فصل: (تابع: حرف الفاء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الفاء‏]‏

غضرف‏:‏ الغُضْرُوف‏:‏ كلُّ عَظم رَخْص ليّن في أَيّ موضع كان‏.‏ والغُضْرُوف‏:‏

العَظم الذي على طرف المَحالةِ، والغُرْضُوفُ لغة فيهما‏.‏ وفي حديث صفته، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أَعْرفه بخاتم النُّبوة أَسْفَل من غُضْروف كتِفه؛ غُضْروفُ الكتِف‏:‏ رأْس لَوْحِه‏.‏

وامرأَة غَنْضَرِفٌ وغَنْضفِير إذا كانت ضَخْمة لها خَواصِر وبطون وغُضون مثل خَنْضرف وخَنْضفير‏.‏

غطف‏:‏ الغَطَفُ‏:‏ كالوطَفِ، وهو كثرة الهُدْبِ وطُولُه، وقيل‏:‏ الغَطَفُ

قلَّةُ شعر الحاجب وربما استعمل في قلة الهُدْب، وقيل‏:‏ الغَطَف انثناء

الأَشفار، وهو مذكور في العين؛ عن كراع، وقد غَطِفَ غَطَفاً فهو أَغْطَفُ‏.‏

وفي حديث أُم معبَد‏:‏ وفي أَشفاره غَطَفٌ؛ هو أَن يطول شعر الأَجفان ثم يَتَعَطَّفَ، ورواه الرواة‏:‏ وفي أَشفاره عَطَفٌ، بالعين غير معجمة؛ وقال ابن قتيبة‏:‏ سأَلت الرِّياشي فقال لا أَدري ما العَطَف، قال‏:‏ وأَحسبه الغَطَف، بالغين، وبه سمي الرجل غُطَيْفاً؛ وقال شمر‏:‏ الأَوْطَفُ والأغْطف بمعنى

واحد في الأَشفار؛ وقال ابن شميل‏:‏ الغَطَف الوطَف، والغطَفُ‏:‏ سَعةُ

العَيش‏.‏ وعَيْشٌ أَغْطَف مثل أَغْضَف‏:‏ مُخْصب‏.‏ وغُطَيْفٌ‏:‏ اسم رجل؛ قال‏:‏

لتَجدَنِّي بالأَمير بَرّا، وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا، إذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرّا

وبنو غُطَيْف‏:‏ حَيّ‏.‏ وغَطَفانُ‏:‏ حيّ من قَيْس عَيْلان وهو غَطفان بن سعد

بن قَيْس عَيْلان؛ قال الشاعر‏:‏

لو لم تكُنْ غَطَفانُ لا ذنوب لها

إليّ لامَتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمرا

قال الأَخفش‏:‏ قوله لا زائدة، يريد لو لم تكن لها ذنوب‏.‏

غطرف‏:‏ الغِطْريف والغُطارِف‏:‏ السيد

الشريفُ السخِيّ الكثير

الخير؛ وأَنشد‏:‏

ومَن يَكُونوا قوْمه تَغَطْرَفا

والذي في حديث سَطِيح‏:‏

أَصَمَّ أَم يَسْمَعُ غِطريفُ اليَمن الغِطريف‏:‏ السيِّد، وجمعه الغَطاريف، وقيل‏:‏ الغِطْريف الفتى الجميل، وقيل‏:‏ هو السخِيّ السَّريُّ الشابُّ، ومنه يقال‏:‏ بازٌ غِطْريف‏.‏ والغِطْريف

والغِطْراف‏:‏ البازي الذي أُخذ من وكْره‏.‏ والغِطريف‏:‏ فَرْخُ البازي‏.‏ وأُمّ

الغِطريف‏:‏ امرأَة من بَلْغَنْبَر بن عمرو بن تميم‏.‏ وعنَقٌ غِطْريف

وخِطْريف‏:‏ واسع‏.‏ والتَّغَطْرُف‏:‏ التكَبُّر، قال‏:‏

فإنْ يَكُ سَعْدٌ من قُرَيْشٍ فإنَّما، بَغَيْرِ أَبِيه من قُرَيْشٍ، تَغَطْرَفا

يقول‏:‏ إنما تَغَطْرَفَ من ولايته ولم يكُ أَبوه شريفاً، وقد قيل في ذلك

التَّغَتْرُف أَيضاً‏.‏ الجوهري‏:‏ الغَطْرَفةُ والتَّغَطْرُف والتَّغَتْرُف

التكبر؛ وأَنشد الأَحمر لمُغلس بن لَقِيط‏:‏

فإنَّك، إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحصَى

عليْكَ، وذو الجَبُّورةِ المُتَغَطْرِفُ

ويروى المُتَغَتْرِفُ؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن مالك‏:‏

الحمد للّه الذي قد شَرَّفا

قوْمي، وأَعْطاهْم معاً وغَطْرَفا

قال‏:‏ وقال ابن الطَّيْفانِيّة‏:‏

وإني لَمِنْ قَوْمٍ زُرارةُ منهمُ، وعَمْرو وقَعْقاعٌ أُلاكَ الغطارِفُ

قال‏:‏ وقال جَعْونة العجلي‏:‏

وتَمْنَعُها من أَن تُسَلَّ، وإن تُخَفْ

تَحُلْ دُونها الشُّمُّ الغَطارِيفُ من عجْلِ

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ التَّغَطرُف الاخْتيال في المَشي خاصّة‏.‏

غفف‏:‏ الغُفَّةُ‏:‏ البُلْغَةُ من العَيْش؛ قال الشاعر‏:‏

لا خَيرَ في طَمَعٍ يُدْني إلى طَبَعٍ، وغُفَّةٌ من قَوامِ العَيشِ تَكْفِيني

والفَأْرةُ غُفَّة الهِرّ أَي قُوتُه، وقيل‏:‏ الغفة الفأْرة فلم يُسَقْ؛ قال‏:‏

يُدِيرُ النَّهارَ بجَشْءٍ له، كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ‏.‏

الخَيْطلُ‏:‏ السِّنَّوْر، وهذا بيت يُعايا به، يصف صبيّاً يدير نَهاراً

أَي فَرْخَ حُبارَى بجَشء في يده، وهو سَهْم خَفِيف أَو عُصيّةٌ صغيرة، ويروى بحَشْر له‏.‏ والغُفَّة والغُبّةُ‏:‏ القليل من العيش‏.‏ والغُفة‏:‏ الشيء

القليل من الرَّبيع‏.‏ واغْتَفَّتِ الفرس والخيل وتَغَفَّفَت‏:‏ نالت غُفة من الرَّبيع ولم تُكْثِر، وقيل‏:‏ إذا سَمِن بعض السِّمَن‏.‏ والاغْتِفافُ‏:‏

تناوُل العلَف‏.‏ وقيل‏:‏ الغُفة كلأ قديم بالٍ وهو شرُّ الكلإ‏.‏ والفعل كالفعل‏.‏

وغُفة الإناء والضرْع‏:‏ بقيّة ما فيه‏.‏ وتَغَفَّفه‏:‏ أَخذ غُفَّته‏.‏ وقال أَبو

زيد‏:‏ اغْتَفَّتِ المالُ اغْتِفافاً، قال‏:‏ وهو الكلأ المُقارِبُ والسِّمن المُقارِب؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ‏:‏

وكُنّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً، تَجَرَّدَ طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّب

يقول‏:‏ تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرة وهو مَطلوب مع ذلك، فرفَعه بإضمار هو أَي هو مُطَلَّبٌ؛ كما قال الراجز‏:‏

ومَنْهَلٍ فيه الغُرابُ مَيْتُ، كأَنه من الأُجُونِ زَيْتُ، سَقَيْتُ منه القومَ واستقَيْتُ

فيه الغراب ميت أَي هو ميت، والغُفَّةُ‏:‏ كالخُلْسةِ أَيضاً، وهو ما

تَناوَله البعير بفِيه على عجلة منه‏.‏ ويقال لما يَبس من ورق الرُّطْب‏:‏ غَفٌّ

وقَفٌّ‏.‏

غلف‏:‏ الغِلاف‏:‏ الصِّوان وما اشتمل على الشيء كقَمِيص القَلْب وغِرْقِئِ

البيض وكِمام الزَّهْر وساهُور القَمر، والجمع غُلُفٌ‏.‏ والغِلافُ‏:‏ غلاف

السيف والقارورة، وسيف أَغْلَف وقوس غَلْفاء، وكذلك كل شيء في غِلاف‏:‏

وغَلَف القارُورة وغيرها وغلَّفها وأَغْلَفها‏:‏ أَدخلها في الغِلاف أَو جعل

لها غلافاً، وقيل‏:‏ أَغْلَفَها جعل لها غِلافاً، وإذا أَدخلها في غلاف قيل‏:‏

غَلَفها غَلْفاً‏.‏ وقلب أَغْلفُ بيِّن الغُلْفة‏:‏ كأَنه غُشِّي بغلاف فهو لا يَعِي شيئاً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وقالوا قلوبنا غُلْفٌ، وقيل‏:‏ معناه

صُمٌّ، ومن قرأَ غُلُفٌ أَراد جمع غِلاف أَي أَن قلوبنا أَوْعِية للعِلم كما أَن الغلاف وِعاء لما يُوعَى فيه، وإذا سكنت اللام كان جمع أَغلف وهو الذي لا يعي شيئاً‏.‏ وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ يَفْتَح قُلوباً

غُلْفاً أَي مُغَشَّاة مغطاة، واحدها أَغلف‏.‏ وفي حديث حذيفة والخُدريّ‏:‏

القلوب أَربعة فقلب أَغلف أَي عليه غِشاء عن سَماع الحق وقبوله، وهو قلب

الكافر، قال‏:‏ ولا يكون غُلُف جمع أَغلف لأَنَّ فُعُلاً، بالضم، لا يكون جمع

أَفعل عند سيبويه إلا أَن يضطر شاعر كقوله‏:‏

جَرَّدُوا منها وِراداً وشُقُرْ

قال الكسائي‏:‏ ما كان جمع فِعال وفَعُول وفَعِيل، فهو على فُعُلٍ مثقل‏.‏

وقال خالد بن جنْبة‏:‏ الأَغلف فيما نرى الذي عليه لِبْسة لم يدَّرِعْ منها

أَي لم يُخرِج منها‏.‏ وتقول‏:‏ رأَيت أَرْضاً غَلْفاء إذا كانت لم تُرع

قبلنا ففيها كلُّ صغير وكبير من الكلإِ، كما يقال غلام أَغلف إذا لم تُقطع

غُرْلَتُه، وغَلَّفْت السرْج والرحْل؛ وأَنشد‏:‏

يَكادُ يرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا

ورجل مُغَلَّف‏:‏ عليه غِلاف من هذا الأَدَم ونحوها‏.‏

والغُلْفَتان‏:‏ طَرفا الشاربين مما يلي الصِّماغين، وهي الغُلْفة

والقُلْفة‏.‏

وغلام أَغلف‏:‏ لم يختتن كأَقْلَف‏.‏

والغَلَفُ‏:‏ الخِصْب الواسع‏.‏ وعامٌ أَغلف‏:‏ مُخْصِب كثير نباته‏.‏ وعيش

أَغلَف‏:‏ رَغَدٌ واسع‏.‏ وسنة غَلْفاء‏:‏ مُخْصِبة‏.‏ وغَلَف لِحْيَته بالطيب

والحِنَّاء والغالية وغَلَّفها‏:‏ لطخها، وكرهها بعضهم وقال‏:‏ إنما هو غَلاَّها‏.‏

وتَغَلَّفَ الرجلُ بالغالية وسائر الطيب واغْتَلَفَ؛ الأَوّل عن ثعلب، وقال اللحياني‏:‏ تَغَلَّفَ بالغالية وتَغَلَّلَ، وقال بعضهم‏:‏ تَغَلَّفَ

بالغالية إذا كان ظاهراً، فإذا كان داخلا في أُصول الشعر قيل تَغَلَّلَ، وغَلَفَ لِحْيَته بالغالية غَلْفاً‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها‏:‏ كنت

أُغَلِّفُ لحيته بالغالية أَي ألطخها؛ وأَكثر ما يُقال غَلَفَ بها لحيته

غَلْفاً وغلَّفها تغليفاً‏.‏ والغالية‏:‏ ضَرْبٌ مركَّب من الطِّيب‏.‏

والغَلْفُ‏:‏ شجر يُدْبَغُ به مثل الغَرْف، وقيل‏:‏ لا يُدْبغُ به إلا مع

الغرف‏.‏

والغَلِفُ، بفتح الغين وكسر اللام‏:‏ نبت شبيه بالحَلق ولا يأْكله شيء إلا

القُرود؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏

والغُلْفَة وغَلْفانُ‏:‏ موضعان‏.‏ وبنو غَلْفانَ‏:‏ بطن‏.‏ والغَلْفاء‏:‏ لَقَب

سَلَمَة عم امرئ القيس ومعديكَرِبَ بن الحرث بن عَمْرو أَخي شَراحِيل

ابن الحرث، يُلَقَّب بالغَلْفاء لأَنه أَوَّل من غَلَّفَ بالمِسْك، زعموا؛ وابن غَلْفاء‏:‏ من شعرائهم، يقول‏:‏

أَلا قالت أُمامةُ يَوْمَ غَوْلٍ‏:‏

تَقَطَّعَ بابن غَلْفاء الحِبالُ

غنف‏:‏ الغَيْنَف‏:‏ غَيْلَم الماء في مَنْبَع الآبار والأَعْين‏.‏ وبَحْرٌ ذو

غَيْنَف أَي مادة؛ قال رُؤبة‏:‏

نَغْرِف من ذي غَيْنَفٍ ونُوزِي

والرواية المشهورة‏:‏

نَغْرِف من ذي غَيِّفٍ ونُوزِي

قال‏:‏ كذلك روي بغير همز، والقياس نؤزي، بالهمز، لأَن أَوّل هذا الرجز‏:‏

يا أَيها الجاهل ذو التَّنَزِّي

قال الأَزهري‏:‏ ولم أَسمع الغَيْنَف بمعنى غَيْلَم الماء لغير الليث، والبيت الذي أَنشده لرؤبة رواه شمر عن الإيادِيّ‏:‏ بئر ذات غَيِّثٍ أَي لها

ثائِبٌ من ماء؛ وأَنشد‏:‏

نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُوزي

قال‏:‏ ومعنى نُوزِي أَي نُضْعِفُ، قال‏:‏ ولا آمَنُ أَن يكون غَيْنَفٌ

تصحيفاً وكان غَيّثاً فصُيِّر غَيْنفاً، قال‏:‏ فإن رواه ثقةٌ وإلا فهو غَيِّثٌ

وهو صواب‏.‏

غنضف‏:‏ غنْضَفٌ‏:‏ اسم‏.‏

غنطف‏:‏ غَنْطَفٌ‏:‏ اسم‏.‏

غيف‏:‏ تَغَيَّفَ‏:‏ تَبَخْتَر‏.‏ وتَغَيَّفَ‏:‏ مشى مِشْية الطِّوال، وقيل‏:‏

تَغَيَّف مَرَّ مَرّاً سَهْلاً سريعاً‏.‏ وتَغَيَّفَ الفَرَسُ إذا تَعطَّفَ

ومال في أَحد جانبيه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ مَرَّ البعيرُ يَتَغيَّفُ، ولم يفسره، قال

شمر‏:‏ معناه يُسْرِع، قال‏:‏ وقال أَبو الهيثم التَّغَيُّفُ أَن يَتَثَنَّى

ويَتَمايَلَ في شِقَّيْه من سَعَة الخَطْوِ ولِين السَّيْر؛ كما قال

العِجاج‏:‏

يكادُ يَرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا

منه احارِيّ، إذا تَغَيَّفا

والغَيْفان‏:‏ مَرَحٌ في السَّيْر‏.‏ وتَغَيَّفَ إذا اختال في مِشْيَته؛ قاله المفضل‏.‏ والمُغَيَّف‏:‏ فرس لأَبي فَيْد بن حَرْمَلٍ صفة غالبة من ذلك‏.‏

والتَّغَيُّفُ‏:‏ التَّمَيُّل في العَدْوِ‏.‏ وغافت الشجرةُ غَيَفاناً

وأَغْيَفت وتَغَيَّفَت‏:‏ مالت بأَغصانها يميناً وشِمالاً؛ وأَنشد ابن بري

لنُصَيْب‏:‏

فظَلَّ لها لَدْنٌ من الأَثْل مُورِق، إذا زَعْزَعَتْه سَكْبَةٌ يتَغَيَّفُ

وأَغافَ الشجرةَ‏:‏ أَمالها من النَّعْمة والغُضُوضة‏.‏ وشجرة غَيْفاء وشجر

أَغْيَفُ وغَيْفانيٌّ يَمْؤودٌ؛ قال رؤبة‏:‏

وهَدَبٌ أَغْيَفُ غَيْفانيُّ

والأَغْيَف‏:‏ كالأَغْيَد إلا أَنه في غير نُعاسٍ‏.‏

والغافُ‏:‏ شجر عظام تَنْبُتُ في الرمل مع الأَراك وتَعْظُم، وورقه أَصغر

من ورق التُّفّاح، وهو في خلقته، وله ثَمَر حُلْو جدّاً وثمره غلف يقال

له الحُنْبُل؛ قال ابن سيده‏:‏ أَراه من ذلك، وإلا فهو من غوف بالواو‏.‏

والتهذيب‏:‏ الغاف يَنْبُوت عظام كالشجر يكون بعُمان، الواحدة غافة‏.‏ أَبو زيد‏:‏

الغاف من العِضاه وهي شجرة نحو القَرَظ شاكة حجازية تَنْبُت في القِفاف‏.‏

الجوهري‏:‏ الغاف ضرب من الشجر؛ وأَنشد ابن بري لقيس بن الخطيم‏:‏

أَلفَيْتُهُمْ يَوْمَ الهِياجِ، كأَنهُمْ

أُسْدٌ بِبِيشَةَ أَو بِغافِ رَوافِ

ورَواف‏:‏ موضع قريب من مكة؛ قال الفرزدق‏:‏

إليك نَأَْشْتُ يا ابنَ أَبي عَقِيلٍ، ودُوني الغافُ غافُ قُرى عُمانِ

وقال ذو الرمة‏:‏

إلى ابنِ أَبي العاصي هشامٍ تَعَسَّفَتْ

بِنا العِيسُ، من حيثُ الْتقى الغافُ والرملُ

ويقال‏:‏ حَمَل فلان في الحرب فَغَيَّفَ أَي كَذَبَ وجَبُنَ‏.‏ وغَيَّفَ إذا

فرَّ وعَرَّد وتغيَّف عن الأَمر وغَيَّف‏:‏ نَكَل؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد القطامي‏:‏

وحَسِبْتنا نَزَعُ الكَتيبةَ غُدْوَةً

فيُغَيِّفونَ، ونَرْجِعُ السَّرَعانا

قال ابن بري‏:‏ الذي في شعره‏:‏

فيغَيِّفون ونُوزِعُ السَّرَعانا

وغَيفان‏:‏ موضع‏.‏

فلسف‏:‏ الفَلْسفة‏:‏ الحِكْمة، أَعجمي، وهو الفَيْلسوف وقد تَفَلْسَفَ‏.‏

فوف‏:‏ الفُوفُ‏:‏ البياض الذي يكون في أَظفار الأَحْداث، وكذلك الفَوْفُ، واحدته فُوفَةٌ يعني بواحده الطائفة منه، ومنه قيل‏:‏ بُرْدٌ مُفَوَّفٌ‏.‏

الجوهري‏:‏ الفُوفُ الحَبَّة البيضاء في باطن النواة التي تنْبُت منها

النَّخْلة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ صوابه الجُبَّة البيضاء‏.‏ والفُوف‏:‏ جمع فُوفَة‏.‏

والفُوفَة والفُوف‏:‏ القشرة التي على حَبَّة القلب والنواةِ دون لَحْمة التَّمْرة، وكل قِشْرَة فُوفٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ ابن الأَعرابي الفُوفَة القِشْرة الرقيقة

تكون على النَّواة، قال‏:‏ وهي القِطْمير أَيضاً، وسئل ابن الأَعرابي عن

الفُوف فلم يعرفه؛ وأَنشد‏:‏

أَمْسى غُلامي كَسِلاً قَطُوفا، يَسْقِي مُعِيداتِ العِراق جُوفا

باتَتْ تَبَيّا حَوضَها عُكُوفا، مثل الصُّفوف لاقَتِ الصفوفا

وأَنتِ لا تُغْنِينَ عنِّي فُوفا

العِراق‏:‏ عِراق القرْبة، ومعناه لا تغني عني شيئاً، واحدته فُوفة؛ قال

الشاعر‏:‏

فأَرْسَلْتُ إلى سَلْمى

بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ

فما جادَتْ لنا سَلْمى

بزِنْجِيرٍ، ولا فُوفَهْ

وما أَغْنى عنه فُوفاً أَي قَدْرَ فُوفٍ‏.‏ والفُوفُ‏:‏ ضَرْبٌ من بُرود

اليَمَنِ‏.‏ وفي حديث عثمان‏:‏ خَرَج وعليه حُلَّةٌ أَفْوافٌ؛ الأَفْواف‏:‏ جمع

فُوفٍ وهو القُطْن، وواحدة الفُوف فُوفةٌ، وهي في الأَصل القشرة التي على

النواة‏.‏ يقال‏:‏ بُرْدُ أَفْوافٍ وحُلَّةُ أَفوافٍ بالإضافة‏.‏ الليث‏:‏

الأَفْواف ضَرْب من عَصْبِ البُرود‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ الفُوفُ ثِياب رِقاقٌ من ثياب

اليمن مُوَشَّاة، وهو الفُوف، بضم الفاء، وبُرْدٌ مُفَوَّفٌ أَي رقيق‏.‏

الجوهري‏:‏ الفُوفُ قِطَع القُطْن، وبُرْد فُوفيٌّ وثُوثيٌّ على البدل؛ حكاه

يعقوب‏.‏ وبُرْدُ أَفْوافٍ ومُفَوَّف‏:‏ بياض وخطوط بيض‏.‏ وفي حديث كعب‏:‏ تُرْفَع للعبد

غُرْفةٌ مُفَوّفة، وتفويفها لَبِنةٌ من ذهب وأُخرى من فِضة‏.‏ والفَوْف‏:‏ مصدر

الفُوفَة‏.‏ يقال‏:‏ ما فافَ عني بخَيْرٍ ولا زَنْجَرَ فَوْفاً، والاسم

الفُوفة، وهو أَن يسأَل رجلاً فيقولَ بظُفُر إبهامه على سَبّابته‏:‏ ولا مثْلَ

ذا؛ وأَما الزَّنْجَرَة فما يأْخُذُ بطْنُ الظفر من بطن الثنية إذا

أَخَذْتَها به وقُلْتَ‏:‏ ولا هذا؛ وقيل‏:‏ الزَّنْجَرةُ أَن يقول بظُفُر إبهامه على

ظُفُر سبّابته‏:‏ ولا هذا؛ وقول ابن أَحمر‏:‏

والفُوفُ تَنْسِجُه الدَّبورُ، وأَتْـ *** ـلالٌ مُلَمَّعَةُ القَرَا شُقْرُ

الفُوف‏:‏ الزَّهر شبّهه بالفُوف من الثياب تنسِجُه الدبور إذا مرت به، وأَتلال‏:‏ جمع تلّ، والملمعة‏:‏ من النَّوْر والزَّهْر‏.‏ وما ذاق فوفاً أَي ما

ذاق شيئاً‏.‏

فولف‏:‏ التهذيب في الثُّنائيّ المُضاعَف‏:‏ الفَوْلَفُ كل شيء يُغَطِّي

شيئاً، فهو فَوْلَفٌ له؛ قال العجاج‏:‏

وصار رَقْراقُ السَّراب فَوْلَفا

لِلْبيد، واعْرَورَى النِّعافَ النُّعَّفا

فولفاً للبيد‏:‏ مُغطِّياً لأَرضها‏.‏ قال‏:‏ ومما جاء على بناء فَوْلَفٍ

قَوْقَلٌ للحَجَل، وشَوْشَب اسم للعقرب، ولولَبٌ لَوْلَبُ الماء‏.‏ وحديقةٌ

فَوْلفٌ‏:‏ مُلْتَفَّة‏.‏ والفَوْلفُ‏:‏ بِطانُ الهَودَج، وقيل‏:‏ هو ثوب تُغَطَّى

به الثياب، وقيل‏:‏ ثوب رقيق‏.‏

فيف‏:‏ الفَيْفُ والفَيْفاة‏:‏ المَفازة لا ماء فيها؛ الأَخيرة عن ابن جني‏.‏

وبالفَيْفِ استدل سيبويه على أَن أَلف فَيْفاة زائدة، وجمع الفَيْف

أَفْيافٌ وفُيُوفٌ، وجمع الفَيْفَى فَيافٍ‏.‏ الليث‏:‏ الفَيْفُ المفازة التي لا

ماء فيها مع الاستواء والسَّعة، وإذا أُنِّثَت فهي الفَيْفاة، وجمعها

الفَيافي‏.‏ والفيفاء‏:‏ الصحراء المَلساء وهنَّ الفيافي‏.‏ والمُبَرّد‏:‏ أَلف

فَيْفاء زائدة لأَنهم يقولون فَيفٌ في هذا المعنى‏.‏ المؤرّج‏:‏ الفَيْف من الأَرض

مُخْتَلَف الرِّياح‏.‏ وبالدَّهْناء موضع يقال له فَيف الرِّيح؛ وأَنشد

لعمرو بن معد يكرب‏:‏

أَخْبَرَ المُخْبِرُ عنكُمْ أَنَّكُم، يَوْمَ فَيْفِ الرِّيح، أُبْتُمْ بالفَلَجْ

أَي رجَعْتُم بالفَلاحِ والظَّفَر؛ وقال ذو الرمة‏:‏

والرَّكْب، يَعْلُو بِهِم صُهْبٌ يَمانِيَةٌ

فَيْفاً، عليه لِذَيْل الرِّيح نِمْنِيمُ

ويقال‏:‏ فَيْفُ الرِّيحِ موضع معروف‏.‏ الجوهري‏:‏ فَيْف الريح

يوم من أَيام العرب؛ وأَنشد بيت عمرو ابن معديكرب‏.‏ وفي الحديث ذِكر فَيْفِ

الخَبارِ، وهو موضع قريب من المدينة أَنزله سيدُنا رسولُ اللّه؛ صلى اللّه عليه

وسلم، نَفراً من عُرَيْنة عند لِقاحِهِ‏.‏ والفَيْفُ‏:‏ المكان المُسْتَوِي، والخَبارُ، بفتح الخاء وتخفيف الباء الموحدة‏:‏ الأَرض الليِّنة، وبعضهم

يقوله بالحاء المهملة والباء المشددة‏.‏ وفي غزوة زيد بن حارثة ذِكْر فَيْفاء

مَدَانٍ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ كل طريق بين جبلين فَيْفٌ؛ وأَنشد لرؤبة‏:‏

مَهِيلُ أَفْيافٍ لَها فُيُوفُ

والمَهِيل‏:‏ المَخُوف‏.‏ وقوله لها أَي من جوانبها صَحارى؛ وقال ذو الرمة‏:‏

ومُغْبَرَّة الأَفْيافِ مَسْحُولة الحصى، دَيامِيمُها مَوْصُولةٌ بالصَّفاصِفِ

وقال أَبو خَيْرَة‏:‏ الفيفاء البعيدة من الماء‏.‏ قال شمر‏:‏ والقول في الفَيْف والفَيْفاء ما ذكَر المؤرّج من مُخْتَلَف الرِّياح‏.‏ وفي حديث حذيفة‏:‏

يُصَبُّ عليكم الشّرُّ حتى يَبْلُغ الفَيافي؛ هي البراري الواسعة جمع

فَيْفاةٍ‏.‏ ابن سيده‏:‏ فَيْف الريح موضع بالبادية‏.‏ وفَيْفان‏:‏ اسم موضع؛ قال

تأَبط شرّا‏:‏

فَحَثْحَثْتُ مَشْغُوفَ الفؤادِ فَراعَني

أُناسٌ بِفَيْفانٍ، فَمِرْتُ الفَرانيا

قحف‏:‏ القِحْف‏:‏ العظم الذي فوق الدِّماغ من الجُمجمة، والجمجمة التي فيها

الدماغ، وقيل‏:‏ قِحْفُ الرجل ما انفلق من جُمْجُمته فبانَ ولا يُدْعى

قِحْفاً حتى يبين، ولا يقولون لجميع الجمجمة قِحْفاً إلا أَن يتكسر منه شيء، فيقال للمتكسر قِحْفٌ، وإن قُطِعَت منه قَطْعة فهو قِحْفٌ أَيضاً‏.‏

والقَحْفُ‏:‏ قَطْعُ القِحْف أَو كَسْره‏.‏ وقَحَفَه قَحْفاً‏:‏ ضَرَبَ قِحْفَه

وأَصاب قِحْفه، وقيل‏:‏ القِحْف القبيلة من قبائل الرأْس، وهي كل قطعة منها، وجمع كل ذلك أقحاف وقُحُوفٌ وقِحَفَةٌ‏.‏ والقِحْف‏:‏ ما ضُرِب من الرأْس

فَطاحَ؛ وأَنشد لجرير‏:‏

تَهْوَى بذي العَقْرِ أَقْحافاً جَماجِمُهُمْ، كأَنها حَنْظَلُ الخُطْبانِ يُنْتَقَفُ

وضَرَبه فاقْتَحَف قِحْفاً من رأْسه أَي أَبان قطعة من الجمجمة، والجمجمة كلها تسمى قِحْفاً وأَقْحافاً‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ المُقاحفة شدة المُشاربةِ

بالقِحف، وذلك أَن أَحدهم إذا قَتَل ثأْرَه شَرب بقِحْف رأْسه يَتَشَفَّى

به‏.‏ وفي حديث سُلافَة بنتِ سَعدٍ‏:‏ كانت نَذَرَت لَتَشرَبَنَّ في قِحف

رأْس عاصم بن ثابتٍ الخَمْرَ، وكان قد قَتَل ابْنَيْها نافِعاً وخِلاباً‏.‏

وفي حديث يأْجوج ومأْجوج‏:‏ يأْكل العِصابةُ يَوْمئذٍ من الرُّمانة

ويَسْتظلُّون بقِحْفِها؛ أَراد قشرها تشبيهاً بقِحف الرأْس، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل‏:‏ هو ما انْطبَق

من جمجمته وانفصل‏.‏ ومنه حديث أَبي هريرة في يوم اليَرْمُوك‏:‏ فما

رُئيَ مَوْطِنٌ أَكثرَ قِحْفاً ساقطاً أَي رأَساً فَكَنى عنه ببعضه أَو أَراد

القِحْف نفسه‏.‏ ورماه بأَقحاف رأْسه إذا رماه بالأُمور العظام، مَثَلٌ

بذلك‏.‏ ومن أَمثالهم في رَمْي الرجل صاحِبَه بالمعضِلاتِ أَو بما يُسْكِتُه‏:‏

رماه بأَقحاف رأْسه؛ قيل إذا أَسْكَتَه بداهية يُوردها عليه، وقَحَفَه

يَقْحَفُه قَحْفاً‏:‏ قَطع قِحْفه؛ قال‏:‏

يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقحُوفِ

صُمَّ الصَّدى كالحَنظَلِ المَنْقُوفِ

ورجل مَقْحُوفٌ‏:‏ مقطوع القِحْفِ‏.‏ والقِحْفُ‏:‏ القَدَح‏.‏ والقِحف‏:‏ الكِسْرة

من القَدَح، والجمع كالجمع‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ القِحف عند العرب الفِلْقَة

من فِلَق القَصْعة أَو القدح إذا انْثَلَمَتْ، قال‏:‏ ورأَيت أَهل النَّعَم

إذا جَرِبَتْ إبلُهُم يجعلون الخَضْخاض في قِحْفٍ ويَطْلون الأجرب

بالهِناء الذي جعلوه فيه؛ قال الأَزهري‏:‏ وأَظنهم شبّهوه بِقِحْف الرأْس

فسَمَّوه به‏.‏ الجوهري‏:‏ القِحْف إناء من خشب على مثال القِحْف كأَنه نصف قَدَح‏.‏

يقال‏:‏ ما له قِدٌّ ولا قِحْفٌ، فالقِدٌّ قَدَح من جلد والقِحْف من خشب‏.‏

وقَحَفَ ما في الإناء يَقْحَفُه قَحْفاً واقتَحَفَه‏:‏ شربه جميعه‏.‏ ويقال‏:‏

شربت بالقِحْف‏.‏ والاقْتِحافُ‏:‏ الشُّرْب الشديد‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال محمد

بن جعفر القزاز في كتابه الجامع‏:‏ القَحْفُ جَرْفك ما في الإناء من ثَريد

وغيره‏.‏ ويقال‏:‏ قَحَفْتُه أَقْحَفُه قَحْفاً، والقُحافة ما جَرَفْتَه منه، وقيل لأبي هريرة، رضي اللّه عنه‏:‏ أَتُقَبِّل وأَنت صائم‏؟‏ قال‏:‏ نعم

وأَقْحَفُها، يعني أَشْرَبُ ريقَها وأَتَرشَّفُه، وهو من الاقتِحاف الشرب

الشديد‏.‏ والقَحْفُ والقِحافُ‏:‏ شدة الشُّرْب‏.‏ وقال امرؤ القيس على الشراب حين

قيل له قتل أَبوك قال‏:‏ اليَوْم قِحافٌ وغَداً نِقافٌ‏.‏ وقحاف الشيء

ومُقاحَفَته واقْتِحافُه‏:‏ أَخْذُه والذهاب به‏.‏

والقاحِف من المطر‏:‏ المطر الشديد كالقاعِف إذا جاء مفاجأَة، واقْتَحَفَ

سَيْلُه كلَّ شيء، ومنه قيل‏:‏ سَيْل قُحافٌ وقُعافٌ وجُحاف كَثِيرٌ

يَذْهَب بكلّ شيء‏.‏ وكلُّ ما اقْتُحِفَ من شيء واستُخرج قُحافةٌ، وبه سُمّي

الرجل‏.‏ وعَجاجَة قَحْفاء‏:‏ وهي التي تَقْحَف الشيء وتَذْهَب به‏.‏ والقُحوف‏:‏

المَغارِف‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ والمُقْحفَة الخَشَبة التي يُقْحَفُ بها الحَبُّ‏.‏ وقَحَف

يَقْحف قُحافاً‏:‏ سَعَل؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

وبنو قُحافة‏:‏ بطن‏.‏ وقُحَيْفٌ العامريّ‏:‏ أَحد الشعراء، وقيل‏:‏ هو قُحَيْفٌ

العُقَيْليّ كذلك نَسبَه أَبو عبيد في مُصَنَّفه‏.‏

قحلف‏:‏ قَحْلَفَ ما في الإناء وقَحْفَله‏:‏ أَكَله أَجْمع‏.‏

قدف‏:‏ القَدْف‏:‏ غَرْف الماء من الحوض أَو من شيءٍ تَصُبُّه بكفك، عُمانيّة، والقُداف‏:‏ الغُرْفة منه‏.‏ وقالت العُمانية بنت جُلَنْدى حيث أَلْبَسَت السُّلَحْفاةَ حليها فغاصت فأَقبلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفها وتَصبه على الساحل وهي تنادي‏:‏ يا لقومي، نَزافِ نَزافِ لم يَبق في البحر غيرُ قُداف أَي غير حَفْنَة‏.‏ ابن دريد وذكر قصة هذه الحمقاء ثم قال‏:‏ والقُداف جَرَّةٌ من فَخّار‏.‏ والقَدْف‏:‏ الكَرَبُ الذي يقال له الرَّفُوج من جريد النخل وهو أَصل العِذْق‏.‏

والقَدْفُ‏:‏ الصبّ‏.‏ والقَدْفُ‏:‏ النَّزْح‏.‏

والقَدْف‏:‏ أَن يَثْبُت للكَرَب أَطراف طِوال بعد أَن تقطع عنه الجريد، أَزْدِيّةٌ‏.‏

وذو القداف‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

كأَنه بذي القدافِ سِيدُ، وبالرِّشاء مُسْبِل وَرودُ

قذف‏:‏ قذَفَ بالشيء يَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف‏:‏ رمى‏.‏ والتَّقاذُفُ‏:‏

الترامي؛ أَنشد اللحياني‏:‏

فقَذَفْتُها فأَبَتْ لا تَنْقذِفْ

وقوله تعالى‏:‏ قل إن ربي يَقْذِفُ بالحق علاَّمُ الغُيوب؛ قال الزجاج‏:‏

معناه يأْتي بالحق ويرْمي بالحق كما قال تعالى‏:‏ بل نَقْذِف بالحق على

الباطل فيَدْمَغُه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ويقْذِفون بالغَيْب من مكان بعيد؛ قال

الزجاج‏:‏ كانوا يَرْجُمون الظُّنون أَنهم يُبْعَثون‏.‏ وقَذَفَه به‏:‏ أَصابه، وقَذَفَه بالكذب كذلك‏.‏ وقَذَفَ الرَّجُل أَي قاء‏.‏ وقَذَفَ المُحْصَنَةَ أَي

سَبَّها‏.‏ وفي حديث هلال بن أَميّة‏:‏ أَنه قَذَفَ امرأَته بِشَريكٍ؛ القَذْف

ههنا رَمْيُ المرأَة بالزنا أَو ما كان في معناه، وأَصله الرّمْيُ ثم استُعْمل في هذا المعنى حتى غَلب عليه‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ وعندها قَيْنَتان

تغَنِّيان بما تَقاذَفَتْ به الأَنْصارُ يوْمَ بُعاثَ أَي تَشاتَمتْ في أَشعارها وأَراجيزها التي قالتْها في تلك الحَرْب‏.‏ والقَذْف‏:‏ السَّبُّ وهي

القَذيفة‏.‏ والقَذْفُ بالحجارة‏:‏ الرَّمْيُ بها‏.‏ يقال‏:‏ هم بين حاذِفٍ

وقاذِفٍ وحاذٍ وقاذٍ على الترخيم، فالحاذفُ بالحصى، والقاذف بالحجارة‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ القَذْف بالحجر والحَذْف بالحصى‏.‏ الليث‏:‏ القذْف الرَّمْيُ

بالسَّهْم والحَصى والكلام وكلّ شيء‏.‏ ابن شميل‏:‏ القِذافُ ما قَبَضْتَ بيَدك مما

يَمْلأُ الكفّ فرَمَيْتَ به‏.‏ قال‏:‏ ويقال نِعْم جُلْمود القِذاف هذا‏.‏ قال‏:‏

ولا يقال للحجر نفسِه نِعْم القِذاف‏.‏ أَبو خَيْرة‏:‏ القِذافُ ما أَطَقْتَ

حَمْلَهُ بَيَدك ورمَيْته؛ قال رؤبة‏:‏

وهو لأَعْدائِك ذُو قِرافِ، قَذّافة بِحَجَر القِذافِ

والقَذَّافة والقَذَّاف جمع‏:‏ هو الذي يُرْمى به الشيءُ فَيَبْعُدُ؛ قال

الشاعر‏:‏

لما أَتاني الثَّقَفِيُّ الفَتَّانْ، فنَصَبوا قَذَّافةً بلْ ثِنْتانْ

والقَذَّاف‏:‏ المَنْجَنِيقُ وهو الميزان؛ عن ثعلب‏.‏ والقَذيفة‏:‏ شيء يُرْمى

به؛ قال المُزَرِّد‏:‏

قَذيفةُ شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمى بها، فصارَتْ ضَواةً في لهَازِمِ ضِرْزم

وفي الحديث‏:‏ إني خَشِيتُ أَن يَقْذِفَ في قلوبكما شَرّاً أَي يلقيَ

ويُوقعَ‏.‏ والقَذْفُ‏:‏ الرَّمْيُ بقُوَّة‏.‏ وفي حديث الهجرة‏:‏ فتَنْقَذِفُ عليه

نِساء المشركين، وفي رواية‏:‏ فتَتَقَصَّفُ، وسيأْتي ذكره؛ وقول النابغة‏:‏

مَقْذوفةٍ بدَخِيسِ النَّحْض بازلُها، له صَريف صَريفَ القَعْو بالمَسَد

أَي مَرْميّة باللحم‏.‏ ورجل مُقَذَّفُ أَي كثير اللحم كأَنه قُذِف باللحم

قَذْفاً‏.‏ يقال‏:‏ قُذِفَت الناقةُ باللحم قَذْفاً ولُدِسَتْ به لَدْساً

كأَنها رُمِيَتْ به رَمْياً فأَكْثَرَتْ منه؛ والمُقَذَّف‏:‏ المُلَعَّن في بيت زهير وهو‏:‏

لَدى أَسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفِ، له لِبَدٌ، أَظْفارُه لم تُقَلم وقيل‏:‏ المُقَذَّف الذي قد رُمِيَ باللحم رَمْياً فصار أَغْلَبَ‏.‏ ويقال‏:‏

بينهم قِذِّيفى أَي سِبابٌ ورَمْيٌ بالحجارة أَيضاً‏.‏ ومفازة قَذَفٌ

وقُذُفٌ وقَذوفٌ‏:‏ بعيدة‏.‏ وبلدة قَذُوفٌ أَي طَروحٌ لبُعْدها، وسَبْسَبٌ كذلك‏.‏

ومنزل قَذَفٌ وقَذيفٌ أَي بعيد؛ وأَنشد أَبو عبيد‏:‏

وشَطَّ وَلْيُ النَّوى، إنَّ النَّوى قَذَفٌ، تَيَّاحةٌ غَرْبَةٌ بالدار أَحْيانا

أَبو عمرو‏:‏ المِقْذَفُ والمِقذاف مِجْذاف السفينة، والقَذَّاف

المَرْكَب‏.‏ والقُذْفُ والقُذْفةُ‏:‏ الناحية، والجمع قِذافٌ‏.‏ الليث‏:‏ القُذَف

النواحي، واحدتها قُذْفَةٌ‏.‏ غيره‏:‏ قَذَفا الوادي والنهر جانباه؛ قال

الجعدي‏:‏طَلِيعَةُ قَومٍ أَو خَميسٌ عَرَمْرَمٌ، كَسَيْلِ الأَتيّ ضَمَّه القَذَفانِ

الجوهري‏:‏ القُذْفةُ واحدة القُذَف والقُذُفاتِ، وهي الشُّرَف؛ قال ابن بري‏:‏ شاهد القُذَف قول ابن مُقْبل‏:‏

عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولةً وقِلاً، على تُراثِ أَبيه يَتْبَعُ القُذَفا

قال‏:‏ ويروى القَذَفا، وقد ضعَّفه الأَعلم‏.‏ ابن سيده وغيره‏:‏ وقُذُفاتُ

الجبال وقُذَفها ما أَشْرَفَ منها، واحدتها قُذْفةٌ، وهي الشُّرَف؛ قال

امرؤ القيس‏:‏

وكُنْتُ إذا ما خِفْتُ يوماً ظُلامَةً، فإنَّ لها شِعْباً بِبُلْطَةِ زَيْمَرَا

مُنِيفاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِه، يَظَلُّ الضَبابُ فَوْقَه قد تَعَصَّرا

ويروى نِيافاً تَزِلُّ الطَّيرُ‏.‏ والنِّياف‏:‏ الطويل؛ قال ابن بري‏:‏ ومثله

لبِشر بن أَبي خازم‏:‏

وصَعْب تَزِلُّ الطيرُ عن قُذُفاتِه، لِحافاتِه بانٌ طوالٌ وعَرْعَر

وكلُّ ما أَشرف من رؤوس الجبال، فهي القُذُفات‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد فيه قُذُفات‏.‏ والأَقْذاف‏:‏ كالقُذُفات‏.‏ قال

أَبو عبيد في الحديث‏:‏ إن عمر، رضي اللّه عنه، كان لا يصلي في مسجد فيه

قُذُفاتٌ؛ هكذا يُحَدِّثونه؛ قال ابن بري‏:‏ قُذُفاتٌ صحيح لأَنه جمع سلامة

كغُرْفة وغُرُفات، وجمع التكسير قُذَفٌ كغُرَف، وكِلاهما قد رُوِي، ورُوِي‏:‏

في مسجد فيه قِذاف؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وهي جمع قُذْفة، وهي الشُّرْفَة

كبُرْمَةٍ وبِرام وبُرْقة وبِراقٍ، وقال الأَصمعي‏:‏ إنما هي قُذَفٌ وأَصلها

قُذْفة، وهي الشُّرَف، قال‏:‏ والأَول الوجه لصحة الرواية ووجود النظير‏.‏

وناقة قِذافٌ وقَذُوفٌ وقُذُوفٌ‏:‏ وهي التي تَتقدَّم من سُرْعتها وتَرمي

بنفسها أَمام الإبل في سيرها؛ قال الكميت‏:‏

جَعَلْتُ القِذافَ لِلَيْلِ التَّمام

إلى ابن الوَليد أبانٍ سِبارا

قال‏:‏ جعلتُ ناقتي هذه لهذا الليل حشواً‏.‏ وناقة قِذافٌ ومُتَقاذِفةٌ‏:‏

سريعة، وكذلك الفرس‏.‏ وفرسٌ مُتَقاذِفٌ‏:‏ سَريع العَدْوِ‏.‏ وسَير مُتَقاذفٌ‏:‏

سريع؛ قال النابغة الجعدي‏:‏

بِحَيَّ هلاً يُزْجونَ كلَّ مَطِيَّةٍ، أَمام المَطايا سَيرُها المُتَقاذِفُ

والقِذافُ‏:‏ سُرعة السَّير‏.‏ والقَذُوف والقَذَّاف من القِسِيّ، كلاهما‏:‏

المبعد السهمَ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ قال عمرو بن بَراء‏:‏

ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ، وعاصِماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ

ونِيَّةٌ قَذَفٌ، بالتحريك، وفلاة قَذَفٌ وقُذُفٌ أَيضاً مثل صَدَفٍ

وصُدُف وطَنَفٍ وطُنُفٍ أَي بعيدة تَقاذَفُ بمَنْ يَسْلُكها؛ قال الجوهري‏:‏

نِيَّة قَذَفٌ، بالتحريك، ووقع في أُخرى نِيَّةٌ قَذَفٌ، بالنون والياء‏.‏

ورَوْضُ القِذافِ‏:‏ موضع‏.‏ ابن بري‏:‏ والقَذاف الماء القليل‏.‏ وفي المثل‏:‏

نَزافِ نزافِ لم يَبْقَ غيرُ قَذاف

، وذلك لأَن امرأَة كانت

تُحمَّق فأَنت على شاطئ نهر فرأَت غَيْلَمةً فأَلْبَسَتها حليّها، فانْسابَتِ الغَيْلمة في البحر، فقالت لجواريها‏:‏ نزافِ نزافِ أَي انْزِفْنَ

البحر لم يَبق غيرُ قَذافٍ أَي قليل‏.‏

قرف‏:‏ القِرْف‏:‏ لِحاء الشجر، واحدته قِرْفةٌ، وجمع القِرْف قُروفٌ‏.‏

والقُرافة‏:‏ كالقِرْف‏.‏ والقِرْف‏:‏ القِشْر‏.‏ والقِرْفة‏:‏ القِشرة‏.‏ والقِرفة‏:‏

الطائفة من القِرْف، وكل قشر قِرف، بالكسر، ومنه قِرْف الرُّمَّانة وقِرف

الخُبْز الذي يُقْشَر ويبقى في التَّنُّور‏.‏ وقولهم‏:‏ تَرَكْتُه على مِثل

مَقرِف الصَّمْغة وهو موضع القِرْف أَي مَقْشِر الصمغة، وهو شبيه بقولهم

تَرَكْتُه على مِثل ليلة الصَّدَر‏.‏ ويقال‏:‏ صَبَغ ثوبه بقِرْفِ السِّدْر أَي

بقِشره؛ وقِرفُ كل شجرة‏:‏ قِشرها‏.‏ والقِرْفة‏:‏ دواء معروف‏.‏ ابن سيده‏:‏

والقِرْف قِشْر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام، غَلَبَتْ هذه الصفة

عليها غَلَبة الأَسماء لشرفها‏.‏ والقِرْف من الخُبْز‏:‏ ما يُقْشر منه‏.‏

وقَرَفَ الشجرة يقرِفُها قَرْفاً‏:‏ نَحَتَ قِرْفَها، وكذلك قَرَف

القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَي قَشَرَها، وذلك إذا يبِسَتْ؛ قال عنترة‏:‏

عُلالَتُنا في كل يومِ كريهةٍ

بأَسْيافِنا، والقَرْحُ لم يَتَقَرَّفِ

أَي لم يعله ذلك؛ وأَنشد الجوهري عجز هذا البيت‏:‏

والجُرْحُ لم يَتَقَرَّف

والصحيح ما أَوردناه‏.‏ وفي حديث الخوارج‏:‏ إذا رأَيتموهم فاقْرِفوهم

واقتلوهم؛ هو من قَرَفْتُ الشجرة إذا قَشَرْتَ لحاءها‏.‏ وقَرَفتُ جلد الرجل إذا

اقْتَلَعْته، أَراد استأْصلوهم‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏ قال له

رجل من البادية‏:‏ متى تَحِلُّ لنا المَيْتة‏؟‏ قال‏:‏ إذا وجَدْتَ قِرْف الأَرض

فلا تَقْرَبْها؛ أَراد ما تَقْتَرِف من بَقْل الأَرض وعُروقه أَي

تَقْتَلِع، وأَصلها أَخذ القشر منه‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ ما على أَحدكم إذا

أَتى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفَةَ أَنفه أَي قِشْرَته، يريد المُخاط اليابس

الذي لَزِق به أَي يُنَقّي أَنفه منه‏.‏ وتقرفت القَرْحة أَي تقشَّرَت‏.‏ ابن السكيت‏:‏ القَرْف مصدر قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إذا

نَكَأْتَها‏.‏ ويقال للجُرح إذا تَقَشَّر‏:‏ قد تَقَرَّف، واسم الجِلْدة القِرْفة‏.‏

والقَرْف‏:‏ الأَديم الأَحمر كأنه قُرِفَ أَي قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه، والعرب

تقول‏:‏ أَحمر كالقَرْف؛ قال‏:‏

أَحْمر كالقَرْف وأَحْوى أَدْعَج

وأَحمر قَرِفٌ‏:‏ شديد الحمرة‏.‏ وفي حديث عبد الملك‏:‏ أَراك أَحمَرَ

قَرِفاً؛ القَرِف، بكسر الراء‏:‏ الشديد الحمرة كأَنه قُرِف أَي قُشِر‏.‏ وقَرَف

السِّدْرَ‏:‏ قَشَرَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ

يعني بالقِمَع قِمَع الوَطْب الذي يُصَب فيه اللبن، وقِرْفُه ما يَلْزَق

به من وسَخ اللبن، فأَراد أَنّ هؤلاء المخاطبين أَوساخ ونصبه على النداء

أَي يا قِرْفَ القِمَع‏.‏

وقَرف الذَّنْبَ وغيره يَقْرِفُه قَرْفاً واقْتَرَفَه‏:‏ اكتَسبه‏.‏

والاقتراف‏:‏ الاكتساب‏.‏ اقترف أَي اكتَسب، واقْتَرَفَ ذنباً أَي أَتاه وفَعَلَه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً أَي كَسَبَها‏.‏ ويقال‏:‏ قَرَفَ

الذنبَ واقْتَرَفه إذا عمله‏.‏ وقارَفَ الذنبَ وغيرَه‏:‏ داناهُ ولاصَقَهُ‏.‏

وقَرفَه بكذا أَي أَضافه إليه واتَّهَمه به‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

وَليَقْتَرِفُوا ما هُم مُقْتَرِفون‏.‏ واقْتَرَفَ المالَ‏:‏ اقْتَناه‏.‏ والقِرْفة‏:‏

الكَسْب‏.‏ وفلان يَقْرِف لعياله أَي يَكْسِب‏.‏ وبَعير مُقْتَرَفٌ‏:‏ وهو الذي

اشْتُرِيَ حَديثاً‏.‏ وإبل مُقتَرَفَة ومُقْرَفةٌ‏:‏ مُسْتَجَدَّة‏.‏ وقَرَفْتُ

الرجل أَي عِبْتُه‏.‏ ويقال‏:‏ هو يُقْرَفُ بكذا أَي يُرْمى به ويُتَّهم، فهو مَقْروفٌ‏.‏ وقَرَفَ الرجلَ بسوء‏:‏ رماه، وقَرَفْته بالشيء فاقْتَرَفَ به‏.‏ ابن السكيت‏:‏ قَرْفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً إذا رَمَيْتَه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ قَرَف

عليه فهو يَقْرِف قَرْفاً إذا بَغى عليه‏.‏ وقَرَفَ فلانٌ فلاناً إذا وَقَع

فيه، وأَصل القَرْف القَشْر‏.‏ وقَرَف عليه قَرْفاً‏:‏ كَذَبَ‏.‏ وقَرَفَه

بالشيء‏:‏ اتّهمه‏.‏ والقِرْفة‏:‏ التُّهَمَة‏.‏ وفلان قِرْفتي أَي تُهَمَتي، أَو هو الذي أَتَّهِمُه‏.‏ وبنو فلان قِرْفَتي أَي الذين عندهم أَظُنّ طَلِبَتي‏.‏

ويقال‏:‏ سَلْ بَني فلان عن ناقتك فإنهم قِرْفةٌ أَي تَجِدُ خَبَرَها عندهم‏.‏

ويقال أَيضاً‏:‏ هو قَرَفٌ من ثَوْبي للذي تَتَّهِمُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأْخذ بالقَرَف أَي التهمة، والجمع القِراف‏.‏ وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه‏:‏ أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها

بي عن قِرافي أَي عن تُهَمَتي بالمشاركة في دم عثمان، رضي اللّه عنه، وهو قَرَفٌ أَن يَفْعل وقَرِفٌ أَي خَلِيق، ولا يقال‏:‏ ما أَقْرَفَه ولا

أَقْرِفْ به، وأَجازهما ابن الأعرابي على مثل هذا‏.‏ ورجل قَرَفٌ من كذا

وقَرَفٌ بكذا أَي قَمِن؛ قال‏:‏

والمرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه، قَرَفٌ من الحِدْثانِ والأَلم والتثنية والجمع كالواحد‏.‏ قال أَبو الحسن‏:‏ ولا يقال قَرِفٌ ولا قَريفٌ‏.‏

وقَرَفَ الشيءَ‏:‏ خَلَطَهُ‏.‏ والمُقارَفةُ والقِرافُ‏:‏ المخالَطة، والاسم

القَرَف‏.‏ وقارفَ فلانٌ الخطيئة أَي خالطها‏.‏ وقارف الشيءَ‏:‏ دَاناه؛ ولا تكون

المقارفة إلا في الأَشياء الدنيّة؛ قال طرفة‏:‏

وقِرافُ من لا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً

يُعْدي، كما يُعْدي الصحيحَ الأَجْرَبُ

وقال النابغة‏:‏

وقارَفَتْ، وهْيَ لم تَجْرَبْ، وباعَ لها

من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ

أَي قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب‏.‏ وفي حديث الإفك‏:‏ إنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذنباً

فتوبي إلى اللّه، وهذا راجع إلى المُقاربة والمُداناة‏.‏ وقارَفَ الجَرَبُ

البعيرَ قِرافاً‏:‏ داناه شيء منه‏.‏ والقَرَفُ‏:‏ العَدْوى‏.‏ وأَقْرَفَ

الجَرَبُ الصِّحاحَ‏:‏ أَعْداها‏.‏ والقَرَف‏:‏ مُقارَفَة الوَباء‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ القَرَف

الوَباء، يقال‏:‏ احذَر القَرَفَ في غنمك‏.‏ وقد اقْتَرَفَ فلان من مرض آل

فلان، وقد أَقْرَفُوه إقْرافاً‏:‏ وهو أَن يأْتيهم وهم مَرْضَى فيُصيبه ذلك‏.‏ وقارف فلان الغنم‏:‏ رعى بالأَرض الوبيئة‏.‏ والقَرَف، بالتحريك‏:‏ مداناة

المرض‏.‏ يقال‏:‏ أَخْشى عليك القَرَف من ذلك، وقد قرِف، بالكسر‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن قوماً شكَوْا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وَباء أَرضهم، فقال، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ تَحوَّلوا فإن من القَرَف التَّلَفَ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ القَرَف ملابسة الداء ومداناة المرض، والتَّلَف الهلاك؛ قال‏:‏ وليس

هذا من باب العَدْوى وإنما هو من باب الطِّبِّ، فإن استصلاح الهواء من أَعون الأَشياء على صحة الأَبدان، وفساد الهواء من أَسرع الأَشْياء إلى

الأَسقام‏.‏ والقِرْفة‏:‏ الهُجْنة‏.‏ والمُقْرِفُ‏:‏ الذي دانى الهُجْنة من الفرس

وغيره الذي أُمه عربية وأَبوه ليس كذلك لأَن الإقْراف إنما هو من قِبَل

الفَحْل، والهُجْنَة من قِبَل الأُم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه رَكِبَ فرساً لأَبي

طلحة مُقْرِفاً؛ المُقْرِفُ من الخيل الهَجين وهو الذي أُمه بِرْذَوْنةٌ

وأَبوه عَربي، وقيل بالعكْس، وقيل‏:‏ هو الذي دانى الهجنة من قِبَل أَبيه، وقيل‏:‏ هو الذي دانى الهجنة وقارَبَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه‏:‏

كتَبَ إلى أَبي موسى في البَراذين‏:‏ ما قارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً

واحداً، أَي قارَبَها وداناها‏.‏ وأَقْرَفَ الرجلُ وغيره‏:‏ دَنا من الهُجْنَة‏.‏ والمُقْرِف أَيضاً‏:‏ النَّذْل؛ وعليه وُجّه قوله‏:‏

فإن يَكُ إقْرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ

وقالوا‏:‏ ما أَبْصَرَتْ عَيْني ولا أَقْرَفَتْ يدي أَي ما دنَتْ منه، ولا

أَقْرَفْتُ لذلك أَي ما دانيتُه ولا خالطت أَهله‏.‏ وأَقْرَفَ له أَي

داناه؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول ذي الرمة‏:‏

نَتوج، ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى له، إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها

لم تُقْرِفْ‏:‏ لم تُدانِ ماله مُنْية‏.‏ والمُنْية‏:‏ انتِظار لَقْح الناقة

من سبعة أَيام إلى خمْسة عَشَر يوماً‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَقْرَفَتْ يدي شيئاً مما

تَكرَه أَي ما دانَت وما قارَفَتْ‏.‏ ووَجْه مُقْرِفٌ‏:‏ غيرُ حَسَن؛ قال ذو

الرمة‏:‏

تُريكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ، مَلْساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

والمُقارفة والقِراف‏:‏ الجماع‏.‏ وقارَف امرأَته‏:‏ جامعها‏.‏ ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها‏:‏ إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم لَيُصْبِح جُنُباً

من قِرافٍ غير احتلام ثم يصومُ، أَي من جماع‏.‏ وفي الحديث في دَفْن أُم

كُلثوم‏:‏ من كان منكم لم يُقارِف أَهله الليلة فليَدْخُل قبرَها‏.‏ وفي حديث

عبد اللّه بن حُذافة‏:‏ قالت له أُمه‏:‏ أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قارَفَتْ

بعض ما يقارِف أَهلُ الجاهلية، أَرادت الزنا‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ جاء رجل إلى

رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إني رجل مِقْرافٌ للذنوب أَي

كثير المباشرة لها، ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة‏.‏ والقَرْف‏:‏ وِعاء من أَدَمٍ، وقيل‏:‏ يُدبَغُ بالقِرفة أَي بقُشور الرمان ويُتَّخذ فيه الخَلْع‏.‏ وهو لحم يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فيه، وجمعه قُرُوف؛ قال مُعقِّر بن حِمار البارِقيّ‏:‏

وذُبْيانيَّة وصَّت بنيها‏:‏

بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ

أَي عليكم بالقَراطِف والقُروف فاغْنموها‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ القَرْف شيء من جُلود يُعمل فيه الخَلْع، والخَلع‏:‏ أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ

بشحمه ثم تُجعل فيه توابلُ ثم تُفْرغ في هذا الجلد‏.‏ وقال أَبو سعيد في قوله

كذَب القراطف والقروف قال‏:‏ القَرْف الأَديم، وجمعه قُروفٌ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

القُروف الأَدَم الحُمر، الواحد قَرْف‏.‏ قال‏:‏ والقُروف والظُّروف بمعنًى

واحد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لكل عَشْر من السرايا ما يَحْمِل القِرافُ من التَّمْر؛ القِراف‏:‏ جمع قَرْف، بفتح القاف، وهو وِعاء من جلد يُدْبَغ بالقِرْفة، وهي

قشور الرُّمان‏.‏ وقِرْفةُ‏:‏ اسم رجل؛ قال‏:‏

أَلا أَبْلِغْ لديك بني سُوَيدٍ، وقِرْفةً، حين مالَ به الولاءُ

وقولهم في المثل‏:‏ أَمْنَعُ من أُم قِرْفة؛ هي اسم امرأَة‏.‏ التهذيب‏:‏ وفي الحديث أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تقارَفَتْ به الأَنصارُ يوم

بُعاثٍ؛ هكذا رُوي في بعض طرقه‏.‏

قرصف‏:‏ ابن الأَثير‏:‏ وفي الحديث أَنه خَرَج على أَتانٍ وعليها قَرْصَفٌ

لم يبْقَ منه إلا قَرْقَرُها؛ القَرْصَف‏:‏ القطيفة، هكذا ذكره أَبو موسى

بالراء، ويروى بالواو‏.‏

قرضف‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القُرْضوف القاطع، والقُرضوف الكثير الأَكل‏.‏

قرطف‏:‏ القَرْطفة‏:‏ القَطِيفة المُخْمَلة؛ قال الشاعر‏:‏

بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ

الأَزهري في ترجمة قطف‏:‏ القَراطِف فُرُش مُخْمَلة‏.‏ وفي حديث النَّخَعي

في قوله يا أَيها المدثر‏:‏ أَنه كان مُتَدَثّراً في قَرْطف؛ هو القَطِيفة

التي لها خَمْل‏.‏

قرعف‏:‏ تَقَرعَفَ الرجل واقْرَعَفَّ وتَقَرفَع‏:‏ تَقَبَّض‏.‏

قرقف‏:‏ القَرْقَفَة‏:‏ الرِّعْدة، وقد قَرْقَفَه البرد مأْخوذ من الإرْقاف، كرِّرت القاف في أَولها‏.‏ ويقال‏:‏ إني لأُقَرْقِف من البرد أَي أُرْعَدُ‏.‏

وفي حديث أُم الدرداء‏:‏ كان أَبو الدرداء يغتسل من الجنابة فيجيء وهو يُقَرْقِف فأَضُمّه بين فخِذَيّ، أَي يُرْعَدُ من البرد‏.‏ والقَرْقف‏:‏ الماء

البارد المُرْعِد‏.‏ والقَرْقَف‏:‏ الخمر، وهو اسم لها، قيل‏:‏ سميت قَرْقَفاً

لأَنها تُقَرْقِفُ شارِبَها أَي تُرْعِده، وأَنكر بعضهم أَنها تُقَرْقِفُ

الناس‏.‏ قال الليث‏:‏ القَرْقف اسم للخمر ويوصف به الماء البارد ذو الصفاء؛ وقال‏:‏

ولا زاد إلا فَضْلتانِ‏:‏ سُلافةٌ، وأَبيضُ من ماء الغمامةِ قَرْقَفُ

أَراد به الماء‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قول الليث إنه يوصف بالقَرقف الماء

البارد وهَم‏.‏ وأَوهَمه بيت الفرزدق، وفي البيت مؤخّر أُريد به التقديم، وذلك

الذي شَبّه على الليث، والمعنى فضْلتانِ سلافةٌ قَرْقَفٌ وأَبيضُ من ماء

الغَمامة‏.‏

والقَرْقوف‏:‏ الدِّرهم، وحكي عن بعض العرب أَنه قال‏:‏ أَبيضُ قَرْقوف، بلا

شَعر ولا صوف، في البلاد يَطوف؛ يعني الدرهم الأَبيض‏.‏

التهذيب في الرباعي‏:‏ وفي الحديث أَن الرَّجل إذا لم يَغَرْ على أَهله

بعَثَ اللّه طائراً يقال له القَرْقَفَنَّةُ فيقع على مِشْريق بابه، ولو

رأَى الرِّجالَ مع أَهله لم يُبْصِرهم ولم يُغَيِّر أَمرَهم‏.‏ الفراء‏:‏ من نادر كلامهم القَرْقَفَنَّة الكَمَرَة‏.‏ غيره‏:‏ القَرْقَف طير صغار كأَنها

الصِّعاء‏.‏

قشف‏:‏ القَشَفُ‏:‏ قَذَر الجلد‏.‏ قَشِفَ يَقْشَفُ قشفاً وتَقَشَّفَ‏:‏ لم يَتَعَهَّد الغَسْل والنَّظافة، فهو قَشِفٌ‏.‏ ورجل مُتَقَشِّف‏:‏ تارك النظافة

والتَّرَفُّه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ رأَى رجلاً قَشِفَ الهيئة أَي تاركاً للغسل

والتنْظِيف‏.‏ وقَشِفَ قشَفاً لا غير‏:‏ تَغَيَّر من تلويح الشمس أَو الفَقْر‏.‏

والقَشَفُ‏:‏ يُبْس العَيْش، ورجل قَشِفٌ‏.‏ وقيل‏:‏ القَشَفُ رَثاثة الهيئة

وسُوء الحال وضيق العيش‏.‏ يقال‏:‏ أَصابهم من العيش ضَفَفٌ وحَفَف وقَشَفٌ، كل

هذا من شدّة العيش‏.‏ والمُتَقَشِّف‏:‏ الذي يَتَبَلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّع‏.‏

الفراء‏:‏ عامٌ أَقْشفُ أَقْشر شديد‏.‏

قصف‏:‏ القَصْف‏:‏ الكسر، وفي التهذيب‏:‏ كسر القَناة ونحوها نِصفين‏.‏ قَصَفَ

الشيءَ يَقْصِفه قصْفاً‏:‏ كسره‏.‏ وفي حديث عائشة تَصِف أَباها، رضي الله عنهما‏:‏ ولا قصَفُوا له قَناة أَي كسروا‏.‏ وقد قَصِف قصَفاً، فهو قَصِفٌ

وقصِيفٌ وأَقْصَفُ‏.‏ وانقَصَف وتَقَصَّفَ‏:‏ انكسر، وقيل‏:‏ قَصِفَ انكسر ولم يَبِن‏.‏ وانقَصَف‏:‏ بان؛ قال الشاعر‏:‏

وأَسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوزٍ على قَصَفِ

وقَصَفتِ الرِّيحُ السفينة‏.‏ والأَقْصَفُ‏:‏ لغة في الأَقْصَم، وهو الذي

انكسرت ثَنِيّته من النصف‏.‏ وقصِفت ثنِيّتُه قَصَفاً، وهي قَصْفاء‏:‏ انكسرت

عَرْضاً؛ قال الأَزهري‏:‏ الذي نعرفه في الذي انكسرت ثنيته من النصف

الأَقصم‏.‏ والقَصْفُ‏:‏ مصدر قصَفْتُ العُود أَقْصِفُه قَصْفاً إذا كسرته‏.‏ وقَصِفَ

العودُ يَقْصَف قَصَفاً، وهو أَقْصَفُ وقَصِفٌ إذا كان خَوّاراً

ضَعِيفاً، وكذلك الرجل رجل قَصِف سريع الانكسار عن النَّجْدةِ؛ قال ابن بري‏:‏

شاهده قول قَيس بن رِفاعة‏:‏

أُولو أَناةٍ وأَحْلامٍ إذا غَضِبُوا، لا قَصِفُونَ ولا سُودٌ رَعابيبُ

ويقال للقوم إذا خَلَوْا عن شيء فَترةً وخِذلاناً‏:‏ انْقصَفوا عنه‏.‏ ورجل

قصِفُ البَطن عن الجوع‏:‏ ضَعِيف عن احتماله؛ عن ابن الأعرابي‏.‏

وريح قاصِف وقاصِفة‏:‏ شديدة تُكَسِّر ما مرَّت به من الشجر وغيره‏.‏ وروي

عن عبيد اللّه بن عمرو‏:‏ الرِّياحُ ثمان‏:‏ أَربعٌ عذاب وأَربع رحمة، فأَما

الرَّحمة فالناشِراتُ والذَّارِياتُ والمُرْسَلاتُ والمُبَشِّرات، وأَما

العذاب فالعاصِفُ والقاصِفُ وهما في البحر، والصَّرْصَر والعَقيمُ وهما في البرِّ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ أَو يُرسِلَ عليكم قاصفاً من الرِّيح؛ أَي ريحاً

تَقْصِف الأَشياء تَكْسِرُها كما تُقْصَف العِيدان وغيرها‏.‏ وثوب قَصِيف‏:‏

لا عَرْض له‏.‏

والقَصْفُ والقَصَفة‏:‏ هدير البعير وهو شدّة رُغائه‏.‏ قَصَف البعيرُ

يَقْصِفُ قَصْفاً وقُصوفاً وقَصيفاً‏:‏ صَرَفَ أَنيابه وهَدر في الشٍّقْشِقة‏.‏

ورَعْدٌ قاصِفٌ‏:‏ شديد الصوت‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ إذا بلَغ الرَّعد الغاية في الشدَّة فهو القاصف، وقد قصَف يقصِف قصْفاً وقَصيفاً‏.‏ وفي حديث موسى، على

نبينا وعليه الصلاة والسلام، وضَرْبه البحر‏:‏ فانتَهى إليه وله قَصِيف

مَخافة أَن يَضْرِبه بعَصاه، أَي صوت هائل يُشبه صوت الرَّعْد؛ ومنه قولهم‏:‏

رَعْد قاصِف أَي شديد مُهْلك لصوته‏.‏ والقَصْف‏:‏ اللَّهْو واللَّعِب، ويقال‏:‏ إنها مُولَّدة‏.‏ والقَصْفُ‏:‏ الجَلَبة والإعْلان باللهو‏.‏ وقَصَفَ علينا

بالطَّعام يَقْصِف قَصْفاً‏:‏ تابَعَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القُصُوف الإقامة في الأَكل والشرب‏.‏

والقَصْفة‏:‏ دَفْعة الخيل عند اللِّقاء‏.‏ والقَصْفةُ‏:‏ دَفْعة الناس

وقَضَّتُهم وزَحْمتهم، وقد انْقَصَفوا، وربما قالوه في الماء‏.‏ وقَصْفة القوم‏:‏

تَدافُعُهم وازدحامهم‏.‏ وفي الحديث يرويه نابغة بني جَعدةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ أَنا والنبيون فُرَّاطٌّ لقاصِفينَ، وذلك على

باب الجنة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هم الذين يزدحمون حتى يَقْصِف بعضهم بعضاً، من القَصْف الكسرِ والدَّفْعِ الشديد، لفَرْط الزِّحام؛ يريد أَنهم

يتقدَّمون الأُممَ إلى الجنة وهم على إثرهم بِداراً مُتدافعين ومُزْدَحِمين‏.‏

وقال غيره‏:‏ الانْقِصافُ الانْدِفاع‏.‏ يقال‏:‏ انْقَصَفوا عنه إذا تركوه

ومرُّوا؛ معنى الحديث أَن النبيين يتقدمون أُممهم في الجنة والأُمم على أَثرهم

يبادرون دخولها فيَقْصِفُ بعضُهم بعضاً أَي يَزْحَمُ بعضُهم بعضاً

بِداراً إليها‏.‏ وقال ابن الأَنباري‏:‏ معناه أَنا والنبيون متقدمون في الشفاعة

كثيرين متدافعين مُزْدَحِمين‏.‏ ويقال‏:‏ سمعت قَصْفة الناسِ أَي دَفْعَتهم

وزَحْمتَهم؛ قال العجاج‏:‏

كقَصْفةِ الناسِ من المُحْرَنْجِمِ

وروي في حديث عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ لما يَهُمُّني من انْقِصافهم على باب الجنة أَهَمُّ عندي من تمام شفاعَتي؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَي

أَنّ اسْتِسْعادَهم بدخول الجنة وأَن يَتِمَّ لهم ذلك أَهمُّ عندي من أن أَبلغ أَنا منزلة الشافعين المُشَفَّعين، لأَن قبول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلى مبتغاهم آثَرُ عنده من نَيل هذه الكرامة لفَرْط شفَقته صلى الله عليه وسلم على أُمته‏.‏ وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه‏:‏ كان يصلي

ويَقرأُ القرآن فتَتَقَصَّفُ عليه نساء المشركين وأَبناؤهم أَي يَزْدَحِمون‏.‏

وفي حديث اليهوديّ‏:‏ لما قَدِمَ المدينة قال‏:‏ تركت بني قَيْلة

يَتَقاصَفون على رجل يزعم أَنه نبي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ شَيَّبَتْني هُود وأَخواتُها

قَصَّفْن عليَّ الأُمم أَي ذُكر لي فيها هلاك الأُمم وقُصّ عليَّ فيها

أَخبارهم حتى تقاصَف بعضُها على بعض، كأَنَّها ازدحمت بِتتابُعها‏.‏ ورجل صَلِفٌ

قَصِفٌ‏:‏كأَنه يُدافع بالشرّ‏.‏ وانْقَصفُوا عليه‏:‏ تتابَعُوا‏.‏

والقَصْفةُ‏:‏ رِقَّةٌ تخرج في الأَرْطى، وجمعها قَصْفٌ، وقد أَقْصَفَ، وقيل‏:‏ القَصْفة قِطعة من رمل تَتَقَصَّف من مِعْظَمِه؛ حكاه ابن دريد، والجمع قَصْف وقُصْفانٌ مثل تَمْرة وتَمْر وتُمْران، والقَصْفة‏:‏ مِرْقاة

الدرجة مثل القَصْمة، وتسمى المرأَة الضَّخْمة القِصاف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خرج

النبي صلى الله عليه وسلم على صَعْدةٍ يتبعها حُذاقيٌّ عليها قوْصَفٌ لم يَبق منه إلا قَرْقَرُها؛ قال‏:‏ والصَّعْدة الأَتانُ، الحُذاقيُّ الجَحْش، والقَوصَفُ القَطِيفة، والقَرْقر ظهرها‏.‏

والقَصِيف‏:‏ هَشيم الشجر‏.‏ والتَّقَصُّف‏:‏ التكسُّر‏.‏ ويقال‏:‏ قَصِف النبْتُ

يَقْصَفُ قَصَفاً، فهو قَصِفٌ إذا طال حتى انحنى من طُوله؛ قال لبيد‏:‏

حتى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ

قَصِفٍ، كأَلوان الرِّجال، عَميم

أَي نَبْتٍ فاخِر‏.‏ والبَرْدِيُّ إذا طال يقال له القَصِيفُ‏.‏

وبنو قِصافٍ‏:‏ بطن‏.‏

قضف‏:‏ القَضافةُ‏:‏ قِلَّة اللحم‏.‏ والقَضَفُ‏:‏ الدِّقة‏.‏ والقَضِيفُ‏:‏

الدَّقيق العظم القليل اللحم، والجمع قُضَفاء وقِضاف‏.‏

وقد قَضُفَ، بالضم‏:‏ يَقْضُفُ قَضافة وقَضَفاً، فهو قَضِيف أَي نَحِيف‏.‏

وقد جاء القَضَفُ في الشعر؛ قال قيس بن الخَطِيم‏:‏

بينَ شُكولِ النساء خِلْقَتُها

قَصْد، فلا جَبْلة ولا قَضَفُ

وجارية قَضِيفة إذا كانت مَمْشوقة، وجمعها قِضاف‏.‏

والقَضَفةُ‏:‏ أَكمة كأَنها حجر واحد، والجمع قَضَفٌ وقِضاف وقِضْفان

وقُضْفانٌ، كل ذلك على توهم طرح الزائد‏.‏ قال‏:‏ والقِضاف لا يخرج سيلها من بينها‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القِضْفانُ والقُضْفان أَماكن مرتفعة بين الحجارة والطين، واحدتها قَضَفة‏.‏ ابن شميل عن أَبي خَيْرة‏:‏ القَضَفُ آكامٌ صِغار يَسيل

الماء بينها وهي في مُطْمئن من الأَرض وعلى جِرَفة الوادي، الواحدة قَضَفةٌ؛ قال ذو الرمة‏:‏

وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغَرَّقَتْ

جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتِكِ

قال‏:‏ الجُذْعانُ الصّغار والبَراتِك الصغار‏.‏ وقال أَبو خَيرة‏:‏ القَضَفة

أَكمة صغيرة بيضاء كأَن حجارتها الجِرْجِسُ، وهي هَناة أَصغر من البَعُوض، والجِرْجِسُ يقال له الطير الأَبيض كأَنه الجَصُّ بياضاً؛ قال

الأَزهري‏:‏ حكى ذلك كله شمر فيما قرأَت بخطه، والقِضَفةُ‏:‏ قِطعة من الرمل تنكسر من مُعْظمه‏.‏ والقَضَفة‏:‏ القَطاة في بعض اللغات؛ قال ابن بري‏:‏ قاله أَبو

مالك، قال‏:‏ ولم يذكر ذلك أَحد سواه‏.‏

قطف‏:‏ قطَف الشيءَ يَقْطِفُه قَطْفاً وقَطفاناً وقَطافاً وقِطافاً؛ عن اللحياني‏:‏ قَطعه‏.‏ والقِطْف‏:‏ ما قُطِف من الثمر، وهو أَيضاً العُنْقود ساعة يُقْطَف‏.‏ والقِطْف‏:‏ اسم الثمار المقطوفة، والجمع قُطوف، والقِطف، بالكسر‏:‏ العُنْقود، وبجمعه جاء في القرآن العزيز قال سبحانه‏:‏ قُطوفُها دانِية؛ أَي ثمارها قريبة التناول يَقْطِفها القاعد والقائم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يجتمع النفَر على القِطف فيُشبِعهم؛ القِطف، بالكسر‏:‏ العنقود، وهو اسم لكل ما يُقْطَف كالذِّبْح والطِّحْن ويجمع على قِطاف وقُطوف، وأَكثر المحدثين يروونه بفتح القاف، وإنما هو بالكسر‏.‏

والقَطاف والقِطاف‏:‏ أَوانُ قَطْفِ الثمر، التهذيب‏:‏ القِطافُ اسم وقت القَطْف‏.‏ قال الحجاج على المنبر‏:‏ أَرى رؤوساً قد أَينعت وحان قِطافها؛ قال الأَزهري‏:‏ القِطاف اسم وقت القَطف، قال‏:‏ والقَطاف، بالفتح، جائز عند الكسائي أَيضاً، وقال‏:‏ ويجوز أَن يكون القِطاف مصدراً‏.‏

وأَقْطَفَ العِنْبُ‏:‏ حان أَن يُقْطَف‏.‏ وأَقطفَ القوم‏:‏ آن قِطافُ كُرومهم، وأَجْززوا من الجَزاز في النخل إذا أَصْرَمُوا‏.‏ وأَقْطَفَ الكَرْمُ‏:‏

دَنا قِطافه‏.‏ التهذيب‏:‏ القَطْف قَطعُك العِنب، وكلُّ شيء تَقطعه عن شيء، فقد قطَفْته حتى الجراد تقطِف رؤوسها‏.‏

والمِقْطَف‏:‏ المِنْجَل الذي يُقْطف به‏.‏ والمِقْطفُ‏:‏ أَصل العُنقود‏.‏

وقُطافة الشجر‏:‏ ما قُطِفَ منه‏:‏ والقُطافة، بالضم‏:‏ ما يسقط من العنب إذا

قُطِف كالجُرامة من التمر‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ وفي الحديث‏:‏ يَقْذِفون فيه من القَطيف، وفي رواية‏:‏ يَديفون القَطيف‏:‏ المَقطوف من الثمر، فعيل بمعنى

مفعول‏.‏ القَطفُ في الوافر‏:‏ حذف حرفين من آخر الجُزْء وتسكين ما قبلها كحذفك

تُن من مفاعلتن وتسكين اللام فيبقى مفاعل فينقل في التقطيع إلى فعولن، ولا

يكون إلا في عروض أَو ضرب، وليس هذا بحادث للزّحاف، إنما هو المستعمل في عروض الوافر وضربه، وإنما سمي مقطوفاً لأَنك قطفت الحرفين ومعهما حركة

قبلهما، فصار نحو الثمرة التي تقطعها فيَعْلق بها شيء من الشجرة‏.‏

والقَطِيفةُ‏:‏ القَرْطفةُ، وجمعها القطائفُ، والقراطِف

فُرش مُخْمَلَة‏.‏

والقَطيفة‏:‏ دِثار مُخْمل، وقيل‏:‏ كساء له خَمْل، والجمع القَطائفُ، وقُطُف مثل

صَحيفة وصُحف كأَنها جمع قَطيف وصَحِيف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تَعِس عبد

القَطيفة؛ هي كساء له خَمْل، أَي الذي يَعمل لها ويَهْتَمّ بتحصيلها؛ ومنه

القَطائف التي تؤكل‏.‏ التهذيب‏:‏ القَطائف طعام يُسَوَّى من الدقيق المُرَقِّ

بالماء، شبهت بخَمْل القطائف التي تُفْترش‏.‏

والقَطوف من الدَّواب‏:‏ البطيء‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ هو الضّيِّق المشْي‏.‏

وقَطَفَت الدابة تَقْطِف قَطْفاً وتقطُف قِطافاً وقُطوفاً وقَطُفَتْ، وهي

قَطوف‏:‏ أَساءَتِ السَّيرَ وأَبطأَت، والجمع قُطُفٌ، والاسم القِطاف؛ ومنه

قول زهير‏:‏

بآرِزَةِ الفَقارةِ لم يَخُنْها

قِطافٌ في الرّكاب، ولا خِلاء

التهذيب‏:‏ والقِطافُ مصدر القَطوف من الدوابّ، وهو المتقارِب الخَطو

البطِيء‏.‏ وفَرس قَطوف‏:‏ يَقْطِف في عَدْوه، وقد يستعمل في الإنسان؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

أَمْسَى غُلامْي كَسِلاً قَطوفا، مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفا

وأَقْطَفَ الرجل والقوم إذا كانت دابَّته أَو دوابُّهم قُطُفاً؛ قال ذو

الرمة يصف جراداً‏:‏

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَر نِيمُ

برداه‏:‏ جَناحاه؛ يقول‏:‏ تضرب رِجْلاه جناحَيه فيسمع لهما صويت كأَنه

تَرْنيم‏.‏ والقَطْفُ‏:‏ ضرب من مشي الخيل، وفرس قَطوف‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ فبينا

أَنا على جملي أَسِير وكان جملي فيه قِطاف، وفي رواية‏:‏ على جمل لي قَطُوفٍ؛ القِطافُ‏:‏ تقارُب الخَطْو في سُرْعة من القَطف وهو القَطع؛ ومنه الحديث‏:‏

رَكِب على فرس لأَبي طَلحَة تَقْطُف، وفي رواية‏:‏ قطوف؛ ومنه الحديث‏:‏

أَقْطَفُ القومِ دابةً أَمِيرُهم أَي أَنهم يسيرون بسَيْر دابَّته

فيَتَّبعُونه كما يُتَّبع الأَمير‏.‏ والقَطْف‏:‏ الخَدْشُ، وجمعه قُطوفٌ‏.‏ قطَفَه

يَقْطِفه قَطْفاً وقطَّفه‏:‏ خدَشه؛ قال حاتم‏:‏

سِلاحُك مرقى فما أَنت ضائرٌ

عَدُوًّا، ولكنْ وَجْه مولاك تَقطِفُ

وأَنشد الأَزهري‏:‏

وهنَّ إذا أَبْصَرْنه مُتَبَذِّلاً، خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ

أَي لم تُخَدَّش‏.‏ وقطَّفَ الماءَ في الخَمْر‏:‏ قطَّره؛ قال جرانُ

العَوْد‏:‏ونِلنا سُقاطاً مِن حَدِيثٍ كأَنه

جَنَى النحلِ، في أَبْكارِ عُودٍ تُقَطَّفُ

والقِطفةُ، بكسر القاف وإسكان الطاء، من السُّطَّاح‏:‏ وهي بقلة رِبْعِية

تسْلَنْطِح وتَطولُ ولها شوك كالحَسَك، وجَوْفُه أَحْمر وورقه أَغْبر‏.‏

والقَطَفُ‏:‏ بقْلة، واحدتها قَطَفةٌ‏.‏ والقَطْفُ‏:‏ نبات رَخْص عَرِيض

الورَق يطبخ، الواحدة قَطفة، يقال له بالفارسية سَرْنك، كذا ذكر الجوهري

القَطْف، بالتسكين؛ قال ابن بري‏:‏ وصوابه القَطْف، بفتح الطاء، الواحدة

قَطَفَة، وبه سمي الرجل قَطَفَة‏.‏ والقَطَفُ‏:‏ ضَرب من العِضاه‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

القطَف من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القَدْر، ورقته خَضْراء

مُعْرَضَّة حمراء الأَطراف خَشْناء، وخشبه صُلب متين‏.‏

وقَطِيفٌ والقَطِيف جميعاً‏:‏ قرية بالبحرين، وفي الصحاح‏:‏ القَطِيفُ اسم

موضع‏.‏

قعف‏:‏ القَعْفُ‏:‏ شدة الوَطْء واجْترافُ التراب بالقوائم، قَعَفَ يَقْعَفُ

قَعْفاً؛ قال‏:‏

يَقْعَفْنَ باعاً، كفَراش الغِضْرِمِ، مَظْلُومةً، وضاحِياً لم يُظْلم الغِضْرم‏:‏ الماء‏.‏ وقَعَفَ ما في الإناء‏:‏ أَخذ جميعه واشْتَفَّه‏.‏ قال

الجوهري‏:‏ القَعْفُ لغة في القَحْف، وهو اشْتِفافُك ما في الإناء أَجمع‏.‏

والقاعِفُ من المطر‏:‏ الشديدُ مثل القاحِف‏.‏ وسَيْل جُحاف وقُعاف وجُراف وقُحاف

بمعنى واحد‏.‏ وقعَف المطرُ الحجارة يَقْعَفُها‏:‏ أَخذها بشدته وجَرفها‏.‏

وسيل قُعاف‏:‏ كثير الماء يذهب بما يمر به‏.‏ وانْقَعَف الشيء‏:‏ انقَلَع من أَصله‏.‏ وقَعَفْتُ النخلة‏:‏ اقْتَلَعْتها من أَصلها‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ انْقَعَف

الجُرُف إذا انهارَ وانْقَعر؛ وأَنشد‏:‏

واقْتَعَف الجَلْمةَ منها واقْتَثَثْ، فإنما تَقدَحُها لِمَنْ يَرِثْ

قوله منها أَي من الدنيا وما فيها؛ اقْتعف الجَلْمة أَي اقتلع اللحم

بجُمْلته، وقوله اقتَثَثَ أَي اجْتَثَّ، يقال‏:‏ اقْتُثَّ واجْتُثَّ إذا

قُلِعَ من أَصله، وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إذا مات‏.‏ والقَعْفُ‏:‏

السُّقوط في كل شيء، وقيل‏:‏ القَعْف سُقوط الحائط‏.‏ انْقَعَفَ الحائطُ‏:‏ انقلَع

من أَصله؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول الراجز‏:‏

شُدَّا عليَّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ، إذا مَشَيْتُ مِشْيةَ العَوْدِ النَّطِفْ

قفف‏:‏ القُفَّة‏:‏ الزَّبيل، والقُفَّة‏:‏ قَرعة يابسة، وفي المحكم‏:‏ كهيْئةِ

القَرْعَة تُتَّخذ من خوص ونحوه تجعل فيها المرأَةُ قُطنها؛ وأَنشد ابن بري شاهداً على قول الجوهري القُفّة القَرعة اليابسة للراجز‏:‏

رُبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفّهْ

تَمْشي بخُفٍّ، معها هِرْشَفَّهْ

ويروى كالكُفّه‏.‏

ويروى‏:‏ تحمل خفّاً، قال أَبو عبيدة‏:‏ القُفْة مثل القُفّة من الخوص‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ ورأَيت الأَعراب يقولون القُفعة القُفّة ويجعلون لها مَعاليق

يُعَلّقونها بها من آخرة الرحل، يلقي الراكب فيها زاده وتمره، وهي

مُدوَّرة كالقَرْعة، وفي حديث أَبي ذر‏:‏ وضَعي قُفَّتك؛ القُفة‏:‏ شبه زَبيل صغير

من خوص يُجْتَنى فيه الرُّطب وتضَع فيه النساء غزلهن ويشبّه به الشيخ

والعجوز‏.‏ والقُفَّة‏:‏ الرجل القصير القليل اللحم‏.‏ وقيل‏:‏ القفة الشيخ الكبير

القصير القليل اللحم‏.‏ الليث‏:‏ يقال شيخ كالقفة وعجوز كالقفة؛ وأَنشد‏:‏

كلُّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفّهْ

واسْتَقَفّ الشيخ‏:‏ تَقَبَّض وانضم وتشنج‏.‏ ومنه حديث رقيقة‏:‏ فأَصْبَحْتُ

مَذْعورة وقد قَفَّ جلدي أَي تَقَبَّض كأَنه يَبس وتَشَنَّج، وقيل‏:‏

أَرادت قَفَّ شعري فقام من الفزَع؛ ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها‏:‏ لقد

تَكَلَّمْتَ بشيء قفَّ له شعري‏.‏

والقُفَّة‏:‏ الشجرة اليابسة البالية، يقال‏:‏ كَبِرَ حتى صار كأَنه قُفّة‏.‏

الأَزهري‏:‏ القفة شجرة مستديرة ترتفع عن الأَرض قدر شبر وتيبس فيشبه بها

الشيخ إذا عسا فيقال‏:‏ كأَنه قُفَّة‏.‏ وروي عن أَبي رَجاء العُطارِديّ أَنه

قال‏:‏ يأْتونني فيَحْمِلونني كأَنني قُفة حتى يَضَعُوني في مَقام الإمام، فأَقرأُ بهم الثلاثين والأَربعين في ركعة؛ قال القتيبي‏:‏ كَبِرَ حتى صار

كأَنه قفة أَي شجرة بالية يابسة؛ قال الأَزهري‏:‏ وجائز أَن يشبه الشيخ بقفة

الخوص‏.‏ وحكى ابن الأَثير‏:‏ القَفّة الشجرة، بالفتح، والقُفة‏:‏ الزَّبيل، بالضم‏.‏

وقَفّتِ الأَرض تَقِفُّ قَفّاً وقُفوفاً‏:‏ يبس بقلها، وكذلك قَفَّ

البَقل‏.‏ والقَفُّ والقَفِيفُ‏:‏ ما يبس من البقل وسائر النبت، وقيل ما تم يبسه من أَحرار البقول وذكورها؛ قال‏:‏

صافَتْ يَبيساً وقَفِيفاً تَلْهَمُهْ

وقيل‏:‏ لا يكون القَفُّ إلا من البقْل والقَفْعاء، واختلفوا في القفعاء

فبعض يبَقِّلها وبعض يُعَشِّبُها؛ وكلُّ ما يبس فقد قَفَّ‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏

قفَّ العُشب إذا اشتدّ يُبْسه‏.‏ يقال الإبل فيما شاءت من جَفيف وقَفِيف‏.‏

الأَزهري‏:‏ القَفّ، بفتح القاف، ما يَبس من البُقول وتناثر حبه وورقه

فالمال يرعاه ويَسْمَنُ عليه، يقال‏:‏ له القَفّ والقَفِيف والقَمِيم‏.‏ ويقال

للثوب إذا جفّ بعد الغَسل‏:‏ قد قفّ قُفُوفاً‏.‏ أَبو حنيفة‏:‏ أَقَفَّت السائمة

وجدت المراعي يابسة، وأَقَفَّت عينُ المريض إقْفافاً والباكي‏:‏ ذهب دمعُها

وارتفع سوادها‏.‏ وأَقفَّت الدجاجة إقْفافاً، وهي مُقِفٌّ‏:‏ انقطع بيضها، وقيل‏:‏ جَمَعت البيض في بطنها‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ أَقفَّت الدجاجة إذا أَقطعت

وانقطع بيضها‏.‏

والقَفَّة من الرجال، بفتح القاف‏:‏ الصغير الجُثَّة القليل‏.‏ والقُفّة‏:‏

الرِّعدة، وعليه قُفة أَي رِعدة وقُشَعْريرة‏.‏ وقفَّ يَقِفُّ قُفوفاً‏:‏

أَرْعَدَ واقْشَعَرَّ‏.‏ وقَفَّ شعري أَي قام من الفزَع‏.‏ الفراء‏:‏ قَفَّ جلده

يَقِفُّ قُفوفاً يريد اقْشَعَرَّ؛ وأَنشد‏:‏

وإني لَتَعْرُوني لذِكْراكِ قُفَّةٌ، كما انْتَفَضَ العُصعفُور من سَبَل القَطْرِ

وفي حديث سهل بن حُنَيْف‏:‏ فأَخذته قَفْقَفَة أَي رِعْدة‏.‏ يقال‏:‏

تَقَفْقَفَ من البَرد إذا انضمْ وارتعد‏.‏ وقُفُّ الشيء‏:‏ ظهره‏.‏

والقُفّة والقُفُّ‏:‏ ما ارتفع من مُتون الأَرض وصلُبت حجارته، وقيل‏:‏ هو كالغبيط من الأَرض، وقيل‏:‏ هو ما بين النَشْزَيْن وهو مَكْرَمة، وقيل‏:‏ القف

أَغلظ من الجَرْم والحَزْن، وقال شمر‏:‏ القُفُّ ما ارتفع من الأَرض وغلظ

ولم يبلغ أَن يكون جبلاً‏.‏ والقَفْقَفَة‏:‏ الرِّعدة من حمّى أَو غضب أَو

نحوه، وقيل‏:‏ هي الرِّعْدة مَغْمُوماً، وقد تَقَفْقَفَ وقَفْقَف؛ قال‏:‏

نِعْمَ ضَجِيعُ الفتى، إذا بَرَدَ الْـ *** ـلَيلُ سُحَيْراً، فقَفْقَفَ الصُّرَدُ

وسُمع له قَفْقفةٌ إذا تَطَهّر فسُمع لأَضراسه تَقَعْقُع من البرد‏.‏ وفي حديث سالم بن عبداللّه‏:‏ فلما خرج من عند هشام أَخذته قَفْقَفَةٌ؛ الليث‏:‏

القَفقفة اضطراب الحنكين واصْطِكاك الأَسْنان من الصرْدِ أَو من نافِضِ

الحُمَّى؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

قَفْقاف أَلحِي الواعِساتِ العُمَّه

الأَصمعي‏:‏ تَقَفْقَف من البرد وتَرَفْرف بمعنى واحد‏.‏ ابن شميل‏:‏ القُفّة

رِعْدة تأْخذ من الحُمَّى‏.‏

وقال ابن شميل‏:‏ القُفُّ حجارة غاصٌّ بعضُها ببعض مُترادِف بعضها إلى بعض

حمر لا يخالطها من اللِّين والسهولة شيء، وهو جبل غير أَنه ليس بطويل في السماء فيه إشراف على ما حوله، وما أَشرف منه على الأَرض حجارة، تحت

الحجارة أَيضاً حجارة، ولا تلقى قُفّاً إلا وفيه حجارة متقلِّعةٌ عِظام مثل

الإبل البُروك وأَعْظم وصِغار، قال‏:‏ ورُبّ قُفّ حجارته فنادير أَمثال

البيوت، قال‏:‏ ويكون في القف رِياض وقيعان، فالروضة حينئذ من القفّ الذي هي

فيه ولو ذهبْت تحفر فيه لغَلبتك كثرة حجارتها، وهي إذا رأَيتها رأَيتها

طيناً وهي تُنبت وتُعشِب، قال‏:‏ وإنما قُفُّ القفِّ حجارته؛ قال رؤبة‏:‏

وقُفّ أَقفافٍ ورَمْلٍ بَحْوَنِ

قال أَو منصور‏:‏ وقِفافُ الصَّمَّانِ على هذه الصفة، وهي بلاد عريضة

واسِعة فيها رِياض وقِيعان وسُلْقان كثيرة، وإذا أَخصبت رَبَّعت العرب جميعاً

لسعَتها وكثرة عُشب قِيعانها، وهي من حُزون نجد‏.‏ وفي حديث أَبي موسى‏:‏

دخلت عليه فإذا هو جالس على رأْس البئر وقد تَوَسَّط قُفّها؛ قُفُّ البئر‏:‏

هو الدَّكَّة التي تُجْعل حولها‏.‏ وأَصل القُفِّ ما غلُظ من الأَرض

وارتفع، أَو هو من القَفِّ اليابس لأَنَّ ما ارتفع حول البئر يكون يابساً في الغالب‏.‏ والقُفّ أَيضاً‏:‏ وادٍ من أَودية المدينة عليه مال لأَهلها؛ ومنه

حديث معاوية‏:‏ أُعيذك باللّه أَن تنزل وادياً فتدَع أَوله يَرِفُّ وآخِرَه

يَقِفُّ أَي يَيْبَس، وقيل‏:‏ القُف آكام ومَخارِمُ وبِراق، وجمعه قِفاف

وأَقفاف؛ عن سيبويه‏.‏ وقال في باب معدول النسب الذي يجيء على غير قياس‏:‏ إذا

نسبت إلى قِفاف قلت قُفِّيٌّ، فإن كان عنى جمع قُفّ فليس من شاذ النسب إلا

أَن يكون عنى به اسم موضع أَو رجل، فإن ذلك إذا نسبت إليه قلت قِفافي لأَنه ليس بجمع فيرد إلى واحد للنسب‏.‏

والقِفّةُ، بالكسر‏:‏ أَوَّل ما يخرج من بطن الصبي حين يولد‏:‏ الليث‏:‏

القُفَّة بُنّة الفأْس؛ قال الأَزهري‏:‏ بُنّة الفأْس أَصلها الذي فيه خُرْتها

الذي يجعل فيه فَعَّالها، والقفة‏:‏ الأَرنب؛ عن كراع، وقَيْسُ قُفّةَ‏:‏

لَقَبٌ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ لا يكون في قفةَ التنوين لأَنك أَردت المعرفة التي

أَردتها حين قلت قيس، فلو نَوَّنْتَ قفة كان الاسم نكرة كأَنك قلت قفّة معرفة

ثم لَصقت قيساً إليها بعد تعريفها‏.‏ والقُفّانِ‏:‏ موضع؛ قال البُرْجميّ‏:‏

خَرَجْنا من القُفَّينِ، لا حَيّ مِثْلنا، بآيتنا نُزْجي اللِّقاح المَطافِلا

والقَفَّانُ‏:‏ الجماعة‏.‏ وقَفَّانُ كل شيء‏:‏ جُمّاعُه‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أن حذيفة، رضي اللّه عنهما، قال له‏:‏ إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال‏:‏ إني

لأَستعين بالرجل لقوته ثم أَكون على قَفّانه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ قَفّان كل شيء

جُمّاعه واستقصاء معرفته، يقول‏:‏ أَكون على تتبع أَمره حتى أَستَقصِيَ

علمه وأَعرفه، قال أَبو عبيد‏:‏ ولا أَحسب هذه الكلمة عربية إنما أَصلها

قَبَّان، ومنه قولهم‏:‏ فلان قبّانٌ على فلان إذا كان بمنزلة الأَمين عليه

والرئيس الذي يتتَبع أَمره ويحاسبه، ولهذا قيل للميزان الذي يقال له القَبّان

قَبّان‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ يقال أَتيته على قَفّان ذلك وقافيته أَي على

أَثره، وقيل في حديث عمر إنه يقول‏:‏ أَستعين بالرجل الكافي القويّ وإن لم يكن بذلك الثقةِ، ثم أَكون من ورائه وعلى إثره أَتتبَّع أَمره وأَبحث عن

حاله، فكفايته لي تنفعني ومُراقبتي له تمنعه من الخيانة‏.‏ وقَفَّانٌ‏:‏

فَعَّالٌ من قولهم في القَفا القَفَنّ، ومن جعل النون زائدة فهو فَعْلان، قال‏:‏

وذكره الهروي والأَزهري في قفف على أَن النون زائدة، وذكره الجوهري في قفن، وقال‏:‏ القفّان القَفا والنون زائدة، وقيل‏:‏ هو معرَّب قَبَّان الذي

يوزن به‏.‏ وجاء على قَفَّان ذلك أَي على أَثره‏.‏

والقَفَّاف‏:‏ الذي يَسرِق الدراهم بين أَصابعه، وقد قفَّ يقُفُّ، وأَهل

العراق يقولون للسُّوقي الذي يَسرِق بكفيه إذا انتقد الدراهم‏:‏ قَفَّاف‏.‏

وقد قَفَّ منها كذا وكذا درهماً؛ وقال‏:‏

فَقَفَّ، بَكَّفِّه، سبعين منها

من السُّود المُرَوَّقةِ الصِّلابِ

وفي الحديث أَن بعضهم ضرب مثلاً فقال‏:‏ إن قَفَّافاً ذهب إلى صَيرَفي بدراهم؛ القَفَّافُ‏:‏ الذي يَسْرِق الدراهم بكفه عند الانتقاد‏.‏ يقال‏:‏ قَفَّ

فلان دِرْهماً‏.‏ والقَفَّان‏:‏ القرسْطون؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو عربي صحيح

لا وضع له في العجمية، فعلى هذا تكون فيه النون زائدة لأن ما في آخره نون

بعد ألف فإن فَعْلاناً فيه أَكثر من فَعَّال‏.‏ وقدِم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ من أَنتم‏؟‏ فقالوا‏:‏ بنو غَيّانَ، فقال‏:‏ بل بنو

رَشْدان، فلو تصورت عنده غَيّان فَعَّالاً من الغين وهو النو

والعطش لقال بنو رَشَّاد، فدل قول النبي، صلى اللّه عليه

وسلم، أَن فَعْلاناً مما آخره نون أَكثر من فعّال مما آخره نون‏.‏ وأَما

الأَصمعي فقال‏:‏ قَفَّان قبَّان بالباء التي بين الباء والفاء، أُعربت

بإخلاصها فاء،وقد يجوز إخلاصها باء لأَن سيبويه قد أَطلق ذلك في الباء التي بين

الفاء والباء‏.‏ وقَفْقفا الظَّلِيم‏:‏ جناحاه؛ وقول ابن أَحمر يصف الظَّلِيم

والبيض‏:‏

فَظَلَّ يَحُفُّهنَّ بِقَفْقَفَيْه، ويَلْحَفُهنَّ هَفْهافاً ثَخِينا

يصف ظليماً حضن بيضه وقَفْقَف عليه بجناحيه عند الحِضان فيريد أَنه

يحُفُّ بيضه ويجعل جناحيه له كاللحاف وهو رقيق مع ثخنه‏.‏ وقفقفا الطائر‏:‏

جناحاه‏.‏ والقفقفان‏:‏ الفَكَّان‏.‏ وقفْقَف النَّبْتُ وتَقَفْقفَ وهو قَفْقاف‏:‏

يبس‏.‏

قلف‏:‏ القُلْفَة، بالضم‏:‏ الغُرلة؛ أَنشد أَبو الغوث‏:‏

كأَنَّما حثْرِمةُ بنِ غابن قُلْفَةُ طِفْلٍ، تَحتَ مُوسى خاتنِ

ابن سيده‏:‏ القُلْفة والقَلَفة جلدة الذكر التي أُلبِسَتها الحشَفة، وهي

التي انقطع من ذكر الصبي‏.‏ ورجل أَقلَف بيِّن القلَف‏:‏ لم يُختَن‏.‏ والقلَف‏:‏

مصدر الأَقْلَف، وقد قَلِف قَلَفاً‏.‏ والقَلْفُ، بالجزم‏:‏ قطع القُلفة

واقتلاع الظُّفر من أَصلها؛ وأَنشد‏:‏

يَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عن بَنانِه

الجوهري‏:‏ وقَلَفها الخاتن قلْفاً قطَعها، قال‏:‏ وتزعم العرب أَن الغلام

إذا ولد في القمْراء فَسحَت قُلفَته فصار كالمختون؛ قال امرؤ القيس وقد

كان دخل مع قيصر الحمّام فرآه أَقلف‏:‏

إني حَلَفْتُ يَميناً غيرَ كاذبة‏:‏

لأَنت أَقْلَفُ، إلا ما جَنَى القَمَرُ

إذا طَعَنْت به، مالَتْ عِمامَتُه، كما تجَمَّع تحتَ الفَلْكةِ الوَبَرُ

والقَلَفَةُ، بالتحريك، من الأَقلف كالقَطَعَةِ من الأَقطع، وقلَفَ

الشجرة‏:‏ نزَع عنها لِحاءها؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول الفرزدق‏:‏

قلَفْت الحَصَى عنه الذي فوقَ ظَهْره

بأَحْلامِ جُهَّالٍ، إذا ما تَغَضَّفُوا

وقلَف الدَّنَّ يَقْلِفُه قَلفْاً، فهو مَقْلوف وقَليف‏:‏ نزع عنه الطين‏.‏

ابن بري‏:‏ القَليف دَنُّ الخمر الذي قُشر عنه طينه؛ وأَنشد‏:‏

ولا يُرى في بيته القَليفُ

وقلَفَ الشرابُ‏:‏ أَزْبد‏.‏ وسُمِع أَحمد بن صالح يقول في حديث يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب‏:‏ إنه كان يشرب العصير ما لم يَقْلِفْ، قال‏:‏ ما

لم يُزْبِدْ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ أَحمد بن صالح صاحب لغة إمام في العربية‏.‏

والقِلْفُ والقُلافة‏:‏ القِشْر‏.‏ والقِلْف‏:‏ قِشر الرُّمان‏.‏ وقلَف الشيءَ

قلْفاً‏:‏ كقَلَبه قلْباً؛ عن كراع‏.‏ والقُلْفتانِ‏:‏ طرَفا الشاربين مما يلي

الصِّماغين‏.‏ وشفة قلِفة‏:‏ فيها غِلَظ‏.‏ وسيف أَقْلَفُ‏:‏ له حدّ واحد وقد

حُزِّزَ طَرف ظُبَتِه‏.‏ وعام أَقْلف‏:‏ مُخْصب كثير الخير‏.‏ وعيش أَقلف‏:‏ ناعم

رَغَد‏.‏ وقلَفَ السفينة‏:‏ خرز أَلواحها بالليف وجعل في خَلَلِها القارَ‏.‏

والقَلِيفُ‏:‏جِلال التمر، واحدتها قَليفة؛ عن أَبي حنيفة، وقال كراع‏:‏

القَليف الجُلَّةُ العظيمة‏.‏ النضر‏:‏ القِلْف الجِلال المملوءة تمراً، كلُّ

جلة منها قِلْفة، وهي المَقْلوفة أَيضاً‏.‏ وثلاث مَقْلوفات‏:‏ كل جُلَّة

مَقْلوفة، وهي الجلال البحرانية‏.‏

واقْتَلَفْت من فلان أَربع قِلْفات وأَربع مَقْلوفات‏:‏ وهو أَن تأْتي

الجُلَّةَ عند الرجل فتأْخذها بقولها منه ولا تَكِيلها؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

لا يأْكلُ البَقْلَ ولا يَرِيفُ، ولا يُرَى في بيتِه القليفُ

ابن بري‏:‏ والقَلِيف التمر البحري يتَقَلّف عنه قشره، قال‏:‏ والقَليف ما

يُقْلَف من الخبز أَي يقشر‏.‏ قال‏:‏ والقليف أَيضاً يابس الفاكهة‏.‏ والقَلِيف‏:‏

الذكر الذي قطعت قُلْفته‏.‏

والقِلْفة، بالكسر‏:‏ ضرب من النبات أَخضر له ثمرة صغيرة والمال حريص

عليها، يعني بالمال الإبل‏.‏

والقِلَّف‏:‏ لغة في القِنَّفِ‏.‏ قال أَبو مالك‏:‏ القِلَّف والقِنَّف واحد

وهو الغِرْيَنُ واليَفَنُ إذا يبس، ويقال له غِرْيَنٌ إذا كان رَطْباً

ونحو ذلك؛ قال الفراء‏:‏ ومثله حِمَّص وقِنَّب‏.‏ ورجل خِنَّبٌ‏:‏ طويل؛ قال ابن بري‏:‏ القِلَّف يابس طين الغِرْيَن‏.‏

قلعف‏:‏ اقْلَعَفَّ الشيءُ اقْلِعفافاً‏:‏ تَقَبَّض‏.‏ واقلَعفَّت أَنامله‏:‏

تشَنَّجت من بَرْد أَو كِبَر‏.‏ واقْلعَفَّ الشيءَ‏:‏ مَدَّه ثم أَرسله فانضم‏.‏

واقْفَعَلَّت أنامِله‏:‏ كاقْلَعَفَّت، وقيل‏:‏ المُقْفَعِلّ المُتَشَنِّج من بَرْد أَو كِبَر فلم يُخص به الأَنامل‏.‏ ويقال للشيء يتمدّد ثم ينضم إلى

نفْسه وإلى شيء‏:‏ قد اقْلعَفَّ إليه‏.‏ الأَزهري‏:‏ والبعير إذا ضرب الناقة

فانضم إليها يَقْلَعِفُّ فيصير على عُرْقوبيه مُعتمداً عليهما، وهو في ضرابه يقال اقْلَعَفَّها، قال‏:‏ وهذا لا يُقلب‏.‏ قال الأزهري‏:‏ قال النضر‏:‏ يقال

للراكب إذا لم يكن على مركب وطيء مُتَقَلْعِف‏.‏

قنف‏:‏ القَنَفُ‏:‏ عِظَمُ الأُذن وإقبالها على الوجه وتباعدها من الرأْس، وقيل‏:‏ انثناء طرَفها واستلقاؤها على ظهر الأُخرى، وقيل‏:‏ انثناء أَطرافها

على ظاهرها، وقيل‏:‏ انتشار الأُذنين وإقبالهما على الرأْس، وقيل‏:‏ صغرها

ولصوقها بالرأْس، أُذن قَنْفاء‏.‏ غيره‏:‏ القَنَف صغر الأُذنين وغِلَظُهما، وقيل‏:‏ عِظَم الأُذن وانقلابها، والرجل أَقنف والمرأَة قَنْفاء‏.‏ ابن سيده‏:‏

والقَنَفُ في الشاة انثناء أُذنها إلى رأْسها حتى يظهر بطنها؛ وقيل‏:‏

القَنَفُ في أُذن الإنسان انثناؤها وفي أُذن المِعْزى غلظها كأَنها رأْس نَعْل

مخصوفة، وهي أُذن قنفاء، ومن الإنسان إذا كانت لا أُطُرَ لها‏.‏ وأَقنَفَ

الرجل إذا استرخت أُذنه‏.‏ وأَقنف الرجل واسْتقْنف‏:‏ اجتمع له رأْيه وأَمره

في معاشه، وكمرَة قَنْفاء على التشبيه؛ أَنشد ابن دريد‏:‏

وأُمّ مَثْوايَ تُدرِّي لِمَّتي، وتَغْمِزُ القَنْفاء ذات الفرْوةِ

قال ابن بري‏:‏ وهذا الرجز ذكره الجوهري‏:‏ وتمْسَحُ القَنْفاء، قال‏:‏ وصوابه وتغمز القنفاء، قال‏:‏ وفسره الجوهري بأَنه الذكر‏.‏ قال ابن بري‏:‏ والقنفاء

ليست من أَسماء الذكر وإنما هي من أَسماء الكمَرة، وهي الحَشَفة

والفَيْشة والفَيْشَلة، ويقال لها ذاتُ الحُوق، والحُوقُ‏:‏ إطارُها المُطِيف بها؛ ومنه قول الراجز‏:‏

غَمْزَكَ بالقَنْفاء ذاتِ الحُوقِ، بين سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ

وأَنشد الأَخفش‏:‏

قد وَعَدَتْني أُمُّ عَمْرو أَن تا

تَمْسح رأْسي وتُفَلِّيني وا

وتَمْسَح القَنْفاء حتى تَنْتا

أراد حتى تنتأَ فخفف وأَبدل، وهو مذكور في موضعه‏.‏ الليث وذكر قصة

لهمَّام بن مُرّة وبناتِه يَفْحُش ذكرها فلم يذكرها‏.‏ الأَزهري‏:‏ والأَقْنَف

الأَبيض القفا من الخيل‏.‏ وفرس أَقْنف‏:‏ أَبيض القفا ولون سائره ما كان، والمصدر القَنَف‏.‏

والقُنافُ والقِنافُ‏:‏ الكبير الأَنف‏.‏ ورجل قُنافٌ وقِناف‏:‏ ضخم الأَنف، وقيل‏:‏ عظيم الرأْس واللحية، وقيل‏:‏ هو الطويل الجسم الغليظه‏.‏ والقَنِيبُ

والقَنِيفُ‏:‏ الجماعة من الرجال والنساء، وفي الصحاح‏:‏ جماعاتُ الناس، وجمعه

قُنُف‏.‏ وحكى ابن بري عن السيرافي‏:‏ القَنِيف الطَّيْلَسان؛ وأَنشد لقيس بن رِفاعة‏:‏

إنْ تَرَيْنا قُلَيِّلين كما ذيـ *** ـدَ عن المُجْرِبين ذَوْدٌ صِحاحُ، فلقد نَنْتَدِي، ويَجْلِسُ فينا

مَجْلِسٌ كالقنِيفِ فَعْمٌ رَداحُ

ويقال‏:‏ اسْتَقْنف المجلس إذا استدار‏.‏ والقَنِيف‏:‏ السحاب ذو الماء

الكثير‏.‏ ومرّ قَنِيفٌ من الليل أَي قِطعة منه؛ قال ابن دريد‏:‏ وليس بثبت‏.‏

والقِنَّفُ‏:‏ ما يَبِس من الغَدير فتَقَلَّع طينه؛ عن السيرافي‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ القِنَّفُ والقِلَّفُ ما تطاير من طين السيل عن وجه الأَرض

وتشقَّقَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ القَنَفُ واللَّخْنُ البياض الذي على جُرْدان الحمار‏.‏

وقُنافةُ‏:‏ اسم‏.‏

قنصف‏:‏ القِنْصِفُ‏:‏ طُوطُ البَرْديِّ؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ هو البرديُّ إذا

طال‏.‏

قوف‏:‏ قُوفُ الرقبة وقُوفتُها‏:‏ الشعر السائل في نُقْرتها‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏

يقال خذ بقُوف قَفاه وبقوفة قفاه وبقافِيةِ قَفاه وبصوف قَفاه وصوفته

وبظَليفه وبصَلِيفه وبصَلِيفَتِه كله بمعنى قفاه‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ يقال أَخذته

بقوف رقبته وصوف رقبته أَي أَخذته كله، وقيل‏:‏ أَخذت بقوف رقبته وقاف رقبته

وصوف رقبته؛ معناه أَن يأْخذ برقبته جَمْعاء، وقيل يأْخذ برقبته

فيعْصِرها؛ وأَنشد الجوهري‏:‏

نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِكَ‏.‏ غَيْر أَني

إخالُ بأَنع سَيَيْتَمُ أَو تَئيمُ

أَي نجوت بنفسك؛ قال ابن بري‏:‏ أَي سَيَيْتَمُ ابنك وتَئيم زوجتك، قال‏:‏

والبيت غُفل لا يعرف قائله‏.‏ وقُوفُ الأُذن‏:‏ أَعْلاها، وقيل‏:‏ قوف الأُذن

مُسْتدار سَمِّها‏.‏

والقائفُ‏:‏ الذي يَعرف الآثار، والجمع القافةُ‏.‏ يقال‏:‏ قُفْت أَثره إذا

اتَّبعْته مثل قَفَوْت أَثَره؛ وقال القطامي‏:‏

كذَبْت عليك لا تَزالُ تَقُوفُني، كما قافَ آثارَ الوَسِيقةِ قائفُ

فأغْراه بنفْسه أَي عليك بي‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ البيت للأَسْود بن يَعْفُر‏.‏

وحكى أَبو حاتم عن الأَصمعي‏:‏ أَن قوله لا تزال في موضع رفع على تقدير أن تقديره أَن لا تزال، فلما سقطت أَن ارتفع الفعل وجعله على حد قولهم كذَب

عليك الحج، وكذب زائدة، وكذلك كذبت في البيت زائدة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ فهذا

قول الأَصمعي، قال‏:‏ ولا يصح عند النحويين، وقد تقدم ذكره في ترجمة كذب‏.‏

ويقال‏:‏ هو أَقْوف الناس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن مُجَزِّزاً كان قائفاً؛ القائف

الذي يتَتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبَه الرجل بأَخيه وأَبيه‏.‏ ويقال‏:‏ فلان

يقُوف الأَثر ويَقْتافه قِيافة مثل قفا الأَثر واقتفاه‏.‏ ابن سيده‏:‏ قاف

الأَثر قِيافة واقتافه اقتِيافاً وقافه يقُوفه قَوْفاً وتَقوَّفه تتَبَّعه؛ أَنشد ثعلب‏:‏

مُحَلًّى بأَطواق عِتاق يَبينُها، على الضَّزْنِ، أَغْبى الضأْن، لو يَتَقَوَّفُ

الضَّزْنُ هنا‏:‏ سُوء الحال من الجهل؛ يقول‏:‏ كرمُه وجوده يبين لمن لا

يفهم الخَبر فكيف من يفهم‏؟‏ منه قيل للذي ينظر إلى شبه الولد بأَبيه‏:‏ قائف، والقِيافة‏:‏ المَصْدر‏.‏ وفلان يَتَقَوَّف عليَّ مالي أَي يَحْجُر عليّ فيه، وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس أَي يأْخذ عليّ في كلامي، ويقول قل كذا

وكذا‏.‏ والقَفْوُ‏:‏ القَذْف، والقَوْف مثل القَفْو؛ وأَنشد‏:‏

أَعوذُ باللّه الجَلِيل الأَعْظمِ

من قَوْفيَ الشيء الذي لم أَعلم والقاف‏:‏ حرف هجاء، وهو حرف مجهور، يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ق والقرآن المجيد؛ جاء في التفسير أَن مجاز قاف مَجاز الحروف

التي تكون في أَوائل السور نحو‏:‏ ن، وأَلر؛ وقيل‏:‏ معنى ق قُضِي الأَمر، كما

قيل حم، حُمَّ الأَمر؛ وجاء في بعض التفاسير أَن قافاً جبل محيط بالدنيا

من ياقوتة خَضْراء، وأَن السماء بيضاء وإنما اخضرَّت من خُضْرته؛ قال

ابن سيده‏:‏ قضينا أَنَّ أَلفها من الواو لأَن الأَلف إذا كانت عيناً

فإبدالها من الواو أَكثر من إبدالها من الياء، واللّه أَعلم‏.‏

كأف‏:‏ أَكْأَفَت النخلة‏:‏ انْقَلَعَت من أَصلها؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ وأَبدلوا

فقالوا أَكْعَفَتْ‏.‏

كتف‏:‏ الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ‏:‏ عظم عريض خلف المَنْكِب، أُنثى وهي تكون للناس وغيرهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب

لكم كتاباً، قال‏:‏ الكتف عظم عريض يكون في أَصل كتف الحيوان من الناس

والدوابّ كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه‏:‏ ما لي أَراكم عنها مُعْرِضين‏؟‏ واللّه لأَرْمِيَنَّها بين

أَكتافكم يروى بالتاء والنون، فمعنى التاء أَنها كانت على ظهورهم وبين

أَكتافهم لا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهي معهم لا

تُفارِقهم، ومعنى النون أَنه يرميها في أَفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها

رأَوها فلا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها‏.‏ والكَتِفُ من الإبل والخيل والبغال

والحمير وغيرها‏:‏ ما فوق العَضُد، وقيل‏:‏ الكتفان أَعلى اليدين، والجمع أَكتاف؛ سيبويه‏:‏ لم يجاوزوا به هذا البناء، وحكى اللحياني في جمعه كِتَفةً‏.‏

والأَكْتف من الرجال‏:‏ الذي يشتكي كتفه‏.‏ ورجل أَكتف بيّنُ الكَتَفِ أَي

عريض الكَتِف، وفي المحكم‏:‏ عظيم الكتف‏.‏ ورجل أَكتف‏:‏ عظيم الكتف كما يقال

أَرْأَسُ وأَعْنَقُ، وما كان أَكْتَفَ ولقد كَتِف كَتَفاً‏:‏ عظُمت كَتِفُه‏.‏

وإني لأَعلم من أَين تؤكل الكَتِفُ؛ تضربه كل شيء علمته‏.‏ والكُتاف‏:‏ وجع في الكتِف‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء في ذلك الموضع‏.‏

والكَتَفُ‏:‏ عَيْب يكون في الكَتِف‏.‏ والكتَف‏:‏ انْفِراجٌ في أَعالي كتف

الإنسان وغيره مما يلي الكاهِل، وقيل‏:‏ الكَتَفُ في الخيل انفراج أَعالي

الكَتِفَين من غَراضِيفها مما يلي الكاهل، وهو من العيوب التي تكون خِلْقة‏.‏

أَبو عبيدة‏:‏ فرس أَكتف وهو الذي في فُروع كَتِفيه انفراج في غراضيفها مما

يلي الكاهل‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَكْتَفُ من الخيل الذي في أَعالي غَراضِيف

كتفيه انفراج‏.‏ والكَتَفُ، بالتحريك‏:‏ نقصان في الكتف، وقيل‏:‏ هو ظَلَع يأْخذ من وجع الكَتِفِ، كَتِفَ كَتَفاً وهو أَكْتَف‏.‏ وكَتِفَ البعير كتَفاً وهو أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها‏.‏ اللحياني‏:‏ بالبعير كتَفٌ شديد إذا

اشتكى كَتِفه‏.‏ يقال جمل أَكتَف وناقة كَتْفاء‏.‏ وكَتفه يَكْتِفه كتْفاً‏:‏

أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها‏.‏ والكَتَف‏:‏ مصدر الأَكْتف وهو الذي انضمت

كَتِفاه على وسط كاهله خِلْقة قبيحة‏.‏ وكتَفَت الخيلُ تَكْتِف كتْفاً وكَتَّفَت

وتكَتَّفَت‏:‏ ارتفعت فُروع أَكتافها في المشي، وعُرِضَت على ابن أُقَيْصِرٍ أَحد بني أَسد بن خزيمة خيل فأَوْمأَ إلى بعضها وقال‏:‏ تجيء هذه سابقة، فسأَلوه‏:‏ ما الذي رأَيت فيها‏؟‏ فقال‏:‏ رأَيتها مشت فكتَفتْ، وخبَّت

فوجَفَت، وعدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة‏.‏ والكَتِفان‏:‏ اسم فرس من ذلك؛ قالت بنت

مالك ابن زيد ترثيه‏:‏

إذا سَجَعَتْ، بالرَّقْمَتَيْنِ، حَمامةٌ، أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ

وكتَفتِ المرأَة تَكتِف‏:‏ مشت فحرَّكت كتفيها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وقولهم مشت

فكتَفَت أَي حركت كتِفيْها يعني الفرس‏.‏

والكِتافُ‏:‏ مصدرُ المِكْتاف من الدوابّ، والمِكْتاف من الدوابّ‏:‏ الذي

يَعقِر السرجُ كتفَه، والاسم الكِتاف، والكَتَّافُ‏:‏ الذي ينظر في الأَكتاف

فيُكَهِّنُ فيها‏.‏

والكَتْف‏:‏ المشي الرُّوَيْد؛ قال الأَعشى‏:‏

فأَفْحَمْته حتى اسْتَكان كأَنَّه

قريحُ سِلاح، يَكتِف المشي، فاترُ

أَنشده ابن بري‏.‏ ابن سيده‏:‏ كتَف يَكْتِف كَتْفاً وكَتِيفاً مشى مَشْياً

رُوَيْداً؛ قال لبيد‏:‏

وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه

قريح سلاح، يكتف المشي، فاتر

والكُتْفان والكِتْفان‏:‏ الجراد بعد الغَوْغاء، وقيل‏:‏ هو كُتْفان

وكِتْفان إذا بدا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً، وإن مسَسْتَه وجدت

حَجْمه، واحدته كتفانة، وقيل‏:‏ واحده كاتِف والأُنثى كاتفة‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ يكون

الجراد بعد الغوفاء كتفاناً؛ قال أَبو منصور‏:‏ سماعي من العرب في الكتفان

من الجراد التي ظهرت أَجنحتها ولمّا تَطِرْ بعد، فهي تَنْقُزُ في الأَرض

نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَستعين بيديه إذا مشى‏.‏ ويقال للشيء إذا

كثر‏:‏ مثلُ الدَّبى والكُِتفان‏.‏ والغَوْغاء من الجراد‏:‏ ما قد طار ونبتت

أَجنحته‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان، وإذا احمرّ

الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهي الغَوْغاء‏.‏ الجوهري‏:‏ الكُتفان الجراد

أَوّل ما يطير منه، ويقال‏:‏ هي الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم الدَّبى ثم الغوغاء ثم الكتفان؛ قال ابن بري‏:‏ وقد يثقل في الشعر؛ قال صخر

أَخو الخَنْساء‏:‏

وحَيّ حريد قد صَبَحْتُ بِغارةٍ، كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ

والكَتْفُ والكَتَفانُ‏:‏ ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إلى

ما وراءه‏.‏

والكَتْفُ‏:‏ شدّك اليدين من خلف‏.‏ وكتَف الرجلَ يَكْتِفه كتْفاً وكتّفه‏:‏

شدَّ يديه من خلفه بالكِتاف‏.‏ والكِتافُ‏:‏ ما شُدَّ به؛ قالت بعض نساء

الأَعراب تصف سحاباً‏:‏

أَناخَ بذي بَقَرٍ بَرْكَه، كأَنَّ على عضُدَيْه كِتافا

وجاء به في كِتاف أَي في وِثاق‏.‏ والكِتافُ‏:‏ الحَبل الذي يُكتف به الإنسان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف؛ هو الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي يَعْقِد شعره من خلفه‏.‏ والكِتافُ‏:‏ وثاق

في الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إلى

الآخر‏.‏ والكتْف‏:‏ أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما على الآخر‏.‏

وكتّف اللحم تَكْتِيفاً‏:‏ قطَّعه صغاراً، وكذلك الثوب، وكتَّفه بالسيف

كذلك‏.‏

الجوهري‏:‏ والكَتِيفةُ ضبَّة الباب وهي حديدة عريضة‏.‏ ابن سيده‏:‏

والكَتِيفُ والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربما كانت كأَنها صحيفة، وقيل‏:‏ الكتيف

الضبة؛ قال الأَعشى‏:‏

بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبْـ *** ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ

أَو كَقِدْحِ النُّضار لاَّمَه القَيـ *** ـن، ودانى صُدوعه بالكتيفِ

رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل، حتى

عادَ من بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ

قوله بالكتِيف يعني كتائفَ رِقاقاً من الشَبه؛ وقيل‏:‏ الكتِيفة الضبَّة، وقيل‏:‏ الضبة من الحديد، وجمعها كتِيف وكُتُفٌ‏.‏ وكَتف الإناء يكْتِفُه

كتْفاً وكتَّفه‏:‏ لأَمَه بالكتِيف؛ قال جرير‏:‏

ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه، ويَعْرِفُ كفَّيْه الإناءُ المُكَتَّفُ

شمر‏:‏ ويقال للسيف الصفيح كَتِيف؛ قال أَبو دُواد‏:‏

فَوَدِدْتُ لو أَني لَقِيتُك خالِياً، أَمْشِي، بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ

أَراد سيفاً صَفِيحاً فسماه كَتِيفاً‏.‏ قال خالد بن جَنْبَة‏:‏ كَتِيفةُ

الرحْل واحدة الكتائف، وهي حديدة يُكْتَفُ بها الرحْل‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

أُخذ المَكْتوف من هذا لأَنه جَمع يديه‏.‏ والكتيفة‏:‏ كلْبَة الحدَّاد‏.‏

والكَتِيفةُ‏:‏ السَّخِيمةُ والحِقْد والعداوة وتجمع على الكتائف؛ قال

القطامي‏:‏أَخُوك الذي لا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه، وتَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكتائفُ

ويروى المُحْفِظات‏.‏ وكِتافُ القَوْس‏:‏ ما بين الطائف والسِّيةِ، والجمع أَكْتِفةٌ وكُتُفٌ‏.‏

كثف‏:‏ الكَثافةُ‏:‏ الكثرة والالتِفافُ، والفعل كثُفَ يَكْثُف كَثافة، والكثيف اسم كَثْرته يوصف به العسكر والماء والسحاب؛ وأَنشد‏:‏

وتحتَ كَثِيفِ الماء، في باطن الثرى، ملائكةٌ تَنْحَطُّ فيه وتَصْعَدُ

ويقال‏:‏ اسْتكثف الشيءُ اسْتِكثافاً، وقد كثَّفْته أَنا تكْثيفاً‏.‏ ابن سيده‏:‏ والكثِيفُ والكُثاف الكثير، وهو أَيضاً الكثير المُتراكِبُ

المُلْتَفُّ من كل شيء، كثُف كَثافة وتكاثَف‏.‏ وكثَّفه‏:‏ كثَّره وغلَّظه‏.‏ وفي حديث

ابن عباس، رضي اللّه عنهما‏:‏ أَنه انتهى إلى عليّ، عليه السلام، يوم

صِفِّين وهو في كثْف أَي في حَشْد وجماعة‏.‏ وفي حديث طُليحةَ‏:‏ فاسْتكْثَفَ

أَمرُه أَي ارتفع وعلا‏.‏ والكَثافةُ‏:‏ الغِلَظُ‏.‏ وكثُف الشيء، فهو كثِيف، وتكاثَف الشيء‏.‏ وفي صفة النار‏:‏ لسُرادِق النار أَربعَةُ جُدُرٍ كُثُفٌ؛ الكثُفُ‏:‏ جمع كَثِيف، وهو الثخين الغَليظ‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها‏:‏

شَقَقْن أَكثَفَ مُروطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ به، قال‏:‏ والرواية فيه بالنون، وسيجيء‏.‏ وامرأَة مُكَثَّفة‏:‏ كثيرة اللحم؛ ومنه قول المرأَة المخزومية‏:‏ إني

أَنا المُكَثَّفة المؤثَّفة؛ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسر المكثَّفة ولا

المؤثَّفة، وقال ثعلب‏:‏ إنما هي المكثَّفة المؤنَّفة، قال‏:‏ فالمكثَّفة

المُحْكمة الفَرْج، والمؤَنَّفة التي قد استؤنِفت بالنكاح أَوّلاً‏.‏ والكثيفُ‏:‏

السيف؛ عن كراع، قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري ما حقيقته، والأَقرب أَن تكون

تاءً لأَن الكتِيف من الحديد‏.‏

كحف‏:‏ الأَزهري خاصّة‏:‏ ابن الأَعرابي الكُحُوفُ الأَعضاء، وهي القُحوف‏.‏

كدف‏:‏ في نوادر الأَعراب‏:‏ سمعت كَدَفَتهم وحدفتهم وهَدْفتهم وحَشكتهم

وهذأَتهم وويدهم وأويدهم وأَزَّهم وأَزيزَهم، وهو الصوت تسمعه من غير

معاينة‏.‏

كرف‏:‏ كرَف الشيءَ‏:‏ شَمَّه‏.‏ وكرَف الحِمارُ إذا شمَّ بول الأتان ثم رفَع

رأْسه وقلَب شفَته؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العِجْلي‏:‏

تَخالُه من كَرْفِهِنَّ كالِحا، وافْترَّ صاباً ونَشُوقاً مالحا

وكرَف الحِمارُ والبِرْذَوْنُ يَكْرُف ويَكْرِف كَرْفاً وكِرافاً

وكَرَّفَ‏:‏ شَمَّ الرَّوْثَ أَو البول أَو غيرهما ثم رفع رأْسه، وكذلك الفحلُ

إذا شَمَّ طَرُوقته ثم رفع رأْسه نحو السماء وكشَّر حتى تَقْلُص شَفتاه؛ وأَنشد‏:‏

مُشاخِصاً طَوراً، وطَوراً كارِفا

وحمار مِكراف‏:‏ يَكْرف الأَبوال‏.‏

والكرَّافُ‏:‏ مُجَمِّش القحاب‏.‏ وقال ابن خالويه‏:‏ الكرَّافُ الذي يَسْرِق

النظر إلى النساء‏.‏

والكِرْفُ‏:‏ الدَّلْو

من جلد واحد كما هو؛ أَنشد يعقوب‏:‏

أَكلَّ يَوْمٍ لك ضَيْزَنانِ، على إزاء الحَوْضِ مِلهزانِ، بكِرْفَتَينِ يَتَواهَقانِ‏؟‏

يَتَواهَقانِ‏:‏ يَتَباريانِ‏.‏

والكِرْفِئُ‏:‏ قِطَع من السحاب مُتراكمة صغار، واحدتها كِرْفِئَة؛ قال‏:‏

كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبيـ *** ـر، ترْمِي السَّحابَ ويُرْمَى لها

وهي الكِرْثِئ أَيضاً، بالثاء‏.‏ وتَكَرْفأَ السحابُ‏:‏ تراكبَ، وجعله بعض

النحويين رُباعيّاً‏.‏ والكِرْفئ‏:‏ قشرة البيضة العُليا اليابسة التي يقال

لها القَيْض‏.‏

كرسف‏:‏ الكُرْسُف‏:‏ القُطن وهو الكُرسوف، واحدته كُرْسُفة، ومنه كُرْسُف

الدَّواةِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كُفِّن في ثلاثة أَثواب يَمانِيةٍ كُرْسُفٍ؛ الكُرْسُفُ‏:‏ القُطن، قال ابن الأَثير‏:‏ جعله وصفاً للثياب وإن لم يكن

مشتقاً كقولهم مررت بحَيّة ذراع وإبل مائة‏.‏ وفي حديث المستحاضة‏:‏ أَنْعَتُ لكِ

الكُرسفَ‏.‏

وتكَرْسَف الرجل‏:‏ دخل بعضُه في بعض‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ المُكَرْسَف الجمل

المُعَرْقَب‏.‏