فصل: (تابع: حرف الطاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الطاء‏]‏

بوط‏:‏ البُوطةُ‏:‏ التي يُذيب فيها الصائغُ ونحوه من الصُّنَّاع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ باطَ الرجلُ يَبُوطُ إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ أَو إِذا افتقر بعد

غِنىً‏.‏

تحط‏:‏ الأَزهري قال‏:‏ تَحُوطُ اسم القَحْطِ؛ ومنه قول أَوْس بن حجر‏:‏

الحافِظُ الناسِ في تَحُوطَ، إِذا

لم يُرْسِلُوا تحتَ عائذٍ رُبَعا

قال‏:‏ كأَنَّ التاء في تحوط تاء فعل مضارع ثم جعل اسماً معرفة للسنة، ولا

يُجْرَى، ذكَرها في باب الحاء والطاء والتاء‏.‏

ثأط‏:‏ الثَّأْطةُ‏:‏ دُوَيْبّة، لم يحكها غير صاحب العين‏.‏ والثَّأْطةُ‏:‏

الحَمْأَةُ‏.‏ وفي المثل‏:‏ ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بماء؛ يضرب للرجل يشْتَدُّ مُوقُه

وحُمْقُه لأَن الثأْطة إِذا أَصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة، وقيل

للذي يُفْرِطُ في الحُمْق ثأْطة مُدَّتْ بماء، وجمعها ثَأْطٌ؛ قال أُمية

يذكر حمامة نوح، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام‏:‏

فجاءَتْ، بَعْدَما رَكَضَتْ، بقِطْفٍ، عليه الثَّأْط والطِّينُ الكُبارُ

وقيل‏:‏ الثأْطُ والثَّأْطةُ الطين، حمأَةً كان أَو غير ذلك؛ وقال أُمية

أَيضاً‏:‏

بلَغَ المَشارِق والمَغارِبَ، يَبْتَغِي

أَسْبابَ أَمْرٍ من حَكِيمٍ مُرْشِدِ

فأَتَى مَغِيبَ الشمْسِ عند مآبِها، في عَيْنِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمِدِ

وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الثأْطة الحمأَة فقال‏:‏

وأَنشد شمر لتُبَّع، وكذلك أَورده ابن بري وقال‏:‏ إِنه لتُبَّع يصف ذا

القَرْنَيْن، قال‏:‏ والخُلُب الطين بكلامهم، قال الأَزهري‏:‏ وهذا في شعر تُبَّع

المروي عن ابن عباس‏.‏ والثأْطة‏:‏ دُوَّيْبَّة لَسَّاعةٌ‏.‏

والثأْطاء‏:‏ الحمقاء، مشتقّ من الثأْطة‏.‏ وما هو بابن ثأْطاء وثأَطاء

وثأْطانَ وثأَطانَ أَي بابن أَمة، ويكنى به عن الحُمْق‏.‏

ثبط‏:‏ الليث‏:‏ ثَبَّطَه عن الشيء تَثْبِيطاً إِذا شغَلَه عنه‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ ولكن كَرِه اللّهُ انْبِعاثَهم فثبَّطَهم؛ قال أَبو إِسحق‏:‏

التثبيط ردّك الإِنسانَ عن الشيء يفعله، أَي كره اللّه أَن يَخْرجوا معكم

فردَّهم عن الخروج‏.‏ وثَبَطَه عن الشيء ثَبْطاً وثَبَّطَه‏:‏ رَيَّثه وثَبَّته‏.‏

وثَبَّطه على الأَمر فتَثَبَّط‏:‏ وقَّفَه عليه فتوَقَّف‏.‏ وأَثْبَطه

المرَضُ إِذا لم يكد يُفارِقُه‏.‏ وثَبَطْتُ الرجلَ ثَبْطاً‏:‏ حبَسْتُه، بالتخفيف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كانت سَوْدةُ امرأَةً ثَبِطةً أَي ثقِيلة بَطِيئةً من التَّثْبِيطِ وهو التعْوِيقُ والشَّغْلُ عن المُراد؛ وقول لبيد‏:‏

وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ يُثَبِّطْ حاسِد

معناه إِنْ بَحَثَ عن مَعايِبِها؛ بذلك فسره ابن الأَعرابي‏.‏ وفي بعض

اللغات‏:‏ ثَبَطَتْ شَفةُ الإِنسانِ وَرِمَتْ، وليس بثَبَت‏.‏

ثرط‏:‏ الثَّرْطُ مثل الثَّلْطِ‏:‏ لغة أَو لُثْغةٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ والثَّرْطُ

أَيضاً شيء تستعمله الأَساكِفةُ وهو بالفارسية شَرِيسْ؛ ذكره النضر بن شميل

ولم يعرفه أَبو الغوث‏.‏

والثَّرْطِئةُ، بالكسر‏:‏ الرجل الأَحْمَقُ الضعيفُ‏.‏ قال‏:‏ والهمزة زائدة‏.‏

وثَرَطَه يَثْرُطُه ثَرْطاً‏:‏ زرَى عليه وعابَه، قال‏:‏ وليس بثبَت‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ الثَّرْطِئةُ، بالهمز بعد الطاء، الرجل الثقيل، قال‏:‏ وإِن كانت

الهمزة أَصلية فالكلمة رباعية، وإِن لم تكن أَصلية فهي ثلاثية، قال‏:‏

والغِرْقِئُ مثله‏.‏

ثرعط‏:‏ الثُّرْعُطةُ‏:‏ الحَسا الرَّقِيقُ‏.‏ الأَزهري‏:‏ الثُّرُعْطُطُ حَساً

رقيق طبخ باللبن‏.‏

ثرمط‏:‏ الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ على مثال عُلَبِطةٍ؛ الأَخيرة عن

كراع‏:‏ الطين الرَّطْبُ؛ قال الجوهري‏:‏ لعل الميم زائدة‏.‏ الفراء‏:‏ وقع فلان في ثُرْمُطةٍ أَي في طين رطْب‏.‏

قال شمر‏:‏ واثْرَنْمَط السِّقاء إِذا انْتَفَخ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حتى تَحْبَطا، فبَطْنُها كالوَطْبِ حين اثْرَنْمَطا

والاثْرِنْماطُ‏:‏ اطْمِحْرارُ السِّقاء إِذا راب ورَغا، وكَرْثأَ إِذا

ثَخُنَ اللبن عليه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الثُّرْمُوطُ الرجل العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل‏.‏

ثرنط‏:‏ قال الأَزهري‏:‏ قرأْت بخط أَبي الهيثم لابن بزرج‏:‏ اثْرَنْطَأَ أَي

حَمُقَ‏.‏

ثطط‏:‏ رجل ثَطٌّ‏:‏ ثَقِيلُ البطن بَطِيء‏.‏ والثَّطُّ والأَثَطُّ‏:‏

الكَوْسَجُ، رجل أَثَطُّ بيِّن الثَّطَطِ من قوم ثُطٍّ، وقيل‏:‏ هو القليلُ شعر

اللِّحْية، وقيل‏:‏ هو الخفيف اللحية من العارِضَيْنِ، وقيل‏:‏ هو أَيضاً القليل

شعر الحاجِبَيْنِ، ورجل ثَطُّ الحاجبين وامرأَة ثَطَّاء الحاجبين، ولا

يستغنى عن ذكر الحاجبين‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الأَثَطّ الرقيق الحاجبين، قال‏:‏

والثُّطُطُ والزُّطُطُ الكَواسِجُ‏.‏ التهذيب‏:‏ وامرأَة ثَطَّةُ الحاجبين لا

يستغنى فيه عن ذكر الحاجبين؛ قال الشاعر‏:‏

وما من هوايَ ولا شِيمَتي، عَرَكرَكةٌ ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ

ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْـ *** ـنِ، مُحْرَفةُ السَّاقِ، ظَمْأَى القَدَمْ

قوله مُحْرفة أَي مَهْزُولة‏.‏ ورجل ثَطٌّ، بالفتح، من قوم ثُطَّانٍ

وثِطَطةٍ وثِطاطٍ بيِّن الثُّطُوطةِ والثَّطاطةِ، وهو الكوسج‏.‏ قال ابن دريد‏:‏

لا يقال في الخفيف شعر اللحية أَثَطُّ، وإِن كانت العامة قد أُولِعَتْ به، إِنما يقال ثَطٌّ؛ وأَنشد لأَبي النجم‏:‏

كلِحْيةِ الشيْخِ اليَماني الثَّطِّ

وحكى ابن بري عن الجواليقي قال‏:‏ رجل ثَطٌّ لا غير، وأَنكر أَثَطّ، وأَورد بيت أَبي النجم أَيضاً، قال‏:‏ وصواب إِنشاده كَهامةِ الشيخ‏.‏ وفي حديث

عثمان‏:‏ وجيءَ بعامر بن عبد قَيْس فرآه أَشْغَى ثَطّاً‏.‏ وفي حديث أَبي

رُهْمٍ‏:‏ سأَله النبي صلى الله عليه وسلم عمن تخلَّف منِ غفار فقال‏:‏ ما

فعل النفَرُ الحُمْرُ الثَّطاطُ‏؟‏ هو جمع ثَطٍّ، وهو الكوْسَجُ الذي عَرِيَ

وجهُه من الشعر إِلاَّ طاقاتٍ في أَسفل حَنَكِه‏.‏ وروي هذا الحديث‏:‏ ما فعل

الحمْر النَّطانِطُ‏؟‏ جمع نَطْناطٍ وهو الطويل‏.‏ قال أَبو حاتم‏:‏ قال أَبو

زيد مرة رجل أَثَطُّ، فقلت له‏:‏ تقول أَثطّ‏؟‏ قال‏:‏ سمعتها، وجمع الثَّطِّ

أَثْطاطٌ؛ عن كراع، والكثير ثُطٌّ وثُطّانٌ وثِطاطٌ وثِطَطةٌ؛ وقد ثَطَّ

يَثِطُّ ويَثُطُّ ثَطَطاً وثَطاطةً وثُطُوطةً فهو أَثَطُّ وثَطٌّ؛ قال ابن دريد‏:‏ المصدر الثَّطَطُ والاسم الثَّطاطةُ والثُّطوطةُ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

ولعمري إِنه فرق حسن‏.‏ وامرأَة ثَطّاء لا إِسْبَ لها يعني شِعْرةَ

رَكَبِها‏.‏ الثطّاء‏:‏ دُوَيْبَّة تَلْسَعُ الناس، قيل هي العنكبوت‏.‏

ثعط‏:‏ الثَّعيطُ‏:‏ دُقاقُ رَمْل سَيّالٍ تنقله الريح‏.‏ والثَّعِطُ‏:‏ اللحم

المتغيِّرُ، وقد ثَعِطَ ثَعَطاً، وكذلك الجلد إِذا أَنْتَنَ وتقطَّع؛ قال

الأَزهري‏:‏ أَنشدني أَبو بكر‏:‏

يأْكُل لَحْماً بائتاً قد ثَعِطا، أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتى خَرِطا

قال‏:‏ وخَرِطَ به إِذا غُصَّ به‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والثَّعَطُ مصدر قولك

ثَعِطَ اللحمُ أَي أَنتن، وكذلك الماء؛ قال الراجز‏:‏

ومَنْهَلٍ على غَشَاشٍ وفَلَطْ، شَرِبْتُ منه بين كُرْهٍ وثَعَطْ

وقال أَبو عمرو‏:‏ إِذا مَذِرَت البيضة فهي الثَّعِطةُ‏.‏ وثَعِطَتْ شفَتُه‏:‏

وَرِمَتْ وتشَقَّقت؛ وقال بعض شعراء هذيل‏:‏

يُثَعِّطْنَ العَرابَ، وهُنّ سُودٌ، إِذا خالَسْنَه فُلُحٌ فِدامُ

العَرابُ‏:‏ ثمَرُ الخَزَم، واحدته عَرابةٌ‏.‏ يُثَعِّطْنَه‏:‏ يَرْضَخْنَه

ويَدْقُقْنَه‏.‏ فُلُح‏:‏ جمع الفَلْحاء الشفة‏.‏ فِدامٌ‏:‏ هَرِماتٌ‏.‏

ثلط‏:‏ الثَّلْطُ‏:‏ هو سلْح الفِيلِ ونحوه من كل شيء إِذا كان رقيقاً‏.‏

وثلَط الثَّوْرُ والبعيرُ والصبيُّ يَثْلِطُ ثَلْطاً‏:‏ سَلَح سَلْحاً رقيقاً، وقيل إِذا أَلقاه سهْلاً رقيقاً، وفي الصحاح‏:‏ إِذا أَلقى بَعره رقيقاً‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ يقال للإِنسان إِذا رقَّ نَجْوُه هو يَثْلِطُ ثَلْطاً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ فبالَتْ وثَلَطَتْ؛ الثَّلْطُ‏:‏ الرقيق من الرجيع‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وأَكثر ما يقال للإِبل والبقر والفِيَلةِ‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ كانوا يَبْعَرُون بَعَراً وأَنتم تَثْلِطُون ثَلْطاً أَي كانوا

يتغوَّطون يابساً كالبعر لأَنهم كانوا قليلي الأَكل والمآكل وأَنتم تثلِطون

رقيقاً وهو إِشارة إِلى كثرة المآكل وتَنَوُّعِها‏.‏ ويقال‏:‏ ثَلَطْتُه

ثَلْطاً إِذا رميتَه بالثَّلْطِ ولطَخْتَه به؛ قال جرير‏:‏

يا ثَلْطَ حامِضةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً، مِنْ واسِطٍ، وتَرَبَّعَ القُلاَّما

ثلمط‏:‏ الثَّلْمَطةُ‏:‏ الاسْتِرْخاء، وطين ثَلْمَطٌ‏.‏

ثمط‏:‏ الثَّمْطُ‏:‏ الطين الرقيق أَو العجين إِذا أَفْرَط في الرِّقةِ‏.‏

ثنط‏:‏ الليث‏:‏ الثَّنْطُ خُروج الكمأَةِ من الأَرض والنباتُ إِذا صدَع

الأَرضَ وظهر، قال‏:‏ وفي الحديث كانت الأَرض تَمِيدُ فوقَ الماء فَثَنطها الله بالجبال فصارت لها أَوْتاداً؛ ابن الأَعرابي‏:‏ الثنْطُ الشَّقُّ

والنَّثْطُ التثقيل؛ ومنه خبر كعب‏:‏ إِن اللّه تعالى لما مَدَّ الأَرضَ مادَتْ

فثَنَطَها بالجبال أَي شقَّها فصارت كالأَوْتادِ لها، ونَثَطها بالآكامِ

فصارت كالمُثْقِلاتِ لها، قال أَبو منصور‏:‏ فرق ابن الأَعرابي بين

الثَّنْط والنَّثْط، فجعل الثَّنْطَ شَقّاً، وجعل النَّثْطَ إِثْقالاً، قال‏:‏

وهما حَرفان غَريبان، قال‏:‏ ولا أَدري أَعربيان أَم دخيلان؛ قال ابن الأَثير‏:‏

وما جاء إِلا في حديث كعب، قال‏:‏ ويروى بالباء بدل النون من التثبيط، وهو التعويق‏.‏

جحط‏:‏ جِحِطْ‏:‏ زجر للغنمِ كجِحِضْ‏.‏

جحرط‏:‏ عجوز جِحْرِطٌ‏:‏ هَرِمة‏.‏

جخرط‏:‏ عجوز جِخْرِطٌ‏:‏ هَرِمةٌ؛ قال الشاعر‏:‏

والدَّرْدَبِيسُ الجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَه

ويقال‏:‏ جِحْرِطٌ، بالحاء المهملة‏.‏

جرط‏:‏ قال ابن بري‏:‏ الجَرَطُ الغَصَصُ؛ قال نجاد الخيْبري‏:‏

لَمّا رأَيتُ الرَّجُلَ العَمَلَّطا، يأْكل لحماً بائتاً قد ثَعِطا، أَكثرَ منه الأَكل حتى جَرِطا

جلط‏:‏ جَلَطَ رأْسَه يَجْلِطُه إِذا حلَقه‏.‏ ومن كلام العرب الصحيح‏:‏ جَلَط

الرجلُ يَجْلِطُ إِذا كذَب‏.‏ والجِلاطُ‏:‏ المُكاذَبةُ‏.‏ الفراء‏:‏ جلَط سيفَه

أَي اسْتَلَّه‏.‏

جلحط‏:‏ الجِلْحِطاء‏:‏ الأَرض التي لا شجر فيها، وقيل‏:‏ هي الجِلْحِظاء، بالظاء المعجمة، وقيل‏:‏ هي الجِلْخِطاء، بالخاء المعجمة والطاء غير المعجمة، وقيل‏:‏ هي الحَزْنُ؛ عن السيرافي‏.‏

جلخط‏:‏ الجِلْخِطاء‏:‏ الأَرض التي لا شجر فيها أَو الحَزْن، لغة في جلحط‏.‏

جلفط‏:‏ التهذيب‏:‏ الجِلْفاطُ الذي يَسُدُّ دُروزَ السفينة الجديدة

بالخُيوط والخِرَقِ‏.‏ يقال‏:‏ جَلْفَطَه الجِلْفاطُ إِذا سَوّاه وقَيَّرَه‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ هو الذي يُجَلْفِطُ السفن فيُدخل بين مَسامِير الأَلواح وخُروزها

مُشاقةَ الكَتّانِ ويمسَحُه بالزِّفْت والقارِ، وفعله الجَلْفَطةُ‏.‏

جلمط‏:‏ جَلْمطَ رأْسَه‏.‏ حلَق شعره، قال الجوهري‏:‏ والميم زائدة، والله أَعلم‏.‏

حبط‏:‏ الحَبَط مثل العَرَبِ‏:‏ من آثارِ الجُرْحِ‏.‏ وقد حَبِطَ حَبَطاً

وأَحْبَطَه الضرْبُ‏.‏ الجوهري‏:‏ يقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً، بالتحريك، أَي

عَرِب ونُكس‏.‏ ابن سيده‏:‏ والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ

يَسْتَوْبِلُه، وقد حَبِطَ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ، وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ، وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية

فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها‏.‏ وحَبِطتِ الشاة، بالكسر، حَبَطاً‏:‏ انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ، وهو الحَنْدَقُوقُ‏.‏

الأَزهري‏:‏ حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ، وذلك

الدَّاء الحُباطُ، قال‏:‏ ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ، وهو الاضْطِرابُ‏.‏ قال الأَزهريّ‏:‏ وأَما قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم‏:‏

وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ، فإِن أَبا عبيد

فسر الحَبَطَ وترك من تفسير هذا الحديث أَشياء لا يَستغْني أَهلُ العلم عن مَعْرِفتها، فذكرت الحديث على وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما يحتاجُ من تفسيره، فقال وذَكره سنده إِلى أَبي سعيد الخدري انه قال‏:‏ جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال‏:‏ إِني أَخاف

عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها، قال‏:‏ فقال

رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ فسكت عنه رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ

عنه الرُّحضاء وقال‏:‏ أَين هذا السائلُ‏؟‏ وكأَنه حَمِدَه؛ فقال‏:‏ إِنه لا

يأْتي الخيرُ بالشرّ، وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلم إِلاّ آكِلةَ الخَضِر، فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها

استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ، وإِن هذا المال خَضِرةٌ

حُلوةٌ، ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابن السبيلِ؛ أَو كما قال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم‏:‏ وإِنه من يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ

اسْتَغْلَقَ معناه، وفيه مثلان‏:‏ ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع

مَنْعِ ما جمَع من حقّه، والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال

وبذْلِه في حقِّه، فأَما قوله‏:‏ صلّى اللّه عليه وسلّم‏:‏ وإِنَّ مما يُنبت

الربيعُ ما يقتل حبَطاً، فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع، وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر

منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ، كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ

عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ، وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود

فقوله صلى الله عليه وسلم إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى

إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت، وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية

فتُهْلِكه أَكلاً، ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ

ويُبْسِه، قال‏:‏ وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر

منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه؛ قال‏:‏ وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات

الصيف في قوله‏:‏

كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا

أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ

الرَّبيع، والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه، قال‏:‏ وبناتُ

مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف، قال‏:‏ وأَما الخُضارةُ فهي

من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها

ولا يُسْرِفُ في قَمِّها

والحِرص عليها، وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر، أَلا تراه

قال‏:‏ فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت‏؟‏

وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها، وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها، وقوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة

الخضر‏.‏ وأَما قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم‏:‏ إِن هذا المال خَضِرةٌ

حُلْوة، ههنا الناعمة الغَضّةُ، وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه

مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه، ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ

نَعْمَتِها في دنياه وآخرته‏.‏ والحَبطُ‏:‏ أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ

لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والحَبطُ في الضَّرْعِ

أَهْونُ الورَمِ، وقيل‏:‏ الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره‏.‏

وحَبِطَ جِلدُه‏:‏ وَرِمَ‏.‏ ويقال‏:‏ فرس حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كان مُنْتَفِخَ

الخاصرتين؛ ومنه قول الجعدي‏:‏

فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفي ـنِ، يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ

قال‏:‏ ولا يقولون حَبِط الفرسُ حتى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى

الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه‏.‏

واحْبَنْطَأَ الرجلُ‏:‏ انتفخ بطنه‏.‏

والحَبَنْطَأُ، يهمز ولا يهمز‏:‏ الغَلِيظ القَصِير البطِينُ‏.‏ قال أَبو

زيد‏:‏ المُحْبَنْطِئ، مهموز وغير مهموز، الممْتَلئ غضَباً، والنون والهمزة

والأَلف والباء زَوائدُ للإلحاق، وقيل‏:‏ الأَلف للإلحاق بسفرجل‏.‏ ورجل

حَبَنْطىً، بالتنوين، وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ، وقد احْبَنْطَيْتَ، فإن حَقَّرْتَ فأَنت بالخيار إِن شئت حذفت النون وأَبدلت من الأَلف ياء وقلت

حُبَيْطٍ، بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف ليست للتأْنيث فيفتح ما قبلها كما

نفتح في تصغير حُبْلى وبُشْرى، وإِن بقَّيت النون وحذفت الأَلف قلت

حُبَيْنِطٌ، وكذلك كل اسم فيه زيادتان للإلحاق فاحذف أَيَّتَهما شئت، وإن شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ من المحذوف في الموضعين، وإِن شئتَ لم تُعَوِّضْ، فإن عوَّضت في الأَوّل قلت حُبَيِّطٍ، بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلت في الثاني حُبَيْنِيطٌ، وكذلك القول في عَفَرْنى‏.‏ وامرأَة حَبَنْطاةٌ‏:‏ قصيرة

دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ‏.‏ والحَبَنْطى‏:‏ المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة‏.‏

وحكى اللحياني عن الكسائي‏:‏ رجل حَبَنْطىً، مقصور، وحِبَنْطىً، مكسور مقصور، وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غيظاً أَو بِطنة؛ وأَنشد ابن بري

للراجز‏:‏

إِني إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِي، ولا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي

قال وقال في المهموز‏:‏

ما لك تَرْمِي بالخَنى إِلينا، مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علينا‏؟‏

وقد ترجم الجوهري على حَبْطَأَ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وصوابه أَن يذكر في ترجمة

حبط لأَن الهمزة زائدة ليست بأَصلية، وقد احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت، وكل ذلك من الحبَطِ الذي هو الورَمُ، ولذلك حكم على نونه وهمزته أَو يائه

أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل‏.‏

والمُحْبَنْطِئُ‏:‏ اللاَّزِقُ بالأَرض‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن السِّقط

ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، فسروه مُتَغَضِّباً، وقيل‏:‏ المُحْبَنْطِي

المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء، وبالهمز العظيم البطن، قال ابن الأَثير‏:‏ المُحْبَنْطِئُ، بالهمز وتركه، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ

للشيء، وقيل‏:‏ هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء‏.‏ يقال‏:‏ احبنطأْت

واحْبَنْطَيْت، والنون والهمزة والأَلف والياء زوائد للإلحاق‏.‏ وحكى ابن بري المُحْبَنطِي، بغير همز، المتغضِّبُ، وبالهمز المنتفخ‏.‏

وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً‏:‏ عَمِلَ عَملاً ثم أَفْسَدَه، واللّه أَحْبَطه‏.‏

وفي التنزيل‏:‏ فأَحْبَطَ أَعمالَهم‏.‏ الأَزهري‏:‏ إِذا عمل الرجل عملاً ثم أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه، وأَحْبَطَه صاحبُه، وأَحْبَطَ الله أَعمالَ من يُشْرِكُ به‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً

وحُبُوطاً، فهو حَبْطٌ، بسكون الباء، وقال الجوهري‏:‏ بطل ثوابه وأَحبطه الله‏.‏ وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ‏:‏ فقد حبَط

عملُه، بفتح الباء، وقال‏:‏ يَحْبِطُ حُبوطاً، قال الأَزهري، ولم أَسمع هذا

لغيره، والقراءة‏:‏ فقد حَبِط عملُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَحْبَط اللّه عمله أَي

أَبْطَلَه، قال ابن الأَثير‏:‏ وأَحْبَطه غيرُه، قال‏:‏ وهو من قولهم حَبِطَت

الدابةُ حَبطاً، بالتحريك، إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل

حتى تنتفخ فتموت‏.‏

والحَبَطُ والحَبِطُ‏:‏ الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم، سمي

بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا

إليه، وقيل‏:‏ إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله، والحَبِطاتُ

والحَبَطاتُ‏:‏ أَبناؤه على جهة النسَب، والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ، وهم

من تميم، والقياس الكسر؛ وقيل‏:‏ الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم

والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ ولقي دَغْفَلٌ رجلاً فقال له‏:‏ ممن أَنت‏؟‏ قال‏:‏ من بني عمرو بن تميم، قال‏:‏ إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ، فالحبطات عُنُقُها، والقُلَيْبُ

رأْسها، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها، والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها، ومازنٌ مِخْلَبُها، وكَعْب ذنبها، يعني بالجثوة بدنها ورأَْسها‏.‏

الأَزهري‏:‏ الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد

الحَبَطِيُّ، يقال‏:‏ فلان الحبطي، قال‏:‏ وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ قالوا حَبَطِيٌّ، وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ، وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ، وذلك أَنهم كرهوا كثرة

الكسرات ففتحوا؛ قال الأَزهري‏:‏ ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه

مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ، وكذلك عملُ المنافق

يَحْبَطُ، غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً، وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً، كذلك أُثبت لنا؛ عن ابن السكيت

وغيره‏.‏ ويقال‏:‏ حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ‏.‏ وحَبِطَتِ

البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء

الرّكيّة فلا يعود كما كان‏.‏

حثط‏:‏ الأَزهري‏:‏ قال أَبو يوسف السجزي‏:‏ الحَثَطُ كالغُدّةِ أَتى به في وصف ما في بُطونِ الشاء، قال‏:‏ ولا أَدري ما صحته‏.‏

حشط‏:‏ الأَزهري خاصة عن ابن الأَعرابي‏:‏ الحَشْطُ الكَشْطُ‏.‏

حطط‏:‏ الحَطُّ‏:‏ الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ‏.‏ والحَطُّ‏:‏

وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ، تقول‏:‏ حَطَطْتُ عنها‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ إِذا

حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ

وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل، وهي الأَكْوارُ والمَتاع، فشُدُّوا السُّروج على

الخيل للغَزْو‏.‏ وحَطّ الحِمْلَ عن البعير يحُطُّه حَطّاً‏:‏ أَنزله‏.‏ وكلُّ

ما أَنزله عن ظهر، فقد حطه‏.‏ الجوهريّ‏:‏ حطّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ

وحَطَّ أَي نزَل‏.‏ والمَحَطُّ‏:‏ المَنْزِلُ‏.‏ والمِحَطُّ‏:‏ من الأَدواتِ، وقال في مكان آخَر‏:‏ من أَدوات النَّطَّاعِينَ الذين يُجَلِّدون الدَّفاتر حديدة

معطوفة الطرَف، وأَدِيم مَحْطُوطٌ؛ وأَنشد‏:‏

تُبِينُ وتُبْدي عن عُروقٍ، كأَنَّها

أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ

وحطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه، في الدعاء‏:‏ وضَعَه، مَثَلٌ بذلك، أَي خفَّفَ الله عن ظَهْرِكَ ما أَثْقَلَه من الوِزْر‏.‏ يقال‏:‏ حطّ اللّه عنك وزرك

ولا أَنْقَضَ ظهرَك‏.‏ واستحَطَّه وِزْرَه‏:‏ سأَله أَن يَحُطَّه عنه، والاسم

الحِطَّةُ‏.‏ وحكي أَنَّ بني إِسرائيل إِنما قيل لهم‏:‏ وقولوا حِطَّة، ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم‏.‏ وسأَله الحِطِّيطى أَي

الحِطَّة‏.‏ قال أَبو إِسحق في قوله تعالى‏:‏ وقولوا حِطَّة، قال‏:‏ معناه قولوا

مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذنوبنا عنا، وكذلك القراءة، وارتفعت على معنى

مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ، قال‏:‏ ولو قرئت حِطَّةً كان وجهاً في العربية كأَنه قيل لهم‏:‏ قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً، فحرَّفوا هذا

القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أُمِروا بها، وجملة ما قالوا

أَنه أَمر عظيم سماهم اللّه به فاسقِينَ، وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ وقولوا

حطة، يقال، واللّه أَعلم‏:‏ قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَي هي حطة، فخالَفُوا إِلى كلام بالنَّبَطِيَّةِ، فذلك قوله تعالى‏:‏ فبدّل الذين ظلموا قولاً

غير الذي قيل لهم‏.‏ وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى‏:‏

وادْخُلُوا الباب سُجَّداً، قال‏:‏ رُكَّعاً، وقولوا حطةٌ مغفرة، قالوا‏:‏ حِنْطةٌ

ودخلوا على أَسْتاهِهم، فذلك قوله تعالى‏:‏ فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير

الذي قيل لهم؛ وقال الليث‏:‏ بلغنا أَن بني إِسرائيل حين قيل لهم قولوا

حِطَّةٌ إِنما قيل لهم كي يسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أَي حنطة جيدة، قال‏:‏

وقوله عزّ وجلّ حطة أَي كلمة تَحُطُّ عنكم خطاياكم وهي‏:‏ لا إِله إلا اللّه‏.‏

ويقال‏:‏ هي كلمة أُمر بها بنو إِسرائيل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم‏.‏

وحَطَّه أَي حَدَرَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من ابتلاه اللّه ببَلاء في جَسَده فهو له

حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه، وهي فِعْلةٌ من حَطَّ الشيءَ

يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن الصلاة تسمى في التوراة

حَطُوطاً‏.‏ وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً‏:‏ رَخُصَ، وكذلك انْحَطَّ

حُطوطاً وكسر وانكسر، يريد فَتَر‏.‏ وقال الأَزهري في هذا المكان‏:‏ ويقال

سِعْر مَقْطُوط وقد قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللّهُ السِّعْر، ولم يزد ههنا على هذا اللفظ‏.‏

والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ‏:‏ الصغير وهو من هذا لأَن الصغير

مَحْطُوط؛ أَنشد قطرب‏:‏

إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط، كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائط

بُطائطٌ إِتباع؛ وقال مليح‏:‏

بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ، دُرْمٌ حُجولُه، تَرَى الحَجْلَ منه غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ

وقيل‏:‏ هو القصير‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الحُطائطُ الصغير من الناس وغيرهم؛ وأَنشد‏:‏

والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ، والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ

قال الأَزهري‏:‏ وتقول صِبْيان الأَعراب في أَحاجِيهم‏:‏ ما حُطائطٌ بُطائط

تَمِيسُ تحت الحائط‏؟‏ يعنون الذّرةَ‏.‏

والحَطاطُ‏:‏ شِدّةُ العَدْوِ‏.‏ والكَعْبُ الحَطِيطُ‏:‏ الأَدْرَمُ‏.‏

والحِطَّانُ‏:‏ التَّيْسُ‏.‏

وحطّانُ‏:‏ من أَسماء العرب‏.‏ والحُطائطة‏:‏ بَثْرةٌ صغيرة حمراء‏.‏

وجارية مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن‏:‏ ممدودَتُهما، وقال الأَزهري‏:‏ ممدودة

حسنَة مستوية؛ قال النابغة‏:‏

مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ

وأَنشد الجوهري للقطامي‏:‏

بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهُكَنةٌ، رَيَا الرّوادِفِ، لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ

وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ‏:‏ لا مَأْكَمةَ لها‏.‏ والحَطُوطُ‏:‏ الأَكَمةُ

الصَّعْبةُ الانْحِدار‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الحطوط الأَكَمةُ الصعبة، فلم يذكر

ارتفاعاً ولا انحداراً‏.‏ والحَطُّ‏:‏ الحَدْرُ من عُلْو، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً

فانْحَطَّ؛ وأَنشد‏:‏

كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ

قال الأَزهري‏:‏ والفِعْل اللاّزم الانحطاط‏.‏ ويقال للهَبُوط‏:‏ حَطُوطٌ‏.‏

والمُنْحَطُّ من المَناكِب‏:‏ المُسْتَفِلُ الذي ليس بمُرْتَفِعٍ ولا

مُسْتَقِلٍّ وهو أَحسنها‏.‏

والحَطاطةُ‏:‏ بَثْرة تخرج بالوجه صغيرة تُقَيِّحُ ولا تُقَرِّحُ، والجمع حَطاطٌ؛ قال المتنخل الهذلي‏:‏

ووجْهٍ قد رأَيْت، أُمَيْمَ، صافٍ، أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذي حَطاطِ

وقد حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ، وربما قيل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ‏.‏

والحَطاطةُ‏:‏ الجاريةُ الصغيرة، تشبَّه بذلك‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ الحَطاطُ

البَثْر، الواحدة حَطاطةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لزياد الطَّمّاحِيِّ‏:‏

قامَ إِلى عَذْراء في الغُطاطِ، يَمْشِي بمثل قائم الفُسْطاطِ، بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذي حَطاطِ

قال ابن بري‏:‏ الذي رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه؛ وبعده‏:‏

هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي، نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ

فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ، ذُو قوّةٍ، ليس بذي وباطِ

فداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ، ليس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ

وقام عنها، وهو ذُو نَشاطِ، ولُيّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ

قد أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ

وقال الراجز‏:‏

ثم طَعَنْت في الجَمِيش الأَصْفَرِ

بذي حَطاطٍ، مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ

والواحدة حَطاطةٌ، قال‏:‏ وربما كانت في الوجه؛ ومنه قول المتنخل الهذلي‏:‏

ووجْهٍ قد جَلَوْت، أُمَيْمَ، صافٍ، كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ

وقال أَبو زيد‏:‏ الأَجرب العين الذي تَبْثُر عينُه ويلزمها الحَطاطُ، وهو الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والحَطاط، بالفتح، مثل البَثْر

في باطن الحُوق، وقيل‏:‏ حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها‏.‏

وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ‏:‏ اعتمد في الزِّمامِ على أَحد شِقّيْه؛ قال ابن مقبل‏:‏

برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه، أَسَرَّ حِطاطاً، ثم لانَ فبَغّلا

وقال الشماخ‏:‏

وإِن ضُرِبَتْ على العِلاَّت، حَطّتْ

إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ

العِلاَّتُ‏:‏ الأَعْداء، والهادِيةُ‏:‏ الأَتانُ الوَحْشِيّةُ المتقدمة في سيرها، والشَّنُونُ‏:‏ التي بين السمينةِ والمَهْزُولة‏.‏ ونَجِيبةٌ

مُنْحَطّةٌ في سيرها وحَطُوطٌ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الحَطُّ الاعتماد على السير، والحَطُوطُ

النَّجِيبةُ السريعة، وناقة حَطُوطٌ، وقد حَطَّتْ في سيرها؛ قال

النابغة‏:‏فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ، حَطُوطٌ في الزِّمامِ، ولا لَجُونُ

ويروى‏:‏ في الزِّماعِ، وقال الأَعشى‏:‏

فلا لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها

تَخْدِي، وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ

حَطَّتْ في سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ، يقال ذلك للنَّجِيبةِ

السَّريعةِ‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها أَي أَسرَعتْ‏.‏

وتقول‏:‏ اسْتَحَطَّني فلان من الثمن شيئاً، والحَطِيطةُ كذا وكذا من الثمن‏.‏

والحَطاطُ‏:‏ زُبْدُ اللَّبَن‏.‏ وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عنه إِذا طَنِيَ

فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فخطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً

حِيالَ الطَّنَى حتى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ، وقال اللحياني‏:‏ حُطَّ البعيرُ

الطَّنِيُّ وهو الذي لَزِقَتْ رئته بجنبه، وذلك أَن يُضْجَعَ على جنبه ثم يؤخذ وَتِد فيُمَرَّ على أَضْلاعِه إِمْراراً لا يُحْرِقُ‏.‏ الأَزهري‏:‏ أَبو

عمرو حَطَّ وحَثَّ بمعنى واحد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ جلس رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم إِلى غُصْن شجرة يابسةٍ فقال بيده فحَطَّ ورَقها؛ معناه

فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره‏.‏ والحَطِيطةُ‏:‏ ما يُحَطُّ من جملة حَطائطَ‏.‏ يقال‏:‏

حَطَّ عنه حَطِيطةً وافية‏.‏ والحُطُطُ‏:‏ الأَبدان النّاعمة‏.‏ والحُطُطُ

أَيضاً‏:‏ مَراتِبُ السِّفَلِ، واحِدَتُها حِطَّةٌ، والحِطَّةُ‏:‏ نُقْصانُ

المَرْتَبة‏.‏

وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً‏:‏ سَطَرَه وصقَله ونقَشَه‏.‏

والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ‏:‏ حديدة أَو خشبة يُصْقَلُ بها الجلد حتى يَلِينَ

ويَبْرُقَ‏.‏ والمِحَطُّ، بالكسر‏:‏ الذي يُوشَمُ به، ويقال‏:‏ هو الحديدة التي

تكون مع الخَرّازِين يَنْقُشون بها الأَدِيمَ؛ قال النَّمر بن تَوْلب‏:‏

كأَنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثِيّةٍ

صَناعٍ، عَلَتْ مِني به الجِلْدَ مِن عَل

وأَما الذي في حديث سُبَيْعةَ الأَسلمية‏:‏ فحَطَّت إِلى الشاب أَي مالَتْ

إِليه ونزلت بقلبها نحوه‏.‏

والحُطاطُ‏:‏ الرائحة الخَبيثةُ، وحَطْحَطَ في مشيه وعمله‏:‏ أَسرع‏.‏

ويَحْطُوط‏:‏ وادٍ مَعْروف‏.‏ وعِمْرانُ بن حِطّانَ، بكسر الحاء، وهو فِعْلانُ‏.‏ وحُطائِطُ بن يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ‏.‏

حطمط‏:‏ الأَزهري في الرباعي‏:‏ أَبو عمرو الحِطْمِطُ الصغير من كل شيء، صبيٌّ حِطْمِطٌ؛ وأَنشد لرِبْعِيٍّ الزبيري‏:‏

إِذا هَنِيَّ حِطْمِطٌ مِثلُ الوَزَغْ، يضْرِبُ منه رأْسه حتى انْثَلَغْ

حطنط‏:‏ الأَزهري‏:‏ حَطَنْطَى يُعَيَّرُ بها الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى

الحُمْقِ‏.‏

حقط‏:‏ الحَيْقَطُ والحَيْقُطانُ‏:‏ ذكر الدُّرَّاج؛ قال الطرمّاح‏:‏

من الهُوذِ كَدْراء السَّراةِ، وبَطْنُها

خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ

المُسَيَّحُ‏:‏ المُخَطَّطُ، والخَصِيفُ‏:‏ لون أَبيض وأَسود كلون الرَّماد، وقال ابن خالويه‏:‏ لم يفتح أَحد قاف الحَيْقطان إِلا ابن دريد، وسائر

الناس الحَيْقُطانُ، والأُنثى حَيْقُطانةٌ‏.‏

والحَقَطُ‏:‏ خفة الجسم وكثرة الحركة، والحَقْطةُ‏:‏ المرأَة الخَفيفة الجسم

النَّزِقةُ‏.‏

حلط‏:‏ حَلَطَ حَلْطاً وأَحْلَطَ واحْتَلَطَ‏:‏ حَلَفَ ولَجَّ وغَضِبَ

واجتهد‏.‏ الجوهري‏:‏ أَحْلَطَ الرجلُ في اليمين إِذا اجتهد؛ قال ابن أَحمر‏:‏

وكُنّا وهُمْ كابْنيْ سُباتٍ تَفَرَّقا

سِوًى، ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيا

فأَلقَى التِّهامي منهما بلَطاتِه، وأَحْلطَ هذا‏:‏ لا أَعُودُ ورائِيا

لَطاتُه‏:‏ ثِقَلُه؛ يقول‏:‏ إِذا كانت هذه حالَهما فلا يجتمعان أَبداً‏.‏

والسباتُ‏:‏ الدهر‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال ابن الأَعرابي في قول ابن أَحمر وأَحْلَط

هذا أَي أَقام، قال‏:‏ ويجوز حَلَفَ‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ والاحْتِلاطُ الاجتهادُ في مَحْلٍ ولَجاجةٍ‏.‏ الجوهري‏:‏

الاحْتِلاطُ الغضَب والضجَر؛ ومنه حديث عبيد بن عمير‏:‏ إِنما قال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم‏:‏ كشاتَيْنِ بين غَنَمَينِ فاحْتلَط عُبَيْدٌ

وغَضِب‏.‏ وفي كلام عَلْقَمةَ بن عُلاثة‏:‏ إِن أَوَّل العِيِّ الاحْتِلاطُ

وأَسْوَأ القوْلِ الإِفْراطُ‏.‏ قال الشيخ ابن بري‏:‏ يقال حَلَطَ في الخير

وخَلَطَ في الشرّ‏.‏ ابن سيده‏:‏ وحَلِطَ عليَّ حَلَطاً واحْتَلَطَ غَضِب، وأَحْلَطَه هو أَغضَبه‏.‏ الأَزهري عن ابن الأَعرابي‏:‏ الحَلْطُ الغَضَبُ من الحَلْطِ القسَمِ‏.‏ والحَلْطُ‏:‏ الإِقامة بالمكان، قال‏:‏ والحِلاطُ الغَضَب الشديد، قال‏:‏ وقال في موضعٍ الحُلُطُ المُقْسِمون على الشيء، والحُلُط

المُقِيمون في المكان، والحُلُطُ الغَضابَى من الناس، والحُلُط الهائمون في الصَّحارِي عِشقاً‏.‏ ابن سيده‏:‏ وأَحْلَطَ الرجل نزل بدار مَهْلكةٍ‏.‏ وفي التهذيب‏:‏

حَلَط فلان، بغير أَلف، وأَحْلَط بالمكان أَقام‏.‏ وأَحْلَط الرجلُ

البعيرَ‏:‏ أَدخل قضيبه في حَياءِ الناقة، والمعروف بالخاء معجمة‏.‏

حلبط‏:‏ شمر‏:‏ يقال هذه الحُلَبِطةُ وهي المائة من الإِبل إِِلى ما بلغت‏.‏

حمط‏:‏ حَمَطَ الشيءَ يَحْمِطُه حَمْطاً‏:‏ قشَره، وهذا فِعْلٌ مماتٌ‏.‏

والحَماطةُ‏:‏ حُرْقةٌ وخُشونةٌ يجدُها الرجل في حَلْقِه‏.‏ وحَماطةُ القلب‏:‏

سَوادُه؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

ليتَ الغُرابَ، رَمى حَماطَةَ قَلْبه عَمْرٌو بأسْهُمِه، التي لم تُلْغَبِ

وقولهم أَصَبْتُ حَماطةَ قلبِه أَي حَبَّةَ قَلبِه‏.‏

الأَزهري‏:‏ يقال إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع ولا تُحَمِّطْ فإِن التَّحْميطَ

ليس بشيء؛ يقول‏:‏ بالِغْ‏.‏ والتحْمِيطُ‏:‏ أَن يُضْرَبَ الرجلُ فيقولَ ما

أَوْجَعني ضرْبُه أَي لم يُبالِغْ‏.‏

الأَزهري‏:‏ الحَماطُ من ثَمَر اليمن معروف عندهم يُؤكل، قال‏:‏ وهو يشبه التِّين، قال‏:‏ وقيل إِنه مثل فِرْسِكِ الخَوْخِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الحَماطُ شجر

التين الجبليِّ؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ أَخبرني بعض الأَعراب أَنه في مثل نبات

التين غير أَنه أَصغر ورقاً وله تين كثير صغار من كل لون‏:‏ أَسود وأَملح

وأَصفر، وهو شديد الحلاوة يُحْرِقُ الفم إِذا كان رطباً ويَعْقِرُه، فإِذا

جَفَّ ذهب ذلك عنه، وهو يُدَّخَر، وله إِذا جَفَّ مَتانةٌ وعُلوكة، والإِبل والغنم ترعاه وتأْكل نَبْتَه؛ وقال مرّة‏:‏ الحَماط التين الجبليّ‏.‏

والحَماطُ‏:‏ شجر من نبات جبال السَّراةِ، وقيل‏:‏ هو الأَفانَى إِذا يَبِسَ‏.‏ قال

أَبو حنيفة‏:‏ هو مثل الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ، الواحدة منها

حَماطةٌ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ إِذا يبس الأَفانَى فهو الحماط‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

الحَماطةُ عند العرب هي الحَلَمةُ وهي من الجَنْبةِ، وأَما الأَفانَى فهو من العُشْب الذي يَتناثَر‏.‏

الجوهري‏:‏ الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الحيات‏.‏ يقال‏:‏ شيطانُ حَماط

كما يقال ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ؛ قال الراجز وقد شبه المرأَة

بحَيَّةٍ له عُرْف‏:‏

عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ

الواحدة حَماطة‏.‏ الأَزهري‏:‏ العرب تقول لجِنْسٍ من الحيّاتِ شيطانُ

الحَماط، وقيل‏:‏ الحماطة بلغة هذيل شجر عِظامٌ تنبت في بلادهم تأْلفها الحيات؛ وأَنشد بعضهم‏:‏

كأَمْثالِ العِصِيِّ من الحَماطِ

والحَماطُ‏:‏ تبن الذُّرة خاصّة؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

والحَمَطِيطُ‏:‏ نبت كالحَماطِ، وقيل‏:‏ نبت، وجمعه الحَماطِيطُ‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ لم أَسمع الحَمْطَ بمعنى القَشْر لغير ابن دريد، ولا الحَمَطيِطَ في باب النبات لغير الليث‏.‏

وحَماطانُ‏:‏ شجر، وقيل‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

يا دارَ سَلْمَى بحَماطانَ اسْلَمِي

والحِمْطاطُ والحُمْطُوطُ‏:‏ دُوَيْبَّة في العشب منقوشة بأَلوان شتى، وقيل‏:‏ الحَماطِيطُ الحيات؛ الأَزهري‏:‏ وأَما قول المتلمس في تشبيهه وَشْيَ

الحُلَل بالحماطيط‏:‏

كأَنما لونُها، والصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ

قَبْلَ الغَزالةِ، أَلْوانُ الحماطِيطِ

فإِنَّ أَبا سعيد فقال‏:‏ الحَماطِيطُ جمع حَمَطيطٍ وهي دودة تكون في البقل أَيام الربيع مفصّلة بحمرة يشبّه بها تَفْصِيلُ البَنانِ بالحِنّاء، شبَّه المُتَلَمِّسُ وَشْيَ الحلل بأَلوان الحَماطِيط‏.‏

وحَماط‏:‏ موضع ذكره ذو الرمة في شعره‏:‏

فلمّا لَحِقْنا بالحُمولِ، وقد عَلَتْ

حَماطَ وحرْباء الضُّحَى مُتَشاوِسُ

الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه ذكر عن كعب أَنه قال‏:‏ أَسماء النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السَّالِفةِ محمد وأَحمد والمتوَكِّلُ

والمُختارُ وحِمْياطا، ومعناه حامي الحُرَم، وفارِقْلِيطا أَي يَفْرُقُ بين

الحقِّ والباطل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال أَبو عمرو سأَلت بعض من أَسلم من اليهود عن حِمْياطا، فقال‏:‏ معناه يحْمي الحُرَمَ ويمنع من الحرام ويُوطِئ

الحَلال‏.‏

حمطط‏:‏ الأَزهري في الرباعي‏:‏ الحَمَطِيطُ دُوَيْبَّةٌ، وجمعها

الحَماطِيطُ؛ قال ابن دريد‏:‏ هي الحُمْطُوطُ‏.‏

حنط‏:‏ الحِنْطةُ‏:‏ البُرُّ، وجمعها حِنَطٌ‏.‏ والحَنّاطُ‏:‏ بائعُ الحِنْطةِ، والحِناطةُ حِرْفَته‏.‏ الأَزهري‏:‏ رجل حانِطٌ كثير الحِنْطةِ، وإِنه

لَحانِطُ الصُّرَّةِ أَي عظيمها، يعنون صُرَّةَ الدراهم‏.‏ الأَزهري‏:‏ ويقال

حَنَطَ ونَحَطَ إِذا زَفَرَ؛ وقال الزَّفَيانُ‏:‏

وانْجَدَلَ المِسْحَلُ يَكْبُو حانِطا

كَبا إِذا رَبا حانِطاً، أَراد ناحِطاً يَزْفِرُ فقَلَبَه‏.‏ وأَهل اليمن يسمون النَّبْل الذي يُرْمى به‏:‏ حَنْطاً‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ فلان

حانِطٌ إِليّ ومُسْتَحْنِطٌ إِليّ ومُسْتَقْدِمٌ إِليّ ونابِلٌ إِليّ

ومُسْتَنْبِلٌ إِليّ إِذا كان مائلاً عليه مَيْلَ عَداوةٍ‏.‏ ويقال للبَقْل الذي

بلغ أَن يُحْصَد‏:‏ حانِطٌ‏.‏ وحَنَطَ الزَّرْعُ والنبْتُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ

وأَشْرَى‏:‏ حانَ أَن يُحْصَد‏.‏ وقوم حانِطون على النسَب‏.‏ والحِنْطِيُّ‏:‏ الذي

يأْكل الحِنْطةَ؛ قال‏:‏

والحِنطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْـ *** ـنَحُ بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ

الحِنْطِئُ‏:‏ القصيرُ‏.‏ وحَنِطَ الرَّمْثُ وحَنَطَ وأَحْنَطَ‏:‏ ابْيَضَّ

وأَدْرَك وخرجت فيه ثَمَرة غبراء فبدا على قُلَلِهِ أَمثالُ قِطَعِ

الغِراء‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ أَحْنَطَ الشجرُ والعُشب وحَنَطَ يَحْنُطُ حُنوطاً

أَدرك ثَمَره‏.‏ الأَزهري عن ابن الأَعرابي‏:‏ أَوْرَسَ الرَّمْثُ وأَحْنَطَ، قال‏:‏ ومثله خَضَبَ العَرْفَجُ‏.‏ ويقال للرمث أَوَّل ما يَتَفطَّر ليخرج

ورقه‏:‏ قد أَقْمَل، فإِذا ازداد قليلاً قيل‏:‏ قد أَدْبَى، فإِذا ظهرت خُضرته

قيل‏:‏ بَقَلَ، فإِذا ابيضَّ وأَدرك قيل‏:‏ حَنِطَ وحَنَطَ‏.‏ قال‏:‏ وقال شمر

يقال أَحْنَطَ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ وإِنه لحسن الحانِطِ، قال‏:‏ والحانِطُ

والوارِسُ واحد؛ وأَنشد‏:‏

تَبَدَّلْنَ بَعدَ الرَّقْصِ في حانِطِ الغَضا

أَباناً وغُلاَّناً، به يَنْبُتُ السِّدْرُ

يعني الإِبل‏.‏ ابن سيده‏:‏ قال بعضهم أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فهو حانِطٌ، على

غير قياس‏.‏

والحَنُوط‏:‏ طِيب يُخلط للميت خاصّة مشتقّ من ذلك لأَن الرمث إِذا أَحنط

كان لونه أَبيض يضرب إِلى الصفرة وله رائحة طيبة، وقد حَنَّطَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن ثَمُودَ لما استيقنوا بالعذاب تكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتحَنَّطُوا

بالصَّبِرِ لئلا يَجِيفُوا ويُنْتِنُوا‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَنُوطُ ذَرِيرة، وقد تَحَنَّطَ به الرجل وحَنَّطَ الميت تَحْنِيطاً، الأَزهري‏:‏ هو الحَنُوطُ

والحِناطُ، وروي عن ابن جريج قال‏:‏ قلت لعَطاء أَيُّ الحِناطِ أَحَبُّ

إِليكَ‏؟‏ قال‏:‏ الكافور، قلت فأَين يُجْعَلُ منه‏؟‏ قال‏:‏ في مَرافِقِه، قلت‏:‏

وفي بطنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قلت‏:‏ وفي مَرْجِعِ رجليه ومَآبِضه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قلت‏:‏ وفي رُفْغَيْه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قلت‏:‏ وفي عينيه وأَنْفِه وأُذُنيه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قلت‏:‏

أَيابساً يُجْعَلُ الكافور أَم يُبَلُّ‏؟‏ قال‏:‏ لا بل يابساً، قلت‏:‏ أَتكره

المِسْك حِناطاً‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ قلت هذا يدل على أَنَّ كل ما يُطَيِّبُ

به الميت من ذَرِيرة أَو مِسْك أَو عنبر أَو كافُور من قصَبٍ هِنْدِيٍّ

أَو صَنْدَلٍ مدقوق، فهو كله حَنوط‏.‏ ابن بري‏:‏ اسْتَحْنَطَ فلان‏:‏ اجترأَ

على الموت وهانَتْ عليه الدنيا‏.‏ وفي حديث ثابت بن قيس‏:‏ وقد حسَرَ عن فخذيه

وهو يتحنط أَي يستعمل الحَنُوطَ في ثيابه عند خروجه إِلى القتال، كأَنه

أَراد به الاستعداد للموت وتَوْطِينَ النفس بالصبْر على القتال‏.‏ وقال ابن الأَثير‏:‏ الحَنُوطُ والحِناطُ هو ما يُخلط من الطِّيب لأَكفان الموتى

وأَجْسامهم خاصّة‏.‏

وعَنْزُ حُنَطِئةٌ‏:‏ عريضة ضخمة‏.‏ وحَنَطَ الأَدِيمُ‏:‏ احمرّ، فهو حانِطٌ‏.‏

حنقط‏:‏ الحِنْقِطُ‏:‏ ضرب من الطير يقال مثل الحَيْقُطانِ؛ قال ابن دريد‏:‏

لا أَدري ما صِحَّتُه، وقيل‏:‏ هو الدرّاجُ، وجمعه حَناقِطُ، وقالوا‏:‏

حَنْقُطانٌ وحَيْقُطان‏.‏ وحِنْقِطُ‏:‏ اسم‏.‏

حوط‏:‏ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً وحِيطةً وحِياطةً‏:‏ حَفِظَه وتعَهَّده؛ وقول

الهذلي‏:‏

وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأَحُوطُ عِرْضِي، وبعضُ القومِ ليسَ بذِي حِياطِ

أَراد حِياطة، وحذف الهاء كقول اللّه تعالى‏:‏ وإِقامِ الصلاة، يريد

الإِقامة، وكذلك حَوَّطه؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ‏:‏

عليَّ وكانُوا أَهلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ

ومَجْدٍ، إِذا ما حُوِّطَ المَجْدُ نائل

ويروى‏:‏ حُوِّصَ، وهو مذكور في موضعه‏.‏ وتَحَوَّطَه‏:‏ كَحَوَّطَه‏.‏

واحْتاطَ الرجلُ‏:‏ أَخذ في أُموره بالأَحْزَم‏.‏ واحْتاط الرجل لنفسه أَي

أَخذ بالثِّقة‏.‏ والحَوْطةُ والحَيْطةُ‏:‏ الاحْتِياطُ‏.‏ وحاطَه اللّه حَوْطاً

وحِياطةً، والاسم الحَيْطةُ والحِيطة‏:‏ صانه وكَلأَه ورَعاه‏.‏ وفي حديث

العباس‏:‏ قلت يا رسول اللّه ما أَغْنَيْتَ عن عمك، يعني أَبا طالب، فإِنه

كان يَحُوطُك‏؟‏ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً إِذا حفظه وصانه وذبَّ عنه وتَوفَّرَ

على مصالحِهِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وتُحِيطُ دَعْوَتُه من وَرائهم أَي تُحْدِقُ

بهم من جميع نَواحِيهم‏.‏ وحاطَه وأَحاط به، والعَيْرُ يَحُوطُ عانَتَه‏:‏

يجمعها‏.‏

والحائطُ‏:‏ الجِدار لأَنه يَحُوطُ ما فيه، والجمع حِيطانٌ، قال سيبويه‏:‏

وكان قِياسُه حُوطاناً، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه حِياطٌ كقائمٍ وقِامٍ، إِلا أَن حائطاً قد غلب عليه الاسم فحكمه أَن يكسّر على ما يكسر عليه

فاعل إِذا كان اسماً؛ قال الجوهري‏:‏ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها؛ قال

ابن جني‏:‏ الحائط اسم بمنزلة السَّقْف والرُّكْنن وإن كان فيه معنى

الحَوْط‏.‏ وحَوْطَ حائطاً‏:‏ عمله‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ حُطْتُ قومي وأَحَطْتُ الحائطَ؛ وحَوَّطَ حائطاً‏:‏ عمله‏.‏ وحَوَّطَ كَرْمَه تحْويطاً أَي بنَى حوْلَه

حائطاً، فهو كرم مُحَوَّط، ومنه قولهم‏:‏ أَنا أُحَوِّطُ حول ذلك الأَمر أَي

أدُورُ‏.‏

والحُوَّاطُ‏:‏ حَظِيرة تتخذ للطّعام لأَنها تَحُوطُه‏.‏ والحُوَّاطُ‏:‏ حظيرة

تتخذ للطعام أَو الشيء يُقْلَعُ عنه سريعاً؛ وأَنشد‏:‏

إِنّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ

مَذْمُومةً لَئِيمةَ الحُوّاطِ

والحُواطةُ‏:‏ حظيرة تتخَذ للطعام، والحِيطةُ، بالكسر‏:‏ الحِياطةُ، وهما من الواو‏.‏ ومع فلان حِيطةٌ لك ولا تقل عليك أَي تَحَنُّنٌ وتعَطُّفٌ‏.‏

والمَحاطُ‏:‏ المكان الذي يكون خلف المالِ والقومِ يَسْتَدِير بهم ويَحُوطُهم؛ قال العجاج‏:‏

حتى رأَى من خَمَرِ المَحاطِ

وقيل‏:‏ الأَرض المَحاط التي علَيها حائطٌ وحَديقةٌ، فإِذا لم يُحَيَّطْ

عليها فهي ضاحيةٌ‏.‏ وفي حديث أَبي طلحة‏:‏ فإِذا هو في الحائط وعليه خَميصةٌ؛ الحائطُ ههنا البُسْتانُ من النخيل إِذا كان عليه حائط، وهو الجِدارُ، وتكرَّر في الحديث، وجمعه الحوائطُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ على أَهلِ الحَوائطِ

حِفْظُها بالنهار، يعني البَساتِينَ، وهو عامٌّ فيها‏.‏

وحُوَّاطُ الأَمرِ‏:‏ قِوامُه‏.‏ وكلُّ من بلغ أَقْصَى شيء وأَحْصَى

عِلْمَه، فقد أَحاطَ به‏.‏ وأَحاطَتْ به الخيلُ وحاطَتْ واحْتاطَتْ‏:‏ أَحْدَقَتْ، واحتاطت بفلان وأَحاطت إِذا أَحدقت به‏.‏ وكلُّ من أَحْرَز شيئاً كلَّه

وبلَغ عِلْمُه أَقْصاه، فقد أَحاطَ به‏.‏ يقال‏:‏ هذا الأَمْر ما أَحَطْتُ به عِلماً‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ واللّه مُحِيطٌ بالكافرين؛ أَي جامعهم يوم القيامة‏.‏

وأَحاطَ بالأَمر إِذا أَحْدَقَ به من جَوانِبِه كلِّه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ والله من ورائهم مُحِيطٌ؛ أَي لا يُعْجِزُه أَحَدٌ قدرته مشتملة عليهم‏.‏

وحاطَهم قَصاهُم وبِقَصاهُم‏:‏ قاتَلَ عنهم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ أَحَطْتُ بما لم تُحِطْ

به؛ أَي علمته من جميع جهاتِه‏.‏ وأَحاطَ به‏:‏ عَلِمَه وأَحاطَ به عِلْماً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَحَطْت به عِلماً أَي أَحْدَقَ عِلْمِي به من جميع جهاته

وعَرفَه‏.‏

ابن بزرج‏:‏ يقولون للدَّراهم إِذا نقَصت في الفرائض أَو غيرها هَلم حِوَطَها، قال‏:‏ والحِوَطُ ما تُتَمِّمُ به الدَّراهم‏.‏

وحاوَطْتُ فلاناً مُحاوَطةً إِذا داورْتَه في أَمر تُريدُه منه وهو يأْباه كأَنك تَحُوطُه ويَحُوطُك؛ قال ابن مقبل‏:‏

وحاوَطْتُه حتى ثَنَيْتُ عِنانَه، على مُدْبِرِ العِلْباء رَيَّانَ كاهِلُهْ

وأُحِيطَ بفلان إِذا دَنا هلاكُه، فهو مُحاطٌ به‏.‏ قال اللّه عزّ وجلّ‏:‏

وأُحِيطَ بثمره فأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كفَّيه على ما أَنفَق فيها؛ أَي

أَصابَه ما أَهْلَكَه وأَفْسده‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ إِلا أَن يُحاطَ بكم؛ أَي

تؤْخَذُوا من جَوانِبِكم، والحائط من هذا‏.‏ وأَحاطَتْ به خَطِيئته أَي مات على

شِرْكِه، نعوذ باللّه من خاتمةِ السُّوء‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الحَوْطُ خَيْطٌ مفْتول من لَوْنين‏:‏ أَحمر وأَسود، يقال

له البَرِيمُ، تشدُّه المرأَة على وسَطها لئلا تُصيبها العين، فيه

خَرَزات وهِلالٌ من فضَّة، يسمى ذلك الهِلالُ الحَوْطَ ويسمَّى الخَيْطُ به‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ حُطْ حُطْ إِذا أَمرته أَن يُحَلِّيَ صِبْيةً بالحَوْط، وهو هِلالٌ من فضَّة، وحُطْ حُطْ إِذا أَمرته بصلة الرحم‏.‏

وحَوْطُ الحَظائر‏:‏ رجل من النَّمِر بن قاسط وهو أَخو المُنْذِر بن امرئ

القيس لأُمه جدّ النعمان بن المنذر‏.‏ وتَحُوطُ وتَحِيطُ وتُحِيطُ

والتَّحُوطُ والتَّحِيطُ، كله‏:‏ اسم للسنة الشديدة‏.‏

خبط‏:‏ خَبَطَه يَخْبِطُه خَبْطاً‏:‏ ضربه ضرْباً شديداً‏.‏ وخبَط البعيرُ

بيده يَخْبِطُ خبْطاً‏:‏ ضرب الأَرض بها؛ التهذيب‏:‏ الخَبْطُ ضرب البعير الشيءَ

بخُفِّ يدِه كما قال طرفة‏:‏

تَخْبِطُ الأَرضَ بِصُمٍّ وُقُحٍ، وصِلابٍ كالملاطِيسِ سُمُرْ

روي هذا البيت في قصيدة طرفة على هذه الصورة‏:‏

جافلاتٍ، فوقَ عُوج عجُل *** رُكِّبَتْ فيها مَلاطِيسُ

سُمُرْ‏]‏

أَراد أَنها تَضْرِبُها بأَخْفافِها إِذا سارَتْ‏.‏ وفي حديث سعد أَنه

قال‏:‏ لا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجمَل ولا تَمُطُّوا بآمِينَ، يقول‏:‏ إِذا قام

قدَّم رِجْلَه يعني من السُّجودِ، نهاه أَن يُقَدِّمَ رِجْلَه عند القيامِ

من السجود‏.‏ والخَبْطُ في الدَّوابِّ‏:‏ الضرْبُ بالأَيْدِي دون الأَرْجُلِ، وقيل‏:‏ يكون للبعير باليد والرجل‏.‏ وكلُّ ما ضرَبه بيده، فقد خبَطه؛ أَنشد

سيبويه‏:‏

فَطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ، دَوامِي الأَبْدِ، يَخْبِطْنَ السَّرِيحا

أَراد الأَيْدي فاضْطُرَّ فحذف‏.‏ وتَخَبَّطَه‏:‏ كَخَبَطَه؛ ومنه قيل

خَبْطَ عَشْواء، وهي الناقة التي في بَصرها ضَعْفٌ تَخْبِط إِذا مشت لا

تتوَقَّى شيئاً؛ قال زهير‏:‏

رأَيتُ المَنايا خَبْطَ عَشْواء مَنْ تُصِبْ

تُمِتْه، ومَنْ تُخْطِئُ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

يقول‏:‏ رأَيتها تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْواء من الإِبل، وهي التي

لا تُبْصِرُ، فهي تَخْبِطُ الكل لا تُبْقِي على أَحد، فممّن خَبَطَتْه

المَنايا من تُمِيتُه، ومنهم من تُعِلُّه فيبرأُ والهَرَمُ غايتُه ثم الموت‏.‏ وفلان يَخْبِط في عَمْياء إِذا رَكِبَ ما ركب بجَهالةٍ‏.‏ ورجل أَخْبَطُ

يَخْبِطُ برجليه؛ وقوله‏:‏

عَنّا ومَدَّ غايَةَ المُنْحَطِّ، قَصَّرَ ذُو الخَوالِع الأَخْبَطِّ

إِنما أَراد الأَخْبَطَ فاضطر فشدد الطاء وأَجْراها في الوصل مُجْراها

في الوقف‏.‏ وفرس خَبِيطٌ وخَبُوطٌ‏:‏ يخبِطُ الأَرض برجليه‏.‏ التهذيب‏:‏

والخَبُوطُ من الخيل الذي يَخْبِط بيديه‏.‏ قال شجاع‏:‏ يقال تَخَبَّطَني برجله

وتخبَّزَني وخبَطَني وخبَزَني‏.‏ والخَبْطُ‏:‏ الوَطْء الشديد، وقيل‏:‏ هو من أَيدي

الدَّوابّ‏.‏ والخَبَطُ‏:‏ ما خَبَطَتْهُ الدوابُّ‏.‏ والخَبيطُ‏:‏ الحَوْضُ

الذي خَبَطَتْه الإِبل فهدَمَتْه، والجمع خُبُطٌ، وقيل‏:‏ سمي بذلك لأَن طينه

يُخبَطُ بالأَرجل عند بنائه؛ قال الشاعر‏:‏

ونُؤْي كَأَعضاد الخَبِيطِ المُهَدَّمِ

وخبَطَ القومَ بسيفه يَخْبِطُهُم خَبْطاً‏:‏ جلدَهم‏.‏ وخبَطَ الشجرة

بالعَصا يَخْبِطُها خَبْطاً‏:‏ شدّها ثم ضرَبها بالعصا ونفَض ورَقها منها

ليَعْلِفَها الإِبلَ والدوابَّ؛ قال الشاعر‏:‏

والصَّقْع من خابِطةٍ وجُرْزِ

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده والصقعِ، بالخفض، لأَن قبله‏:‏

بالمَشْرَفيَّات وطَعْنٍ وخْزِ

الوخْزُ‏:‏ الطعْنُ غير النافذ‏.‏ والجُرْزُ‏:‏ عَمودٌ من أَعْمِدةِ الخِباء‏.‏

وفي التهذيب أَيضاً‏:‏ الخَبْطُ ضرْبُ ورق الشجر حتى يَنْحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِف من غير أَن يَضُرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانِها‏.‏ قال الليث‏:‏

الخَبَطُ خَبَطُ ورق العِضاهِ من الطَّلْحِ ونحوه يُخْبَطُ يُضْرَبُ بالعصا

فيتناثر ثم يُعْلف الإِبل، وهو ما خَبَطَتْه الدوابُّ أَي كسرَتْه‏.‏ وفي حديث تحريم مكة والمدينة‏:‏ نَهَى أَن تُخْبَطَ شجرُها؛ هو ضرب الشجر بالعصا

ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقطِ الخَبَطُ، بالتحريك، فَعَلٌ بمعنى

مَفْعول، وهو من عَلَفِ الإِبل‏.‏ وفي حديث أَبي عبيدة‏:‏ خرج في سرية إِلى

أَرض جُهَينةَ فأَصابهم جوع فأَكلوا الخَبَطَ فسُمُّوا جيشَ الخَبَطِ‏.‏

والمِخْبَطةُ‏:‏ القَضِيبُ والعَصا؛ قال كثيِّر‏:‏

إِذا خَرَجَتْ مِنْ بيتِها حالَ دُونَها

بِمِخْطةٍ، يا حُسْنَ مَنْ أَنت ضارِبُ

يعني زوجها أَنه يخْبِطُها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فضَرَبَتْها ضَرَّتُها بمِخْبَط

فأَسْقَطَتْ جَنِيناً؛ المِخْبَطُ، بالكسر‏:‏ العصا التي يُخبط بها الشجر‏.‏

وفي حديث عمر‏:‏ لقد رأَيْتُني بهذا الجبل أَحْتَطِبُ مرة وأَخْتَبِطُ

أُخْرى أَي أَضرب الشجر لينتَثِرَ الورقُ منه، وهو الخَبَطُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

سُئل هل يَضُرُّ الغَبْطُ‏؟‏ قال‏:‏ لا إلا كما يَضُرُّ العِضاةَ الخَبْطُ؛ الغبْطُ‏:‏ حسَدٌ خاصٌّ فأَراد صلى الله عليه وسلم أَن الغَبْطَ لا يضرّ

ضَررَ الحَسَدِ، وأَنّ ما يَلْحَقُ الغابِطَ من الضَّررِ الراجع إِلى

نُقصان الثواب دونَ الإِحْباط بقدر ما يلحق العِضاهَ من خَبْط ورَقِها الذي

هو دون قَطْعِها واسْتئصالها، ولأَنه يعود بعد الخبْط ورقُها، فهو وإن كان فيه طرَفٌ من الحسَدِ فهو دونه في الإثم‏.‏ والخَبَطُ‏:‏ ما انْتَفَضَ من ورقها إِذا خُبِطتْ، وقد اختبط له خبَطاً‏.‏ والناقةُ تَخْتَبِطُ الشوكَ‏:‏

تأْكله؛ أَنشد ثعلب‏:‏

حُوكَتْ على نِيْرَيْن، إِذ تُحاكُ، تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ، ولا تُشاكُ

أَي لا يُؤذِيها الشوكُ‏.‏ وحُوكَتْ على نِيْرَيْنِ أَي أَنها شَحِيمةٌ

قويّةٌ مُكْتَنِزة، وخبَط الليلَ يَخْبِطُه خَبْطاً‏:‏ سار فيه على غير

هُدىً؛ قال ذو الرمة‏:‏

سَرَتْ تخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبيْ قَسَا، وحُبَّ بها من خابِطِ الليلِ زائر

وقولهم ما أَدري أَي خابِطِ الليلِ هو أَو أَيُّ خابِطِ ليلٍ هو أَي

أَيُّ الناس هو‏.‏ وقيل‏:‏ الخبط كلُّ سْيرٍ على غير هدى‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ خَبّاطُ عَشواتٍ أَي يخبط في الظّلام، وهو الذي يمشي في الليل

بلا مِصْباح فيتحير ويَضلّ، فربما تَردّى في بئر، فهو كقولهم يَخْبِط في عَمْياء إِذا ركب أَمراً بجَهالة‏.‏

والخُباطُ، بالضم‏:‏ داء كالجُنون وليس به‏.‏ وخبَطَه الشيطانُ وتَخَبَّطَه‏:‏

مسَّه بأَذىً وأَفسَدَه‏.‏ ويقال‏:‏ بفلان خَبْطةٌ من مَسٍّ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطانُ من المَسِّ؛ أَي يتوَطَّؤُه فيصْرَعُه، والمَسُّ الجُنون‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ وأَعوذ بك أَن يَتَخبَّطَني الشيطانُ أَي

يَصْرَعَني ويَلْعَبَ بي‏.‏ والخَبْطُ باليدين‏:‏ كالرَّمْح بالرّجْلَيْنِ‏.‏

وخُباطةُ معرفةً‏:‏ الأَحْمَقُ كما قالوا للبحر خُضارةَ‏.‏

وروي عن مكحول‏:‏ أَنه مر برجل نائم بعد العصر فدفَعَه برجله فقال‏:‏ لقد

عُوفِيتَ، لقد دُفع عنك، إِنها ساعةُ مَخْرَجِهم وفيها يَنْتَشِرُون، ففيها

تكون الخَبْتةُ؛ قال شمر‏:‏ كان مكحول في لسانه لُكْنةٌ وإِنما أَراد

الخَبْطةَ من تَخَبَّطَه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبْلٍ أَو جنُونٍ، وأَصل

الخَبْطِ ضرْبُ البعير الشيءَ بخُفِّ يده‏.‏ أَبو زيد‏:‏ خَبَطْتُ الرجلَ

أَخْبِطُه خَبْطاً إِذا وصلْته‏.‏ ابن بزرج‏:‏ قالوا عليه خَبْطةٌ جَمِيلةٌ أَي

مَسْحةٌ جميلةٌ في هيئته وسَحْنَتِه‏.‏ والخَبْطُ‏:‏ طَلَبُ المعروف، خَبَطَه

يَخْبِطُه خبْطاً واخْتَبَطَه‏.‏ والمُخْتَبِطُ‏:‏ الذي يَسْأَلُك بلا وسِيلة

ولا قَرابةٍ ولا معرفة‏.‏ وخَبَطَه بخير‏:‏ أَعطاه من غير معرفة بينهما؛ قال

عَلْقَمةُ بن عَبْدةَ‏:‏

وفي كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ

وشَأْسٌ‏:‏ اسم أَخي عَلْقَمةَ، ويروى‏:‏ قد خَبَطَّ أَراد خَبَطْتَ فقلب

التاء طاء وأَدغم الطاء الأُولى فيها، ولو قال خَبَتَّ يريد خَبَطْتَ لكان

أَقْيَسَ اللغتين، لأَن هذه التاء ليست متصلة بما قبلها اتصال تاء

افْتَعَلْتَ بمثالِها الذي هي فيه، ولكنه شبه تاء خبطْتَ بتاء افتعل فقَلَبها

طاء لوقوع الطاء قبلها كقوله اطَّلَعَ واطَّرَدَ، وعلى هذا قالوا فحَصْطُ

برجلي كما قالوا اصْطَبَرَ؛ قال الشاعر‏:‏

ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنا كُفىً، وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها

وقال لبيد‏:‏

لِيَبْكِ على النعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنةٌ، ومُحْتَبِطاتٌ كالسَّعالي أَرامِلُ

ويقال‏:‏ خبَطَه إِذا سأَلَه؛ ومنه قول زهير‏:‏

يَوْماً ولا خابِطاً من مالِه وَرِقا

وقال أَبو زيد‏:‏ خَبَطْتُ فلاناً أَخْبِطُه إِذا وصلْتَه؛ وأَنشد في ترجمة جزح‏:‏

وإِنِّي، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه، لمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جازِحُ

قال ابن بري‏:‏ يقال اخْتَبَطَني فلان إِذا جاءَ يَطْلُبُ المَعْروفَ من غير آصِرةٍ؛ ومعنى البيت إِنّي إِذا بَخِل الرَّفُود برفْده فإِني لا

أَبْخَلُ بل أَكون مخْتَبِطاً لمن سأَلني وأُعْطِيه من تالِدِ مالي أَي

القديم‏.‏ أَبو مالك‏:‏ الاخْتِباطُ طلَبُ المعْروفِ والكسب‏.‏ تقول‏:‏ اخْتَبَطْت

فلاناً واخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فاختبطني بخير‏.‏ وفي حديث ابن عامر‏:‏ قيل له

في مرضه الذي مات فيه قد كنت تَقْري الضيفَ وتُعْطِي المُخْتَبِطَ؛ هو طالِبُ الرِّفْدِ من غير سابق معرفة ولا وَسِيلةٍ، شُبّه بِخابطِ الورَقِ

أَو خابِطِ الليل‏.‏ والخِباطُ، بالكسرِ‏:‏ سمةٌ تكون في الفخذ طويلةٌ عَرْضاً

وهي لبني سعد، وقيل‏:‏ هي التي تكون على الوجه، حكاه سيبويه، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ هي فوق الخَدّ، والجمعُ خُبُطٌ؛ قال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ‏:‏

أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الديّانِ مُوضِحةً، شَنْعاء باقِيةَ التَّلْحِيمِ والخُبُطِ‏؟‏

وخَبَطَه خَبْطاً‏:‏ وسَمه بالخِباطِ؛ قال ابن الرماني في تفسير الخِباط

في كتاب سيبويه‏:‏ إِنه الوَسْمُ في الوجه، والعِلاطُ والعِراضُ في العُنُق، قال‏:‏ والعِراضُ يكون عَرْضاً والعِلاطُ يكون طُولاً‏.‏ وخبَطَ الرجلُ

خبْطاً‏:‏ طرح نفسَه حيث كان ونام؛ قال دبّاق الدُّبَيْرِيُّ‏:‏

قَوْداء تَهْدي قُلُصاً مَمارِطَا، يَشْدَخْن باللّيلِ الشُّجاعَ الخابِطا

المَمارِطُ‏:‏ السِّراعُ، واحدتها مِمْرَطةٌ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ خبَطَ مثل هَبَغَ

إِذا نامَ‏.‏ والخَبْطةُ‏:‏ كالزَّكْمةِ تأْخذ قبل الشّتاء، وقد خُبط، فهو مَخْبُوطٌ‏.‏ والخِبْطةُ‏:‏ القِطْعةُ من كل شيء‏.‏ والخِبْطُ والخِبْطةُ

والخِبِيطُ‏:‏ الماء القليلُ يبقى في الحوْضِ؛ قال‏:‏

إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ والضَّروطُ، يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ

والدَّفْواءُ والضَّرُوطُ‏:‏ ناقَتانِ‏.‏ والخِبْطة، بالكسر‏:‏ اللبَنُ القليل

يبقى في السقاء، ولا فعل له‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ الخِبْطةُ الجَرْعةُ من الماء تَبْقَى في قِرْبةٍ أَو مَزادة أَو حَوْضٍ، ولا فعل لها؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هي الخِبْطةُ والخَبْطةُ والحِقْلةُ والحَقْلَةُ والفَرْسَة

والفَراسة والسُّحْبةُ والسُّحابةُ، كله‏:‏ بقية الماء في الغدير‏.‏ والحَوْضُ

الصغير يقال له‏:‏ الخَبِيطُ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ الخِبْطُ والرَّفَضُ نحو من النصف

ويقال له الخَبِيطُ، وكذلك الصَّلْصلةُ‏.‏ وفي الإِناء خِبْطٌ‏:‏ وهو نحو

النِّصْفِ، ويقال خَبِيطٌ؛ وأَنشد‏:‏

يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ

ويقال خَبِيطةٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

هَلْ رامَني أَحَدٌ يُرِيدُ خَبِيطتي، أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحَتي ومَكاني‏؟‏

والخِبْطةُ‏:‏ ما بقي في الوِعاء من طعام أَو غيره‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏

الخِبْطُ من الماء الرَّفْضُ، وهو ما بين الثلث إِلى النصف من السقاء والحوض

والغدير والإِناء‏.‏ قال‏:‏ وفي القِربة خِبْطةٌ من ماء وهو مثل الجرْعة ونحوها‏.‏

ويقال‏:‏ كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل أَي بعد صدْرٍ منه‏.‏ والخِبْطةُ‏:‏

القِطْعة من البيوت والناس، تقول منه‏:‏ أَتَوْنا خِبْطة خِبْطة أَي قِطْعة

قطعة، والجمع خِبَطٌ؛ قال‏:‏

افْزَعْ لِجُوفٍ قد أَتتك خِبَطا، مِثل الظَّلام والنهار اخْتَلَطا

قال أَبو الربيع الكلابي‏:‏ كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل وحِذْفةٍ وخدمة

أَي قِطْعة‏.‏

والخَبِيطُ‏:‏ لبن رائب أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عليه الحليب من اللبن ثم يضرب

حتى يختلط؛ وأَنشد‏:‏

أَو قُبْضة من حازٍرٍ خَبِيط

والخِباطُ‏:‏ الضِّرابُ؛ عن كراع‏.‏ والخَبْطةُ‏:‏ ضربة الفحلِ الناقةَ؛ قال

ذو الرمة يصف جملاً‏:‏

خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعيدِ نِياطُه، وفي الشَّوْلِ يُرْضَى خَبْطةَ الطَّرْقِ ناجِلُهْ‏.‏

جخرط‏:‏ عجوز جِخْرِطٌ‏:‏ هَرِمةٌ؛ قال الشاعر‏:‏

والدَّرْدَبِيسُ الجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَه

ويقال‏:‏ جِحْرِطٌ، بالحاء المهملة‏.‏