فصل: (تابع: حرف القاف)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف القاف‏]‏

خرنق‏:‏ الخِرْنِق‏:‏ ولد الأَرنب، يكون للذكر والأُنثى؛ وأَنشد الليث‏:‏

ليَّنةِ المَسِّ كَمَسِّ الخِرْنِقِ

وقيل‏:‏ هو الفَتِيّ من الأَرانب؛ وأَنشد الليث‏:‏

كأنَّ تَحتي قَرماً سُوذانِقا *** وبازِياً يَخْتَطِفُ الخَرانِقا

وأَرض مُخَرْنِقةٌ‏:‏ كثيرة الخَرانِق، وخَرْنَقتِ الناقةُ إذا رأَيتَ

الشحمَ في جانبي سنَامِها فِدَراً كالخَرانِق‏.‏ الليث‏:‏ الخِرْنِقُ اسم

حَمَّةٍ؛ وأَنشد‏:‏

بينَ عُنَيْزاتٍ وبين الخِرْنِق

والخِرْنِقُ‏:‏ مَصْنَعةُ الماء‏.‏ والخِرنق‏:‏ اسم حَوْض‏.‏ وخِرْنِقُ

والخِرنقُ، جميعاً‏:‏ اسم أُخت طَرفة بن العبد، وقيل‏:‏ هي امرأَة شاعرة، وهي خِرنق

بنت هَفَّانَ من بني سعد بن ضُبَيْعة رهطِ الأَعشى‏.‏

والخَوَرْنَقُ‏:‏ نهر، والخَوَرْنق‏:‏ المجلس الذي يأكل فيه الملك ويشرب، فارسي مُعرب، أَصله، خُرَنْكاه، وقيل‏:‏ خُرَنْقاه معرب؛ قال الأَعشى‏:‏

ويُجْبَى إليه السَّيْلحون، ودُونها

صَريفُونَ في أَنْهارِها، والخَوَرْنَق

والخَورْنقُ‏:‏ نبت‏.‏ والخَورْنق‏:‏ اسم قصر بالعراق، فارسي معرب، بناه

النعمان الأَكبر الذي يقال له الأَعور، وهو الذي لَبِس المُسُوح فساحَ في الأَرض؛ قال عدي بن زيد يذكره‏:‏

وتَبَيَّنْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ، إذ أَشـ *** رفَ يوماً، وللهُدَى تَفْكِيرُ

سَرَّه حالُه، وكثرةُ ما يَمْـ *** لِِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ

فارْعَوى قلْبُه فقال‏:‏ وما غِبْـ *** طةُ حَيٍّ إلى المماتِ يَصيرُ‏؟‏

خزق‏:‏ الخَزْقُ‏:‏ الطعْنُ‏.‏ وفي حديث عدِيّ‏:‏ قلت يا رسول الله إنا نَرْمي

بالمِعْراضِ، فقال‏:‏ كُل ما خَزَق وما أَصاب بَعَرْضه فلا تأْكل، خَزَق

السهمُ وخَسَق إذا أَصاب الرَّمِيَّة ونفَذ فيها؛ ابن سيده‏:‏ خَزق السهم

يَخْزِق خَزْقاً وخُزوقاً كخَسق؛ والسهم إذا قَرْطَسَ، فقد خَسَق وخَزق، وسهم

خاسِقٌ وخازق، وهو المُقَرْطِسُ النافذ؛ ومنه قول الحسن‏:‏ لا تأكل من صيد

المَعراض إلاَّ أَن يَخزِق؛ معناه ينفذ ويسيل الدم لأَنه ربما قتل

بعَرضه ولا يجوز‏.‏

الجوهري‏:‏ والخازق من السِّهام المُقرطِس؛ ويقال‏:‏ خزَقْتهم بالنبل أَي

أَصبتهم بها‏.‏ وفي حديث سَلَمَة بن الأَكوع‏:‏ فإذا كنتُ في الشَّجْراء

خَزَقْتُهم بالنبل أَي أَصبتهم بها‏.‏ وخَزَقه بالرمح يَخْزِقه‏:‏ طعَنه به طعْناً

خفيفاً، وهو أَمضى من خازق يعني السِّنانَ‏.‏ ومن أَمثاله في باب التشبيه‏:‏

أَنفَذُ من خازق؛ يَعْنون السَهمَ النافذ، والخازِقُ‏:‏ السنان‏.‏

والمِخْزَقةُ‏:‏ الحَرْبة‏.‏ والمِخْزَقُ‏:‏ عود في طرَفه مِسْمار مُحدَّد

يكون عند بيّاع البُسْر‏.‏

وانُخَزق الشيءُ‏:‏ ارْتَزَّ في الأَرض‏.‏ الليث‏:‏ كلّ شيء حادّ رَزَزْتَه في الأَرض وغيرها فارْتَزَّ، فقد خزَقْته‏.‏ والخَزْقُ‏:‏ ما يَثبُت‏.‏ والخَزْق‏:‏

ما ينفُذ‏.‏ ويقال‏:‏ يوشِكُ أَن يَلْقَى خازِقَ ورَقِه؛ يضرب مثلاً للرجل

الجَرِيء‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ إنه لخازِقُ ورقِه إذا كان لا يُطمَع فيه‏.‏

وخزَقَه بعينه‏:‏ حَِدَّدَها إليه ورماه بها؛ عن اللحياني‏.‏

وأَرض خُزُقٌ‏:‏ لا يَحْتَبِس عليها ماؤها ويخرج ترابها‏.‏ وخزَق الطائرُ

والرَّجل يَخْزِق خَزْقاً‏:‏ أَلقى ما في بطنه‏.‏ ويقال للأَمةِ‏:‏ يا خَزاقِ

يكنى به عن الذَّرْق‏.‏

ابن بري‏:‏ خُزاقُ اسم قرية من قُرى راوَنْدَ؛ قال الشاعر‏:‏

أَلم تَعْلَما ما لي بِراوَنْد كلِّها، ولا بخُزاقٍ، من صَدِيقٍ سِواكُما

خزرق‏:‏ الخِزْراقةُ‏:‏ الضَّعِيف‏.‏ الأَزهري‏:‏ رأَيت في نسخة مسموعة قال قول

امرئ القيس‏:‏ ولستُ بِحِزْراقةٍ؛ الزاي قبل الراء، أَي بِضَيِّقِ القلب

جَبان، قال‏:‏ ورواه شمر بخزراقة، بالخاء معجمة، قال‏:‏ وهو الأَحمق‏.‏

والخُزْرِيقُ‏:‏ طعام شبيه بالحَساء أَو الحَرِيرة‏.‏

خزرنق‏:‏ الخَزَرْنَقُ‏:‏ ذكر العَناكِب‏.‏ والخُزْرانِقُ‏:‏ ضرب من الثياب

فارسي‏.‏

خسق‏:‏ إذا رُمي بالسهام فمنها الخاسِقُ وهو المُقَرْطِس، وهو لغة في الخازق‏.‏ خَسَق السهمُ يَخْسِق خَسقاً وخُسوقاً‏:‏ قَرْطَس، وخَسَق أَيضاً‏:‏ لم ينفُذ نَفاذاً شديداً‏.‏ الأَزهري‏:‏ رَمى فخَسق إذا شقّ الجلد‏.‏ وخَسَقَت

الناقة الأَرض تَخْسِقُها خَسْقاً‏:‏ خدَّتها‏.‏ وناقة خَسُوق‏:‏ سيّئة الخُلُِق

تَخْسِق الأَرض بمنَاسِمها إذا مشت انقلب مَنْسِمها فخَدَّ في الأَرض‏.‏

وخَيْسَقٌ‏:‏ اسم‏.‏ التهذيب‏:‏ خيسق اسم لابةٍ معروفة‏.‏ وبئر خَيْسَقٌ‏:‏ بعيدةُ

القعْر‏.‏ وقبر خَيْسَق أَيضاً‏:‏ قَعِير‏.‏

خشق‏:‏ الخَوْشق‏:‏ ما يَبقى في العِذْق بعدما يُلْقَط ما فيه؛ عن كراع‏.‏

والخَوْشَق من كل شيء‏:‏ الرَّدِيء؛ عن الهَجَرِيّ‏.‏

خفق‏:‏ الخَفْقُ‏:‏ اضْطِراب الشيء العَرِيض‏.‏ يقال‏:‏ راياتُهم تَخْفِق

وتَخْتَفِقُ، وتسمّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ خَفَقَ

الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ والريح ونحوها يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً

وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق، كله‏:‏ اضْطَرب، وكذلك القَلب

والسَّراب إذا اضْطَربا‏.‏ التهذيب‏:‏ خَفقت الريح خَفَقاناً، وهو حَفيفُها أَي

دَوِيُّ جَرْيِها، قال الشاعر‏:‏

كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ

خَرِيقٍ، بينَ أَعْلامٍ طِوالِ

وأَخْفَقَ بثوبه‏:‏ لَمع به‏.‏ والخَفْقة‏:‏ ما يُصيب القلبَ فيَخفِق له، وفؤاد مَخْفوق‏.‏ التهذيب‏:‏ الخَفقانُ اضطراب القلب وهي خِفّة تأخذ القلب، تقول‏:‏

رجل مَخْفوق‏.‏ وخفَق برأسه من النُّعاس‏:‏ أَمالَه، وقيل‏:‏ هو إذا نَعس

نَعْسةً ثم تنبّه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتين‏.‏

ويقال‏:‏ سير الليل الخَفْقتان وهما أَوّله وآخره، وسير النهار البَرْدانِ أَي

غُدْوة وعشيّة‏.‏ وقال ابن هانئ في كتابه‏:‏ خفَق خُفوقاً إذا نام‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كانوا ينتظرون العِشاء حتى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حتى تسقُط

أَذْقانهم على صدورهم وهم قُعود، وقيل‏:‏ هو من الخُفوق الإضطراب‏.‏ ويقال‏:‏ خفَق

فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة‏.‏ وخَفَق الرجل أَي حرّك رأسه وهو ناعس‏.‏

وخفَق الآلُ خَفْقاً‏:‏ اضْطَرب؛ فأَمّا قول رؤبة‏:‏

وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ، مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ

فإنه حُرِّك للضرورة كما قال‏:‏

فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

وأَرض خفّاقة‏:‏ يَخْفِق فيها السراب‏.‏ التهذيب‏:‏ السَّراب الخَفُوق

والخافِقُ الكثير الإضطراب‏.‏ والخَفْقة‏:‏ المَفازة ذات الآل؛ قال العجاج‏:‏

وخَفْقة ليس بها طُوئِيّ

يعني ليس بها أَحد‏.‏ وخفَق الشيءُ‏:‏ غاب، وقيل لعَبِيدةَ‏.‏ السَّلْمانِيّ‏:‏ ما

يوجب الغُسل‏؟‏ فقال‏:‏ الخَفْقُ والخِلاط؛ يريد بالخفق مَغِيب الذكر في الفرج؛ التفسير للأَزهري، من خَفَق النجمُ إذا انْحطَّ في المغرب، وقيل‏:‏ هو من الخَفْق الضرْبِ‏.‏ وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ‏:‏ غاب؛ قال

الشمّاخ‏:‏عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية، إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ‏.‏

وقيل‏:‏ هو إذا تلألأ وأَضاء؛ وأَنشد الأَزهري‏:‏

وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلو

كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ

وخَفقَ النجمُ والقمر‏:‏ انْحطّ في المغرب، وكذلك الشمس؛ يقال‏:‏ ورَدْتُ

خُفوقَ النجم أَي وقت خُفوق

الثُّريا، تجعله ظرفاً وهو مصدر‏.‏ ورأيت فلاناً خافق العين أَي خاشِعَ

العين غائرها، وكذلك ماكل العين

ومُرَنَّقُ العين‏.‏ وخفَق الليلُ‏:‏ سقط عن

الأُفق؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وخفَق السهمُ‏:‏ أَسرع‏.‏

ورِيح خَيْفَقٌ‏:‏ سريعة‏.‏ وفرس خَيْفَق وناقة خَيْفَق‏:‏ سريعة جدّاً، وقيل‏:‏

هي الطويلة القوائم مع إخْطاف، وقد يكون للذكر والتأنيثُ عليه أَغلب، وقيل‏:‏ فرس خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قليلة اللحم‏.‏ الكلابيُّ‏:‏ امرأَة خَيْفق

وهي الطويلة الرُّفْعين الدقيقة العظام البعيدة الخطو‏.‏ سريع، وهو الخَنْفَقِيقُ في الناقة والفرس والظليم، وهو مشي في اضطراب‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏

فرس خَفِق والأُنثى خَفِيقة مثل خَرِب وخَرِبة، وإن شئت قلت خُفَق

والأُنثى خُفقَة مثل رُطَب ورُطبَة، والجمع خَفِقاتٌ

وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ، وهي بمنزلة الأَقَبّ، وربما كان الخفوق من خِلْقة

الفرس، وربما كان من الضُّمور والجَهْد، وربما أُفرد وربما أُضيف؛ وأَنشد

في الإفراد‏:‏

ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ، على خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها

وأَنشد في الإضافة‏:‏

بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء، حابي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء

ويقال‏:‏ فرسٌ خَفِقُ الحشَا‏.‏ والخيْفَق‏:‏ فرس سَعْد بن مشهب‏.‏

وامرأة خَنْفَقٌ‏:‏ سريعة جَرِيئة‏.‏ والخَنْفَقُ والخَنْفَقِينُ‏:‏ الداهية؛ يقال‏:‏ داهية خَنْفَقِينٌ، وهو أيضاً الخَفِيفةُ من النساء الجَرِيئة، والنون زائدة، جعلها من خَفْقِ الرّيح‏.‏ والخَنْفقِينُ‏:‏ حكاية أَصوات حوافر

الخيل‏.‏ والخَنْفقِين‏:‏ الناقِصُ الخَلْقِ؛ قال شُيَيْمُ ابن خُوَيْلِد‏:‏

قلتُ لَسيِّدنا‏:‏ يا حكيـ *** مُ، إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِيقا

أَعْنْتَ عَدِيّاً على شَأوِها، تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقا

أَطَعْتَ اليَمينَ عِنادَ الشِّمالِ، تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا

زَحَرْتَ بها ليلةً كلَّها، فجِئتَ بها مُؤيَداً خَنْفَقِيقا

وهذا أَورده الجوهري‏:‏

وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّها، فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا

قال ابن بري‏:‏ والصواب‏:‏

زحرت بها ليلة كلها

كما تقدم؛ وقوله‏:‏ يا حكيم، هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم

وتُخطئ هذا الخَطأ، وقوله‏:‏ أطعت اليمين عِناد الشمال، مثل ضربه، يريد فعلت

فِعْلاً أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم؛ يقول‏:‏ فجِئتنا بداهيةٍ من الأمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي

ناقصاً مُقَصِّراً‏.‏ وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه

ويَخْفِقه خَفْقاً‏:‏ ضربه بها ضرْباً خفيفاً‏.‏ والمِخْفقةُ‏:‏ الشيء يضرب به سير أو

دِرّة التهذيب‏:‏ والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جزم، هو الشيء الذي يضرب نحو

سير أو دِرَّة‏.‏ ابن سيده‏:‏ والمِخفقة سوط من خشب‏.‏ وسيف مِخْفَقٌ‏:‏ عَرِيض‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض‏.‏ الليث‏:‏ الخَفْقُ ضربك

الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض، والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ فضربهما بالمِخفقة؛ هي الدرّة‏.‏

وأَخْفقَ الرجلُ‏:‏ طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم، أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد، وطلَب حاجة فأخْفَقَ‏.‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها

مرتين؛ قال أبو عبيد‏:‏ الإخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً؛ ومنه قول

عنترة يصف فرساً له‏:‏

فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى، ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب

يقول‏:‏ يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى؛ قال أبو عبيد‏:‏ وكذلك كل

طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، وأصل ذلك في الغنيمة‏.‏ قال ابن الأثير‏:‏ اصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير

ثابتة مستقرّة‏.‏ الليث‏:‏ أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قلّ

ماله‏.‏ والخَفْقُ‏:‏ صوت النعل وما أشبهها من الأصوات‏.‏

وفي الحديث ذكر منكر ونكير‏:‏ إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون

عنه، يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا‏.‏ ورجل خَفّاقُ

القدم عريض باطن القدم، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض

خَفْقٌ؛ وقوله‏:‏

مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ معناه أنه خفيف على الأرض ليس بثقيل ولا بَطيء، وقيل‏:‏ خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي‏:‏

قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ، خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم

وقيل‏:‏ هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ‏.‏ وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي

خمِيصة؛ وقوله‏:‏

ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى، من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ

إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة، وإذا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ‏:‏

المَفازة المَلْساء ذات الآلِ‏.‏

والخافِقُ‏:‏ المكان الخالي من الأَنِيس، وقد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعي‏:‏

عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِيتَنا

بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق

وخَفَق في البلاد خُفوقاً‏:‏ ذهب‏.‏

والخافِقان‏:‏ قُطْرا الهواء‏.‏ والخَافِقانِ‏:‏ أُفُق المشرق والمغرب؛ قال

ابن السكيت‏:‏ لأن الليل والنهار يَحْفِقان فيهما، وفي التهذيب‏:‏ يخفقان

بينهما؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ الخافقان المشرق والمغرب، وذلك أن المغرب يقال له

الخافِقُ وهو الغائب، فغَلَّبُوا المغرب على المشرق فقالوا الخافقان كما

قالوا الأَبوان‏.‏ شمر‏:‏ الخافقانِ طرَفا السماء والأَرض؛ قال رؤبة‏:‏

واللّهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يَهْذِمه يأكله‏.‏

كلاهما في فَلَكٍ يستلْحِمُه

أَي يركبه؛ وقال خالد بن جنْبةَ‏:‏ الخافقانِ منتهى الأَرض والسماء‏.‏ يقال‏:‏

أَلحق الله فلاناً بالخافق، قال‏:‏ والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بجانبي

الأَرض‏.‏ قال‏:‏ وخَوافِقُ السماء الجِهات التي تَخرج منها الرّياح الأَربع‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أن ميكائيل مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يعني طرَفي السماء، وفي النهاية‏:‏ مَنْكِبا إسرافيل يَحُكّانِ الخافقين، قال‏:‏ وهما طرفا

السماء والأَرض؛ وقيل‏:‏ المغرب والمشرق‏.‏

والخَفّاقةُ‏:‏ الاسْت‏.‏ وخفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت، فهي خَفُوق‏.‏

والمَخْفُوق‏:‏ المجنون؛ وأَنشد‏:‏

مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا

وروى الأَزهري بإسناده عن حذيفة بن أُسيد قال‏:‏ يخرج الدجال في خَفْقة من الدِّين وسوداب الدين

، وفي رواية جابر‏:‏ وإدْبار من العلم؛ أَراد أَن خروج الدجال يكون

عند ضَعف الدّين وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الباطل على أَهل الحقّ وفُشُوّ

الشر وأَهله، وهو من خَفق الليلُ إذا ذهب أكثره، أَو خَفقَ إذا اضْطربَ، أَو خَفقَ إذا نَعَس‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ الخَفْقةُ في حديث الدجّال

النَّعْسةُ ههنا، يعني أن الدين ناعِسٌ وَسْنانُ في ضَعفه، من قولك خَفقَ خَفْقة

إذا نامَ نومة خفيفة‏.‏

ومن أَمثال العرب‏:‏ ظلم ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وقيل‏:‏ كان اسمه سَيّاراً خرج

يريد الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكليل بن يسار، وكان قتل أَخاه عويفاً، فلقيه ابن عم له ومعه ناقتان وزادٌ، فقال له‏:‏ أَين تريد‏؟‏ قال‏:‏ الشحر

لئلا يَقْدِر عليَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَيْفاً، فقال‏:‏ خذ إحدى الناقتين، وشاطَرَه زادَه، فلما ولَّى عطف عليه فقتله فسمي صَرِيعَ الظلم؛ وفيه

يقول القائل‏:‏

أَعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ، فلمّا اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني

تعالى الله هذا الجَوْرُ حَقّاً، ولا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقانِ

والخَفَقانُ‏:‏ اضْطِرابُ الجناح‏.‏ وخَفَقَ الطائر أَي طار، وأَخْفَقَ إذا

ضرب بجناحيه؛ قال الراجز‏:‏

كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لم يَطِرْ

وفلاة خَيْفَقٌ أي واسعة يَخْفِق فيها السَّراب؛ قال الزَّفَيان‏:‏

أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ، ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ، تِيةٌ مَرَوْراة وفَيْقٌ خَيْفَقُ

الأَصمعي‏:‏ المَخْفَقُ الأَرض التي تستوي فيكون فيها السرابُ مضْطَرِباً‏.‏

ومُخَفِّقٌ‏:‏ اسم موضع؛ قال رؤبة‏:‏

ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه

خقق‏:‏ خقَّت الأَتانُ تخِقُّ خَقِيقاً، وهي خقُوق‏:‏ صوَّتَ حَياؤها عند

الجماع من الهُزال والاسْتِرْخاء، وكذلك كلّ أنثى من الدوابّ‏.‏ وخَقَّ

الفَرج يَخِقُّ خقِيقاً، وكذلك قُنْبُ الفرَس إذا صوّت، وخفَّت المرأة وهي

خَقوق وخَقَّاقة كذلك، وهو نعت مكروه؛ قال‏:‏

لو نِكْتَ مِنهنَّ خقُوقاً عَرْدا، سَمِعْت رِزّاً ودَوِيّاً إدّا

أَبوعبيدة في كتاب الخيل‏:‏ الخِقاقُ صوت يكون في ظَبْية الأُنثى من الخيل

من رَخاوة خِلْقتها وارْتِفاع مُلْتَقاها، فإذا تحرّكت لعَنَقٍ أَو غيره

احْتَشَتْ رَحمُِها الريحَ فصوَّتت فذلك الخِقاق، ويقال للفرس من ذلك

الخاقُّ‏.‏

والخَقُوق والخَقَّاقةُ من الأُتُن والنساء‏:‏ الواسعة الدُبر‏.‏ ويقال في السِّباب‏:‏ يا ابن الخَقُوق

والخَقَّاقةُ‏:‏ الاسْتُ؛ ومن الأَحْراح مُخِقٌّ، وإخْقاقُه‏:‏ صوته عند

النَّخْجِ‏.‏ وحِرٌ مِخقّ‏:‏ مصوت عند النخج‏.‏

قال أَبو زيد‏:‏ إذا اتَّسعت البَكْرةُ أَو اتَّسع خَرْقُها عنها قيل‏:‏

أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً، وهو أَن يُسدَّ ما اتسع منها بخشبة

أَو بحجر أَو بغيره‏.‏ وخَقَّت البكرة‏:‏ اتَّسع خَرْقُها عن المِحْوَر أَو

اتسعت النّعامةُ عن موضع طَرفها من الزُّرْنُوق‏.‏

والخَقِيقُ والخَقْخَقةُ‏:‏ زُعاقُ قُنْب الدابة، وقد خَقِّ وخَقْخقَ‏.‏ قال

ابن المظفر الخَقيقُ زُعاقُ قُنب الدابَّة فإذا ضوعف مخففاً قيل‏:‏

خَفْخَق‏.‏ والخَقْخة‏:‏ صوت القنب والفرجِ إذا ضُوعف‏.‏ وخَقَّ القارُ وما أَشبهه

خَقّاً وخقَقاً وخَقِيقاً وخَقخق‏:‏ غَلى وسُمع له صوت‏.‏

والخَقُّ‏:‏ الغدير اليابس إذا جَفَّ وتَقَلْفَع؛ قال‏:‏

كأَنَّما يَمْشِين في خَقٍّ يَبَسْ

وقال ابن دريد‏:‏ قال أَهل اللغة الخقُّ شبه حفرة عامضة في الأرض مثل

اللُّخْقُوق، قال‏:‏ ولا أَدري ما صحته‏.‏ والخَقُّ والأُخْقوق‏:‏ قدر ما يختفي فيه

الدابة أَو الرجل، لغة في اللُّخْقوق؛ قال الليث‏:‏ ومن قال اللخقوق فإنما

هو غلط من قبل الهمزة مع لام المعرفة، قال أَبو منصور‏:‏ هي لغة لبعض

العرب يَتكلم بها أهل المدينة، وبهذه اللغة قرأ نافع، يقولون قال الأَحمر، ومنهم من يقول قال لَحْمر، وقال ذلك سيبويه والخليل؛ حكاه الزجاج‏.‏ وقيل‏:‏

الأَخاقِيقُ فقَرٌ في الأَرض وهي كُسور فيها في مُنْعَرَج الجبل وفي الأَرض

المتَفقِّرة، وهي الأَودية‏.‏ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن رجلاً كان واقفاً معه وهو محرم فَوَقَصَت به ناقته في أَخاقِيقِ جِرْذان

فمات؛ وهي شُقوق في الأَرض، واحدها أُخْقُوق، ولا يعرفه الأَصمعي إلا

باللام؛ قال الأَصمعي‏:‏ إنما هو لخَاقِيق جِرْذانٍ، واحدها لُخْقوق، وهي شقوق

في الأَرض؛ قال أَبو منصور وقال غيره‏:‏ الأَخاقِيقُ صحيحة كما جاء في الحديث، واحدها أُخْقُوق مثل أُخدود وأَخادِيدَ‏.‏

والخَقُّ والخَدُّ‏:‏ الشَّقُّ في الأَرض‏.‏ يقال‏:‏ خَدَّ السيلُ فيها خَدّاً

وخَقَّ فيها خَقّاً‏.‏ ابن شميل‏:‏ خق السيل في الأَرض خقّاً إذا حَفر فيها

حَفْراً عميقاً‏.‏

وكتب عبد الملك بن مَرْوانَ إِلى وكيل له على ضَيْعة‏:‏ أَمَّا بعد فلا

تَدَعْ خَقّاً من الأَرض ولا لَقَّاً إِلا سَوَّيْته وزرَعْتَه؛ فاللَّقُّ‏:‏

الشقّ المستطيل وهو الصَّدْعُ، والخَقُّ‏:‏ حُفْرة غامضة في الأَرض وهو الجُحْر؛ وأَنشد شمر لِلًعين المِنْقَريّ يصف ذكر فرس‏:‏

وقاسِحٍ كَعمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه

دَرْكاً حِصان، وصُلْب غَيْر مَعْرُوقِ

مِثْل الهِراوة مِيثام، إِذا وقَبَتْ

في مَهْبِلٍ، صادَفَتْ داء اللًخاقِيقِ‏.‏ بن الأَعرابي‏:‏ الخِقَقةُ الرَّكَواتُ المُتلاحِماتُ، والخِقَقةُ أَيضاً

الشُّقوق الضيِّقةُ‏.‏ وفي النوادر‏:‏ يقال استخَقَّ الفرَسُ وأَخَقَّ

وامْتَخَض إِذا اسْتَرْخى سُرْمُه، يقال ذلك في الذكر‏.‏

خلق‏:‏ الله تعالى وتقدَّس الخالِقُ والخَلاَّقُ، وفي التنزيل‏:‏ هو الله الخالِق البارئ المصوِّر؛ وفيه‏:‏ بلى وهو الخَلاَّق العَليم؛ وإِنما قُدّم

أَوَّل وَهْلة لأَنه من أَسماء الله جل وعز‏.‏ الأَزهري‏:‏ ومن صفات الله تعالى الخالق والخلاَّق ولا تجوز هذه الصفة بالأَلف واللام لغير الله عز

وجل، وهو الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لم تكن موجودة، وأَصل الخلق

التقدير، فهو باعْتبار تقدير ما منه وجُودُها وبالاعتبار للإِيجادِ على

وَفْقِ التقدير خالقٌ‏.‏

والخَلْقُ في كلام العرب‏:‏ ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه‏:‏ وكل

شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه‏:‏ أَلا له الخَلق

والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين‏.‏ قال أَبو بكر بن الأَنباري‏:‏ الخلق في كلام العرب على وجهين‏:‏ أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر

التقدير؛ وقال في قوله تعالى‏:‏ فتبارك الله أَحسنُ الخالقين، معناه أَحسن

المُقدِّرين؛ وكذلك قوله تعالى‏:‏ وتَخْلقُون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه؛ تقديره، ولم يرد أَنه

يُحدِث معدوماً‏.‏ ابن سىده‏:‏ خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أن لم يكن، والخَلْقُ يكون المصدر ويكون المَخْلُوقَ؛ وقوله عز وجل‏:‏ يخلُقكم

في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث؛ أَي يخلُقكم

نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر

ويَنفُخ فيه الرُّوح، فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وقد قيل في الأَصلاب والرحم والبطن؛ وقوله

تعالى‏:‏ الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه؛ في قراءة من قرأَ به؛ قال ثعلب‏:‏ فيه

ثلاثة أَوجه‏:‏ فقال خَلْقاً منه، وقال خَلْقَ كلِّ شيء، وقال عَلم كُلَّ شيء خَلْقَه؛ وقوله عز وجل‏:‏ فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله؛ قيل‏:‏ معناه

دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم، عليه السلام، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا، فمن كفر فقد غيَّر

خلق الله، وقيل‏:‏ هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله، وقال الحسن ومجاهد‏:‏ فليغيرن خَلْقَ الله، أَي دِينَ الله؛ قال ابن عرفة‏:‏ ذهب قوم إِلى أَن قولهما حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له، لأن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله، والدِّينُ الحُكْم، أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين‏.‏ وأَما قوله تعالى‏:‏ لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله؛ قال

قتادة‏:‏ لدِين الله، وقيل‏:‏ معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر

أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة الدين‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ولقد جئتمُونا فُرادَى

كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم كقدرتنا على

خَلْقِكم‏.‏

وفي الحديث‏:‏ من تَخلَّق للناس بما يَعلم اللهُ أَنه ليس من نَفسه شانَه الله؛ قال المبرد‏:‏ قوله تخلَّق أَي أَظهر في خُلقِه خلاف نيّته‏.‏ ومُضْغةٌ

مُخلَّقة أَي تامّة الخلق‏.‏ وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله تعالى‏:‏ مُخلَّقةٍ

وغيرِ مخلَّقة، فقال‏:‏ الناس خُلِقوا على ضربين‏:‏ منهم تامّ الخَلق، ومنهم

خَدِيجٌ ناقص غير تامّ، يدُلُّك على ذلك قوله تعالى‏:‏ ونُقِرُّ في الأَرحام ما نشاء؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ مخلقة قد بدا خَلْقُها، وغير مخلقة لم تُصوَّر‏.‏ وحكى اللحياني عن بعضهم‏:‏ لا والذي خَلَق الخُلُوق ما فعلت ذلك؛ يريد جمع الخَلْقِ‏.‏

ورجل خَلِيقٌ بيّن الخَلْق‏:‏ تامُّ الخَلْق معتدل، والأُنثى خَلِيق

وخَلِيقة ومُخْتَلَقةٌ، وقد خَلُقَت خَلاقة‏.‏ والمُخْتلَق‏:‏ كالخَليق، والأُنثى

مُخْتلَقة‏.‏ ورجل خَلِيق إِذا تمّ خَلقُه، والنعت خَلُقت المرأَة خَلاقة

إِذا تمّ خَلْقها‏.‏ ورجل خَلِيق ومُخْتلَق‏:‏ حسَنُ الخَلْقِ‏.‏ وقال الليث‏:‏

امرأَة خَلِيقة ذات جسم وخَلْق، ولا ينعت به الرجل‏.‏ والمُخْتلَق‏:‏ التامُّ

الخَلْق والجَمالِ المُعتدِل؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول البُرْج بن مُسْهِر‏:‏فلمّا أَن تَنَشَّى، قامَ خِرْقٌ

من الفِتْيانِ، مُختَلَقٌ هَضِيمُ

وفي حديث ابن مسعود وقَتلِه أَبا جهل‏:‏ وهو كالجَمل المُخَلَّقِ أَي

التامِّ الخَلْقِ‏.‏

والخَلِيقةُ‏:‏ الخَلْقُ والخَلائقُ، يقال‏:‏ هم خَلِيقةُ الله وهم خَلْق الله، وهو مصدر، وجمعها الخلائق‏.‏ وفي حديث الخَوارِج‏:‏ هم شَرُّ الخَلْقِ

والخَلِيقةِ؛ الخَلْقُ‏:‏ الناس، والخَليقةُ‏:‏ البهائم، وقيل‏:‏ هما بمعنى واحد

ويريد بهما جميع الخلائق‏.‏ والخَلِيقةُ‏:‏ الطَّبِيعية التي يُخلَق بها

الإِنسان‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ هذه خَلِيقتُه التي خُلق عليها وخُلِقَها والتي

خُلِق؛ أَراد التي خُلِق صاحبها، والجمع الخَلائق؛ قال لبيد‏:‏

فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنَّما

قَسَمَ الخلائقَ، بيننا، عَلاَّمُها

والخِلْقةُ‏:‏ الفِطْرة‏.‏ أَبو زيد‏:‏ إِنه لكريم الطَّبِيعة والخَلِيقةِ

والسَّلِيقةِ بمعنى واحد‏.‏ والخَلِيقُ‏:‏ كالخَلِيقة؛ عن اللحياني؛ قال‏:‏ وقال

القَنانِي في الكسائي‏:‏

وما لِي صَدِيقٌ ناصِحٌ أَغْتَدِي له

ببَغْدادَ إِلاَّ أَنتَ، بَرٌّ مُوافِقُ

يَزِينُ الكِسائيَّ الأَغرَّ خَلِيقُه، إِذا فَضَحَتْ بعَضَ الرِّجالِ الخَلائقُ

وقد يجوز أَن يكون الخَلِيقُ جمع خَلِيقة كشعير وشعيرة، قال‏:‏ وهو السابِق إِليّ، والخُلُق الخَلِيقة أَعني الطَّبِيعة‏.‏

وفي التنزيل‏:‏ وإِنك لَعلَى خُلُق عظيم، والجمع أَخْلاق، لا يُكسّر على

غير ذلك‏.‏ والخُلْق والخُلُق‏:‏ السَّجِيّة‏.‏ يقال‏:‏ خالِصِ المُؤْمنَ وخالِقِ

الفاجر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ليس شيء في الميزان أَثْقلَ من حُسن الخُلُق؛ الخُلُقُ، بضم اللام وسكونها‏:‏ وهو الدِّين والطبْع والسجية، وحقيقته أَنه

لِصورة الإِنسان الباطنة وهي نفْسه وأَوصافها ومعانيها المختصةُ بِها بمنزلة

الخَلْق لصورته الظاهرة وأَوصافها ومعانيها، ولهما أَوصاف حسَنة وقبيحة، والثوابُ والعقاب يتعلّقان بأَوصاف الصورة الباطنة أَكثر مما يتعلقان

بأَوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكرّرت الأَحاديث في مَدح حُسن الخلق في غير

موضع كقوله‏:‏ مِن أَكثر ما يُدخل الناسَ الجنَّةَ تقوى الله وحُسْنُ الخلق، وقولِه‏:‏ أَكملُ المؤْمنين إِيماناً أَحْسنُهم خلُقاً، وقوله‏:‏ إن العبد ليُدرك بحُسن خُلقه درجةَ الصائم القائم، وقوله‏:‏ بُعِثت لأُتَمِّم

مَكارِم الأَخلاق؛ وكذلك جاءت في ذمّ سوء الخلق أَيضاً أَحاديث كثيرة‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ كان خُلُقه القرآنَ أَي كان متمسكاً به وبآدابه وأَوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والأَلطاف‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ من تخلَّق للناس بما يعلم الله أَنه ليس من نَفْسه شانَه الله، أَي تكلَّف أَ يُظهر من خُلُقه خِلاف ما يَنطوِي عليه، مثل تصَنَّعَ

وتجَمَّل إِذا أَظهر الصَّنِيع والجميل‏.‏ وتَخلَّق بخلُق كذا‏:‏ استعمله من غير

أَن يكون مخلوقاً في فِطْرته، وقوله تخلَّق مثل تَجمَّل أَي أَظهر جَمالاً

وتصنّع وتَحسَّن، إِنَّما تأْوِيلُه الإِظْهار‏.‏ وفلان يَتخلَّق بغير

خُلقه أَي يَتكلَّفه؛ قال سالم بن وابِصةَ‏:‏

يا أَيُّها المُتحلِّي غيرَ شِيمَتِه، إِن التَّخَلُّق يأْتي دُونه الخُلُقُ

أَراد بغير شِيمته فحذف وأَوصَل‏.‏

وخالَقَ الناسَ‏:‏ عاشَرهم على أَخلاقِهم؛ قال‏:‏

خالِقِ الناسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ، لا تَكُنْ كلْباً على الناسِ يَهِرّ

والخَلْق‏:‏ التقدير؛ وخلَق الأَدِيمَ يَخْلُقه خَلْقاً‏:‏ قدَّره لما يريد

قبل القطع وقاسه ليقطع منه مَزادةً أَو قِربة أَو خُفّاً؛ قال زهير يمدح

رجلاً‏:‏

ولأَنتَ تَفْري ما خَلَقْتَ، وبعـ *** ـضُ القومِ يَخْلُقُ، ثم لا يَفْري

يقول‏:‏ أَنت إِذا قدَّرت أَمراً قطعته وأَمضيتَه وغيرُك يُقدِّر ما لا

يَقطعه لأَنه ليس بماضي العَزْم، وأَنتَ مَضّاء على ما عزمت عليه؛ وقال

الكميت‏:‏

أَرادُوا أَن تُزايِلَ خالِقاتٌ

أَدِيمَهُمُ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا

يصف ابني نِزار من مَعدّ، وهما رَبِيعةُ ومُضَر، أَراد أَن نسَبهم

وأَدِيمهم واحد، فإِذا أَراد خالقاتُ الأَديم التفْرِيقَ بين نسَبهم تبيَّن

لهن أَنه أَديم واحد لا يجوز خَلْقُه للقطع، وضرَب النساء الخالِقاتِ مثلاً

للنسّابين الذين أَرادوا التفريق بين ابني نِزار، ويقال‏:‏ زايَلْتُ بين

الشيئين وزيَّلْتُ إِذا فَرَّقْت‏.‏ وفي حديث أُخت أُمَيَّةَ بن أَبي

الصَّلْت قالت‏:‏ فدخَلَ عليَّ وأَنا أَخلُقُ أَدِيماً أَي أُقَدِّره لأَقْطَعه‏.‏

وقال الحجاج‏:‏ ما خَلَقْتُ إِلاَّ فَرَيْتُ، ولا وَعَدْتُ إِلاَّ

وَفَيْتُ‏.‏ الخَلِيقةُ‏:‏ الحَفِيرة المَخْلوقة في الأَرض، وقيل‏:‏ هي الأَرض، وقيل‏:‏

هي البئر التي لا ماءَ فيها، وقيل‏:‏ هي النُّقْرة في الجبل يَسْتَنقِع فيها

الماء، وقيل‏:‏ الخليقة البئر ساعة تُحْفَر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخُلُق

الآبارُ الحَدِيثاتُ الحَفْر‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ رأَيت بِذِرْوة الصَّمّان

قِلاتاً تُمْسِك ماءَ السماء في صَفاةٍ خَلَقها الله فيها تسميها العرب

خَلائقَ، الواحدة خَلِيقةٌ، ورأَيت بالخَلْصاء من جبال الدَّهْناء دُحْلاناً

خلقها الله في بطون الأَرض أَفواهُها ضَيِّقَةٌ، فإِذا دخلها الداخل وجدها

تَضِيقُ مرة وتَتَّسِعُ أُخرى، ثم يُفْضي المَمَرُّ فيها إِلى قَرار

للماء واسع لا يوقف على أقْصاه، والعرب إِذا تَرَبَّعوا الدهناء ولم يقع ربيع

بالأَرضِ يَمْلأُ الغُدْرانَ استَقَوْا لخيلهم وشفاههم

من هذه الدُّحْلان‏.‏

والخَلْقُ‏:‏ الكذب‏.‏ وخلَق الكذبَ والإِفْكَ يخلُقه وتخَلَّقَه

واخْتَلَقَه وافْتراه‏:‏ ابتدَعه؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ وتخْلُقون إِفكاً‏.‏ ويقال‏:‏ هذه

قصيدة مَخْلوقة أَي مَنْحولة إِلى غير قائلها؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ إِنْ هذا

إِلا خَلْقُ الأَوَّلين، فمعناه كَذِبُ الأَولين، وخُلُق الأَوَّلين قيل‏:‏

شِيمةُ الأَولين، وقيل‏:‏ عادةُ الأَوَّلين؛ ومَن قرأَ خَلْق الأَوَّلين

فمعناه افْتِراءُ الأَوَّلين؛ قال الفراء‏:‏ من قرأَ خَلْقُ الأَوَّلين أَراد

اختِلاقهم وكذبهم، ومن قرأَ خُلُق الأَولين، وهو أَحبُّ إِليَّ، الفراء‏:‏

أَراد عادة الأَولين؛ قال‏:‏ والعرب تقول حدَّثنا فلان بأَحاديث الخَلْق، وهي الخُرافات من الأَحاديث المُفْتَعَلةِ؛ وكذلك قوله‏:‏ إِنْ هذا إِلاَّ

اخْتِلاق؛ وقيل في قوله تعالى إِن هذا إِلاَّ اختِلاق أَي تَخَرُّص‏.‏ وفي حديث أَبي طالب‏:‏ إِنْ هذا إِلا اختلاق أَي كذب، وهو افْتِعال من الخَلْق

والإِبْداع كأَنَّ الكاذب تخلَّق قوله، وأَصل الخَلق التقدير قبل القطع‏.‏

الليث‏:‏ رجل خالِقٌ أَي صانع، وهُنَّ الخالقاتُ للنساء‏.‏ وخلَق الشيءُ

خُلوقاً وخُلوقةً وخَلُقَ خَلاقةً وخَلِق وأَخْلَق إِخْلاقاً واخْلَوْلَق‏:‏

بَلِيَ؛ قال‏:‏

هاجَ الهَوى رَسْمٌ، بذاتِ الغَضَا، مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ

قال ابن بري‏:‏ وشاهد خَلُقَ قول الأَعشى‏:‏

أَلا يا قَتْل، قد خَلُقَ الجَديدُ، وحُبُّكِ ما يَمُِحُّ ولا يَبِيدُ

ويقال أَيضاً‏:‏ خَلُق الثوبُ خُلوقاً؛ قال الشاعر‏:‏

مَضَوْا، وكأَنْ لم تَغْنَ بالأَمسِ أَهْلُهُم، وكُلُّ جَدِيدٍ صائِرٌ لِخُلُوقِ

ويقال‏:‏ أَخْلَقَ الرجل إِذا صار ذا أَخْلاق؛ قال ابن هَرْمَةَ‏:‏

عَجِبَتْ أُثَيْلةُ أَنْ رأَتْني مُخْلِقاً؛ ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذاك يَرُوعُ‏؟‏

قد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى، ورِداؤه

خَلَقٌ، وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ

وأَخْلَقْته أَنا، يتعدّى ولا يتعدى‏.‏ وشيءٌ خَلَقٌ‏:‏ بالٍ، الذكر

والأُنثى فيه سواء لأَنه في الأَصل مصدر الأَخْلَقِ وهو الأَمْلَس‏.‏ يقال‏:‏ ثوب

خَلَق ومِلْحفة خَلَق ودار خَلَقٌ‏.‏ قال اللحياني‏:‏ قال الكسائي لم نسمعهم

قالوا خَلْقة في شيء من الكلام‏.‏ وجِسْمٌ خَلَقٌ ورِمّة خَلَق؛ قال لبيد‏:‏

والثِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً، بعدَ المَماتِ، فإِني كنتُ أَتَّئِرُ

والجمع خُلْقانٌ وأَخْلاق‏.‏ وقد يقال‏:‏ ثوب أَخلاق يصفون به الواحد، إِذا

كانت الخلُوقة فيه كلِّهِ كما قالوا بُرْمةٌ أَعْشار وثوب أَكْياشٌ وحبْل

أَرْمامٌ وأَرضٌ سَباسِبٌ، وهذا النحو كثير، وكذلك مُلاءَة أَخْلاق

وبُرْمة أَخْلاق؛ عن اللحياني، أَي نواحيها أَخْلاق، قال‏:‏ وهو من الواحد الذي

فُرِّقَ ثم جُمِع، قال‏:‏ وكذلك حَبْل أَخلاق وقِرْبة أَخلاق؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ التهذيب‏:‏ يقال ثوب أَخلاق يُجمع بما حوله؛ وقال الراجز‏:‏

جاءَ الشِّتاءُ، وقَمِيصي أَخْلاقْ

شَراذِمٌ، يَضْحَكُ منه التَّوَّاقْ

والتَّوّاقُ‏:‏ ابنه‏.‏ ويقال جُبّة خَلَق، بغير هاء، وجديد، بغير هاء

أَيضاً، ولا يجوز جُبَّة خلَقة ولا جَديدة‏.‏ وقد خَلُق الثوب، بالضم، خُلوقة

أَي بَلِيَ، وأَخلَق الثوب مثله‏.‏ وثوب خَلَقٌ‏:‏ بالٍ؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر‏:‏كأَنَّهما، والآلُ يَجْرِي عليهما

من البُعْدِ، عَيْنا بُرْقُعٍ خَلَقانِ

قال الفراء‏:‏ وإِنما قيل له خَلقٌ بغير هاء لأَنه كان يستعمل في الأَصل

مضافاً فيقال أَعطِني خَلَقَ جُبَّتك وخَلَقَ عِمامتِك، ثم استعمل في الإِفراد كذلك بغير هاء؛ قال الزجاجي في شرح رسالة أَدب الكاتب‏:‏ ليس ما قاله

الفراء بشيء لأَنه يقال له فلمَ وجب سُقوط الهاء في الإِضافة حتى حُمل

الإِفراد عليها‏؟‏ أَلا ترى أَن إِضافة المؤنث إِلى المؤنث لا توجب إسقاط

العلاقة منه، كقولهِ مخدّةُ هِند ومِسْوَرةُ زَينب وما أَشبه ذلك‏؟‏ وحكى

الكسائي‏:‏ أَصبحت ثيابهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً، فوضع الواحد موضع

الجمع الذي هو الخُلقان‏.‏ ومِلْحفة خُلَيْقٌ‏:‏ صغَّروه بلا هاء لأَنه صفة

والهاء لا تلحق تصغير الصفات، كما قالوا نُصَيف في تصغير امرأَة نَصَف‏.‏

وأَخْلق الدّهرُ الشيءَ‏:‏ أَبلاه؛ وكذلك أَخْلَق السائلُ وجهَه، وهو على

المثل‏.‏ وأَخلقَه خَلَقاً‏:‏ أَعطاه إِياها‏.‏ وأَخلَق فلان فلاناً‏:‏ أَعطاه

ثوباً خَلقاً‏.‏ وأَخلقْته ثوباً إِذا كسَوْته ثوباً خلقاً؛ وأَنشد ابن بري

شاهداً على أَخْلَق الثوبُ لأَبي الأَسود الدؤلي‏:‏

نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُه، كنَبذِكَ نعْلاً أَخْلَقَتْ من نِعالِكا

وفي حديث أُم خالد‏:‏ قال لها، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَبْلي وأَخْلِقِي؛ يروى بالقاف والفاء، فبالقاف من إِخلاق الثوب وتقطيعه من خَلُق الثوبُ

وأَخلَقه، والفاء بمعنى العِوَض والبَدَل، قال‏:‏ وهو الأَشبه‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ باعَه بيْع الخلَق، ولم يفسره؛ وأَنشد‏:‏

أَبْلِغْ فَزارةَ أَنِّي قد شَرَيْتُ لها

مَجْدَ الحياةِ بسيفي، بَيْعَ ذِي الخَلَقِ

والأَخْلَقُ‏:‏ اللِّين الأَملسُ المُصْمَتُ‏.‏ والأَخلَق‏:‏ الأَملس من كل

شيء‏.‏ وهَضْبة خَلْقاء‏:‏ مُصمتة مَلْساء لا نبات بها‏.‏ وقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏ ليس الفقير الذي لا مال له إِنما الفقير الأَخْلَقُ

الكَسْبِ؛ يعني الأَملس من الحَسنات الذي لم يُقدِّم لآخرته شيئاً يثاب عليه؛ أَراد أَن الفقر الأَكبر إِنما هو فقر الآخرة وأَنّ فقر الدنيا أَهون

الفقرين، ومعنى وصف الكسب بذلك أَنه وافر مُنْتظِم لا يقع فيه وَكْسٌ ولا

يَتحيَّفُه نَقْص، كقول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليس الرَّقُوب الذي لا

يَبْقَى له ولد وإِنما الرقوب الذي لم يُقدِّم من ولده شيئاً؛ قال أَبو

عبيد‏:‏ قول عمر، رضي الله عنه، هذا مثَل للرجل الذي لا يُرْزَأُ في ماله، ولا

يُصاب بالمصائب، ولا يُنكَب فيُثاب على صبره فيه، فإِذا لم يُصَبْ ولم يُنكب كان فقيراً من الثواب؛ وأَصل هذا أَن يقال للجبل المصمت الذي لا

يؤثّر فيه شيء أَخلَقُ‏.‏ وفي حديث فاطمةَ بنت قيس‏:‏ وأَما معاوية فرجل أَخلَقُ

من المال أَي خِلْوٌ عارٍ، من قولهم حَجر أَخلَقُ أَي أَمْلَسُ مُصْمَت

لا يؤثر فيه شيء‏.‏ وصخرة خَلْقاء إِذا كانت مَلْساء؛ وأَنشد للأَعشى‏:‏

قد يَتْرُك الدهْرُ في خَلْقاءَ راسيةٍ

وَهْياً، ويُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعا

فأَراد عمر، رضي الله عنه، أَن الفَقْر الأَكبر إِنما هو فقرُ الآخرة

لمن لم يُقدِّم من ماله شيئاً يثاب عليه هنالك‏.‏ والخَلْق‏:‏ كل شيء مُمَلَّس‏.‏

وسهم مُخَلَّق‏:‏ أَملَسُ مُستوٍ‏.‏ وجبل أَخلقُ‏:‏ ليِّن أَملس‏.‏ وصخرة

خَلْقاء بيِّنة الخَلَق‏:‏ ليس فيها وَصْم ولا كسر؛ قال ابن أَحمر يصف

فرساً‏:‏بمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِيدةِ، مَتْنُه

كصَفا الخَلِيقةِ بالفَضاءِ المُلْبِدِ

والخَلِقةُ‏:‏ السحابةُ المستوية المُخِيلةُ للمطر‏.‏ وامرأَة خُلَّقٌ

وخَلْقاء‏:‏ مثل الرَّتْقاء لأَنها مُصْمَتة كالصَّفاة الخَلْقاء؛ قال ابن سيده‏:‏

وهو مَثَل بالهَضْبة الخَلْقاء لأَنها مُصمتة مثلها؛ ومنه حديث عمر بن عبد العزيز‏:‏ كُتب إِليه في امرأَة خَلْقاء تزوّجها رجل فكتَب إِليه‏:‏ إن كانوا علموا بذلك، يعني أولياءها، فأَغْرمْهم صَداقَها لزوجها؛ الخَلْقاء‏:‏

الرَّتْقاء من الصخْرة الملْساء المُصمتة‏.‏ والخَلائق‏:‏ حَمائرُ الماء، وهي صُخور أَربعِ عِظام مُلْس تكون على رأْس الرَّكِيّة يقوم عليها النازعُ

والماتِحُ؛ قال الراعي‏:‏

فَغَادَرْنَ مَرْكُوّاً أَكَسَّ عَشِيّة، لدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بادٍ خَلائقُهْ

وخَلِق الشيءُ خَلَقاً واخْلَوْلَق‏:‏ امْلاسَّ

ولانَ واستوى، وخَلَقه هو‏.‏ واخْلَوْلَق السحابُ‏:‏ استوى وارْتَتقَتْ

جوانبه وصارَ خَلِيقاً للمطر كأَنه مُلِّس تمليساً؛ وأَنشد لمُرقِّش‏:‏

ماذا وُقُوفي على رَبْعٍ عَفا، مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ‏؟‏

واخْلَولَق الرَّسْمُ أَي استوى بالأَرض‏.‏ وسَحابة خَلْقاء وخَلِقة؛ عنه

أَيضاً، ولم يُفسر‏.‏ ونشأَتْ لهم سحابة خَلِقة وخَلِيقةٌ أَي فيها أَثر

المطر؛ قال الشاعر‏:‏

لا رَعَدَتْ رَعْدةٌ ولا بَرَقَتْ، لكنَّها أُنْشِئتْ لنا خَلِقَهْ

وقِدْحٌ مُخلَّق‏:‏ مُستوٍ أَملس مُلَيَّن، وقيل‏:‏ كلّ ما لُيِّن ومُلِّس، فقد خُلِّق‏.‏ ويقال‏:‏ خَلَّقْته مَلَّسته؛ وأَنشد لحميد بن ثور الهِلالي‏:‏

كأَنَّ حَجاجَيْ عَيْنِها في مُثَلَّمٍ، من الصَّخْرِ، جَوْنٍ خَلَّقَتْه المَوارِدُ

الجوهري‏:‏ والمُخلَّق القِدْح إِذا لُيِّن؛ وقال يصفه‏:‏

فخَلَّقْتُه حتى إِذا تَمَّ واسْتوَى، كَمُخّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ، قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثاً، فلم يَزِغْ

عن القَصْدِ حتى بُصِّرتْ بدِمامِ

والخَلْقاء‏:‏ السماء لمَلاستها واستِوائها‏.‏ وخَلْقاء الجَبْهة والمَتْن

وخُلَيْقاؤُهما‏:‏ مُستَواهما وما امْلاسَّ منهما، وهما باطنا الغار الأَعلى

أَيضاً، وقيل‏:‏ هما ما ظهر منه، وقد غلب عليه لفظ التصغير‏.‏ وخَلْقاء

الغار الأَعلى‏:‏ باطنه‏.‏ ويقال‏:‏ سُحِبُوا على خَلْقاواتِ جِباهِهم‏.‏

والخُلَيْقاءُ من الفرس‏:‏ حيث لَقِيت جَبهته قَصبة أَنفه من مُسْتدَقِّها، وهي

كالعِرْنين من الإِنسان‏.‏ قال أَبو عبيدة‏:‏ في وجه الفرس خُلَيْقاوانِ وهما حيث

لقِيت جبهتُه قَصبة أَنفه، قال‏:‏ والخليقان عن يمين الخُلَيْقاء وشمالها

يَنْحَدِر إِلى العين، قال‏:‏ والخُلَيْقاء بين العينين وبعضهم يقول

الخَلْقاء‏.‏ والخَلُوقُ والخِلاقُ‏:‏ ضَرب من الطيِّب، وقيل‏:‏ الزَّعْفران؛ أَنشد

أَبو بكر‏:‏

قد عَلِمَتْ، إن لم أَجِدْ مُعِينا، لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينا

يعني امرأته، يقول‏:‏ إن لم أَجد من يُعينني على سَقْيِ الإبل قامت فاستقت

معي، فوقع الطين على خَلُوق يديها، فاكتفى بالمُسبَّب الذي هو اختلاط

الطين بالخلوق عن السبب الذي هو الاستقاء معه؛ وأَنشد اللحياني‏:‏

ومُنْسَدِلاً كقُرونِ العَرُو

سِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أَو خِلاقا

وقد تَخلَّق وخَلَّقْته‏:‏ طَلَيْته بالخَلُوق‏.‏ وخَلَّقَت المرأَة جسمها‏:‏

طَلته بالخَلوق؛ أنشد اللحياني‏:‏

يا ليتَ شِعْري عنكِ يا غَلابِ، تَحْمِلُ معْها أَحسنَ الأَرْكابِ، أَصفر قَد خُلِّقَ بالمَلابِ

وقد تخلَّقت المرأَة بالخلوق، والخلوقُ‏:‏ طيب معروف يتخذ من الزعفران

وغيره من أَنواع الطيب، وتَغلِب عليه الحمرة والصفرة، وقد ورد تارة بإباحته

وتارة بالنهي عنه، والنهي أَكثر وأَثبت، وإنما نهي عنه لأنه من طيب

النساء، وهن أَكثر استعمالاً له منهم؛ قال ابن الأثير‏:‏ والظاهر أن أحاديث

النهي ناسخة‏.‏

والخُلُق‏:‏ المُرُوءَة‏.‏ ويقال‏:‏ فلان مَخْلَقةٌ للخير كقولك مَجْدَرةٌ

ومَحْراةٌ ومَقْمَنةٌ‏.‏ وفلان خَلِيق لكذا أي جدير به‏.‏ وأَنت خَليق بذلك أَي

جدير‏.‏ وقد خَلُق لذلك، بالضم‏:‏ كأَنه ممن يُقدَّر فيه ذاك وتُرى فيه

مَخايِلهُ‏.‏ وهذا الأمر مخْلَقة لك أي مَجْدَرة، وإنه مَخلقة من ذلك، وكذلك

الاثنان والجمع والمؤنث‏.‏ وإنه لخَلِيق أَن يَفعل ذلك، وبأَن يفعل ذلك، ولأن يفعل ذلك، ومِن أَن يفعل ذلك، وكذلك إنه لمَخلَقة، يقال بهذه الحروف

كلها؛ كلُّ هذه عن اللحياني‏.‏ وحكي عن الكسائي‏:‏ إنَّ أَخْلَقَ بك أن تفعل ذلك، قال‏:‏ أَرادوا إنَّ أَخلق الأشياء بك أن تفعل ذلك‏.‏ قال‏:‏ والعرب تقول يا

خليقُ بذلك فترفع، ويا خليقَ بذلك فتنصب؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَعرف وجه

ذلك‏.‏ وهو خَلِيقٌ له أَي شبيه‏.‏ وما أَخْلَقَه أَي ما أشبهه‏.‏ ويقال‏:‏ إنه

لخليق أي حَرِيٌّ؛ يقال ذلك للشيء الذي قد قَرُب أن يقع وصح عند من سمع

بوقوعه كونُه وتحقيقه‏.‏ ويقال‏:‏ أَخْلِقْ به، وأَجْدِرْ به، وأَعْسِ به، وأَحْرِ

به، وأَقْمِنْ به، وأَحْجِ به؛ كلُّ ذلك معناه واحد‏.‏ واشتقاق خَلِيق وما

أَخْلَقه من الخَلاقة، وهي التَّمْرينُ؛ من ذلك أن تقول للذي قد أَلِفَ

شيئاً صار ذلك له خُلُقاً أي مَرَنَ عليه، ومن ذلك الخُلُق الحسَن‏.‏

والخُلوقة‏:‏ المَلاسةُ، وأَمّا جَدِير فمأْخوذ من الإحاطة بالشيء ولذلك سمِّي

الحائط جِداراً‏.‏ وأَجدرَ ثَمَرُ الشجرة إذا بدت تَمرتُه وأَدَّى ما في طِباعه‏.‏ والحِجا‏:‏ العقل وهو أَصل الطبع‏.‏ وأَخْلَق إخْلاقاً بمعنى واحد؛ وأَما قول ذي الرمة‏:‏

ومُخْتَلَقٌ للمُلْك أَبيضُ فَدْغَمٌ، أَشَمُّ أَيَجُّ العينِ كالقَمر البَدْرِ

فإنما عنى به أَنه خُلِق خِلْقةً تصلحُ للمُلك‏.‏

واخلَوْ لَقَت السماءُ أَن تمطرُ أَي قارَبتْ وشابهَت، واخْلَوْ لَق أن تَمطُر على أَن الفِعل لان‏.‏؛ حكاه سيبويه‏.‏ واخْلَوْلَق السحاب أَي استوى؛ ويقال‏:‏ صار خَلِيقاً للمطر‏.‏ وفي حديث صفة السحاب‏:‏ واخْلَوْلَق بعد تَفرُّقٍ

أَي اجتمع وتهيَّأ للمطر‏.‏ وفي خُطبة ابن الزبير‏.‏ إن الموتَ قد تَغَشَّاكم

سحابُه، وأَحْدَق بكم رَبابُه، واخْلوْلَقَ بعد تَفرُّق؛ وهذا البناء

للمبالغة وهو افْعَوْعَل كاغْدَوْدَنَ واغْشَوْشَبَ‏.‏

والخَلاقُ‏:‏ الحَظُّ والنَّصِيب من الخير والصلاح‏.‏ يقال‏:‏ لا خَلاق له في الآخرة‏.‏ ورجل لا خلاق له أَي لا رَغْبة له في الخير ولا في الآخرة ولا

صَلاح في الدين‏.‏ وقال المفسرون في قوله تعالى‏:‏ وما لَه في الآخرة من خَلاق؛ الخلاق‏:‏ النصيب من الخير‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ لا خلاق لهم لا نصيب لهم

في الخير، قال‏:‏ والخَلاق الدين؛ قال ابن بري‏:‏ الخلاق النصيب المُوفَّر؛ وأَنشد لحسان بن ثابت‏:‏

فَمَنْ يَكُ منهم ذا خَلاق، فإنَّه

سَيَمْنَعُه من ظُلْمِه ما تَوَكَّدا

وفي الحديث‏:‏ ليس لهم في الآخرة من خلال؛ الخَلاق، بالفتح‏:‏ الحظ والنصيب‏.‏

وفي حديث أُبَيّ‏:‏ إنما تأْكل منه بخَلاقك أَي بحظّك ونصيبك من الدين؛ قال له ذلك في طعام من أَقرأَه القرآن‏.‏

خمق‏:‏ الخَمْقُ‏:‏ الأَخذ في خُفْية؛ قال ابن دريد‏:‏ ولا أَحسَبه عربيّاً‏.‏

خنق‏:‏ الخَنِق، بكسر النون‏:‏ مصدر قولك خَنَقَه يَخْنُقُه خَنْقاً

وخَنِقاً، فهو مَخْنُوق وخَنِيق، وكذلك خَنَّقه، ومنه الخُنَّاق وقد انْخَنقَ

واخْتنقَ وانْخنقت الشاة بنفسها، فهي مُنْخَنِقة، فأَما الانْخناق فهو انعصار الخُنِاق في خَنْقه، والاخْتِناق فعله بنفسه‏.‏ ورجل خَنِق‏:‏ مَخْنُوق‏.‏

ورجل خانِق في موضع خَنِيق‏:‏ ذو خناق؛ وأنشد‏:‏

وخانِقٍ ذي غُصَّة جِرَّاضِ‏.‏

والخِناق الحَبل الذي يُخنَق به‏.‏ والخِناق‏:‏ ما يُخَنق به‏.‏ والخَنَّاق‏:‏

نعت لمن يكون ذلك شأْنَه وفعلهَ بالناس‏.‏ والخِناق والمِخْنقة‏:‏ القِلادة

على المُخَنَّق‏.‏

والخُناقُ والخُناقيَّةُ‏:‏ داء أَو ريح يأْخذ الناس والدوابّ في الحُلوق

ويعتري الخيل أَيضاً وقد يأْخذ الطير في رؤوسها وحُلُقها، وأَكثر ما يظهر

في الحمام، فإاذا كان ذلك فهو غير مشتق لأن الخَنق إنما هو في الحلق‏.‏

يقال خُنق الفرس، فهو مَخْنوق‏.‏

أبو سعيد‏:‏ المُخَتَنِق من الخيل الذي أَخذت غُرّتُه لَحْيَيْه إلى أُصول

أُذنيه، فإذا أَخذ البياضُ وجْهه وأُذنيه فهو مبرنس‏.‏ وخَنَّقْت الحوضَ

تخْنِيقاً إذا شدَدْت مَلأَه؛ قال أَبو النجم‏:‏

ثُمّ طباها ذُو حبابٍ مُتْرَعُ، مُخَنَّقٌ بمائه مُدَعْدَعُ

ابن الأَعرابي‏:‏ الخُنُق الفُروج الضِّيقة من فُروج النساء‏.‏ وقال أَبو

العباس‏:‏ فَلْهَمٌ خِنَاقٌ ضَيِّق حُزُقّةٌ قَصِير السَّمْك‏.‏ والمُخْتَنَقُ‏:‏

المَضِيق‏.‏ ومُختَنق الشِّعْب‏:‏ مَضِيقُه‏.‏ والخانِيقُ‏:‏ مَضيق في الوادي‏.‏

والخانق‏:‏ شِعْب ضيّق في الجبل، وأَهل اليمن يسمون الزُّقاق خانقاً‏.‏

وخَانِقين وخانِقُونَ‏:‏ موضع معروف، وفي النصب والخفض خانقين‏.‏ الجوهري‏:‏

انْخنقَت الشاة بنفسها فهي مُنخَنقة، وموضعه من العنق مُخَنَّق، بالتشديد، يقال‏:‏ بلغ من المُخَنَّق‏.‏ وأَخذت بِمُخَنَّقة أَي موضع الخِناق؛ وأنشد

ابن بري لأبي النجم‏:‏

والنفْسُ قد طارَتْ إلى المُخنَّق

وكذلك الخِناق والخُناق‏.‏ يقال‏:‏ أَخَذ بِخُناقه؛ ومنه اشتقت المِخْنقة من القلادة‏.‏ والمُختَنق‏:‏ المَضِيقُ‏.‏ وفي حديث معاذ‏:‏ سيكون عليكم أُمراء

يؤخّرون الصلاة عن مِيقاتها ويَخْنُقونها إلى شَرق الموتى أَي يُضيِّقُون

وقتها بتأْخيرها‏.‏ يقال‏:‏ خنقْت الوقت أَخْنُقه إذا أَخَّرته وضيَّقْته‏.‏ وهم

في خُناق من الموت أَي في ضيق‏.‏

خنبق‏:‏ الخُنْبُقُ‏:‏ البَخِيل الضيِّقُ، والخِنْبِق‏:‏ الرَّعْناء‏.‏

خندق‏:‏ الخَنْدَقُ‏:‏ الوادي‏.‏ والخَندق‏:‏ الحَفير‏.‏ وخَنْدَقَ حوله‏:‏ حفر

خَنْدقاً‏.‏ والخَندق‏:‏ المحفور، وقد تكلمت به العرب؛ قال الراجز‏:‏

لا تحْسَبَنَّ الخَنْدَقَ المَحْفُورا، يَدْفَعُ عنك القَدَر المَقْدُورا

وهو أَيضاً اسم موضع؛ قال القطامي‏:‏

كعَناء لَيْلَتِنا التي جُعِلَتْ لنا، بالقَرْيَتَيْن، ولَيلةٍ بالخَنْدَقِ

والخَنْدَقُوق‏:‏ الطويل‏.‏ وخَنْدَقُ بن زياد‏:‏ رجل من العرب‏.‏

خنعق‏:‏ الأَزهري في الرباعي‏:‏ ابن شميل قال أَبو الوليد الأَعرابي‏:‏ قلت

لأَبي الذئب رأَيت فلاناً مُخَنْعِقاً، فقال أَبو الذئب‏:‏ مُخَعْنِقاً يعني

ذاهباً بِسُرعة مشي، ورأَيته في بعض النسخ مُخَنعِقاً، فقال له أَبو

الذئب‏:‏ مخنْعِقاً، بتقديم النون فيهما‏.‏

خنفق‏:‏ الليث‏:‏ الخَنْفَقِيق والعَنْقَفِير وهو الداهية؛ وأَنشد أَبو

عبيد‏:‏سَهِرْتَ به ليلة كلَّها، فجئتَ به مُؤْدَناً خَنْفَقِيقا‏.‏

يقول‏:‏ ولدْتَ للرَّأْي ليلة كلها فجئت بداهية‏.‏

خوق‏:‏ الخَوْقُ‏:‏ الحَلْقة من الذهب والفِضة، وقيل هي حَلْقة القُرط

والشَّنْف خاصَّة؛ قال سَيّار الأَباني‏:‏

كَأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ

على دَباةٍ، أو على يَعْسُوبِ

وقال ثعلب‏:‏ الخَوْق حَلقة في الأُذن، ولم يقل من ذهب ولا من فضة، يقال‏:‏

ما في أُذنها خُرْصٌ ولا خَوْق‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ الحادُور القُرط، وخَوْقه

حَلْقته؛ قال‏:‏ والمُخَوَّقُ الحادُور العظيم الخَوْقِ‏.‏ ويقال للرجل‏:‏ خُقْ

خُقْ أَي حَلِّ جاريتك بالقرط‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَما تَستطيع إحداكُنّ أن تأْخذ خَوْفاً من فضة فتَطلِيَه بزعفران‏؟‏ الخَوْقُ‏:‏ الحَلْقة‏.‏ وخاقُ

المفازِة‏:‏ طولها، وخَوَقُها‏:‏ سَعَتُها، ويقال‏:‏ خَوَقها طولها وعَرْض انبساطها

وسَعة في جَوْفها، وخَرْقٌ أَخْوقُ؛ قال سالم بن قحفان‏:‏

تَرَكْت كُلَّ صَحْصحانٍ أَخْوَقا

ومَفازَة خَوْقاء‏:‏ واسعة الجَوْف، ومُنْخاقةٌ؛ وأَنشد‏:‏

خَوْقاء مَفضاها إلى مُنخاقِ

وقال ابن مقبل‏:‏

عن طامِسِ الأَعْلامِ أَو تَخَوَّقا

قال‏:‏ تخوَّق تباعَدَ عنه؛ قال‏:‏

وجَرْداء خَوْقاء المسارِحِ هَوْجَل، بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ

وقيل‏:‏ مَفازة خَوْقاء لا ماء فيها وقد انْخاقَت المَفازة‏.‏ وبلد

أَخْوَقُ‏:‏ واسع بعيد؛ قال رؤبة‏:‏

في العَين مَهْوًى ذي حِدابٍ أَخْوَقا، إذا المَهارِي اجْتَبْنَه تخَرَّقا

والخَوْقاء‏:‏ الرَّكِيَّة البعيدة القعر الواسعة من الرَّكايا بيِّنة

الخَوَق‏.‏ والخَوقُ، بالتحريك‏:‏ مصدر قولك مَفازة خَوْقاء، وبئر خَوْقاء أي

واسعة‏.‏ والخَوْقاء من النساء‏:‏ الواسعة، وقيل‏:‏ هي التي لا حجاب بين فرجها

ودُبرها، وقيل‏:‏ هي المُفْضاة‏.‏ ويقال للفرج‏:‏ خاقِ باقِ لخَوَقِها أي لسَعتها

كأَنها حكاية صوت سعته؛ قال‏:‏

قد أَقْبَلَتْ عَمْرةُ من عِراقِها، تَضْرِب قُنْبَ عَيْرِها بِساقها، تَسْتَقبِلُ الريحَ بِخاق باقِها، قال أَبو منصور‏:‏ وجعل الراجز خاقِ باقِ فَلْهَم المرأَة حيث يقول‏:‏

مْلْصِقةَ السَّرْجِ بخاقِ باقِها

قال ابن بري‏:‏ خاق باق صوت الفرج عند النكاح فسمي الفرج به، قال‏:‏ ويقال

له الخاق باق مبني على الكسر مثل الخَازِ بازِ‏.‏ والخَوْقاء‏:‏ الحَمْقاء من النساء‏.‏ والخَوْقاء من النساء‏:‏ الطويلة الدقيقةُ، ونساء خُوقٌ‏.‏ وخاقَ

الرجلُ المرأَةَ إذا فَعل بها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ خاقِ باقِ صوت حركة أَبي

عُمَيْر في زَرْنَبِ الفَلْهَمِ، والزَّرْنَب الكَيْن‏.‏ وخاقَ الشيءَ‏:‏

اسْتأْصَله وذهَب به؛ قال جرير‏:‏

لقد خاقَتْ بحُوري أَصْلَ تَيْمٍ، فقد غَرِقُوا بمُنْتَطِحِ السُّيُولِ

والخَوَقُ‏:‏ الجرَب؛ عن الأُموِيّ‏.‏ يقال‏:‏ بعير أَخْوقُ، وناقة خَوْقاء أي

جَربْاء، وقيل‏:‏ هو مثل الجرَب؛ وأَنشد ابن شميل‏:‏

لا تأْمَنَنَّ سُلَيْمى أَن أُفارِقَها

صَرْمي ظَعائنَ هِنْدٍ، يَوم سُعْفوقِ

لقد صَرَمْتُ خَلِيلاً كان يأْلَفُني، والآمِناتُ فِراقي بعدهَ خُوقِ‏.‏

وفي نوادر الأعراب‏:‏ خُوقُ الفرس جِلْدة ذكره الذي يرجع فيه مِشْوارهُ‏.‏

دبق‏:‏ الدِّبْق‏:‏ حمل شجر في جَوْفه كالغِراء لازق يَلْزَق بجناح الطائر

فيُصاد به‏.‏ ودَبَّفْتها تَدْبِيقاً إذا صِدتها به؛ وقيل‏:‏ كلُّ ما أُلزق به شيء، فهو دِبْق مثل طِبْق، وسيأتي ذكره‏.‏ الجوهري‏:‏ الدِّبق شيء يَلْتَزِق

كالغِراء يصاد به الطير، دبَقَه يَدْبِقُه دَبْقاً ودَبَّقَه‏.‏

والدَّبُوقاء‏:‏ العَذِرة؛ قال رؤبة‏:‏

والمِلْغُ يَلْكى بالكَلام الأَمْلَغِ، لولا دَبُوقاء اسْتِه لم يَبْطَغِ

المِلغ‏:‏ الخبيث، ويقال النَّذْل الساقِط؛ يلَكى بسَقَط الكلام أَي يجيء

بسقط القول وما لا خير فيه، وجعل ما يَخرج من كلامه وفيه كالعذرة التي

تخرج من استه؛ ويَبْطَغ‏:‏ يتلطَّخ فكلامه إذا ظهر بمنزلة سَلْحِه إذا

تَلطَّخ به، وقيل كل ما تمَطَّط وتلَزَّج‏.‏

وعيش مُدبَّقٌ ليس بتامّ‏.‏ ودَبَقَ في مَعِيشته، خفيفة؛ عن اللحياني‏:‏

لَزِق، لم يفسره بأكثر من هذا‏.‏

ودابِقٌ، ودابَقٌ، مصروف‏:‏ موضع أَو بلد؛ قال غَيْلانُ بن حُريْث، وقال

الجوهري هو للهدار‏:‏

ودابِق وأَيْنَ مِنّي دابِق

اسم بلد، والأغلب عليه التذكير والصرف لأَنه في الأصل اسم نهر، وقد يؤنث

ولا يُصرف‏.‏

والدَّبُّوق‏:‏ لُعبة يَلعب بها الصبيان معروفة‏.‏ والدَّبِيقيُّ‏:‏ من دِقِّ

ثياب مصر معروفة تنسب إلى دَبِيق‏.‏

دثق‏:‏ روي عن ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏ الدَّثْقُ صبّ الماء بالعجَلة‏.‏ قال

أَبو منصور‏:‏ هو مثل الدَّفْق سواء، وأَهمله الليث‏.‏

دحق‏:‏ العرب تسمي العَيْر الذي غُلِب على عانَته دَحِيقاً‏.‏ وقال ابن المظفر‏:‏ الدَّحْقُ أن تَقصُر يد الرجل عن الشيء، تقول‏:‏ دَحَقَتْ يدُ فلان عن

فلان‏.‏ ابن سيده‏:‏ دحَقَتْ يدِي عن الشيء تَدْحَق دَحْقاً‏:‏ قصُرت عن

تناوُله‏.‏ والدَّحْقُ‏:‏ الدَّفْع‏.‏ وقد أَدْحقه الله أي باعَده عن كل خير‏.‏ ورجل

دَحِيقٌ مُدْحَقٌ‏:‏ مُنَحّىً عن الخير والناسِ، فَعِيل بمعنى مفعول‏.‏ ودحَقَت

الرَّحِمُ إذا رَمتْ بالماء فلم تقبله؛ قال النابغة‏:‏

دحَقَتْ عليك بِناتِقٍ مِذْكارِ

ودحَقت الناقة وغيرها برحمها تَدْحَق دَحْقاً ودُحوقاً، وهي داحق

ودْحُوق‏:‏ أَخرجَتها بعد النِّتاج فماتت‏.‏ وانْدحَقت رَحِمُ الناقة أَي

انْدَلَقت‏.‏ ودَحقَت المرأَة بولدها دَحْقاً‏:‏ ولدت بعضَهم في إثر بعض‏.‏ ابن هانئ‏:‏

الدّاحق من النساء المُخرجة رحمها شَحْماً ولحماً‏.‏ الأصمعي‏:‏ تقول العرب

قبَّحه الله وأُمّاً رَمَعَتْ به ودَحَقَت به ودَمَصَتْ به بمعنى واحد أَي

ولدته‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الدَّحُوق من النساء ضد المَقاليت، وهن المُتْئمات‏.‏

وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ سيظهر بعدي عليكم رجل مُنْدَحِقُ البطن أي

واسعها كأَنَ جوانِبها قد بَعُد بعضُها من بعض فاتَّسعتْ‏.‏ والدَّحِيقُ‏:‏

البعيد المُقْصى، وقد دَحقَه الناس أَي لا يُبالي به‏.‏ والدَّاحِق‏:‏ الغَضْبان‏.‏

ويقال‏:‏ أَدْحَقه الله وأَسْحَقه وفي حديث عرفة‏:‏ ما من يومٍ إبليسُ فيه

أَدْحَرُ ولا أَدْحَقُ منه في يوم عرَفةَ؛ الدحْقُ‏:‏ الطرْدُ والإبعادُ‏.‏

وفي الحديث حين عَرَضَ نَفْسه على أَحْياء العرب‏:‏ عَمَدْتم إلى دَحِيقِ

قومِ فأَجَرْتُموه أي طَرِيدِهم‏.‏

دحلق‏:‏ الدَّحْلَقةُ‏:‏ انتفاخُ البطن‏.‏

دحمق‏:‏ الدُّحْموق والدُّمْحُوق‏:‏ العظيم البطن‏.‏

ددق‏:‏ الدَّوْدَقُ‏:‏ الصعيد الأملس؛ عن الهجري؛ وأَنشد‏:‏

تَتْرُكُ منه الوَعْثَ مِثلَ الدَّوْدَق

درق‏:‏ الدَّرَقُ‏:‏ ضرب من التِّرَسةِ، الواحدة دَرَقة تتخذ من الجلود‏.‏

غيره‏:‏ الدرقة الحَجَفة وهي تُرْس من جلود ليس فيه خشب ولا عَقَب، والجمع دَرَقٌ وأَدراق ودِراقٌ‏.‏

ودَوْرَق‏:‏ مدينة أَو موضع؛ أَنشد ابن الأعرابي‏:‏

وقد كنتُ رَمْلِيّاً، فأَصبَحْت ثاوِياً

بدَوْرَقَ، مُلْقىً بينكُنَّ أَدُورُ

والدَّوُرق‏:‏ مِقدار لما يُشرب يُكتال به، فارسي معرب‏.‏ والدِّرَّاقُ

والدِّرْياقُ والدِّرْياقةُ، كله التِّرْياق، معرب أيضاً؛ قال رؤبة‏:‏

قد كنتُ قَبْل الكِبَرِ الطُّلْخَمِّ، وقبْل نَحْضِ العَضَلِ الزِّيَمِّ، رِيقِي ودِرْياقي شِفاء السّمِّ

النَّحْضُ‏:‏ ذَهاب اللحم، والزِّيَمُّ‏:‏ المُكْتَنز‏.‏ وحكى الهجري دَرياق، بالفتح‏.‏ وحكى ابن خالويه أنه يقال طِرْياق، بالطاء، لأَن الطاء والدال

والتاء من مخرج واحد، قال‏:‏ ومثله مدَّه ومطَّه ومَتَّه‏.‏ وقالوا‏:‏

طَرَنْجَبِين في الترنجبين، وطَفْليس في تَفْليس، والمِطْرَص في المترس‏.‏ ويقال

للخمر دِرْياقةٌ على النَّسبَ؛ قال ابن مقبل‏:‏

سَقَتْني بصَهْباء دِرْياقةٍ، متى ما تُلَيِّنْ عظامِي تَلِنْ

أَبو تراب عن مُدْرِك السُّلَمي‏:‏ يقال مَلَّسني الرجل بلسانه ومَلَّقَني

ودَرَّقَني أَي ليَّنني وأَصلح مني يُدَرِّقُني ويُمَلِّسُني

ويُمَلِّقُني‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الدَّرْقُ الصُّلْبُ من كل شيء‏.‏

دردق‏:‏ الدَّرْدَقُ‏:‏ الصِّبْيان الصِّغار‏.‏ يقال‏:‏ وِلْدانٌ دَرْدَقٌ

ودَرادِقُ‏.‏ والدَّرْدَق‏:‏ الصغير من كل شيء، وأَصله الصغار من الغنم، والجمع الدَّرادق‏.‏ والدَّرْداقُ‏:‏ دكٌّ صغير مُتَلبِّد، فإذا حَفَرْتَ كشفْتَ عن

رمل؛ وأنشد الأعشى‏:‏

وتَعادَى عنه، النَّهارَ، تُوارِيـ *** ـهِ عِراضُ الرِّمالِ والدَّرْداقِ

قال الأَزهري‏:‏ أَما الدَّرْداقُ فإنها حِبال صغار من حِبال الرمل

العظيمة‏.‏ والدَّرْدَقُ‏:‏ صغار الإبل والناس؛ قال الأَعشى‏:‏

يهبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْـ *** ـتانِ، تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفالِ

درشق‏:‏ دَرْشَقَ الشيءَ‏:‏ خلَطه‏.‏

درفق‏:‏ المُدْرَنْفِقُ‏:‏ المُسْرِع في سيره‏.‏ يقال‏:‏ ادْرَنْفِقْ

مُرْمَعِلاًّ أَي امْضِ راشداً‏.‏ ودَرْفَقَ في مَشْيِه‏:‏ أَسرع‏.‏ وادْرَنْفَقَتِ

الناقة إذا مضت في السير فأَسرعت‏.‏ وادْرنفَق‏:‏ تقدَّم‏.‏ وادْرَنْفَقَت الإبل إذا

تقدَّمت الإبلُ‏.‏ الليث‏:‏ ادْرَنْفَقَ أَي اقْتَحم قُدُماً‏.‏ أَبو تراب‏:‏

مرَّ مرّاً دَرَنْفَقاً ودَلَنْفَقاً، وهو مَرٌّ سريع شبيه بالهَمْلَجة‏.‏

درمق‏:‏ الدَّرْمَقُ‏:‏ لغة في الدَّرْمك وهو الدقيق المُحَوَّرُ‏.‏ وذكر عن

خالد بن صفوان أَنه وصف الدرهم فقال‏:‏ يُطعِم الدَّرْمق ويَكْسُو

النَّرْمقَ، فأَبدل الكاف قافاً؛ أراد بالنَّرمق

بالفارسية نَرْم‏.‏

دسق‏:‏ الدَّسَقُ‏:‏ امْتِلاءُ الحَوْضِ حتى يَفِيض‏.‏ ودَسِقَ الحوضُ

دَسَقاً‏:‏ امْتلأَ وساحَ ماؤُه، وأَدْسقه هو؛ قال رؤْبة‏:‏

يَرِدْنَ تحت الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ

دشق‏:‏ أبو عبيدة‏:‏ بيتٌ دَوْشَقٌ إذا كان ضَخْماً؛ وجمل دَوْشَقٌ إذا كان

ضخماً، فإذا كان سريعاً فهو دَمْشَقٌ، والله أَعلم‏.‏

دعق‏:‏ الدَّعْقُ‏:‏ شِدَّةُ وطء الدابة‏.‏ دَعَقت الدوابُّ الأَرضَ

تَدْعَقُها دَعْقاً‏:‏ أَثَّرت فيها‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه، وذكر فتنة فقال‏:‏

حتى تَدْعقَ الخيلُ في الدِّماءِ أي تطأ فيه‏.‏ وطريقٌ دعْقٌ ومَدْعُوق‏.‏

ودُعِقَ الطريقُ‏:‏ كثِر عليه الوطء؛ قال الراجز‏:‏

يَرْكَبْن ثِنْيَ لاحبٍ مَدْعُوقِ، نائي القَراديدِ من البُثُوق‏.‏

وقد دَعقَه الناسُ‏.‏ وطريق دَعْق وعْثٌ أَي مَوطوء كثير الآثار، وطريق

دَعِق‏.‏ قال رؤبة‏:‏

زَوْراً تجافى عن أَشاآتِ العُوَقْ

في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ

ويقال دعقَت الإبلُ الحوضَ دعْقاً إذا وردت فازدحمت على الحوض؛ قال

الراجز‏:‏

كانت لنا كدَعْقةِ الوِرْدِ الصَّدِي

والدَّعْقُ‏:‏ الدَّقُّ‏.‏ وقال بعض ضعَفَة أَهل اللغة‏:‏ الدعُقُ الدَّقُّ، والعين زائدة كأَنها بدل من القاف الأُولى، وليس بصحيح‏.‏ ودعَقَت الإبلُ

الحوض إذا خبَطَتْه حتى تُثَلِّمه من جوانبه‏.‏ ودَعَق الماء دَعْقاً‏.‏

فَجَّره؛ قال رؤبة‏:‏

يَضْرِبُ عِبْرَيْه ويَغْشَى المَدْعَقا

ودَعَقه يَدْعَقُه دَعْقاً‏:‏ أَجهز عليه‏.‏ والدَّعْقة‏:‏ الدُّفْعة‏.‏ ويقال‏:‏

أَصابتْنا دَعقة من مطر أَي دُفْعة شديدة‏.‏ ودعق عليهم الخيلَ يَدْعَقُها

دَعْقاً إذا دفَعها عليهم في الغارة‏.‏ ودعَقوا عليهم الغارة دَعْقاً‏:‏

دفعوها، والاسم الدَّعْقة، وقيل‏:‏ الدَّعْقة المَصْبوب عليهم الغارة؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والدَّعْقة‏:‏ جماعة من الإبل‏.‏ وخيل مَداعِيقُ‏:‏ متقدِّمة في الغارة تدُوس القوم في الغارات‏.‏ وأَدْعَقَ إبله‏:‏ أَرسلها‏.‏ وشَلٌّ دَعْقٌ‏:‏

شديد‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ مَداعِقُ الوادي ومَثادِقُه ومَذابِحُه

ومَهارِقُه مَدافِعُه‏.‏ والدَّعْقُ‏:‏ الهَيْج والتَّنْفِير، وقد دَعَقَه دَعْقاً ولا

يقال أَدعَقَه؛ وأَما قول لبيد‏:‏

في جَمِيعٍ حافِظي عَوْراتِهمْ، لا يَهُمُّونِ بِإِدْعاقِ الشَّلَلْ

فيقال‏:‏ هو جمع دَعْق وهو مصدر فتوهَّمه اسماً، أي أَنهم إذا فزِعوا لا

يُنَفِّرون إبلهم، ولكن يجمعونها ويقاتلون دونها لعِزِّهم؛ قال الأصعمي‏:‏

أَساءَ لبيد في قوله‏:‏

لا يهمون بإِدعاق الشلل

وقال غيره‏:‏ دعَقها وأَدعَقها لغتان‏.‏