فصل: (تابع: حرف الفاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الفاء‏]‏

ردف‏:‏ الرِّدْفُ‏:‏ ما تَبِعَ الشيءَ‏.‏ وكل شيء تَبِع شيئاً، فهو رِدْفُه، وإذا تَتابع شيء خلف شيء، فهو التَّرادُفُ، والجمع الرُّدافَى؛ قال

لبيد‏:‏عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى، تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي

ويقال‏:‏ جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً‏.‏ ويقال للحُداةِ

الرُّدافَى؛ وأَنشد أَبو عبيد للراعي‏:‏

وخُود، من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى

قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ

وقيل‏:‏ الرُّدافَى الرَّدِيف‏.‏ وهذا أَمْر ليس له رِدْفٌ أَي ليس له

تَبِعةٌ‏.‏ وأَرْدَفَه أَمْرٌ‏:‏ لغةٌ في رَدِفَه مثل تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بمعنًى؛ قال خُزَيْمةُ بن مالك ابن نَهْدٍ‏:‏

إذا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا، ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا

يعني فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ بن عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَين؛ قال ابن بري‏:‏

ومثل هذا البيت قول الآخر‏:‏

قَلامِسة ساسُوا الأُمورَ فأَحْسَنوا

سِياسَتَها، حتى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ

قال‏:‏ ومعنى بيت خزيمة على ما حكاه عن أَبي بكر بن السراج أَن الجوزاء

تَرْدَفُ الثريَّا في اشْتِدادِ الحرّ فَتَتَكَبَّدُ السماء في آخر الليل، وعند ذلك تَنْقطعُ المياه وتَجِفُّ فتتفرق الناسُ في طلب المياه

فَتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه، فلا يدري أَين مَضَتْ ولا أَين نزلت‏.‏ وفي حديث

بَدْر‏:‏ فأَمَدَّ هُمُ اللّه بأَلفٍ من الملائكة مُرْدِفِينَ أَي مُتتابعينَ

يَرْدَفُ بعضُهم بعضاً‏.‏

ورَدْفُ كل شيء‏:‏ مؤخَّرُه‏.‏ والرِّدْفُ‏:‏ الكَفَلُ والعجُزُ، وخص بعضهم به عَجِيزَةَ المرأَة، والجمع من كل ذلك أَرْدافٌ‏.‏ والرَّوادِفُ‏:‏

الأَعْجازُ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري أَهو جمع رِدفٍ نادر أَم هو جمع رادِفةٍ، وكله من الإتباع‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ على أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ

شَحْماً تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ؛ هي طرائِقُ الشَّحْمِ، واحدتها

رادِفةٌ‏.‏

وتَرَادَفَ الشيءُ‏:‏ تَبِع بعضُه بعضاً‏.‏ والترادفُ‏:‏ التتابع‏.‏ قال

الأَصمعي‏:‏ تَعاوَنُوا عليه وتَرادفوا بمعنى‏.‏ والتَّرادُفُ‏:‏ كِناية عن فعلٍ قبيح، مشتق من ذلك‏.‏ والارْتِدافُ‏:‏ الاسْتِدْبارُ‏.‏ يقال‏:‏ أَتينا فلاناً

فارْتَدَفْناه أَي أَخذناه من ورائه أَخذاً؛ عن الكسائي‏.‏

والمُتَرادِفُ‏:‏ كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان وهي متفاعلان

ومستفعلان ومفاعلان

ومفتعلان وفاعلتان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل

وفعول، سمي بذلك لأَن غالب العادة في أَواخر الأَبيات أَن يكون فيها ساكن

واحد، رَوِيّاً مقيداً كان أَو وصْلاً أَو خُروجاً، فلما اجتمع في هذه

القافية ساكنان مترادفان كان أَحدُ الساكنين رِدْفَ الآخَرِ ولاحقاً به‏.‏

وأَرْدَفَ الشيءَ بالشيء وأرْدَفَه عليه‏:‏ أَتْبَعَه عليه؛ قال‏:‏

فأَرْدَفَتْ خَيلاً على خَيْلٍ لي، كالثِّقْل إذْ عالى به المُعَلِّي

ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه‏:‏ رَكِبَ خَلْفَه، وارْتَدَفَه خَلْفَه على

الدابة‏.‏ ورَدِيفُكَ‏:‏ الذي يُرادِفُك، والجمع رُدَفاء ورُدافَى، كالفُرادَى

جمع الفريد‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ يقال رَدِفْتُ فلاناً أَي صرت له رِدْفاً‏.‏

الزجاج في قوله تعالى‏:‏ بأَلْفٍ من الملائكةِ مُرْدِفِينَ؛ معناه يأْتون

فِرْقَةً بعد فرقة‏.‏ وقال الفراء‏:‏ مردفين متتابعين، قال‏:‏ ومُرْدَفِينَ فُعِلَ

بهم‏.‏ ورَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه بمعنى واحد؛ شمر‏:‏ رَدِفْتُ وأَرْدَفْتُ إذا

فَعَلْتَ بنفسك فإذا فعلت بغيرك فأَرْدَفْتُ لا غير‏.‏ قال الزجاج‏:‏ يقال

رَدِفْتُ الرجل إذا ركبت خلفه، وأَرْدَفْتُه أَركبته خلفي؛ قال ابن بري‏:‏

وأَنكر الزُّبَيْدِي أَرْدَفْتُه بمعنى أَركبته معك، قال‏:‏ وصوابه ارْتَدَفْتُه، فأَما أَرْدَفْتُه ورَدِفتُه، فهو أَن تكون أَنت رِدْفاً له؛ وأَنشد‏:‏

إذا الجوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا

لأَن الجَوْزاء خَلْف الثريا كالرِّدْف‏.‏ الجوهري‏:‏ الرِّدْفُ

المُرْتَدِفُ وهو الذي يركب خلف الراكب‏.‏ والرَّديفُ‏:‏ المُرْتَدِفُ، والجمع رِدافٌ‏.‏

واسْتَرْدَفَه‏:‏ سَأَله أَن يُرْدِفَه‏.‏ والرِّدْفُ‏:‏ الراكب خَلْفَك‏.‏

والرِّدْفُ‏:‏ الحَقيبةُ ونحوها مما يكون وراء الإنسان كالرِّدْف؛ قال

الشاعر‏:‏فبِتُّ على رَحْلي وباتَ مَكانَه، أُراقِبُ رِدْفي تارةً وأُباصِرُهْ

ومُرادَفَةُ الجَرادِ‏:‏ رُكُوبُ الذكر والأُُنثى والثالث عليهما‏.‏ ودابةٌ

لا تُرْدِفُ ولا تُرادِفُ أَي لا تَقْبَلُ رَديفاً‏.‏ الليث‏:‏ يقال هذا

البِرْذَوْنُ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِفُ أَي لا يَدَعُ رَديفاً يَرْكَبُه‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ كلام العرب لا يُرادِفُ وأَما لا يُرْدِفُ فهو مولَّد من كلام

أَهْلِ الحَضَرِ‏.‏

والرِّدافُ‏:‏ مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرَّدِيفِ؛ قال‏:‏

ليَ التَّصْديرُ فاتْبَعْ في الرِّدافِ

وأَرْدافُ النُّجومِ‏:‏ تَوالِيها وتَوابِعُها‏.‏ وأرْدَفَتِ النجومُ أَي

تَوالَتْ‏.‏ والرِّدْفُ والرَّديفُ‏:‏ كوْكَبٌ يَقْرُبُ من النَّسْرِ

الواقعِ‏.‏ الرَّديفُ في قول أَصحابِ النجوم‏:‏ هوالنَّجْم الناظِرُ إلى النجم الطالع؛ قال رؤبة‏:‏

وراكِبُ المِقْدارِ والرَّديفُ

أَفْنى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ

وراكبُ المِقْدارِ‏:‏ هو الطالع، والرَّديفُ هو الناظر إليه‏.‏ الجوهري‏:‏

الرَّديفُ النجْمُ الذي يَنُوءُ من المَشْرِقِ إذا غاب رَقيبُه في المَغْرِب‏.‏ ورَدِفَه، بالكسر، أَي تَبِعَه؛ وقال ابن السكيت في قول

جرير‏:‏على علَّةٍ فيهنَّ رَحْلٌ مُرادِفُ

أَي قد أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بعير وقد خَلَفَ؛ قال أَوس‏:‏

أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّمِيلِ مُرادِفِ

الليث‏:‏ الرِّدْفُ الكَفَلُ‏.‏ وأَرْدافُ المُلوك في الجاهلية الذين كانوا

يَخْلُفونهم في القِيام بأَمر المَمْلَكة، بمنزلة الوُزَراء في الإسلام، وهي الرَّدافةُ، وفي المحكم‏:‏ هم الذين كانوا يَخْلُفُونَهم نحو أَصحاب

الشُّرَطِ في دَهْرِنا هذا‏.‏ والرَّوادِفُ‏:‏ أَتباع القوم المؤخَّرون يقال

لهم رَوادِفُ وليسوا بأَرْدافٍ‏.‏ والرِّدْفانِ‏:‏ الليلُ والنهار لأَن كل واحد

منهما رِدْفُ صاحبه‏.‏

الجوهري‏:‏ الرِّدافةُ الاسم من أَرْدافِ المُلُوك في الجاهِلِيّة‏.‏

والرِّدافةُ‏:‏ أَن يَجْلِسَ الملِكُ ويَجْلِسَ الرِّدْفُ عن يمينه، فإذا شَرِبَ

الملكُ شرب الرِّدْفُ قبل الناس، وإذا غزا الملِكُ قعد الردفُ في موضعه

وكان خَلِيفَتَه على الناس حتى يَنْصَرف، وإذا عادتْ كَتِيبةُ الملك أَخذ

الرِّدْفُ المِرْباعَ، وكانت الرِّدافةُ في الجاهلية لبني يَرْبُوع لأَنه

لم يكن في العرب أَحدٌ أَكثرُ إغارة على ملوك الحِيرةِ من بني يَرْبُوع، فصالحوهم على أَن جعلوا لهم الرِّدافةَ ويَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ

الغارةَ؛ قال جرير وهو من بني يَرْبُوع‏:‏

رَبَعْنا وأَرْدَفْنا المُلُوكَ، فَظَلِّلُوا

وِطابَ الأَحالِيبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا

وِطاب‏:‏ جمع وَطْبِ اللَّبَن؛ قال ابن بري‏:‏ الذي في شعر جرير‏:‏ ورادَفْنا

الملوك؛ قال‏:‏ وعليه يصح كلام الجوهري لأَنه ذكره شاهداً على الرِّدافةِ، والرِّدافة مصدر رادَف لا أَرْدَفَ‏.‏ قال المبرد‏:‏ وللرِّدافةِ مَوْضِعان‏:‏

أحَدُهما أَن يُرْدِفَ الملوك دَوابَّهم في صَيْدٍ أَو تَرَيُّفٍ، والوجه

الآخر أَنْ يَخْلُفَ الملِكَ إذا قام عن مَجْلِسِه فيَنْظُرَ في أَمْرِ

الناس؛ أَبو عمرو الشّيبانيُّ في بيت لبيد‏:‏

وشَهِدْتُ أَنْجِيةَ الأُفاقةِ عالياً

كَعْبي، و أَرْدافُ المُلُوكِ شُهودُ

قال‏:‏ وكان الملِكُ يُرْدِفُ خَلفه رجلاً شريفاً وكانوا يركبون الإبل‏.‏

ووجَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُعاوِيةَ مع وائلِ بن حُجْرٍ رسولاً

في حاجةٍ له، ووائِلٌ على نَجِيبٍ له، فقال له معاوية‏:‏ أَرْدِفْني، وسأَله أَن يُرْدِفَه، فقال‏:‏ لسْتَ من أَرْدافِ المُلُوك؛ وأَرْدافُ المُلوك‏:‏

هم الذين يَخْلُفُونهم في القِيامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمنزلة الوزَراء

في الإسلام، واحدهم رِدْفٌ، والاسم الرِّدافةُ كالوزارةِ؛ قال شمر‏:‏

وأَنشد ابن الأعرابي‏:‏

هُمُ أَهلُ أَلواحِ السَّريرِ ويمْنه، قَرابينُ أَردافٌ لهَا وشِمالُها

قال الفراء‏:‏ الأرْدافُ ههنا يَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم في الشرف، يقول‏:‏ يتبع البَنُونَ الآباء في الشَّرف؛ وقول لبيد يصف السفينة‏:‏

فالْتامَ طائِقُها القَديمُ، فأَصْبَحَتْ

ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ

قيل‏:‏ الرِّدْفانِ الملاّحانِ يكونانِ على مُؤَخَّر السفينة؛ وأَما قول جرير‏:‏

منَّا عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ ومَعْبَدٌ، والحَنْتَفانِ ومنهم الرِّدْفانِ

أَحَدُ الرِّدْفَيْن‏:‏ مالكُ بن نُوَيْرَةَ، والرِّدْفُ الآخر من بني

رَباحِ بن يَرْبُوع‏.‏

والرِّدافُ‏:‏ الذي يجيء

بِقدْحِه بعدما اقتسموا الجَزُورَ

فلا يردُّونَه خائباً، ولكن يجعلون له حَظّاً فيما صار لهم من أَنْصِبائِهم‏.‏

الجوهري‏:‏ الرِّدْفُ في الشعر حَرْفٌ ساكن من حروف المَدّ واللِّينِ

يَقعُ قبل حرف الرّوِيّ ليس بينهما شيء، فإن كان أَلفاً لم يَجُز معها غيرها، وإن كان واواً جاز معه الياء‏.‏ ابن سيده‏:‏ والردف الأَلف والياء والواو

التي قبل الروي، سمي بذلك لأَنه ملحق في التزامه وتَحَمُّلِ مراعاته

بالروي، فجرى مَجْرى الرِّدْفِ للراكب أَي يَلِيه لأَنه ملحق به، وكُلْفَته على

الفرس والراحلة أَشَقُّ من الكُلْفة بالمُتَقَدِّم منهما، وذلك نحو

الأَلف في كتاب وحساب، والياء في تَلِيد وبَلِيد، والواو في خَتُولٍ وقَتول؛ قال ابن جني‏:‏ أَصل الردف للأَلف لأَن الغَرَض فيه إنما هو المدّ، وليس في الأَحرف الثلاثة ما يساوي الأَلف في المدّ لأَن الأَلف لا تفارق المدَّ، والياء والواو قد يفارقانه، فإذا كان الرِّدْف أَلفاً فهو الأَصل، وإذا

كان ياء مكسوراً ما قبلها أَو واواً مضموماً ما قبلها فهو الفرع الأَقرب

إليه، لأَن الأَلف لا تكون إلا ساكنة مفتوحاً ما قبلها، وقد جعل بعضهم

الواو والياء رِدْفَيْن إذا كان ما قبلهما مَفْتوحاً نحو رَيْبٍ وثَوْبٍ، قال‏:‏ فإن قلت الردف يتلو الراكبَ والرِّدْفُ في القافية إنما هو قبل حرف

الرَّوِيّ لا بعده، فكيف جاز لك أَن تُشَبِّهَه به والأَمر في القضية بضدّ

ما قدَّمته‏؟‏ فالجواب أَن الرِّدْفَ وإِن سبق في اللفظ الروِيَّ فإنه لا

يخرج مما ذكرته، وذلك أَن القافية كما كانت وهي آخر البيت وجهاً له

وحِلْيَةً لصنعته، فكذلك أَيضاً آخِرُ القافية زينةٌ لها ووجهٌ لِصَنْعَتِها، فعلى هذا ما يجب أَن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِية والاعتناءُ بآخِرِها

أَكثر منه بأَوّلها، وإذا كان كذلك فالرّوِيّ أَقْرَبُ إلى آخر القافية من الرّدف، فبه وَقَعَ الابتداء في الاعتداد ثم تَلاه الاعتدادُ بالردف، فقد صار الردف كما تراه وإن سبق الروي لفظاً تبعاً له تقديراً ومعنًى، فلذلك جاز أَن يشبه الردفُ قبل الرَّوِيّ بالردف بعدَ الراكبِ، وجمع

الرِّدْفِ أَرْدافٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك‏.‏

ورَدِفَهُمُ الأَمْرُ وأَرْدَفَهم‏:‏ دَهَمَهُم‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ قل عَسَى

أَن يكون رَدِفَ لكم؛ يجوز أَن يكون أَرادَ رَدِفَكُم فزاد اللام، ويجوز

أَن يكون رَدِفَ مـما تَعَدَّى بحرف جرّ وبغير حرف جرّ‏.‏ التهذيب في قوله

تعالى‏:‏ رَدِفَ لكم، قال‏:‏ قَرُبَ لكم، وقال الفراء‏:‏ جاء في التفسير دنا لكم

فكأَنَّ اللام دخلت إِذ كان المعنى دنا لكم، قال‏:‏ وقد تكون اللام داخلة

والمعنى رَدِفَكم كما يقولون نقَدتُ لها مائةً أَي نقدْتها مائة‏.‏

ورَدِفْتُ فلاناً ورَدِفْتُ لفلان أَي صرت له رِدْفاً، وتزيد العربُ اللامَ مع

الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول سَمِع له وشكَرَ له ونَصَحَ له أَي

سَمِعَه وشكَرَه ونصَحَه‏.‏ ويقال‏:‏ أَرْدَفْت الرجل إذا جئت بعده‏.‏ الجوهري‏:‏

يقال كان نزل بهم أَمْرٌ فَرَدِفَ لهم آخَرُ أَعظمُ منه‏.‏ وقال تعالى‏:‏

تَتْبَعُها الرَّادِفةُ‏.‏ وأَتَيْناه فارْتَدفناه أَي أَخذناه أَخذاً‏.‏

والرَّوادِف‏:‏ رَواكِيبُ النخلةِ، قال ابن بري‏:‏ الرَّاكُوبُ ما نَبَتَ في أَصلِ النخلة وليس له في الأَرض عِرْقٌ‏.‏ والرُّدافَى، على فُعالى

بالضمِّ‏:‏ الحُداةُ والأَعْوانُ لأَنه إذا أَعْيا أَحدهم خَلَفه الآخر؛ قال

لبيد‏:‏عُذافرةٌ تَقَمَّصُ بالرَّدافَى، تَخَوَّنَها نُزُولي وارْتِحالي

ورَدَفانُ موضع، واللّه أَعلم‏.‏

رذعف‏:‏ ارْذَعَفَّتِ الإبلُ واذْرَعَفَّتْ، كلاهما‏:‏ مضت على وجُوهها‏.‏

رزف‏:‏ رَزَفَ إليه يَرْزِفُ رَزيفاً‏:‏ دنا‏.‏ والرَّزْفُ‏:‏ الإسْراعُ؛ عن

كراع‏.‏ وأَرْزَفَ الرجلُ‏:‏ أَسرعَ‏.‏ وأَرْزَفَ السَّحابُ‏:‏ صَوّتَ كأَرْزَمَ؛ قال كثير عَزّةَ‏:‏

فَذاك سَقى أُّمَّ الحُوَيْرِثِ ماءَه، بحيثُ انْتَوَتْ واهِي الأَسِرَّةِ مُرْزِف

ورَزَفَتِ الناقةُ‏:‏ أَسْرَعَتْ، وأَرْزَفْتُها أَنا‏:‏ أَحْثَثْتُها في السير، ورواه الصرام عن شمر زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها، الزاي قبل الراء‏.‏

رسف‏:‏ الرَّسْفُ والرَّسِيفُ والرَّسَفانُ‏:‏ مَشْيُ المُقَيَّدِ‏.‏ رَسَفَ

في القَيْدِ يَرْسُفُ ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسيفاً ورَسَفاناً‏:‏ مَشَى

مَشْيَ المقيَّد، وقيل‏:‏ هو المشي في القَيْدِ رُوَيْداً، فهو راسِفٌ؛ وأَنشد

ابن بري للأَخطل‏:‏

يُنَهنِهُني الحُرَّاسُ عنها، ولَيْتَني

قَطَعْتُ إليها اللّيْلَ بالرَّسَفانِ

وفي حديث الحديبية‏:‏ فجاء أَبو جندل يرْسُفُ في قُيُودِه؛ الرَّسْفُ

والرَّسِيفُ مَشْيُ المَقيَّدِ إذا جاء يَتَحَامَلُ برجله مع القَيْد‏.‏ ويقال

للبعير إذا قارب بين الخَطْو وأَسْرَعَ الاجارة

، وهي رَفعُ القَوائِم ووضعها‏:‏ رَسَفَ يَرْسُفُ، فإذا زادَ على ذلك، فهو الرَّتَكانُ ثم الحَفْدُ بعد ذلك‏.‏ وحكى أَبو

زيد‏:‏ أَرْسَفْتُ الإبلَ أَي طَرَدْتُها مُقَيّدة‏.‏

رشف‏:‏ رَشَفَ الماءَ والرِّيقَ ونحوهما يَرْشُفُه ويَرْشِفه رَشْفاً

ورَشَفاً ورَشِيفاً؛ أَنشد ثعلب‏:‏

قابَلَه ما جاء في سِلامِها

بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتِهامِها

وحكى ابن بري‏:‏ رَشِفَه يَرْشَفُه رَشَفاً ورَشَفاناً، والرّشْفُ‏:‏

المَصُّ‏.‏ وتَرَشّفَه وارْتَشَفَه‏:‏ مصَّه‏.‏ والرَّشِيفُ‏:‏ تَناوُلُ الماء

بالشَّفَتَيْنِ، وقيل‏:‏ الرَّشْفُ والرَّشِيفُ فَوْق المَصِّ؛ قال

الشاعر‏:‏سَقَيْنَ البَشامَ المِسْكَ ثم رَشَفْنَه، رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ

وقيل‏:‏ هو تَقَصِّي ما في الإناء واشْتِفافُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

يَرْتَشِفُ البَوْلَ ارْتِشافَ المَعْذُورْ

فَسَّره بجميع ذلك‏.‏ وفي المثل‏:‏ الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي إذا تَرَشَّفْتَ

الماء قليلاً قليلاً كان أَسْكَنَ للعَطَشِ‏.‏ والرَّشَفُ والرَّشْفُ‏:‏

بَقِيّةُ الماء في الحَوْضِ، وهو وجه الماء الذي ارْتَشَفَتْه الإبلُ‏.‏

والرَّشفُ‏:‏ ماء قليل يبقى في الحوض تَرْشُِفُه الإبلُ بأَفْواهها‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ وسمعت أَعرابيّاً يقول‏:‏ الجَرْعُ أَرْوَى والرَّشِيفُ

أَشْرَبُ؛ قال‏:‏ وذلك أَن الإبل إذا صادَفَتِ الحَوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ ماءَه

جَرْعاً يَمْلأُ أَفْواهَها وذلك أَسْرَعُ لِرِيِّها، وإذا سُقِيَتْ على

أَفْواهِها قبل مَلء الحَوْضِ تَرَشّفَتِ الماء بمَشافِرِها قليلاً

قليلاً، ولا تكاد تَرْوَى منه، والسُّقاةُ إذا فَرَطُوا النَّعَم وسَقَوْا في الحَوْضِ تَقَدَّموا غلى الرُّعْيانِ بأَن لا يُورِدُوا النَّعَمَ ما لم يَطْفَحِ الحوضُ، لأَنها لا تكاد تَرْوَى إذا سُقِيَتْ قليلاً، وهو معنى

قولهم الرَّشِيفُ أَشْرَبُ‏.‏ وناقة رَشُوفٌ تشرب الماء فَتَرتَشِفُه؛ قال

القطامي‏:‏

رَشُوفٌ ورَاء الخُورِ لم تَنْدَرئْ بها

صَباً وشَمالٌ، حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ

وأَرْشَفَ الرجلُ ورشَفَ إذا مَصَّ رِيقَ جاريته‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ رَشَفْتُ

ورشِفْتُ قَبّلْت ومَصِصْتُ، فمن قال رَشَفْتُ قال أَرْشُفُ، ومن قال

رَشِفتُ قال أَرْشَفُ‏.‏

والرَّشُوفُ‏:‏ المرأَة الطَّيِّبَةُ الفَمِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ امرأَة رَشُوفٌ

طيبة الفم، وقيل‏:‏ قَلِيلَةُ البِلّةِ‏.‏ وقالوا في المثل‏:‏ لَحَسُنَ ما

أَرْضَعْتِ إن لم تُرْشِفي أَي تُذْهبي اللَّبنَ، ويقال ذلك للرجل أَيضاً إذا

بدأَ أَن يُحْسِنَ فخِيفَ عليه أَن يُسِيءَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرّشُوفُ من النساء اليابسةُ المَكانِ، والرّصُوفُ الضَّيِّقَةُ المكان‏.‏

رصف‏:‏ الرَّصْفُ‏:‏ ضَمُّ الشيء بعضِه إلى بعض ونَظْمُه، رَصَفَه يَرْصُفُه

رَصْفاً فارْتَصَفَ وتَرَصَّفَ وتَراصَفَ‏.‏ قال الليث‏:‏ يقال للقائم إذا

صَفَّ قدميه رَصَفَ قَدَمَيْهِ، وذلك إذا ضَمَّ إحداهما إلى الأُخرى‏.‏

وتَراصَفَ القومُ في الصفّ أَي قام بعضُهم إلى لِزْقِ بعض‏.‏ ورَصَفَ ما بين

رِجْليه‏:‏ قَرَّبَهما‏.‏ ورُصِفَتْ أَسْنانُه

رَصْفاً ورَصِفَتْ رَصَفاً، فهي رصِفَةٌ

ومُرْتَصِفةٌ‏:‏ تَصافَّتْ في نبْتَتِها وانْتَظَمَتْ واستوت‏.‏ وفي حديث معاذ، رضي اللّه عنه، في عذاب القبر‏:‏ ضَرَبه بمِرْصافةٍ وسَط رأْسه أَي

مِطْرَقَةٍ لأَنها يُرْصَفُ بها المضروب أَي يُضَمُّ‏.‏ ورَصَفَ الحجرَ يَرْصفُهُ

رَصْفاً‏:‏ بناه فوَصَل بعضَه ببعض‏.‏ والرَّصَفُ‏:‏ الحِجارة المُتراصِفةُ، واحدتها رَصَفةٌ، بالتحريك‏.‏ والرَّصَفُ‏:‏ حجارةٌ مَرْصُوفٌ بعضُها إلى بعضٍ؛ وأَنشد للعجاج‏:‏

فَشَنَّ في الإبْريقِ منها نُزَفا، منْ رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا، حتى تَناهى في صَهاريجِ الصَّفا

قال الباهلي‏:‏ أَراد أَنه صَبَّ في إبْريقِ الخمر من ماءِ رَصَفٍ نازَعَ

سَيْلاً كان في رصَفٍ فصار منه في هذا، فكأَنَّه نازعه إياه‏.‏ قال

الجوهري‏:‏ يقول مُزِجَ هذا الشرابُ من ماء رصَفٍ نازَعَ رصَفاً آخَرَ لأَنه

أَصْفى له وأَرَقُّ، فَحذَف الماء، وهو يُريدُه، فجَعل مَسِيلَه من رَصَفٍ إلى

رصف مُنازَعةً منه إياه‏.‏

ابن الأعرابي‏:‏ أَرْصَفَ الرجلُ إذا مَزَجَ شرابَه بماء الرَّصَفِ، وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيَصْفُو، وأَنشد بيت العجاج‏.‏ وفي حديث

المغيرة‏:‏ لحَديثٌ من عاقِلٍ أَحَبُّ إليَّ من الشُّهْدِ بماء رَصَفةٍ؛ الرَّصَفةُ، بالتحريك‏:‏ واحدة الرَّصَفِ، وهي الحجارة التي يُرْصَفُ بعضها إلى

بعض في مَسِيل فيجتمع فيها ماء المطر؛ وفي حديث ابن الضَّبْعاء

‏:‏

بين القِرانِ السَّوْءِ والتَّراصُفِ

التَّراصُفُ‏:‏ تَنْضِيدُ الحجارة وصَفُّ بعضِها إلى بعض، واللّه أَعلم‏.‏

والرَّصَفُ‏:‏ السَّدُّ المبنيّ للماء‏.‏ والرَّصَفُ‏:‏ مَجْرى المَصْنعةِ‏.‏

التهذيب‏:‏ الرَّصَفُ صَفاً طويلٌ يتصل بعضه ببعض، واحدته رَصَفةٌ، وقيل‏:‏

الرَّصَفُ صفاً طويل كأَنه مَرْصُوفٌ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ الرَّصْفُ مصدر رَصَفْتُ

السهْم أَرْصُفُه إذا شَدَدْتَ عليه الرِّصافَ، وهي عَقَبةٌ تُشدُّ على

الرُّعْظِ، والرُّعْظُ مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ، يقال‏:‏ سَهْمٌ مَرْصوفٌ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ ثم نَظَرَ في الرِّصافِ فتَمارى أَيرى شيئاً أَم لا، قال

الليث‏:‏ الرَّصَفَةُ عَقَبةٌ تُلْوى على موضع الفُوقِ؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا

خطأٌ والصواب ما قال ابن السكيت‏.‏ وفي حديث الخوارج‏:‏ ينظر في رِصافِه ثم في قُذَذِه فلا يرى شيئاً؛ والرَّصَفَةُ‏:‏ واحدة الرِّصافِ وهي العَقَبةُ

التي تُلْوى فوق رُعْظِ السهم إذا انكسر، وجمعه رُصُفٌ؛ وقول المتنَخِّل

الهُذَليِّ‏:‏

مَعابِل غير أَرْصافٍ، ولكنْ

كُسِينَ ظُهارَ أَسْوَدَ كالخِياطِ

قال ابن سيده‏:‏ عندي أَنه جمع رَصَفةً على رَصَفٍ كشجرة وشجر، ثم جمع

رَصفاً على أرْصاف كأَشْجار، وأَراد ظُهارَ رِيشٍ أَسْودَ، وهي الرُّصافةُ، وجمعها رَصائِفُ ورِصافٌ‏.‏ وقد رَصَفه رَصْفاً، فهو مَرْصُوفٌ ورَصِيفٌ‏.‏

والرَّصَفةُ والرَّصْفةُ جميعاً‏:‏ عَقَبةٌ تُشَدُّ على عَقَبةٍ ثم تُشَدُّ

على حِمالةِ القَوْسِ، قال‏:‏ وأَرى أَبا حنيفة قد جعل الرِّصافَ واحداً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه مَضَغَ وتَراً في رمضانَ ورَصَفَ به وتَرَ قَوْسِه أَي

شَدَّه وقَوَّاه‏.‏ والرَّصْفُ‏:‏ الشَّدُّ والضمُّ‏.‏ ورَصَفَ السهمَ‏:‏ شَدَّه

بالرِّصافِ، وهو عَقَب يُلْوى على مدخل النَّصْلِ فيه؛ والرَّصْف، بالتسكين‏:‏ المصدر من ذلك، تقول‏:‏ رَصَفْت الحجارة في البناء أَرصُفُها رَصْفاً

إذا ضممت بعضها إلى بعض، ورَصَفْت السهمَ رَصْفاً إذا شَدَدْتَ على رُعْظه

عَقَبَةً؛ ومنه قول الراجز‏:‏

وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ

ويقال‏:‏ هذا أَمر لا يَرْصُفُ بك أَي لا يَلِيق‏.‏

والرَّصَفَتانِ‏:‏ عَصَبتانِ في رضْفَتَي الرُّكْبتين‏.‏

والمَرْصوفةُ من النساء‏:‏ التي التَزَقَ خِتانُها فلم يُوصَلْ إليها‏.‏

والرَّصُوفُ‏:‏ الصغيرة الفَرْجِ، وقد رَصِفَتْ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّشُوفُ من النساء اليابِسَةُ المكان، والرَّصُوفُ الضَّيّقةُ المكانِ، والرَّصْفاءُ من النساء الضيِّقةُ الملاقي، وهي الرَّصوفُ‏.‏ وحكى ابن بري‏:‏ المِيقابُ

ضِدّ الرَّصوفِ‏.‏

والرَّصافةُ بالشي‏:‏ الرِّفْق به‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ أُتي في المنام فقيل له تَصَدَّقْ بأَرض كذا، قال‏:‏ ولم يكن لنا مالٌ أَرْصَفُ بنا

منها أَي أَرْفَقُ بنا وأَوْفَقُ لنا‏.‏ والرَّصافةُ‏:‏ الرَّفْقُ في الأَمور، وفي رواية‏:‏ ولم يكن لنا عِمادٌ أَرْصَفُ بنا منها، ولم يجئ لها

فِعْلٌ‏.‏

وعملٌ رَصِيفٌ وجَوابٌ رَصِيف أَي مُحْكَمٌ رَصينٌ‏.‏

والرُّصافَةُ‏:‏ كل مَنْبِتٍ بالسوادِ وقد غلب على موضع بغداد والشام‏.‏

وعينُ الرُّصافةِ‏:‏ موضع فيه بئر؛ وإيَّاه عنى أُمَيَّةُ بن أَبي عائذٍ

الهذَليُّ‏:‏

يَؤُمُّ بها، وانْتَحَتْ لِلرَّجا

ءِ عَيْنَ الرُّصافةِ ذاتَ النِّجالِ

الصحاح‏:‏ ورُصافةُ موضع‏.‏ والرِّصافُ‏:‏ موضع‏.‏ ورَصَفٌ‏:‏ ماء؛ قال أَبو خراش‏:‏

نُساقِيهمْ على رَصَفٍ وضُرٍّ، كَدابغةٍ وقد نَغِلَ الأَديمُ

رضف‏:‏ الرَّضْفُ‏:‏ الحجارَةُ التي حَمِيَتْ بالشمس أَو النار، واحدتها

رَضْفةٌ‏.‏ غيره‏:‏ الرَّضْفُ الحجارة المُحماةُ يُوغَرُ بها اللَّبَنُ، واحدتها

رَضْفةٌ‏.‏ وفي المثل‏:‏ خذ من الرَّضْفةِ ما عليها‏.‏ ورَضَفه يَرْضِفُه، بالكسر، أَي كَواه بالرَّضْفةِ‏.‏ والرَّضِيفُ‏:‏ اللبن يُغْلى بالرَّضْفةِ‏.‏ وفي حديث الهِجْرة‏:‏ فيَبِيتانِ في رِسْلِها ورَضِيفِها؛ الرَّضِيفُ اللبن المَرْضُوفُ، وهو الذي طَرِحَ فيه الحجارة المُحْماةُ لِيذْهب وخَمُه‏.‏ وفي حديث وابصةَ، رضي اللّه عنه‏:‏ مثل الذي يأَكُلُ القُسامةَ كمثل جَدْيٍ

بطنُه مملوء رَضْفاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان في التشهد الأَول كأَنه على

الرَّضْفِ؛ هي الحِجارة المُحْماة على النار‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أُتِيَ برجل نُعِتَ

له الكَيُّ فقال‏:‏ اكْوُوه ثم ارْضِفُوه

أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ‏.‏ وحديث أَبي ذر، رضي اللّه عنه‏:‏ بَشِّر الكَنَّازين برَضْفٍ يُحْمَى عليه في نار جهنم‏.‏

وشَواء مَرْضوفٌ‏:‏ مَشْوِيٌّ على الرضْفة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن هنداً بنت

عُتْبَةَ لما أَسْلمت أَرْسَلَتْ إليه بَجَدْيَيْنِ مرضوفين‏.‏ ولَبَنٌ رَضِيفٌ‏:‏

مصْبُوبٌ على الرَّضْفِ‏.‏ والرضَفة‏:‏ سِمَةٌ تُكْوَى برضْفةٍ من حجارة حيثما

كانت، وقد رَضَفَه يَرْضِفُه‏.‏ الليث‏:‏ الرَّضْفُ حجارة على وجه الأَرض قد

حميت‏.‏ وشِواء مَرْضُوفٌ‏:‏ يُشْوَى على تلك الحجارة‏.‏ والحَمَلُ

المَرْضُوفُ‏:‏ تُلْقَى تلك الحجارة إذا احمرَّت في جوفِه حتى ينشوي الحمل‏.‏ قال شمر‏:‏

سمعت أَعرابيّاً يصف الرَّضائف وقال‏:‏ يُعْمَدُ إلى الجَدي فَيُلْبَأُ من لبن أُمه حتى يمتلئ، ثم يذبح فَيُزَقَّقُ من قِبَلِ قفاه، ثم يُعْمَدُ

إلى حجارة فتحرق بالنار ثم تُوضع في بطنه حتى ينشوي؛ وأَنشد بيت الكميت‏:‏

ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً‏.‏

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا

لم تُؤْن أَي لم تَحْبِسْ ولم تُبْطِئْ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الرضْفُ الحجارةُ

المُحْماةُ في النار أَو الشمس، واحدتها رضْفةٌ؛ قال الكميت بن زيد‏:‏

أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَِّطاسِيِّ، واحْذَروا

مُطَفّئةَ الرَّضْفِ التي لا شِوَى لها

قال‏:‏ وهي الحَيّةُ التي تمرُّ على الرضْف فَيُطْفِئُ سمُّها نارَ

الرضْف‏.‏ وقال أَبو عمرو الرضف حجارة يُوقد عليها حتى إذا صارت لهَباً

أُّلقِيَتْ في القِدْرِ مع اللحم فأَنْضَجَتْه‏.‏ والمَرْضُوفةُ‏:‏ القدر أُنْضِجت

بالرضف‏.‏ وفي حديث حذيفة أَنه ذكر فِتَناً فقال‏:‏ أَتتكم الدُّهَيْماءُ

تَرْمِي بالنَّشَفِ ثم التي تَلِيها ترمي بالرَّضْف أَي في شدّتها وحَرّها

كأَنها ترمي بالرضف‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ رأَيت الأعراب يأْخذون الحجارة فيوقدون

عليها، فإذا حَمِيَت رَضَفُوا بها اللَّبن البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِر

من برده فيشربونه، وربما رضفوا الماء للخيل إذا بَرَد الزمان‏.‏

وفي حديث أَبي بكر‏:‏ فإذا قُرَيْصٌ من مَلَّةٍ فيه أَثَر الرَّضِيفِ؛ يريد قُرْصاً صغيراً قد خُبِزَ بالمَلّة وهي الرّماد الحارُّ‏.‏ والرَّضِيفُ‏:‏

ما يُشْوَى من اللحم على الرَّضْفِ أَي مَرْضُوفٌ، يريد أَثَر ما عَلِقَ

على القُرْص من دَسَم اللحم المرضوف‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ جاء فلان بِمُطْفِئَة

الرضف، قال‏:‏ وأَصلها أَنها داهيةٌ أَنْسَتْنا التي قبلها فأَطفَأَت

حَرّها‏.‏ قال الليث‏:‏ مُطْفِئة الرّضْفِ شَحْمَة إذا أَصابت الرَّضْفَ ذابت

فأَخْمَدَته؛ قال أَبو منصور‏:‏ والقول ما قال أَبو عبيدة‏.‏

وفي حديث معاذ في عذاب القبر‏:‏ ضَرَبَه بِمرْضافةٍ وسَطَ رأْسِه أَي

بآلةٍ من الرَّضفِ، ويروى بالصاد، وقد تقدّم‏.‏

والرضْف‏:‏ جِرْمُ عِظامٍ في الرُّكْبَة كالأَصابع المضمومة قد أَخذ بعضها

بعضاً، والواحدة رَضْفة، ومنهم من يثقل فيقول‏:‏ رَضَفةٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏

والرَّضْفةُ والرَّضَفةُ‏:‏ عظم مُطْبِقٌ على رأَْس الساق ورأْسِ الفخذ‏.‏

والرَّضْفةُ‏:‏ طَبَقٌ يموجُ على الرُّكبة، وقيل‏:‏ الرَّضَفَتان من الفرس عظمان

مُسْتديران فيهما عِرَضٌ منقطعان من العظام كأَنهما طَبَقانِ للركبتين، وقيل‏:‏ الرضفة الجلدة التي على الركبة‏.‏ والرضفة‏:‏ عظم بين الحَوْشَبِ

والوَظِيفِ ومُلْتقى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ، وقيل‏:‏ هي عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جوف

الحافر‏.‏ ورَضْفُ الركبة

ورُضافُها‏:‏ التي تزول‏.‏ وقيل‏:‏

الرُّضاف ما كان تحت الدَّاغِصة‏.‏ وقال النضر في كتاب الخيل‏:‏ والرضف ركبتا الفرس

فيما بين الكُراع والذِّراع، وهي أَعْظمُ صغار مجتمعة في رأْس أَعلى

الذراع‏.‏

ورَضَفْتُ الوِسادَةَ‏:‏ ثَنَيْتُها، يمانِيةٌ‏.‏

رضف‏:‏ الرَّضْفُ‏:‏ الحجارَةُ التي حَمِيَتْ بالشمس أَو النار، واحدتها

رَضْفةٌ‏.‏ غيره‏:‏ الرَّضْفُ الحجارة المُحماةُ يُوغَرُ بها اللَّبَنُ، واحدتها

رَضْفةٌ‏.‏ وفي المثل‏:‏ خذ من الرَّضْفةِ ما عليها‏.‏ ورَضَفه يَرْضِفُه، بالكسر، أَي كَواه بالرَّضْفةِ‏.‏ والرَّضِيفُ‏:‏ اللبن يُغْلى بالرَّضْفةِ‏.‏ وفي حديث الهِجْرة‏:‏ فيَبِيتانِ في رِسْلِها ورَضِيفِها؛ الرَّضِيفُ اللبن المَرْضُوفُ، وهو الذي طَرِحَ فيه الحجارة المُحْماةُ لِيذْهب وخَمُه‏.‏ وفي حديث وابصةَ، رضي اللّه عنه‏:‏ مثل الذي يأَكُلُ القُسامةَ كمثل جَدْيٍ

بطنُه مملوء رَضْفاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان في التشهد الأَول كأَنه على

الرَّضْفِ؛ هي الحِجارة المُحْماة على النار‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أُتِيَ برجل نُعِتَ

له الكَيُّ فقال‏:‏ اكْوُوه ثم ارْضِفُوه

أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ‏.‏ وحديث أَبي ذر، رضي اللّه عنه‏:‏ بَشِّر الكَنَّازين برَضْفٍ يُحْمَى عليه في نار جهنم‏.‏

وشَواء مَرْضوفٌ‏:‏ مَشْوِيٌّ على الرضْفة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن هنداً بنت

عُتْبَةَ لما أَسْلمت أَرْسَلَتْ إليه بَجَدْيَيْنِ مرضوفين‏.‏ ولَبَنٌ رَضِيفٌ‏:‏

مصْبُوبٌ على الرَّضْفِ‏.‏ والرضَفة‏:‏ سِمَةٌ تُكْوَى برضْفةٍ من حجارة حيثما

كانت، وقد رَضَفَه يَرْضِفُه‏.‏ الليث‏:‏ الرَّضْفُ حجارة على وجه الأَرض قد

حميت‏.‏ وشِواء مَرْضُوفٌ‏:‏ يُشْوَى على تلك الحجارة‏.‏ والحَمَلُ

المَرْضُوفُ‏:‏ تُلْقَى تلك الحجارة إذا احمرَّت في جوفِه حتى ينشوي الحمل‏.‏ قال شمر‏:‏

سمعت أَعرابيّاً يصف الرَّضائف وقال‏:‏ يُعْمَدُ إلى الجَدي فَيُلْبَأُ من لبن أُمه حتى يمتلئ، ثم يذبح فَيُزَقَّقُ من قِبَلِ قفاه، ثم يُعْمَدُ

إلى حجارة فتحرق بالنار ثم تُوضع في بطنه حتى ينشوي؛ وأَنشد بيت الكميت‏:‏

ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً‏.‏

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا

لم تُؤْن أَي لم تَحْبِسْ ولم تُبْطِئْ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الرضْفُ الحجارةُ

المُحْماةُ في النار أَو الشمس، واحدتها رضْفةٌ؛ قال الكميت بن زيد‏:‏

أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَِّطاسِيِّ، واحْذَروا

مُطَفّئةَ الرَّضْفِ التي لا شِوَى لها

قال‏:‏ وهي الحَيّةُ التي تمرُّ على الرضْف فَيُطْفِئُ سمُّها نارَ

الرضْف‏.‏ وقال أَبو عمرو الرضف حجارة يُوقد عليها حتى إذا صارت لهَباً

أُّلقِيَتْ في القِدْرِ مع اللحم فأَنْضَجَتْه‏.‏ والمَرْضُوفةُ‏:‏ القدر أُنْضِجت

بالرضف‏.‏ وفي حديث حذيفة أَنه ذكر فِتَناً فقال‏:‏ أَتتكم الدُّهَيْماءُ

تَرْمِي بالنَّشَفِ ثم التي تَلِيها ترمي بالرَّضْف أَي في شدّتها وحَرّها

كأَنها ترمي بالرضف‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ رأَيت الأعراب يأْخذون الحجارة فيوقدون

عليها، فإذا حَمِيَت رَضَفُوا بها اللَّبن البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِر

من برده فيشربونه، وربما رضفوا الماء للخيل إذا بَرَد الزمان‏.‏

وفي حديث أَبي بكر‏:‏ فإذا قُرَيْصٌ من مَلَّةٍ فيه أَثَر الرَّضِيفِ؛ يريد قُرْصاً صغيراً قد خُبِزَ بالمَلّة وهي الرّماد الحارُّ‏.‏ والرَّضِيفُ‏:‏

ما يُشْوَى من اللحم على الرَّضْفِ أَي مَرْضُوفٌ، يريد أَثَر ما عَلِقَ

على القُرْص من دَسَم اللحم المرضوف‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ جاء فلان بِمُطْفِئَة

الرضف، قال‏:‏ وأَصلها أَنها داهيةٌ أَنْسَتْنا التي قبلها فأَطفَأَت

حَرّها‏.‏ قال الليث‏:‏ مُطْفِئة الرّضْفِ شَحْمَة إذا أَصابت الرَّضْفَ ذابت

فأَخْمَدَته؛ قال أَبو منصور‏:‏ والقول ما قال أَبو عبيدة‏.‏

وفي حديث معاذ في عذاب القبر‏:‏ ضَرَبَه بِمرْضافةٍ وسَطَ رأْسِه أَي

بآلةٍ من الرَّضفِ، ويروى بالصاد، وقد تقدّم‏.‏

والرضْف‏:‏ جِرْمُ عِظامٍ في الرُّكْبَة كالأَصابع المضمومة قد أَخذ بعضها

بعضاً، والواحدة رَضْفة، ومنهم من يثقل فيقول‏:‏ رَضَفةٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏

والرَّضْفةُ والرَّضَفةُ‏:‏ عظم مُطْبِقٌ على رأَْس الساق ورأْسِ الفخذ‏.‏

والرَّضْفةُ‏:‏ طَبَقٌ يموجُ على الرُّكبة، وقيل‏:‏ الرَّضَفَتان من الفرس عظمان

مُسْتديران فيهما عِرَضٌ منقطعان من العظام كأَنهما طَبَقانِ للركبتين، وقيل‏:‏ الرضفة الجلدة التي على الركبة‏.‏ والرضفة‏:‏ عظم بين الحَوْشَبِ

والوَظِيفِ ومُلْتقى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ، وقيل‏:‏ هي عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جوف

الحافر‏.‏ ورَضْفُ الركبة

ورُضافُها‏:‏ التي تزول‏.‏ وقيل‏:‏

الرُّضاف ما كان تحت الدَّاغِصة‏.‏ وقال النضر في كتاب الخيل‏:‏ والرضف ركبتا الفرس

فيما بين الكُراع والذِّراع، وهي أَعْظمُ صغار مجتمعة في رأْس أَعلى

الذراع‏.‏

ورَضَفْتُ الوِسادَةَ‏:‏ ثَنَيْتُها، يمانِيةٌ‏.‏

رعف‏:‏ الرَّعْفُ‏:‏ السَّبْقُ، رَعَفْتُ أَرْعُفُ؛ قال الأَعشى‏:‏

به ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ، غَداةَ الصَّباحِ، إذا النَّقْعُ ثارا

ورَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفاً‏:‏ سَبَقَه وتقدَّمَه؛ وأَنشد ابن بري لذي

الرمة‏:‏ بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ‏.‏

والرُّعاف‏:‏ دم يَسْبِقُ من الأَنف، رَعَف يَرْعُفُ ويَرْعَفُ رَعْفاً

ورُعافاً ورَعُفَ ورَعِفَ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ولم يُعْرَف رُعِفَ ولا رَعُفَ في فِعْلِ الرُّعاف‏.‏ قال الجوهري‏:‏ ورَعُفَ، بالضم، لغة فيه ضعيفة، قال

الأَزهري‏:‏ وقيل للذي يخرج من الأَنف رُعافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ؛ قال

عمرو بن لجَإٍ‏:‏

حتى ترى العُلْبةَ من إذْرائِها

يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائِها، إذا طَوَى الكفّ على رِشائِها

وفي حديث أَبي قتادة‏:‏ أَنه كان في عُرْسٍ فَسَمِعَ جارية تَضْرِب

بالدُّفِّ فقال لها‏:‏ ارْعَفي أَي تقدَّمي‏.‏ يقال منه‏:‏ رَعِفَ، بالكسر، يَرْعَفُ، بالفتح، ومن الرُّعاف رَعَفَ، بالفتح، يَرْعُفُ، بالضم، ورَعَفَ الفرسُ

يَرْعَفُ ويَرْعُفُ أَي سَبَقَ وتقدم؛ وأَنشد ابن بري لِعُبَيْدٍ‏:‏

يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ

نَسِ، حتى يَعُودَ كالتِّمثالِ

قال‏:‏ وأَنشد أَبو عمرو لأَبي نخيلة‏:‏

وهُنَّ بعد القَرَبِ القَسِيِّ

مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ

والقَسِيُّ‏:‏ الشديدُ‏.‏ والشَّمَرْذليُّ‏:‏ الخادي، واسْترعَفَ مثلُه‏.‏

والراعِفُ‏:‏ الفرس الذي يتقدّم الخيلَ‏.‏ والرَّاعِفُ‏:‏ طَرَفُ الأَرْنبةِ

لتَقَدّمه، صفة غالبة، وقيل‏:‏ هو عامّة الأَنف، ويقال للمرأَة‏:‏ لُوثي على

مراعِفِك أَي تَلَثَّمِي، ومَراعِفُها الأَنفُ وما حَوْله‏.‏ ويقال‏:‏ فَعَلْتُ ذلك

على الرَّغْمِ من مَراعِفِه مثل مَراغِمِه‏.‏ والرَّاعِف‏:‏ أَنفُ الجبل على

التشبيه، وهو من ذلك لأَنه يَسْبِقُ أَي يتقدم، وجمعه الرّواعِفُ‏.‏

والرّواعِفُ‏:‏ الرِّماحُ، صفة غالبة أَيضاً، إما لتقدُّمِها للطَّعْن، وإما

لِسَيَلانِ الدم منها‏.‏ والرَّعْفُ‏:‏ سُرعْة الطعن؛ عن كراع‏.‏ وأَرْعَفَه‏:‏

أَعْجَلَه، وليس بثبَتٍ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ بينا نحن نذكر فلاناً رَعَفَ به البابُ

أَي دخل علينا من الباب‏.‏ وأَرْعَفَ قِرْبَتَه أَي ملأَها حتى تَرْعُفَ؛ ومنه قول عمرو بن لجإٍ‏:‏

يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائها، إذا طَوَى الكفّ على رِشائها

وراعُوفةُ البئر وراعُوفُها وأُرْعُوفَتها‏:‏ حجر ناتئٌ على رأْسها لا

يُسْتَطاعُ قَلْعُه يقوم عليه المُسْتقي، وقيل‏:‏ هو في أَسْفلها، وقيل‏:‏

راعُوفة البئر صخرة تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البئر إذا احْتُفِرَتْ تكون ثابتة

هناك فإذا أَرادوا تَنْقِيةَ البئر جلس المُنَقِّي عليها، وقيل‏:‏ هي حجر

يكون على رأْس البئر يقوم المستقي عليه، ويروى بالثاء المثلثة، وقد تقدم، وقيل‏:‏ هو حجر ناتئ في بعض البئر يكون صُلْباً لا يمكنهم حَفْره فيترك على

حاله، وقال خالد ابن جَنْبَةَ‏:‏ راعوفةُ البئر النَّطَّافةُ، قال‏:‏ وهي

مثل عَيْن على قدر جُحْر العَقْرب نِيطَ في أَعلى الرَّكِيّة فيُجاوِزُونها

في الحفْر خَمْس قِيَمٍ وأَكثر، فربما وجدوا ماء كثيراً تَبَجُّسُه، قال‏:‏ وبالرُّوبَنْج عينٌ نَطّافة عذْبة، وأَسفَلَها عين زُعاقٌ، فتَسمع

قَطَرانَ

النطّافة فيها طرق‏.‏ قال

شمر‏:‏ من ذهب بالراعُوفةِ إلى النّطّافةِ فكأَنه أَخذه من رُعافِ الأَنف، وهو سَيَلانُ دمِه وقَطَرانُه، ويقال ذلك سيلان الذَّنِينِ؛ وأَنشد قوله‏:‏

كلا مَنْخَرَيْه سابقاً ومُعَشِّراً، بما انْفَضَّ من ماء الخَياشِيم راعِفُ

قال‏:‏ ومَنْ ذَهَبَ بالراعُوفةِ إلى الحجر الذي يتقدَّم طَيَّ البئر على

ما ذكر فهو منْ رَعَفَ الرجل أَو الفرس إذا تقدَّم وسبَق‏.‏ وفي الحديث عن

عائشة‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ وجُعِل سِحْرُه في جُفِّ

طَلْعةٍ ودُفِنَ تحْتَ راعُوفةِ البئر، ويروى راعُوثة، بالثاء المثلثة، وقد تقدم‏.‏

واسْتَرْعَفَ الحَصى مَنْسِمَ البعير أَي أَدْماه‏.‏

والرُّعافيُّ‏:‏ الرجل الكثيرُ العَطاء مأَْخوذ من الرُّعافِ وهو المطَرُ

الكثير‏.‏ والرُّعُوفُ‏:‏ الأَمطار الخِفاف، قال‏:‏ ويقال للرجل إذا

اسْتَقْطَرَ الشحمة وأَخذ صُهارتَها‏:‏ قد أَوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَرْعَفَ

واسْتَوْكَفَ واسْتَدامَ واسْتَدْمى، كله واحد‏.‏ ورَعْفانُ الوالي

‏:‏ ما يُسْتَعْدى به‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏

يأْكلون

من تلك الدابَّة

ما شاؤوا حتى ارْتَعَفُوا أَي قَوِيَتْ أَقدامُهم فركبوها وتقدموا‏.‏

رغف‏:‏ رَغَفَ الطِّينَ والعَجينَ يَرْغَفُه رَغْفاً‏:‏ كَتَّلَه بيديه، وأَصل الرَّغْفِ جمعك الرَّغِيفَ تُكَتِّلُه‏.‏ والرَّغيف‏:‏ الخُبْزة، مشتقّ من ذلك، والجمع أَرْغِفة ورُغُفٌ ورُغْفانٌ؛ قال لقيط بن زُرارةَ‏:‏

إنَّ الشِّواءَ والنَشِيلَ والرُّغُفْ، والقَيْنةَ الحَسْناء والكأْسَ الأُنُفْ، للطَّاعِنِينَ الخيلَ، والخيلُ قُطُفْ

ورغَفَ البعيرَ رَغْفاً‏:‏ لَقَّمَهُ البِزْر والدقيق‏.‏

وأَرْغَفَ الرجلُ‏:‏ حدَّدَ بَصَره، وكذلك الأَسدُ‏.‏

رفف‏:‏ رَفَّ لونُه يَرِفُّ، بالكسر، رَفّاً ورَفيفاً‏:‏ بَرَقَ وتَلأْلأَ، وكذلك رَفَّتْ أَسنانه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النابغة الجَعْديَّ لما أَنشد

سيدنا رسولَ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏

ولا خَيْرَ في حِلْمٍ، إذا لم تكن له

بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرا

ولا خَيْرَ في جَهْلٍ، إذا لم يكن له

حَلِيمٌ، إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا

فقال له رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ لا يَفْضُضِ اللّه فاك قال‏:‏

فبَقِيَتْ أَسْنانُه ترِفُّ حتى مات، وفي النهاية‏:‏ وكأَنَّ فاه البَرَدُ، تَرِفُّ أَسنانُه أَي تَبْرُق أَسنانُه، من رَفَّ البرقُ يَرِفُّ إذا

تلأْلأَ‏.‏ والرَّفَّةُ‏:‏ البَرْقةُ‏.‏ ومنه الحديث الآخر‏:‏ تَرفُّ غُروبُه، هي

الأَسنان‏.‏ ورفَّ يَرِفُّ‏:‏ بَرِحَ وتَخَيَّلَ؛ قال‏:‏

وأُمُّ عَمّارٍ على القِرْد تَرِفْ

ورَفَّ النباتُ يَرِفُّ رَفيفاً إذا اهتز وتَنَعَّمَ؛ قال أَبو حنيفة‏:‏

هو أَن يَتَلأْلأَ ويُشْرِقَ ماؤه‏.‏

وثوب رَفِيفٌ وشجر رَفيفٌ إذا تَنَدَّى‏.‏

والرَّفَّةُ‏:‏ الاخْتِلاجةُ‏.‏ وفي حديث ابن زِمْلٍ‏:‏ لم تَرَ عَيْني مِثلَه

قَطُّ يَرِفُّ رَفِيفاً يَقْطُرُ نداه‏.‏ يقال للشيء إذا كثر ماؤه من النَّعْمةِ والغَضاضةِ حتى يكاد يَهْتَزُّ‏:‏ رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً‏.‏ وفي حديث

معاوية، رضي اللّه عنه، قالت له امرأَة‏:‏ أُعِيذُك باللّه أَن تنزل وادياً

فَتَدَعَ أَوَّلَه يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ‏.‏ ورَفَّت عينُه تَرُفُّ

وتَرِفُّ رَفّاً‏:‏ اخْتَلَجَتْ، وكذلك سائر الأَعْضاء؛ قال أَنشد أَبو

العلاء‏:‏لم أَدْرِ إلا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ، أَبِكِ أَم بالغَيْبِ رَفُّ حاجِبي

وكذلك البَرْقُ إذا لَمَعَ‏.‏ ورَفُّ البَرْقِ‏:‏ ومِيضُه‏.‏ ورَفَّتْ عليه

النِّعْمة‏:‏ ضَفَتْ‏.‏ ورَفَّ الشيءَ يَرُفُّه رَفّاً ورَفِيفاً‏:‏ مَصَّه، وقيل

أَكلَه‏.‏ والرَّفَّةُ‏:‏ المَصّةُ‏.‏ والرَّفُّ‏:‏ المَّصُّ والتَّرَشُّفُ، وقد

رَفَفْتُ أَرُفُّ، بالضم؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

واللّهِ لولا رَهْبَتي أَباكِ، إذاً لَزَفَّتْ شَفَتايَ فاكِ، رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأَراكِ

ومنه حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، وقد سُئِلَ عن القُبْلةِ للصائم

فقال‏:‏ إني لأَرُفُّ شَفَتَيْها وأَنا صائم؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وهو من شُرْب

الرِّيق وتَرَشُّفه، وقيل‏:‏ هو الرَّفُّ نَفْسُه

، وقوله أَرُفُّ شَفَتَيْها أَي أَمَصُّ وأَتَرَشَّفُ‏.‏ وفي حديث عَبيدة السَّلْماني‏:‏ قال له ابن سِيرينَ‏:‏ ما يُوجِبُ الجَنابةَ‏؟‏ قال‏:‏

الرَّفُ والاسْتِمْلاقُ يعني المَصَّ والجِماعَ لأَنه من مقدماته‏.‏ وقال

أَبو عبيدة في قوله أَرُفُّ‏:‏ الرَّفُّ هو مثل المَصِّ والرَّشْفِ ونحوه، يقال منه‏:‏ رَفَفْتُ أَرُفُّ رَفّاً، وأَما رَفَّ يَرِفُّ، بالكسر، فهو من غير هذا، رَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ لونُه وتلأْلأَ؛ قال الأَعشى يذكر

ثَغْرَ امْرأَةٍ‏:‏

ومَهاً تَرِفُّ غُرُوبُه، تَسْقي المُتَيَّمَ ذا الحراره

قال ابن بري‏:‏ ومثله لبِشرٍ‏:‏

يَرِفُّ كأَنه وهْناً مُدامُ

والرَّفَّةُ‏:‏ الأَكْلَةُ المُحْكَمةُ‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ رَفَّتِ الإبِلُ

تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً أَكلَتْ، ورَفَّ المرأَةَ يَرُفُّها قَبَّلَها

بأَطراف شَفَتَيْه‏.‏ وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ‏:‏ زَوْجي إنْ أَكلَ رَفَّ؛ ابن الأَثير‏:‏ وهو الإكْثارُ من الأَكل‏.‏

والرَّفْرَفةُ‏:‏ تحريكُ الطائر جَناحَيهِ وهو في الهواء فلا يَبْرحُ

مكانه‏.‏ ابن سيده‏:‏ رَفَّ الطائر ورَفْرَف حَرَّك جناحَيْه في الهواء‏.‏

والرَّفْرافُ‏:‏ الظَّلِيمُ يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يَعْدو‏.‏ والرَّفْرافُ‏:‏

الجناح منه ومن الطائر‏.‏ ورَفْرَف الطائر إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد

أَن يقع عليه‏.‏ والرَّفرافُ‏:‏ طائر وهو خاطِفُ ظِلِّه؛ عن أَبي سلمة، قال‏:‏

وربما سموا الظَّليمَ بذلك لأَنه يُرفْرِفُ بِجناحَيْه ثم يَعْدُو‏.‏ وفي الحديث‏:‏ رَفْرَفَتِ الرحمةُ فوق رأْسه‏.‏ يقال‏:‏ رَفْرَفَ الطائر بجناحيه

إذا بسطهما عند السقوط على شيء يحوم عليه ليقع عليه‏.‏ وفي حديث أُمّ السائب‏:‏

أَنه مرَّ بها وهي تُرَفرِف من الحُمّى، قال‏:‏ ما لَكِ تُرفرِفِين‏؟‏ أَي

تَرْتَعِدُ، ويروى بالزاي، وسنذكره‏.‏

والرَّفْرَفُ‏:‏ كِسْرُ الخِباء ونحوه وجوانبُ الدِّرْعِ وما تَدَلَّى

منها، الواحدة رَفْرَفَة، وهو أَيضاً خِرْقَةٌ تُخاط في أَسْفل السُّرادِق

والفُسْطاط ونحوه، وكذلك الرَّفُّ رَفُّ البيت، وجمعه رُفُوفٌ‏.‏ ورَفَّ

البيتَ‏:‏ عَمِلَ له رَفّاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن امرأَة قالت لزوجها أَحِجَّني، قال‏:‏ ما عندي شيء، قالت‏:‏ بِعْ تَمر رَفِّكَ؛ الرَّفُّ، بالفتح خشب يرفع عن

الأَرض إلى جَنْب الجِدارِ يُوقَى به ما يُوضَع عليه، وجمعه رُفُوفٌ

ورِفافٌ‏.‏ وفي حديث كعب بن الأَشرف‏:‏ إنَّ رِفافي تَقَصَّفُ تمراً من عجوة

يغيب فيها الضِّرسُ‏.‏ والرَّفُّ‏:‏ شبه الطاقِ، والجمع رُفُوفٌ‏.‏ قال ابن بري‏:‏

قال ابن حمزةَ الرَّفُّ له عشرة معانٍ ذكر منها رَفَّ يَرُفُّ، بالضم، إذا

مَصَّ، وكذلك البعير يَرُفُّ البقلَ إذا أَكله ولم يملأْ به فاه، وكذلك

هو يَرُفُّ له أَي يَكْسِب‏.‏ ورفَّ يَرِفُّ، بالكسر، إذا بَرَقَ لونه‏.‏ ابن سيده‏:‏ ورَفِيفُ الفُسْطاط سَقْفُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال أَتيت عثمان وهو نازل بالأَبطح فإذا فُسْطاطٌ مضروب وإذا سيفٌ مُعَلَّقٌ على رَفِيف

الفسطاط؛ الفسطاط الخَيْمة؛ قال شمر‏:‏

ورَفِيفُه سَقْفُه، وقيل‏:‏ هو ما تدَلَّى منه‏.‏ وفي حديث وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه أَنس قال‏:‏ فَرَفَعَ الرَّفرَفَ فرأَينا

وجْهَه كأَنه ورقة تَخَشْخِشُ؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّفْرَفُ ههنا

طَرَفُ الفُسْطاط، قال‏:‏ والرَّفْرَفُ في حديث المِعراج البِساطُ‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ الرَّفْرَفُ البِساطُ أَو السِّتر، وقوله‏:‏ فَرَفَعَ الرَّفْرَفَ أَراد

شيئاً كان يَحْجُبُ بينهم وبينه‏.‏ وكلُّ ما فَضَلَ من شيء وثُنِيَ

وعُطِفَ، فهو رَفْرَفٌ‏.‏ قال‏:‏ والرَّفْرَفُ في غير هذا الرَّفُّ يُجْعَل عليه

طَرائفُ البيت‏.‏ وذكر ابن الأَثير عن ابن مسعود في قوله تعالى‏:‏ لقد رأَى من آيات ربه الكبرى، قال‏:‏ رأَى رَفْرَفاً أَخضر سَدَّ الأُفق أَي بِساطاً، وقيل فِراشاً، قال‏:‏ ومنهم من يجعل الرَّفْرَف جمعاً، واحده رَفْرَفَةٌ، وجمع الرفْرفِ رَفارِفُ، وقيل‏:‏ الرفرف في الأَصل ما كان من الديباج وغيره

رَقيقاً حَسَن الصنْعة، ثم اتُّسِع به‏.‏ والرَّفْرَفُ‏:‏ الرَّوْشَنُ‏.‏

والرَّفِيفُ‏:‏ الروشن‏.‏ ورَفْرَفُ الدِّرْعِ‏:‏ زَرَدٌ يشد بالبيضة يطرحه الرجل عى

ظهره‏.‏ غيره‏:‏ ورَفْرَفُ الدِّرْعِ ما فضلَ من ذَيْلِها، ورَفْرَفُ الأَيكةِ

ما تَهَدَّلَ من غُصونها؛ وقال المُعَطَّلُ الهُذَليُّ يصف الأَسد‏:‏

له أَيْكَةٌ لا يَأْمَنُ الناسُ غَيْبَها، حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا

قال الأَصمعي‏:‏ حمى رَفْرَفاً، قال‏:‏ الرَّفْرَفُ شجر مُسْترْسِلٌ ينبت

باليمن‏.‏

ورَفَّ الثوبُ رَفَفاً‏:‏ رَقَّ، وليس بثبت‏.‏ ابن بري‏:‏ رَفَّ الثوبُ

رَفَفاً، فهو رَفِيفٌ، وأَصله فَعِلَ، والرَّفرَفُ‏:‏ الرَّقِيقُ من الدِّيباج، والرَّفرَفُ‏:‏ ثياب خُضْرٌ يُتَّخذ منها للمجالس، وفي المحكم‏:‏ تُبْسَطُ، واحدته رَفْرَفَةٌ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ متكئين على رَفرَفٍ خُضْر، وقرئ‏:‏

على رَفارِفَ‏.‏ وقال الفراء في قوله متكئين على رفرف خضر قال‏:‏ ذكروا أَنها

رِياضُ الجنة، وقال بعضهم الفُرُشُ والبُسُطُ، وجمعه رفارِفُ، وقد قرئ

بهما‏:‏ متكئين على رَفارِف خُضْرٍ‏.‏ والرَّفرَفُ‏:‏ الشجر الناعم المسترسل؛ وأَنشد بيت الهذلي يصف الأَسد‏:‏

حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا

والرَّفيفُ والوَرِيفُ لغتان، يقال للنبات الذي يهْتزُّ خُضْرَةً

وتَلأْلُؤاً‏:‏ قد رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً؛ وقول الأَعْشى‏:‏ بالشام ذات الرَّفِيف؛ قال‏:‏ أَراد البساتين التي تَرِفُّ من نَضارتها واهتزازها، وقيل‏:‏ ذاتُ

الرَّفِيف سُفُنٌ كان يُعْبَر عليها، وهو أَن تُشَدَّ سَفِينتانِ أَو ثلاث

للملِك، قال‏:‏ وكلُّ مُستَرِقٍّ من الرمل رَفٌّ‏.‏ والرَّفْرَفُ‏:‏ ضَرْب من سَمَكِ البحر‏.‏ والرَّفرفُ‏:‏ البَظْرُ؛ عن اللحياني‏.‏ ورَفرف على القوم‏:‏

تَحَدَّب‏.‏

والرُّفَةُ‏:‏ التِّبْنُ وحُطامُه‏.‏ ورَفُّه‏:‏ عَلَفَه رُفَّة‏.‏ والرُّفافُ‏:‏

ما انْتُحِتَ من التبن ويَبِيس السَّمر؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ ورَفَّ الرجلَ

يَرُفُّه رَفّاً‏:‏ أَحْسَنَ إليه وأَسْدَى إليه يداً‏.‏ وفي المثل‏:‏ من حَفَّنا أَو رَفّنا فَلْيَتَّرِكْ، وفي الصحاح‏:‏ فَليَقْتصد، أَراد المدْح

والإطْراء‏.‏ يقال‏:‏ فلان يَرُفُّنا أَي يَحُوطُنا ويَعْطِفُ علينا، وما له

حافٌّ ولا رافٌّ‏.‏ وفلان يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَميرُنا، وفي التهذيب‏:‏ أَي يُؤوِينا ويُطْعِمُنا، وأَما أَبو عبيد فجعله إتباعاً،

والأَوّل أَعْرَف‏.‏ الأَصمعي‏:‏ هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي هو يقوم له ويَقْعُد

ويَنْصَح ويُشْفِقُ؛ أَراد بيَحِفُّ تسمع له حفيفاً‏.‏ ورجل يَرِفُّ إذا كان كالاهْتِزاز من النَّضارةِ؛ قال ثعلب‏:‏

يقال رَفَّ يَرُفُّ إذا أَكل، ورَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ، ووَرَفَ يَرِفُ

إذا اتَّسَعَ‏.‏

وقال الفراء‏:‏ هذا رفٌّ من الناس‏.‏ والرَّفُّ‏:‏ المِيرةُ‏.‏ والرَّفُّ‏:‏

القطعة العظيمة من الإبل، وعمَّ اللحياني به الغنم فقال‏:‏ الرَّفُّ القطِيعُ من الغنم لم يخص معَزاً من ضأْن ولا ضأْناً من مَعَز‏.‏ والرَّفُّ‏:‏ الجماعة

من الضأْن؛ يقال‏:‏ هذا رَفّ من الضأْن أَي جماعة منها‏.‏ والرفُّ‏:‏ حَظِيرةُ

الشاء‏.‏

وفي الحديث‏:‏ بعد الرِّفِّ والوَقِيرِ؛ الرَّفُّ، بالكسر‏:‏ الإبل العظيمة، والوَقِيرُ‏:‏ الغنمُ الكثيرةُ، أَي بعدَ الغِنى واليَسار‏.‏

ودارةُ رَفْرَفٍ‏:‏ موضع‏.‏

رقف‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرُّقُوفُ الرُّفوف‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ رأَيته

يُرْقَفُ من البردِ أَي يُرْعَدُ‏.‏ أَبو مالك‏:‏ أُّرْقِفَ إرْقافاً وقَفَّ

قُفُوفاً، وهي القُشَعْريرة‏.‏

ركف‏:‏ قال شمر‏:‏ تقول العرب ارْتَكَفَ الثلْجُ إذا وقع فثبت كقولك

بالفارسية بِبَسْتْ‏.‏

رنف‏:‏ الرَّانِفةُ‏:‏ جُلَيدة طرَف الأَرْنَبة وطَرَفُ غُرْضُوفِ الأُذن، وقيل‏:‏ ما لان عن شدّة الغُرْضُوف‏.‏ والرَّانِفةُ‏:‏ أَسْفلُ الأَلْية، وقيل‏:‏

هي مُنْتَهى أَطْرافِ الأَلْيَتَيْنِ مما يلي الفخذين، وقيل‏:‏ الرَّانِفةُ

ناحِيةُ الأَلية؛ وأَنشد أَبو عبيدة‏:‏

مَتى ما نَلْتَقي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ

رَوانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطارا

وقال الليث‏:‏ الرانِفُ ما اسْتَرْخى من الأَلْية للإنسان، وأَلْيَةٌ

رانفٌ‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ الرانفةُ أَسفلُ الأَلية وطرَفُها الذي يلي الأَرض من الإنسان إذا كان قائماً‏.‏ وفي حديث عبد الملك‏:‏ أَن رجلاً قال له خرجت في قُرْحةٌ، فقال له‏:‏ في أَي موضع من جسَدك‏؟‏ فقال‏:‏ بين الرَّانفةِ والصَّفْنِ، فأَعجبني حسن ما كنى؛ الرَّانِفةُ‏:‏ ما سال من الأَلْيةِ على الفخذين، والصَّفْنُ‏:‏ جلدة الخصية‏.‏ ورانِفُ كلِّ شيء‏:‏ ناحِيَتُه‏.‏ والرَّانِفةُ‏:‏

أَسفل اليد‏.‏

وأَرْنَفَ البعيرُ إرْنافاً إذا سار فحرَّك رأْسه فتقدمت هامَتُه‏.‏

الجوهري‏:‏ أَرْنَفَتِ الناقةُ بأُذُنَيْها إذا أَرْخَتْهما من الإعْياء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان إذا نزل عليه صلى الله عليه وسلم الوَحْيُ وهو على

القَصْواء تَذْرِفُ عيناها وتُرْنِفُ بأُذنيها من ثِقَلِ الوحي‏.‏ والرَّنْفُ‏:‏

بَهْرامَجُ البَرِّ، وقد تقدّمت تَحْلِيةُ البهرامج؛ قال أَبو حنيفة‏:‏

الرَّنْفُ من شجر الجبال ينضم ورَقُه إلى قُضْبانه إذا جاء الليل ويَنْتَشِرُ

بالنهار‏.‏

رهف‏:‏ الرَّهَفُ‏:‏ مصدر الشيء الرُّهِيف وهو اللَّطيف الرقيق‏.‏ ابن سيده‏:‏

الرَّهْفُ والرَّهَفُ الرّقَّةُ واللطف؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

حَوْراءُ، في أُسْكُفِّ عَيْنَيْها وطَفْ، وفي الثَّنايا البِيضِ مِنْ فِيها رَهَفْ

أُسْكُفُّ عينيها‏:‏ هُدْبُهما؛ وقد رَهُفَ يَرْهُفُ رَهافةً فهو رَهِيفٌ؛ قال الأَزهري‏:‏ وقلما يُسْتعمل إلا مُرْهَفاً‏.‏ ورَهَفَه وأَرْهَفَه، ورجل

مُرْهَفٌ‏:‏ رقيق‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ كان عامر بن الطفيل مرهوفَ البَدَنِ

أَي لَطِيفَ الجسم دَقيقَه‏.‏ يقال‏:‏ رُهِفَ فهو مَرْهُوفٌ، وأَكثر ما يقال

مُرْهَفُ الجسم‏.‏ وأَرْهَفْتُ سيفي أَي رَقَّقْتُه، فهو مُرْهَف‏.‏ وسَهْم

مُرْهَفٌ وسيف مُرْهَفٌ ورَهِيف وقد رَهَفْتُه وأَرْهَفْتُه، فهو مَرْهوف

ومُرْهف أَي رقّت حَواشِيه، وأَكثر ما يقال مُرهف‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏

أَمرني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أَن آتِيَه بمُدْية فأَتَيْتُه

بها فأَرْسَلَ بها فأُرْهِفَتْ أَي سُنَّتْ وأُخْرج حَدَّاها‏.‏ وفي حديث

صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ‏:‏ إني لأَتْرُكُ الكلام فما أُرْهِفُ به أَي لا

أَرْكَبُ البَديهةَ ولا أَقْطَعُ القول بشيء قبل أَن أَتَأَمَّله وأُرَوِّيَ

فيه، ويروى بالزاي من الإزهاف الاستِقْدام‏.‏ وفرس مُرْهَفٌ‏:‏ لاحِقُ البطن

خَمِيصُه متقارب الضلوع وهو عيب‏.‏ وأُذن مُرْهَفةٌ‏:‏ دَقِيقةٌ‏.‏ والرُّهافةُ‏:‏

موضع‏.‏

روف‏:‏ رافَ رَوْفاً‏:‏ سَكَنَ، والهمز فيه لغة، وليس من قولهم رؤوف رحيم، ذلك من الرَّأْفة والرحمة‏.‏ التهذيب في ترجمة رأَف‏:‏ الرَّأْفة الرَّحمةُ، رَؤُفْتُ بالرجل أَرْؤُفُ ورَأَفْتُ أَرْأَفُ به‏:‏ كلٌّ من كلام العرب؛ قال

أَبو منصور‏:‏ ومنهم من لين الهمزة وقال روف فجعلها واواً، ومنهم من يقول

رَأْفٌ، بسكون الهمزة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّوْفةُ الرحمة‏.‏

ابن بري‏:‏ رَوافٌ موضع قريب من مكة، شرفها اللّه تعالى؛ قال قَيْسُ بن الخَطيم‏:‏

أُسْدٌ بِبيشةَ أَو بِغافِ رَوافِ

ريف‏:‏ الرِّيفُ‏:‏ الخِصْبُ والسَّعةُ في المَآكل، والجمع أَرْيافٌ فقط‏.‏

والرِّيفُ‏:‏ ما قارَبَ الماء من أَرض العرب وغيرها، والجمع أَريافٌ

ورُيُوفٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ الرِّيفُ حيث يكون الحَضَرُ والمِياهُ‏.‏ والرِّيفُ‏:‏

أَرض فيها زرع وخِصْب‏.‏ ورافَتِ الماشِيةُ أَي رَعَتِ الرِّيفَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

تُفْتَحُ الأَرْيافُ فيخرج إليها الناسُ؛ هي جمع رِيفٍ، وهو كل أَرض فيها

زرع ونخل، وقيل‏:‏ هو ما قارَبَ الماء من أَرض العرب وغيرها؛ ومنه حديث

العُرَنِيِّين‏:‏ كنا أَهل ضَرْعٍ ولم نكن أَهل رِيف أَي إنَّا من أَهل

البادية لا من أَهْلِ المُدُنِ‏.‏ وفي حديث فَرْوةَ بن مُسَيْكٍ‏:‏ وهي أَرضُ

رِيفِنا ومِيرَتِنا‏.‏

وتَرَيَّفَ القومُ وأَرْيَفوا وتَرَيَّفْنا وأَرْيَفْنا‏:‏ صِرْنا إلى

الرِّيفِ وحَضَروا القُرى ومَعِين الماء، ومن العرب من يقول رافَ البدوِيُّ

يَريفُ إذا أَتى الرِّيفَ؛ ومنه قول الراجز‏:‏

جَوَّاب بَيْداءَ بها غُروفُ، لا يأْكل البَقْل ولا يَريفُ، ولا يُرى في بَيْتِه القَلِيفُ

وقال القطامي‏:‏

ورافٍ سُلافٍ شَعْشَعَ البحرُ مَزْجَها

لِتَحْمى، وما فينا عن الشُرْب صادِفُ

قالوا‏:‏ رافٌ اسم للخمر، تَحْمى أَي تُسْكِرُ‏.‏

وأَرافَتِ الأَرضُ إرافةً وريفاً كما قالوا أَخْصَبَتْ إخْصاباً

وخِصْباً سواء في الوَزْنِ والمعنى؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن الإرافةَ المصدر، والرِّيفُ الاسم، وكذلك القول في الإخْصابِ والخِصْب، وقد تقدم، وهي أَرضٌ

ريِّفَةٌ، بتشديد الياء‏.‏

زأف‏:‏ زأَفَه يَزْأَفُه زأْفاً‏:‏ أَعْجَله‏.‏ وقد أَزْأَفْتُ عليه أَي

أَجْهَزْتُ عليه‏.‏ وموت زُؤاف وزُؤامٌ‏:‏ كَريه، وقيل‏:‏ وحِيٌّ‏.‏

وأَزْأَفَ فلاناً بطنُه‏:‏ أَثْقَلَه فلم يَقْدِر أَن يتحرّك‏.‏

زحف‏:‏ زحَف إليه يَزْحَف زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً‏:‏ مَشى‏.‏ ويقال‏:‏

زَحَفَ الدَّبَى إذا مضى قُدُماً‏.‏ والزَّحْفُ‏:‏ الجماعةُ يَزْحَفُون إلى

العدُوِّ بِمَرَّة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ اللهمَّ اغفر له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ

أَي فرَّ من الجهاد ولِقاء العدو في الحرب‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ يا أَيها الذين

آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحْفاً؛ والجمع زُحُوفٌ، كسّروا اسم الجمع

كما قد يكسّرون الجمع، ويستعمل في الجراد؛ قال‏:‏

قد خِفْتُ أَن يَحْدُرَنا لِلمِصْرَيْنْ

زَحْفٌ من الخَيْفانِ، بعد الزَّحْفَيْنْ

أَراد بعد زَحْفَيْن، لكنه كره الزِّحاف فأَدخل الأَلف واللام لإكمال

الجزء‏.‏ قال الزجاج‏:‏ يقال أَزْحَفْتُ القومَ إذا ثَبَتَّ لهم، قال‏:‏ فمعنى

قوله إذا لقِيتم الذين كفروا زَحْفاً أَي إذا لقِيتُموهم زاحِفينَ، وهو أن يَزْحَفوا إليهم قليلاً قليلاً، فلا تولوهم الأَدْبار؛ قال الأَزهري‏:‏

وأَصل الزحْفِ للصبي وهو أَن يَزْحَفَ على اسْته قبل أَن يقوم، وإذا فعل

ذلك على بطنه قيل قد حَبا، وشُبِّه بزَحْفِ الصبيان مَشْيُ الفئَتَيْن

تَلْتَقِيان للقتال، فيمشي كلّ فيه مشياً رُوَيْداً إلى الفِئةِ الأُخْرى قبل

التداني للضِّراب، وهي مَزاحِفُ أَهلِ الحرب، ورُبما اسْتَجَنَّتِ

الرَّجَّالةُ بِجُنَنِها وتزاحفت من قُعود إلى أَن يَعْرِض لها الضِّرابُ أَو

الطِّعانُ‏.‏ ويقال‏:‏ أَزْحَفَ لنا عَدُوُّنا إزْحافاً أَي صاروا يزحفون

إلينا زَحْفاً لِيُقاتلونا؛ وقال العجاج يصف الثور والكلاب‏:‏

وانْشَمْنَ في غُبارِه وخَذْرفا

مَعاً، وشَتَّى في الغُبارِ كالشَّفا

مِثْلَيْنِ، ثم أَزْحَفَتْ وأَزْحَفا

أي أَسْرَعَ، وأَصله من خَذْرَفَ الصبيُّ‏.‏ وازْدَحَف القومُ أزْدِحافاً

إذا مشى بعضُهم إلى بعض‏.‏ وزَحَفَ القومُ إلى القومِ‏:‏ دَلَقُوا إليهم‏.‏

والزَّحْفُ‏:‏ المشْيُ قليلاً قليلاً، والصبي يَتَزَحَّفُ على الأَرض، وفي التهذيب على بطنه‏:‏ يَنْسَحِبُ قبل أَن يمشي‏.‏ ومَزاحِفُ الحَيّاتِ‏:‏ آثار

انْسِيابها ومَواضعُ مَدَبِّها؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَليّ‏:‏

شَرِبْتُ بِجَمِّه وصَدَرْتُ عنه، وأَبْيَضُ صارِمٌ ذكَرٌ إباطِي

كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيه، قُبَيْلَ الصُّبْحِ، آثارُ السِّياطِ

وهذا البيت ذكره الجوهري‏:‏

كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيها

والصواب فيه كما ذكرناه‏.‏ ومن الحَيّاتِ الزَّحّافُ، وهو الذي يَمْشي على

أَثْنائِه كما تَمْشِي الأَفْعى‏.‏ ومَزاحِفُ السَّحابِ‏:‏ حيثُ وَقَعَ

قَطْرُه وزَحَفَ إليه؛ قال أَبو وجْزةَ‏:‏

أَخْلى بلِينةَ والرَّنْقاء مَرْتَعَه، يَقْرُو مَزاحِفَ جَوْنٍ ساقِطِ الرَّبَبِ

أَراد ساقِطَ الرَّبابِ فقصره وقال الرَّبَب‏.‏

والقوم يَتزاحَفُون ويَزْدَحِفون إذا تدانوا في الحرب‏.‏ ابن سيده‏:‏ ونارُ

الزَّحْفَتَيْنِ نارُ العَرْفَجِ، وذلك أَنها سريعة الأَخْذِ فيه لأَنه

ضِرامٌ، فإذا التهبت زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُراً ثم لا تَلْبَثُ أن تَخْبُوَ فيزحفون إليها راجعينَ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ ونارُ الزَّحْفَتَيْن نارُ

الشِّيحِ والأَلاء لأَنه يُسْرِعُ الاشْتِعالُ فيهما فَيُزْحَفُ عنها‏.‏

قال ابن بري‏:‏ المعروف أَنه نارُ العَرْفَجِ ولذلك يُدْعى أَبا سَريع

لسُرعْةِ النارِ فيه، وتسمى نارُه نارَ الزحفتين لأَنه يُسْرِعُ الالتهاب

فَيُزْحَفُ عنه ثم لا يَلْبَثُ أَن يَخْبو فيُزْحف إليه؛ وأَنشد أَبو

العميثل‏:‏وسَوْداء المعاصِمِ، لم يُغادِرْ

لها كَفَلاً صِلاءُ الزَّحْفَتَيْنِ

وقيل لامرأَة من العرب‏:‏ ما لَنا نَراكُنَّ رُسْحاً‏؟‏ فقالت‏:‏ أَرْسَحَتْنا

نارُ الزحْفَتَيْنِ‏.‏

وزَحَفَ في المشي يَزْحَفُ زَحْفاً وزَحَفاناً‏:‏ أَعْيا‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏

زَحَفَ المُعْيي يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً، وزَحَفَ البعير يَزْحَفُ

زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً وأَزْحَف‏:‏ أَعْيا فجَرَّ فِرْسِنَه، وفي التهذيب‏:‏ أَعيا فقام على صاحبه، فهو مُزْحِفٌ؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول بشر بن أَبي خازم‏:‏

قال ابنُ أُمِّ إياسٍ‏:‏ ارْحَلْ ناقَتي، عَمْروٌ، فَتَبْلُغُ حاجَتي أَو تُزْحِفُ

وبعير زاحِفٌ من إبل زَواحِفَ، الواحدة زاحِفةٌ؛ قال الفرزدق‏:‏

مُسْتَقْبِلِينَ شَمالَ الشامِ تَضْرِبُنا

بِحاصِبٍ كَنَديفِ القُطْنِ مَنْثُورِ

على عَمائمنا تُلْقى، وأَرحُلُنا

على زَواحِفَ، نُزْجِيها، مَحاسيرِ

وناقة زَحُوفٌ من إبل زُحُفٍ، ومِزْحافٌ من إبل مَزاحِيفَ ومَزاحِفَ، وإذا كان ذلك من عادته فهو مزْحافٌ؛ قال أَبو زبيد وذكر حَفْرَ قَبْرِ

عثمان، رضي اللّه عنه، وكانوا قد حَفَروا له في الحَرَّة فشبه المَساحِيَ

التي تُضرب بها الأَرض بطير عائفةٍ على إبل سُود مَعايا قد اسودّتْ من العَرَق بها دَبَرٌ وشَبَّه سَوادَ الحرَّة بالإبل السود‏:‏

حتى كأَنَّ مَساحِي القومِ، فَوْقَهُمُ، طيرٌ تَحُومُ على جُونٍ مَزاحِيفِ

قال ابن سيده‏:‏ شبَّه المساحِيَ التي حفروا بها القبر بطير تقع على إبل

مزاحِيفَ وتطير عنها بارتفاع المساحي وانخفاضها؛ قال ابن بري‏:‏ الذي في شعره‏:‏

كأَنهنّ، بأَيْدي القومِ في كَبَدٍ، طَيْرٌ تَعِيفُ على جُون مَزاحِيفِ

وقد أَزْحَفَها طُولُ السفر‏:‏ أَكَلَّها فأَعْياها، ويَزْدَحِفُون في معنى يَتَزاحَفُون، وكذلك يتزحَّفُون‏.‏ وزَحَفْتُ في المشي وأَزْحَفْتُ إذا

أَعْيَيْتَ‏.‏ وأَزْحَفَ الرجلُ‏:‏ أَعْيَتْ دابَّتُه وإبله، وكلُّ مُعْيٍ لا

حِراكَ به زاحِفٌ ومُزْحِفٌ، مَهْزولاً كان أَو سميناً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن راحلته أَزْحفت أَي أَعْيَتْ ووقفتْ؛ وقال الخطابي‏:‏ صوابه أُزْحِفَتْ

عليه، غير مُسَمَّى الفاعل، يقال‏:‏ زَحَفَ البعيرُ إذا قامَ من الإعياء، وأَزْحَفَه السفَرُ‏.‏ وزَحَفَ الرجلُ إذا انْسَحَبَ على اسْتِه؛ ومنه الحديث‏:‏

يَزْحَفُون على أَسْتاهِهم؛ وأَما قول الشاعر يَصِفُ سحاباً‏:‏

إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ كي تَسْتَخِفَّه، تَزاجَرَ مِلْحاحٌ إلى الأَرضِ مُزحِفُ

فإنه جعله بمنزلة المُعْيي من الإبل لبُطْء حركته، وذلك لما احتمله من كثرة الماء‏.‏ أَبو سعيد الضَّريرُ‏:‏ الزاحف والزاحِكُ المُّعْيي، يقال للذكر

والأُنثى، والجمع الزَّواحِفُ والزواحِكُّ‏.‏ وأَزْحَفَ الرجلُ إزْحافاً‏:‏

بلف غايةَ ما يريد ويطلب‏.‏ والزَّحُوفُ من النوق‏:‏ التي تَجُرُّ رجليها إذا

مشت، ومزحافٌ‏.‏ والزَّاحِفُ‏:‏ السهم يَقَعُ دون الغَرَضِ ثم يَزْحَفُ

إليه؛ وتَزَحَّفَ إليه أَي تمَشَّى‏.‏

والزِّحافُ في الشِّعْر‏:‏ معروفٌ، سمي بذلك لثِقَله تُخَصُّ به الأَسْباب

دون الأَوتاد إلا القَطْعَ فإنه يكون في أَوتادِ الأَعاريض والضُّرُوبِ، وهو سَقَطَ ما بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أَحدهما إلى الآخر‏.‏

وقد سَمَّتْ زَحَّافاً ومُزاحفاً وزاحفاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

سأَجْزِيكَ خُذلاناً بِتَقْطِيعيَ الصوَى

إليك، وخُفّا زاحِفٍ تَقْطر الدّما

فسره فقال‏:‏ زاحفٌ اسم بعير‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ هو نعت لجمَل زاحف أَي مُعْيٍ، وليس باسم علم لجمَلٍ مّا‏.‏