِه‏:‏ أَنه كان يَزْعَبُ لقوم ويُخَوِّصُ لقوم أَي يُكَثِّر

ويُقَلّل، وقول أَبي النجم‏:‏

يا ذائِدَيْها خَوِّصا بأَرْسالْ، ولا تَذُودَاها ذِيادَ الضُّلاّلْ

أَي قَرِّبا إِبلَكما شيئاً بعد شيء ولا تَدعاها تَزْدَحِم على الحَوْض‏.‏

والأَرْسالُ‏:‏ جمع رَسَلٍ، وهو القَطيع من الإِبل، أَي رَسَلٍ بعد

رَسَلٍ‏.‏ والضُّلاّل‏:‏ التي تُذاد عن الماء؛ وقال زياد العنبري‏:‏

أَقولُ للذائدِ‏:‏ خَوِّصْ بِرَسَلْ، إِني أَخافُ النائباتِ بالأُوَلْ

ابن الأَعرابي قال‏:‏ وسمعت أَرباب النَّعم يقولون للرُّكْبان إِذا

أَوْرَدُوا الإِبل والساقِيانِ يُجِيلانِ الدِّلاءَ في الحوض‏:‏ أَلا وخَوِّصُوها

أَرسالاً ولا تُورِدوها دُفْعةً واحدة فتَباكَّ على الحوض وتَهْدِم

أَعْضادَه، فيُرْسِلون منها ذَوْداً بعد ذَوْدٍ، ويكون ذلك أَرْوَى للنَّعَم

وأَهْوَنَ على السُّقَاة‏.‏

وخَيْصٌ خائِصٌ‏:‏ على المبالغة؛ ومنه قول الأَعشى‏:‏ لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرةَ خائصا‏.‏

قال‏:‏ خَيْصاً على المعاقبةِ وأَصله الواو، وله نظائر، وقد روي بالحاء‏.‏

وقد نلت من فلان خَوْصاً خائِصاً وخَيْصاً خائصاً أَي مَنالةً يَسِيرة‏.‏

وخَوَّصَ الرجلُ‏:‏ انْتَقَى خِيارَ المال فأَرسَلَه إِلى الماء وحَبَسَ

شِرارَه وجِلادَه، وهي التي مات عنها أَولادُها ساعةَ وَلَدَتْ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ خَوَّصَ الرجلُ إِذا ابتدأَ بإِكْرام الكِرام ثم اللِّئَامِ؛ وأَنشد‏:‏يا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بِسَلِّ، من كلِّ ذَاتِ ذَنبٍ رِفَلِّ، حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فَلِّ

وفسره فقال‏:‏ خَوِّصا أَي ابدآ بخِيارها وكِرَامِها‏.‏ وقوله من كل ذات

ذنَب رِفَلِّ، قال‏:‏ لا يكون طولُ شعر الذنب وضَفْوُه إِلا في خِيارها‏.‏ يقول‏:‏

قَدِّمْ خِيارها وجِلَّتها وكِرامها تشرب، فإِن كان هنالك قِلَّةُ ماء

كان لشرَارِها، وقد شَرِبت الخيارُ عَفْوتَه وصَفْوتَه؛ قال ابن سيده‏:‏ هذا

معنى قول ابن الأَعرابي وقد لَطَّفت أَنا تفسيره‏.‏ ومعنى بِسَلّ أن الناقة الكريمة تَنْسَلّ إِذا شَرِبَت فتدخل بين ناقتين‏.‏ النضر‏:‏ يقال أَرض ما

تُمْسِك خُوصتُها الطائرَ أَي رَطْبُ الشجر إِذا وقع عليه الطائرُ مالَ

به العودُ من رُطوبتِه ونَعْمتِه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ويقال حَصَّفه الشيبُ

وخَوَّصَه وأَوشَم فيه بمعنى واحد، وقيل‏:‏ خَوّصَه الشيبُ وخَوّصَ فيه إِذا

بدا فيه؛ وقال الأَخطل‏:‏

زَوْجة أَشْمَطَ مَرْهوبٍ بَوادِرُه، قد كان في رأْسه التَّخْويصُ والنَّزَعُ

والخَوْصاءُ‏:‏ موضع‏.‏ وقارةٌ خَوْصاءُ‏:‏ مرتفعة؛ قال الشاعر‏:‏

رُبىً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ ورَتائجٍ

بِخَوْصاءَ من زَلاّءَ ذَاتِ لُصُوبِ

خيص‏:‏ الأَخْيَصُ‏:‏ الذي إِحْدى عينيه صغيرةٌ والأُخْرى كَبيرةٌ، وقيل‏:‏ هو الذي إِحدى أُذنيه نَصْباءُ والأُخرى خَذواءُ، والأُنثى خَيصاءُ، وقد

خَيِصَ خَيَصاً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخَيْصاءُ من المِعْزى التي أَحد

قَرْنَيها مُنْتَصِبٌ والآخرُ مُلْتَصِقٌ برأْسها‏.‏ والخَيْصاءُ أَيضاً‏:‏

العطِيَّةُ التافِهةُ‏.‏ والخَيْصُ‏:‏ القليلُ من النَّيْلِ، وكذلك الخائِصُ وهو اسم، وقد يكون على النسب كمَوْتٍ مائِت، وذلك لأَنه لا فعل له فلذلك وجَّهْناه

على ذلك‏.‏ وخاصَ الشيءُ يَخِيصُ أَي قَلّ؛ قال الأَصمعي‏:‏ سأَلت المفضل عن

قول الأَعشى‏:‏

لَعَمْري لَمَنْ أَمْسى من القوم شاخِصا، لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيْرَةَ خائِصا

ما معنى خَيْصاً‏؟‏ فقال‏:‏ العرب تقول فلانٌ يَخُوصُ العطيّةَ في بني فلان

أَي يُقَلِّلُها، قال‏:‏ فقلت فكان ينبغي أَن يقول خَوْصاً، فقال‏:‏ هي

مُعاقَبةٌ يستعملها أَهلُ الحجاز يُسَمُّون الصُّوَّاغَ الصُّيَّاغَ، ويقولون

الصُّيَّامَ للصُّوَّامِ، ومثله كثير‏.‏ ونِلْتُ منه خَيْصاً خائِصاً أَي

شَيئاً يسيراً‏.‏

دحص‏:‏ دَحَصَ يَدْحَصُ‏:‏ أَسرع‏.‏ الأَزهري‏:‏ ودَحَصَت الذبيحةُ بِرِجْلَيْها

عند الذَّبْحِ إِذا فَحَصَتْ وارْتَكَضَتْ؛ قال علقمة بن عبدة‏:‏

رَغا فَوقَهمْ سَقْبُ السماءِ فداحِصٌ

بِشكّتِه، لم يُسْتَلَبْ، وسَلِيبُ

يقال‏:‏ أَصابَهم ما أَصابَ قومَ ثمود حين عَقَرُوا الناقة فرَغَا

سَقْبُها وجعَلَه سَقْبَ السماء لأَنه رُفِع إِلى السماءِ لما عُقِرَت أُمُّه؛ والداحِصُ‏:‏ الذي يبحث بيديه ورجليه وهو يَجُود بنفسه كالمذبوح‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏ دحَصَت الشاةُ تَدْحَصُ برِجْلِها عند الذبح، وكذلك الوَعِل ونحوه، وكذلك إِن مات من غَرَقٍ ولم يُذْبَحْ فَضَرَبَ برجله؛ ومنه قول

الأَعرابي في صِفَة المطر والسيل‏:‏ ولم يَبْقَ في القِنَان إِلا فاحِصٌ

مُجْرَنْثِمٌ أَو داحِصٌ مُتَجَرْجِمٌ‏.‏ والدَّحْصُ‏:‏ إِثارةُ الأَرض‏.‏ وفي حديث

إِسمعيل، عليه السلام‏:‏ فَجَعل يَدْحَصُ الأَرضَ بِعَقِبَيْه أَي يَفْحَص

ويَبْحَث ويُحَرِّك التراب‏.‏

دخص‏:‏ الليث‏:‏ الدَّخُوصُ الجارية التارّة، قال الأَزهري‏:‏ لم أَسمع هذا

الحرف لغير الليث‏.‏ ابن بري‏:‏ دخَصَت الجاريةُ دُخُوصاً امْتلأَتْ

لَحْماً‏.‏

دخرص‏:‏ الدِّخْرِصةُ‏:‏ الجماعةُ‏.‏ والدِّخْرِصةُ والدِّخْرِيصُ‏:‏ عُنَيِّقٌ

يخرج من الأَرض أَو البحر‏.‏ الليث‏:‏ الدِّخْرِيصُ من الثوب والأَرض والدرع

التِّيرِيزُ، والتِّخْرِيصُ لغةٌ فيه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ واحد الدَّخاريصِ

دِخرِصٌ ودِخْرِصةٌ‏.‏ والدِّخْرِصةُ والدِّخْرِيصُ من القميص والدِّرْع‏:‏ واحدُ

الدَّخارِيصِ، وهو ما يُوصَل به البدَنُ ليُوَسِّعَه؛ وأَنشد ابن بري

للأَعشى‏:‏

كما زِدْت في عَرْض القَمِيص الدَّخارِصَا

قال أَبو منصور‏:‏ سمعت غير واحد من اللغويين يقول الدِّخْرِيص معرّب، أَصله فارسي، وهو عند العرب البَنِيقةُ واللِّبْنةُ والسُّبْجَةُ

والسُّعَيْدَة؛ عن ابن الأَعرابي وأَبي عبيد‏.‏

درص‏:‏ الدَّرْصُ والدِّرْصُ‏:‏ ولَدُ الفأْر واليَرْبُوع والقُنْفُذ

والأَرنب والهِرّة والكلبة والذئبة ونحوها، والجمعِ دِرَصةٌ وأَدْراصٌ

ودِرْصانٌ ودُرُوصٌ؛ وأَنشد‏:‏

لَعَمْرُك، لو تَغْدُو عليَّ بِدِرْصِها، عَشَرْتُ لها مالي، إِذا ما تأَلَّتِ

أَي حَلَفَتْ‏.‏ الأَحمر‏:‏ من أَمثالهم في الحُجَّة إِذا أَضَلّها العالمُ‏:‏

ضلّ الدُّرَيْصُ نَفَقَه أَي جُحْرَه، وهو تصغير الدِّرْصِ وهو ولد

اليربوع، يُضْرَب مثلاً لمن يَعْيا بأَمْرِه‏.‏ وأُمُّ أَدْراصٍ‏:‏ اليربوعُ؛ قال

طفيل‏:‏

فما أُمُّ أَدْراصٍ، بأَرْضٍ مَضَلّة، بِأَغْدَرَ مِنْ قَيْسٍ، إِذا الليلُ أَظْلَما

قال ابن بري‏:‏ ذكر ابن السكيت أَن هذا البيت لقيس ابن زهير، ورواه‏:‏

بأَغْدَرَ مِنْ عَوْفٍ، وذكر أَبو سهل الهروي عن الأَخفش أَنه لشريح بن الأَحْوص، والجَنِينُ في بطن الأَتان دَرْصٌ ودِرْصٌ؛ وقول امرئ القيس‏:‏

أَذلك أَم جَأْبٌ يُطارِدُ آتُناً، حَمَلْنَ فأَرْبى حَمْلِهِنَّ دُروصُ

يعني أَن أَجِنَّتَها على قَدْرِ الدُّرُوص، وعَنَى بالحَمْلِ ههنا

المحمولَ به‏.‏ ووقع في أُمّ أَدْراصٍ مُضَلِّلة؛ يُضْرَب ذلك في موضع الشدّة

والبلاء، وذلك لأَن أُم أَدْراصٍ جِحَرَةٌ مَحْثِيّة أَي مَلأَى تُراباً

فهي مُلْتَبِسة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الدِّرْصُ الناقةُ السريعة، وقال في موضع

آخر‏:‏ المَرُوص والدَّروصُ الناقة السريعة‏.‏ وقال الأَحول‏:‏ يقال للأَحْمَقِ

أَبو أَدْراصٍ‏.‏

درمص‏:‏ الدَّرْمَصةُ‏:‏ التذلُّلُ‏.‏

دصص‏:‏ الليث‏:‏ الدَّصْدَصةُ ضَرْبُك المُنْخُلَ بكفيك‏.‏

دعص‏:‏ الدِّعصُ‏:‏ قُورٌ من الرمل مجتمع‏.‏ والجمع أَدْعاصٌ ودِعَصةٌ، وهو أَقلّ من الحِقْف، والطائفة منه دِعْصةٌ؛ قال‏:‏

خُلِقْتِ غيرَ خِلْقةِ النِّسْوانِ، إِن قُمْتِ فالأَعْلى قَضِيبُ بانِ

وإِن تَوَلَّيْتِ فدِعْصَتانِ، وكُلّ إِدٍّ تَفْعل العَيْنانِ

والدِّعْصاءُ‏:‏ أَرض سهلة فيها رملة تَحْمَى عليها الشمسُ فتكون

رَمْضاؤُها أَشدَّ من غيرها؛ قال‏:‏

والمُسْتجِيرُ بِعَمْرو عند كُرْبَتِه *** كالمُسْتَجِير من الدَّعْصاءِ بالنار

وتَدَعَّصَ اللحمُ‏:‏ تَهَرَّأَ من فساده‏.‏ والمُنْدَعِصُ‏:‏ الميّتُ إِذا

تفَسّخَ، شُبِّه بالدِّعْصِ لِوَرَمِه وضَعْفِه؛ قال الأَعشى‏:‏

فإِنْ يَلْقَ قوْمي قَوْمَهُ، تَرَ بَيْنَهُمْ

قتَالاً وأَقصادَ القَنَا ومَداعِصا

وأَدْعَصه الحَرُّ إِدْعاصاً‏:‏ قتَلَه‏.‏ وأَهرأَه البَرْدُ إِذا قَتَله‏.‏

ورَماه فأَدْعَصَه كأَقْعَصَه؛ قال جؤية بن عائذ النصري‏:‏

وفِلْقٌ هَتُوفٌ، كلّما شاءَ راعَها

بزُرْقِ المَنايا المُدْعِصات زَجُوم

ودَعَصَه بالرُّمْح‏:‏ طَعَنه به‏.‏ والمَداعِصُ‏:‏ الرِّماحُ‏.‏ ورجل مِدْعَصٌ

بالرمح‏:‏ طَعَّان؛ قال‏:‏

لتَجِدَنّي بالأَمِير بَرّا، وبالقَناةِ مِدْعَصاً مِكَرّا

المُنْدَعِصُ‏:‏ الشيء الميّتُ إِذا تَفَسَّخ، شُبِّه بالدِّعْصِ

لوَرَمِه‏.‏ دَعَصَ بِرِجْلِه ودَحَص ومَحَص وقَعَصَ إِذا ارْتَكَضَ‏.‏

ويقال‏:‏ أَخَذْتُه مُداعَصةً ومُداغَصةً ومُقاعَصةً ومُرافَصةً

ومُحايَصةً ومُتَايَسةً أَي أَخذْتُه مُعازَّةً‏.‏

دعفص‏:‏ الدِّعْفِصةُ‏:‏ الضَّئِيلةُ القليلة الجسم‏.‏

دعمص‏:‏ الدُّعْموصُ‏:‏ دُوَيْبَّة صغيرة تكون في مُسْتَنْقَع الماء، وقيل‏:‏

هي دُوَيْبَّة تغُوص في الماء، والجمع الدَّعامِيصُ والدَّعامِصُ أَيضاً؛ قال الأَعشى‏:‏

فما ذَنْبُنا إِن جاشَ بحرُ ابن عمِّكم، وبَحْرُك ساجٍ لا يُوارِي الدَّعامِصَا‏؟‏

والدُّعْمُوصُ‏:‏ أَول خَلْقِ الفرس وهو علقة في بطن أُمه إِلى أَربعين

يوماً، ثم يَسْتَبِين خَلْقُه فيكون دُودةً إِلى أَن يُتِمَّ ثلاثة أَشهر، ثم يكون سَليلاً؛ حكاه كراع‏.‏ والدُّعْمُوصُ‏:‏ الدَّخَّالُ في الأُمور

الزوّارُ للمُلوك‏.‏

ودُعَيْمِيصُ الرمل‏:‏ اسم رجل كان داهياً يُضْرَب به المثلُ؛ يقال‏:‏ هو دُعَيْمِيصُ هذا الأَمرِ أَي عالم به‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الدُّعْموصُ دودةٌ لها

رأْسان تراها في الماء إِذا قلّ؛ قال الراجز‏:‏

يَشْرَبْنَ ماءً طيّباً قَلِيصُه *** يَزِلُّ عن مِشْفرِها دُعْموصُه

وفي حديث الأَطفال‏:‏ هم دَعامِيصُ الجنّةِ؛ فُسِّرَ بالدُّوَيْبّة التي تكون في مستنقع الماء؛ قال‏:‏ والدُّعْموصُ الدخّال في الأُمور أَي أَنهم سَيّاحون في الجَنّة دخالون في منازِلها لا يُمنَعون من موضع كما أن الصِّبيان في الدنيا لا يُمْنَعون من الدُّخول على الحُرَم ولا يَحْتَجِب منهم أَحدٌ‏.‏